تجربة الصين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 10:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2009, 10:02 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36592

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربة الصين (Re: adil amin)

    معجزة الانفتاح
    نموذج الإصلاح الاقتصادى فى الصين نموذج خاص جدا وليس له مثيل فى العالم.. وإذا قمنا بدراسته وتحليل نتائج الإصلاح الاقتصادى فى كل الدول النامية، فلن نجد دولة استطاعت تحقيق كل هذا النجاح الذى حققته الصين.. حتى إن كل الذين كتبوا عن الصين من الغرب والشرق قالوا إنها حققت معجزة، ولذلك كان أول ما أردك معرفته فى رحلتى هو: كيف حققت هذه المعجزة..؟ وهل هى قابلة للتكرار؟ وهل يمكن لنا أن نستفيد منها؟
    الصين بدأت تنفيذ سياسة الانفتاح الاقتصادى على الغرب فى سنة 1978.. ولم يكن هذا الانقلاب فى السياسة الاقتصادية من الانغلاق إلى الانفتاح وليد لحظة من لحظات الإلهام.. أو استجابة لرغبة فى تحقيق 》 صدمة كهربائية 《 للمجتمع الصينى أو للغرب.. ولكنه جاء بعد دراسات ومناقشات استغرقت وقتا طويلا، ثم أعيد بحثها فى الدورة الثالثة الكاملة للحزب، وتبلورت الدراسات والمناقشات فى نظرية جديدة غيرت المفاهيم الأساسية فى سياسات الصين الداخلية والخارجية، وأسموها 》 النظام الاشتراكى ذا الخصائص الصينية 《 وهو نظام يجمع بين بعض آليات السوقن ويسمح لبعض المناطق بحرية العمل لتطبيق آليات السوق بالكامل، مع الإبقاء على سلطة الدولة، والالتزام بالتخطيط الشامل الذى يسير بدقة وتنفذ فيه الخطط الخمسية بالكامل.
    الانفتاح فى الصين لم يتحقق بخطوة واحدة ولم يفتح الباب على مصراعيه للاستثمارات الأجنبية بين يوم وليلة، ولكن النظرية كانت قائمة على مبدأ 》 الإصلاح المتدرج فى كل الاتجاهات وكل المجالات 《، إصلاح النظم الإدارية وتطوير عقلية الموظفين والأخذ بسياسة الحساب والثواب العقاب.. إصلاح التشريعات الاقتصادية.. وإصدار قوانين تحدد بوضوح الإطار الذى يعمل فيه الاستثمار الأجنبى.. وإصلاح هياكل الدولة بالاعتماد على كوادر من الخبراء والمتخصصين وأصحاب المواهب والقادرين على تنفيذ السياسة الجديدة بعقلية متفتحة.. وإصلاح نظم الرقابة والمحاسبة لأن الانفتاح الاقتصادى يفتح الباب عادة للفساد.. والانحراف الإدارى.. وبعد ذلك بدءوا فى إنشاء مناطق جديدة..
    فى سنة 1979 وبقريبا فى الوقت الذى بدأنا فيه اعتبار بورسعيد مدينة حرة أنشئوا خمس مناطق اقتصادية خاصة تقع معظمها فى جنوب شرقى الصين، واعتبروها بوابة الانفتاح على العالم الخارجى، وحددوا هدفها بجذب الاسصتثمارات الأجنبية.. ومنحوا المستثمرين تسهيلات فى الضرائب وغيرها.
    وفى سنة 1984 – أى بعد 5 سنوات – زادت المناطق الخاصة فأصبحت 14 مدينة ساحلية تتعامل مباشرة مع العالم الخارجى بحكم موقعها وسهولة المواصلات والاتصالات بينها وبين أمريكا وأوروبا.. ومن هذه المدن شنغهاى.. وداليان.. وتيانجين.. ونينبو.. الخ.
    وفى سنة 1990 أى بعد 5 سنوات أخرى أنشئوا منطقة جديدة قريبة من شنغهاى مساحتها 350 كيلو متر مربع لتكون مركزا جديدا ومتطورا لقيادة مدينة شنغهاى، وتساير أحدث ما فى العصر من تكنولوجيا ومن تقدم حضارى، وتتمتع بأفضل امتيازات الاستثمار الأجنبى.
    وفى سنة 1933 جعلوا المدن الواقعة على حدود الصين مع جيرانها تتمتع بخصائص ومزايا مدن الانفتاح، لإعطاء تسهيلات للتجارة والاستثمار المشترك بينها وبين جيرانها.
