نخلة على "القلب"!!...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 00:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-25-2009, 09:19 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نخلة على "القلب"!!...

    ..

    نخلة على القلب!!..




    نخلة على "القلب"...

    بقلم: عبدالغني كرم الله

    (الظلام الآن ثابت، كأن الضوء لم يوجد أصلا)
    موسم الهجرة، ص 115، دار الجيل

    (0)

    ثمة عيوب جسيمة في حياة مصطفى سعيد!!.
    ثمة عيوب عديمة في "موسم الهجرة إلى الشمال"..
    هكذا الكتابة، أن تغوص في شخوصك كما لو أنهم أنت، وأن تكون محايدا، كما لو أن صدرك "صب بالاسمنت"، متفرج ذكي، بينك وبينهم برزخ، وكأنك لا تعرفهم، فتأتي الكتابة، في أصالتها، وكأنها دفق غريزي، لعقل جمعي، تضافرت في نسجه ملايين السنوات، والوقائع، والأحداث، وحكمة غريبة ترعاه كنعجة حبيبة، ترعى القلب والذهن معا، بصورة مواربة، غامضة، تحس، ولا تفهم، وحينها يشئ العقل عن نفسه، ومكنونة، مثل ما شاء في (الموسم)، وغيره من الكتب العظيمة، تحس بأن الفن ليس طرب، ولكنه قرن استشعار، وهوية ذاتية، وجمعية، وإنبثاق الفطرة الأم من كمونها القديم وإلا لم اشتكى مصطفى سعيد، السوداني الذكي، وامتعض من حوار وصراع الحضارات، وحوار الذات، والاغتراب الداخلي العميق، قبيل المفكرين، وأشباههم!!
    ثم سرح بحثا عن ذاته، من لندن، وإلى قرية مغمورة، عند منحنى النيل، النيل الذي ينحني كخصر حسنا، أو خيط بخور، بعد أن تشبع عقله وقلبه بالثقافة المتاحة في الغرب والشرق، وظلت دواخله طمأ، لجوهر الحياة، الغائب، هنا، وهناك!!..

    -1-

    أتكلم كهاو للكتابة...!
    ورحلة البحث عن الأب، والرب!!..
    فنهر الزمن، جاء بملامحه من نبع الماض، ملامح لا تحصى، تهدر أمواجه نحو الحاضر، غبشاء، عكرة، ملامح مغرورة بذاتها، ولكنها تجلس مغوصبة في أريكة الحاضر، مستسلمة لأزميل الغد اللامرئي، في أكبر عملية تجميل، تمس ذراري، ودراري الكون كله، كي يغيره، ويهذبه، ويشذبه، فجعل من الحاضر بوتقة كبيرة، تنصهر وتولد فيه ملامح وسحنات، وتغرب أخرى من غير رجعة، ويظل ازميل الغد غير مرئي، يغير قوالبه، وشفرته، بمكر، ودهاء، بعيدا عن عيون الحاضر، فيعطي الحياة أمل، وغموض لذيذ، وتظل قدره المستقبل هي الوحيدة التي تسن شفرة الأزميل الخفي لاغتيال ملامح دميمة، أو جميلة حاضرة، أو مورثة، بأخرى، (أفضل وأجمل)، وتضفي البقاء، والديمومة لصيرورة التغيير، بل يظل الغد هو نشيد التغيير، ساخرا من الحاضر، أو ممجدا له، ويظل أزميل الخيال، أزميل الغد السرمدي ينحت معدلا ملامح الماضي، ، ملامح الأمس واليوم، وأغنياته كلها، في سني الحياة، وشكولها، وأزميل الغد من يمسكه، كيف يسن شفرته، كي يسحب قطار الزمن نحوه بيديه اللامرئية، من أين يشرق الجمال فيه، وكيف يعيش مخفيا عن الحاضر، سابقا له..

    تلك هي اسئلة السرد العظيم، وحيواته، اسئلة لا تكف عن الشروق..
    كنا، ككتاب جدد، كشجرة تبحث عن أصلها وفصلها...

    شجرة، تبحث بغريزتها عن جذورها في عتمة الماض، كي ترقص فروعها في سماء الغد، أتكلم بصفتي كنت أبحث عن أوادم، عن "آدم"، عن نبي شعر، وسرد، كي نتوخى الأثر، ونرضع من حبله السري، ثم ثديه، ونسمع هدهدته،(لآدم المجازي صفات الأم أيضا، فقد ولد حواء الأولى) ونراه، رؤية العين، والمكاففة، نراقبه بفضول، "كيف يعيش الكاتب، كيف يتأمل، طريقته في الكتابة، قراءاته"، كي نحاكي، ونقتدى، ونفطم، ونشب عن الطوق،، كنا نحلم بلقائه في قهوة حليوة، أو في المركز الفرنسي، أو في مكتبه في مجلة "الخرطوم" العتيقة، كما يلتقي الطفل بالأب، فرحا، بربه، يشم رائحته، ويرى صيرورته في نهز الزمان، وكي يرى مسودات خواطرنا، ومحاولاتنا المضحكة، والساذجة و(الأسطورية في أعيننا، عين الأم للطفل البكر)، ويقول لنا بصوته الجهوري الساحر:(ياأبني ده لسه، ياخي ده متكلفة، دي فيها تعقيد مصطنع، برضو دي لسه فطيرة، خليها تتخمر جواك)، تلك الوصايا التقليدية بين اب محنك حكيم، وأبناء وبنات، يشبون عن الطوق..

