نالت على يدها ... من العصر الأموى الى قادم العصور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-21-2009, 02:38 PM

محمد الامين احمد
<aمحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-28-2004
مجموع المشاركات: 5124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نالت على يدها ... من العصر الأموى الى قادم العصور




    نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَـمْ تَنَلْـهُ يَـدِي نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَـدِي

    كَأنـهُ طَـرْقُ نَمْـلٍ فِـي أنَامِلِــــهَا أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْـبُ بالبَـرَدِ

    كأَنَّهَا خَشِيَـتْ مِنْ نَبْـلِ مُقْلَتِــــهَا فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعـاً مِـنَ الـزَّرَدِ

    مَدَّتْ مَواشِطَهَا فِي كَفِّـهَا شَرَكـاً تَصِيدُ قَلْبِي بِـهِ مِنْ دَاخِـلِ الجَسَـدِ

    وَقَوْسُ حَاجِبِـهَا مِنْ كُـلِّ نَاحِيَـــةٍ وَنَبْلُ مُقْلَتِـهَا تَرْمِـي بِـهِ كَبِـدِي

    وَخَصْرُهَا نَاحِلٌ مِثْلِـي عَلَى كَفَـلٍ مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكَى الأَحْزَانَ فِي الخَلَـدِ

    أُنْسِيَّةٌ لَوْ رَأتْهَا الشَّمْـسُ مَا طَلَعَـتْ مِنْ بَعْدِ رُؤيَتِهَا يَـوْماً عَلَـى أَحَـدِ

    سَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَـتْ لاتُغَـرَّ بِنَــــا مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَـاتَ بالكَمَـدِ

    فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَـاتَ جَـوًى من الغَـرَامِ وَلَمْ يُبْـدِي وَلَـمْ يَعِـدِ

    فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِـرَ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَـلٍ إِنَ المُحِـبَّ قَلِيـلُ الصَّبْـرَ وَالجَلَـدِ

    قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَـتْ فِينَـا لَوَاحِظُـــهَا مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيـل الحُـبِّ مِنْ قَـوَدِ

    قَدْ خَلَّفَتْنِـي طَرِيحـاً وَهـي قَائِلَـه تَأَمَّلُوا كَيْفَ فَعَـلَ الظَبْـيِ بالأَسَـدِ

    قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِـي وَمَضَـى بِاللهِ صِـفْـهُ وَلاَ تَنْقُـصْ وَلاَ تَـزِدِ

    فَقَالَ : خَلَّفْتُهُ لَوْ مَـاتَ مِـنْ ظَمَـــأٍ وَقُلْتِ : قِفْ عَنْ وَرُودِ المَاءِ لَمْ يَـرِدِ

    وَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيْـلَ لَهَـا مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ ، دَقَّـتْ يَـدّاً بِيَـدِ

    وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَـتْ وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُـنَّابِ بِالبَـرَدِ

    وَأَنْشَـدَتْ بِلِسَـانِ الحَـالِ قَائِلَـــةً مِنْ غَيْرِ كَـرْهٍ وَلاَ مَطْـلٍ وَلاَ مَـدَدِ

    وَاللّهِ مَا حَزِنَـتْ أُخْـتٌ لِفَقْـــــدِ أَخٍ حُزْنِـي عَلَيْـهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَـى وَلَـدِ

    فَأْسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجرِي عَلَى عَجَـلٍ فَعِنْدَ رُؤْيَتِـهَا لَمْ أَسْتَطِـعْ جَلَـدِي

    وَجَرَّعَتْنِـي بِرِيـقٍ مِـنْ مَرَاشِفِـهَا فَعَادَتْ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي

    هُمْ يَحْسِدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفِـي حَتَّى عَلَى المَوتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الحَسَـدِ





    المصدر
                  

02-21-2009, 03:02 PM

محمد الامين احمد
<aمحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-28-2004
مجموع المشاركات: 5124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شرح : نالت على يدها (Re: محمد الامين احمد)

    Quote:


    نَالَـــتْ عَلى يَدِهــا مَــا لَــمْ تَنَلْـهُ يَـــدِي ,, ,, ,, نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَـــتْ بِهِ جَلَدِي

    حملت سواراً رائعاً بمعصمها
    والنقش هما يعني به : السوار .. او الحُلي من الذهب
    وحينما نظرت إلي ذلك السوار ؛ ذهب صبري .. وانطلق لساني بالحديث

    كـأَنَّــهُ طُـرْقُ نَمْــلٍ فــي أَنـامِلِهــا ,, ,, ,, أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهـــا السُّحْبُ بِالْبَرَدِ

    طرق نمل : تعبث بأناملها بعضها ببعض
    وهنا تشبيه لذلك السوار ( أو النقش ) بأنه لوحة فنية .. كروضة غناء رُصعت
    ( أي جُملت ) والتشبيه الآخر هنا : تشبيه اليد كلوحة تشكيلية ترصعها السحب بحبات البرد ...

