تجربة الصين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 08:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-12-2009, 08:36 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36592

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربة الصين (Re: adil amin)

    التعليم هو البداية

    كان موعدى مع وزيرة التعليم مقررا ضمن البرنامج قبل الزيارة بشهور، ولكنى فوجئت عندما وصلت إلى بكين باعتذار من مسئول من الوزارة لأن الوزيرة خارج بكين وقد التحقت بدورة دراسية فى الحزب.. وقلت لمحدثى مازحا: أرجو أن تنجح الوزيرة فى الامتحانات.. ثم سألته: وماذا يحدث إذا لم تنجح؟
    قال محدثى جادا: لا.. إذا لم تنجح فهذه مشكلة.. الوزير الذى لا ينجح فى دراسة مبادئ وفلسفة وبرنامج الحزب يفصل فورا.. منصب الوزير منصب سياسى.. فكيف يتولى هذا المنصب وكيف يستمر فيه من لا يملك عقلية سياسية، ورؤية سياسية، وخبرة سياسية؟.. أعتقد أن هذا عندكم أيضا.
    قلت له: طبعا.. عندنا ما هو أكثر.. الوزراء عندنا قيادات سياسية ويتمتعون بخبرة سياسية نادرة، وقلت لنفسى: أرجو ألا يكون على علم بالحقيقة!.
    وكان موعدى فى هذا اليوم فى وزارة التعليم لألتقى بالمسئول عن تطوير التعليم فى الصين البروفيسور مانشنج زهو، وكان شاغلى أن أتعرف على سر المعجزة التى حققتها الصين.. المعجزة التى جعلتها تنتقل من بلد متخلف، جاهل، أمى، إلى بلد صناعى وتكنولوجى فيه مئات الآلاف من حملة الدكتوراه فى الدرة والاتصالات والصناعات الدقيقة ذات التكنولوجيا العالية. ماذا فعلوا حتى وصلوا إلى درجة المنافسة فى البحوث العلمية مع أمريكا ودول أوربا؟.
    فى نفس اليوم كان لشبكة 》 الصين اليوم 《 تقرير بعنوان 》 الصواريخ الموجهة الصينية أصبحت فى المقدمة عالميا 《.. قالت فيه إنه بعد أربعين عاما من العمل الشاق، والابتكار، والتطوير أصبحت الصواريخ الموجهة الصينية فى المقدمة، وجاء هذا تتويجا للعمل الجاد وبخطة طويلة المدى، فى سبتمبر 1961 أنشىء المعهد الثالث للعلوم وصناعات الفضاء كقاعدة للبحوث العلمية، والتصميم، والإنتاج التجريبى للقذائف الصاروخية الموجهة، بدأت هذه البحوث فى ظروف صعبة للغاية، فلم تكن هناك سابقة خبرة، ولم يكن ممكنا الحصول على المعرفة والتكنولوجيا من الدول المتقدمة التى تفرض السرية على أسرار التقدم العلمى والاختراعات وتفرض الحظر على وصول أية معلومات تساعد الدول النامية على تحقيق أية خطوة لها قيمة فى تقدمها العلمى، ومع ذلك فقد نجح هذا المعهد، خلال خمس سنوات، فى إنتاج الجيل الأول من القذائف الموجهة أرض – بحر، واستغرق الوصول إلى هذا الصاروخ.. وعلى أساسس حصيلة البحوث والنتائج فى هذه المرحلة نجح المعهد فى إنتاج أكثر من عشرين طرازا من عدة أنظمة للقذائف الفضائية الموجهة وصلت إلى المستوى العاملى وفى استخدامت متعددة، وتم تطوير هذه الصواريخ حتى أصبحت صغيرة الحجم، وعالية الدقة، ولديها القدرة على مقاومة التشويش، والانطلاق على ارتفاعات منخفضة جدا.. وكان هذا نجاحا جعل الصواريخ ا لموجهة التى تنتجها الصين فى المقدمة على مستوى الدول الكبرى.