    وللحق نحن قوم رحل، وطن مجاز، (أضغاث أحلام)، أيدي سبأ، ترعى نفسك بنفسك، وحيدا، ووترا، يعيش ويموت الطيب في بلاد، وسند في بلاد آخرى، ويجن إدريس، وينتحر أبو ذكرى، وتمتلئ حقائب الشباب بمسودات جاهزة للولادة، والتأثير، والطرب، وطن مجاز، مجرد تصورات باهتة، لا وجود لها في الأرض، بل إذهان أحزاب وأفراد، وقتال (رؤى)، كما يقول دينق، وهذا أو (الطوفان)، في عين حكيم الحارة الأولى، ونخبة أدمنت الفشل، والقسوة، والهوس، كما يشير منصور خالد؟!!...

    وطن "كالطفل الشقي" الذي ضربه والده بالعصى، هل تذكرونه؟!!
    إنها قصة التاجر البسيط ، الفقير، الحالم، الذي وضع زجاجة سمنه الوحيدة في قارعة الطريق، وغرق في الحلم، ببيع زجاجته، وشراء زجاجات أخر، والربح، ثم الزواج، والانجاب، وزجر ابنه الشقي، وضربه بالعصى، فكسر زجاجته، )طفل وهمي( ، محض خيال، أهكذا نحن، ولكن إليس "الخيال نفور الواقع من نفسه"، إليس هو "الواقع في طور المخاض" بلادي في طول المخاض، آلام المخاض، يامصطفى سعيد،، تتراءى هنا، وهناك في أقاليم البلاد الموعودة..

    ماذا تعني (الكعبة المشرفة)، لجون قرن، وماذا تثير في وجدانه،؟، وماذا يعني (الانجيل المقدس)، للترابي، ولم تربط جوليا المسيحية الإيشارب على شعرها الجميل، بوحي من ابن تيمية؟، شلالات من البشر يسيرون في شوارع الخرطوم، وفي كل منهم قدت سحنات، ووعي، ورؤيى، وحلم متباين، وعلقت على ذواتهم الوهمية، هوية واحدة (أنا سوداني)، كالطفل الشقي، الذي ضربه والده بالعصى، فاستيقظ من حلمه، بصوت الزجاج المتهشم، (السودان المتهشم(، متى نصحو على تبايننا العظيم، ونعترف ببركته، وفضله، وتنوعه، بدلا عن تنافره، وقسوته، ودمويته الماثلة، متى؟ ..

    هل نصيح كمصفى سعيد (النجدة النجدة،)، بعد أن شدت قوى النهر رجليه، وماعاد بالإمكان انقاذه، ولكنها حلاوة الحياة، تطالب بالخلود في مواطن الاستحالة، وللحق الحياة لها مكر، هي لا تموت، رغم الكرب، ولنا في شعوب الأرض مضرب مثل، فهناك شعوب اكثر تباينا، واعنف سلوك، ولكنها رعت الحكمة، وجبرت الخاطر، وخاضت في شجاعة الاعتراف، والمحبة، فجنت ثمار التنوع، كما يجني الفلاح الموز والبرتقال والمانجو، والنبق، موسيقى الاختلاف، فالوجدان السوداني، نسج بمهل، وحنو، عبر ملايين السنين، وفيه ما نعرفه، وما لانعرفه، صلوات كرمة، وترانيم كنائيس سوبا، ومواجيد خلاوي المندرا، ورقصات الشلك، وطعم القهوة في قلوب الجبال، كلها تركت اثرا، في الجهاز العصبي، والانفعالي، لسجد الوطن، ومزاجه، ولكن تتغلل أي أشعة، لا تملك مفاتيح الغيب، لهذه الغيوب، مهما طرقت باب قلبه، (افتح ياسمسم)....

    ويعود موسم الهجرة للذات، الكتاب الحبوب، الصديق، الاكثر قراءة في تاريخي الشخصي، تحت مخدتي، مثل الموبايل، ورسائل الحبيبة، ودعوات أمي، عوالم تحت مخدتي، كالزجاجة التي أوت الجن المارد.:
    (كيف رسمت شخصية الزين ومصطفى سعيد، كشخوص حية، واقعية، وتلك الرحلة السيارة من الشمالية لتخوم أم در، أهي لوحة، أم نشيد معاناة عظيم، أم شعر حقيقي، ولم اختفى مصطفى وطلب "النجدة، النجدة، هل وقف إلهامك، أم قصدت ذلك، أم عجزت على حل فكرة الصراع، وتركت الباب مواربا، وكيف خلقت من عرس بسيط، ساذج، ومن لمه أناس في دكان سعيد، ومن ونسة على ظهر الحمير، كيف خلقت منهم، عالم لا يمل، يالك من ملك لإثراء البسيط، والمنسي، وهل انت متواضع حقا، حدسي يقول غير ذلك)!!.. ولا من مجيب، سراب ومتاهة، صدى لم شمل بلدي، وقلوب بلدي، وعقول بلدي، وفؤاد بلدي!!

