تجربة الصين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 04:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-16-2009, 12:09 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربة الصين (Re: adil amin)

    جيل الشباب يتقدم
    قبل أن أبدأ رحلتى إلى الصين قيل لى إنها بدأت مرحلة تعتمد فيها على قيادات جديدة من الشباب الذين تم تعليمهم تعليما راقيا، وتم تدريبهم وتكوينهم وإعدادهم لتولى مسئوليات القيادة.. وقيل لى إنك سوف تفاجأ هذه المرة.. فقد كنت ترى كل القيادات من الشيوخ وكبار السن فى جميع المستويات، ولكنك سترى الآن قيادات من الشباب هى التى تعطى للعمل السياسى والاقتصادى الحيوية والتجدد، وهى التى تقدم أفكارا جديدة لاستكمال بناء الصين لتصبح قوة عظمى قبل أن ينتصف هذا القرن، وقد بدأ تنفيذ قانون جديد يحدد سن المعاش 60 سنة حتى درجة نائب وزير ويحال الوزراء أيضا للمعاش فى سن 65 سنة دون استثناء!
    وبعد أوصلت إلى بكين طلبت أن ألتقى بنموذج من هذه القيادات الشابة فرتبوا لى لقاء مع السيد جانج جى جين نائب الرئيس لدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية بالحزب الشيوعى الصينى.. وكان مقررا لهذا اللقاء نصف ساعة ولكنه امتد – دون أن يدرى أحدنا – حتى استغرق ساعتين ونصف الساعة تقريبا.
    والسيد جانج جى جين حاصل على الدكتوراه فى جامعة لندن، ملىء بالحيوية، شديد الذكاء، على إحاطة تامة بتطورات الأحداث فى الشرق الأوسط، ومعجب بالتاريخ المصرى.. ولذلك قال لى فى البداية:
    - إن بيننا علاقات مشتركة قوية.. مصر والصين لهما تاريخ قديم، وحضارة قديمة.. نحن أصحاب الحضارات نفهم بعضنا بسرعة، لأن لنا جذورا فى التاريخ.. وكلانا عانى من الاستعمار والاستغلال والنهب، وكلانا بدأ عصره الحديث بثورة.. نحن فى سنة 1949 وأنتم فى سنة 1952، وفى الوقت الحاضر فإن الصين ومصر لكتيهما دولة نامية، وتواجه نفس التحدى، وهو التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. الفرق الوحيد أن مساحة الصين 10 أضعاف مساحة مصر، وسكان الصين 1200 مليون نسمة وأنتم 65 مليونا، فالتحدى أمامنا أكبر، ومهمتنا أكثر صعوبة.
    وقال لى:
    - نحن دائما نقول إن الموارد البشرية هى الثروة الحقيقة لنا، وهى سر التفوق، ولذلك نهتم بتنمية هذه الموارد البشرية أولا، ونعمل على إظهار تفوق الإنسان وقدرته على التغلب على التخلف وآثار عصر الاستعمار.
    قلت له: ولكنكم استطعتم فى وقت قصير نسبيا غزو أسواق العالم بمنتجاتكم الصناعية، وكلما ذهبت إلى عاصمة أوربية أجد البضائع الصينية تملأ المراكز التجارية الكبرى، وهذا يعنى أنكم انتهيتم من مرحلة التخلف ودخلتم مرحلة التفوق الصناعى والاقتصادى والتكنولوجى.
    قال: من الممكن أن تكون المنتجات الصينية كثيرة فى الأسواق، ولكننى أعتقد أنها مازالت تحتاج إلى تحسين الجودة أكثر،، ونحن نصدر كثيرا ولكننا نصدر من منتجاتنا ما يملأ مائة طائرة ولا يكفى ثمنها لشراء طائرة بوينج واحدة.. نحن أمامنا مشوار طويل وشاق لنطور أنفسنا.. نحن نريد أن تكون لدينا القدرة على مواجهة تحديات العولمة.. ونحن واقعيون.. ولا نعطى لأنفسنا حجما أكبر من حجمنا الحقيقى.. فالصين دولة من دول الجنوب، ويجب علينا أن نعمل بكل طاقاتنا لنحقق التنمية.
