سيدي الرئيس اقبل هذه البيعة من شعبك الجسور تحت هذه الشجرة ..!

Quote: سيدي الرئيس اقبل هذه البيعة من شعبك الجسور تحت هذه الشجرة ..! بقلم / مكي المغربي * سيدي الرئيس اقبل هذه البيعة من شعبك الجسور تحت هذه الشجرة ..! * شجرة التبلدي التي اعتلاها هكس باشا فرارا من الموت ما زالت خضراء وارفة ..! * أراد الله أن يكون قدر السودانيين هو تصحيح الموازنات الدولية و ليس اشباع الأفواه و حسب ، انه شرف متاح لكل القوى المحلية و الدولية للمشاركة فيه ! * أمراء الدينكا و سلاطينهم و رث الشلك بايعوا المهدي على القتال قبل أن يدعوهم ، إنها رسالة لدعاة الفصل و الإنفصال ، السودان القديم و الجديد..! مدخل أول : رسالة الإمام محمد أحمد المهدي إلى تجريدة هكس باشا: ( من الفقير المعتصم بمولاه محمد المهدي بن السيد عبد الله إلى من يسمع من أهل الجردة ممن له عقل ، فإنه لا يخفى على كل ذي عقل أن الأمر بيد الله و لا يشركه في ذلك بنادق و لا مدافع و لا صواريخ ، و لا عصمة لأحد إلا لمن عصمه الله ، فإذا فهمتم ذلك فاعلموا أن الله واحد ، و لا تغترون بأسلحتكم و لا بجموعكم التي تريدون أن تقاتلوا بها جنود الله ، فإنه لا قوة لشيء دون الله . من يسلم يسلم و إن أبيتم إلا الجحود و الإعتداد بالبارود فانكم مقتولون . و السلام على من اتبع الهدى .) مدخل ثاني: غنيلو يا ام سترين لي دود الكواني .. راسي ليهو ضمين تدخل في مكامن .. يا عاصي ما بتلين خوجل يا صقر خلي الرخم قاعدين ............................... سيدي رئيس الجمهورية القائد و المحرر المشير عمر حسن أحمد البشير ، إقبل هذه البيعة من شعبك الجسور تحت هذه الشجرة . اقبلها من كل القبائل و السحنات ، من أقاصي الأقاليم و الولايات ، اقبلها من المؤتمر الوطني ، و من الحركة الشعبية ، حزب الأمة و من الحزب الإتحادي و من حركة تحرير السودان ، من حزب البعث و الشيوعي ، و من جبهة الشرق ، و من كل الغرب ..! و اقبلها من كل الشمال و الجنوب ، من الوسط ، من الأطفال و من المعمرين ..! كلهم سيأتونك و يتراصون صفوفا رافضين المساس بك و بهيبة بلادهم ، و سيرسلون من هناك رسالة للعالمين . بيعة لا تتضمن الولاء لحزب ضيق أو تنظيم محدود ، بيعة تعني موقفا و التزاما من أبناء السودان تجاه وطنهم و كفى ..! إنها شجرة لا مثيل لها في غابة شيكان ، تبلدية معمرة و خضراء وارفة لم تسقط أوراقها منذ عهد الإمام ، شجرة مازالت مزارا و أثرا تاريخيا يقصده المؤرخون و الباحثون السائحون و الزائرون . شجرة اعتلاها المستعمر هكس باشا و هو يلوذ فرارا من موت مدركه لا محالة ! تناوشته رماح الإنصار و طعنته من كل جانب ، و مات فزعا بتكبيراتهم الهادرة الداوية التي شقت عنان السماء قبل أن تبلغ رماحهم قلبه و كتفه و صدغه و بطنه فيهوي إلى الأرض مثل (أبو القنفد) ..! تفرق عنه جيش من عشرة آلاف مقاتل ، مات بعضهم عطشا و لحق بعضهم بالإمام المهدي ، و هلك البقية و تناثرت جثامينهم في غابة شيكان ، أكلتهم السباع و النسور و شبعت منهم صقور الجديان ، ذهب المستعمر و بقي التبلدي زاهيا مثمرا و بقيت الصقور رمزا لسيادة هذه البلاد و نشيدها و قصيدها ..! هل يا ترى سأبدأ خطابي بأبي عبد الرحمن و صديق و مريم و رباح الإمام بن الإمام بن الإمام بن الإمام الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي ، أم بجماهير الأنصار ، يجوز لي هذا ، و لكنني