    وقال لى أحد خبراء أكاديمية البحث العلمى فى بكين إنه بعد تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، دخلت صناعة الصواريخ الموجهة مرحلة جديدة من التطور، فبعد نجاحنا فى إنتاج الجيل الأول من القذائف الموجهة جو- بحر، والجيل الأول من القذائف الموجهة المضادة للسفن الحربية وهى قذائف ذات محرك تستخدم نوعا من القيود الصلب من إنتاجنا، بعد ذلك وصلنا إلى إنتاج قذائف موجهة على ارتفاعات منخفضة جدا، وتنطلق بسرعة أكبر من سرعة الصوت، ثم أنتجنا نوعا آخر من هذه الصواريخ تصل إلى مدى أبعد.. وأصبحت لدينا 》أسرة كبيرة《من الصواريخ الفضائية الموجهة متعددة الطرازات والأنظمة..
    بعد ذلك حققت الصين مرحلة أعلى فى تطوير القذائف الفضائية الموجهة معتمدة فى ذلك على قدراتها، وعلى علمائها ومعاملها، وحولت المعهد الثالث للعلوم والصناعات الفضائية إلى معهد من نوع آخر.. كانت مهمة هذا المعهد فى البداية إعداد البحوث والتصميمات وإجراء التجارب لمحركات الصواريخ، والقوى المحركة الهوائية، فأصبح معهدا للبحوث فى تصميم وإنتاج واختبار الصواريخ بكميات كبيرة.. سواء الصواريخ الفضائية الموجهة المضادة للسفن الحربية أرض بحر، وبحر- بحر، وجو- جو، والصواريخ الموجهة من عمق المياه إلى سفن حربية.. وعرضت بعض هذه الأنواع فى العرض العسكرى الذى اقيم فى العيد الوطنى الخامس والثلاثين والعيد الوطنى الخمسين.. وتم استخدامها جميعا فى المناورات العسكرية وحققت نجاحا فى الدقة وأصابت كلها الأهداف.
    وللصين الآن عدد من الأقمار الصناعية فى الفضاء، صناعة صينية مائة فى المائة.
    ***
    وكان طبيعيا أن يكون هذا المعهد هو البداية لمعرفة كيف حققت الصين هذه النهضة الكبرى التى يعتبرها بعض المراقبين معجزة.. وقيل لى إن هذا المعهد وحده حقق الكثير من الإنجازات وله إنتاج ملموس.. حتى إنه فاز بأكثر من ألف جائزة للتقدم العلمى والتكنولوجى على مستوى الدولة، وعلى مستوى وزارة الصناعات الفضائية.. (وبالمناسبة فى الصين وزارة متخصصة فى صناعات الفضاء وهى صناعات متعددة ومعقدة وليست صناعة واحدة وحققت طفرات أدهشت بها العالم)، كذلك فاز المعهد الثالث للعلوم والصناعات الفضائية بعدد كبير من جوائز الدولة للتقدم العلمى والتكنولوجى، وأصبح مصدرا من المصادر الأساسية لتوفير الاحتياجات العسكرية للصين، كما أصبح مصدرا مهما لتطوير الاقتصاد الموجه للخارج، وأقام علاقة جيدة للتبادل التكنولوجى والتعاون مع الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا.
    ***
    وفى صحف الصباح كان هناك خبر عن تحديث مؤسسات إنتاج برامج الكمبيوتر، و》السوفت وير《 وتخصيص اعتمادات كبيرة لهذا المشروع، وقال الخبر إن بكين وحدها فيها أكثر من 1500 مؤسسة لإنتاج برامج الكمبيوتر قيمة إنتاجها ثلث الناتج الوطنى الإجمالى، وقيمة صادرات هذه المؤسسات بلغ ثلثى حصيلة الصادرات من》السوفت وير《.
