|
|
 سير النائمين نحو الهاوية
|
يمثل كتاب الدكتور واني تومبي، استاذ التنمية والقانون بجامعة جوبا (الانفصال ومهددات الاستقرار في الجنوب) المرافعة الأقوى في وجه التيار الانفصالي بين النخب الجنوبية والشمالية على حد سواء، فتومبي يرى ان مشكلات الجنوب، أو أي اقليم يشكو التهميش أو التخلف التنموي لا تنبع من حقيقة انه جزء من وطن كبير هو السودان، إنما يعيدها للحقيقة الأهم وهي التخلف التاريخي الذي ظل يسيطر على انسان هذه المناطق عبر آلاف السنين التي سبقت قدوم المستعمرين وكذلك قيام الدولة الوطنية المركزية السودانية. د. تومبي لا يعفي المستعمر ولا الحكومات الوطنية من مسؤوليتها في الإبقاء على هذه المناطق على أحوال التخلف في الجنوب وغيره، لكنه لا يرى ان الحل يكمن في انفصال الجنوب عن الوطن وإنما في خيار الوحدة وتسخير قدرات الوطن وموارده من أجل إقالة عثرة الجنوب وتطوير انسانه اجتماعياً وثقافياً ومادياً، ويشبه د. تومبي حال دعاة الانفصال بحال اناس يمشون نياماً نحو هاوية بلا قرار.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: سير النائمين نحو الهاوية (Re: Abdelmuhsin Said)
|
لماذا تفتقد الشجاعة لتسمية الأشياء باسمائها الحقيقية، ولماذا لا تتطوع باخطار اخوتك الجنوبيين المتعطشين للدماء لايقاف نهمهم القبلي والثقافي المتبلد تجاه الدماء البشرية، حتى يعفونا من مغبة الهبوط الى معترك سفك الدماء؟ وغنى عن القول ان الاقتتال القبلي من العوامل السياسية لعدم الاستقرار السياسي في الجنوب. واذا لم يتوافر الحد الادنى من التطور الاجتماعي المعقول والذي من خلاله يحتقر الجنوبيون هذه الممارسات. فكيف لنا مجرد التخيل ان الجنوبيين يمكنهم الزعم انهم قادرون على تسيير بلد فيه عشرات القبائل ذات الإطر الثقافية والقيم المتباينة، ومن ثم خلق قطر ديموقراطي قابل للحياة. ان خطر القبلية الماثل الآن في الجنوب ليس في وسعه جعل الانفصال خياراً سياسياً منطقياً. واذا كان الانفصال لأجل تنمية وتطور جنوب آمن، فعلينا نسيان هذا الخيار، لأن الجنوب المنفصل المتطور الآمن يظل سراباً سياسياً لا يمكننا الامساك به. وعوضاً عن ذلك حري بنا السعي لبناء مجتمع إنساني حقيقي في اطار السودان الموحد والمتعدد القيم والثقافات. فليتنا نستطيع القول ان اهل السودان قد توصلوا الى كلمة سواء في اطار ثقافاتهم المتعددة. نحن في الجنوب لا نريد خوض غمارحرب اهلية اخرى كالتي اكتوت بها سائر مناطق السودان في الماضي، الأمر الذي ادى الى دمار فادح في الممتلكات وخسائر مهولة في الاوراح. وعليكم معشر الاخوة الجنوبيين ان تعلموا عن يقين ان الاحقاد القبلية الدموية ستظل في مكانها حتى لو انفصل الجنوب عن بقية اجزاء السودان، علماً ان بعض الصحفيين المتمتعين بقصر النظر السياسي يزعمون ان الاقتتال القبلي سيتوقف بمجرد انفصال الجنوب. وهذا لا يعدو كونه استناجاً سياسياً ساذجاً مسنوداً بفكر أقل ما يقال عنه انه اطفالي. انهم يصورون الأمر وكأن مجرد الانفصال سيحيل القبائل المتعطشة للدماء في الجنوب الى مجتمع مصقول. وعموماً فان تاريخ تطور المجتمعات البشرية لا يتوافق مع هذه النظرية المفرطة في التبسيط. من الواضح ان هذه القبائل الاجرامية قد تجاوزتها خطى التطور الاجتماعي والسياسي في السودان عموماً، والجنوب بوجه خاص. ان التكوينات السياسية والاجتماعية