الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 07:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-16-2003, 04:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة (Re: الكيك)

    فتنة دارفور ونهاية السياسة في السودان
    ssد. عبدالوهاب الافنديsss
    ppفي شهر ايلول (سبتمبر) من عام 1964 عقدت ندوة في جامعة الخرطوم ندوة لمناقشة قضية جنوب السودان علي خلفية تصعيد غير مسبوق في الحرب هناك قادته الحكومة العسكرية في مسعي للوصول الي حسم عسكري للمشكلة. وقد كان الفشل الذي مني به مسعي الحكومة هو الذي دفعها لمطالبة أهل الرأي والفكر في البلاد لكي يدلوا بدلوهم في حوار قومي حول افضل السبل للوصول الي حل لهذه المعضلة.ppp
    في الندوة المذكورة تحدث فيمن تحدث اكاديمي شاب لم يسمع باسمه في السودان من قبل الا قلة في اوساط النخبة، قائلا ان اساس مشكلة الجنوب هو قضية دستورية تتمثل في وجود حكومة مستبدة سلبت حقوق المواطنين في المشاركة السياسية فكانت هناك ردود فعل ليس العنف في الجنوب الا وجها من وجوهها. وكما هو متوقع فان حكومة ذلك الزمان لم يرق لها هذا القول فقررت انهاء مسار التشاور المحدود الذي دعت اليه بنفسها، وقامت بالغاء ندوات اخري كانت مقررة، منها ندوة دعا اليها اتحاد جامعة الخرطوم في الحادي والعشرين من تشرين الاول (اكتوبر) وفضتها قوات الشرطة بالقوة مما ادي الي مقتل طالب برصاص الشرطة. وكانت تلك الشرارة التي فجرت الانتفاضة الشعبية المشهورة التي اطاحت بالحكم العسكري واعادت الديمقراطية للبلاد.
    وفي خضم تلك الانتفاضة اشتهر ايضا اسم ذلك الاكاديمي الشاب الذي كانت كلمته شرارة البداية واصبح نجماً سياسياً، وسرعان ما ترك حقله الاكاديمي حيث كان يعمل عميدا بكلية القانون، وتحول الي سياسي متفرغ وانشأ حزبا سياسيا دخل به المعترك السياسي.
    ودارت الأيام وتولي ذلك الحزب الحكم في السودان بزعامة مؤسسة الدكتور حسن الترابي (وهو ذلك الاكاديمي المذكور)، وانتظر الناس ليروا كيف يعالج المشكلة الدستورية التي فجرت ثورة اكتوبر وهددت وحدة البلاد وما تزال. ولكن الذي حدث كان تغولا دستوريا علي الحقوق في الشمال والجنوب اشنع بكثير من ذلك الذي اشتكي منه المشتكون في ايام الحكم العسكري الاول، واعتمادا يكاد يكون كاملا علي الحل العسكري.
    بقية القصة معروفة ولا داعي للخوض في تفاصيلها هنا، ولكن الذي يهمنا هنا هو تجليات هذه الأزمة في اقليم معين من اقاليم السودان وهو اقليم دارفور في غرب السودان. فلهذا الاقليم قصة مع الحركة الاسلامية تحكي فصولها محنة السودان المعاصر وحركته الاسلامية.
    بدأ الأمر بما يشبه علاقة الحب بين الاقليم والتنظيم، حيث بذل التنظيم جهدا مكثفا في العمل السياسي في ذلك الاقليم في اواخر عهد الرئيس الاسبق جعفر النميري، وكان الرضي عن هذا الجهد في اوساط قيادة الحركة بلغ حدا جعل التقديرات المتفائلة بمكاسب انتخابية ضخمة يحققها الحزب في ذلك الاقليم في انتخابات عام 1986 التي اعقبت سقوط النميري تضع الحزب في مقام من يكتسح ذلك الاقليم وربما يصبح بسبب ذلك الاكتساح قاب قوسين او ادني من الحكم.
    نتيجة الانتخابات جاءت مخيبة لهذه الآمال الي حد كبير حيث لم يحصل الحزب سوي علي ثلاثة مقاعد من اصل اربعين مقعدا برلمانيا في ذلك الاقليم، ولم تنته الخيبة هنا، بل ادي هذا الفشل الي خلافات عميقة وسط كوادر الحزب في ذلك الأقليم وصراعات حول من يتحمل المسؤولية في الفشل. وكان ان خسر مسؤول الحزب، في ذلك الاقليم، المهندس داوود يحيي بولاد موقعه.
    ولم تقف مكابدات الحزب في ذلك الاقليم عند هذا الحد، بل تضاعفت الانتكاسات حين استقال اثنان من اعضاء الحزب الثلاثة في البرلمان وانضموا الي احزاب منافسة، وقد تضاءلت هذه الانتكاسة امام ما واجهه الحزب في مطلع التسعينات حين تحول مسؤول الحزب السابق في الاقليم بولاد الي صفوف حركة التمرد الجنوبي بقيادة جون قرنق، وقاد بنفسه اول حركة تمرد مسلحة ضد الحكومة الاسلامية في الاقليم، هزمت تلك الحركة المسلحة واعتقل بولاد واعدم بعد محاكمته عسكريا.
    ولكن الجراحات لم تقف هنا، حيث وجه الأقليم مرة اخري ضربة للحركة الاسلامية وحكوماتها، من القلب هذه المرة. حدث هذا في عام 1996 في مؤتمر تأسيس الحزب الوطني الحاكم حين تكتل اعضاء الحزب ضد مرشح القيادة والحكم لامانة الحزب ولصالح مرشح من الاقليم. و لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ان كتلة دارفور في المؤتمر سعت لبناء تكتل من الاقاليم الاخري لصالح مرشحها مما كان من شأنه لو نجح ان يكون بمثابة انقلاب ابيض داخل الحكومة.
    هذا الوضع ادي الي حلزون هابط من عدم الثقة المتبادلة بين ابناء اقليم دارفور وقيادة الحزب والحكم، حيث اصبح اهل الحكم يتشككون في ولاء كل عضو من اقليم دارفور، ويعتقدون ان ولاء هؤلاء لاقليمهم وعصبياتهم القبلية اقوي من ولائهم للحكم وحزبه. وبالفعل اخذ ابناء دارفور يتوجسون من حركة منظمة لاقصائهم وتهميشهم واصبحت هذه الهواجس والظنون يصدق بعضها بعضا الي ان وصل الامر الي المرحلة الحرجة الحالية التي توجت في الشهر الماضي باندلاع تمرد مسلح اخر في الاقليم اتضح ان قائده كان عضوا سابقا ومسؤولا بارزا في المؤتمر الوطني الحاكم.
    كون عضوية الحركة الاسلامية في دارفور تتآكل بصورة مخيفة هو في حد ذاته أمر يدعو للتوقف والتساؤل. ولكن كون اكثر من تمرد مسلح في الاقليم يقوم تحت قيادة اعضاء ملتزمين في الحركة الاسلامية يثير تساؤلات اكبـــر واعمق.
    من جهة اخري فان قيام حركة التمرد الجديدة ومطالبها تشير الي ما يمكن وصفه بموت السياسة في السودان. هناك كما لا يخفي ازمة سياسة وغياب حوار في اوساط الحكم، وهو امر لم يعد خافيا بعد ان نفد صبر عدد كبير من انصار الحكم، وابتعدوا عنه الي المعارضة الصامتة والناطقة، كما كان حال من انشقوا عن الحزب الحاكم وشكلوا بدائل له. من جهة اخري فان الحكومة التي ترفض الحوار حتي مع انصارها المختلفين معها في الرأي، تحاور بهمة خصومها الذين رفعوا السلام ضدها، والقوي الاجنبية التي تناصبها العداء النشط وفي هذا رسالة واضحة بان حمل السلاح والمنابذة بالعداوة هي اقصر الطرق لاسماع صوت المواطن الي السلطة التي يبدو انها تصم اذانها عن كل حوار سلمي، بينما يراها الجميع تتلهف علي محاور كل من يشهر السلاح في وجهها او يهددها بأي تهديد آخر.
    ولكن هذا يعيدنا الي النقطة التي اثارها حسن الترابي قبل اربعين عاما، وهي السؤال عن الاسباب التي تؤدي بأهل اقليم معين الي انتهاج طريق العنف للتعبير عن معارضتهم في ظل نظام مارس الاقصاء المتساوي ضد الجميع؟ فالمعروف ان هناك غالبية، حتي بين اعضاء وانصار الحركة الاسلامية التي تتحدث باسمها السلطة، يرون ان هذه الحكومة لا تمثلهم ولا تعبر عن مواقفهم ولا تخدم مصالحهم. ولكن حمل السلاح يحتاج الي وجود عصبية خلدونية تميز نفسها عن بقية اهل البلاد، وتجد ما يوحدها من جهة ويميزها عن الباقين من جهة اخري.
    وهذه هي تحديدا نقطة ضعف اي تمرد مسلح، لانه كي يقع لا بد ان يعزل نفسه سياسيا عن سواد اهل البلاد، ويحول نفسه الي اقلية تنطق باسم اقلية، من جهة اخري فان تركيبة تنظيمات العنف هي ذات طابع ثوري تتأثر به اول ما تتأثر التركيبة التقليدية في المجتمعات التي ينطق باسمها، وتؤدي الي قلب موازين القوي داخل هذه المجتمعات. التمرد الجنوبي مثلا دمر البنية التحتية للوجود القبلي التقليدي في الجنوب وفجر صراعات مريرة داخل وبين القبائل راح ضحاياها مئات الآلاف.
    شكوي اهل التمرد في دارفور وقبلهم اهل الجنوب من تهميش مزعوم للغالبية كان من شأنها ان تجعل اصحاب هذه الشكوي يصبحون من دعاة الديمقراطية باعتبارها السبيل الاسلم لاعطاء السلطة للاغلبية ولكن الامر ليس بهذه البساطة، اذ ان المعروف ان النخبة الحديثة في السودان، وغالبيتها من اهل الوسط والشمال، كانت تشكو دائما من العكس، وهو ان قوي الريف والهامش التي تدعم الاحزاب التقليدية ظلت تهيمن علي مقدرات البلاد وتفرض عليها التخلف. والمعروف ان سند الحزب الاتحادي الديمقراطي يأتي في غالبه من مناطق الريف في الشرق والشمال، بينما يأتي سواد الدعم لحزب الامة من الغرب، اما من ناحية النسبة الجهوية والاقليمية فان قيادات هذه الاحزاب والارستقراطيات المحيطة بها لا تأتي حصرا من الشمال والوسط كما يزعم الزاعمون، بل نجد للغرب، ودارفور وكردفان خصوصا نصيبا لا بأس به من الدماء التي تجري في عروق القوم.
    ولكن هذا الوضع يشير الي فشل مركب في السياسة في السودان، هو اولا فشل الاحزاب التقليدية التي استمدت سندها السياسي من الاقاليم في التعبير الصادق عن تطلعات القوي السياسية التي تعتمد عليها في وجوده. وهو فشل من قبل الحكومة في خلق مناخ الحوار والاخذ والعطاء، وتمسكها بأجندة اقصائية، وبمصالح فئة تضيق يوما بعد يوم حتي لتوشك ان تتلاشي قريبا، واخيرا فشل الجهات التي تنطق باسم المهمشين في خلق تحالف عريض يوحد بين سواد اهل السودان بدل تقسيمهم الي شراذم متقاتلة.
    واضعف الايمان في هذا السبيل هو ان يحقق اهل كل اقليم قدرا معقولا من الوحدة، وهو ما لم يحدث للاسف لا في دارفور ولا في الجنوب، ولعل المفارقة هي ان الاحتراب القائم في دارفور ما هو الا محاولة لتصدير الحرب الأهلية التي ظلت مستعرة في ذلك الأقليم بين المجموعات العرقية العربية والافريقية منذ عقود، وهي حرب تفجرت للأسف في ظل الديمقراطية، ولعل المفارقة الأكبر هي ان الحرب انطفأت جزئيا مع مجيء الحكم العسكري، وبعد ان ولي علي الاقليم حاكم من غير ابنائه، ولكنها عادت الي الاشتعال مجددا بعد ان نال الاقليم قدرا محدودا من الحكم الذاتي فجر الصراعات القبلية في كل مناطقها تقريبا، ولعل اهل دارفور يكونون اكثر اقناعا في مطالبتهم بحقهم المشروع في حكم البلاد ككل لو اثبتوا قدرا معقولا من النضج والتعقل في حكم انفسهم.
    احداث دارفور لم تفاجيء للاسف الا اهل الحكم، ولكن الادعي للاسف هو الا ينتبه البعض الي الخلل الا بعد ان تسفك الدماء وينطلق الرصاص ويعم الخراب.
    9
                  

العنوان الكاتب Date
الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك03-12-03, 09:14 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك03-12-03, 09:17 AM
    Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة EXORCIST703-12-03, 11:02 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك03-15-03, 04:47 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك03-15-03, 09:20 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك03-15-03, 09:41 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك03-15-03, 09:44 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك03-16-03, 04:48 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك03-18-03, 05:30 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك03-24-03, 11:22 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك04-06-03, 10:05 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك04-07-03, 07:51 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك04-13-03, 11:00 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك04-27-03, 06:56 AM
    Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة adil amin04-27-03, 10:41 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك04-28-03, 04:31 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك05-04-03, 05:04 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك05-10-03, 08:21 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك05-11-03, 08:15 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك05-14-03, 05:17 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك05-14-03, 05:39 AM
    Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة BousH05-18-03, 04:39 AM
  Re: الهمز واللمز بين الاخوان ....وفتنة السلطة الكيك05-18-03, 04:53 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de