تجربة الصين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2009, 11:39 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجربة الصين (Re: adil amin)

    Quote: الصين تفكر فى مستقبلها
    فى بكين وفى الأسبوع الأخير من سبتمبر 2001 تجمع 236 من رؤساء الحكومات الأوربية السابقين، ورؤساء الشركات العالمية والصينية الكبرى، وأساتذة الجامعات، والشخصيات الدولية، فى مؤتمر لم أشهد له مثيلا فى التنظيم الدقيق، والإعداد الجيد له منذ سنوات، والدراسات العميقة التى عرضت عليه، وكان موضوع المؤتمر: &#12299;الصين والعالم فى القرن الحادى والعشرين&#12298;.
    كان واضحا أن القيادة الصينية تريد أن ترى الصين فى عيون العالم من خلال كبار المفكرين والسياسيين والعلماء، تتعرف على وؤيتهم لحاضرها ومستقبلها فى ظل ظروف عالمية جديدة، أصبحت فيها العولمة حقيقة مؤكدة لا مفر ولا مهرب منها، وأصبحت فيها القيادة لقطب واحد هو الولايات المتحدة، وأصبحت فيها حرية التجارة العالمية مفروضة على الجميع. كما أصبحت من حقائق هذا العصر فتح الأسواق وإزالة الحواجز الجمركية، ولم يعد ممكنا لأية دولة أن تلجأ إلى إجراءات لحماية الصناعات الوطنية أو إقامة حواجز أمام تدخل على شعوبها بأية وسيلة.. بعد أن أصبح تدفق الأخبار والصور والمعلومات أمرا واقعا لا حيلة لدولة فى منعه وأصبحت الفضائيات، والتليفون المحمول، والفاكس، والإنترنت، وسائل اتصال فى يد الجميع وتلاشت بها المسافات بين القارات تقريبا، وأصبح على الدول أن تعيد التفكير فى نظم الحكم، وأساليب التعامل مع الشعوب.
    وبالنسبة للصين، فهى على وعى بأن لها مكانا فى هذا العالم الجديد تفضل أن تصل إليه خطوة خطوة، وبهدوء، أقرب إلى التسلل، حتى تصبح قوة بين القوى العظمى فى العالم سياسيا واقتصاديا، ولكنها لا تريد أن تصل إلى هذه المكانة إلا بعد أن تكون قد أتمت استعدادتها، وتهيات للتصدى للتحديات الكبرى التى تواجهها الآن، والتتى سوف تزداد يوما بعد يوم مع تزايد نموها الاقتصادى والسياسى والعسكرى.
    ***
    كان الوفد المصرى فى هذا المؤتمر مكونا من ثلاثة: الدكتور بطرس غالى الأمين العام السابق للأمم المتحدة والأمين العام للمنظمة الفرانكفونية العاليمة، والدكتور محمد شاكر سفير مصر السابق فى لندن ورئيس المجلس المصرى للسياسة الخارجية، وأنا، وكان من المشاركين من خارج الصين، هوارد رئيس وزراء استراليا السابق، وميشيل هيسلتين نائب رئيس وزراء بريطانيا السابق، وكايفو توشيكى رئيس وزراء اليابان السابق، وكاسيمسرى كاسم نائب رئيس وزراء تايلاند السابق، وزيجينيو بريزنسكى مستشار الأمن القومى فى الولايات المتحدة السابق وب كيتنج رئيس وزراء استراليا السابق، وكان بين الأعضاء أيضا هيلموت كول مستشار ألمانيا السابق، ولوكين رئيس مجلس نواب الشعب الروسى (الدوما)، وآلن وينستين رئيس مركز بحوث الديمقراطية فى الولايات المتحدة، وريتشارد وولدبرد رئيس مجلس إدارة صحيفة هيرالد تريبيون الدولية... وعشرات غيرهم.. ومعهم 178 من أكبر الشخصيات الحزبية والأكاديمية والاقتصادية فى الصين..