    وتحت عنوان 》 السيارة الصينية قد تصبح عالمية《 قالت الصحف إن أحد أنواع السيارات التى تنتجها الصين وأسمها 》 العلم الأحمر《 نفذت برنامجا لتطوير إنتاجها لكى تصل إلى مستوى منافسة السيارات الأوروبية واليابانية ويكون لها وضع أقوى فى السوق العالمية! وقال رئيس الشركة المنتجة لهذه السيارة إن التطوير سيتم بالتعاون مع شركات السيارات العالمية العملاقة للاستفادة بالتكنولوجيا ورأس المال، وهذه السيارة تنتجها الصين منذ سنة 1958 وكانت تعتبر السيارة السياسية أو سيارة البروتوكول لأنه لم يكن مسموحا لأى مسئول رسمى أن يركب سيارة من إنتاج بلد آخر غير الصين، وكان الرئيسان ماوتسى تونغ، ودنج سيا بنج لايركبان غير هذه السيارة، وعندما زار الرئيس نيكسون الصين فى الزيارة التى أعتبرت زيارة تاريخية وجد هذه السيارة الصينية فى اتنظاره ولم يركب الرئيس الأمريكى سيارة غيرها على أرض الصين.
    وكانت هذه السيارة أقل من السيارات الأمريكية والأوربية، ولكن فى السنوات العشر الأخيرة بدأت الشركة المنتجة لها فى تطويرها تطويرا شاملا، وأنتجت موديلات جديدة منها معتمدة على التكنولوجيا الأجنبية الحديثة، وأصبح إنتاجها يراعى متطلبات السوق وأذواق العملاء وقدراتهم المالية، فأنتجت موديلات تتفاوت اسعارها ابتداء من السعر الذى يناسب المواطن العادى إلى السعر الذى يناسب الطبقة الجديدة التى تبحث عن الفخامة والكماليات.
    وهكذا قبل أن أبدأ لقائى مع مسئول تطوير التعليم، ومع رئيس أكاديمية البحث العلمى وجدت أمامى الحقيقة: إن الصين دخلت عصر العلم والتكنولوجيا بقوة، وأصبحت لديها القدرة على المنافسة العالية، واستعدت لتحديات العولمة بدون كلام كثير وطنطنة فارغة.
    ***
    بدأ المسئول عن تطوير التعليم فى الصين بإعطائى فكرة عن أوضاع التعليم عموما، فقال إن الصين فيها 826 ألف مدرسة فى مراحل التعليم العام، و176 ألف مدرسة رياض الأطفال، وعدد الطلبة 244 مليون طالب منهم 22 مليون طفل، وهناك ملايين يتلقون تعليما منتظما دون أن يكونوا ضمن تلاميذ المدارس.. ولذلك فإن مشاكل التعليم فى الصين هى أكبر مشاكل من نوعها فى العالم من حيث الحجم والنوعية.. ومع ذلك فإن عملية تطوير التعليم تسير بقوة وجدية وبسرعة لأننا نسابق الزمن ونريد أن تلحق بالدول المتقدمة.
    وقال لى إن الحكومة طرحت استراتيجية جديدة للنهوض بالتعليم والبحث العلمى فى سنة 1995، وتقرر اعتبار تطوير التعليم هدفا قوميا أساسيا، لرفع كفاءة الاستعداد القومى، وتربية الكوادر، وعقد مجلس الدولة (مجلس الوزراء) مؤتمرا فى شهر يونيو 2001 لدراسة ما تم تنفيذه وأصدر المؤتمر قرارا بإعطاء الأولوية فى الدولة للتعليم، واعتبار التعليم الأساسى هى أهم مشروعات المرافق والبنية الأساسية للصين.. وقد بلغت نسبة المنتظمين فى المدارس الابتدائية 99.1% فقط لمن هم أقل من 45 سنة ونسبة الأمية فى الصين عموما فى كل الأعمار 13%.
    والتعليم إجبارى لكل طفل وطفلة فى الصين لمدة 9 سنوات، ومشروع محو الأمية ينفذ إجباريا، والاهتمام الآن بالتوسع فى التعليم الثانوى العام والمهنى بعد المرحلة الإعدادية، كما تشمل خطة الدولة زيادة فرص الالتحاق بالجامعات والتعليم العالمى، والآن ربع سكان الصين يتلقون التعليم والتدريب.. ربع السكان أى 306 ملايين مواطن- فهذا أكبرمما هى عليه الآن خلال 5 سنوات لأننا نعتبر أن المدخل لتحديث الصين هو التعليم.