إذا أختزل أعظم ثورة أفريقية شعبية في طائفة واحدة . الثورة المهدية لم تكن ثورة دينية مغلقة ، لقد كانت نهضة في ضمير الشعب السوداني ، لقد كانت هناك بيعة على القتال للخلاص من الإستعمار و الإستبداد ..! لقد بايع جنوب السودان الإمام المهدي و لم يبدلوا دينهم و معتقداتهم ، و كان الإمام أذكي من أن يستبد على أبناء السودان باسم الدين ، لقد كان السودان يزحف معه صوب الخرطوم و غردون متخندق في قصره و العالم كله من الصين إلى بريطانيا و أرضها الجديدة يحسب اللحظات و الثواني و الدقائق و قطرات الدماء ..! خطابنا للتصدي لمهزلة أوكامبو باسم القانون الدولي إذا يبدأ من حلفا و لا ينتهي في نيمولي ، و يبدأ من نيمولي و لا ينتهي في حلفا لإن القضية ليس قضية السودان ، و السودان إنما يخوضها إنابة عن دول العالم الثالث و كل الأحرار في الدول الكبرى ..! لقد أراد الله أن يكون قدر السودانيين هو تصحيح الموازنات الدولية و ليس مجرد اشباع الأفواه ، انه شرف متاح لكل القوى السياسية و الدولية للمشاركة فيه ! إنها معركة إعلامية بكل اللغات ، إقتصادية بكل العملات ، ديبلوماسية عبر كل المنابر و البعثات ، و إن أرادوها بالسلاح فالأشجار التي صلب على ذراها المستعمرون ما زالت شامخة سامقة ، إنها معركة مفتوحة لتصحيح الموازنات الدولية كما قال الإستاذ علي عثمان النائب الأول لرئيس الجمهورية صاحب الحنكة و الدربة و التجربة ، إنها معركة أحرار العالم ضد محكمة الظلم الأوربي كما قال الدكتور نافع علي نافع الرجل الذي يسمي الأشياء بأسمائها و ينتهي من الأمور حينما يبدأ الناس ، إنها معركة أفريقيا و العالم الثالث ضد محكمة الرجل الأبيض كما قال الدكتور كمال عبيد الرجل الذي يمارس السياسة دعوة لله و الدعوة سياسة لله! و من قال أن الإمام المهدي قد أحاط نفسه بالسلاح و الرماح وحدها ، لقد تفتقت عبقريته السودانية القديمة عن تكليف الأنصار بكتابة رسالته لأهل الجردة و فيهم بعض من أبناء مصر أو السودان ساقهم المستعمر سوقا . كتب منها جيش الإمام سبعة آلاف نسخة و علقوها على الشجر و الحجر في الطريق ، فكان المستعمر يمر على قرى خاوية هجرها أهلوها نصرة للإمام ، و يلتقط جنوده منشورات الإمام فتفت في عضدهم و شرذمة هكس على عطشها و بؤسها و كفرها لم تجد بدا من تقدم الجيش لحرق منشورات الإمام ، و لكن هيهات ففي البدء كانت الكلمة . و من هنا نعلم سيدي الرئيس دورنا في حرفة القلم و الكتابة و في صنعة الإعلام ، و نرسلها لكافة من في قلبه ذرة ضمير داخل و خارج البلاد ، من العرب و العجم و من منظمات المجتمع المدني الراشدة أن تقف مع هذا الشعب لا مع الإستعمار القادم باسم العدالة و زيف الحرية و بهرج التدويل و لعنته..! فيما يلي ستجد فصلا يا سيدي الرئيس من كتابنا المرسوم (السودان الثقافي الكبير) و الذي يثبت أن أمراء الدينكا و الشلك و سلاطينهم قدموا للإبيض و بارا دون أن يخاطبهم المهدي و عانقوه قائدا لهم و حبيبا و مخلصا من الإستعمار ، هذا فصل من تاريخ السودان أراد بعضهم أن يطمسه و يشوهه و لكن هيهات هيهات . الحركة الشعبية و سودانها الجديد و قواعدها ستكون إمتدادا لتاريخ الجنوب الذي أمن بآلهته و طقوسه العتيقة و لكنه لم يكفر بالوطنية يوما ما ، و خير لمثقفي السودان الجديد و أصدقائهم من الشمال أن يتقدموا الرايات قبل تسبقهم جيوش القبائل قريبا و قريبا جدا ..! و خير للحركات