    وفى السنة – 1992 – أنشئوا 13 منطقة تجارة حرة على مستوى الدولة كلها.
    وأيضا أنشئوا مناطق تنمية الاقتصاد والتكنولوجيا وتشمل 32 منطقة لتطوير اقتصاد المدن واستيعاب التكنولوجيا الحديثة، ولإعطاء الفرصة للمستثمرين الذين يستخدمون التكنولوجيا المتفوضة High Tec. ومعها أنشئوا 52 منطقة للصناعات التكنولوجية فى المدن الكبيرة والمتوسطة. وأنشئوا منطقة 》 يانجبو 《 على نموذج المناطق الحرة فى الدول الأجنبية.. واعتبروا عواصم المقاطعات ومناطق الحكم الذاتى والبلديات مدنا مفتوحة وعددها 31 منطقة.
    ***
    وفى الصين عشرات النماذج للنجاح فى تنفيذ سياسة الانفتاح وجذب الاستثمارات الأجنبية والزيادة فى حجم التصدير، ومقاطعة جيانجسو مثال على ذلك، فقد أصبحت خلال عشرين عاما من العمل الجاد من المقاطعات المتقدمة اقتصاديا وتكنولوجيا، وتحقق أعلى معدل نمو اقتصادى بين مقاطعات الصين.
    وكانت هذه المقاطعة قد بدأت فى سنة 1990 تنفيذ استراتيجية الانفتاح، وكانت جملة صادراتها فى سنة 1974 فى حدود 77 مليون دولار، ارتفعت فى عام 1990 فأصبحت 2949 مليون دولار، ثم قفزت فى عام 1996 لتصل إلى عشرة مليارات دولار، ومن يناير إلى أكتوبر عام 2000 أى خلال عشرة شهور فقط، وصلت الصادرات إلى 21 مليارا و13 مليون دولار.. ومع ذلك فإن المسئولين فى جيانجسو يتحدثون بتواضع عن هذه الأرقام المذهلة، ويقولون إذا كانت الصادرات قد وصلت خلال 23 سنة إلى ما يزيد على 10 مليارات دولار سنويا وارتفع رقم الصادرات من 10 إلى 20 مليار دولار سنويا فى أقل من 4 سنوات، فإن هذا يدل على أننا نستطيع أن نحقق ما هو أكثر!
    ومقاطعة جيانجسو على الساحل شرق الصين قفزت بصادراتها من المركز الخامس إلى المركز الثانى على مستوى الصين، وتحولت صادراتها من السلع التقليدية إلى المنتجات الصناعية ذات التكنولوجيا المتقدمة، وبعض شركاتها خرجت لإقامة فروع لمصانعها فى دول أخرى مثل مجموعة 》 قواندا 《 التى أنشأت مصنعا فى كمبوديا ومجموعة أقامت مصنعا فى الولايات المتحدة لتجميع أجهزة D.V.D. ومجموعة 》 جينشنج 《 التى أنشأت مصنعا لتجميع الدراجات البخارية فى كولومبيا، وشركة 》 جيانجسو 《 لإنتاج اجهزة القياس التى أنشات مصنعا فى الاكوادور.. وبذلك تصل الصناعات الصينية إلى داخل الأسواق فى الدول الأخرى، وتنافس بأسعار أقل من السلع المثيلة، وفى نفس الوقت تصدر هذه المقاطعة الأجهزة التكنولوجية الجاهزة للخارج..
    وحتى أكتوبر عام 2000 أنشأت مقاطعة 》 جيانجسو 《40053 شركة باستثمارات أجنبية ومشتركة وفيها 12 شركة يزيد حجم صادرات كل منها على مائة مليون دولار..
    وفى هذه المقاطعة مناطق للتنمية التكنولوجية المتقدمة، ومركز لأبحاث تطوير التكنولوجيا، وفيها 2200 مؤسسة كبرى للتجارة الخارجية، و2460 شركة ومكتبا للتصدير، والهدف الآن أمام هذه المقاطعة أن يصل حجم صادراتها عام 2005 إلى 40 مليار دولار.. وعندما يأتى عام 2005 وتحقق رقما أقل من ذلك فسوف يكون الحساب عسير لكل المسئولين فى هذه المقاطعة.