    ولكن التعليم فى الصين – كما فى كل الدول – يواجه مشكلات، أولها انخفاض مستوى التعليم عموما، فالأرقام كبيرة، ولكن المسألة ليست بالكم. التقدم لا يتحقق إلا بتحسين نوعية التعليم، وتحسين نوعية الخريجين، ومدى صلاحيتهم للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة واحتياجات السوق، والسوق الآن لا تحتاج إلى مجرد خريج متعلم، ولكنها تحتاج إلى كفاءة عالية فى استخدامات الكمبيوتر ووسائل الاتصال الحديثة، وفى التسويق، وإدارة الإنتاج، والتعامل مع الأجهزة الحديثة، نحن نركز الآن على إعداد خريج يقدر على العمل الذى تعلمه بكفاءة، المشكلة أن هذا يحتاج أموالا كثيرة جدا.. جدا.. ولذلك فإن عملية إصلاح التعليم تقوم على أن تتحمل الدولة المسئولية الأكبر فى التمويل والاستثمار والإدارة لمراحل التعليم الإجبارى، أما التعليم غير الإجبارى، فإن الدولة تشرف عليه ولكن لا تتحمل التكلفة بالكامل، فى المدارس والجامعات الحكومية يتحمل الطالب جزءا من تكلفة الدراسة، وفى المدارس والجامعات الأهلية يتحمل التكلفة بالكامل، والفكرة الآن أنه بالنسبة للمجالات التربوية التى لا تقدر الحكومة على الإشراف عليها حاليا، يجب على الحكومة أن تترك للقطاع الأهلى العمل فيها. وهذا النوع من المدارس نسميه مدارس شعبية أو مجتمعية لأنه لا تهدف إلى الربح. وعلى الحكومة أن تركز على إصلاح النظام القائم فى إدارة التعليم وإدارة المدارس والجامعات.. ووضعت الحكومة تنظيما جديدا لإنشاء وإدارة المدارس الأهلية غيرالحكومية، وهى الآن تمثل 5% من حجم المدارس، والحكومة تشجع إنشاء مدارس أهلية فى جميع المراحل، لتخفيف الأعباء المالية الضخمة عن كاهلها، وفى نفس الوقت تواصل زيادة الاستثمار فى التعليم وخاصة فى مراحل التعليم الإجبارى.. وتتحمل الحكومة جزءا من تكلفة التعليم الجامعى والعالى والتعليم ا لثانوى العام الفنى ويتحمل الطالب جزءا من هذه التكلفة، ومع هذا ا لنظام لم يعد التعليم الثانوى والجامعى مجانا مائة فى المائة ولكن تقدم الحكومة منحا مجانية للمتفوقين، وتنفذ نظاما للقروض للدراسة، وتعطى للطلبة الفقراء فرصة التعليم مع إعفائهم من دفع نصيبهم فى التكلفة، والحكومة تشجع المجتمع المدنى على الاستثمار فى التعليم.. ونحن نعيد النظر فى المقررات والمناهج الدراسية وتطورها لتناسب العصر وتتفق مع أهداف الدولة فى النهوض بالصين.. نهتم بالتعليم المستمر مدى الحياة.. ونهتم بالربط بين الدراسة النظرية والتدريب العملى.. نحن نهتم الربط بين الإنتاج والبحوث العلمية والتعليم فى المدارس والجامعات.
    فى الصين الآن أكثر من 1000 جامعة رسمية و700 جامعة أهلية، والاهتمام كبير بالمكتبات، والعامل وتوفير أجهزة الكمبيوتر فى المدارس والجامعات بأعداد كافية.