في دارفور أن تنفض يدها من مغتصبي الأطفال و قراصنتهم من أدعياء الإنسانية في المنظمات الأجنبية ، و أن تعود لرحم الوطن الدافيء. السودان الثقافي الكبير : في فترة المهدية وقفت قبيلة الدينكا القوية والمعروفة بالكرامة والعزة مع الإمام المهدي ، وقد حدث هذا طوعاً وبالخيار الحر دون دعوة الإمام المهدي لهم مثلما صنعت معظم القبائل السودانية! يروي مؤلف كتاب قبائل السودان نموذج التمازج والتعايش احمد عبد الله آدم هذا الأمر: وكان من أبرز سلاطين الدينكا الذين جاءوا في معية أعداد من رجالهم المحاربين الأشداء وهم يتوشحون برماحهم ويحملون الدرق والعصى الغليظة من اولئك الذين جاءوا مع بداية الثورة المهدية وبايعوا الإمام المهدي. 1ـ السلطان روب بيونق جد الناظر دينج مجوك ناظر دينكا نقوك ابياي. 2ـ السلطان ريان نوير سلطان دينكا توج مركز قوقريال. 3ـ السلطان كرومو سلطان دينكا بيي. 4ـ السلطان نقور مكول. 5ـ السلطان وال دور سلطان كوروكو. 6ـ السلطان وول دينج سلطان روينق. 7ـ السلاطن أيونا اتور جونق. 8ـ السلطان جوان مريال وقيل إنه دفع ابنته للمهدي وقبلها منه وهو كبير سلاطين مناطق ناميل وقتها. 9ـ السلطان داو لوال سلطان مريال باي. 10ـ السلطان نقور كواج سلطان دينكا ملوال. 11ـ السلطان أكول أبياي وول جد السلطان والداعية عبد الباقي أكول. 12ـ السلطان كوم جيل سلطان كوم وجد السلطان قيتانيو وقد أهداه الإمام المهدي هدايا من ضمنها حربة وقد غنت بنات الدينكا لتلك الحربة والهدايا.. (إن السلطة والرئاسة أعطاها الإمام المهدي وليد الله وسلمها للسلطان كوم جيل عشان رجال كوم كانوا اسوداً في حرب الإنجليز والأغاني وقتها تعني وترمز إلى ولاء الدينكا المطلق لوحدة السودان وصونه). ويتحدث ذات المرجع وذات الكاتب تحت عنوان (الشلك والمهدية) لينقل لنا الروايات المتوارثة لدى الشلك عن الشكل الأخير في علاقتهم بالمهدية .. وهو الإنتماء الكامل الشامل.. قبل ان يدخل الإستعمار الإنجليزي ويقرر دق اسفين المناطق المقفولة وإن كان الشلك أقل القبائل تضرراً منه ، وذلك لتوحدهم ولمصاهرتهم لجيرانهم من العرب والقبائل الأخرى. وانقل لكم الجزء الأكبر من الفصل الذي تحدث عن علاقة الشلك بالمهدية من كتاب قبائل السودان نموذج التعايش والتمازج. الشلك والمهدية : تلقى راشد بك مدير فشودة تعليمات الحكومة التركية بملاحقة الإمام المهدي والقضاء على حركته واخماد ثورته في مهدها فجهز راشد جيشاً نظامياً وأجرى اتفاقاً مع رث الشلك فجهز عدداً كبيراً من محاربيه وقادهم بنفسه. وكما سبق ذكره، فإن رابحة الكنانية قد قطعت المسافات الطويلة عدواً إلى أن ابلغت الإمام المهدي بأمر حملة راشد بك ومن معه من مقاتلي الشلك فوضع الإمام المهدي خطة عظيمة لملاقاة جيوش الأتراك بأن قسم مجاهديه وسط الغابات وفي جماعات كثيرة حدد لكل جماعة موقعاً تنطلق منه ساعة الصفر وفي صباح يوم 9 ديسمبر 1881م وصل راشد بك في خيلاء وزهو وقيل إنه ظن أن قوات الإمام المهدي قد تفرقت أو انفض الناس عنه وذلك لأن خطة الإمام المهدي كانت هي أن تقوم جماعات صغيرة من الخيانة بمناوشة الحملة والهروب أمامها حتى يقع راشد بك في المصيدة بسوقه وهو يتتبع ويطارد اولئك الخيالة إلى وسط الغابات، وقد حدث. فما هي إلاّ لحظات وبعد ايذان الإمام المهدي بإشارة البدء المتفق عليها بخدم النقارة والتهليل من كل الإتجاهات حتى قيل إن الشلك