|
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) (Re: عاطف عبدون)
|
علمانيّة الإسلام ـ هل من مصالحة فكريّة؟
تُرى، هل يمكن إجراء مصالحة بين الدين مطلقاً والإسلام تخصيصاً من ناحية وبين والعلمانيّة من النّاحية الأخرى؟ وذلك انتقالاً من دمقرطة العلمانيّة إلى شيئ أقرب إلى أسلمة العلمانيّة (أو قُل: أسلمة الديموقراطيّة) مع تحفّظنا على هذا المصطلح الذي ابتُذل؛ هل هذا ممكن وجائز؟ في الحقيقة لا نسعى في مقاربتنا الإجابة على هذا السّؤال إلى ابتسار المفهوم، بل نسعى إلى القيام بحفر أركيولوجي في مراحل تطوّر المفهوم وآلياته، فضلاً عن قيمه الأخلاقيّة والمعرفيّة العامة.
وفي الحقيقة ليس أكبر من الإمكانات الفكريّة في توطين العلمانيّة والديموقراطيّة في الإسلام ؛ من ذلك، مثلاً، حصريّة الآيّة "وشاورهم في الأمر ... إلخ" باعتبارها نزلت على سيدنا محمد (ص) في حال كونه معصوماً. عليه، فهي شورى ليس الغرض منها الاستهداء برأي عند أصحابه لم يلهمه إيّاه الله، بل هي شورى الغرض منها تربيتهم وتهيئتهم (رضي الله عنهم أجمعين) لممارسة السلطة. أمّا الآيّة "وأمرهم شورى بينهم ... إلخ" فتمثّل مدخلاً رحباً للديموقراطيّة. فمثلاً سيدنا محمد (ص) لم يحدد طريقة بعينها لاختيار من يخلفه، وأبو بكر قام بترشيحه عمر بن الخطّاب، ثمّ قام أبو بكر بتسميّة عمر بن الخطّاب كخليفةٍ له. وعندما حانت ساعتُه قام عمر بتسميّة عددٍ قليل من الصحابة ككليّة انتخابيّة لاختيار من يخلفه، مع إعطاء ابنه صوتاً ترجيحياً إذا ما انقسم الفريقان. بعد أن انحصرت ترشيحاتهم بين عثمان، وعلي قامت هذه المجموعة بعمل أول استطلاع للرأي العام الإسلامي، إذ شرعوا في استبيان آراء المسلمين وبعض المسلمات بخصوص الرجلين. في تلك المرحلة لو أن أحدهم اقترح أن يأتي كل واحدٍ من المسلمين بحجر فيلقيه إمّا في وعاء كُتب عليه "عثمان" أو آخر كُتب عليه "علي"، لكانوا قد قبلوا به في أغلب الظن ولكانوا قد وضعوا لنا اللبنات الأولى لديموقراطيّة تشكّلت عبر الإسلام، ولكان ذلك قد أصبح من الشريعة الآن. وفي ظنّي لو أن الحكم في الإسلام لم يتحوّل إلى مُلكٍ عضوض، كما تنبّأ بذلك سيدنا محمد (ص)، لكان المسلمون قد طوّروا من ممارساتهم الديموقراطيّة التي بدأت بسيطة متمثّلة في ذلك الاستطلاع، صاعدين بها في مدارج التّركيب والتّعقيد والمؤسسيّة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:47 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:50 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:53 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:55 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:57 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:59 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:02 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:04 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:06 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:09 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:12 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:13 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:15 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:18 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:21 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:23 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | Yaho_Zato | 02-11-09, 05:27 PM |
|
|
|