    ***
    قلت: إن الدول النامية فى مرحلة كان لها تجمع فى حركة عدم الانحياز وكان للصين فيها دور قيادى، هل يمكن أن تقوم الصين بهذا الدور لتجميع الدول النامية لكى تواجه المخاطر معا بدلا من أن تواجهها كل دولة على حدة فلا تقدر على مواجهة العولمة والنظام الاقتصادى العالمى الجديد القائم على قوة وحيدة ومسيطرة؟
    قال:
    - هذا سؤال كبير.. سؤال يتعلق بالاستراتيجية.. ويتعلق بخصائص وظروف الوضع الاقتصادى والسياسى العالمى الآن.. إن الدول النامية تواجه صعوبات كثيرة ومعقدة.. وتحديات العولمة قوية.. فالدول المتقدمة تزداد قوة بالتكنولوجيا والتفوق العلمى، وهذا يجعل الدول النامية فى وضع ضعيف أمامها، وفى نفس الوقت علينا أن نسلم بأن عولمة الاقتصاد أصبحت طريقا حتميا ولا مفر منها لأية دولة، وكل دولة تريد تحقيق التنمية لا يمكن أن تفكر فى تجاهل حالة العولمة الاقتصادية أو تحاول الخروج عليها.. إلى أين تذهب؟ ليس أمام الدول النامية إلا أن تسير فى طريق العولمة لتحقيق التنمية.. وأعتقد أن على كل دولة من الدول النامية أن تبحث لنفسها عن طريق وعن حلول واقعية.. وهذا ينطبق على التنمية الاقتصادية، وعلى الحصول على التكنولوجيا المتقدمة، والاستفادة من الاكتشافات والاختراعات الحديثة.. وينطبق أيضا على السياسة الخارجية والسياسة الداخلية.. ليس هناك طريق الآن إلا الانفتاح.. الانفتاح على العالم الخارجى.. والانفتاح فى الداخل.. لقد توصلنا إلى أن الدول النامية تحت الضغوط الأجنبية إذا لم تسارع بتطبيق سياسات الانفتاح فسوف تنهار.. فالتنمية الآن بدون الانفتاح الاقتصادى مستحيلة.. ويمكن أن تؤدى إلى الاضطراب السياسى.. وفى نفس الوقت فإن الدول النامية محتاجة لأن تتعاون معا.. هذا التعاون يعطيها القوة ويجعلها فى وضع أفضل مما لو وقفت وحيدة فى هذا العالم الجديد الذى لا مكان فيه إلا للأقوياء والويل للضعيف.. ولذلك فإن سياسة الصين قائمة على التعاون مع الدول النامية.. باعتبارها أكبر الدول النامية.
    ثم قال: نحن نواجه الكثير من المشكلات المعقدة.. مثلا فى عملية تطوير الاقتصاد نجد التكتلات الإقليمية تتطور، ففى امريكا الشمالية مناطق للتجارة الحرة، وفى أمريكا الجنوبية تكتل آخر، وفى دول أوروبا تكتل ثالث، وفى آسيا هناك تجمع دول جنوب شرق آسيا.. وهذه المنظمات الإقليمية تطور كل منها يختلف عن الأخرى، وكذلك يختلف تأثير كل منها عن الأخرى، والبعض يتخذ هذه التكتلات على أنها وسيلة لمواجهة المشاكل التى تهدده بالعولمة، وعلينا – مع الدول النامية – أن نحدد موقفنا ونقرر: هل سنتخذ هذه المنظمات الإقليمية كحل لنا من تهديدات العولمة.. المشكلة الأساسية أن الدول النامية عددها كبير ولكن قوة الاقتصاد فيها جميعا محدودة جدا، فإذا أرادت أن تؤثر فى السياسة العالمية، وفى الاقتصاد العالمى فإن ذلك يحتاج إلى جهد كبير، ووقت طويل، ويحتاج إلى أن يلتقى الخبراء والكوادر فى الدول النامية ليطرحوا مشاكلهم ويبحثوا معا عن أفضل الحلول الممكنة.. هكذا ترى أنك تطرح سؤالا الإجابة عنه صعبة!
