أوباما الوجه الآخر لـ مصطفى سعيد (جئتكم غازياً)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2009, 06:55 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أوباما الوجه الآخر لـ مصطفى سعيد (جئتكم غازياً)

    منقول عن جريدة البيان للكاتب البحريني محمد فاضل


    الآن فقط يذكرني باراك أوباما بمصطفى سعيد بطل رائعة الروائي السوداني الراحل الطيب صالح «موسم الهجرة إلى الشمال».قد تكون وفاة الطيب صالح هذه الأيام قد فرضت علاقة من نوع ما بين الرجلين في ذهني.


    في «موسم الهجرة الى الشمال»، يكرر مصطفى سعيد عبارات التحدي بمونولوج داخلي أبدع فيه الطيب صالح إلى حد لا يضاهى.. لشد ما تستوقفني عبارته التي كان يرددها في مونولوج شعري في قمة مأساته وهو يقف في قفص الاتهام في «الاولد بيلي».. «جئتكم غازيا.. قطرة من السم الذي حقنتم به شرايين التاريخ..». تتداعى العبارة في ذهني كلما فكرت مثل بقية العالم فيما سيجترحه السيد باراك أوباما، والآمال تبدو كبيرة بل تصل لحدود التمني (Wishful Thinking).


    بالطبع، لم يأت باراك أوباما غازيا، بل محمولا برغبة قوية في التغيير وأصوات ملايين المقترعين، تماما مثلما ذهب مصطفى سعيد إلى بريطانيا للدراسة تحف به الآمال العريضة بعد قصة تفوق غير عادية في المدرسة. في الرواية، كان مصطفى سعيد أول سوداني يبتعث للدراسة في بريطانيا، أما أوباما فهو أول رئيس من أصل أفريقي يصل للرئاسة في الولايات المتحدة. الذكاء قاسم مشترك آخر بين الرجلين، وكلاهما بدأ مسيرته من أوضاع صعبة: مصطفى سعيد في بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى وأزمتها الاقتصادية، أوباما في ظل أصعب أزمة اقتصادية يمر بها العالم منذ الكساد الكبير عام 1929.


    حقق مصطفى سعيد تفوقا وجدارة أكاديمية في اوكسفورد وصار نجما أكاديميا وسياسيا بدعوته إلى الاقتصاد الإنساني. أوباما يملك سجل نجاحه الخاص وهو إلى ذلك خلب الباب العالم بخلفياته: أفريقي ولد مسلما وابن مهاجر إفريقي ومن أم بيضاء وعاش فترة من صباه في اندونيسيا وصاحب دعوة للتغيير أحيت الآمال في الولايات المتحدة والعالم. لكن أوباما اليوم هو رئيس الولايات المتحدة الأميركية.


    ولم يدخل البيت الأبيض غازيا مثلما كان مصطفى سعيد في بريطانيا. لكن عدا مؤشر رمزي معنوي لا يصمد كثيرا، فان دخول أوباما البيت الأبيض قد يكون غزوا من نوع آخر إذا ما قيس الأمر باللون، لكن هل نكترث كثيرا للون رئيس الولايات المتحدة أم لسياسته؟


    هنا ستتوقف المقارنة، فإذا كان مصطفى سعيد بطل الطيب صالح قد انتقم من مستعمري بلاده بالغرق في الملذات الحسية، فان أمام أوباما طريقا أكثر جدية بما لا يقاس لإثبات الجدارة، لكن مفهوم الغزو يصدق على كلا الرجلين وان بشكل معاكس: انتقام بدائي مع مصطفى سعيد، انتقام ايجابي (مفترض) مع أوباما.


    لقد ردد سعيد عبارته وهو في قمة مأساته: «جئتكم غازيا.. حقنة من السم الذي حقنتم به شرايين التاريخ». يحق لأوباما بمعنى ما أن يردد نصف العبارة الأول وان بمعنى مغاير تماما: «مفعم بالأمل وجرعة عالية من التبشير».