    ***
    قلت مندهشا: لم أسمع من قبل أن التلميذ فى الصين يدفع جزءا من تكلفة الدراسة. كم يدفع التلميذ من هذه التكلفة؟
    قال المسئول عن تطوير التعليم فى الصين:
    أرجو أن تتصور الأعداد الهائلة التى تدخل كل سنة المدارس والجامعات.. إن عددالمقبولين فى الجامعات هذا العام بلغ مليونين و500 ألف طالب، فهل يمكن أن تتحمل الدولة كل التكلفة، مع تكلفة 233 مليون طالب منتظم فى مراحل التعليم الأساسى والثانوى؟.. الالتزام الآن بتوفير التعليم الأساسى لمدة تسع سنوات مجانا وتتحمل الدولة التكلفة بالكامل، والدولة تتبنى مجانية التعليم الأساسى حيث لا يدفع التلميذ سوى ثمن الكتب الدراسية فقط، والمناطق الفقيرة فى 592 محافظة لها نظام خاص تقدم فيه الدولة تسهيلات للتلاميذ.. ونتيجة للتغير الاجتماعى مع سياسات الإصلاح والانفتاح ارتفعت مستويات المعيشة لقطاعات وفئات غير قليلة فى المجتمع الصينى وهؤلاء يفضلون إلحاق أبنائهم بالمدارس الثانوية الشعبية والأهلية.
    وقد بلغ عدد هذه المدارس حتى الآن 50 ألف مدرسة، منها 40 ألف مدرسة لرياض الأطفال، و7 آلاف مدرسة ثانوية، والمدارس الثانوية ليست ضمن التعليم الإجبارى، ولذلك فإن الطالب يدفع تكاليف الدراسة فيها بالكامل وهى فى المتوسط من 1400 إلى 1500 يوان (الدولار يساوى 8 يوانات).
    وقال: كذلك يدفع الطالب فى الجامعة بين 25% و30% من تكلفة التعليم بما يساوى مبلغا يتراح بين 4 آلاف يوان(500 دولار) و10 آلاف يوان (1250 دولار) ينويا. باختلاف الجامعات والتخصصات، كما يدفع ثمن الكتب وتكاليف الإقامة إذا كان مقيما فى مساكن الجامعة، والحكومة تقدم منحا دراسية مجانية للمتفوقين، وتقدم القروض للطلبة المحتاجين لقروض.. وكان فى الصين 300 جامعة تخضع للإشراف المركزى أصبحت الآن 150 جامعة، وهناك 70 جامعة تشرف عليها حكومات المقاطعات.
    وقال: أما الدراسات العليا فهذا موضوع آخر.. فالدولة تتحمل نفقات الدراسة والأبحاث والتدريب لطلبة الماجستير والدكتوراه.. وقد بلغ عدد رسائل الماجستير 200 ألف رسالة حتى الآن، لأن الدولة تشجع أصحاب المواهب العلمية والقادرين على البحث والابتكار فى جميع المجالات. وفى الصين 787 مركزا للأبحاث بعد الدكتوراه، ووصل عدد الباحثين بعد الدكتوراه إلى 9700 باحث، وهناك 62 مركزا آخر للبحوث الخاصة بالإنتاج وتطوير الصناعات، وكثير من هؤلاء أصبحوا ركائز لبحوث وطنية وروادا فى الأوساط الأكاديمية والتكنولوجية وحصل 20% منهم على جوائز لإنجازاتهم العلمية، وتأسس صندوق لدعم شباب العلماء.
    وقال المسئول عن تطوير التعليم فى الصين:
    إن عدد الذين يعملون فى مجال التعليم فى الصين الآن يبلغ 14 مليونا بين معلم وموظف وإدارى، وعدد تلاميذ الفصل فى الابتدائى 18 تلميذا، وفى التطورات العلمية فى العالم، وإصلاح نظام الامتحانات، وإدخال نظم تكنولوجيا المعلومات وتطبيقها، وإصلاح الإدارة التعليمية وهذه مسألة مهمة جدا فى هذه المرحلة.
    ***
    وقال المسئول عن تطوير التعليم أيضا:
    إن الجامعات فى الصين لا تعتمد كلية على الدولة لتمويل احتياجاتها وكل جامعة لها موارد من أنشطة تقوم بها لتخصل على المال بإجراء أبحاث وتقديم خدمات للشركات والمصانع، وإقامة دورات تدريبية.
    وقال:
    كانت الحكومة تتحمل مسئولية تشغيل جميع الخريجين من الجامعات.. الآن كل خريج يبحث لنفسه عن العمل الذى يصلح له حسب احتياجات السوق.. ولم يعد هناك التزام من الدولة بإيجاد عمل لكل خريج، وفرص العمل موجودة لمن تتوافر فيهم الكفاءة المطلوبة.
    ***
    وقال لى أيضا:
    عندنا 800 ألف كمبيوتر فى 70 ألف مدرسة متصلة بالإنترنت وعندنا 10 ملايين تلميذ يتعاون مع الكمبيوتر يوميا أثناء الدراسة، وأصبح التعليم بالتليفزيون عن طريق الأقمار الصناعية جزءا من عملية التطوير، وعندنا 104 محطات تليفزيونية تعليمية على مستوى المقاطعات والمدن و3 قنوات تعليمية تغطى الصين كلها عن طريق الأقمار الصناعية.
    ***
    قلت: عندنا يشكو الآباء من ثقل حقيبة المدرسة.. ويطالبون كل سنة بتقليل المناهج وتقليل عدد الكتب والواجبات المدرسية.. هل هذه الشكوى عندكم أيضا؟
    - لعلك لاحظت فى الساعات الأولى من الصباح يملأ التلاميذ الشوارع يخطوات سريعة حاملين على أكتافهم حقائب ثقيلة، وبالدراسة وجدنا أن حقيبة تلييذ الابتدائى وزنها من 5 إلى 8 كيلوجرامات، وحقيبة تليمذ الإعدادى أكثر من 10 كيلوجرامات، وفى كل حقيبة بالإضافة إلى ذلك كراسات الواجب المنزلى وأوراق اختبار ومفكرات جيب.. والتلاميذ يتحملون ما هو أكثر من ثقل الحقائب.. إنهم يتحملون القيام بواجبات منزلية وامتحانات تجريبية كثيرة جدا.. واليوم الدراسى فيه 7 أو 8 حصص بالإضافة إلى فترة قراءة إجبارية خارج المقررات قبل الدراسة وبعد الدراسة.. وبعض التلاميذ يحضرون دروسا اضافية مجانية فى يومى الراحة، والأعياد والعطلة الصيفية وإجازة نصف السنة، وبعض المدرسين يعاقبون التلاميذ بإجبارهم على نسخ نصوص الكتب عشرات المرات.. حقيقة إن كثرة الواجبات جعلت التلميذ مثقلا ولا يتمتع بأوقات فراغ، خصوصا مع اقتراب الامتحانات حيث تزداد كميات الواجبات المنزلية، فيصعب على التلاميذ حتى الحصول على الوقت الكافى للنوم، وهذه الحقائق ظهرت لنا من نتيجة دراسة إحصائية قام بها مركز بحوث الشباب والأطفال عام 99 .. ومن هذه الحقائق أن أوقات أداء الواجبات المنزلية يوميا تجاوزت كثيرا المعيار الذى حددته الدولة. فالدولة حددت أن تكون الواجبات المنزلية لتلميذ الابتدائى فى حدود نصف ساعة يوميا، ومن الصف الرابع إلى السادس تصل إلى ساعة كاملة، وفى الإعدادية تكون الواجبات المنزلية فى حدود ساعة ونصف ساعة يوميا، وحددت الدولة أن يحصل الطالب على 9 ساعات نوم يوميا، ولكن ظهر أن نسبة غير قليلة تتجاوز واجباتهم هذه الحدود بكثير وتقل ساعات نومهم عن 7 ساعات. وقد اعترف المسئولون فى وزارة التعليم بأن تخفيف أعباء التلاميذ ليس موضوعا جديدا، بل إنه قضية يهتم بها كل وزير للتعليم، ولكن لم تجد حلا رغم مرور سنوات على إثارة هذا الموضوع.. قامت وزارة التعليم بتصفية الكتب وإلغاء 39 كتابا، وقررت يقوم التلميذ بالإنتهاء من الواجبات فى داخل المدرسة.. وعلماء الاجتماع والتربية قالوا إن كثرة الواجبات والمذاكرة سوف تظل ما دام نظام التعليم موجها للامتحانات فقط، ونادوا بإصلاح النظام الحالى للامتحانات وتقييم التلاميذ.. المشكلة أن كل أب يريد أن يدخل ابنه الجامعة.. ولذلك نضغط الآباء والمعلمون على التلاميذ لرفع مستواهم ليحصلوا على درجات عالية تؤهلهم لدخول الجامعات.. وعموما فالموضوع يمثل إحدى المهمات والتحديات أمام التعليم فى الصين فى القرن الجديد.. ولكن لابد أن نضع فى اعتبارنا أن الصين تريد أن تتفوق.. وتريد أن يكون أبناؤها على درجة عالية من التعليم والإلمام بما يستجد فى العالم فى مجالات العلوم.. القرن الجديد ليس فيه مكان لأنصاف المتعلمين.. أو أنصاف الأكفاء.. إنه قرن العلم، والقوة، والتفوق، والكفاءة، والتعليم الجيد هو الذى يحقق لنا ذلك.