    ***
    قلت: فلنطرح سؤالا الإجابة عنه سهلة.. عن أزمة الشرق الأوسط، كيف ترى ما يجرى فى هذه المنطقة البعيدة عنكم جغرافيا ولكنها قريبة منكم سياسيا؟
    قال:
    بالنسبة للشرق الأوسط نرى أن القضية الفلسطينية قضية مؤثرة جدا والأزمة بدأت تأخذ اتجاها خطيرا فى الفترة الأخيرة، لأن إسرائيل تتخذ أقصى درجات العنف، والحكومة الحالية رجعت بنا إلى الوراء خمسين سنة وأعلنت الحرب على الشعب الفلسطينى.
    قلت: وكيف ترى الموقف الأمريكى من الأزمة؟
    قال: الموقف الأمريكى تغير بشكل يثير الغضب فى الشارع العربى.
    قلت: وموقف الصين.. هل تغير؟
    قال: موقف الصين كما هو.. وهو معلن دائما فى كل المنظمات الدولية وفى كل المباحثات.. موقف الصين يؤيد حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولة مستقلة على أرضه.. هذا حق مشروع لكل الشعوب.. فلماذا لا يكون حقا للشعب الفلسطينى؟
    قلت: فى الفترة الأخيرة بدأ القلق فى العالم العربى، لأن الصين أصبحت لها علاقات اقتصادية واسعة مع إسرائيل.. فهل سيؤثر ذلك على الموقف الصينى سياسيا؟
    قال:
    - لا.. الموقف الصينى واضح ولا يتغير بإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية مع إسرائيل.. إن الصين فى الحاضر كما كانت فى الماضى، وكما ستكون فى المستقبل، الصديق المأمون للدول العربية.. ونحن نشعر بالقلق الشديد إزاء الكوارث التى تحدث فى الأراضى الفلسطينية من كلا الطرفين.. الإسرائيلى والفلسطينى.. الصين تعارض على الدوام اللجوء إلى العنف والقوة لحل المشاكل أو لتعويض الخسائر والكوارث بالإعتداء على الآخرين.
    ثم قال:
    نحن ندين بشكل علنى ما تفعله إسرائيل من قتل الشخصيات الفلسطينية مثلما فعلت مؤخرا مع أبوعلى مصطفى زعيم الجبهة الشعبية.. قد التقى الرئيس جيانج زيمن بالرئيس عرفات منذ فترة قصيرة وأوضح الموقف الصينى من هذه القضية.. وقد أتصل وزير الخارجية الصينى بوزير الخارجية الإسرائيلى وابلغه بالموقف الصينى بشكل واضح.. وبأننا نعتقد أن استمرار حالة الصدام والمجابهة بين الجانبين يؤدى إلى أن تصبح قضية الشرق الأوسط أكثر تعقيدا مما هى عليه الآن.. ونحن نعتقد أن المفاوضات هى الوسيلة الوحيدة للوصول إلى تسوية وحلول سلمية.. وباختصار فإن الموقف الصينى مع كل ما يؤدى إلى السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، ونؤيد الشعب الفلسطينى فى حقه فى استعادة أراضيه.. وهذا موقف مع الحق والعدل ولن يتغير..
