الكاتبة الجزائرية جنـات تتحدث لثقافة الأضـواء السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 12:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2003, 05:36 PM

رانيا مامون

تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكاتبة الجزائرية جنـات تتحدث لثقافة الأضـواء السودانية

    قبل كل شىء؛؛؛

    كلمة شكر فى عنقى للعزيز الصديق الجمييييييييل الصادق الرضى؛ الصادق فعلاً قولاً وعملاً .. المشرف حالياً على الملف الثقافى فى صحيفة الأضواء .. أشكره على كثير أشياء منها نشر هذا الحوار هنا وهناك

    دعنى أهمس لك يا عزيز؛ أنك أعدت لى الكثير من معانى الصداقة التى كانت ضائعة منى وحفيت أبحث عنها
    لك كل أمنياتى الجميلة ودعواتى الصادقة للوالد العزيز وربنا يديهو العافية والصحة يارب
    قولوا معاى آميييييين

    نشر هذا الحوار فى جزءين فى الملف الثقافى للأضواء بتاريخ 13 و20 مايو 2003م

    أجرى الحوار: رانيـا مـأمـون


    نقترب اليوم ونتلمس عالم امرأة عبأت وطنها داخلها وطارت به إلى أرض عربية أخرى .. تقتات الغربة وتنهكها، ورغم هذا تسيّجَت بحنينها لوطنها ليقيها من عوامل التعرية التي تتركها الغربة في الداخل وكل حبيبات الصدأ التي تتراكم على جنبات الروح ..
    امرأة أتخذت من الكتابة منافذ لتطل بها على كل القلوب التي تقرؤها.. اتخذتها صديقتها الأوفى والأقدر على الإنصات لحكايا الدواخل بحب وصدق كبيرين .. إتخذت من قلمها صديقها الرشيق الوحيد القادر على تلبية نداءاتها بنخوة وشهامة فينساب مداده على ورقاتها البيض وتحتاج المزيد ..
    امرأة بشموخ الثورة الجزائرية وأصالتها .. بطعم الجزائر وقسنطينة و أحزان أهراس الصغيرة والوجه الآخر للمناضلة الفاضلة جميلة بوحيرد ..
    معي وأنا في حضرتها؛ الأديبة الجزائرية جنّات بومنجل أو امرأة من زمن الحزن



    جنة؛ قاصة .. شاعرة .. تغوصي عميقاً في يم الكتابة فتخلقين نصوص
    درر .... كيف لك أن تمتطي كل هذه الأحصنة الجامحة ..؟

    الكتابة غذاء الروح إنها لا تعترف بأشكال محددة أو معينة ،الكتابة تأتي على صهوة قصيدة ، او تمتطي عوالم القصة الشاسعة، أو ترتدي عباءة رواية فاخرة ، تصنع قوالبها باقتدار النبض، تؤسس لها فضاءات تحلق بصاحبها فيها ، تكتبنا في الشكل الذي ارادت و تطل بنا من شرفة البوح التي شاء لها أن تفعل، فالقصة تأتى ومضة، و لكنها تحتاج الى بناء و تاسيس تماما كالرواية ، أما القصيدة التي تتلبس صاحبها فجأة كهاجس يقتحمنا في لحظة سهو او انشغال او امتلاء او قلق و تفرض قلبها على حضن حروفه . أحاول أن أجد لي وسط هذه الاشكال المختلفة شكلا تليق به حروفي ، شكلا يكتبني كما أريد ، نقلاً لعناءات الداخل ، و أظنني في النثر القاني أكثر ، فما أكتبه من الشعر احيانا لا يحملني بعمق .. في النثر أحلق عاليا ، ألامس شغاف الموت و الحياة ، أنكسر و أنبني ، أبلع الجمر و الثلج لأعبر ، ان الكتابة بالنسبة لي أكثر من فعل تعرية لأي جرح يكتسيني ، إنها مداواة الفرح بحزن و الحزن بدمعة و الدمعة بمحبرة ، كي يكون الآتي يانعا كغيمة .

    أخبريني عنك والكتابة .. كيف تبدو لكِ ..؟ أي وشيجة تربط بينكما ..؟ كيف هي فيكِ ..؟

    الكتابة؛ قدر جميل يترصد بنا في كل لحظة ، يحمل بزوادته التعب و الفرح ، جرح مغاير للالم ، قلق لذيذ ، نورق في دمه ، و نتشكل من شرنقة الى مخلوق قادر على مجاراة الورق ، و التنفس بملء رئة البياض ، انها ذلك الألق يفرغنا و يلفظنا على الورق ، الكتابة بالنسبة لي حياة ، تعيشني عمق العمق ، و لا يمكن لي ان اتخيلني غير عاشقة لهذه الفوضى ، لا يمكن أن اتصورني يوما دون هذه العلاقة الحميمة بيني و بين الورق و القلم ، الكتابة مخاض عظيم من نطفة الارتباك ، و الاسئلة التي لا تبحث عن اجابة بقدر ما تشكل في داخلنا بدايات كبيرة لاجوبة ترى بعمق . انها عملية هدم و بناء .. لأجل واقع روحي و انساني افضل ، إنها قدرتنا على الرفض ، على صياغة الكثير من اللاءات في وجه الريح و القيظ ، لعل ما يربطنا ، حبل الغربة السري ، هذه الالفة التي تصنعها السنوات ، رحماً من الصدق و الحميمة والعناق أو الصخب أو الخصام أو الجفاء في حالات أخرى .

    الكتابة مهنة تمارسينها الآن؛ حلم جميل تغمضين عليه عينيك وتستيقظي على أملها .. ماذا عن الكتابة الحلم منذ عمر ..؟ وهل كان؛ أي هل حلمتِ بها ..؟

    ما أكتبه الآن ، اعتبره ، بعض من دمي ، فمنذ نعومة الوقت .. كنت اعتبر الورقة و الصحيفة و الكتاب؛ اقرب الأحبة ، نشأت و نمت بيننا تلك العلاقة التي تصنعها الوحدة الاليفة ، في قلبي دوما ذاك النص الحلم ، الذي لابد أن يأتي يوماً و أراه يطلع الى النور ذات فرح ، أن أجعل غياب اسمي من تذييل نص لي يدل عليّ ، أن اصنع بصمة خاصة بي ،، لم أحب يوما ان اكون الا حرفاً هو أنا ، بتفاصيلي ، بصخبي ، باحزاني ، بوحدتي ، باغترابي ، بقلقي ، بمتاعبي ، بفوضى اشيائي ، برغبتي في صنع لوحة مميزة ، لا تعلق على جدران متحف؛ إنما ، تتوهج الوانها كلما حدقت بها العيون. نحن نكتب ، لأجل أن تتوثق علاقتنا بالتاريخ ، بالفصول ، و المطر ، و الشجن و المسافات و الزمن ، كي لا يظل كل شيء رتيب قاتل للعذوبة .
    حلمي ، أن أمر يوما لأرى كتبا لي تصطف في رفوف مكتبة ما ، أو في محفظة قاريء ما ، أو تنام تحت وسادة عاشق ما ، هذا أجمل ما حلمت به ، حلماً كان النبض و الحرف فيه ، فرساناً لا يقهرون .

    المفردة لدى جنة موغلة في الشفافية والسحر، فتتحول كتابة النص عندك إلى بوح شفيف كيف لك أن تصفى علاقتك باللغة ..؟

    علاقتي بها علاقة غريبة ، علاقة عاشق يترقب دوماً بلهفة لقاء من يشتاق ، أجدها تترصد بي في كل محاولة لصياغتي ، أنا أتكوّن في كل نص من جديد. أراني مختلفة ، تسريحة قلبي مغايرة ، ملامح دمي لم تعد كما سبق ، إني أتجدد في كل دفقة حرف، إن اللغة ، طفل طيّع ، يمكن تشكيله و الكتابة في حضنه ما ادرت ، اللغة أداة حب ، وأداة .. هدم ، يمكنك أن تصنع منها مجداً ، و يمكن أن تمنح منها افخاخا قاتلة و كمائن مريعة ،، ما اجده فيها ، هو مايجده رسام في الوانه ، سجادته السحرية الى السماء ،، انها تنقلني الى عوالم لا يمكن لأي أفلاك أو مجرات أو كواكب أن تحمل متعتها … تلك هي اللغة التي أعشق أن تكون مذهباً فنياً جمالياً في كل نص جميل ، كما للواقعية سحرها و للسريالية عبقها، و للتجريدية دفقها؛ هكذا اللغة تكون .