    ***
    وفى اليوم الأول التقى الرئيس الصينى جيانج زيمن بأعضاء المؤتمر فى قصر الشعب، وتحدث إليهم عن الأهمية التى يوليها لهذا المؤتمر، وقال لرؤساء الحكومات السابقين: أنتم الآن خارج السلطة، ولم تعد قيود المنصب تفرض عليكم الحرص فى الحديث واختيار الكلمات، ولذلك أرجوكم أن تتحدثوا تصراحة وبوضوح، قولوا لنا: كيف ترون الصين الآن؟ وكيف ترونها خلال هذا القرن الجديد؟ فالإنسان لا يستطيع أن يرى نفسه جيدا، ولا أن يقدر الحجم الحقيقى له، ولكن &#12299;الآخر&#12298; يراه بصورة أفضل، ولهذا حرصنا على حضوركم لنعرف رأى كل واحد فيكم، وتأكدوا أننا سوف نستمع جيدا إلى كل رأى، وسوف ندرس بدقة كل فكرة، وسوف نستفيد من كل نصيحة.
    ثم قال الرئيس الصينى: إن أولوياتنا الآن هى : السلام.. والتنمية.. وهذه هى أمنية جميع الشعوب والدول فى كل مكان.. وهى أيضا الهدف الرئيسى للصين الحديثة.. ومع ذلك فإن التوترات الدولية قائمة.. والعولمة الاقتصادية تسيطر على الجميع.. والصين تنتهج سياسة خارجية مستقلة وتمد يدها بالسلام للجميع.. وتريد تبادل الصداقة لكل دول العالم تحقيقا لمبادئها والتزاما بميثاق الأمم المتحدة، وهدفنا إقامة علاقات دولية على أساس أخلاقى وعادل:
    وقال الرئيس الصينى: أعتقد أن الاحترام يجب أن يكون أساس التعامل مع الحضارات والمعتقدات والشعوب جميعا.. ويجب أن يسود الاحترام لتاريخ كل أمة وعدم محاولة تشويه أو طمس هذا التاريخ، أو الإساءة إلى ثقافة أمة من الأمم، أو إلى النظام الاجتماعى الخاص بها، أو إلى النموذج الذى اختارته للتنمية.. ولابد من الاعتراف بحق كل شعب فى الاحتفاظ بهويته القومية وشخصيته المميزة.. لابد من الاعتراف با، هناك اختلافات بين المجتمعات.. ويجب احترام هذه الاختلافات.. والمشكلة الكبرى الآن هى أن الفارق بين دول الشمال ودول الجنوب كبير جدا.. والفجوة بين الأغنياء والفقراء واسعة جدا.. وكذلك فإن الواقع أمامنا أن الصراعات الإقليمية تزداد بعد أن كنا نتوقع أن تجد هذه الصراعات الحلول الكاملة وتتلاشى أو تتضاءل على الأقل..
    وقال الرئيس الصنيى: إن على العالم الآن أن يفهم الصني.. كثيرون لا يفهمون الصين جيدا.. وجزء من هذه المشكلة يرجع إلى اللغة الصينية، فهى لغة غير منتشرة، والبعض حين يترجم ما نقوله يرجع إلى القاموس ويترجم أقوالنا ترجمة حرفية غير مفهومة أحيانا، وغير دقيقة أحيانا أخرى، ولا تعبر عن المعنى الحقيقى أو الفكرة الحقيقية التى نقولها، ولذلك أتمنى أن يفهمنا العالم فهما جيدا أفضل مما هوالآن.. وأتمنى أن يدرك العالم أن الصين الآن صين جديدة.. مختلفة عن الصين التى كانوان يقرءون عنها فى الصحف أو فى كتب التاريخ.. وأتمنى أن يدرك العالم أن الصين تمديدها لكل دول وكل شعوب العالم.. الصين تحتاج إلى الحوار مع كل العالم.. الصين تعمل على تطوير اقتصادها.. وتسعى إلى الاستفادة بالقدرات والخبرات الأوربية.. الصين تعمل على القضاء على الإرهاب بكل أشكاله، وتدعو إىل حوار عالمى حول أسباب انتشار الإرهاب وكيفية القضاء عليه بالقضاء على أسباب وجوده وتغيير المناخ والظروف التى تسمح بنموه..
    وقال الرئيس الصينى: إن القرن الحادى والعشرون من الممكن أن يكون فرصة لتصحيح كثير من الأخطاء وإعادة كتابة تاريخ جديد للعلاقات الدولية، وإنهاء المشاكل.. وبالمناسبة أنا ضد القول بأن الغرب ضد الشرق.. أو أن هناك مواجهة بين أوربا وروسيا والصين.. أنا أرى أن هناك اختلافات فى التجارب والظروف لكل بلد.. وكل بلد لديه مشروع للتحديث، وهذا التحديث لابد أن يستفيد من تجارب الدول الأخرى بما فى ذلك تجارب أوربا وأمريكا..
    وقال الرئيس الصينى وهو يلتفت إلى المستشار الألمانى كول الذى كان يجلس إلى جانبه ويبدو أن بينهما صداقة من نوع خاص: إن الصين كافحت طويلا ضد الاستعمار.. لقد استغرقت 100 سنة فى كفاح من أجل الاستقلال والتحرير.. والآن نحن نعلم أن الصين لا تستطيع أن تحقق أهدافها بدون علاقات مع العالم.. والعالم أيضا لا يمكن أن يتجاهل الصين.. الصين وحققنا هذا العام نسبة نمو بلغت 7.5% ونعمل يجدية كلما حققت تقدما يؤدى ذلك تلقئيا إلى رفع مستوى المعيشة ارتفع.. فى البداية قلنا إننا لا نستطيع تنمية الصين كلها دفعة واحدة فدأنا بتنمية شرق الصين.. وبعد أن تحقق قدر ملحوظ من تنمية الشرق بدأنا فى استراتيجية جديدة لتنمية الغرب، وقلنا إن مناطق الغرب لتحقيق التوازن فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى كل الصين.. وهذه هى استراتيجيتنا الآن.. تعلمون أننا نجحنا فى استعادة هونج كونج ومكاو إلى أرض الوطن وتبقى أمامنا تايوان وهى أيضا جزء من أرض الوطن.. وتوحيد أراضى الوطن الصينى استراتيجية ثابتة لا جدال فيها.. سياستنا الخارجية تتلخص فى مبادئ أساسية: السلام.. التعاون مع دول العالم.. عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.. ونؤمن بالتعاون بين الحضارات والثقافات.. ونحترم خصوصية كل شعب والمعتقدات والقيم التى يؤمن بها.
    وقال الرئيس الصينى: كما تعلمون فأنا لم أكن متخصصا فى الاقتصاد، ولكنى فى الأصل مهندس، درست الهندسة فى الجامعة، وكنت وزيرا، ثم عمدة شنغهاى، ولكنى الآن أقرر أن الاقتصاد أكثر صعوبة وتعقيدا من الهندسة.. إن تعداد شعب الصين أكثر من 1200 مليون نسمة، منهم 800 مليون يعيشون فى الريف، ولن نقول إننا نجحنا فى رفع مستوى المعيشة وحققنا هدفنا إلا إذا نجحنا فى رفع مستوى معيشة هؤلاء.
    عندنا مشاكل.. وضع المرأة فى الصين يحتاج إلى جهد لتصحيحه.. سرنا فى ذلك خطوات.. تعلم الفتيات.. وعندنا قانون جديد للزواج يفرض زوجة واحدة لكل رجل.
    يقولون فى الغرب إن الصين ليست فيها ديمقراطية.. ماهى الديمقراطية؟.. عندنا الحزب الذى يحكم له وحدات فى كل قرية وكل مصنع وكل حى فى كل مدينة، وكل قانون وكل قرار يناقش فى هذا المستوى، وتصعد القرارات إلى المستويات الأعلى فالأعلى.. وتكون حصيلة الحوارات الشعبية أمام لجان المقاطعات ثم مؤتمر الحزب ثم اللجنة المركزية ثم المجموعة القيادية.. أليست هذه هى الديمقراطية؟.. هل النظام الغربى وحده هى النظام الديمقراطى؟
    ثم إننا نقول إننا نطبق اقتصاد السوق الاشتراكى ذا الخصائص الصينية، والعالم لا يفهم ماذا نريد؟ وماذا نعمل وماذا حققنا، أتمنى أن نفهم العالم نظامنا الاقتصادى والسياسى وسيجد أنه النظام المناسب لنا.. وقد حققنا تقدما لا بأس به بهذا النظام وهذا دليل نجاحه.. احتياطى النقد الأجنبى عندنا 190 مليار دولار.. سنضاعف معدلات التنمية.. عملية البناء مستمرة وبسرعة فى المدن والريف.. فى الشرق والغرب.. خطط التنمية الخمسية تنفذ 100% وأكثر.
    وقال الرئيس الصينى بصوت عال: الصين ليس فيها دكتاتورية كما يقولون.. وليس فيها دكتاتور. ولكن فيها زعيم قوى.
    ثم قال: هل تعلمون أن استخدام الكمبيوتر انتشر؟.. عشرات الملايين يستخدمون الكمبيوتر فى أعمالهم.. والملايين يشتركون فى الإنترنت.. والصني هى ثانى أكبر دولة فى العالم فى استهلاك الطاقة.. وفى الصين 229 مليون تليفون.. و85 مليون تلفون محمول..
    وأخيرا قال: الصورة التى نتقل عن الصين أحيانا تكون صورة غير صحيحة.. ولابد أن تصل صورة الصين الحقيقية إلى العالم..
    ***
    كان الرئيس الصينى يبدو فى منتهى الحيوية وروحة المعنوية عالية، ويبدو فى الخمسين من عمره رغم أنه تجاوز الخامسة والسبعين.. ورغم أنه أعلن لكبار قادة الحزب منذ أيام اعتزامه اعتزال منصبه فى خريف 2002 بعد أن حكم البلاد 13 عاما منذ 1989، وتردد أن ثلاثة من أكبر وأقوى القادة الصينيين قرروا أيضا الاعتزال وهم&#12299;لي ينج&#12298;ورئيس الوزراء &#12299; تشى رونجى&#12298;، وكذلك &#12299;وى خيانكسنج&#12298; سكرتير اللجنة المركزية للحزب.
    ويبدو أن الزعيم الصينى راض عما حققه لبلاده من تقدم فى فترة حكمه وأراد أن يدعو إلى هذا المؤتمر ليترك وثيقة تمثل رؤية عقلاء العالم لدور الصين فى القرن الجديد، وتحدد فلسفة العمل فى السنوات القادمة.
    ***
    وقال نائب رئيس وزراء الصين كيان كيشين فى بداية المؤتمر: إن شعب الصين أمامه ثلاثة أهداف رئيسية عليه أن يتم إنجازها خلال هذا القرن، الهدف الأول هو استكمال عملية التحديث الشاملة فى كل جوانب المجتمع الصينى، والهدف الثانى هو العمل بكل قواه لتحقيق الاستقرار والسلام والأمن فى العالم لأن ذلك هو المناخ الذى نستطيع فيه تحقيق الهدف الثالث وهو التنمية ورفع مسترى المعيشة وتحسين ظروف الحياة للمواطنين إلى المستوى الذى نطمح إليه.
    وقال إن عملية تحديث الصين مرتبطة بانفتاح الصين على العالم، وإعادة بناء النظم القانونية والاقتصادية والتعليمية.. ولقد بدأنا بناء نظام اقتصادى جديد منذ عشرين عاما، وعلينا الآن أن نتقدم نحو زيادة التعاون الاقتصادى والتجارى مع دول العالم.. وأمامنا مهمة داخلية هى توحيد الوطن.. ونحن نتوقع أن تكون السنوات الخمس أو الشعر القادمة مرحلة مهمة فى الانطلاق الاقتصادى والتقدم التكنولوجى فى الصين، أمامنا إلى جانب إقامة الصناعات الحديثة، وامتلاك التكنولوجيا الحديثة، مهمة إعادة بناء المدن لتكون مدنا عصرية، واستكمال البنية الأساسية وتحسين البيئة فى كل أنحاء الصين، وعلينا أن نعمل على بناء نظام قوى للتعليم والبحث والابتكار فى مجالات العلوم المختلفة، وعلينا أيضا أن نعيد تدريب الفنيين على أساليب عمل جديدة وأجهزة تكنولوجية حديثة.
    وقال نائب رئيس الوزراء إن المهام المحددة لنا الآن تشمل أيضا إعادة بناء النظام السياسى والتشريعى والقضائى.. وسوف نشجع الصينيين على الخروج إلى العالم للستثمار والسياحة فى الصين، وسيحقق هذ ا لنا انتعاشا فى التجارة الداخلية والخارجية.. ونحن نستعد لدخول منظمة التجارة الحرة وهذا يحتاج منا إلى مستوى جديد فى الأداء والإنتاج.
    ***
    فى الحوارات الجانبية فى المؤتمر وعلى موائد الغداء والعشاء كان يتردد سؤال على لسان المشاركين: لماذا تعتبر الولايات المتحدة الصني عدوا لها؟!
    وتعددت الإجابات والآراء.. قيل مثلا إن التقديرات العسكرية وتكهنات السياسة الخارجية فى وزارتى الخارجية والدفاع فى أمريكا تتحدث عن احتمال نشوب نزاعات مع الصين وقيل إن البنتاجون يجرى الآن مراجعة استراتيجية على أساس تحويل الجهد العسكرى الرئيسى من أوربا إلى آسيا، وزرع قوة عبر الباسفيك فى مواجهة الصين..
    وقيل إن هذا إن كان صحيحا فسيكون خطا آخر من أخطاء السياسة الأمريكية، لأنها إذا تعاملت مع الصين على أنها عدو فسوف تصبح عدوا بالفعل، وسيؤثر ذلك على وضع الولايات المتحدة فى الشرق الأقصى كحليف لليابان وكوريا الجنوبية، وكلاهما لا يريد حربا أو صراعا بين الصين، والولايات المتحدة يمكن أن تؤثر عليهما وتجرهما للاشتباك فيها، واستمرار هذه السياسة الأمريكية سيؤدى مع الوقت إلى إضعاف العلاقتها مع حلفائها ويؤثر على وضع قواعدها العسكرية هناك.. وهناك ما يكفى لتوتر العلاقات غير موضوع الصين.. ففى اليابان حاليا فيلق للجيش الأمريكى، وفرقة من القوات الجوية، وقاعدتان هائلتان، وعشرون ألف جندى أمريكى من مشاة البحرية فى أوكيناوا بما يمثل مصدرا دائما لتوتر العلاقات الأمريكية- اليابانية. وفى كوريا الجنوبية توجد قيادات القوات البرية والجوية ويوجد أيضا 36 ألف جندى أمريكى، وهذا الوجود العسكرى الأمركى يمثل استفزازا دائما للصين، ومصدرا دائما للقلق لا تستطيع تجاهله.
    وبذور التوتر فى العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تشمل موضوع تايوان.. الصني مصممة على ضم تايوان وفقا لسياستها لتوحيد أرض الوطن.. والصين لا تفكر فى حل عسكرى.. ولكنها تعتمد على سياسة النفس الطويل الذى كسبت بها معركة ضم هونج كونج وماكاو.. ولكمن الإدارة الأمريكية ترى استحالة التوصل إلى حل سياسى لمشكلة تايوان.. والصين ترى نه عاجلا أو آجلا سوف يتم إيجاد حل سياسى.. أما ما يقال عن تهديدات الصين بغزو تايوان فهى خديعة أمريكية.. فالصين تعلم أن مثل هذا المحاولة مقضى عليها بالفشل حتى ولو لم تتدخل الولايات المتحدة.. وتعلم ا، التكلفة الاقتصادية لآى حرب تدخلها ستؤثر على مشروع الصين للتحديث والبناء والتنمية الاقتصادية.. وسياسات الصين تخضع للعقل.. والمصلحة.. ولا تخضع للانفعالات العاطفية.. أو&#12299;النعرة القومية&#12298;.. ويعلم الأمريكيون الصين لم تكن قوة عالمية، وتكتفى با، تكون&#12299;المملكة الوسطى&#12298;التى تسمو على الآخرين بحكم ثقافتها، كما أن الصني لا تملك قوات عسكرية قادرة على الانتشار خارج حدودها.. الصين لديها جيش ضخم لا يمكن مقاومته إذا كان فى وضع الدفاع، ولكن ليست لديه استراتيجية للهجوم.. ولن يتحرك هذا الجيش الهائل إلا إذا فكر أحمق فى غزو الصين.. فالصين تملك قوات دفاعية متفوقة، وتملك أكثر من عشرين صاروخا من الصواريخ النووية التى يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة ولكنها – كما قال وليامم فاف الخبير فى هيرالد تربيون – ليس لديها سبب يدعوها لشن هجوم على الولايات المتحدة أوعلى غيرها.
    صحيح أن الخلافات قائمة بين الولايات المتحدة والصين حول حق الصين التاريخى فى ضم أجزاء من أراضيها مثل التبت وتايوان وبعض الجزر فى بحر الصين الجنوبى، ولكن هذه الخلافات لا تمثل خطرا على المصالح الأمريكية الأساسية، وليس هناك ما يدل على أن الصين لها أطماع خارجية.
    ولكن الصين تنظر إلى ما يحدث فى اليابان من تطورات بعد أن سعت الحكومة اليابانية إلى إعادة صياغة الدستور السلمى المفورض عليها من الولايات المتحدة، وانتهزت فرصة حرب أمريكا فى أفغانستان لإصدار قانون يسمح بإرسال قوات يابانية للقتال خارج الحدود.. والتوتر قائم بين اليابان وأمريكا فى نفس الوقت بسبب الحقوق الممنوحة لأمريكا لإقامة قواعد عسكرية لها فى اليابان والتى يحتمل أن تكون عبثا على اليابان فى حال نشوب نزاع بين الولايات المتحدة والصين.
    وكل قادة الصين يعلنون رفضهم لما يقوله الرئيس الأمريكى بوش الابن ونائبه ديك تشينى ووزير دفاعه رامسفيلد من أن الصين تمثل تهديدا عسكريا للمصالح الأمريكية أو اليابان، واليابان أيضا تختلف مع الإدارة الأمريكية فى هذه الرؤية.
    ***
    وقيل فى هذا المؤتمر إن علاقات الصين مع روسيا أصبحت فى أفضل حالاتها، وليس هناك تنافس الآن بين الدولتين، وتم توقيع اتفاقية للتجارة بينهما بعد أن تم الاتفاق على إنهاء الخلافات السياسية، وبذلك تدخل الصين وروسيا القرن الحادى والعشرين دون تصادم أو تنافس بينهما أو تفكير فى الدخول فى مواجهات فى أى مكان فى العالم.
    وكان من رأى الدكتور بطرس غالى أن عصر توازن القوى، وتوازن الرعب النووى قد انتهى، وأصبحنا فى عصر البحث عن توازن الاستقرار، ونحن فى عالم تتولى فيه الولايات المتحدة قيادة العالم اقتصاديا وسياسيا، وفى عصر تتأكد فيه العولمة وتفرض نفسها على الجميع، والصين قوة بشرية هائلة، وهى قادرة على أن تأخذ زمام المبادرة بيدها دائما، وقادرة على تحقيق سياستها الخارجية القائمة على السلام والاستقرار والتنمية.. ولكن العالم محتاج إلى تغيير عقلية بعض الذين يحكمونه.. والصين تحتاج إلى حل خلافاتها مع الولايات المتحدة العسكرية والسياسية..
    وقال الدكتور بطرس غالى إن الإنسان الفرد لا يستطيع أن يعيش دون أن يكون له أمل معين.. أو حلم.. والصين لديها أمل وحلم تستطيع أن تحققه، وأمامنا شواهد على قدرتها على الإنجاز حققته من تنمية وتقدم حتى الآن، وما زال القرن فى بدايته المبكرة.
    وتساءل الدكتور بطرس غالى: هل صحيح ما ينشر فى الصحف من أن روسيا يمكن أن تكون فى مرحلة ما مع الولايات المتحدة ضد الصين؟
    وقيل فى مناقشات المؤتمر الكثير.. مثل إن العولمة كانت خيرا للدول الكبرى وشرا للدول الصغيرة وتهددها بالانهيار.. أفريقيا على وشك الانهيار إذا لم يتم تداركها بمساعدات إنسانية لإنقاذ حياة الملايين الذين يموتون والمهددين بالموت جوعا.. والاستقرار والأمن والتنمية لا يمكن تحقيقها فى جزء من العالم وحرمان الجزء الآخر منها.. لأن الاستقرار فى العالم لا يتجزأ.
    وقيل إن العالم فى هذا القرن الجديد يحتاج إلى الديمقراطية فى العلاقات الدولية، لأن العلاقات الدولية قائمة على دكتاتورية دولة واحدة هى القوة الوحيدة التى لا تسمع أحدا ولا تريد أن يشاركها أحد فى القرار وتطالب الجميع بالانصياع لها.. العالم محتاج إلى الديمقراطية فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. وفى البنك الدولى.. وفى بقية المنظمات الدولية.. العالم محتاج إلى تغيير حقيقى لكيلا يصبح ملكا لقوة واحدة أو دولة واحدة.. لابد أن تتكاتف كل دول العالم لكى يكون العالم فى القرن الجديد ملكا لكل العالم..
    وقيل إن الصين يمكن تعلم دول العالم نموذج التنمية والتحديث مع الحفاظ على التراث والشخصية القومية فى نفس الوقت، ويمكن أن يتعلم العالم من الصين استراتيجية التعامل الخارجى بالأسلوب الهادئ.. بدون تعجل.. وبتخطيط بعيد المدى.. وبالصبر فى التنفيذ.. والاستمرار فى العمل بدون تراخ.. وعدم الاستجابة للاستفزاز.. أو التعامل مع الموقف والأحداث بأسلوب رد الفعل.. وعدم اتخاذ القرار أو القفز فى اللحظة الأخيرة.
    ***
    قيل فى المؤتمر أيضا: إذا كانت مشاكل الحدود بين الصين وروسيا انتهت بالاتفاقية التى وقعت أخيرا وأصبحت الحدود بينهما آمنة.. ولم يعد هناك توتو أو حشود أو قلق بينهما.. إلا أ، القلق فى الصين وروسيا الآن من النظام الدفاعى الصاروخى الأمريكى.. ومفهوم أن حائط الصواريخ الأمريكى الذى تريد إدارة بوش تنفيذه موجه أساسا للصين وروسيا.. وأمريكا تعلم أن الصين ليس لديها أى نظام دفاعى مماثل ولا تفكر فى تبديد أموالها فى بناء نظام كهذا.. وتعلم أن الأزمة الاقتصادية فى روسيا لا تسمح لها بالدخول فى سباق تسلح جديد من هذا النوع. وقد سبق أن فرضت عليها أمريكا فى عهد ريجان سباق تسلح من هذا النوع باسم حرب الكواكب وأدى الإنفاق عليه إلى خراب الاتحاد السوفيتى وانفراط العقد الذى كان يبدو قويا. وأمريكا تعلم أن استراتيجية الصين استراتيجية دفاعية وليست هجومية أو عدوانية.. وإذن فلماذا تريد الإدارة الأمريكية بناء هذا النظام الصاروخى الخطير؟!
