الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 11:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-20-2003, 05:05 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين (Re: الكيك)

    من خطاب التدمير إلى خطاب التعمير
    الاثنين 19 مايو 2003 04:57
    تركي الحمد





    من بين الخوف على الهوية الإسلامية في شبه القارة الهندية، والسجون والمشانق في مصر والشام، ورماد الهزائم القومية، ورومانسيات الماضوية، والإحساس بعجز حضاري دفين تجاه آخر مرفوض ولكنه مُكتسح في ذات الوقت، ولحظة إشراق جهادي ما لبثت أن انطفأت، وطموحات لا تريد أن تجيء، انبثقت الإسلاموية المعاصرة، أو لنقل الصحوة وخطابها، وتلك قصة طويلة. فبعد هزيمة يونيو 1967، والتي يُمكن اعتبارها بداية انحسار التيار القومي العربي، أو القوموية ومدها، بدأت أصوات تتعالى بأنه لم يبق من خيار إلا الدين، وأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وأن ما حدث هو نتيجة للابتعاد عن الله. هذه الهزيمة، وبمثل ما مثلت بداية انحسار المد القومي، فإنها كانت بداية للمد الإسلاموي، الذي سيسميه أصحابه لا حقاً «الصحوة». بمعنى آخر، فإن هذا المد، أو تلك الصحوة، إنما خرجت من رحم الهزيمة في المقام الأول، بمثل ما أن الفكر القومي خرج هو الآخر من رحم هزيمة أخرى. صحيح أن خطابها كان ذا جذور عميقة في أفكار سابقة متعددة المصادر من هنا وهناك قبل الهزيمة، ولكن هذا الخطاب لم يأخذ زخمه الكبير إلا بعد الهزيمة، وبمثل ما حدث مع الفكر القومي أيضاً بعد ملحمة 56 في بورسعيد. كانت الأفكار والبذور موجودة في طروحات المودودي وسيد قطب وحسن البنا وعبدالقادر عودة وغيرهم، وكل ذلك التراث الإسلاموي الحديث والمعاصر، الذي لم يكن خطاباً جماهيرياً واسع القبول قبل هزيمة يونيو، كما أصبح الحال بعد ذلك. وجاءت الثورة الإيرانية بإسلامويتها الشيعية، فكانت حافزاً لنشوء وانتشار تيارات إسلاموية سنية متعددة الطرح والتوجه، بدءاً من حركات التكفير والتجهيل التي تكفر المجتمع والدولة معاً، وانتهاء بتلك التي توصف بالاستنارة، مروراً بمن يكفر الدولة دون المجتمع. وكان «الجهاد» الأفغاني وأفغانستان بوتقة تلاقت فيها تيارات الإسلاموية على اختلاف مرجعياتها الفكرية، فافترقت عن بعضها البعض أحياناً، والتقت أحياناً أخرى، وخرجت تيارات أخرى جديدة من خلال ذلك أحياناً أخرى. كانت الحرب الأفغانية ضد السوفيت ومرحلة «الجهاد»، هي قمة المد الإسلاموي في المنطقة، بمثلما كانت حرب السويس عام 1956 هي قمة المد القومي.
    بعد انتهاء الحرب الأفغانية، بدأ المد الإسلاموي (أو الإسلام الحركي أو الإسلام السياسي أو الإسلام الآيديولوجي)، في الانحسار. فالإسلاموية وخطابها، إنما تقوم على فكرة المجابهة والمواجهة، ولا تجد نفسها كاملة مكتملة إلا في حالة الصدام، وفق فكرة محورية غير مختلف عليها، تجمع مختلف تياراتها فكرة «الجهاد»، وبضرورة أن يكون هنالك دائماً عدو يوجه إليه هذا «الجهاد»، وما بقية الطروحات والشروحات إلا مجرد هوامش وإضافات. وعندما يخفت وهج «الجهاد»، أو لا يعود هناك مجال لمواجهة من أي نوع، فإن الإسلاموية لا بد أن تتلاشى وتموت في النهاية. فتيارات الإسلاموية، أو الخطاب الإسلاموي بصفة عامة، لا يملك طرحاً فكرياً متماسكاً، أو حلولاً سياسية واجتماعية واقتصادية محددة لمشكلات معيشة، فيما لو جرد من فكرة الجهاد، ولأجل ذلك لا يستطيع الاستمرار دون «جهاد»، أو صدام من أي نوع. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن كل بنود الخطاب الإسلاموي الأخرى تقريباً، أو خطاب الصحوة بشكل عام، التي يبدو ظاهرياً أن لا علاقة لها بصدام أو جهاد، تصب في النهاية في هذا المصب. كل البنيان الفكري «للصحوة» وخطابها يدور إجمالاً حول الآخر والعلاقة مع هذا الآخر، سواء الآخر غير المسلم، أو الآخر الذي يُفترض أنه مسلم، ولكنه في النهاية غير مسلم. ولو فككنا الخطاب الإسلاموي، وهو خطاب الصحوة، لوجدنا أنه يدور حول مفاهيم كلها تدور حول كيفية التعامل مع الآخر، وهي إما مفاهيم مستحدثة، أو مفاهيم منتقاة وفق قراءة انتقائية إقصائية لبحر من تراث يمكن أن يجد فيه كل باحث ضالته. وكل هذه المفاهيم تقريباً، تقود في خواتيمها المنطقية إلى نتائج ضرورية من الخلاف والصدام في النهاية، إذا لم يكن كل شيء تحت سيطرة المسلمين، وفق التعريف الإسلاموي للمسلم بطبيعة الحال. بإيجاز العبارة، فإن المنطق الداخلي للإسلاموية يقودها بالضرورة إلى الصدام عاجلاً أو آجلاً، حتى وإن بدت مسالمة في ظروف معينة، هي بالضرورة ظروف مرحلية، إذا كان منطق الخطاب الداخلي هو الدليل في مثل هذا التحليل. الآخر العدو هو جوهر الإسلاموية، فإن لم يوجد، فلا بد من إيجاده بأية حال.
    من هنا نستطيع أن نفسر أشياء كثيرة فيما يتعلق بما حدث بعد أفغانستان، بل وبما حدث قبل أفغانستان، قبل أن يصل المد إلى مداه. فسيد قطب في فكره المودودي والتجهيلي مثلاً، كان لا بد وأن يصل إلى نقطة صدام مع النظام السائد، الذي هو بدوره إفراز فكري لخطاب صدامي آخر أيضاً. وعندما انتهت فترة «الجهاد» الأفغاني، كان على المشاركين فيه من أفراد وتنظيمات أن يبحثوا لهم عن عدو جديد معيق لانبثاق الأمة وعودة الإسلام. فبعد أن كان السوفيت هم أعداء الإسلام، أصبح الأميركان هم حملة هذه الصفة. وعندما لم تستطع «غزوة» مانهاتن وواشنطن تحقيق المراد منها بالكامل، ولم تتهاو أميركا كما تهاوى السوفيت رغم الانتظار، بل انها دمرت القاعدة التي كان المؤمل فيها أن تكون نقطة الانطلاق لغزو العالم، أي أفغانستان الطالبانية، فإن الجهاد أصبح موجهاً نحو تلك الأنظمة التي تساند الأميركان في العالم الإسلامي، وتقف حجر عثرة في طريق إسقاط الطاغوت الأكبر: إسقاط الطواغيت الصغار مرحلة ضرورية لإسقاط الطاغوت الأكبر، وليس العكس كما كان متصوراً في فترة ما قبل سبتمبر. وفي كل الأحوال، يبقى الصدام هو روح الإسلاموية وهويتها، وبدونه تبقى جسداً بلا روح، وروحاً بلا هوية.
    ولذلك يخطئ من يصنف الحركات الإسلاموية على أنها مجرد حركات معارضة سياسية، ونتيجة وضع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي غير مرضي عنه مثلاً. صحيح أن بعض تيارات المعارضة هنا أو هناك قد ترفع شعاراً إسلامياً معيناً، ولكنه شعار للتعبئة والاستقطاب وليس كبرنامج عمل قادر على تقديم الحل والجواب. القول بأن تطبيق الشرع هو الحل، هو اللاحل ذاته، فلو تعمقنا في تفاصيل هذا الحل لما وجدنا حلاً، بل انه يثير من المشكلات والإشكالات أكثر مما يحل. المعارضة الحقيقية هي التي تقدم البديل القادر على إعادة البناء، وليس مجرد صيحات التدمير دون إعادة للبناء. وصحيح أيضاً أنه قد تختلف الحركات الإسلاموية وبواعث وجودها وأسباب انتشارها من بلد لآخر في تفاصيل معينة، ولكنها كلها تدور في النهاية حول الصدام وتلك المفاهيم التي تبرر وتشرع للصدام. فتنظيم الجماعة المصرية أو تنظيم الجهاد الإسلامي المصرية تختلف في أسباب نشوئها عن جمعية الدارسين الباكستانية، أو حركة الجهاد البنغالية، ولكن الجميع في النهاية انخرطوا في حركة واحدة مع القاعدة، وأسسوا تنظيماً واحداً هو الجبهة الإسلامية العالمية، تقوم على الفصل الكامل والتام بين " فسطاطين " ليس لهما أن يتصالحا إلا بنصر ساحق لأحدهما على الآخر. فالنظرة الإسلاموية إلى العالم هي نظرة تقوم على نوع من المعادلة الصفرية، التي لا يمكن فيها أن يكون كسب أحدهم إلا خسارة لآخر بالضرورة. بمعنى آخر، لو أن حركة إسلاموية معينة وصلت إلى السلطة أو شاركت فيها في هذا البلد أو ذاك، فإن منتهى همها لن يكون ذات البلد، كما يحدث في حالة المعارضة السياسية المعتادة، بل مجرد مقدمة لتغيير كل العالم، تغييراً لا بد معه من استمرارية الصدام ومفاهيمه المتصلة، ولا شيء غير ذلك. كل ما فعلته طالبان في سنوات حكمها مثلاً، هو الصدام مع كل عناصر الداخل، وكل سياستها الداخلية كانت قائمة على الصدام مع الآخر الداخلي، فيما كانت القاعدة تعد العدة للصدام مع الآخر الخارجي، والجهاد باق إلى قيام الساعة، وفق تفسير وقراءة ذاتية معينة للجهاد وما يعني، وهذا يقودنا إلى مناقشة سريعة لملامح المفهوم الإسلاموي للجهاد.