    (النجدة، النجدة)، الوطن مستباح اليوم، والهروب والانتحادر لا يجدي يامستر مصطفى، لم يعد الشعب طفلا، بل شيخا وقورا، حارب وسالم وجاع، وجرب، وهاهو يتلفت بإناه كي يعي جوهره، ويفجر طاقاته، ويلم شمله، فلا يموت الطيب في بلد تموت من البرد حيتانها، ولا يشنق محمود، ويطغي غناء على غناء، وترفع البغضاء، وينزل الأمن في همشكوريب، والفاشر، وجبال الانقسنا، والدلنج، وحلة كوكو..

    (2)

    لم أجلس في حياتي معهم، المجذوب وعلى المك والطيب صالح وعيسى الحلو والمهدي بشرى والبلال وعيدروس والصلحي وعبدالله الطيب، ورانية مامون، وسرب من مبدعين يعبرون عن أجيال مختلفة من الذهن الوطني الكبير، أليست هذه مأسأة وطن، بلى نحن قوم رحل، لا نزال، نسمع بليلى ابو العلا، وطارق الطيب، بل حتى أعز اصدقائي، العويس ومحسن، واحمد المك، لم أراهم، عين بعين، أليس الوطن مكان، وزمان، يشكلان مسرح الهوية والحياة والأمن، ولو لا رحلة ساحرة للدلنج، في معية أبكر وساكن، لصارت علاقتي بالكتاب المعاصرين سريالية، ومؤذية، وبارك الله في شجرة حليوة، ودار فوز، وجمعية ابي روف والنت، ولقاءات الصدف، وسودانيزاولاين، وفور أول!!..والراكوبة، ومركز راشد دياب، والخاتم، وعبدالكريم مرغني، وحيدر إبراهيم، (ومركز اصدقاء البيئة بالدوحة) فقد صارت مأوى للوطن المفترض، والمتخيل، والمنشود، لكل الأجيال، في قبورهم الآن، أو في قصور قلوبهم النابضة الآن!!..

    كل واحد فينا هو (ربنسون كروز)، يخلق عالمه في جزيرته، في منفاه، في خلوته كالعبيد ودريا، ياغرقت، يا جيت حاسمه!!...

    -3-

    في قهوة الجامعة، مع زملاء واصدقاء، في البيت، في الحافلة، كان صراخنا يعلو في النقاش، بين شيوعيون وبعثين وجمهوريين ومستقلين، عن "مصطفى سعيد"، مع اصدقائي أبوبكر الصديق، وأحمد يونس، وعوض كوستي، ومحمد الربيع، ومنيرة سيد علي، واسامة عبدالله، وحسيب حسن، وعماد عركي، وأمين أحمد، والشبلي، وصلاح عوض الله، مع التلب، ومامون، معي أخوتي،..

    نتكلم عن "مصطفى سعيد"، وكأنه يجلس قربنا، يشرب الشاي، غارقا في وحدته، شخص حقيقي، تحت أريكة التحليل النفسي، والفكري لنا..

    (ياخي ده زول ساكت، سبهلل، برجوازي..)
    (كل العملو ان قتل نساء الغرب في حوار الحضارات..)
    (ياخي ده اعظم شخص جسد التناقض، جسده، كما يجسد الثلج شكل الماء)
    (ياخي بلا مصطفى بلا كلام فارغ، ده عربي افريقي، تنكر لنوبيته)
    (انتحر، أو هرب، ياخي ده جبن شديد، حل سلبي، عقيم).
    يصرخ حسيب حسن: (مصطفى سعيد تافه، أناني، لكن بطل ب"بعضوه")..
    تنخلع حليمة صاحبة القهوة تسألنا (مصطفى ده منو يا أولادي)، نقول لها (مجرد شخصية قصصية)..
    صاحت: بس!! (بكسر الباء)..
    ثم رفعت الهبابة، وهي تشعل فحمها، فيزادد لهبا، ويزداد نقاشنا حرارة، و يحتدم ويفور ساعات وساعات، و"مصطفى في حالة، مثل لامبالته في المحكمة "كان المحامون يتصارعون على جثتي)، تماما مثل صديقه "ميرسو"، بطل مأسأة "الغريب لكامو.. بلى هو، أنا لست عطيل، أنا "أكذوبة"، كلاهما عاش في غير بيئته، هذا في بريطانيا، وذاك بالجزائر، والغرب غرب، والشرق شرق، وسيلتقيان لا محال، فالفؤاد واحد، الجوهر واحد، رغم تشظئ العقل المعاصر...