    ***
    وفى الصين تسمع وترى وتلمس من المسئولين عن تحديث البلاد وتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح والتكنولوجيا ما يدل على الجديدة الشديدة، مثلا مدير عام شركة الإنتاج شاشات التليفزيون يخصص إنتاجها بالكامل للتصدير قال: إن السر فى تقدم الصين أنها أصبحت تحترم أصحاب الخبرة والكفاءة، والمجتمع الذى لا يحترم أصحاب الكفاءة ولا يقوم بإعداد أصحاب الكفاءة العالية سيظل مجتمعا متخلفا عن غيره ولن يتقدم أبدا، والمجتمع الذى يعتمد على استيراد التكنولوجيا الجاهزة من الآخرين ولا ينتقل إلى مرحلة إنتاج التكنولوجيا ويعمل على تكوين الخبراء والعلماء والمهندسين بالمستوى العالمى سيظل مجتمعا كسيحا يزحف وراء غيره إلى الأبد وينتظر الصدقات من القادرين.
    وقد تأثرت بهذه الكلمات وأعتبرت أننى وضعت يدى على أحد أسرار المعجزة الصينية.
    ***
    هكذا نفذوا سياسة الانفتاح بالتدريج.. خطوة خطوة.. وكلما تأكدوا من نجاح تنفيذ مرحلة انتقلوا إلى المرحلة التالية.. تطبيقا للحكمة الصينية التى تقول وأنت تعبر النهر يجب أن تتأكد أن قدميك تلمسان الأحجار فى القاع. وهى حكمة تماثل الحكمة المصرية القديمة التى لا تنفذها والتى تقول يجب أن تتأكد وأنت تسير أنك تقف وتسير على أرض صلبة.. أو الحكمة العربية التى تقول: 》 قدر لرجلك قبل الخطو موضعها 《 وكانت فلسفتهم فى التدرج هى اختبار آليات السوق فى نطاق محدود لمعرفة تأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية، للاستفادة من الإيجابيات والسلبيات وتفادى الأخطاء عند الخطوة التالية فى التوسع، وعندما يتأكد نجاح التجربة فى بعض المناطق تكون هذه التجربة هى القاطرة التى تسحب باقى عربات القطار.. ولذلك بدءوا الانفتاح بالمناطق الاقتصادية الخمس، ثم أعقبتها المدن الساحلية ذات الاتصال الباشر بالعالم الخارجى منذ فترات طويلة بحكم الموقع، وقد حققت هاتان الخطوتان نجاحا كبيرا فى جذب الاستثمارات الأجنبية، وتحققت فى هذه المناطق الخمس معدلات غير مسبوقة فى التنمية، نتيجة لإعطاء الحكومة صلاحيات اقتصادية وإدارية للسلطات التنفيذية لهذه المدن.. والنجاح يقود إلى مزيد من النجاح.. وهكذا تشجعت الحكومة الصينية على خوض التجربة بصورة أكثر حماسا وجرأة فى سنوات التسعينات.. وبدأت فى قبول التحدى.. بالسعى إلى استيراد ونقل التكنولوجيا الحديثة وخاصة فى مجالات الإلكترونيات والصناعات الدقيقة لكى تحقق طفرة تشجع باقى المدن والمقاطعات على تحقيق الحلم بدخول عصر التكنولوجيا المتقدمة.. وجعلوا من المناطق الجديدة مثل منطقة 》 بودونج 《 رمزا للسياسات التفضلية فى تجربة الانفتاح والإصلاح الاقتصادى.
    ***
    هذه الكيانات التى 》 تطبق سياسة الإصلاح والانفتاح 《 لم تكن منفصلة بعضها عن بعض، ولكن بينها تداخل كبير.. فالمناطق الاقتصادية الخاصة الحديثة تقع داخل أربع مقاطعات، والمدن الساحلية التى تطبق فيها سياسات الانفتاح تضم مناطق للتجارة الحرة، ومناطق لتنمية الاقتصاد والتكنولوجيا، منطقة جديدة مثل 》 بودونج 《 هى ضاحية جديدة أضيفت إلى مدينة شنغهاى.. وهكذا نفذت سياسة الإصلاح والانفتاح فى حلقات متداخلة جغرافيا وإداريا تتوزع بين المقاطعات، والبلديات، ومناطق الحكم الذاتى، وفى النهاية فإن الدولة حاضرة دائما وليست غائبة، وفى منتهى اليقظة وليست نائمة!
