فتوى خطيرة .... بتحريم الإنتماء للجبهة الديمقراطية!!!!!!!ه

جماعة نصبت من نفسها أنها جماعة من علماء السودان أعلنت في فتوى مضحكة أن الانضمام لتنظيم الجبهة الديمقراطية كفر، ولعمري هذه ثمرة مرة من ثمرات الاعتداء المتواصل على الديمقراطية والمراقبة السالبة لثلة من رجال الدين بل والمشاركة الفاعلة في هذا الاعتداء

الحوار الفلسفي حول ضرورة بروز تنظيمات مثل الجبهة الديمقراطية كمطلب تاريخي لنضال الشعب السوداني ودون إذن من جماعة العلماء سالفة الذكر لعله أمر تضيق به مواعين الحوار لدى العلماء مصدري هذه الفتوى أنفسهم. الجبهة الديمقراطية تنظيم وجد منذ العام 1953 كتحالف بين الطلاب الشيوعيين والديمقراطيين الثوريين بجامعة الخرطوم ومن بعدها انتشر في كل موقع يتواجد به نشاط طلابي سوداني داخل السودان وخارجه ورفد هذا التنظيم الحياة السياسية السودانية بروافد شتى أقل ما فيها شخصيات خاضت معارك البناء الوطني خلال فترات الاستراحة من الأنظمة القمعية وانضمت لصفوف الجماهير للنضال معها سوية ضد الأنظمة الديكتاتورية، والحقيقة التي يجب على هؤلاء العلماء وعيها أن هذا التنظيم سيظل باقيا ما بقيت الشروط الموضوعية والذاتية الحاضة على وجوده، وهذه الشروط ليس من ضمنها بالطبع مثل هذه الفتاوى التي تفتقر للعمق التاريخاني

الجبهة الديمقراطية تنظيم ثوري بلغة الفلسفة الناصعة وهو معني بإحداث تغيير جذري (ومن هنا يستمد طابعه الثوري) في حياة الشعب السوداني عن طريق المساهمة معه في التحول الديمقراطي. لهذا التنظيم برنامج مكتوب لا أعتقد أن لهؤلاء العلماء وقتا لقراءته، لم تتم الأشارة فيه لموضوع الدين لا من قريب و لا من بعيد ولعل من المواقف البارزة لتنظيم الجبهة الديمقراطية هو موقفه من قضية المتاجرة باسم الدين واستغلاله لتحقيق أغراض سياسية ولا أعتقد أن في ذلك كفرا وستظل الجبهة الديمقراطية رافعة لهذا الشعار كاشفة كل المحاولات لاستغلال الدين طالما استمرت هذه المحاولات جارية

لن ينتقص من تدين هؤلاء الاهتمام بقضايا أكبر تهم الشعب السوداني ومسيرة نضاله من أجل الديقراطية قد دخلت منعرجات شائكة لكن كما قيل أن رجال الدين مشغولون بأجر القابلة (حرام أم حلال) والشعب يطحنه الغلاء والمرض والفقر. هذه الفتوى كما قلت هي ثمرة مرة من ثمرات الاعتداء على الديمقراطية وهي أيضا رجعة بالحوار السوداني السوداني لأزمان حكم محكمة بورتسودان سنة 1968 بالردرة على الاستاذ الشهيد محمود محمد طه، ووقائع طرد الحزب الشيوعي السوداني من البرلمان في نفس العام رغم قرار المحكمة الدستورية برئاسة القاضي بابكر عوض الله ببطلان هذا القرار إلا أن الأحزاب واصلت رفضها لعودة الحزب الشيوعي و أيضا رجعة بالحوار إلى إغتيال الشهيد الأستاذ محمود محمد طه في 18 يناير 1986 الأسود على أرضية التكفير

وددت أن لو قرأ هؤلاء مقال نشر على صفحات (Sudanile) بقلم الدكتور النور محمد حمد عنوانه "عبد الله الطيب صورة المثقف السوداني الأصيل" في هذا المقال كيف تمكن بروفسير عبد الله الطيب من أن يلتصق بقضايا أمته وكيف تحرر وحافظ على احترامه لإرث اسلافه في آن واحد وهو أول من جأر بالإدانة لإغتيال الأستاذ محمود محمد طه معبرا عن احترامه للفكر والتفكير أيا كان والكل كان مشغول بتكفير الشهيد الأستاذ محمود محمد طه. وأكثر ما أعجبني في ذاك المقال مقولة الاستاذ محمود "بأن التيجاني يوسف بشير (متهم سابق في محكمة الثقافة السودانية بالإلحاد) ومعاوية محمد نور هم من سلفنا الصالح" كم هو جميل هذا التعبير الفذ من عقلية فذة يمتلكها الأستاذ محمود غيبها جعفر نميري ظنا منه أنه يطبق شرع الله!!!!! و أعتقد أن الصمت إن لم تكن الشماتة قد لازمت هذه الثلة من علماء السودان؟؟؟ ومن لف لفها عندما وقعت هذه الجريمة النكراء. هكذا يصنع المثقف وهكذا ستكون سيرته فعبد الله الطيب بكته مواقفه وشيعته أعماله

هذه فتوى رجعية لابد من التصدي لها ولمن أصدروها وأقول لمن وقف وراءها سيجئ اليوم الذي تبتلعون فيه مثل هذه الآراء الفاسدة الهدامة على حد تعبيركم، والحرب على مثل هذا التدين الإرهابي متعددة الأقطاب ولابد من مراجعة التجربة المصرية وما فعلته التصفيات القائمة على أساس التدين المتطرف بالحياة الفكرية والسياسية والإجتماعية والأقتصادية متمثلة في قطاع السياحة وأيضا ما فعلته تلك الأفعال الدامية بالجزائر. ونحن كسودانيين يجب أن نحتسب لمثل هذه الشارات التي بدأت بإطلاقها تلك الجماعة التي أعدت قائمة من الشخصيات المهدرة دمائهم، مثل هذه المحاولات هي بداية لنفق مظلم يجب أن تتضافر الأقلام في كشفها وتعريتها



====
Sudan for all the Sudanese ..السودان لكل السودانيين