الحالية تعتبر متقدمة كثيراً على القيم والانماط الثقافية لهذه القبائل. وعليه، فان عدم التوافق بين الاطر الثقافية والاجتماعية في السودان عامة، والجنوب خاصة، مع المعتقدات الآسنة لهذه القبائل- عدم التوافق هذا يبدو انه السبب في المذابح الظاهرة للعيان في جنوب السودان. وانه لمن المزعج حقا لكاتب هذه السطور بوصفه سودانياً جنوبياً ان يدور الحكم في الجنوب حول النزوات السياسية والاجتماعية والثقافية لبعض الأفراد الخطرين لتأجيج المواجهات الدموية بين الجنوبيين بغرض استتباب الامر لبعض الحكام.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سير النائمين نحو الهاوية (Re: Abdelmuhsin Said)
|
واذا كان تقرير المصير المنصوص عليه في اتفاقية السلام الشامل معناه اقصاء بعض الجنوبيين عن ديارهم المتوارثة، بواسطة المهيمنين على الجيش والمال والمؤسسات السياسية في الجنوب، فاننا نصرخ بأعلى صوت ان ألقوا بتقرير المصير الى الحجيم. واذا كان تقرير المصير يعني ان تقوم عناصر من المهيمنين على مقاليد الأمور العسكرية والسياسية والمالية في الجنوب الآن باغتصاب النساء الحوامل وفتيات المدارس القاصرات والنساء الاخريات. فاننا معشر المكتوين بهذا البلاء سوف ندافع عن السودان الموحد، وذلك حتى يتوفر لذوينا الأمن النسبي، والحد الادنى من كرامة الانسان وشرفه. واذا كان تقرير المصير معناه الاقصاء الدائم لنا من المتطلبات الحياتية الضرورية عن طريق المهيمنين على مقاليد الامور العسكرية والسياسية والمالية في الجنوب المنفصل، فانه من حقنا المطالبة بتقرير المصير للانعتاق من نير الجنوب المتعسف مهما كانت التضحيات في ذلك السبيل. واذا كان المهيمنون على مقاليد الامور العسكرية والسياسية والمالية في الجنوب المنفصل سيقومون بازاحة اصحاب المزارع المقيمين بها منذ الآف السنين عن طريق التوارث، واستبدالهم بالرعاة المسلحين حتى النخاع من القبيلة المسيطرة، فعلى هؤلاء الزراع ان يهبوا للدفاع عن ممتلكاتهم والقاء مبدأ تقرير المصير الى الجحيم. واذا كان تقرير المصير معناه إذلال الجنوبيين الآخرين بواسطة المهيمنين على مقاليد الأمور العسكرية والسياسية والمالية في الجنوب المنفصل، فإننا نقول لهم باعلى صوت انه من الأفضل لنا استمرار الجنوب ضمن السودان الموحد مع من تدعونهم بالمغول الذين على الأقل يحترمون انسانيتنا أكثر من اخوتنا الجنوبيين في الجنوب المنفصل، والذين يرغبون في التبول على رؤوسنا مع القذف بمن تبقى منا الى استرقاق سياسي يرمي بنا في وحل السخرة والاستعباد في أرضنا التي توارثناها عن الآباء والأجداد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سير النائمين نحو الهاوية (Re: Abdelmuhsin Said)
|
لقد اتضح ان لب الخلاف بين الجنوبيين ومختلف الحكومات بالخرطوم ناجم عن تخلف الجنوب الذي تم تعريفه بما يكفي. وفي نطاق اقتصاديات واجتماعيات التقدم والتخلف على التوالي، فاننا نجد عوامل التخلف موزعة بين النماذج الثقافية، والاجتماعية، والمالية، والاخلاقية، والنفسية، والقانونية، والدينية. ولكل من هذه النماذج مفعوله الداخلي والخارجي الذي يسهم ايجاباً وسلباً في تكييف المعتاد من القيم، كما تؤثر على كثافة وسياق ونوعية واتجاه التطور الذي تم تعريفه بما يكفي. ومن ناحية اخرى، فان هذه النماذج موجودة في كافة المجتمعات سواء كانت