    والصينيون يعتبرون أن المناطق الاقتصادية الخاصة هى الأساس الذى تم البناء عليه فى تجربة الإصلاح الاقتصادى والانفتاح، وهذه المناطق نجحت نجاحا مذهلا فى جذب الاستثمارات الأجنبية، وتشجيع قيام شركات ومصانع يخصص إنتاجها للتصدير.
    وهذه المناطق الخاصة التى بدأت بخمس مناطق ظل إنتاج مصانها مخصصا للتصدير للخارج، وتتجمع فيها مراكز البحث العلمى لتطوير الإنتاج، والمصانع ذات التكنولوجيا العالية، ومراكز التجارة والبنوك والاتصالات والخدمات المتصلة بالتجارة والنقل والشحن والتصدير، والخدمات اللازمة للمستثمرين. وفى هذه المناطق نظام خاص للإدارة الاقتصادية.. وتشجيع المستثمرين الأجانب يصل إلى حد منحهم أفضلية فى الضرائب أكثر مما فى المناطق الأخرى، وفيها أيضا تسهيلات فى الدخول إلى الصين والخروج منها لا تخضع لشروط ونظام الدخول والخروج فى سائر أنحاء الصين.. وأعطت الحكومة لهذه المناطق صلاحيات واسعة فى مجال الإدارة الاقتصادية وعينت فيها سلطة خاصة لإدارتها تتمتع بالمرونة وحرية الحركة.. وتخضع فى النهاية للحساب على النتائج!
    ومن خلال هذه المناطق استطاعت الحكومة الصينية تجربة النظام الرأسمالى وآليات السوق لكى تقرر ما ستفعل بعد ذلك لتطوير وتنمية باقى الأقاليم، وجذبت الاستثمارات الأجنبية بصورة مباشرة ومن خلال تعاون مشترك بين رأس المال الصينى والأجنبى، ونجحت فى استيراد التكنولوجيا المتقدمة، واستعانت بخبراء فى الإدارة من أوربا واليابان، وتوسعت فى المعرفة والاحتكاك بالأسواق العالمية، وبالنظم المالية والمصرفية العالمية الحديثة، وحققت زيادة هائلة فى الصادرات وزيادة فى الدخل من العملات الأجنبية، وفتحت طريقا آمنا لزيادة التعاون الاقتصادى والتجارى على المستوى الدولى.
    ***
    وإذا أردنا أن نستفيد بأكثر النماذج نجاحا فى تجربة الانفتاح فى الصين، وأكثرها تشابها مع منطقة شمال غرب خليج السويس فى مصر فعلينا أن ندرس نموذج منطقة 》 بودونج 《 وهى تقع على ضفاف نهر اليانجتسى بمساحات من الأرض واسعة وموارد طبيعية متنوعة، وكثافة سكانية، وتتوافر فيها البنية الأساسية اللازمة للمشروعات الصناعية والزراعية.. والأرض والأيدى العاملة رخيصة.. وفيها أعداد كبيرة من العلماء والكوادر الإدارية والفنية المدربة.
    ويقولون إن جوهرة منطقة دلتا نهر اليانجتسى هى مدينة شنغهاى، ومعهم حق لأن شنغهاى قريبة الشبه بمدينة نيويورك، الخدمات فيها على أعلى مستوى.. وناطحات سحاب.. كل بنوكالعالم الكبرى.. ولكن المهم أن منطقة بودونج الجديدة التى أنشئت مؤخرا شرقى شنغهاى اصبحت هى المركز الرائد فى هذه المنطقة وأكثر مناطق الصين انفتاحا الآن، وسيؤدى وجودها إلى تحويل شنغهاى إلى مركز اقتصادى ومالى وتجارى عالمى ينافس نيويورك، وفرانكفور، ولندن، وتتحقق بذلك طفرة فى اقتصاديات دلتا نهر اليانجتسى وهى الآن أكثر المناطق الصينية جذبا للاستثمارات الأجنبية.
    قد اختاروا منطقة بودونج بالذات لتستفيد من موقع شنغهاى وفيها ميناء تجارى عالمى، وأيضا لتوافر الكوادر الفنية والعمالة المدربة الماهرة الرخيصة.. شنغهاى هى قبلة العقول والخبرات من كل أنحاء الصين وفى جميع المجالات.