    تتقارب المفردة الأدبية لديك مع رصيفتها لدى الروائية والشاعرة الجزائرية "أحلام مستغانمى" التي كسرت العديد من حواجز اللغة .. أيمكن أن نعتبر أن الإمساك الجيد بنواصي اللغة والصياغة المدهشة والمذهلة هي سمة مميزة للكاتبات الجزائريات .. أم أنك أحلام أخرى ..؟

    إن "أحلام مستغانمي" من الأقلام الأدبية و الروائية الجميلة التي لها مكانتها في عالم الادب و الرواية ، و لها مفرداتها و اسلوبها الخاص، لقد استطاعت ان تشكل لها بصمة خاصة بها ، وهذا ليس بالامر الهين و سط هذا الزخم الادبي الكبير في عالمنا العربي ، الا انه في الجزائر ، هناك كاتبات قديرات استطعن ان يؤسسن لكتابة عميقة، لا يمكن ان نغفل ما كتبته القاصة "جميلة زنير"، اوالشاعرة " ربيعة جلطي" ، أو " زينب الاعوج" أوالروائية "فضيلة الفاروق" ، و " زهرة بالعاليا" و " مي غول" و أسماء أدبية رائعة قد تغيب عن الذاكرة الان؛ أسماء تخنقهن المحلية و هن اروع بكثير مما هو متاح للقاريء في سوق الكتاب العربي ، لهن سحرهن الخاص و مساهمتهن الفعالة في واقع الادب العربي ، اتخيل ان المناخ الجزائري له ميزاته ، الكتابة من زمرة هذا الوطن ، تحمل جينات الثورة و قلق ارصفة الموت و النار، الكتابة لديهن مطعّمة بتاريخ عريق من النضال ، و محاولة لبناء الذات ، و تجاوز العادي الى ما هو ارقى ، لذلك؛ لكل واحدة منهن طريقتها المميزة في الحياة على الورق اطول تفرّد ممكن ..

    قيل لي كثيرا أن لغتي تقترب من لغة " أحلام" ، وإن سرني هذا طبعا باعتبار أن "أحلام" كما ذكرت صوتاً أدبيا هاماً ، و لكنني أيضاً أريد أن تكون لي مفرداتي و لغتي الخاصة بي ، في الادب لا يمكن لنسخة أن تعيش في وجود الأصل، لذلك لا أرغب أن أكون شبيهة لأحد إلا لجنة .

    أكد الشكلانيون الروس على الاغراب أو نزع الإلفة بالنسبة للغة الأدبية، وأن ما يميز اللغة الأدبية عن كل أشكال الخطاب الأخرى أنها " تشوه اللغة " هل لي أن أقول انك تقومين بعملية تشويه للغة العادية من خلال لغتك الأدبية ..؟

    إن الكتابة حالة دهشة ، وذهول ، قلب يفتح فاهه و ابوابه للتغيير ، لا أرى الآن في الوقت الراهن الكتابة الا بهذا الشكل ، المفردة التي لا تحمل عمقا و توظف بشكل جيد و تترك لدى قارئها اثراً عميقا أرى أن تأثيرها محدود جداً، و إلا سنمر على هذا النص أوذاك مروراً عابراً دون أن يشكل في دواخلنا حالة من الفوضى ، إن التشكيل الذي تأخذه اللغة حديثاً ، هو ما يجعل النص قادراً على البقاء أطول زمن ممكن ، لاننا فعلا بحاجة الى خروج اللغة من اطار توظيفها الكلاسيكي القديم الى شكل صياغة جديد يحترم أسس الكتابة و لكنه يقبل ثورة اللفظة .