    كــأَنَّهــــا خَشِيَــــتْ مِـــنْ نَبْــلِ مُقْلَتِهــــا ,, ,, ,, فَأَلْبَسَتْ زَنْدَهــا دِرْعــاً مِــنَ الزَّرَدِ

    والزندان عظما الساعد أَحدهما أَدق من الآخر ...
    فطرف الزند الذي يلي الإِبهام هو : الكوع ...
    وطرف الزند الذي يلي الخنصر هو : الكرسوع ...
    والرسغ مجتمع الزندين ومن عندهما تقطع يد السارق ...
    والزند : موصل طرف الذراع في الكف وهما زندان : الكوع والكرسوع ...
    والزرد : هو الدرع ..
    وكأنه يقول : إنها خافت من سهام لحظها .. ولذلك البست يديها ( معصمها ) ذلك النقش الذهبي

    مَــدَّتْ مَوَاشِطَهـا فـي كَفِّهــا شَرَكـاً ,, ,, ,, تَصِيـدُ قَلْبِـي بِــهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ

    مواشطها : ما يُفرد به الشعر ..
    شركا : فخاً ..
    كأنه يقول : ان أسنان أمشاطها في يدها كالفخ .. لتصيد قلبي به ..
    والمعلوم ان اسنان المشط متراصة كقضبان السجن ..
    لا تخرج اي شيء .. ( وقلبه )

    وَقَـوْسُ حَــاجِبِهــا مِـنْ كــلِّ نَاحِيَـةٍ ,, ,, ,, وَنَبْـــلُ مُقْلَتِهــا تَرْمِي بِـــهِ كَبِـدِي

    من أروع ما تمتلك المراة .. هو حواجبها
    وعندما تتقوس هذه الحواجب .. تزيد المرأة فتنة ودلالا ...
    يقول : حواجبها وسهام عيونها .. اتفقتا على رمي كبدي بهما ...

    وَعَقْرَبُ الصُّـدْغِ قَــدْ بَانَـتْ زُبـانَـتُــهُ ,, ,, ,, وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي

    الصُّدْغُ : ما انحدر من الرأْس إلى مَرْكَبِ اللَّحيين ، وقيل: هو ما بين العين والأُذن ...
    ويسمى أَيضاً الشعَرُ المتدلي عليه صُدْغاً، ويقال: صُدْغٌ مُعَقْرَبٌ

    قال الشاعر :

    عاضَها اللهُ غُلاماً، بَعْدَها ,, ,, ,, شابَتِ الأَصداغُ، والضِّرْسُ نَقِدْ

    إِنْ كانَ فـي جُلَّنـارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ ,, ,, ,, فَالصَّـدْرُ يَطْـــرَحُ رُمَّـــاناً لِمَــنْ يَــرِدِ

    الجلنار : هو حب الرمان
    وهنا تشبيه للخد في حمرته حب الرمان ...
    ولكنه يتجاوز ذلك كله ويقول : من كان يتعجب من بعض حبات الرمان التي على الخدود
    فلينزل قليلا ليجد حديقة من الرمان ( ويقصد بها .. نهودها )

    وَخَصْــرُهـا ناحِـلٌ مِثْلِي عَـلى كَفَــلٍ ,, ,, ,, مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَــدِ

    الخصر : هو البطن ..
    الكفل : هو العجز من الأرداف ..
    مرجرج : مضطرب ... والخلد : القلب والسريرة ..
    يقول : بطنها ضامر .. وأعجازها من الغلظة لتحمل خصرها الذي يضطرب من مشيتها فيهتز
    ويختال واصفاً ما به من احزان قلة الوصال .. ويشكو بها إلى القلب

    إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْــسِ مـــا طَلَعَــتْ ,, ,, ,, مِنْ بَعْــدِ رُؤْيَتِهـــا يَوْمــــاً عَلى أَحَـــدِ

    إنها إنسية .. ليست بأسطورة جنية أو ملائكية
    ولكنها إذا بدت
    تخجل شمس السماء من الإشراق من جديد ...

    سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَـــتْ أَنْـتَ تَعْــرِفُنـــا ,, ,, ,, مَنْ رَامَ مِنَّـــا وِصــالاً مَــاتَ بِالكَمَـــدِ

    وبعد أن توقدت نار الحب بيننا ..
    سألت وصالها ..
    طلب منها الوصال .. فقالت له : من طلب وصالنا مات من القهر ..
    فنحن لا نفرط به لأي أحد ...

    وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُــبِّ مَــاتَ جَـــوىً ,, ,, ,, مِــنَ الغَـــرامِ وَلَـــمْ يُبْـــدِئْ وَلَـــمْ يُعِـــدِ

    وتُكمل هي فتقول : انظر إلى التاريخ ...
    كم من قُتل بسبب الحب والغرام وطلب الوصال ..
    فلم يكن لهم ان يطلبوه من جديد او يعيدوا طلبه ...

    فَقُلْــتُ أَسْتَغْفِــرُ الرَّحْمــنَ مِــنْ زَلَـــلٍ ,, ,, ,, إِنَّ المُحِــــبَّ قَلِيـــلُ الصَّبْـــرِ وَالجَلَــــدِ

    فطلب منها أن تفهمه ..
    قائلاص لها : لا أريد أن أفقدك عذرية ما بيننا ..
    ولكنني عاشق .. صبري قليل على ما أرى ..

    قَالَتْ وَقَـدْ فَتَكَــتْ فِينــا لَــوَاحِظُهـــا ,, ,, ,, مَا إِنْ أَرى لِقَتِيــلِ الحُــبِّ مِـــنْ قَــــوَدِ

    سلاحها السرمدي
    سهام عيونها
    فقتيل الحب لا يوجد من يأسره إلا عيونها ...

    قَــدْ خَلَّفَتْنِي طَـريحـــــاً وَهْــيَ قَـــائِلَةٌ ,, ,, ,, تَأَمَّلـوا كَيْـــفَ فِعْـــلُ الظَّبْــيِ بِالأَسَـــدِ

    غرور المنتصر
    بعد أن وقعت على ظهري هائما بها ..
    قالت متعالية : انظروا ماذا فعل الظبي الضعيف بالأسد الهصور ...
    فما انتصرت عليه بقوتي .. بل انتصرت عليه بفتنتي ...

    قَالَـــتْ لِطَيْــفِ خَيَـالٍ زَارَني وَمَضى ,, ,, ,, بِاللَهِ صِــفْـــــهُ وَلا تَنْقُـــصْ وَلا تَــــــزِدِ

    فذهبت
    وجاءني طيف خيالها ليكون ونيساً لي ..
    كان يسليني في وحدتي ..
    يا ليتك تصفه لي بلا زيادة او نقصان ...

    فَقَـالَ أَبْصَـــرْتُهُ لَــوْ مَـــاتَ مِــنْ ظَمَـــأ ,, ,, ,, وَقُلْتِ قِــــفْ عَـــنْ وُرُودِ المَـاءِ لَمْ يَرِدِ

    لو كان ظمآن أشد الظمأ .. وأمرتيه بالوقوف عن الماء .. فلن يتحرك خطوة
    ولن يرد الماء

    قَالَتْ صَــدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ ,, ,, ,, يَا بَرْدَ ذاكَ الَّـذي قَالَـــتْ عَلَى كَبِـــدِي

    أنت عاشق مخلص
    وفي بحبك
    مت من أجله
    يُقال : بردت فؤادك بشربة ، واسقني ما أبرد به كبدي ...

    قال الشاعر :

    وعطل قلوصى في الركاب فإنها ,, ,, ,, ستبرد أكباداً وتبكي بواكيا

    وبرد عني بالبرود وهو الدواء الذي يبرد العين ...
    أي أن كلامها الذي صدقتني فيه هو ما أبرد عليَّ فؤادي وكبدي ...

    وَاسْتَرْجَعَـتْ سَأَلَــتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَــا ,, ,, ,, مَــــا فِيـــهِ مِـــنْ رَمَــقٍ دَقَّـتْ يَــداً بِيَدِ

    وبعد رحيلها عني
    هاجت أشواقها لي
    فسألت عني .. فقيل لها لقد فارق الحياة من شدة حبه لك ...

