|
Re: دارفور وزراعة الشوك (الحلقة الاولي) نقلا عن سودانايل (Re: عبدالله)
|
الاخ عبدالله شكرا على النقل الهادف انا أؤيد بان عدد كبير من ابناء غرب السودان كانوا يؤيدون حكومة الجبهة في وقت ما، واغلب رجال الامن (او كلاب الامن كما يحب البعض) كانوا من غرب السودان. وعلى نطاق حزب الجبهة نفسه تجد ان اغلب المحيطين بالترابي كانو من ابناء الغرب. والذين يرفعون السلاح في وجه الحكومة اليوم بدارفور هم كانوا بالامس يهللون لها بالهتاف. وكل ذلك ليس بغريب عن السلوك السوداني الذي يصب دائما نحو المصلحة الخاصة ولا يختلف في ذلك شمالي او جنوبي اوغربي او حتي من الشرق والوسط. لكن هل سالنا يوما لماذا هذا السلوك؟ لماذا هذا التحول؟ التبرير الذي اجده لابناء الغرب هو انهم وجدو ان حكومة الجبهة يمكن ان توفر لهم ما كانوا يفقدوه وهو المشاركة في الحكم فدعموها على الرغم من علمهم بانها حكومة ظلم وعدوان، وفي هذا هم مذنبون والغاية لا تبرر الوسيلة دائما. ثم اتي التحول الاخير وهو ما ادي الى ازاحة الترابي عن الحكم واشتعال الحرب في دارفور. هذا التحول كان نتيجة للصراع العنصر الدائر داخل حزب الجبهة بين عناصر غرب السودان التي تحيط بالترابي وعناصر الشمال التي ترى في ذلك تهديدا لها وعبورا لخطوط حمراء لا يسمح لاحد ان يتخطاها حتي ولو كان شيخهم الترابي نفسه. ومما يدلل على ذلك حادثة المجلس الوطني عند انتخاب الشفيع احمد محمد وغازي صلاح الدين. واذا نظرت بصدق لقسمي الجبهة المنقسمين اليوم لوجدت ان احدهم يمثل الاسلاميين الشماليين والاخر يمثل الاسلاميين الغربيين (الغرابه). ومن هنا ظهر الكتاب الاسود. ومن هنا ظهر التمر في غرب السودان. اذا المشكلة الاساسية التي تدور الان في السودان هي مشكلة عنصرية بحته وصراع بين اقاليم السودان على الحكم وكاذب من يقول خلاف ذلك. ويمكننا ان نصل الى حلول اذا اعترفنا بذلك. واذا استمر الصراع الان على ما هو عليه فاننا نكون قد دخلنا حلقة مفرغة، وربما ادت في يوم ما الى حروب اهلية علنية (وليس كما يحصل الان في الخفاء بدعوى ازاحة الحكومة).
|
|
|
|
|
|