    وتساءل البعض فى المؤتمر: هل ستقضى العولمة على الكيانات الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبى، ومنظمةالأسيان وغيرها؟.. وكان الرأى السائد أن هذه الكيانات الإقليمية سوف تستمر لأن الاحتياج إليها سيظل قائما لحماية الدول المشتركة فيها من انفراد قطب واحد بالقوة والسيطرة الاقتصادية على العالم.. بل إن العلاقات بين الكيانات الإقليمية ستكون أيسر وأكثر فيما بينها من العلاقات بين الدول وبعضها منفردة.
    ***
    وقيل فى المناقشات الجانبية إن الصين حققت إنجازات مهمة فى استيعاب الاستثمارات الأجنبية للإسراع بالتنمية، وكانت برطانيا أكبر مستثمر أوروبى فى الصين، وقال اللورد تشارلز باول رئيس مجلس الأعمال الصينى البريطانى إنه بالرغم من التباطؤ الاقتصادى فى العديد من دول العالم، فإن علاقات التجارة والأعمال بين بريطانيا والصين تنمو بسرعة ووصلت إلى مستويات قياسية.. وقد أقامت الصين آليات تفاوض بينها وبين دول الاتحاد الأوربى، وكوريا، واليابان، ولجذب الاستثمارات وحل مشاكل المستثمرين أولا بأول، حتى أصبحت ألمانيا أكثر الدول استثمارا فى الصين وتليها بريطانيا.. وفى نهاية عام 2000 وصلت الاستثمارات البريطانية المتعاقد عليها فى الصين إلى 17 مليار دولار، وحجم التجارة الصينية البريطانية وصل إلى رقم قياسى حوالى عشرة مليارات دولار فى العام الماضى بزيادة 25% على العام السابق.
    وقيل فى هذا المؤتمر أيضا إن الصين تستعد للدورة الأولمبية عام 2008 وسوف تثبت للعالم جينئذ أنها جديرة بمكانة فى الصدارة حين تسلط الأضواء على كل ركن فيها، وسيرى العالم أن الصين تغيرت وأصبحت دولة حديثة ومتقدمة.. وكذلك فإن استعدادات الصين للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية تتم بجدية شديدة، وسيرى العالم أن علاقات الصين مع العالم ستصبح على مستوى جديد.
    ولأن المؤتمر استمر ثلاثة أيام واحتشدت فيه عقول العالم وتشعبت فيه المناقشات وشملت أوضاع العالم كله فى القرن الجديد، فإنه يستحق أن نستكمل ما دار فيه، فى الفصل التالى.

                  

العنوان الكاتب Date
تجربة الصين adil amin02-05-09, 11:24 AM
  Re: تجربة الصين adil amin02-05-09, 11:28 AM
    Re: تجربة الصين adil amin02-09-09, 12:47 PM
      Re: تجربة الصين adil amin02-10-09, 01:28 PM
  fg ناذر محمد الخليفة02-05-09, 06:03 PM
  Re: تجربة الصين adil amin02-11-09, 08:42 AM
    Re: تجربة الصين معتز تروتسكى02-11-09, 09:11 AM
      Re: تجربة الصين adil amin02-11-09, 09:57 AM
        Re: تجربة الصين adil amin02-11-09, 10:02 AM
          Re: تجربة الصين adil amin02-12-09, 08:36 AM
            Re: تجربة الصين adil amin02-15-09, 09:19 AM
              Re: تجربة الصين adil amin02-16-09, 12:09 PM
                Re: تجربة الصين adil amin02-21-09, 07:13 AM
                  Re: تجربة الصين adil amin02-21-09, 07:17 AM
                    Re: تجربة الصين adil amin02-25-09, 08:40 AM
                      Re: تجربة الصين adil amin03-22-09, 11:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de