    ثم نعرج على "الزين"، وبذات الاصوات المراهقة، العالية، والتعصب الأعمى (للمناهج)، التي تكبل وعينا، نشرحه، ونحلله:
    (ياخي الزين ليه عمل أسنان جديده لمن عرس؟، ده تدجين، واستسلام للمدنية، ياريت لو كان في عرسو شرووووووم)..

    الزين.. الزين الذي أراه في قريتي واقع ماثل، هو هو، برأس الزرافة، وأكتاف مرتخية، كرقم ثمانية "8"،. هو الخالق الناطق!! يشمأز ذهني من تصور إننا نستورد الواقعية السحرية من اللاتين، وقصة قدح قديح، وقصة سليمان الزغراد، وودتكتوك، واسماعيل صاحب الربابة، قبيل ان يخلق الله ماركيز وأمادو والليدي، وقبل ان يولي كولمبس سفيته تجاه تلك التخوم....

    وفي شنطنا البسيطة، من الجلد او الدمور، نحمل كتاب "موسم الهجرة إلى الشمال بحقائبنا الجلدية، (وعماد عركي الأصلع، والذي ضل شعر راسه طريقه، فذهب للشارب)، كان يحمله معه أنى ذهب، أو نام، أو سجن، أو دبرس، بكور يقرأ لنا فصل كامل من "الموسم"، ونحن نصغي لمسمفونية متقنة، لغة وسبكا، وشاعرية، وفينا من يحفظ سطور، وكنت أحفظ صفحات كاملة، كما نحفظ سور القرآن، واغاني الكاشف، وقصائد التجاني والمتنبي والعباسي، صورة طبق الأصل في ذاكرتي، أرددها في أوقات عصيبة، وحين سافرت مغامرا لسوريا حزينا، ضائعا، بعد أن عصفت بي الأحوال والأوحال في بلدي، كنت أردد في مطار بيروت، في طريقي لدمشق مقولته (أنني لست ريشة في مهب الريح، ولكني مثل تلك النخلة، مخلوق له أصل، له جذور، له هدف)، رتلتها بخواطري كآية، فأحسست بالأمن، مثل الرواي حين عاد لأهله، وعشيرته، الكتابة العظيمة هي آية، من أيات الله العظام، الكتابة العظيمة هي مس من الإطلاق، هي ذروة التعبير الإنساني عن جماله، وسحره، وغموضه، هي حال من حالات العشق الكبير!!..

    الزين، العوير القبيح، الذي تزوج نعمة، أجمل فتيات القرية ذكاءا وجمال، وظل محبوبا طوال سطور الكتابة، سطور الأنشودة والغنوة الحالمة (عرس الزين)، مثل الأفلام الهندية المسبوكة، حين يتزوج الرجل الفقير، وهو يمر بقصر الاميرة، ويغني، فتحلق اغنيته الصادقة، وتدخل من نوافذ القصر، لقلب الاميرة، وتحبه من أجل الحب..

    ، شدتني للطيب الإنسان، (أحب الذوات)، وللحق أي كاتب يمكر بالقراء، وبنفسه، كي يعبر عن (أحابيل ذاته المغيبة)،، أحسست برهافة قلبه، وعمقه، وتمكنه من اللغة، والسرد، والشطح، بل قدرته على التلميح (عن الشخصية السودانية)، وريثة التصوف والزهد، والثراء البسيط، وحين تعرفت على صديقي مصطفى سعيد، قالت بواطني، (لقيتو تب)، إنه كاتب وجودي، يعبر عن مطلق إنسان، ولا ينسى (سودانويته المحببة، الغائبة)، والتي اعجزت مفكري ومناضلي بلدي في فهم (هويتنا للآن، فأدمنوا الفشل!!.)، ومن معضلة من نحن، طفت إشكاليات الإثنيات، والهويات، بدلا عن هوية (متخيلة)، ، والهوية (المتصوفة، بأغلب تجلياتهم اختصروها، بأنها (مستحيلة)، بمعادلة عرف نفسه، عرف ربه، فتشرد مصطفى سعيد المعاصر، من (غرب/شرق)، لهوية معاصرة (عرب/ افارقة/نوبة /مسيحين/مسلمين /متصوفة /فقراء/اغنياء/سمر وسود)، ولكن مصطفى (كنخبة إدمان الفشل)، لم يحل مشكلته، بل هرب، أو غاب، أو انتحر، بعد أن طالبه النداء القديم بالوفاء (ذلك النداء القديم لازال يتردد في أذني). كان مسخا مصطفى سعيد، (أحس بأنه معاوية نور، قتلته البيئة المحيطة، إزاء عقل متوقد)، أحسبه (إدريس جماع)، قتلته الشفافية الاسطورية، تجاه بيئة متبلدة، راكضة (كشجرة السيال، لا تموت، لأنها لا تسرف في الحياة)، أحسبه التجاني، أحسبه الطيب صالح نفسه، التناقض الخلاق بين ما كائن، وما ينبغي ان يكون لعقول كبيرة، وقلوب عميقة...

