بعد طول انقطاع : قصة مسلسلة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 07:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-10-2003, 09:17 AM

Husam Hilali
<aHusam Hilali
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعد طول انقطاع : قصة مسلسلة (Re: Husam Hilali)

    الحلقة الثالثة :

    وصل أخيراً بعد ترجله عن صهوة الطريق المعتادة . التي من تكرر معاودتها لقدمي " فتحي" جعلت من ذاكرته ذاكرة حمار . دلف إلى المكتب محيياً زميله الذي يعلوه مرتبة ً دوناً عن بقية الموظفين:
    - صباح الخير يا أستاذ " عوض " .
    اعتلت عينا " عوض " سفح التذمر بعد أن رمقتا الداخل من فوق زجاج النظارة وهي التي كانت مشغولة قبل لحظة بحسابات المكتب :
    - بل قل مساء الخير.. أ هذا وقت تأتي فيه لمزاولة عملك ؟
    - آسف يا أستاذ. لكن لدي ظروفي الخاصة.
    - لا ظروف ولا خطابات، نحن لا نعمل هنا في البوسطة ! كلنا لديه مثل أعذارك القبيحة ، لكننا لا نفرط في ثوابت المهنة التي نقتات منها .. سيكون محقاً ذلك الذي يفكر في تسريحك من المكتب . أنهى عبارته عسرة الهضم دون أن يترك مجالاً للملاحظة في رأس " فتحي" من شقها الأخير جراء دخول المدير إلى المكتب مرحباً بعبارات كان لها وقع الزئير عند الموظفين الذين وقفوا مستعيدين بذلك صور المدرسة الابتدائية، فقام "عوض" من مكتبه متوجهاً صوب مديره، وبتودد لا يخلو من نفاق ضبع يتقرب من أسد، في حين اكتفى زميله برد تحية من ثغر استعار انفراج أساريره من انقباض قلبه خوفاً من بطشات المدير التي قد تؤدي إلى قطع عنق الرزق ، قال المدير موجهاً كلامه له:
    - لدينا زبون ينتظر خارجاً.. بعثه إلي أحد أقاربي، يود استئجار شقة مفروشة (محترمة) من ثلاث حجرات ( استخدم راحته في الوصف مكوراً السبابة والإبهام وباسطاً بقية أصابعه ) ، خذ المفاتيح... ( تحرك إلى مكتبه عابراً قرب " فتحي" ) ولن أوصيك على معاملته، إياك أن تخجلني مع ابن خالتي !
    إجابة تلقائية:
    - كما تريد يا سيدي.
    وقبل أن يدخل لتفت إلى سامعه منوهاً وعلى سحنته ابتسامة مكر:
    - اسمع .. لا تقرب فاهك من الزبون ، ولا أريد أن أشتم رائحة فمك هذه مرة أخرى !
    لم يسع " عوض " بعد انتهاء الحوار ، إلى أن يستقبل في أنفه إفرازات من أنزيم التطفل ليصنع دردشة خاطفة مع زميله مستهلاً إياها بعبارات لؤم :
    - لست وحدك من يصنع ما صنعت ليلاً . و(لكننا) نلتمس الحذر والحيطة حتى في أوج الثمالة . لا يحتاج الأمر إلى نصيحة ، تناول أي شيء يقضي على تلك الرائحة .
    حاول التنكر بزي المسكنة رغم عدم حاجته للتصنع :
    - وكيف لي الإتيان بثمن ربطة نعناع مثلاً ؟!
    أجاب مخزياً سؤاله :
    - كف عن هذا يا رجل ! من يحتسي العرق وتوابعه يمكنه تناول أرطال مما يشتهي ، ولا تحاول إقناعي بمجانية شرابك ، أو أنك تسكر بالدين .
    - حسناً . ولكن ماذا بشأن احمرار العين ؟
    - الأمر بسيط .. اشتري نظارة شمسية ! ( ربت على كتفه بهزة طفيفة ) لكل مشكلة حل يا (أبو الفتوح) !
    انقطع الحوار بين الموظفين لرنين الهاتف الذي انبعث من على مكتب "عوض" الذي سارع في تلبية نداء المجهول ، بينما تسمر الآخر في وقفته يراجع نفسه فيما ورد عليه من حديث . قاطع "عوض" محادثه على الهاتف ووجه ملحوظة لزميله المتصنم :
    - هاي .. هناك من ينتظرك في الخارج .. هيا انقشع !
    لملم الرجل شتات نفسه المبعثرة بين علامـات الاسـتفهام الكبيرة . وذهب لحال سبيله المنصوب بـ " فتحي" نفسه الذي هام على وجه سئم من الأقنعة حتى نضبت رتوشه من سبل اختلاقها .
    شيعه الموظف الجاثم على الآلة الكاتبة بنظراته ، ثم تابع الجنازة المتجددة لـه وعزى بقوله : كم هو مسكين غبي !
    امتعضت لهجة "عوض" من وصف ( مسكين ). فاستقطع من محادثه برهة بتغطية السماعة وقال للكاتب :
    - الغبي من عيّنه ! ثم واصل ثرثرته .
    نظر الكاتب للموظف الرابع المنزوي هناك مشدوها بفم تكور لما حدث به "عوض" !

