|
|
 رفس الرئيس السوداني الأرض الدارفورية، وقال: كلهم تحت حذائي!!!!!
|
كلهم تحت حذائه!
رفس الرئيس السوداني الأرض الدارفورية، وقال: كلهم تحت حذائي، وهدد وتوعد، وأرغى وأزبد، وكبد الأرض التي رفسها غباراً وعفاراً، والقضية الجوهرية لم تزل بعد في غياهب التناطح، والترامح الدولي، وهناك من يرصد ويحصد، ويعربد، ويسدد، ويجدد الضربات لدولة عربية تلو الأخرى، أما أفذاذنا وجهابذتنا، فلا زالوا يرفعون العصي راقصين على صيحات وصرخات حناجر المحتشدين، والذين لا يدرون لماذا هم احتشدوا، ولماذا هم صرخوا، ولماذا هم قالوا نعم·· أو لا ·
مأساتنا فينا، وكوارثنا تأتي بأيدينا، وفقرنا ومرضنا وأميتنا، صناعة محلية، لا غبار عليها ولا أحد يجرؤ على تقليدها·· والآخر يتفرج ويصفق ويهلل ويكبر لهذه الموجة العارمة، من الظلام والضلال، والاختلال والاعتلال، والزوال، والانفعال والافتعال، والبهتان والافتتان، واستحسان الجهل على الوعي·
أوكامبو رمى كرة الجحيم في وجوهنا واختفى، حفر الحفرة العميقة السحيقة، وتوارى جانباً، وتركنا نحن نجمع ونطرح، نقسم ونضرب، نرفع وننصب، نكسر ونهدر، وننحدر، ونمضي سوياً باتجاه العاصفة·· فقد تكون عاصفة صحراء ثانية، تجلجل وتزلزل وتغربل، ونحن لازلنا نقود جيشنا الجرار من الجماهير التي لم تتسلح إلا بالمشاعر والنيات الحسنة، ومع من يتربص ويترقب ويعد العدة لذبح الضحية حيث لا تفيد الأعمال بالنيات·· ومع كل هذه الحماسة، والحماقة قد يأتي اليوم الذي لا نجد فيه الحذاء الذي ننتعله ونمشي به على الأرض فتشوى أقدامنا برمضاء من يسن سكاكين الذبح، وعشواء من يهيم وجداً بهلاكنا، وضياعنا وتفكك مجتمعاتنا·· فاقد الشيء لا يعطيه، ونحن لا نملك ما نقدمه لدارفور الذي أصبح مرآة العالم الذي يرى من خلالها تخلفنا، وإهمالنا ومغالاتنا، وتكريس الفرقة والتمزق، والجهل والمرض والفقر·
نقول: العالم لا يحترم الضعفاء، العالم لا يلتفت إلا إلى ضربات الأخف الثقيلة، ونحن لا نستطيع إلا أن نضرب الأرض بنعال ممزق، وقلب محترق، وعزم أشبه بالحمامة النائمة·
صراع دارفور يحتاج إلى مدرسة تفتح كتاب المعرفة، وإلى مصحة تحمي القلوب النازفة، وإلى أيد حانية لا تغرق ولا تفرق، وإلى عيون تفتح الحدقات، باتجاه ما يغلي تحت القِدر، وإلى آذان تنصت إلى غليل المساعر وسط الجمرات·
نحن بحاجة إلى وعي إنسان بقيمة الأرض، ومن يمشي على حبات ترابها، إلى الإنسان المعذب بتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع، نحن بحاجة إلى همة، وهبة سياسية ترحمنا من جموح السياسيين، وإلى حُلمهم وجلبهم وعِلمِهم، وفهمهم بما يجري في النسيج المتراكم عبر العقود والعهود·