    ***
    قلت: والعلاقات التعليمية بين مصر والصين؟
    قال: هناك تعاون كبير.. وزير التعليم المصرى معروف فى الصين جيدا، وقد زار الصين أكثر من مرة واشترك فى مؤتمرات دولية عقدت فى بكين، وطرح الإنجازات التى حققتها مصر لتطوير التعليم، وكان حديثه موضع اهتمام وفود الدول المشاركة فى هذه المؤتمرات، وكذلك تمت ترجمة كتابه عن التعليم والمستقبل واستفدنا كثيرا من هذا الكتاب، وبين مصر والصين اتفاق ثقافى منذ سنة 1962 ويتم تجديده كل 3 سنوات وكان آخرها فى ديسمبر 2000 ويسرى حتى 2004، ووفقا لهذا البرنامج يتبادل البلدان 20 منحة تعليمية سنويا، وتخصص المنح المقدمة من الصين لدراسة اللغة الصينية ولدراسة الماجستير والدكتوراه فى المجالات العلمية المختلفة، وكلما انتهت منحة أحد الدارسين يحل محله دراس آخر وهكذا.. والمنح المصرية تخصص للدراسة فى الأزهر الشريف، ويرشح لها الطلبة من الجمعية الإسلامسة الصينية وهى منح سنوية.. وقد تطورت العلاقات المصرية الصينية فى مجال التعليم فى السنوات الأخيرة بتشجيع من الرئيس مبارك والرئيس زيمن.
    ***
    هكذا كان الحديث مليئا بالمفاجآت..
    فى الصين مدارس غير حكومية.. وفى الصين (آخر قلعة للاشتراكية فى العالم) يدفع التلميذ جزءا من التكاليف بعد المرحلة الإلتزامية.. لم يعد التعليم عندهم مجانا كالماء والهواء.. ماذا حدث فى البلد الاشتراكى الوحيد فى العالم الآن؟!
    جاءتنى الإجابة من الصحفى 》هاو لى ونج《وهى أن المفاهيم حول التعليم تغيرت تدريجيا فى السنوات العشرين الأخيرة نتيجة التغيرات الاقتصادية.. كانت الحكومة وحدها هى التى تنشئ وتدير وتمول جميع المدارس فى جميع مراحل التعليم حتى الجامعات.. الآن أصبح الأفراد ينشئون جامعات كأفراد أو كجماعات، ويحصلون على دعم جزئى من الحكومة، وأكثر من ذلك تسمح الصين الآن بوجود مؤسسات تعليمية أجنبية.. التغير الآخر يحدث الآن فى المفاهيم والقيم الاجتماعية حول التعليم.. كان الطالب الذى لا يجد مكانا فى التيار الرئيسى فى المجتمع، عمل محترم، ويصعب عليه أن يجد مكانا فى التيار الرئيسى فى المجتمع، ولا يكون أمامه إلا أن يرث مكانة والديه الاجتماعية وينضم إلى صفوف العمال الزراعيين، أو الحرفيين وغيرهم من فئات المجتمع الدنيا، ولذلك يبذل الأبوان كل ما يملكانه ويحرمان نفسيهما من كل شىء لتوفير فرصة التعليم الجامعى للابن (بالمناسبة ليس مسموحا لكل أسرة بأن يكون لها إلا طفل واحد فقط) ومع مئات وعشرات الملايين من التلاميذ فإن الفرصة محدودة، والامتحانات صعبة لكى تفرز أفضل العناصر للتعليم الجامعى، وفى ظل هذا الوضع ظهرت الجامعات الأهلية منذ عشر سنوات كفرصة أخرى لمن لم يجدوا فرصة فى الجامعات الحكومية.. والجامعات الأهلية فى الصين تواجه مشاكل تجعل مستوى الدراسة فيها أقل من مستوى الدراسة فى الجامعات الحكومية.. نقص الاساتذة ونقص الكفاءات الإدارية.. ونقص الخبرة للموظفين.. ولكنها مع ذلك تسير وتتحسن سنة بعد سنة.. وأصبح الاباء يعيشون حياة متقشفة ليوفروا مصاريف التعليم لأبنائهم.
