الزمان: مساءً..ما بين بدء يوم جديد وانقضاء آخر.
المكان : مساحة أربعة أمتار ما بين (لبختين) جاوز عمرهما العشرين عاما..على ارتفاع ثلاث أمتار من مجرى النيل ..وبعد متر ونصف عنه أفقيا.
:
يقذف النيل موجه الآن ...أتجاوزني ..أرقع ما تبقى منى فيني ..أسد كوةً ينفذ منها بصيص العقل ..أفتح عينيا على اتساعهما ..أستدعى كل أمنياتي ..والحلم ..أطرز في أفق الحس زهرات ثلاث ..أنقش الحناء على كعب الضوء ليحمّر أكثر عند الغروب..الوخز يزداد على لهاتى ..يتململ اللسان رغبة في بوح كلمات لازالت تبحث عن أدوات زينتها بغية الخروج في أبهى الحلل..هذا الفؤاد لا يكف عن قرع طبوله فيزداد حماس اللسان ليكثر تململه ..هاهو التململ يتحول إلى تحرك ..تمتمة ..همس ...بوح .................ضوء يضئ ولا يجهر.
كيف إحساس تحسو الناس ...نعاديهو ..نجافيهو ..وكل الكون يشك فيه:
يجمع النيل موجههل لهذا الضباب علاقة بزفير التعب الذي يملأ هاتين الرئتين؟ جرّبت طعم القهوة بالحليب في محاولة لشحذ الانتباه في هذا الذهن علّه يجرؤ على الارتياح ..لا فائدة ..مزيداً من الشاي ربما أجدى ...صوت احتكاك إطار السيارات بالإسفلت يبعث فىّ رغبة القفز إلى أعلى ..ربما كانت الساحات أهدأ ..أعلم أيها الاشتياق انك هنا ..أحسست قدومك منذ أن ولجت خطاك نفسي منتهزا فرصة غياب التفكّر ..وما أدهشني حقاً تسيدك الذات ورفع أعلامك على كل مداخلها في احتلال تام ..ولا أدرى لماذا تهرب بعينيك كلما بحثت عن هويتك فيهما ..ولا أدرى كيف الوصول إلى نهاياتك في درب كل علاماته تشير إلى أعلى..ولا مفر أو مخرج.
هاأنذا كعادتي تتملكني رغبة الغناء كلما شممت رائحة الماء المخلوط بالطين ولا أدرى سر ذلك ..فكل مساماتى تتفتح وتعلن استقبالها لعطر النيل وتدعوني لمجاراتها ومنح الحنجرة إشارات الصحو ..
أحتاج إليك ..واهرب منك ..وارحل بعدك من نفسي:
يروى النيل اليابسةثم أنتِ .....أنتِ يا كل المحاور ..والدوائر ..يا حكايات الصبا
هاأنتِ ترتحلين وتزرعين مزيدا من الأمتار بيننا ...كم أخشى عليك من رهق الطريق ..بعد أن باءت كل محاولاتي لنزع نظارتك ذات الألوان الصاخبة عنك ..ربما كنتِ حينها سترين اللون الحقيقي وتفهمين كم أحبك أخشى على عينيك من صخب الألوان...أعلمي الذي يتدفق منهما هو أبهى لون ..أنقى وأطول وجوداً .....لا عليك .....ارتحلي ...فقط تذكّرى ...
خبئيني بين جدران المسام.
:
تنزع الشمس النيل عن اليابسةنهى الندى ..........وكت ضليت ...قعدت براى ....
وحسّيتك ...وحسّيتك ...وحسّيتك.
:
تنتفخ خدود الشمس إمتلاءً بالنيليااااااااااااااااااااااه ....شكراً ثانية ..لأنك علمّتنى ما لا أعلم ...
شكراً أولى ...لأنك أفسحت لي مقعداً في مصاف الآخرين
لكن خبرني ...من منكما كان الحقيقة؟
هل ذلك الذي طالعني بابتسام أول مرة فبدد سحب كانت قد تراكمت و أوشك أوان هطولها سيولاً ربما كانت قد هدمت وحطمت وأبادت الكثير؟ ..أم الحقيقة الذي أنت الآن؟
في كلٍ ....شكرأً ثالثة
بيني وبين النهر عشانك عشرة بتبدأ :
تنفح الريح خدود الشمس
أجيك يا موج
وتر معبور
تقبّل زرقتك منى
أحكيلك شقا المشوار
يخاف ملحك ملح همي
أقول ليك الكلام مكشوف
وارافع شان تحس وتشوف
يطلع من جبينك نور
يجبر الخاتر المكسور