    ولكني احس بأن الطيب صالح هو (الزين، ومصطفى سعيد معا)، بل هو كل شخوصه ولكن في الزين ومصطفى سعيد يبوح بقوى من ذاته الحبيسة، نحن ننفخ روحنا في شخوصنا الروائية، نفرغ فيها شعورنا ولا شعورنا الكامن، وهي تتلوى بلا حول، أي شخوص الخق، كما يتلوى البخور من دفر النسيم له، فمن الصعب ان تعبر عن شخصيات بهذه القوى، وتجسيدهم، وكأنهم قفزوا من بين السطور للواقع، إن لم يمسك ما يمسهم، من الاستحالة، بلى، هو الزين الساذج ومصطفى البارد، هو (قلب صوفي، وعقل علماني محايد)، وتلك هي (المأسأة)، التي جعلته يعيش في الغرب، ويكتب عن الشرق، مأسأة (الحنين الخلاق)،، فالكتابة (هي عيش ثان، بل أول له)، في حين يكون عيشه في الغرب، نتيجة نوازع جسديه، يوفرها الغرب، ولكن ظل الشرق حنينه الداخلي، (هذه أرض النبوءة والشعر)، كحلم، إن لم يكن كواقع، فمأسأة (الشرق والغرب)، مأسأة ذاتية (بين زين القلب، ومصطفى العقل)، وهيهات هيهات لهذه القوى، أن تتحد، ولو حين، ولو خطف، مما يولد سكينة مطلقة، وينبض قلب الكون، قلب الفرد، فلا يتردد النداء في قلب مصطفى، ويسرح الزين وراء غرائزة الغامضة،، بل برزخ موزن، وفلك متسق..

    كنت ارثى لصديقي محسن، وبركة ساكن، والصويم، وسارة الجاك، وناجي بدوي، وسرب مبدع آخر في مجال السرد، والقص، لم لا يلتم شمل الأسرة.. في مصر كان يحي حقي يرعى المواهب، ويتابع، ويهذب، ويوصي، اب وابناء، ولكن ما أكثر الايتام في بلدي، ولكن (تحسب أنك جرم صغير)،وفيك أنطوى العالم الأكبر، تلك هي كوة الأمل فينا....

    كعادة الكتاب في بلدي، كنا نقلده، نحبو على أثره، نبحث عن اسماء (كود الرواس، ومحجوب، وحليمة وسعيد البوم، وبت العريبي)، أحمل كتاباتي الأولى لأخي، فيقول لي "ياخي انت زي الطيب صالح"، فتقر عيني، وأنام وأنا احدق في السقف، سعيدا، راضي النفس، وأحلم بكتابة عن زين آخر، ومحجوب آخر، ودومة حامد أخرى،..

    للحق اغبط الكتاب المصريين، فكل الاجيال معا، العجوز نجيب، والكهل الغيطاني، وحتى آخر سرب، يتسامرون، يتجادول، وتتكون في اغوار كل منهم لمعة نور التفاهم الانساني بين الاجيال، والإلهام اليومي من نبض الشارع أمامهم، وبداخلهم، ولكن.. أنى لنا ذلك، فأديب كالطيب صالح، سيعود للوطن أخيرا، عودا نهائي، ولسان حاله يردد كالرواي، في درته الفريدة "موسم الهجرة على الشمال"..

    (عدت إلى أهلي ياسادتي بعد غيبة طويلة، جثمان عجوز، نصف قرن على وجه التحديد،، عدت بلا حول أو قوة لي، (كما عاد النور أبكر، ومصطفى سند، ومصطفى سيد أحمد والمحجوب)، عدت كي أستقر في كرمكول، أو "البكري"،، عند منحنى النيل، وإلى أبد الآبداين، وكي يفرش لي الناس في اصقاع الارض، المان ومصريين ومغاربة وتوانسه وارجنتينين وخليجيين، وتقرأ عليه الفاتحة بالاوردو، والانجليزي، والفارسي، ويعمل القداس في كنائس الغرب والشرق).

    (4)

    الطيب غريمي، لم أعد أطرب حين يقول لي أخي (ياخي بتكتب زي الطيب صالح)، لا... أيها الطيب صالح، لا أرغب في محاكاتك الآن، صرت، كما يقول المتصوفة (لقينا الباب وبرضو حجاب، قصادنو وطنا، بقينا أغراب)، ويقصودن الباب النبوي، في سعيهم لذواتهم)، للحق صرت أغضب، وأحس بأسى، كيف اتجاوز الطيب صالح؟!!...

    صار غريم، للحق، ثم يأتي استاذ عيسى الحلو في اسئلته المتهكمة: (موسم الهجرة سقف الرواية السودانية)، فنحس بالهوان، كيف نتجاوزه، صارت مشكلة بين الكتاب والطيب صالح، بين الأب والأبناء، (قتل الأب: واجب وطني)، هكذا تحدثنا نفوسنا، فصرنا نبحث في موسم الهجرة عن ثغرة، ننتقده فيها، (ياخي خياله محدود، ياخي ما عالج المشكلة بل طرحها بين الغرب والشرق)، كضبا كاضب، ولكن جوهرنا يتحدى، فأسئلة السرد لا تنتهي، بل استجدت بالكثير، المثير، الخطر، وتسعى لجعل أي كتاب كتب، كأيقونة، وتـاريخ، هكذا تقول الحياة، في لغتها الغامضة، والظاهرة، نكون، أو لا نكون، كما يقول صديقي بركة ساكن، ونستمر نعجب الموسم، وكأن شيئا لم يكن...