متحدة مع مجموعات اخرى داخل دولة متحدة، او كونها دولة مستقلة. ففي حالة جنوب السودان، لا يمكن الجزم بان التخلف الموجود بالجنوب ناجم عن اتحاد الجنوب مع بقية اجزاء السودان المتحدة مع بعضها لتكون دولة السودان المعروفة بهذا الاسم في يومنا هذا. وقبل عدة سنوات في لندن اراد احد الجنوبيين ان يلقي في روع احد السودانيين من غير الجنوب ان سبب العري في الجنوب يعود الى الحرب الاهلية، معتمداً في ذلك على صور لأناس عرايا من الجنوب في احدى المجلات التي ذكرت ان هؤلاء العرايا لا يملكون المال لشراء الملابس بسبب الحرب الاهلية، وقد صدم كاتب هذه السطور من هذا الادعاء الكاذب، حيث ظل كثير من الجنوبيين عرايا منذ أمد لا يمكن سبر غوره. ان هذا الرجل قد أساء للجنوبيين وهو يحاول غش الأوروبي الذي يجهل العادات الاجتماعية للجنوبيين. والأمر لا يعدو كونه حملة جائرة عن معاناة الجنوبيين، او قل هو عرض يفتقر للامانة عن المشاكل التي تواجه الجنوبيين. ان العري في ذلك الوقت لم يكن يعبر عن معاناة، وهو ايضا اليوم لا يعبر عن معاناة. وفي احدى حلقات النقاش عزا بعض الجنوبيين وفيات الاطفال الى الحرب الاهلية، وعندما سأل كاتب هذه السطور ما اذا كانت الحرب قد زادت من نسبة وفيات الاطفال او هي السبب لوفيات الاطفال، تلقى اجابة مفادها ان الحرب هي السبب. ولعمري فان هذا كذب فاضح واجترار للعواطف حتى يبني المجتمع الدولي رايه ويتصرف وفقاً لهذه الآراء الكاذبة. ويحاول هذا النفر اقناع المجتمع الدولي انه لولا الحرب الاهلية لانخفضت نسبة وفيات الاطفال في الجنوب، او لما وجدت اصلا. ولقد عايش كاتب هذه السطور الكثير من حالات وفيات الاطفال في ريف الجنوب قبل الحرب الاهلية. هذان المثالان يوضحات بجلاء ان بعض الجنوبيين يروجون افكاراً مغرضة كاذبة مفادها ان انفصال الجنوب هو مفتاح تطور الجنوب، واستمراراً مع النماذج الاجتماعية في الجنوب. فان سرطان القبلية لا يرجع لكون الجنوب جزءاً من السودان الموحد، كما ان القبلية بكل شرورها لن يأفل نجمها بمجرد انفصال الجنوب عن بقية السودان. ولعلنا لا نذيع سراً ان قلنا ان الكثيرين من الجنوبيين يدركون ان جرثومة تدمير الجنوب هي القبلية. وعليه فلماذا حماس البعض الزائد عن الانفصال طالما انه ليس بالترياق الشافي لسرطان القبلية الذي سيصبح نظاماً للحكم في حالة الانفصال اكثر من أي وقت مضى؟ إذن لماذا السعي لبلقنة الجنوب من خلال الدعوة للانفصال؟ من القراءة النقدية للسياسة في الجنوب يتضح ان الجنوب المستقل لن يصمد كدولة واحدة لأكثر من عام بسبب سرطان القبلية. كما يتضح ان التركيبة الاجتماعية في الجنوب ستؤدي الى تقسيم الجنوب الى دويلات قبلية، وهو أمر لا يتمناه كاتب هذه السطور لأهله في الجنوب. فقد عاش الكاتب الأيام السوداء للمجلس التنفيذي العالي السابق لجنوب السودان، كما خبر عن قرب الأسباب التي دعت الرئيس الأسبق جعفر محمد نمير لتقسيم الجنوب الى ثلاثة اقاليم. في امكانك ان تطلق ما تشاء من اسماء على حكم تلك الفترة. ولكن ليس بوسعك ان تغير الحقائق والعوامل التي كانت ولا زالت في الجنوب، وان الانفصال لن يصبح البلسم الشافي لتلك العوامل. سوف تستمر الدعوة لتقرير المصير في الجنوب عن طريق مجموعات ترى انها مهمشة. وهذه النبوءة ليست رغبة بقدر ما هي مبنية على شواهد تجريبية قائمة على الواقع السياسي للجنوب.