    تمتزج أحيانا في الخطاب الأدبي الواحد اللغة الشعرية بالأدبية فيما عرف أو يعرف بالنص المفتوح .. هل فعلاً أن الأجناس الأدبية في طريقها للانصهار في بوتقة النص المفتوح ؟

    في أحيان كثيرة ينكسر الجدار الفاصل بين الشعر و النثر لدى الكثير من كتابنا ، خاصة الحداثيين و يأتي ما يصطلح عليه البعض بالنص، أنا لست ضد القصيدة الكلاسيكية ، الشعر العمودي سيبقى ما بقيت اللغة و الكتابة ، لانه أصل لسان العرب ، و لأنه لابد للشاعر أن يمر من هذه البوابة ليكتب النص الشعري الحر ، لقد ظهرت تيارات شعرية كثيرة في المدة الاخيرة ، و لا استبعد فعلا في ظل الحداثة و مابعدها ان تنصهر هذه النصوص ، مع بقاء قلة قليلة على عهدها بالفروق بين الاغراض الادبية في بنائها و اسسها ، بالنسبة لي؛ أقيس النص بمدى جمالياته و مدى عمق و قيمة و فكرة و مستوى النص أدبياً، بما يشكله من اضافة نوعية لا شكلية فقط في الأدب ، لان الادب شكل و مضمون يكملان بعضهما البعض

    أتواجه الأنثى الكاتبة تهمة التورط في الكتابة ..؟ وكيف لها أن تقول كل ما تريد كيفما تريد دون أن تؤطر قولها بين من يصفق لها فقط؛ لأنها أنثى ومن يعادى كتابتها لأنها أنثى أيضاً ..؟

    الأنثى دوما موضع انتقاد، و تحت مجهر التمحيص ، انها للاسف لم تخرج بعد من حيز صراعها في اطار الذكورة، لقد كتبت ودرست و عملت و سافرت، و تقلدت اعلى المراتب و نالت ارقى الجوائز و لكنها لا تزال في بعض المجتمعات حكر التبعية و الخوف. إن المجتمع برواسبه، و تقاليده ، و اعرافه لابد له من وجود طريقة مثلى للتعامل أو التعاون بين الأنثى و المجتمع ، فلا هو يفرض عليها قيوده و لا هي تفاجئه بما لا يستطع استيعابه من اول وهلة. الأنثى الكاتبة كغيرها من المبدعات كل في مجالها ، بكل ثورة تحملها في داخلها هي معرضة لكثير من المضايقات؛ مضايقات تصنعها النظرة الدونية في بعض الاحيان لها كأنثى يقتصر دورها على الانجاب و تربية الاطفال ، و ان كانت هذه المهام النبيلة جزءاً من كينونتها و أنوثتها إلا أن تحجيم دورها في هاتين المهمتين و حرمانها من حق الكتابة امر فيه كثير من الظلم لها ككائن له حرية التعبير و الحياة و الابداع، المسؤولية أيضاً تكون أحياناً نتيجة نظرة خلفتها اقلام اخرى و تم تعميمها، و هي معرضة لقتل موهبتها و قصف حلم الكتابة لديها أو اللجوء الى الكتابة تحت اسم مستعار او اخفاء اوراقها بعيدا عن الاعين ، و في كل الحالات هذا الامر يحد بشكل رهيب من انطلاقها و من حرية تعبيرها و من مستوى ابداعها ، إن هذه الرقابة الاسرية او الاجتماعية قفص ، تحبس فيه اطيار نبضها ، فلا هي قادرة على التحليق و لا نصها قادر على المجيء في افضل صوره، من الضروري جداً خلق حالة مصالحة بين المجتمع بعقلياته المختلفة و مستويات تفكير افراده ، وبينها كأنثى ترغب في ان تحقق ذاتها من خلال نتاج ابداعي له دوره و تأثيره ، وهذا لايحدث سريعاً انه يتطلب جهداً و صبراً و حكمة ووعيا و رغبة في البقاء و استمرارية لا تضعف فيها العزيمة و الإصرار .


    لن أسألك عن الوطن؛ فالأوطان أعظم وأعمق فينا من أن نعتقلها في إجابات الأسئلة.. لذا حدثيني عنك ووطنك .. حدثيني عنه فيكِ ..

    أنا من الجزائر من بلد خضب قلبه بدم قوافل الشهداء، من وطن الونشريس و جرجرة ، من منهل "مالك حداد" ، و "جميلة بوحيرد" و بالضبط من مدينة جبلية تاريخية صغيرة اسمها ، سوق اهراس ( سوق الاسود ) ،، من تلك المساحة الخضراء الماطرة اتيت ، هناك ولدت و تهجيت الحنين وكبرت. إن الوطن بالنسبة لي؛ ليس موقعاً جغرافياً على خريطة و لا هوية أحملها في أوراقي الثبوتية، إنه معنى ان لا تسكنه ورغم ذلك يسكنك بعمق، أن تشتاق له و تحمله في داخلك اينما وليت قلبك، و تزوره في الأحلام وفي الصحو، و تراه يسطو على كل شيء فيك، ذاكرة وأحرفاً و دماً خفوقاً، هذا الغائب الحاضر في جميع تفاصيله، في اناشيد الطفولة و ساحات الركض و فناءات الروح ، انه الانتماء الى حلم ما بقوة طاغية ، وطني منذ زمن؛ يرمم خراباته ، و يرقع جراحاته التي تركتها سنوات الموت و الفواجع ، سيظل رغم كل المآسي و الأحزان كبيراً و عاشقاً و نزقاً و راقياً و ثائراً و صاخباً، مهما ابتعدنا عنه، و مهما فرقتنا عنه مطارات و فصول

    من هي جنّة ...؟

    نبض ما نازف في حالة شغف الى بياض … عالق في الغياب ، ورطة حرف و حرائق غربة ، الاخضرار الصارخ الذي يبحث له عن ربيع و الربيع الذي علق بضفائر الطيور التي لم تعرف إلا نقر الذاكرة بقوة. جنة؛ قلب يفكر و عقل يحب و بين المدينتين ،، ابواب مشرعة على الحنين ، و الحبر ، والاماني المستحيلة

    تذيلي نصوصك أحياناً بتوقيع : امرأة من زمن الحزن .. لمَّ الحزن ..؟ وهل للحزن أزمنة ..؟

    لتكون صادقاً ، يعتمد ذلك على قدرتك في أداء الحزن على أكمل وجه للفرح .. الحزن صديق وفي ، لا يغتابك الا للكتابة ، تأتمنه كبحر مارد على أسرار معاناتك، إنه قضية حيثياتها بدأت بكل غصة يشكلها موت أجمل الاشياء فينا وبدائل يصنعها ذلك الموت الرحيم ، يغلفها ، تماما كالفقد ، كقسوة الاخر ، والظلم ، والبعد ، والموت ، والوحشة ، كل تلك الامور قادرة على صنع سماءات لحزن ، لا تمطر الا ألما يمكن أن نجد ظلاله في النص ، أو في الصوت أو في الغياب حتى .. للحزن أزمنة و تواريخ و تفاصيل و لكل منا طريقته في الحزن كما طريقته في الحب

    ى يمكن للكاتب أن يتوقف عن الكتابة .. متى يترك القلم ويقول : تعبت من الكتابة ..؟

    أتوقع أن الكاتب هو آخر من يمكن ان يكتشف أنه تعب يوما لكثرة ما يتعب، و إلا ما الكتابة الا تعب؛ تعب يعشقه ، يريده ، ينتظره و يتلذذ به ، يذهب اليه كما يذهب طفل الى ارجوحته ، فكيف يجعله مبرراً لإيقاف نبضه، العلاقة تنقطع بين الكاتب و حرفه؛ يوم تنقطع علاقته بالحياة . غيرها هو لا يستطيع، لان الأمر ليس بيد قراره في هذه الحالة