    كان مصطفى سعيد يبشر باقتصاد إنساني سخر منه أستاذ جامعي بريطاني في سهرة تحت سماء الخرطوم كما صاغته لنا مخيلة الطيب صالح، فالاقتصاد لا يبنى على العواطف بل على الأرقام مثلما قال الأستاذ الجامعي البريطاني في الرواية. حقا، الأرقام لا تعرف المزاح، اليوم أمام باراك أوباما الذي كسب مؤخرا دعم الكونغرس لخطة النهوض بالاقتصاد.


    ماذا عن السياسة؟ بل ميراث الخراب الذي تركه جورج دبليو بوش واركان إدارته المكارثيون؟ مع فوارق المقارنة، يبدو العالم اليوم كثير الشبه (مجازا) بتلك القرية مغمورة الذكر عند منحنى النيل التي قضى فيها مصطفى سعيد آخر سنوات عمره. حياة طبيعية لكنها مسكونة بآلاف الخرافات والعادات والتقاليد الجامدة (ارث غير منقطع) مع مظاهر بسيطة للحداثة (ميكنة زراعية، مشاركة سياسية موسمي، مدارس بعيدة ومطالبات للحكومة المركزية).


    لكن رغم سكون مجتمع القرية الصغيرة، فثمة دوافع لا تحصى للتدمير الذاتي أو تدمير الآخرين. أمام أوباما ميراث مماثل، أقله في دوافع التدمير في نزاعات مزمنة، لكن ولأن الرجل يتمتع بشيء من الحصافة فقد خطى خطوات أولى للتخلص من هذا الميراث بدعواته إلى «الحوار».


    بعروض الحوار التي تقدم بها، كسب أوباما نقاطا قليلة لكن مهمة، مثلما حقق مصطفى سعيد لنفسه احتراما في أوساط القرية عندما أسعفته حداثته في تحقيق نجاحات لم تخطر ببال المزارعين البسطاء: تنظيم دورة الري، تعظيم أرباح الجمعية التعاونية بتدوير الأرباح الصغيرة في مشروعات أخرى مرتبطة بالجمعية (سيارات نقل، مطحنة حبوب وهكذا).


    ان أوباما يبدو مثل نبتة جديدة في مجتمع «واشنطن دي سي» مثلما كان مصطفى سعيد متفردا بحداثته وسط مجتمع القرية، لكن العالم ليس قرية مغمورة الذكر عند منحنى نهر، بل عالم بدأ رحلة إنهاك بفعل أزمة اقتصادية ما تزال تأثيراتها تترى والفصول الصعبة فيها لم تأت بعد. قد تدفعهم وطأة الأزمة إلى المرونة بحثا عن حلول، لكنها قد تحولهم أيضاً إلى مغامرين ونمور جريحة.


    العبرة أن على العداوات أن تتوقف ولو قليلا، فأمام اقتصاد معولم مثل الاقتصاد العالمي اليوم، يتعين البحث عن حلول لا إذكاء العداوات. لقد فهم أوباما هذا جيدا، لكن يبقى الأمل معلقا أيضاً ومخاتلا أمام مفعول «السم الذي حقنت به شرايين التاريخ» مثلما صاح مصطفى سعيد.


    قصة هذا السم الذي حقنت به شرايين التاريخ طويلة بدأت منذ أن قرر بعضهم في أوروبا أن من حقهم احتلال أراض شعوب أخرى واستعمارها والاستحواذ على خيراتها، وصنع رفاهيتهم وازدهارهم على حساب شعوب أخرى. ومن أجل ذلك أباحوا لأنفسهم قتل الآخرين للاستحواذ على بلدانهم أو ثرواتهم ومياههم وسمائهم.


    هل تغير هذا قليلا أو كثيرا؟ ربما، لكن السم مازال يجري في شرايين التاريخ، سم لن يستطيع باراك أوباما مهما كانت قوة الأحلام التي تحركه على إبطال مفعوله.


    كاتب وصحافي بحريني


    [email protected]

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de