    وَأَمْطَرَتْ لُـؤْلُـؤأً مِــنْ نَرْجِسٍ وَسَقَــتْ ,, ,, ,, وَرْداً وَعَضَّـــتْ عَلَى العُنَّـــابِ بِالبَــــرَدِ

    هنا أتينا لبيت القصيد ...
    بيت الخلاف بين الشعراء ..
    نظراً لروعته .. وجميل تشبيهه ...
    فعلاً : هذا البيت من جميل ما قرأت في فن تداخل الاستعارات ....
    وهنا يأتي الاختلاف ..
    هل قاله .. يزيد بن معاوية .. أم الوأواء الدمشقي ( أبو الفرج )
    غالبية كتب الأدب أقرت أنه لأبي الفرج الوأواء ...
    وسواء كان لهذا أم ذاك .. فنحن نريد الفائدة .. وهي تذوق هذا البيت الجميل ..
    فهو حوى خمس تشبيهات كاملة الوصف ..
    في حين أن أكثر بيت به تشبيهات هو بيت لأبي نواس ...
    ضم به أربع تشبيهات .. قال فيه :

    يبكي فيذري الدُرَّ من نرجسٍ ,, ,, ,, ويـلـطــــــمُ الــــــوردَ بـعـنَّـــــــابِ

    أي أن أبا الوأواء خمس ما ربع أبي نواس من التشبيهات ...
    وهناك بيت آخر لأبي الطيب المتنبي قال فيه : وهو أيضاً اربع تشبيهات ...

    بدت قمراً ومالت خوط بان ,, ,, ,, وفاخت عنبراً ورنت غزالا

    وقال الفقيه أبي محمد بن حزم خمس تشبيهات في بيت واحد ...
    ولا يقدر أحد على أكثر منه إذ لا يحتمل العروض ولا أبنية الأسماء أكثر من ذلك .. قال :

    خلوت بهــا والكـــــأس ثالثـــة لنـــا ,, ,, ,, وجنـح ظلام الليـل قــد مــد واعتلـــج
    فتاة عــدمــت العيـــش إلا بقربهـــا ,, ,, ,, وهل في ابتغاء العيش ويحك من حــرج
    كأني وهي والكاس والخمر والدجى ,, ,, ,, ثـــرى وحيــــا والـــدر والتبــر والسبج

    ولكن الملاحظ أنه استخدم أداة التشبيه ( كأن ) في حين أن ابي الفرج لم يستخدم أياً من ادوات التشبيه
    إنها صوراً خلابة جمعت في هذا البيت وبالغ في التشبيه إلى أبعد الصور :
    وأمطرت لؤلؤاً : تشبيه الدموع باللؤلؤ وبكثرة الدموع بالمطر ...
    من نرجس : تشبيه عين الحبيب بالنرجس ...
    وسقت ورداً : تشبيه الخد بالورد وأن الدموع تسقيه ...
    وعضت على العناب بالبرد : تشبيه للشفة بالعناب .. وللأسنان بالبرد ...
    إنه بيت القصيد ...
    لقد سقطت دموعها من عيونها الرنجسية فروت خدها الوردي ، وعضت على شفتيها ( أو السفلى منها .. لأنها هي سر فتنة المرأة ) بأسنانها اللؤلؤية ...

    وَأَنْشَـــدَتْ بِلِسَــــانِ الحَــــالِ قَـــائِلـةً ,, ,, ,, مِـــنْ غَيْـــرِ كُــرْهٍ وَلا مَطْـــلٍ وَلا جَلَــــــدِ

    وهنا يأتي الندم
    وتتحدث بكلمات لا يوجد بها ما يشوبها من كره أو صبر أو تأجيل ...

    وَاللَهِ مَا حَــزِنَتْ أُخْــتٌ لِفَقْـــــدِ أَخٍ ,, ,, ,, حُــزْنـــــي عَـلَـيْـــــهِ وَلا أُمٌّ عَـلَـــى وَلَــــدِ

    وتعترف بحقيقة حالها ..
    لقد حزنت عليك أكثر من حزن أخت على فقد أخيها ..
    بل أكثر من فقد الأم على وليدها ..

    فَأَسْــرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَـلٍ ,, ,, ,, فَعِنْــــدَ رُؤْيَتِهـــــا لَــــمْ أَسْتَطِــعْ جَلَــدِي

    فجاءت تجري مسرعة إليَّ ...
    وعندما رأيتها لم يتمالكني صبري ...

    وَجَـرَّعَتْنِـــي بِـرِيـــقٍ مِـــنْ مَرَاشِفِهــــا ,, ,, ,, فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَــوْتِ فِي جَسَـــدِي

    فقبلتني قبلة أودعت بها رضابها ..
    وبها : عادت روحي إلى جسدي ...

    هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي ,, ,, ,, حَتَّى عَلَى المَــوْتِ لا أَخْـلــوُ مِــنَ الحَسَـدِ

    وحسدني خلاني على موتي
    لأنه جعلها تقبلني وتبكي عليَّ وتنوح ..
    ويتسآل الشاعر متعجباً : حتى على موتي لا أخلو من الحسد !!!



    المصدر
                  

02-21-2009, 03:27 PM

محمد الامين احمد
<aمحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-28-2004
مجموع المشاركات: 5124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن القصيدة و شاعرها (Re: محمد الامين احمد)

    Quote:


    تعريف بالشاعر :

    هو يزيد بن معاويه بن ابى سفيان – ثانى خلفاء بنى اميه بعد وفاة ابيه معاوية وهو الذى امر عبد الله بن زياد والى الكوفة – بمحاربة الحسين بن على واتباعه وهزمهم فى كربلاء –
    وقتل الحسين فى المعركة – وبمقتله استتب الامر للامويين فى دمشق – واحاطت حياتهم رفاهية ونعيم , وحياة رغدة تليق بسكان القصور – فظهر ذلك النعيم والرفاهيه فى شعره


    عن القصيدة :

    هذه القصيدة عنيت بها كتب البلاغة العربية ،لأمتلائها بالصور والتشبيهات والأستعارات اللغوية التي يتذوقها الدارسون .
    والقصيدة لثاني خلفاء الدولة الاموية الخليفة يزيد بن معاوية الذى عاش حياة الاباطره والملوك لكن هذه الحياة لم تنعكس سلبا على شاعريته الفطريه ، كان يعد مع قيس بن الملوح
    فرسان القصيده العاطفيه في زمانهم رغم مرور زمنا طويلاً على وفاته إلا أنه لازال البيت الشعري الذي قاله يزيد يثري كتب الشعر والبلاغه كلها ..

    وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ،،،، ورداً وعضت على العناب بالبرد

    هنا الشاعر قام بوصف حبيبته وهي تبكي فصور دموعها (لؤلؤا)،وعينيها(نرجس)، وخديها (وردا)، وشفتيها(عناب)،وأسنانها(برداً)اي ثلج ، وكل هذه الصور المجتمعة قد
    جاءت في بيت واحدا. . . خمسة اوصاف في بيت واحد وهذا المجال الشعري والوصفي لم ينجح فيه الا اثنين فقط هما يزيد بن معاويه وهذه القصيدة من اروع ما كتب في الشعر
    العربي لبلاغتها وامرؤ القيس الذي له البيت الشعري الذي لاينسى وقد قاله وهو يصف حصانه :

    مكر مفر مقبلا مدبرا معا 000 كجلمود حطه السيل من عل

    وهذا شرح البيت:-

    إن معنى بيت امرئ القيس هو ببساطة ما يأتي:

    إن حركتي الجواد كــرا وفــــــرا المختلفتين والمتعارضتين أو المتقابلتين أو المتعاكستين ظاهريا في الاتجاه إنما هما حركة واحدة وذلك لسرعتهما الفائقة بحيث يريد الشاعر
    لمتلقيه أن يدركهما على أنهما كذلك حركة واحدة وأن لا فرق بين كر الجواد وفره بل إن الحركتين تشبهان حركة حجر((جلمود صخر)) جرفه سيل عارم من على جبل .

    الحركة ( أو الصورة) موضوع البيت هي طبعا حركة باتجاه واحد أي نحو أسفل الجبل المتخيل وهذا المعنى الذي يريد إيصاله الشاعر لا يتطلب كثيرا من العناء الشعري
    بل هو يتحقق بمجرد استعماله أداة تقليدية وهي التشبيه بكاف التشبيه وكما ترى اخي إن البيت ليس مجرد بيت يصف فيه الشاعر ما يريد وصفه بل هو بيت تتحقق فيه أعلى
    مستويات الأداء الشعري ، نعود الى القصيده ، من خلال استخدام أعلى ما توافر للشاعر من مستويات الأداء اللغوي الممكنة.