    وعندما زرت مدينة شيان عاصمة مقاطعة شنشى فى غرب الصين قالوا لى إن فى هذه المدينة (التى يعتبرونها من المناطق المتخلفة) أربعين جامعة أهلية قبلت هذا العالم 120 ألف طالب جديد، وفيها ايضا معهد أهلى للترجمة يقبل الطلبة بعد الثانوية، وفى هذه المدينة متوسطة الحجم أربعون كلية أخرى حكومية يدرس فيها 200 ألف طالب.. وقالوا لى إن الحكومة مازالت تضدد فى التصريح بإنشاء جامعات أهلية جديدة وتضع لها شروطا الضمان مستوى التعليم فيها، ومع ذلك فإن خريجى هذه الجامعات الأهلية يعتبرون من الدرجة الثانية بالنسبة لخريجى الجامعات الحكومية.
    وقال لى مرافقى فى مدينة》شيان《:
    عندنا مثل يقول إذا أردت أن تحسن عملك فعليك أولا بإعداد آلة جيدة لتعمل بها، والآن نقول إذا أردت للصين أن تتقدم فلابد من البدء بإعداد الإنسان أولا.. ونحن نعيش فى عصر العولمة.. واقتصاد السوق.. والبقاء للأصلح.. وفى المنافسة العالمية لابد أن يكون الإنتاج الصناعى والزراعى والتكنولوجى على أعلى مستوى وإلا خرج من السوق العالمية.. فما بالك إذا كان المنتج هو الإنسان؟!
    إلى هذا الحد تغيرت الصين!..
    والصين الآن سوف تتغير أكثر وأكثر.. الذين رأوها منذ خمس سنوات سوف تفاجئهم التغيرات الهائلة التى حدثت فيها.. والذين سيزورونها بعد سنة واحدة تنتظهرهم مفاجآت أكبر.. لأنهم فى الصين يعملون.. ويعملون.. وعيونهم على المستقبل.
                  

العنوان الكاتب Date
تجربة الصين adil amin02-05-09, 11:24 AM
  Re: تجربة الصين adil amin02-05-09, 11:28 AM
    Re: تجربة الصين adil amin02-09-09, 12:47 PM
      Re: تجربة الصين adil amin02-10-09, 01:28 PM
  fg ناذر محمد الخليفة02-05-09, 06:03 PM
  Re: تجربة الصين adil amin02-11-09, 08:42 AM
    Re: تجربة الصين معتز تروتسكى02-11-09, 09:11 AM
      Re: تجربة الصين adil amin02-11-09, 09:57 AM
        Re: تجربة الصين adil amin02-11-09, 10:02 AM
          Re: تجربة الصين adil amin02-12-09, 08:36 AM
            Re: تجربة الصين adil amin02-15-09, 09:19 AM
              Re: تجربة الصين adil amin02-16-09, 12:09 PM
                Re: تجربة الصين adil amin02-21-09, 07:13 AM
                  Re: تجربة الصين adil amin02-21-09, 07:17 AM
                    Re: تجربة الصين adil amin02-25-09, 08:40 AM
                      Re: تجربة الصين adil amin03-22-09, 11:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de