السودان اليوم في أزمة، والأمة بأسرها في غمة، والآخر لن يتصالح معنا، طالما جافينا المصالحة مع أنفسنا، الآخر لن يرحمنا طالما لم نتداع نحن لصناعة وصياغة غد عفيف نظيف، شفيف، لا يغلو ولا يسلو بل يجل ويقدر قيمة الإنسان، دون النظر إلى جنسه أو لونه أو دينه·· مأساتنا اليوم في هذه الشوفينية المتورمة، والشيزوفرينيا المحتدمة، والانفصام والانقسام، وجذام السياسة التي لم تجلب غير التعاسة، وبلا كياسة هي تذهب بنا وبأوطاننا نحو العدم·· الأوطان تذهب سدى، والمـقــــدرات تذوب بلا جــــدوى، والعـــدوى مستمــرة، والخطـــاب السياسي لا يزال في أوله، شتائم وولائم جماهيرية قديمة سقيمة، لا تملأ الوعاء إلى نصفه ولا إلى ربعه، ولا إلى جزء منه، خطابات سياسية أشبه بالصراخ في صحراء قاحلة، بلا صدى ولا رد ولا صد·
ما نتمناه، تنمية اجتماعية، ثقافية، اقتصادية، تقف سداً وصداً ورداً، ومنعاً، ودرعاً واقياً يحمي الإنسان من جوعه وجهله ومرضه، ويرفعه إلى مصاف شعوب العالم التي نسيت هذه الآفات من زمن واعتلت عروش النهضة والرقي والتطور، وتخلّت عن حروبها الداخلية ومشاحناتها العدوانية، احتكمت إلى العقل والبصر والبصيرة، واستطاعت أن تحقق إنجازها الحضاري، دون رفس أو رجس·
------------------
علي أبو الريش
عن الكاتب
كاتب من دولة الامارات العربية المتحدة
المصدر:
http://www.alwa7aa.com/vb/showthread.php?goto=newpost&t=17450
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: رفس الرئيس السوداني الأرض الدارفورية، وقال: كلهم تحت حذائي!!!!! (Re: هشام مدنى)
|
مقال 100% ..
على ابو الريش لخص الواقع بكلمات واضحة وقوية ..Quote: السودان اليوم في أزمة، والأمة بأسرها في غمة، والآخر لن يتصالح معنا، طالما جافينا المصالحة مع أنفسنا، الآخر لن يرحمنا طالما لم نتداع نحن لصناعة وصياغة غد عفيف نظيف، شفيف، لا يغلو ولا يسلو بل يجل ويقدر قيمة الإنسان، دون النظر إلى جنسه أو لونه أو دينه·· مأساتنا اليوم في هذه الشوفينية المتورمة، والشيزوفرينيا المحتدمة، والانفصام والانقسام، وجذام السياسة التي لم تجلب غير التعاسة، وبلا كياسة هي تذهب بنا وبأوطاننا نحو العدم·· الأوطان تذهب سدى، والمـقــــدرات تذوب بلا جــــدوى، والعـــدوى مستمــرة، والخطـــاب السياسي لا يزال في أوله، شتائم وولائم جماهيرية قديمة سقيمة، لا تملأ الوعاء إلى نصفه ولا إلى ربعه، ولا إلى جزء منه، خطابات سياسية أشبه بالصراخ في صحراء قاحلة، بلا صدى ولا رد ولا صد·
|
| Quote: ونحن لازلنا نقود جيشنا الجرار من الجماهير التي لم تتسلح إلا بالمشاعر والنيات الحسنة، ومع من يتربص ويترقب ويعد العدة لذبح الضحية حيث لا تفيد الأعمال بالنيات·· |
Quote: فاقد الشيء لا يعطيه، ونحن لا نملك ما نقدمه لدارفور الذي أصبح مرآة العالم الذي يرى من خلالها تخلفنا، وإهمالنا ومغالاتنا، وتكريس الفرقة والتمزق، والجهل والمرض والفقر·
|
شكرا هشام .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
داليا حافظ
omer osman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست