حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم)

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 09:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2009, 02:06 PM

عاطف عبدون
<aعاطف عبدون
تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 3701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) (Re: عاطف عبدون)

    الدّيموقراطيّة ما بين الانغلاق والانفتاح

    ذهبنا في الحلقة الماضية إلى أنّه لا توجد ديموقراطيّة مطلقة، ذلك لأنّ الدّيموقراطيّة في جوهرها مقيّدة بواقع بعينه تسعى لمعالجة قضاياه. ولكن داخل محدوديّة الواقع هناك انفتاح ديموقراطي يوازيه انغلاق ديموقراطي. والفرق بينهما ليس سوى فرق مقدار لا فرق نوع. وهو فرق البداية والنّهاية، فرق الطّفولة والكهولة في عمر التّجربة الدّيموقراطيّة. فالتّجربة الدّيموقراطيّة النّاضجة تنحو إلى الانفتاح، بينما تنكفئ الدّيموقراطيّات الوليدة على محدوديّات واقعها. وهذا قد يكون مدخلاً صائباً للقدح في الانضباط الأخلاقي لديموقراطيّة أيّ من التّجارب الدّيموقراطيّة المعنيّة. فالانغلاق الدّيموقراطي، وإن كان مرحلة طفوليّة من مراحل نموّ الدّيموقراطيّات، قلّما يخلو من هضم لحقوق بعض المجموعات التي تعيش في كنف الدّولة. ولكن توضّح التّجارب بأنّ دالّة التّطوّر تتّجه دائماً نحو الانفتاح.

    ويمكن التّمثيل بالدّيموقراطيّات المنفتحة بتلك التي ترفد بها التّجربة الغربيّة، جانباً عن ليبراليّتها. وهنا ننبّه إلى أنّ الفصل المفهومي بين الليبراليّة من جانب والانفتاح الدّيموقراطي من جانب آخر يقوم في بعض جوانبه الخفيّة على شعرة كتلك التي تفصل بين البيع الحلال والرّبا. ولكن، مع كلّ هذا تبقى حقيقة تمايز الليبراليّة عن الانفتاح من حيث المفهوم والممارسة.

    إذن فالانفتاح في هذه الدّيموقراطيّات غير المنغلقة ليس مطلقاً؛ خذ مثالاً لانفتاحها ما رفدت به تجربة فوز باراك أوباما الذي ليست له أيّ جذور في الولايات المتّحدة، وفي نفس الوقت أَعِدِ التّأمّل في روعة هذا الفوز ترى أنّه يعود لتغلّبه على أحد أخطر محدوديّات هذه الدّيموقراطيّة ألا وهو كامل انغلاقها العرقي في اللون الأبيض إلى ما قبل أوباما.

    أمّا إذا جئنا للدّيموقراطيّات المنغلقة فيمكن التّمثيل لها بما عليه واقع الحال في كلٍّ من دولتي إيران وإسرائيل. فكلا الدّولتين تتمتّعان بنظامٍ ديموقراطي يقوم على الفصل بين السّلطات الثّلاث، بجانب استناده على الانتخابات، والتي تقوم بدورها على مبدأ لكلّ شخصٍ صوتٌ واحد. وعلى هذا فهي أنظمة حكم ديموقراطي وعلماني في نفس الوقت مع انغلاقه، أي انحصاره، على مذهب فكري وديني، أو إثني، بعينه. ووجه الانغلاق يكمن في انحصار هذه الدّيموقراطيّة على غلبة الدّين اليهودي ومعتنقيه في حال دولة إسرائيل، وغلبة الدّين الإسلامي ومعتنقيه في حال دولة إيران. فالدّيموقراطيّة في إسرائيل تقوم على مبدأ تكريس يهوديّة الدّولة، وكذلك تقوم ديموقراطيّة إيران على تكريس إسلاميّة الدّولة. وقد يحتّج البعض بأنّ غلبة كلا الدّينين في هذين البلدين تحقّق كأمر واقع، وذلك لغلبة معتنقي كلّ دين على حدة في أيٍّ منهما. ومع صحّة هذا الادّعاء تبقى حقيقة أنّ غلبة أيٍّ من الدّينين في أيٍّ من البلدين قد تحوّل إلى واجب دستوري على مؤسّسة الدّولة أوّلاً أن تقوم عليه، ثمّ على مؤسّسة الحكومة أن تعمل على حمايته وتكريسه، مهما تغيّر واقع الحال. بالتّأكيد تطعن هذه المحدوديّة والانغلاقيّة في حقوق من لا يدينون بأحد الدّينين في أيٍّ من الدّولتين. فانغلاق هويّة الدّولة في إسرائيل دستوريّاً على الدّين اليهودي ينتهك من حقوق المسلمين والمسيحيّين وغيرهم على حدٍّ سواء؛ وبالمثل ينتهك انغلاق هويّة الدّولة في إيران دستوريّاً على الدّين الإسلامي من حقوق المسيحيّين واليهود وغيرهم.