غنى عن البيان ان شعب الجنوب قد عانى من مظالم تاريخية خلال القرون الماضية ولم يتم التعرض لها بالذكر. ويعزو البعض هذه المظالم لعوامل تعود للحقبة الاستعمارية، بينما بعضها يمكن ارجاعه للحكومات الوطنية المتعاقبة منذ ان نال السودان استقلاله من الاستعمار البريطاني عام 1956م، وفي سبيل التصدي لهذه المظالم والاذى الذي لحق بشعب الجنوب، فهل من الضروري انفصال الجنوب عن بقية اجزاء السودان؟ من رأي كاتب هذه السطور انه في وسع الجنوب، من خلال شعبه وحكومة الجنوب، ان يسهم في اعادة تشكيل الشخصية السياسية والثقافية للجنوب في اطار السودان الموحد. ويحبذ الكاتب بشدة ألا يهرع الجيل الحالي من الجنوبيين الى اتخاذ قرار متسرع يلحق بنا وبأبنائنا الكثير من الضرر غير المنظور، علماً بان كاتب هذه السطور يقر بأن الجيل الحالي من الجنوبيين قد مر بتجارب مريرة كأفراد ومجموعات في مختلف مناحي الحياة، ولكن ذلك لا يبرر اتخاذ قرار طائش ومتهور على أساس انه بسلم لالتئام جراحهم على حساب مستقبل البنين والبنات في جنوب السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سير النائمين نحو الهاوية (Re: Abdelmuhsin Said)
|
سيكون للأجيال القادمة موقف مختلف من حيث التجربة الاجتماعية، بينما تظل حرب الجنوب مأساة، فانها قد حبت صغار الجنوبيين الحاليين والأجيال القادمة المقدرة على التصدي لكافة المشاكل بقوة واقتدار اكثر مما هو متاح لكبار السن الحاليين من الجنوبيين. ان شباب الجنوبيين لديهم من الفطنة ما يمكنهم من التعامل مع كافة المتناقضات من غير الشهور بعقدة الدونية. انهم يمتلكون الشجاعة والثقة الضرورية للمنافسة السياسية المثمرة في كافة الميادين السياسية والاجتماعية. وتظهر المزايا المحورية بوضوح على الأفراد والجماعات الشبابية من الجنوبيين الذين ترعرعوا في ظروف الحرب داخل السودان او خارجه في معسكرات اللاجئين. ويقع على عاتق المثقفين الجنوبيين مهمة اعداد قادة المستقبل لجنوب السودان، وذلك من منظور عدم توريطهم في حرب اخرى نتيجة قيام دولة في الجنوب تفتقر الى أساسيات البنية التحتية لمقومات الدولة، الأمر الذي يقود حتما الى حرب بين الجنوبيين انفسهم. انه من واجب المثقفين الجنوبيين الحاليين ان يعملوا على استقرار الاوضاع السياسية والاجتماعية لكافة الجنوبيين حتى يفكر الجميع بهدوء في كيفية الحاق جنوب السودان بركب التطور الايجابي. ليس هناك ما يدعو لاشعال حرب اهلية محتومة الحدوث في ظل قيام دولة ليس لها مقومات الدولة.
