لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-14-2009, 02:26 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36971

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    فرانسيس دينق: من اغرب الأشياء ان ينظر الشماليين للجنوبين كعبيد!!







    الدكتور فرانسيس مادينق دينق، المفكر السودانى و الروائى العالمى، شخصية غنية عن التعريف. ذهبت اليه فى مكتبه بالامم المتحدة فى نيويورك حيث يعمل ممثلاً للامين العام للامم المتحدة ممسكاً بملف الحماية من التصفية العريقة و القتل الجماعى حيث يقع مكتبه المطل على البحر فى الطابق السادس فى مقر مكتب الامم المتحدة بنيويورك. سألنى عما اذا كان بإمكانه الحديث بخليط من اللغة العربية و الإنجليزية و أخبرته بانه لا مانع لدى اذا شعر بانه يفضل الحديث باللغة الانجليزية ولكنه تحدث بخليط من اللغتين. اجريت معه هذا الحوار المطول بالرغم مقاطعة سكرتيرته الخاصة لنا لإعلامه ببعض التطورات الخاصة بعمله، ولكنه على الرغم من ذلك منحنى اكثر من ساعة من وقته الثمين لإنجاز هذا الحوار.





    أجرى الحوار لأجراس الحرية من نيويورك: عبد الفتاح عرمان



    فرانسيس دينق: من المفارقة ان يتم تدريس القوانين الوضعية فى كل من بريطانيا و امريكا!



    فى واو كنا نخشى ان ياكلنا (الفرتيت) و نحن نيام!



    من اغرب الأشياء ان ينظر الشماليين للجنوبين كعبيد!!



    هذه هى الرسالة التى حملنى إياها نميرى لمنقتسو ...



    كتبت خطاب إستقالتى من حكومة نميرى فى مطار الخرطوم!



    انا لست عضواً فى الحركة الشعبية و لكن...!!!



    الحركة الشعبية بها قادة و مفكرين عظام دخلوا التاريخ من اوسع ابوابه



    أنا مؤمن برؤية السودان الجديد









    -قلت من المفترض ان نقوم بترجمة هذه الكتب.. هل تقصد الحكومة ام دور النشر الخاصة؟



    و الله طبعاً، بالنسبة لى هو سؤال عن الإمكانيات، ومن فى مقدوره فعل ذلك اكثر من اى شخص اخر، و المعينات التى تجعل من هذا العمل ممكناً لان دور النشر موجودة و كذلك المثقفين الذين باستطاعتهم ترجمة هذه الاعمال. فالكثير من الناس يقيمون هذه الاشياء و بامكانهم التبرع بوقتهم و إمكانياتهم الذهينة للقيام بهذا العمل و يبقى الجزء المادى لطباعة نشر هذه المواد، وزارة الثقافة بامكانها فعل ذلك كاعتراف منها بالتنوع الثقافى فى البلد و النظرة اليه كثروة قومية. على ايام الرئيس نميرى و خصوصاً عندما كان بونا ملوال وزيراً للثقافة و الإعلام قاموا بفعل ذلك ولا اعلم اذا كانوا يقومون بهذا العمل الان ام انه زمن ولى و مضى!. فكانوا يقومون باختيار اغنية لقبيلة معينة و لكنهم كانوا ياتون بفتيات من مختلف انحاء السودان ليرقصن على أنغام هذه الاغنية، فهذه فكرة كانت جيدة لانك ترى جميع الثقافات السودانية تشارك فى عمل واحد مما يساعد فى تنمية الثقافات الاخرى و الإعتراف بها. وكما هو معروف الان بان كل الإمكانيات فى يد الحكومة فعليه اذا قامت الحكومة بفعل هذا الشىء و ساعدت فى ترجمة هذه القصص و الروايات الى لغات سودانية مختلفة بعقل مفتوح من غير إنحياز لبعض الثقافات فهذا سوف يؤدى حتى الى إثراء الاختلافات ما بين الثقافات الاخرى، و لكن اذا ساعدت الحكومة ثقافات معينة فى النمو و الإنتشار هذا الامر سوف يازم المشهد الثقافى اكثر، فعليه على الحكومة ان تهتم بالثقافات الاخرى حتى تشعر المواطنين باهمية الثقافات الاخرى . البعض يتهمنى بمحاولة الإعلاء من شان الدينكا و هذا ليس صحيحاً فاذا نظرت الى كتاباتى على ايام الجامعة مثلاً كنت مهتماً بدراسة القوانين الوضعية ووقتها كان 90% من السودان يحكم بالقوانين الوضعية ثم بعدها كتبت عن افريقيا و مشاكلها و اخيراً كتبت على مستوى عالمى. وعلى ايام الجامعة بدات فى دراسة القوانين الوضعية لدى الدينكا وحتى لو نظرنا للقوانين فى الشمال فهى خليط ما بين القوانين الوضعية و قوانين الشريعة الاسلامية، و من المفارقة ان اجد بانه فى بريطانيا و هنا فى امريكا يتم تدريس القوانين الوضعية، و بمبادرة شخصية منى قمت بدراسة القوانين الوضعية فى جامعة الخرطوم و كنت اذهب للمحاكم الوضعية حتى استطيع الكتابة عن هذا الامر، وتم ذلك بمساعدة بعض اساتذتى فى الجامعة، هذه هى كانت البداية وهى عن الكيفية التى تدار بها المحاكم الوضعية و الصراع القبلى، ثم انتقلت بعدها لدراسة القضايا القومية، الشى ء الاخر كتبت عن افريقيا عندما انتقلت لمعهد (بروكنز) على مدى اثنى عشر عاماً و صدرت لى بعض الكتب فى هذا الجانب، وبعضهم كتبته بمفردى و البعض الاخر بالإشتراك مع اخرين، الشىء الاخير كان عالمى و هو عن كيفية التعامل مع قضايا النزوح الداخلى على مستوى العالم. فالكثير من المثقفين لا يرون هذا و إنما يرون كتاباتى عن الدينكا و يقولون بانى اكتب عن الدينكا فقط!.