    (5)

    كنت اتمنى ان نراه يقلب طرفه في شوارع الخرطوم، يضحك مع نفسه وهو يرى في لمة صبية ما يرى، من عين بصيره، وهو يراقب احتشاد السحب فوق الافق، جبال من وهم، وشعر، وهو يقرأ مسودة لاستيلا، لمجاهد بشير، لمحفوظ، سرب واعد، يتوثب لفجر الغد، والإبداع والتألق.. وخرطوم ساحرة، تمور حياتها بالمسرح والشعر والفنون والحرية والفهم والعدل والمساواة، والعدالة الاجتماعية، والخضرة!!..

    بعد حين نفرت من مصطفى سعيد، وأحببت الزين، ليست مشكلتي صراع الغرب والشرق الآن، أحببت الزين، تلك الأنشودة البسيطة، روميو وجوليت السودانية، بل أعمق وأجمل، فهي بين رجل قبيح ساذج، وفتاة جميلة ذكية ناسكة، إنها الشخصية السودانية بعينها، إنها (الدقة صدرو شيطانو قدرو)، هي العبيد ودريا، وعبدالله الطيب، وادريس جماع، حاسر الطرف عند كل جماله، انشودة العرس تبرز جوهرنا، كنزنا العظيم، روح التضحية، والإيثار، تبرز طرب (القلوب)، وليس العقول، وهيهات هيهات، إنها راحة الضمير الداخلي، العجيب، التي يوفره الإحساس بالآخرين، ورؤية الجمال ساري في الكون كله، بلى كله، ويستوي عندها وجه الزين ووجه تاجوج، ووجوه القرود، والعقارب!!..

    -6-
    لا أمس من عمر الزمان، ولاغد، جمع الزمان فكان يوم لقائك ياتراب وطني الحنون، حيا، أو ميتا..

    -7-
    عاد لكرمكول!!..
    (يقولون من زمان، يقولون في شجن..
    عن والدي الذي مضى..
    وعاد في كفن)!!..

    -8-
    "دفناك"، عند المغيب كأننا نغرس نخلة عجوز، أو نستودع باطن الأرض سرا عزيزا، طيبا، صالحا، سوف تتمخض عنه في المستقبل بشكل من الأشكال (تحوير بسيط لفقرة من سمفونية مريوم ومريود، وخالقهما الطيب صالح)!!..
    ستظل حيا، وكأن الموت لم يخلق أصلا!!...
    الضوء الآن ثابت، يملأ قبرك، محبة ونشوة، كأن الظلام لم يخلق أصلا!!..

    -9-

    الكتابة لدى الطيب مثل مغامرة مجهولة العواقب، في نصوصه يصيبك خوف حقيقي، قسوة، وشاعرية، كأنها كوابيس، أو هذيان، أوشطح صوفي، وجد فاض بقوته، وشدته، ليس إلا، ويجعل القارئ أسيرا له، في بقاء في النص، فناء عما حوله، يصيبه مايصيب شخوص الرواية، يبكي معهم، ويتدثر من شدة البرد، ويحس بالوحشة، والفوضى، ولامبالة الطبيعة، حقيقة، لا مجاز، حتى وحشية قتل، أو انتحار نسائه، تدخل ضمن تلك الحالات الحاسمة، من فورة الغضب، أو الرغبة، حين تكون الحياة هي السيدة الأولى، وليس الاعراف والتقاليد، أو حتى الأديان، بل أنزلت الأديان لتطليف، وصقل وتهذيب الحياة، ولكن في توحشها، لا تأبه لشئ، سوى دفقها، نفسها، في هذا المقام المنفلت يكتب الطيب صالح، وأمثاله من الكتاب الكبار، لذا دوما يؤكد في لقاءاته أن يحذر الكتابة، ويخافها، مثل همنجواي، لذا كان شحيح التأليف، نادر السرد، وتلك مصداقية حقيقية، جعلته نادر الكتابة، نادر المثال، يتهيب الكتابة، لإنه تعجله على حافة الجنون، والتجلي الخطير، حيث صعق الكتابة الحقيقية، وهي تنبعث من قلب محب، وعقلك حائر، فتأتي الكتابة كعرق الفلاح، يتدفق من كل مسامه، ويبرد جسمه، وتتطهر روحه، ويحس بطرب أصيل، يعقب آلام الطلق، وأنين المحتضر، لميلاد جديد، نضر البيئة، جديد الملامح، نادر المثال، وتبقى كتابته نادرة، ذاتية، صادقة ومؤثرة، وتحتمل كل التأويلات، لأنها نبعت من عقل لا جمعي، غريزي، حيث تعبر الحياة عن نفسها، بعيدا عن الأطر، والتقاليد، والأعراف، جديدة كل الجدة، ورثية حيوات قديمة، منسية في سراديب العقل في كوش ومروي، وكرمكول، والغرب والشرق، بل تداعيات جينية من سلالة لأخرى، في سلم التطور، حتى الكاتب لا يحس بما كتب، ولا يقدر ما يكتب، إلا بعد حين، حين تزول الحالة الكتابية، حالة الألهام الخلاق، ويعود الكاتب إلى بشريته، ويجد أن ما كتبه هي حالة، تعتري الصادقين، الموهبين، والمناضلين في سبيل لمس وقبض جوهر الحياة المقدس، فتخصب الكتابة حياته، وحياة كل متلقي، وقارئ وناقد، بل يجد النقاد مائدة دسمه، للتأويل، والتحليل، فقد انفجر نبع إنساني، عصي التأويل، والتحرير، وكأنه إنسان قادم من المستقبل البعيد، بعد أن ورث كبد التطور، ورقة الوجدان، وشفافية الرؤية البعيدة، والتمثل الخلاق، لمعاناة الإنسان، مطلق إنسان، وهو يبحث عن حريته، جوهر حريته المطلقة، بكسر سلطان الزمان، وقيد المكان، بحثا عن خلود، وبقاء سرمدي، صاف، ونقي، وخصب، وومتع، ومطلق، وإلا تظل الروح أسيرة عرف، واغلال إرث، وقوالب وعي مكرور، وتظل تنفس زفرات حارقة، بحثا عن كينونتها، وسرها الكامن، ذلك السر، الذي يحرك الأقلام الكبيرة كي تستتغيث، وتصرخ ملء فمها، ملئ جسدها المقبور في أوحال الوعي الماثل، بلسان حالها، ومقالها: (النجدة، النجدة، النجدة)!!..