    وعلى أيٍّ، تبقى حقيقة أنّ الدّيموقراطيّات المحدودة تقتضيها ظروف وأوضاع خاصّة كان ينبغي أن يجري فيها الأمر وفق ديكتاتوريّة غشيمة وباطشة، إلاّ أنّها تجمّلت بنيويّاً بالدّيموقراطيّة. ومناط قبول مثل هذه الأوضاع، على ما فيها من ظلم وجور بيّن، يكمن في أنّها، نسبيّاً، توفّر لنا أشكالاً من عدم العدالة الدّستوريّة الرّاشدة، إذ تقوم على قدر عالٍ من الشّفافيّة تسمح لمثل هذه الدّول أن تستشرف عهداً أكيداً من الحكم العادل الرّاشد والذي لن يقوم إلاّ بتفكيك الانغلاق المؤسّسي الذي قامت عليه أوّل أمرها. وأهمّ ما في هذه النّقلة أنّها لا تأتي إلاّ عندما يتهيّأ لها غالبيّة النّاس في الدّولة المعنيّة، وذلك أغلب الظّنّ عندما تثبت لهم الأيّام إثباتاً عمليّاً بطلان ما استدبروا من أمرهم. ويعني هذا، عندما يستيقنوا بالتّجربة استحالة أن يحافظوا على الوضع القديم، فينزعوا بالتّالي إلى الرّضوخ والقبول بالتّغيير الذي تكون رياحه العاتية قد بدأت في الهبوب منذ زمنٍ ليس بالقصير. في هذا علينا بتدبّر تجربة الحكم الدّيموقراطي في جنوب أفريقيا إبّان انغلاقه واستغلاقه على البيض، أي على أساس عرقي بحت.

    إذن، فمثل هذه الدّول كمن يعوم في نهر الدّيموقراطيّة، وهو نهر وإن كان يجري هادئاً، إلاّ أنّ تيّارَه غلاّب ما في ذلك شكّ. ولهذا تعمد بعض القوى الطّبقيّة المحافظة في هذه الدّول إلى جعل الدّولة والحكومة والشّعب يعيشون باستمرار في حالة استثنائيّة تكون فيها هويّتُهم مهدّدة. ففي حالة إسرائيل هناك التّخويف الدّائم بأنّ العرب ومن خلفهم المسلمون لا يعيشون إلاّ من أجل اليوم الذي يقذفون فيه بيهود إسرائيل إلى عرض البحر؛ وفي حالة إيران هناك التّخويف المستمرّ بأنّ دول الاستكبار (الغرب وعلى رأسه الولايات المتّحدة الأمريكيّة) لا يعملون إلاّ لإزالة جمهوريّة إيران الإسلاميّة من على الوجود. وهذا لا يعني انتفاء مثل هذه المهدّدات، بل يعني استغلالَها إلى هذا الغرض في حال وجودها، واصطناعها في حال عدم وجودها.

                  

العنوان الكاتب Date
حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 01:47 PM
  Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 01:50 PM
    Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 01:53 PM
      Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 01:55 PM
        Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 01:57 PM
          Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 01:59 PM
            Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 02:02 PM
              Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 02:04 PM
                Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 02:06 PM
                  Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 02:09 PM
                    Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 02:12 PM
                      Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 02:13 PM
                        Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 02:15 PM
                          Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 02:18 PM
                            Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 02:21 PM
                              Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) عاطف عبدون02-11-09, 02:23 PM
                                Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) Yaho_Zato02-11-09, 05:27 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de