    ثم قال لى:
    - فى الحقيقة نحن نشعر بقلق تجاه الوضع فى الشرق الأوسط.. وأنت تعيش الأحداث فى المنطقة فقل لى ما تراه.. ومتى سوف يتحقق السلام فى الشرق الأوسط؟
    - قلت: بصراحة، الموقف كان واضحا قبل وصول الإدارة الجديدة إلى السلطة فى الولايات المتحدة، ووصول الحكومة الإسرائيلية. فأصبحت إسرائيل تقتل الفلسطينيين علنا ولا تخجل من ظهور ذلك على شاشات التليفزيون.. وتقتحم القرى بالدبابات.. وتضرب مقار السلطة الفلسطينية ومقار الشرطة الفلسطنية ومقار الحرس الخاص للرئيس الفلسطينى.. وتهدم البيوت.. وتجرف الزراعات.. وتهدد بالمزيد من العنف.. والشعب الفلسطينى يشعر أنه فى مصيدة.. ولا يستطيع أن يعبر عن رفض الحصار والاحتلال والعنف إلا بتفجير سيارة هنا أو هناك.. الضعيف حين يشعر بالظلم وانعدام العدالة لا يجد سلاحا إلا أن يفجر نفسه إعلانا عن حالة الغضب واليأس.. فى نفس الوقت بدأت الإدارة الأمريكية تتخلى عن دورها ومسئوليتها، وتتجاهل الوثائق التى وقعها الرؤساء الأمريكيون لانسحاب إسرائيل من مناطق فلسطينية ولم تنفذ، بينما نفذت إسرائيل العكس واحتلت أراضى فلسطينية جديدة وأقامت مستوطنات جديدة على هذه الأرض. الرئيس كلينتون كان يتابع بنفسه المباحثات بحثا عن تسوية.. وكادت المباحثات فى كامب ديفيد تصل إلى التسوية، ولكنها اصطدمت بأطماع إسرائيل فى ابتلاع القدس الشرقية والسيادة على الحرم القدسى.. وهذا خط أحمر لا يستطيع عرفات ولا يستطيع أى زعيم لدولة عربية أو إسلامية التسليم به.. والآن شارون يدفع الفلسطينيين ليصبحوا إرهابيين.. أو ليستسلموا ويقبلوا العيش فى ظل الاحتلال والحصار.. والولايات المتحدة لها مصالح كثيرة مع الدول العربية.. والإرهاب سوف يخرج عن نطاق السيطرة إذا لم يجد الفلسطينيون العدل.. ثم إن الولايات المتحدة تعتمد على الحكام ولا تريد أن تصدق أن الشعوب العربية أصبحت لها إرادة.. والرأى العام فى الدول العربية ينمو ويضغط على الحكومات، ولم تعد الحكومات والشعوب وفى هذه الحالة ستكون المصالح الأمريكية مهددة.. ولن تستطيع الحكومات أن تسيطر.. الشعوب كلها فى الماضى والحاضر والمستقبل تحارب الاحتلال.. الشعب المصرى حارب الاحتلال.. والشعب الصينى حارب الاحتلال.. والشعب الفرنسى حارب الاحتلال واعتبر ديجول بطلا قوميا لأنه قاد المقاومة ضد الاحتلال.. عرفات مثل ديجول.. وما يفعله الشعب الفلسطينى لا يختلف عما فعلته كل الشعوب التى ترفض الاحتلال وتسعى إلى التحرر.. الولايات المتحدة لا تقوم بدور كاف.. وتصريح هنا أو هناك.. ومبعوث يأتى ويذهب.. هذا لا يصلح لحل مشكلة معقدة وملتهبة كهذه.. وأوروبا أيضا لا تقوم بدور كاف.. ربما لأنها تدرك أن الحل بيد أمريكا وحدها.. والعرب لا يعرفون ماذا تريد إسرائيل؟.. ما هى حدود الدولة الإسرائيلية؟ وإذا كانت لا تحترم الاتفاقات المكتوبة فكيف يطمئن العرب إلى المستقبل؟.. باختصار فالمنطقة مليئة بالقلق والتوتر والأخطار..
    ***
    واستمع إلى السيد جانج جى جين باهتمام شديد، ثم قال:
    - إن محور إهتمام الدول الأوربية يتركز الآن فى البلقان وشرق اوروبا.. وقد قرأت فى الصحف أخيرا أن المختصين فى أوروبا يولون اهتماما بالشرق الأوسط، وأن الخبراء السياسيين الأوربيين يعتبرون أن منطقة الشرق الأوسط هى حدود لأوروبا ويريدون هذه الحدود آمنة.. فالأمن فى الشرق الأوسط مرتبط بأمن أوروبا.
    ثم قال لى:
    - ما رأيك فى الاتحاد الأوروبى؟.. هل يمكن أن يقبل الدول العربية الدور الذى يقوم به الاتحاد الأوروبى؟
    قلت وأنا أضحك: أرى أنك اصبحت صحفيا وتريد أن نتبادل المواقع.. أنا الذى أسأل وأحب أن أتعرف على وجهة نظركم..