    وتلك هي مأسأة مصطفى، والزين، والطيب، وكل المقابر في الأرض، تنعي فكرة محاولة الانتصار على الكائن الخفي، القاتل الجميل (الموت)!!.. مات مصطفى سعيد، ولحق به خالقه، كما لحقت بهم حسنة بت محمود، وود الريس، كلاهما ضحية، هذا فحولته تجاه امرأة (ممتلئة مثل عود قصب السكر)، وتلك وفائها، وعفافها، وحريتها الإنسانية!!...

    النجدة، النجدة، من ملاك الموت، ملاك المعاناة البشرية القديمة، والمعاصرة، بكل تجلياتها،.. النجدة، النجدة!!..

    (10)

    لم أحزم أمري، وأنا أنهي المقال، أنهي متعة تذكر الطيب، وعوالمه، وصوته، متعة أن تجتر لوحة، ولون ونغم ودهش، فقد كان ابا، وحلم، وغريم، لم أصدق خواطري وهي تستعيده بداخلها، عالم يطفو بالروح، والبصيرة، أحسست بأني أحبه أكثر مما اتوقع، لا شعوري يحبه أكثر من شعوري، قد تكون بعض من مواقفه الساذجة في السياسة، هي من خلقت فتور، وبعض غباش عن أصالته، المعروفة كمبدع وقاص وروائي عالمي، وليس كرجل ومناضل له رسالة تامة وكاملة، تجاه شعبه العظيم، الغارق في الجهل، والأمية، والفقر، وكأني أطالبه بالالتزام، وليس متع القص والحكي، والتسامر..

    حين شرعت فيه، كذكرى وحنين، ووفاء للطيب، لم اكن احس بأني سأتجاوز الألف كلمة، لم اتوقعه، جرى كإعصار، بلا حول مني، أو قوة، برزت ذكريات وقراءات قديمة، روائح بيتنا، وصور الصلحي، وقرقرات الزين، فعالمه كشف جوهر الشخصية السودانية، الشخصية العصية الوصف، والتي برزت للعالم واضحة المعالم في الزين، والحنين، وود الرواس، وحواء بت العريبي، وحتى مصطفى سعيد، السوداني المهاجر، هو هو، مثال حي لكل سوداني، مشرب بالشرق وكوش وعلوة والخلاوي، والعشق الصوفي، ووجد نفسه امام بساطة الروح، وتعقيد العقل المفتعل، وتلك أزمة عالمية، كونية، ووجودية..

    وبرحيله، كم فتح الحنين له، عوالم رحيله، متعة القراءة، بل صدى قراءات له، أشبه بالتنويم المغناطسي، حيث انت لا أنت، بل هي عوالم مخلوقة من خيال خلاق، ولغة سلسلة راقية، وشخوصية حية، تلفك بعوالمها، وسرحانها العظيم، فتكون قراءته أشبه بعوالم أليس في بلاد العجائب، بلاد السودان المنسية العظيمة، بممالكها المسيحة والصوفية والدينية والافريقية،، ذاك هو الطيب، وهذا هو السودان، المغمور، الجائع، العظيم..

    حقا، (أن الكلمات على ورقة تجعل العالم متسقا)، وهكذا صاغ الطيب عوالمه، متسقة، كأنها واقع حي، ليس إلا، واقع شاعري، ملحمي، نادر، بطريقته!!...