    هل صافحتِ ذات قراءة الأدب السوداني ..؟ ماذا تعرفين عنه ..؟

    أجل؛ عانقته ، في روائع الطيب صالح ، في شعر محمد الفيتوري ، في كتابات خالد عويس ، و محمد المهدي المجذوب و رانيا مأمون ، في أسماء كثيرة جميلة و مؤثرة صنعت أبجديات الأدب في هذه الدولة التاريخية والحضارية العريقة ، اشعر أن هناك رابط قوي بين الادب الجزائري و السوداني ، كاني بهما يستندان الى تاريخ و تراث و مناخ واحد، الأدب السوداني يحمل اسباب قوته وبه قدر كبير من الوعي بشكل يجعلك و انت تقرؤه مذعناً للاستماع الى قلب كله نبض بثقة و جمال

    من خلال استقرائك للمشهد الأدبي الآن على شبكة الإنترنت، هل تعتقدين أن المنتديات الأدبية أضافت شيئاً للأدب؛ خاصة وأن تحت اسمك صفة " إشراف عام" على منتدى يعد حالياً من أكبر المنتديات الأدبية في الخليج ..؟ وهل أضافت لك جديداً على تجربتك الإبداعية ..؟

    المنتديات الأدبية أتاحت منسوب قراءة أكثر، وأعطت للكاتب والقاريء مساحة حرية أكثر خاصة بالنسبة للشعوب التي لم تتخلص بعد من قيود النشر و مستوى حرية النشر لديها قليل مقارنة بدول اخرى ، الكتابة بمنتديات الانترنت لها فائدتها، فهي تجعلك تصل الى العالم في اسرع وقت و بشكل اوسع مما تصل اليه صحيفة او مجلة و تجعلك باتصال مباشر مع قارئك، و لكن لها مساوئها الكثيرة ، فهي عملت بشكل من الاشكال على تفشى الرداءة ، لان كل ما ينشر ليس صالحا للنشر، إضافة إلى استفحال ظاهرة السرقات الادبية التي تحدث بين الفينة و الاخرى في ظل غياب حقوق محفوظة للكاتب اثناء النشر و في ظل الحضور الطاغي للاسماء المجهولة.
    بالنسبة لمنتدى الشظايا الأدبية؛ إنه حالة خاصة جداً في عالم الإنترنت، أنا مشرفة عامة فيه منذ عامين ، و الصراحة انه صرح أدبي هام، يعد من أهم المنتديات الأدبية في دول الخليج ، يعتبر قبلة للكثير من الادباء و الكتاب بمختلف ما يبدعون و مساحة راقية للكتابة و التواصل مع القراء، يحظى بمقروئية كبيرة فضلاً عما يوفره من خدمات اعلامية و ادبية و مواقع لشعراء هامين في الخليج و المغرب و المشرق العربيين.
    الشظايا شاطئ انعتاق، أتاح لي فرصة رؤيتي في عيون الآخرين، و التواجد بقوة في عالم الإنترنت الواسع جداً بفضل إدارة حكيمة وواعية و إشراف مسؤول، و حتماً سيكون بإذن الله في مقدمة المنتديات الادبية الراقية ، أملي هو المحافظة على النجاح الذي وصل اليه الموقع

                  

06-09-2003, 07:40 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتبة الجزائرية جنـات تتحدث لثقافة الأضـواء السودانية (Re: رانيا مامون)

    الأخت المبدعة رانيا
    لكي كل الشكر وقد أتيتينا بجنات نفسها، حيث أنني سبق إن إلتقيت بنصها، وطرحته هنا ولكنه توارى خجلا إلى الإرشيف

    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=m...&msg=1024324207&rn=0


    وأنتظرك دائما أن تأتينا بالإبداع
    ومعكي أحي الأخ الزميل والصديق الصادق الرضي
                  

06-10-2003, 03:19 PM

رانيا مامون

تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتبة الجزائرية جنـات تتحدث لثقافة الأضـواء السودانية (Re: رانيا مامون)