    وهذه القصيده تلقب بـ(اليتيمة ) ليزيد بن معاوية و قد تكلم عنها الأستاذ فاروق شوشه مطولاً في كتابة (أجمل 20 قصيدة غزل)

    فعلاً هذه القصيدة و ماتحويه من علوم المعاني و البديع تستحق أن تكتب بماء الذهب


    لك ان تتخيل :


    خليفه ملك كل متاع الدنيا ويجد من يكتب عنها كلمات بتلك الروعه لننظر بس للبيت

    وأمطرت لؤلؤا من نرجسٍ وسقت ......ورداوعضت على العناب بالبردِ

    هذا البيت قلما نجد كتابا من كتب البلاغة يخلو من الاستشهاد به على توالي الصور والتشبيهات البلاغية والاستعارات ... فكل كلمة منه لها مدلول خاص .... كل جملة احتوت
    على تشبيه جميل أو استعارة رائعة.....فهو يُشّبه عملية بكاء المحبوبة بالمطر...وأي مطر؟؟فهي لم تبكِ دموعا بل لؤلؤا تساقط من زهور نرجس بيضاء( عينيها) وأين هطل هذا
    المطر الجميل ؟؟؟ لقد سقى ورودا هي خديها... وعضت على شفتيها اللتين تشبهان حبتي عناب .. بماذا؟؟ ليس بأسنانها وإنما بمايشبه البرد لشدة بياضها وجمالها....

    القصيده تعتبر من اجمل ما كتب فى الشعر الغزلى وصف ولا اروع ومشاعر راقيه غير مبتذله، وكلمات ومترادفات تجعلك تسرح وتسرح

    لمثل هذا البيت ...تُعشق العربيه ولمثله عٌشق العشق


    هل تكلف فى كتابتها؟ :


    لا اظن فمثله لا يحتاج ان يتكلف فهو يملك كل شىء واكيد حوله كان من حاشيته من يطبل له فلماذا يتعب نفسه ولكن ان فعل فله منى كل تقدير لانه اعطانا دره من درر الادب
    واذا افترضنا انه تكلف في كتابتها اتحدى اي شخص ان يتكلف وياتي بمثلها فقد استخدم الاستعارة استخدام عجيب جدا لانها كلها عبارة عن استعارات ولكنها في محلها
    وصورت لنا المنظر وكاننا نراها امامنا باجمل صورة فلا يهم ما اذا كان تكلف في كتابتها او لا لانه دائما يجب التعامل مع النتائج ، فما هي النتيجة؟؟؟؟؟

    فبيده رسم لوحة خيالية تكاد تكون اروع من الجيوكندا(الموناليزا) فانا اراها مصورة امامي واكثر وضوحا ولمعانا من الجيوكندا شيطان الشعر ماااارد يجتاح الشاعر ويخرج منه

    طاقه ابداعيه طااغيه فهنا تتجلى فصاحة وإعجاز اللغة العربية فمعروف أن العرب القدماء (وليس الحين ) مع كل العذر والأسف فهم أهل بلاغة حتى في حديثهم الدارجي لو جاز لي
    التعبير ولو دققنا قليلا لوجدنا أن القرآن نزل بتلك اللغة ..لماذا؟ لعلم رب العباد بمدى فصاحة العرب وأراد أن يعجزهم بلغتهم فهذا خير دليل على متانة وفصاحة العرب .. وتملكهم ناصية
    اللغة وبلاغتها فهنا لم يتكلف شاعرنا بل أبلغ وزاد في البلاغة .. كمن يقول ( القمر كحبيبي) فهو جعل الورد كخد حبيبه ولم يجعل الخد كالوردوهكذا فعل في العيون وفي الدموع .. وأبلغ
    ما في البلاغةهو التشبيه المقلوب .. لا ادري إذا كنت أصبت أو اخطات.بغض النظر عن كونه ملك فهناك إبن زيدون ونونيته وكلنا يعرف إبن زيدون .. وغيره من الشعراء الفحول الذين هم
    من الطبقة العادية فهم أيضا أبدعوا وأبلغوا .. فهذه كانت بيئة الشاعر من حيث الفصاحة وتملك ناصية اللغة .. حتي أنهم لا يسامحون من يخطئ في نطقها بدليل أن واحدا من الأعراب ترك
    بنته عطشى وهي معه على راحلته لعدم نطقها الصحيح لكلمة أبي عطشت وعند وصولهم إلى الديار وحط الرحل أو الدابة وجد بنته ميته فقال لها لقد قتلتك اللغة يا بنيتي



    منقول بـ تصرف من المصدر
    يزيد بن معاوية
                  

02-21-2009, 04:33 PM

محمد الامين احمد
<aمحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-28-2004
مجموع المشاركات: 5124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هولاء غنوها لنا (Re: محمد الامين احمد)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de