1-3 التباين العرقي واللغوي والديني في الجنوب
تبين الدراسة السياسية والاجتماعية لعادات ومعتقدات الجنوبيين بجلاء، ان شعب الجنوب عبارة عن مجموعات بشرية ذات خصائص معينة تسيطر على نظرتهم للحياة، بما في ذلك منظورهم للعالم من حولهم. بالرغم من ان بعض الكتاب الجنوبيين قد استخدموا ابحاثاً مختارة لبعض الاوروبيين، فان كاتب هذه السطور يعتقد ان هنالك اختياراً انتقائياً لبعض الافكار تم ترتيبها عمداً وبعناية لاقناع الغالبية من الجنوبيين لاتخاذ القرار الخاطئ. وعلى سبيل المثال، فقد كتب احد الاوربيين:
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سير النائمين نحو الهاوية (Re: Abdelmuhsin Said)
|
يتكون جنوب السودان من أفراد ينتمون الى قبائل زنجية تتحدث لغات مختلفة، كما لها معتقدات دينية مختلفة. ولكن هذا الحال آخذ في التغيير السريع عن طريق اعتناقهم للمسيحية كدين يوحد بينهم. كما توجد الرابطة الافريقية والإرث الزنجي، ولا يوجد ما يربطهم بشمال السودان سوى وجودهم ضمن موقع جغرافي تحت اسم دولة السودان (انظر كولوسيكا لعام 2004: حق تقصير المصير لجنوب السودان وقيام دولة ذات سيادة- دراسة تحليلية قانونية، الصفحات 8-9).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سير النائمين نحو الهاوية (Re: Abdelmuhsin Said)
|
اننا لا نرى اختفاء اللغات المتعددة في الجنوب، كما لا نرى ان تبني المسيحية قد اصبح الرابط بين سائر الجنوبيين. ودون الدخول في نقاش حساس حول الاديان، يكفينا ان نلفت نظر كاتب السطور اعلاه لضرورة اعادة النظر في مصادر معلوماته تلك. كما انني لا ارى بينة كافية توضح كيفي ان الجنوبيين مرتبطون بارثهم الزنجي او افريقيتهم. وبوصفي كاتبا جنوبياً، فان ما أراه واضحا اليوم، هو ان الجنوب لا يعدو كونه مجتمعاً فوضوياً، قبلياً يناضل من أجل السيطرة السياسية للقبيلة الأقوى على حساب القبائل الصغيرة والضعيفة. كما ان الرؤية المحايدة تدل على نشوء مشكل من تحالف قبلي يجنح للتصدي للقبائل المكروهة وسط المجتمعات الجنوبية. واننا في الحقيقة لنفتقد ذلك الإرث الافريقي لتوحيد شعب جنوب السودان. اين ذلك الرابط الافريقي وبعض القبائل يسيل لعابها لأجل الدخول في عملية اقتتال مع القبائل الاخرى، ولا تتورع بعض القبائل من ضرب شخص ما على راسه لمجرد الاستمتاع بذلك؟ اين ذلك الارث الافريقي كرابط مشترك وبعض القبائل تسعى لتدمير القبائل الاخرى سواءً عن طريق الحرب المباشرة او آليات سياسية واخرى قانونية؟ اين ذلك الارث الافريقي كرابط مشترك وبعض القبائل تسعى لتنصيب نفسها حاكماً سرمدياً على ذلك الجزء من السودان، وعلى حساب القبائل الاخرى؟ اين ذلك الارث الافريقي كرابط مشترك وجنود الجيش التابع للحزب الحاكم من القبيلة الاقوى تتحد فيما بينها لاغتصاب فتيات لا ينتمين للقبيلة المهيمنة على مقاليد الامور؟ اين ذلك الارث الافريقي كرابط مشترك بينما القبائل الاقوى في الجنوب تغتصب اراض تابعة لبعض القبائل الضعيفة تحت عنوان التحرير؟ اذن كيف القول ان الارث الافريقي يشكل رابطاً يوحد بين الجنوبيين؟ كما ان الاقتباس اعلاه يزعم انه لا رابط بين الجنوب والشمال، اللهم الا وجودهم في موقع جغرافي تحت اسم دولة السودان. يبدو ان كاتب ذلك الاقتباس لم يقف على تعريف معنى كلمة (رابط) ففي الحقيقة والقانون، ان الكثيرين من الجنوبيين لهم رابط مع الشماليين، حيث ان جذور الشماليين ترجع الى العرب الذين وفدوا للسودان وتزوجوا من القبائل الافريقية، الامر الذي يشكل رابطة دم بين مختلف الأسر الجنوبية والشمالية. وعلى الرغم من ان ناقل الاقتباس اعلاه قد يجعل هذه الحقيقة الا انه ينبغي عليه ادراك ان ما يقول به يشكل تضليلاً خطيراً. اما اذا كان يعلم ويتعمد تضليل المجتمع الدولي، فان مثل هذا السلوك لجد مخز ومحزن في نفس الوقت. ان مثل هذا النوع من