|
Re: زعيم الاخوان يتذكر عدل الاسلام ..ويقول ان الانقاذ لم تكن ظالمة (Re: الكيك)
|
| اتصل بنا | الصفحة الرئيسة | هيئة التحرير | كتاب مشاركون |مجموعة الوسائط |
القائمة الرئيسية · جميع الأقسام · منوعات · متابعات · الملف الثقافي · الرأي · اخبار · اعمدة · اقتصاد · تحقيقات · توثيق · ثقافة · حوار · رأي · رياضة · سياسية · فنون · ولايات · كتابات
روابط الصحافة · الصفحة الأولى · منوعات · المحتويات · الارشيف · الاعضاء · البحث · الرسائل الخاصة · استفتاءات · راسلنا
الرأي: مظــــــاهرة عسكـــــــرية فـــــى قلــــب الخرطــــــــــــوم
د. الطيب زين العابدين شهدت مدينة الخرطوم صباح الخميس (26/6) حدثا فريدا لم يسبق له مثيل وهو عبارة عن أعداد كبيرة من السيارات محملة بقوات من الدفاع الشعبى ترتدى زيها العسكرى وتحمل أسلحتها من بنادق ومدافع، حملت العربات لافتات تؤيد الشريعة الاسلامية وتطبيقها على عاصمة البلاد. جابت تلك القوات شوارع الخرطوم تردد هتافات لذات الشعارات التى سطرت على اللافتات وبلهجة لا تخلو من تهديد لمن تحدثه نفسه بأمر آخر.
وانتهت المظاهرة العسكرية بمهرجان خطابى فى ساحة الشهداء خاطبه قائد قوات الدفاع الشعبى ووزير الشئون الثقافية والاجتماعية بولاية الخرطوم ووزير الدولة بوزارة الدفاع الوطنى، وقيل إن المسيرة العسكرية الاستعراضية تأتى فى اطار برنامج الاحتفال بعيد ثورة الانقاذ. ويبدو أن الهدف من المظاهرة العسكرية هو استعراض عضلات الانقاذ أمام خصومها السياسيين بأن لها قوة تردع كل من تحدثه نفسه بعبور الخطوط الحمراء، وأن "شرعية" الانقاذ لا تعتمد فقط على الدستور المجاز أو على انتخاب رئيس الجمهورية فى استفتاء شعبى أو على انتخابات المجلس الوطنى أو حتى على القاعدة الشعبية التى يستند عليها الحزب الحاكم، ولكنها مع ذلك تعتمد على قوة عسكرية ضاربة فلا ينبغى على الخصوم أن يستهينوا بتلك القوة وعليهم أن يلزموا حدودهم فى اطار مناخ التعايش الذى وضعته لهم الحكومة. ولم يترك المتحدثون فى المهرجان الخطابى تلك الرسالة ليستنتجها من شاء من المستمعين والمشاهدين بل قالوها صراحة لمن قد يعوزه الاستنتاج السليم. فقد قال المتحدثون: ان قوات الدفاع الشعبى باقية مهما تغيرت الظروف والأحوال، وأن الجهاد باقٍ، وأن الشريعة الاسلامية دونها المهج والأرواح، وأن على قوات الدفاع الشعبى تكثيف نشاطها فى المحليات حتى يدرك العدو والمفاوض أن لهم قوة، وأن الخرطوم ستظل ترفع راية لا اله إلا الله وأن الدفاع الشعبى مستعد لتقديم مئات الألاف من الشهداء، وأن يوم المسيرة هو يوم اظهار القوة لا الحديث! أبعد هذا الحديث الواضح الصريح يبقى شك عند أحد فى فحوى الرسالة المقصودة من وراء التظاهرة العسكرية؟ ولا أحسب أن القوى السياسية فى الساحة السودانية تجهل أن لحكومة الانقاذ قوة عسكرية استطاعت بواسطتها أن تستولى على السلطة فى الثلاثين من يونيو 1989 وأنها بنت تلك القوة فيما بعد الأمر الذى مكنها من الصمود أمام المعارضة الشرسة التى أحاطت بها من كل جانب. فما كانت القوى السياسية فى حاجة لمثل هذا الاستعراض العسكرى حتى تتذكر أن للانقاذ قوة عسكرية تقف من ورائها. وأظن أن من فكر فى تسيير تلك المظاهرة قد أخطأ التقدير من ناحية قانونية ومن ناحية سياسية. فمن ناحية قانونية تعتبر قوات الدفاع الشعبى قوات شبه نظامية ترتدى الزى العسكرى ويسمح لها بحمل السلاح وتعمل تحت قيادة ضابط عظيم من ضباط القوات المسلحة، ومثل هذه القوات لا ينبغى لها قانونا ممارسة العمل السياسى المكشوف لأن ذلك يطعن فى ولائها القومى ويضعف تقاليدها فى الانضباط والنظام. والحديث عن الشريعة الاسلامية أوعلاقة الدين بالدولة قضية سياسية فى المقام الأول تحسمها القوى السياسية بالتفاوض والتراضى فيما بينها أو بالتشريع من جهة الاختصاص فلا ينبغى لقوة نظامية أو شبه نظامية أن تخوض فى هذه القضية بصورة مكشوفة وكأنها اتحاد طلابى. ولا أستبعد فى وقت قادم أن يستشهد بعض السياسيين بهذه المظاهرة الاستعراضية ليقول إن قوات الدفاع الشعبى ما هى الا فصيل سياسى لحزب المؤتمر الوطنى فاما أن يباح لكل الأحزاب أن تكوّن مليشيات عسكرية أو لتحل قوات الدفاع الشعبى وسيجد الجيش نفسه مضطرا لقبول ذلك المطلب. والخسارة أكبر من الناحية السياسية لأنها تدل على أن الانقاذ لم تقبل بعد أن ممارسة السلطة تعتمد على التفويض الشعبى عن طريق الانتخابات الحرة النزيهة وليس على قوة عسكرية، ويعطى مثل هذا المسلك حجة وتبريرا لكل من يحمل بندقية ضد الحكومة بأن هذا هو الطريق الوحيد لنيل الحقوق والمشاركة فى السلطة التى لا تتاح عمليا عن طريق آخر. لقد قطعت الانقاذ شوطا لا بأس به فى اتاحة الحريات وقبول مبدأ التعددية السياسية وشرعية الاحتكام الى التفويض الشعبى فى تكوين السلطة التشريعية والتنفيذية، وأن المفاوضات الجارية مع الحركة الشعبية تصب فى استكمال هذا المسار الى نتيجته الطبيعية وهى تشكيل ديمقراطية مستدامة. ولكن بعض سلوكيات الانقاذ تدل على خوف وتردد من السير فى هذا الطريق الى نتيجته الطبيعية والمنطقية، ومن تلك السلوكيات مؤخرا مداهمة منزل الأستاذ غازى سليمان لدعوته بعض السياسيين لمناقشة أمر عام لا ينبغى أن يحجر على أحد ثم تلك المظاهرة العسكرية التى طافت شوارع الخرطوم تتوعد باراقة الدماء كل ال
|
|
|
|
|
|
|
|
|