    الأخت العزيزة أبنوسة

    شكراً لكِ أختى على إثراء البوست بالرابط .. حيث يسهل على من يقرأ
    حوارها ان يقرأ لها نصوصاً أيضاً وهى بالطبع إضافة جميلة جداً

    ذاك النص بالذات "ولتكن الكذبة الأجمل والأخيرة " نشر فى يوليو من العام الماضى فى صحيفة الحرية علىّ إرساله لهامنذ ذاك الوقت
    وهو نص أكثر من أن نصفه بالجميل

    أما ما يخص كتابتها فهى تبهرنى وتدهشنى فعلاً؛ فجنة لا تكتب عندما تكتب وإنما تسلم نفسها للحروف وتجعلها تحلق بها عالياً تكون حينها خفيفة وتحط مثل الطير فى كل القلوب

    أجدها فى كتابتها تغوص عميقاً فيها وفى الآخر وتتغلغل فى النص لدرجة تثير القارىء وتدهشه

    أشكرك أختى على مرورك وعلى إضافة الرابط .. والود وُدِّى أن يقرأ الجميع ما تكتبه؛ فقط لأنه يستحق القراءة
                  

06-11-2003, 01:31 AM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتبة الجزائرية جنـات تتحدث لثقافة الأضـواء السودانية (Re: رانيا مامون)

    الاخت المبدعة رانيا
    كنت رائعة وانت تحاورين الاديبة جنات وهي لم تبخل عليك علينا بنبض كلامها
    وشكرا للأستاذة ابنوسة أن أتاحت لنا قراءة بعض نصوصها
    وهي - ابنوسة - دوما تشتار لنامن حدائقها جنيا

    شكرا لكما
                  

06-11-2003, 12:56 PM

Alsadig Alraady
<aAlsadig Alraady
تاريخ التسجيل: 03-18-2003
مجموع المشاركات: 788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتبة الجزائرية جنـات تتحدث لثقافة الأضـواء السودانية (Re: رانيا مامون)

    الـ رانيا
    كما تعلمين ما نقوم به تجاهك وتجاه المواهب الحقيقية واجب ودين مستحق ويبقى امامنا جميعا ان نقدم لهذه الساحة وهذا الهم ما يعمق معنى الصداقة والمحبة الانسانية الساطعة بعمق الانتماء والهوية
    ثقافة الاضواء المنبر الوليد ازدهي بصوتك العميق وبحق اثار الحوار حوارا جميلا وكان نافذة احرص ان تظل مفتوحة
    كما تعلين ننتظر منك الكثير
    ابنوسة الراقية
    لك وافر التحايا ولاسرتك الصغيرة
    نشتاق كثيرا ان نقرأابداعاتك هل تجودين ؟
                  

06-12-2003, 04:38 PM

رانيا مامون

تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتبة الجزائرية جنـات تتحدث لثقافة الأضـواء السودانية (Re: رانيا مامون)

    sympaticoالعزيز

    شكراً ليك انت كمان

    وطبعاً قريتو قبل كدا

    وأكرر شكرى لابنوسة
                  

06-24-2003, 01:49 PM

رانيا مامون

تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتبة الجزائرية جنـات تتحدث لثقافة الأضـواء السودانية (Re: رانيا مامون)

    العزيز صادق

    جميل التحايا وجزيل الشكر


    كن بخير
                  

07-03-2003, 10:10 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتبة الجزائرية جنـات تتحدث لثقافة الأضـواء السودانية (Re: رانيا مامون)

    UP
                  

07-03-2003, 10:13 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتبة الجزائرية جنـات تتحدث لثقافة الأضـواء السودانية (Re: رانيا مامون)

    UP
                  

07-03-2003, 10:21 PM

Alsadig Alraady
<aAlsadig Alraady
تاريخ التسجيل: 03-18-2003
مجموع المشاركات: 788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتبة الجزائرية جنـات تتحدث لثقافة الأضـواء السودانية (Re: رانيا مامون)

    ومعك يا اماني
    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de