|
Re: "لوران" الخرّبت ديار جَعْلان....! (Re: فتحي البحيري)
|
عنوان البوست :"لوران" الخرّبت ديار جَعْلان، يشير الى قبيلة الجعليين ،قبيلة الرئيس البشير ،والحقيقة التى لا جدال فيها أن الإنتماءات الجهوية والقبلية والتناسلية لديها الآن كلمة كبيرة فى رسم الصورة داخل وطننا. فبعد إنهيار فكر الدولة الدينية، وبروز القوم كطالبى سلطة وإقصائهم لمرجعهم الدينى الدكتور الترابى، لجأ كل طرف الى إنتمائاته الجهوية والتناسلية فى تطبيق حرفى للمثل السودانى: "مرمى ربنا ما بى يترفع"...! نعم، لقد كان عند الحكومة خيار أفضل، لها ولقوى المجتمع المدنى، وهى العمل على بسط سيادة القانون والتنصل التدريجى من لغة التنطع والغلو وفتح قنوات لإشراك كل السودانيين فى الحكم.
بعيداً عن نظرية المؤامرة نقول أن لغة الجهوية والتناسل ما كان لها أن تجد أرضاً خصبة لولا البنية الإنتمائية الهشة عند الشعب السودانى،،إذ وجدت نيران النعرات العرقية التى أطلقها طرفا النزاع هشيم جاف سرعان ما تلقفها لتقضى على الأخضر واليابس... والشاهد فى الأمر أيضاً أن الإنتماءات العرقية والتناسلية هى منحى عالمى ظهر على كل البسيطة بعد إنهيار أيدولوجيا الشيوعية والقومية العروبية: روسيا، العراق، أفغانستان، دول أفريقيا، يوغوسلافيا،،،والقائمة تطول... إذاً، مثلما رفضنا لجوء النظام لنظرية المؤامرة لتفسير قرارات الجنائية الدولية، فأننا نرفض لجوء أهلنا بدارفور، ومناطق النزاعات الأخرى، لنفس النظرية ورمى كل أنوائهم على عاتق النظام و(دولة المركز). ما كان للنظام، ولا الإنتهازى حسن الترابى، أن يجدوا فرصة فينا لولا أن عقولنا مسيرة بواسطة أجهزتنا التناسلية...! والمُسّير ما مُخيّر....! إذاً خريطة تدفق المشكل الدارفورى ،كما نراها نحن، هى كالآتى:
ولا سبيل لحل جذرى لها إلا بحل يبدأ بنفس التسلسل: من الأعلى للأسفل! ثم نأتى ،من بعدئذٍ، الى مخاطبتنا لقادة الحركات الدارفورية المسلحة، فنحثهم ،بادئ الأمر، الى تغيير خطابهم الى الخطاب السياسى والترفع عن إثارة النعرات القبلية والعنصرية. نلفت نظرهم الى تجربة الحركة الشعبية وكيف أنها،بفضل حنكة قادتها، قد أصبحت حركة سياسية فى قلب الوطن مستوعبة لكل ألوان الطيف السياسى فضلاً عن الجهوى والقبلى. العمل على توحيد الخطاب وصدقه هو مفتاح النجاح للقضية الدارفورية، فمسألة مخاطبة المقاتلين بلغة الجهوية والتناسل، ومخاطبة العالم الخارجى بلغة السياسة والمناطق المهمشة لن يفضى الى حل عادل للمشكل الدارفورى. هذا التناقض فى الخطاب سيؤدى الى مزيد من الإنقسامات والتشرذم،،ويعطى النظام فرصة جيدة للتغلغل وضربهم من العمق.
الرسم أدناة يوضح تعقيدات وتقاطعات المشكل السودانى:
فى الختام ،لا بأس لدينا، من إبراز صورة المدعوة "لوران" ،تلكم، التى بصدد تخريب ديار بنى جعلان...!:
|
|
|
|
|
|
|
|
|