    وهذه منطقة 》 بودونج 《 الجديدة منحت الحكومة للمستثمرين فيها مزايا تفصيلية أكثر من المزايا الممنوحة فى المناطق الأخرى.. فالرسوم الجمركية أقل على بعض السلع وبعض السلع الأخرى تتمتع بالإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية، وكذلك يتمتع المستثمرون فيها بإعفاءات من الضريبة الصناعية والتجارية، وضريبة الدخل، والضرائب المحلية، ورسوم تراخيص الاستيراد والتصدير.. الخ.
    وأكثر من ذلك تمسح الصين لرجال الأعمال الأجانب بإنشاء مؤسسات مالية، وفتح محال ومراكز تجارية، وشركات للخدمات، وتقوم بإدارة هذه المنطقة سلطة خاصة مستقلة لا تخضع لحكومة شنغهاى، وتدير ملطات المدينة أمورها بحرية كاملة ولا ينطبق على المدن الكبيرة والمتوسطة خضوع للسلطة المركزية فى بكين.. ويرأس سلطة منطقة بودونج عمدة.
    ومنطقة بودونج الجديدة تتكون من 9 أحياء أو مناطق أساسية:
    منطقة للتجارة والبنوك والمؤسسات المالية الكبرى، ومنطقة لتصنيع منتجات التصدير، ومنطقة للتجارة الحرة، ومنطقة للصناعة، ومنطقة للصناعات التكنولوجية الدقيقة، ومنطقة للزراعة الحديثة التى تستخدم الأساليب العلمية، ومنطقة سكنية غاية فى الدمال ومليئة بالحدائق والنافورات والتماثيل وبالمدارس والملاعب والأندية والكازينوهات والمطاعم، ومنطقة ثقافية وسياحية مليئة بالمكتبات والجامعات والمدارس ودور السينما والمسارح ومدينة الملاهى، ومنطقة الحديقة المركزية وهى جنة على الأرض يمكن للأطفال أن يلعبوا فيها اليوم كله دون ملل، ويمكن للكبار أن يقضوا فيها وقتا جميلا ويتنفسوا هواء نقيا.. باختصار إن منطقة 》 بودونج 《 فيها كل ما يطلبة المستثمر الأمريكى أو الأوروبى أو اليابانى، بحيث لا يشعر بأى فارق أو يقص فى مستوى التعامل والمعيشة والنظافة عما تعود عليه فى بلده حتى ملاعب الجولف وأندية ركوب الخيل والسباق.. الخ.
    والنتيجة أن منطقة التجارة والمال فى وسط بودونج ومساحتها 28 كيلومتر مربع أصبح فيها 75 مؤسسة مالية منها 45 مؤسسة مالية أجنبية تشمل 20 بنكا أجنبيا من أكبر البنوك فى العالم ومسموح لها بالتعامل بالعملة المحلية فى معاملاتها، وطبعا لها كامل الحرية فى تحويل النقد الأجنبى دخولا وخروجا، وهناك 6 أسواق للأوراق المالية على المستويين المحلى والإقليمى، وفيها فروع لشركات الاتصالات العالمية الكبرى مثل الكاتيل، وسيمنز، وغيرهما من الشركات متعددة الجنسيات،، وفيها مراكز تجارية.. وفيلات وقصور للمليونيرات من المستثمرين.. وكل مستثمر يجد كل ما يطلبه!
    والمنطقة الصناعية فى بودونج التى يخصص كل إنتاجها للتصدير تقع فى القلب ومساحتها 20 كيلومتر مربع، وفيها 350 مشروعا صناعيا برأسمال صينى خالص، أو أجنبى خالص، أو مشترك، والاستثمارات فيها تبلغ عشرة مليارات دولار، ورأسمال أى مشروع فيها لا يقل عن 25 مليون دولار.. وفيها أيضا 115 مشروعا صناعيا تعمل كلها بكامل طاقتها الإنتاجية ويحقق إجمالى إنتاجها ما يعادل 4 ملايين دولار، و77% من هذه المشروعات تستخدم أحدث الأجهزة المتطورة وتكنولوجيا عالية من أشهر الشركات التى أقامت مصانع لها فى هذه المنطقة، وأكثر الصناعات متخصصة فى صناعات الاتصالات، والإلكترونيات، والأجهزة الطبية الدقيقة، والهندسة الوراثية، والكمبيوتر، وإنتاج السيارات من معظم الشركات الألمانية والإطالية والأمريكية واليابانية.