لم يشاركوا في تلك المعركة بل حسبوا أن صيحات من السماء قد كانت تناديهم بعدم محاربة الدارويش وأن ربنا كما قال لي شيخ كبير وجدته بمؤتمر النظام الأهلي مارس 1995م وكان مع الرث الحالي داك قال لي : (إن أجدادنا سمعوا أصوات الكلام ربنا تجي من السماء فرقدوا على الأحراش وتحت الأشجار ولم يشلخوا رماحهم ضد الأنصار لأن كلام الله أكبر الله أكبر والخيل الكثير جاءت من كل مكان) هذا ما قاله لي شيخ مسن وهو يروي نقلاً عن آبائه وأجداده الذين شهدوا كيف أن صيحات الجهاد ومباغتة جيوش الإمام المهدي قد قضت على حملة راشد بك وابادتها عن بكرة أبيها في أقل من ساعتين من ذلك الاقتحام العنيف كما ذكر كثير من المعمرين وأن الرعب والمباغتة كانتا أهم سلاحين. هذا وقد قام وفد من الشلك وعلى رأسهم الرث بعد تلك الموقعة مباشرة والتقوا بالإمام المهدي وبايعوه وكانوا قوة كبيرة فانخرطوا في صفوف المجاهدين وقويت بهم كمحاربين أشداء ألوية المهدية الأمر الذي أفقد الحكومة التركية كل أرض الشلك ورجالها. هذا وقد سلم الشلك كثيراً من أسلحة وعتاد التركية التي سحلتهم بها لعونها وكذلك المخزون لديهم سلموه لقادة المهدية فجاءت بيعة الشلك في وقتها وذلك دعماً معنوياً ومادياً وأدبياً واهتزت حكومة الخرطوم يومها لسحق راشد بك واهتزت أكثر لانحياز الشلك بكيانهم وانضمامهم وعلى رأسهم رثهم وفي تلك الظروف الجهادية تولى قيادة الشلك وباجماعهم الرث يور أكوك حيث شد الرحال وسار وسط كثيرين من أهله ولحق بالإمام المهدي في الأبيض فبايعه ومَنْ معه باسم كل قبيلة الشلك وأشهر اسلامه فأكرمه المهدي اكراماً كبيراً وسماه عمر وأسند إليه إمارة الشلك وطلب منه الإمام المهدي أن يرجع إلى ديار الشلك وجيرانهم حاملاً راية المهدية ومدافعاً عن مبادئها وقد لعب الرث يور أكوك ورجاله دوراً مقدراً في معارك المهدية إلى أن حرر السودان واقيمت دولة الإسلام ... ويقول الكتاب (وبعد مجىء الإستعمار الثنائي عزل الإستعمار الرث المؤمن المجتمع عليه من جميع الشلك فقط لأنه كان نصيراً للمهدية وهو الأمير كور عبد الفضيل وكان ذلك في العام 1903م ونصت بدلاً عنه ناديت بن كواتير فحكم الى ان مات عام 1917م ويستمر الكاتب في سرد تسلسل الأحداث بعد ذلك إلى حدوث انتخابات شلكاوية لاختيار الرث وما تلى ذلك من وقائع! النوير لم يكنوا أقل حظاً في الدور الوطني أبان فترة المهدية وبالرغم من ان مؤلف الكتاب لم يستطرد في ذلك.. وربما ترك ذلك للجزء الثاني من الكتاب ولكنني التقيت بعض المعمرين من النوير وحكى لي عن وون دينق وهو بمثابة نبي من الأنبياء عند النوير.. فقد تنزلت عليه وصايا من السماء توارثها أتباعه في شكل أناشيد وترانيم دينية.. تقوم على وحدانية الرب والوصاية بالأخلاق الحميدة ومحبة الجيران والأهل.. ولكن بعد ثورة النوير صادر الإنجليز مقتنيات وآثار وون دينق من كوخه الذي كان مزاراً للنوير .. ويقال إنها الآن في متحف ما في بريطانيا.. وقد نشرت في صحيفة (الحياة) من قبل تصريحات بعض مثقفي النوير بضرورة ردها إلى متحف السودان ليتم تأسيس قسم خاص للنبي وون دينق! ولمزيد من التوثيق التقيت الأب سايمون في الكلاكلة وهو رجل معمر على دين وون دينق وهو غير مسلم وغير مسيحي وغير وثني! المهم في هذا الأمر أن الروايات الشفاهية ذكرت ان وون دينق زكى الإمام المهدي وامتدح الأنصار.. ووصفهم بأنهم رجال صالحين يرضى عنهم الرب..!