    (11)

    فالقارئ ملك، وليس شحاذ على قارعة الكتاب، هذا ما يحدث لكل قارئ، أو زائر لدوحة الطيب صالح، تلك البساطة، بل أنشودة البساطة التي تملأ كأسات كتبه، تجعل القارئ يحس بأنها منه، وبأنها تعبر عنه، وبأنه قادر على كتابة مثلها، وتذوقها، والتمرغ فيها، بل وكتابتها، وأن تمنعت بمقولة السهل، الممتنع، إلا أن سهولتها تلك، تخلق البطولة التي تصبغها النصوص لكل قارئ، في كل زمان ومكان، يحس بغبطة الكتابة، هو المقصود، غاية، وليس وسيلة، هي أس الفرح بما يكتب، إنها اشعة الشمس، لا تضمر في دخيلتها تمييز بين المؤمس والولي، بين الشحاذ، وقاطني القصور، بل تجري من أمها الشمس، وتدخل كوخ هذا، وقصر ذاك، وتلاعب الكلاب، وقاع البحار، بتواضع جم وأصيل، فالطيب ينصب الكل ملوكا، حتى ابطاله هم حيارى، بسطاء، سذج، سواء الزين، أوا لحنين، أو حتى مصطفى سعيد، المسكين، والذي انهكه عقله الجميل، فشرق وغرب، ثم ارتمى في احضان قرية بسيطة، بحثا عن السكينة، والتأمل، والاحساس بالرحم، وبالدفن كبذرة في دفء عشيرة، وأناس لم تلوث تربتهم ترهات العقل الأوربي، وصراع الرأسمالية في الثراء، الثراء المطلق، والذي لا تروضه قيم، أو امتعاض، أو نقابات، بل صارت الكون عبيد وأسياد، بصورة معاصرة، متوارية خلف بعض حق،ونتف حرية..
    كما انه يحتفي بلمة الناس، يصور لك جلسة ا مام دكان سعيد، أو عرس الزين، أو ونسة على ظهور الحمير، بشاعرية مفرطة، بل حتى الذهاب للصلاة، في ثلث الليل، في تلك الواقعة الاسطورية، والخوف اللذيذة، سطره بألق، وعبقرية، تحتفي بالبسيط، تحتفي بالقوت من الفعل، والقوت من الانفعال، وترى الله، ساري بجماله في كل شئ، بلى، في كل شئ. وكأن مشروعه الروائي هو تجسيد الأية الجميلة (اينما تولوا فثمة وجه الله)، ذاك الوجه المليح، العصي الوصف، الساحر، والذي لو كشف قناع تمنعه، لقطعنا، مع نسوة يوسف، أيدينا، وقلوبنا، بل ووجودنا الحسي، وصرنا أقرب للفناء، ا لفناء في عوالم الغناء، عوالم القارئ الممتعة، وغبطتها الأسطورية!!.


    نشرة بملحق تخوم الثقافي
    بجريدة الأحداث
    الثلاثاء 24/2/2009م

    ...
                  

العنوان الكاتب Date
نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-25-09, 09:19 AM
  Re: نخلة على "القلب"!!... كمال علي الزين02-25-09, 12:18 PM
    Re: نخلة على "القلب"!!... Mohamed Abdelgaleel02-25-09, 12:31 PM
      Re: نخلة على "القلب"!!... khatab02-25-09, 03:20 PM
        Re: نخلة على "القلب"!!... خالد عويس02-25-09, 08:23 PM
          Re: نخلة على "القلب"!!... الوليد محمد الامين02-25-09, 10:37 PM
        Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-26-09, 06:07 AM
      Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-26-09, 06:41 AM
    Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-26-09, 05:43 AM
      Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-26-09, 09:37 AM
        Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-26-09, 10:06 AM
          Re: نخلة على "القلب"!!... Mohamed Abdelgaleel02-26-09, 10:48 AM
  Re: نخلة على "القلب"!!... rosemen osman02-26-09, 11:28 AM
    Re: نخلة على "القلب"!!... محسن خالد02-26-09, 02:21 PM
  Re: نخلة على "القلب"!!... عزاز شامي02-26-09, 03:34 PM
    Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-26-09, 04:34 PM
      Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-26-09, 05:11 PM
        Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-26-09, 07:28 PM
          Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-27-09, 06:59 AM
            Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-27-09, 07:39 AM
              Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-27-09, 08:29 AM
                Re: نخلة على "القلب"!!... محمد سنى دفع الله02-27-09, 08:47 AM
                  Re: نخلة على "القلب"!!... طارق جبريل02-27-09, 10:45 AM
                    Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-27-09, 11:01 AM
                  Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-27-09, 11:15 AM
                    Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-27-09, 11:38 AM
                      Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله02-27-09, 04:01 PM
                        Re: نخلة على "القلب"!!... Mohamed Abdelgaleel02-28-09, 07:41 AM
                          Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله03-01-09, 06:03 AM
                            Re: نخلة على "القلب"!!... عبدالغني كرم الله03-17-09, 05:44 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de