    اما المنطقة المخصصة للتكنولوجيا العالية فتبلغ مساحتها 17 كيلومتر مربع، وفيها معامل البحث العلمى، والمصانع التى تستخدم التكنولوجيا فى مجالات جديدة على الصين مثل الأدوية الحيوية والجينية، والشرائح الإلكترونية الدقيقة، وتكنولوجيا المعلومات، وأقيم فيها حتى الآن17 مشروعا تستخدم تكنولوجيا حديثة جدا من 48 مشروعا حصلت على الترخيص بالعمل فى هذه المجالات الدقيقة ومنها مجال إنتاج البرمجيات، وبلغ الإنتاج فى مجال تكنولوجيا المعلومات أكثر من 150 مليون دولار.
    أما منطقة التجارة الحرة فى بودونج فهى قريبة من مصب نهر اليانجتسى ومساحتها عشرة كيلومترات مربعة وفيها مخازن الشركات العملاقة متعددة الجنسيات مثل I.B.M. للكمبيوتر، وJ.V.C وفيليبس، وموتورولا، وميتسوبيشى، وفيها عدد كبير من صالات العرض التجارية ومصانع منتجات التصدير. وفيها 3700 مشروع برؤوس أموال 4 مليارات دولار من بينها مليارا دولار استثمارات أجنبية مباشرة.. ووصل حجم التجارة من صادرات وواردات هذه المنطقة الحرة فقط ثلاثة مليارات و500 مليون دولار.. ولزيادة حجم التجارة الخارجية لهذه المنطقة بلغت خطوط شحن وتفريغ السفن 6 خطوط طاقتها 675 ألف طن سنويا زادت 37% فى سنة واحدة.
    هكذا حققت بودونج أهدافها بنجاح.. جذبت الاستثمارات الأجنبية بصورة مدهشة.. وأقيمت فيها مشروعات جعلتها منطقة جذب عالمية.. ومنطقة تصدير هائلة.. بالإضافة إلى ما حققته من زيادة دخول العاملين فيها منننن أبناء الصين، وزيادة نصيب البلاد من العملات الأجنبية.
    وهذا ما يجعلنا ندرك كيف أستطاعت الصين أن تصل برقم الاحتياطى من النقد الأجنبى إلى 190 مليار دولار.
    هكذا فعلت الصين فى المناطق الحرة ما لم نفعله نحن فى بورسعيد وفيها مقومات نجاح لم نحسن استغلالها، وما لم نفعله فى عشرات المناطق الحرة التى تحولت عندنا إلى مجرد مخازن، ومنافذ للتهرب من الرسوم الجمركية والضرائب، وتهريب السلع إلى السوق المحلية من الأبواب الخلفية.
    ومع ذلك، ما زالت أمامنا الفرصة لنستفيد من تجربة الصين ونعيد بورسعيد مرة أخرى لتكون مدينة حرة للصناعة والتصدير للخارج، وليست مدينة للاستيراد من الخارج والتهريب إلى السوق المحلية.. أمامنا الفرصة بشروط.
    ونستطيع أن تجعل المنطقة الحرة التى يجرى إنشاؤها الآن فى شمال غرب خليج السويس مثل المنطقة الحرة فى بودونج؟
    أعتقد أننا نستطيع – ولم لا؟! – إذا فعلنا ما فعلته الصين.
    فالمعجزة قابلة للتكرار.. إذا تكررت عوامل وجودها.
                  

العنوان الكاتب Date
تجربة الصين adil amin02-05-09, 11:24 AM
  Re: تجربة الصين adil amin02-05-09, 11:28 AM
    Re: تجربة الصين adil amin02-09-09, 12:47 PM
      Re: تجربة الصين adil amin02-10-09, 01:28 PM
  fg ناذر محمد الخليفة02-05-09, 06:03 PM
  Re: تجربة الصين adil amin02-11-09, 08:42 AM
    Re: تجربة الصين معتز تروتسكى02-11-09, 09:11 AM
      Re: تجربة الصين adil amin02-11-09, 09:57 AM
        Re: تجربة الصين adil amin02-11-09, 10:02 AM
          Re: تجربة الصين adil amin02-12-09, 08:36 AM
            Re: تجربة الصين adil amin02-15-09, 09:19 AM
              Re: تجربة الصين adil amin02-16-09, 12:09 PM
                Re: تجربة الصين adil amin02-21-09, 07:13 AM
                  Re: تجربة الصين adil amin02-21-09, 07:17 AM
                    Re: تجربة الصين adil amin02-25-09, 08:40 AM
                      Re: تجربة الصين adil amin03-22-09, 11:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de