    وضحك السيد جانج هى الآخر وقال:
    - هذا حوار.. وتبادل آراء.. وإجابة عن سؤالك أقول إننا نلاحظ أن الولايات المتحدة مهتمة بالشرق الأوسط بشبه جزيرة كوريا، إلى حد ما هذا يؤثر علينا، ومن ناحية أخرى نشعر بالقلق من نظام الدفاع الصاروخى الذى تزمع أمريكا تنفيذه ونريد أن نعرف ضد من سيكون هذا النظام؟.. وأيضا نشعر بالقلق من انسحاب أمريكا من معاهدة كيوتو الخاصة بحماية البيئة فى العالم.. نحن نشعر أن هناك تغيرات كبيرة فى السياسات الأمريكية مع الإدارة الجديدة.. بعض هذه التغيرات ظهر، وبعضها الآخر لم يتضح بعد، وكل الدول تولى اهتمامها بما حدث وما سيحدث من تغيرات.. ونحن أيضا فى الصين نولى اهتماما بلغا بهذه التغيرات.. هناك بعض المشاكل ظهرت فى العلاقات بين الصين وأمريكا مثل موضوع طائرة التحبسس الأمريكية.. وزيادة مبيعات أمريكا للسلاح لتايوان.. بعض الناس فى أمريكا يعتبرون أن الصين تهديد لأميكا.. ونتيجة لهذا الفهم تعثرت العلاقات ولم تسر فى طريق سلس خلال هذا العام، ونحن نكافح إزاء تصرفات أمريكا، وقد أعلنا موفقنا تجاه حائط الصواريخ الأمريكى، وأعلنا أننا لانتراجع فى القضايا المبدئية، وفى نفس الوقت أعلنا أننا نرغب فى تحسين العلاقات مع أمريكا.. وفى يوليو الماضى زار وزير الخارجية الأمريكى الصين وأعلن أن أمريكا لا تعتبر الصين عدوا لها، وأعلن أيضا رغبته فى تطوير علاقات بناءة مع الصين، وسوف ينعقد مؤتمر&#12299;أبيك&#12298;فى الصين فى أكتوبر الحالى وسيحضره الرئيس جورج بوش وسيزور بكين ويجرى مباحثات مع الرئيس جيانغ زيمن، وهكذا ترى أننا نولى بالغ الاهتمام بتطوير علاقاتنا مع أمريكا.. نحن من صميم قلوبنا نحاول تطوير العلاقات، ولكن لن نتراجع عن مواقفنا فيما يتعلق بالشئون الداخلية والقضايا التى تخص الصين.. ونتمنى أن تصل القمة الأمريكية الصينية إلى نتيجة إيجابية.. ونحن نقول إذا قدمت أمريكا احتراما أكثر للدول الأخرى فسوف تلقى احتراما أكبر من هذه الدول.. ولكن التعامل مع أمريكا ليس بالأمر السهل.
    ***
    قلت: لقد أشرت إلى موضوع التدخل فى الشئون الداخلية.. هذا يحدث بالنسبة لنا ايضا.. فى أمريكا هناك من يثيرون فتنة طائفية فى مصر ويستخدمون المبالغات الإعلامية لتضخيم أحداث عادية تحدث فى أمريكا ذاتها.. إنهم يريدون&#12299;دق إسفين&#12298;.. أو أن يكون لهم فى مصر&#12299;مسمار جحا&#12298;! مرة باسم الحرية الدينية، ولكن الهدف الحقيقى أن نظل فى موضع اتهام ونبقى فى موقف الدفاع.
    ***
    قال:
    مشكلة أمريكا تعتبر أن حضارتها هى الأفضل ويجب أن تسود العالم.. والعالم فيه حضارات متنوعة ومختلفة وأكثر عراقة وعمقا فى التاريخ من الحضارة الأمريكية.. الصين مثلا لها حضارة عمرها أكثر من 5 آلاف سنة.. ومصر لها حضارة عمرها 7 آلاف سنة.. مثل هذه الحضارات القديمة لها جذور ليس من السهل اقتلاعها، ولها قوة جذب.. تجذب الآخرين إليها بأكثر مما تنجذب هى إلى الآخرين.. ونحن لاننكر أن الحضارة الأمريكية لديها مميزات خاصة، ويمكننا أن نتعلم منها، ونتفاعل معها، وتاريخ الحضارة فى العالم قائم على تبادل التأثير والتأثر والتفاعل المتبادل بين الحضارات، ولكن لا يمكن لحضارة واحدة أن تحتل العالم كله.. فإن تصور إمكان تحقيق ذلك أمر مضحك جدا!