    في الظهيرة ، كان الجميع محلقين حول الطاولة الخشبية العتيقة منتظرين لساعدي " ثريا " وهي آتية بطعام الغداء . إن كان يعد غدائهم ذاك طعاماً ! ظلوا يتصببون عرقاً كأن رابعتهم في المائدة هي الشمس ، وصدر مائدتهم المستأصل بالتصاقه في الجدار هو مشرقها .
    مكثوا متخيلين في أذهانهم صوت المذياع وهو يلقي نشرة الأخبار التي إذا ما أخطأ المذيع بقراءة تقارير البارحة إبانها. لم يلاحظ أحد أن في الأمر خطاً ما . تستمر بثرثرة مزعجة ليس بمقدور أحد إسكاتها حتى ولو بإتلاف الأذنين : آخر ما أشعلت الحكومة سعره ليطير صاروخاً مستنجداً برب سابع سماء . نشرة النعي والوفيات . آخر الحوادث والجرائم التي لا يفلت مرتكبيها من العقاب ( إلا إذا كان مجرماً برتبة وزير فما فوق ) ماذا صرح المسئول وبمن اجتمع ومن استقبل إلى من بعث وماذا أرسل وأجرى ... إلى آخر القائمة .
    تنحنح ( أبو الفتوح ) في جلسته ، ليتمخط عن تقليبه لجيوبه المرقعة سيجارة استعارها . غير تلك التي نالها كبقشيش على خدمة صغيرة ليست مجانية في قانون عمله الخاص . ناولها لـ " ربيع " آمراً إياه بإشعالها دون سعرها ( المجاني ) . لم يكذب الربيع المصطاف في جحيم والده بالذهاب إلى المطبخ متجهاً نحو الفرن المشتعل بعين واحدة . تطاولت ألسنة اللهب دون شتائم أثناء تسخينها لحلة الغداء الفولية ، حتى بلغت مقدمة اللفافة التبغية التي كانت النار في ضفة منها ، و" ربيع " بالضفة الأخرى .. يطوقها بفمه . منتهزاً تلك الفرصة كي يشفط عدة أنفس من ذلك النعيم ( الهاري ) . التقطته عينا أمه وهو يمارس شعائره المجوسية . تركت حوض المطبخ ومياهه متذبذبة بين الانهمار والتسلل ثم أكالت لولدها صفعة على قفاه بكف لطخ بزغب الخبز الرخيص ورزاز الماء ، وجسد المصفوع في ركوع أمام الفرن الذي تلقى والده ثمناً له مقدماً ، ولم يوصله لصاحبه الجديد بعد .
    استدرك الابن الألم بعد ثوان ، فانهال صياحاً على أمه :
    - هذا ما كان ينقصني . أبي يصرخ طوال اليوم في وجهي ، والناظر يضربني في كفيّ بحافة المسطرة كل صباح مثل الطبلة تقرع للنشيد الوطني ، وصعاليك الصف في المدرسة يركلونني كلما طاب لهم الركل ، وتأتي حضرتك بعد كل هذا لتتفضلي بضربي على قفاي وأنا أنفذ أمر أبي !
    - راجع نفسك .. وستجد أنك سبب أي عقاب يقع عليك . وأضافت توبيخاً بسبابة تتأرجح : كما أن والدك لم يطلب منك إشعال السيجارة بتخميسك لها معه !
    - كفى !! لا أريد سماع شيء . !
    - أ هذه لهجة تحادث فيها أمك ؟!
    - فلتصمتي إذاً . إن كنت لا تودين سماع هذه اللهجة . بصق على الثلاجة – ظناً منه أنها ظل والدته – وبعد أن مضغ عدة أنفس من لفافة والده خرج من ربيعه وهو ظالم لنفسه ، وكان يتمنى أن تبيد هذه أبدا .
    انكفأت الأم على ذاتها ونار الفرن تتأجج .. أسرت لأذنيها بأقوال الشكوى للرب القريب على بعد ، ولامت نفسها وتحملت ما لا تصبر على تحمله الجبال ، شح صنبور الحوض فجأة سانحاً لعيني " ثريا " بمراودة النزيف لها .. دمعاً .
    يتبع ...

    (عدل بواسطة Husam Hilali on 08-15-2003, 09:58 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
بعد طول انقطاع : قصة مسلسلة Husam Hilali08-02-03, 03:21 AM
  Re: بعد طول انقطاع : قصة مسلسلة Modic08-02-03, 04:00 AM
  Re: بعد طول انقطاع : قصة مسلسلة AlRa7mabi08-02-03, 09:58 AM
  Re: بعد طول انقطاع : قصة مسلسلة Husam Hilali08-03-03, 05:10 PM
  Re: بعد طول انقطاع : قصة مسلسلة Husam Hilali08-03-03, 05:19 PM
  Re: بعد طول انقطاع : قصة مسلسلة Modic08-05-03, 10:51 AM
  Re: بعد طول انقطاع : قصة مسلسلة Husam Hilali08-10-03, 09:17 AM
  Re: بعد طول انقطاع : قصة مسلسلة Husam Hilali08-27-03, 07:21 PM
  Re: بعد طول انقطاع : قصة مسلسلة Husam Hilali09-08-03, 09:28 AM
    Re: بعد طول انقطاع : قصة مسلسلة هدهد09-09-03, 01:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de