الكتابة يرمي الى بث الكراهية بين الجنوب كشعب وبين الشمال كشعب. وهذا النوع من الكتابة يرمي الى تسييس العلاقة الاجتماعية بين الشمال والجنوب بحيث يغدو من الصعوبة بمكان حل المشاكل بين الطرفين بحسن نية. هذا النوع من الكتابة يلوي عنق الحقائق التاريخية ليقوض الجهود المخلصة لبعض الشماليين والجنوبيين المحبين للسلام والتواقين لقيام دولة قوية متباينة الاعراق والثقافات في هذا الجزء من افريقيا. ان الجدل المذكور اعلاه هو نموذج من الكتابة العاطفية التي ترمي الى طمس اعين الجنوبيين ليتيسر اقتيادهم نحو محنة الانفصال.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سير النائمين نحو الهاوية (Re: ناذر محمد الخليفة)
|
الأخ عبد المحسن ....سلامات......كلام الدكتور تومبي مهم للغاية....ويمكن إعتباره ممثلآ لرأي الطبقة المستنيرة في جنوبنا الحبيب....وهذا رأي أنا...ورأي كل من يتطلع إلي سودان جديد...بس مين يقنع لينا أخونا كمال فرانكلي....تحياتي
راشد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سير النائمين نحو الهاوية (Re: Abdelmuhsin Said)
|
Quote: الأخ عبد المحسن ....سلامات......كلام الدكتور تومبي مهم للغاية....ويمكن إعتباره ممثلآ لرأي الطبقة المستنيرة في جنوبنا الحبيب....وهذا رأي أنا...ورأي كل من يتطلع إلي سودان جديد...بس مين يقنع لينا أخونا كمال فرانكلي....تحياتي
راشد |
لك الشكر دكتور راشد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سير النائمين نحو الهاوية (Re: د.نجاة محمود)
|
لـــك كــل الشكر على هذا العرض ..
من الاصوات المقموعـــة بواسطة محترفـــى السياسية فى الحركة السياسية فى بلادنا ..
صاحب الكتاب من المشاركين بصورة إيجابيــة فى توسيع الوعــــى بقضايا جنوبنا الحبيب ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سير النائمين نحو الهاوية (Re: Abdelmuhsin Said)
|
| Quote: لكنه لا يرى ان الحل يكمن في انفصال الجنوب عن الوطن وإنما في خيار الوحدة وتسخير قدرات الوطن وموارده من أجل إقالة عثرة الجنوب وتطوير انسانه اجتماعياً وثقافياً ومادياً، ويشبه د. تومبي حال دعاة الانفصال بحال اناس يمشون نياماً نحو هاوية بلا قرار. |
اذا قالت حزام فصدقوها والقول ما قالت حزام
نعم فصل جنوب السودان عبر مؤمرات حيكت عبر السنين..ولكن رغم فداحة الثمن الى دفعه اهلنا في الجنوب ولحدت مرحلة نيفاشا..يمضى الزبد المخييم على وعي نخب الشمال المؤدلجة البائسة ويبقى السودان موحدا بفضل الشعب السوداني الذكي...
ونحن الان في مرحلة مفصلية مهمة جدا وخيارين فقط في الساحة
1- النيفاشيين وهم الوحودييين من الجانبين من القوى المسؤلة والديموقراطية الحقيقية في لسودان
2- اعداء نيفاشا بكافة تلوناتهم ودجلم وهم مزيفين يزايدون على الشعب السوداني المغييب
السودان الجديد= سودان موحد
السودان القديم= سودان مقسم
ونحن ماع الروح السامية رجل يدعى دينق مجوك..والحديث في هذا الامر ذو شجون
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سير النائمين نحو الهاوية (Re: Frankly)
|
لي خاطرة على عنوان البوست أخي عبد المحسن سيد
العنوان جاء وكأنّه كتابة أدبية أو قصة قصيرة ولا يحفّز القارئ (على الأقل أنا لم التفت إليه إلا بعد توجيهك) لفتحه أو قراءة مضمونه
في مثل هذا المواضيع يكون من الملائم اختيار العنوان الواضح والصريح بل والصارخ بالمضمون
اتمنى لو يتم فتح البوست بعنوان يخاطب المضمون مباشرة ويشد انتباه المهتمين قضية الإنفصال أو الوحدة
خاصّة الجنوبيين الفاعل الرئيس في الاستفتاء حول الوحدة أو الانفصال
تحياتي كمال
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Abdelmuhsin Said
ناذر محمد الخليفة
Rashid Elhag
بدر الدين اسحاق احمد
adil amin
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست