قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-20-2006, 12:13 PM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن

    قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن



    دخل محمد محي الدين والشهير بمحمد كريمة جهاز الأمن بعد تخرجه من جامعة الخرطوم مباشرةً ، لقد كان شخصية مثيرة للجدل في صفوف زملائه ، أقل ما يعرف عنه أنه شخصية شرسة ومتمردة ، تحقد عليك لسبب بسيط ، وتضمر الشر لسنوات طويلة ولا تنسي أبداً تفويت الإساءة ، من الممكن أن تكون هذه الأسباب ساعدت أخونا محمد كريمة لدخول جهاز الأمن ، الشخصية الكتومة والنفس التواقة لارتكاب الشر من الشروط الأساسية التي يجب توفرها في المتقدمين ، ليس ذلك فحسب ، الانتهازية معيار لا يقل كثيراً عن رسم الكفاءة ، الكثير من الروايات تواردت إليّ من محمد كريمة ، عنه وعن شخصيته ودوره الكبير في تعذيب أبناء دفعته ، حتى الذين سكنوا معه في داخلية أربعات والنشر والنيل الأبيض وبحر الجبل لم يسلموا من شره ، فظائعه شاعت بين أبناء جيله أكثر من فظائع سلفه عبد الغفار الشريف ، هذا الأخير ، يُعتبر المؤسس الحقيقي لجهاز أمن الطلاب ، هذا الجهاز ، لعب دوراً حاسماً في ترويع الطلاب خلال الفترة الممتدة من 89 إلي عام 2000م ، أحد عشر عاماً قضاها عبد الغفار الشريف وهو يعذّب كل من عرفه بجامعة الخرطوم ، وبالذات الذين اشتهروا بمعاداة الاتجاه الإسلامي ، كان هناك تنسيق بينه وبين لجنة الاختيار المختصة باستيعاب الخريجين في الخدمة المدنية ، قائمة خريجي جامعة الخرطوم كان يطالعها عبد الغفار الشريف واحداً تلو الآخر ويعلق عليها بواحدة من ثلاثة عبارات ..نشط ..قاعدي ..خامل ، كل شفرة تحمل مفهوماً محدداً يشير إلي الصفة التنظيمية للمتقدم ، عبد الغفار الشريف ينتسب لمدينة شندي ، في الجامعة كان مشهوراً بارتداء بناطلين ( الجنز ) في كل الأوقات ، ومن النادر أن تجده يتحدث إلي أحد ، خلافاً لما جرت عليه العادة أنذاك ، حيث كان الاتجاه الإسلامي في نهاية الثمانينات لا يحفل كثيراً بمنتديات التنظيمات السياسية المعادية له ، كان بالإمكان رؤية عبد الغفار الشريف وهو مندساً بين الحضور ، مثل شخصية (فضولي ) التي كنا نبحث عنها في مجلة ماجد ، حاضراً بدمه ولحمه ، ومميزاً ببنطاله الأزرق ، لمثل هذا اليوم كانوا يعدونه ، وبرز دور العميد عبد الغفار الشريف لاحقاً ، وكان هو الجلاد الذي يختار فريسته بمهارة ، شريطةً أن تكون من زملاء الدفعة ، ومن الذين يعرفهم والذين يعرفوه ، كانوا يطلقون عليه في جهاز الأمن اسم ( مولانا) ، ويحضر جلسات التعذيب وهو ملثم الوجه ، ويستمتع بسماع الصراخ ونداءات الاستغاثة .
    محمد كريمة لم يكن يختلف عن سلفه كثيراً ، كلاهما كان يحمل نفس الروح السادية التي تتلذذ بالتعذيب ، وكلاهما يحركه نفس الحقد الدفين والذي مبعثه رؤيتهما للحياة في بيئة فقيرة ومدمنة للحرمان ، الشعور بالظلم والغبن هي التي تدفع بعضنا لزوايا التطرف ، فتصبح الشخصية المعنية مثل القنبلة الموقوته ، تنتظر من ينزع عنها الفتيل حتى تنفجر لتقتل الجميع .
    بعد التخرج التحق محمد كريمة بجهاز الأمن كما أشرنا ، وعمل في أحد بيوت الأشباح في مدينة بورتسودان ، وصادف مرةً أن التقي بأحد زملائه ، من أبناء دفعته بكلية الاقتصاد ، و الأستاذ/خالد والذي كان يعمل في شركة الإطارات الدولية ببورتسودان ، كان هناك خلافاً في وجهات النظر بين الأخ خالد ومحمد كريمة ، سببه الاستقطاب الحاد حول كسب أصوات الطلاب في انتخابات الاتحاد ، كان الأخ/خالد نشطاً في حركة الطلاب المحايدين والتي كانت تستأثر بمقاعد رابطة طلاب الاقتصاد ، في وقت كان فيه الاتجاه الإسلامي في ذروة سنام قوته ، هذه الهيمنة لم ترق لرجل الأمن الشرير محمد كريمة ، وكثيراً ما كان يصف زميلات الدفعة بالسفور والعهر ، وحلف بالله لو أنه كان يملك سلطة في البلد لجلد كل بنت يعرفها في جامعة الخرطوم ، هذه السلطة جاءت لمحمد كريمة بعد تخرجه ، فأستخدمها كما يريد ، التقي الزميلان المتنافران في أحد المطاعم ، بخبث ماكر ، سأل محمد كريمة زميله في الدراسة الأخ /خالد عن مكان سكنه ، فأجابه خالد ببراءة ودلاه علي المسكن الذي يقيم فيه ، افترق الرفيقان علي أمل اللقاء مجدداً ، لتذكر أيام العم محمد والصفرة الجديدة ، وهاشم وحراسة الصفرة من ( المجيتين ) ، والسماني ، الصفرجي الرياضي الذي يحابي المشجعين لفريق المريخ ، فيزيد لهم كمية اللبن .
    عاد خالد إلي المسكن ، وهو سعيد لأنه ألتقي أحد أبناء دفعته ، فذكره أيام تسلق سطح داخلية النشر ، لمشاهدة أفلام سينما النيل الأزرق كما يقول المصريون ( ببلاش ) ، والصياح في أذن المشغل ( أبو صلعة ) في لحظة انقطاع الفلم ، فيهتف فيهم المشاهدون الدافعون لثمن التذكرة ..أسكت يا ملح .
    فرحة الأخ خالد بهذا اللقاء لم تكتمل ، فقد أعد النقيب/محمد كريمة خطة جهنمية ، عشرة من الملثمين تسلقوا جدار المسكن الذي يسكن فيه خالد ، قلعوه من السرير واقتادوه لمكان مجهول ، وهناك ، أوسعوه ضرباً ولكماً حتى سال الدم من فمه ووجهه ، ثم عادوا به وهو ينزف دماً ورموه أمام المسكن وهو لا يحرك عضواً ، تعرّف الجيران علي نوع السيارة التي حملته ، عربة ذات دفع رباعي كان يقودها محمد كريمة بنفسه ، يتجول بها في أنحاء المدينة وهو يذيق الناس صنوف الذل والهوان ، نصحه أهل الحي بضرورة مغادرة المدينة حفاظاً علي حياته ، وحكوا له الكثير عن الأشياء المروعة التي يقوم بها محمد كريمة ، لكنهم بهتوا وتملكهم العجب عندما عرفوا أنه أحد أبناء دفعته ، أعتقد خالد أن ما حدث في جامعة الخرطوم من خلاف بينه وبين محمد كريمة كان شيئاً من الماضي ، لكن ذاكرة محمد كريمة لا تعرف النسيان ، وقلبه الأسود لا يعرف التسامح ، فأنتقم لنفسه بعد أن أصبحت في يده السلطة التي طالما كان يحلم بها وهو في عمق اليقظة .
    مضت حياة محمد كريمة علي هذا الشكل ، وهو يمشي علي طريق وعر ، محفوف بالجثث وآهات الذين يصرخون من ألم التعذيب ، وهو الآن برتبة عقيد ويتولى قيادة فرقة أمنية متخصصة في حراسة البترول ، ويعود إلي الديار وهو علي متن مروحية مملوءة بالنفائس من ثروات الجنوب ، أغرب قصة سمعتها عن محمد كريمة ، هي زواجه من طليقة أحد ولاة الشمالية ، فهي كانت تكبره بعقدين من الزمن وتعمل محاضرة في جامعة السودان وتحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة ، هناك من يقول أنها تزوجته نكاية في زوجها الذي شغله عمله الحزبي عن شئون بيته الخاصة ، فهذا الوالي إسلامي قديم وكان نقابياً في اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، وهناك من يقول غير ذلك ، أن محمد كريمة تزوجها حتى يحمي نفسه ، فهي تمت بصلة القرابة لمسؤول رفيع في نظام الإنقاذ .. والله أعلم .
    سارة عيسي
                  

