|
Re: زعيم الاخوان يتذكر عدل الاسلام ..ويقول ان الانقاذ لم تكن ظالمة (Re: الكيك)
|
بابكر حسن مكي
خمر السلام !
اذا اردنا ان نكون صادقين مع انفسنا يجب ان نقول ان أزمة السلام متوقفة الآن على البارات ! فالكلام عن ان العاصمة يجب ان تكون اسلامية او علمانية مقصود به بارات الخمور ..فقط لاغير ، وغير ذلك فهو مزايدات واستقطابات بين خصمين يريد كل منهما ان (يكبر كومه).
فالعاصمة الخرطوم الآن تحتمل ان نقول عنها اسلامية وتحتمل ان نقول عنها علمانية . فالمظهر الأبرز لـ(اسلاميتها) هو انه لا توجد فيها بارات ولا أندية ليلية !
والمظهر الآخر لـ(اسلامية) العاصمة هو ان أغلبية النساء صرن متحجبات ومحتشمات ، لكن هذا المظهر الخارجي لا يعني ان مجتمع العاصمة بلغ حد العفة والفضيلة في عهد الشريعة بدليل اننا شكلنا لجنة قومية ذات مرة لترس اسباب الفلتان الأخلاقي ، لكن اللجنة اختفت ولم نعد نسمع شيئا عنها ، وقيل انه وجدت ان المشكلة أكبر من ان تحتويها لجنة ! والشاهد ان ما كان يحدث قبل قوانين سبتمبر يحدث الآن أكثر منه وربما ضعفه ، فبعض الحجاب صار يخبئ تحته ما كان يستره السفور! ومن الحقائق التي يجب ان نعترف بها ان مدمني المخدرات بين الشباب من الجنسين تضاعفوا بعد حظر الخمور عما كان عليه الحال قبلها ، وان المساطيل في بلادنا لم يكونوا يعرفون سوى (البنقو) لكن الأدمان اليوم صار بكل أنواع (البودرة) وكل صنوف (الشم)!
ان (اسلامية) العاصمة الآن ليس لها مظهر حقيقي سوى أغلاق البارات، ولعل تحديد الأزمة في هذا البند (الهايف) يعجل بحلها أكثر مما يعقد تسويتها ، والتعجيل بالحل يبدأ من الأعتراف بان الشريك القادم لسلطة الأنقاذ ليس مسلما ولا يوجد ما يمنعه من شرب الخمر في بيته او في منتدياته الخاصة ، ولا يمكن ان نمنع رجلا ظل يقاتلنا منذ عشرين عاما ليقيم دولة سودانية( جديدة) على حد وصفه ، من ممارسة طقوسه الخاصة التي لا يرى فيها حراما ،ولو اننا نستطيع ان نمنعه ذلك لمنعناه ان يكون شريكا في الحكم من الأساس .
وفي الوقت نفسه يصعب علينا ، نحن المسلمين (منصوبة بالأختصاص) ان نغلق البارات عشرين سنة ثم نعود نفتحها بمناسبة دخول الحركة الشعبية الى الخرطوم ، وكأنما الخمور هي ثمن السلام وان قاطرة الحدة الوطنية لا تسير !، ولهذا لا بد من حل وسط لموضوع الخمور .. هكذا وبكل صراحة !
ولا يوجد حل أفضل من ان تتم معاملة الحركة الشعبية ، خلال الفترة الأنتقالية.
فقبل فترة من الآن كانت احدى الدول الأسلامية تشهد انتخابات برلمانية ، وكانت الأعلانات عن الندوات الأنتخابية في أوج صخبها ، وحدث ان تقدم احد المرشحين لأحدى الصحف باعلان عن ندوة انتخابية ، تقول فقرته الأخيرة ( وبعد الندوة هناك عشاء مع الحضور ) الا ان عامل الصف الألكتروني اخطأ في كلمة (الحضور) فطبعها ( الخمور ) وهكذا نشرت الفقرة الأخيرة وهي تقول ( وبعد الندوة هناك عشاء مع الخمور ) . وقال لي زميلي الصحفي ان المرشح فوجئ بان العاصمة كلها زحفت لحضور هذا العشاء الفاخر! المؤيدون والمعارضون .. والخصوم وبعض معالي الوزراء !
الأزمة التي يواجهها اتفاق السلام صغيرة جدا لكنها خطيرة جدا ، قد تجد حلا خلال خمس دقائق وقد تنسف حلم السلام بأكمله .. وحلها يمكن ان يتم عبر تسميتها بشكل صريح وهي انها في نهايتها أزمة خمور ، أما اذا ظللنا نلعب معها ونعتبرها قضية للفصل بين الكفر والأيمان ، فان ضياع السلام سيكون واردا بل ان انفصال الجنوب سيصبح حتميا .. فلا خير فينا ان لم نقلها ولا خير فيهم ان لم يسمعوها .. ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمنا بحجر !
* نكشة : قل كلمتك وامش !
|
|
|
|
|
|
|
|
|