    فرغم أن مفهوم الجهاد في الفقه الإسلامي يحتمل أكثر من معنى وسلوك، منها ما هو أعلاها وأكبرها وهو جهاد النفس، ومنها ما هو أصغرها وهو القتال كحل أخير دفاعاً عن الذات، إلا أن الإسلاموية لا تعترف إلا بالعنف كسبيل أوحد للجهاد، وليس دفاعاً عن الذات فقط، ولكن لفرض الذات أيضاً، كفعل يتوازى مع الدفاع عنها في ذات الوقت. هو اختلاط مفاهيم، ولكن المشكلة أن الجهاد بوصفه عنفاً كله، أصبح هو المفهوم المهيمن على الذهن العام للمسلم المعاصر، وأصبح هو المؤجج لحماس جماهير خُلطت المفاهيم في عقلها وسلوكها، فلم يعد هناك خط فاصل بين ما هو ديني وبين ما هو آيديولوجي، ولا أقول سياسي. قد يأتي أحدهم ويقول ان ذلك لأسباب سياسية أو اقتصادية معينة، بحيث اختلط رفض ممارسات سياسية واقتصادية معينة، بمفهوم إسلاموي للجهاد بوصفه عنفاً صرفاً، فتداخل العنف والمعارضة، الدين والآيديولوجيا، بشكل لا انفصام له في تلافيف ذلك العقل. قد يكون هذا صحيحاً، ولكنه في النهاية غير صحيح. فاختلاط المفاهيم يعود إلى ضبابية الثقافة التي تفسر الأمور ومن يقوم عليها، ومن ثم تقود إلى ضبابية السلوك، وليس إلى ذات الأمور، فيما لو كان العقل مختلفاً. فنعم قد يكون هنالك استبداد سياسي، فساد وعدم عدل في توزيع الموارد، وكبت للحريات، ونحو ذلك من أمور، ولكن يبقى أن الإسلاموية ليست هي المنهج المناسب لفهم طبيعة هذه الأمور، كما أنها غير قادرة على حمل جنين الحل، حتى وإن تدثرت بكونها نتيجة ضرورية لمثل هذه الأمور، كمبرر لوجودها. فالإسلاموية إنما انبثقت من بين المشانق والسجون، ومن بين إحباطات الهزائم والحروب الأهلية، وعقد النقص تجاه الآخر، لذلك فهي خطاب كره وثأر وانتقام، يتضمن العنف في ثنايا مفاهيمه، وليس لديه ما يقدمه لما هو أبعد من ذلك. (يُتبع)

    الشرق الأوسط اللندنية
    ارسل هذا الموضوع
                  

العنوان الكاتب Date
الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين الكيك05-14-03, 09:55 AM
  Re: الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين الكيك05-18-03, 04:28 AM
  Re: الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين الكيك05-18-03, 04:39 AM
  Re: الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين الكيك05-19-03, 08:17 AM
  Re: الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين الكيك05-20-03, 05:05 AM
  Re: الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين Yassir7anna05-20-03, 07:33 AM
  Re: الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين الكيك05-20-03, 10:55 AM
  Re: الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين Yassir7anna05-20-03, 12:54 PM
  Re: الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين الكيك05-21-03, 04:44 AM
  Re: الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين Yassir7anna05-21-03, 07:11 AM
  Re: الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين الكيك05-21-03, 09:47 AM
  Re: الجهلاء يقتلون .....الابرياء الامنين الكيك06-02-03, 06:04 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de