العنوان الكاتب Date
قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن SARA ISSA09-20-06, 12:13 PM
  Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن Murtada Gafar09-20-06, 02:12 PM
  Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن Salwa Seyam09-20-06, 02:47 PM
  Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن Salwa Seyam09-20-06, 02:50 PM
  Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن عدلان أحمد عبدالعزيز09-20-06, 03:30 PM
    Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن Mustafa Mahmoud09-20-06, 03:40 PM
  Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن فاروق حامد محمد09-20-06, 03:53 PM
    Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن عبدالأله زمراوي09-20-06, 05:21 PM
      Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن عصام أحمد09-20-06, 05:35 PM
        Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن wesamm09-20-06, 05:52 PM
  Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن خالد العبيد09-20-06, 06:37 PM
  Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن Nasr09-20-06, 07:48 PM
  Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن عبدالرازق نقد09-20-06, 08:54 PM
    Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن ABDELMAGID ABDELMAGID09-20-06, 09:04 PM
    Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن Rashid Elhag09-20-06, 09:11 PM
      Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن wesamm09-20-06, 09:20 PM
        Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن wesamm09-20-06, 09:34 PM
          Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن Mustafa Mahmoud09-21-06, 01:38 AM
  Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن Yasir Elsharif09-21-06, 01:58 AM
    Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن Murtada Gafar09-21-06, 03:49 AM
  Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن عادل فضل المولى09-21-06, 05:36 AM
    Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن Mustafa Mahmoud09-21-06, 01:48 PM
  Re: قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن عبد المنعم سليمان09-21-06, 04:19 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de