    وقال لى السيد جانج:
    - فكر معى فى هذا الأمر.. بالنسبة لدولة تريد تطبيق سياسة للتنمية وتسعى إلى السير إلى الأمام.. من الذى يحدد لهذه الدولة الطريق الأنسب لتسير فيه وتصل إلى هذا الهدف.. هل يحدده شعبها أو تحدده لها دولة أخرى؟ هذا هو السؤال المطروح فى العالم الآن، وإجابته عندنا أنه لا يوجد نموذج واحد للتنمية يناسب كل الدول.. ومن حق كل دولة، بل من واجبها، أن تختار الطريق الذى يناسب ظروفها وطبيعة شعبها وتاريخها.. الخ.
    وهناك أنظمة ونماذج للتنمية متعددة، يمكن أن تتواجد وتتعايش معا، ويمكن أن تتفاعل ويستفيد أحدهامن الآخر، ولكن لا يمكن فرض نموذج واحد على جميع دول العالم دون اعتبار للفروق بينها.. والنموذج الأمريكى فيه إيجابيات.. فالاقتصاد فى النظام الأمريكى أكثر حيوية ونموا، ولكن هذا النموذج فيه سلبيات، وسلبيات كثيرة.. مثلا تم القضاء على مبدأ العدالة الاجتماعية، وحدثت فجوة هائلة واستقطاب فى المجتمع.. أصحاب ا لملايين والمليارات فى ناحية.. والمحرومون موجودون فى الناحية الأخرى.. وهذا يؤثر على الاستقرار.. والقضية أن أمريكا تريد من كل دولة أن تطبق المنوذج الأمريكى بحذافيره وبجوانبه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأن تصبح كل الدول تابعة لأمريكا، وهذا النظام ليس معقولا ليس متوازنا ولذلك لن تقبله شعوب تريد نموذجا آخر يناسبها.
    ثم قال:
    باختصار نحن ندعو إلى أن يقوم نظام العولمة أولا على العدل كأساس للعلاقات الدولية السياسية الاقتصادية.. وثانيا على الديمقراطية.. وحرية كل شعب فى أن يقرر لنفسه الطريق والنموذج، وأن يكون القرار الدولى قائما على الديمقراطية أى على التشاور وليس على فرض الأمر الواقع بالقوة.
    ***
    هكذا يفكر الجيل الجديد من القيادات الشابة فى الصين التى بدأت تحتل مواقع بارزة فى العمل العام.. فى الدولة.. وفى الحزب...
                  

العنوان الكاتب Date
تجربة الصين adil amin02-05-09, 11:24 AM
  Re: تجربة الصين adil amin02-05-09, 11:28 AM
    Re: تجربة الصين adil amin02-09-09, 12:47 PM
      Re: تجربة الصين adil amin02-10-09, 01:28 PM
  fg ناذر محمد الخليفة02-05-09, 06:03 PM
  Re: تجربة الصين adil amin02-11-09, 08:42 AM
    Re: تجربة الصين معتز تروتسكى02-11-09, 09:11 AM
      Re: تجربة الصين adil amin02-11-09, 09:57 AM
        Re: تجربة الصين adil amin02-11-09, 10:02 AM
          Re: تجربة الصين adil amin02-12-09, 08:36 AM
            Re: تجربة الصين adil amin02-15-09, 09:19 AM
              Re: تجربة الصين adil amin02-16-09, 12:09 PM
                Re: تجربة الصين adil amin02-21-09, 07:13 AM
                  Re: تجربة الصين adil amin02-21-09, 07:17 AM
                    Re: تجربة الصين adil amin02-25-09, 08:40 AM
                      Re: تجربة الصين adil amin03-22-09, 11:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de