    * من الملاحظ فى كتاباتك (مثل بذرة الخلاص) على سبيل المثال لا الحصر انك توظف التاريخ الشفهى، القصص و الاساطير من المجموعة التى تنتمى اليها .. كيف ساهمت هذه الاشياء فى تشكيل عالمك الروائى؟



    فى الحقيقة، الشخص دوماً يكتب من منطلق تجربته، نحن فى قبيلة الدينكا و خصوصاً فى ابيى كنا دائماً نشعر بان القبائل الاخرى بعيدة لان الدينكا يرون الاخرين دينكا ولكن الاخرين يعتبرون الدينكا اخرين. وفى اول مرة ذهبت انا و اخوتى للدراسة فى الجنوب اتى المفتش الانجليزى و حضر إجتماع زعماء القبيلة و اشار على والدى بان الافضل لنا ان ندرس فى الجنوب و فى الشمال حتى نكون ملمين بكل الثقافات من حولنا، انا اعتقد بان هذه فكرة كانت كانت حكيمة اقنعت والدى، فانتقلنا الى مدينة واو و راينا قبيلة (الفرتيت) و من خلال القصص التى كانت تروى لنا كنا نعتقد بان الفرتيت من اكلى لحوم البشر، وفى تلك الليلة لم نستطع النوم لاننا كنا نخشى ان ياكلنا الفرتيت و نحن نيام! وكنا عندما نشعر باى حركة فى الخارج كان يتملكنا شعور بان لحظة حتفنا قد حانت!. على اية حال ذهبنا بعد ذلك الى (التونج) ثم (رومبيك)، و إنتقلنا بعدها الى مدرسة (خور طقت) وكنا قتها الوحيدين الغير مسلمين. بدانا حياتى كدينكا من ناحية الإعتقاد الدينى بدراسة الكاثلوكية، البرتستانتية و الإسلام وكل دين من هذه الاديان يقول شيئاً عن الدين الاخر، و المبشرين جعلونا نؤمن بان الدينكا ليس لديهم دين او اله و إنما ما يقومون به هو خطيئة، ووجدنا انفسنا كلما نبتعد عن مسقط راسنا كلما شعرنا بان الصورة تتضح لنا اكثر ولكن المفاجاة كانت هى كلما تذهب ابعد كما ظهرت لك اشياء جميلة عن الخفلية التى اتيت منها. وهنا احكى لك هذه القصة وهى عندما طلب منا ان نكون مسيحين، ذهبنا للوالد و طلبنا منه الإذن ولكن سالنا: لماذا تودون ان تكونوا مسيحين؟ فرددنا: لاننا نود ان ندخل الجنة و لا نريد الذهاب الى النار، فرد علينا ضاحكا: لو إفترضنا بان كلام المسيحين صحيح، فانتم لو ذهبتم الجنة هل سوف تكونوا سعداء فى الوقت الذى ذهبت فيه كل العائلة الى النار؟! فهذه حكمة اخذنا وقت طويل للوصول اليها وهى فى المسيحية و الاديان الاخرى بان الناس يوم القيامة لا يحاسبون كاسرة و إنما كافراد باعمالهم و لكن عند الدينكا الموت لا يعنى نهاية الحياة و تظل هنالك علاقة تواصل مابين عالم الموتى و الاحياء، وعند الزواج فى المسيحية نقول (حتى يفرقنا الموت) ولكن عند الدينكا لا توجد هذه الفكرة لان الموت لا يستطيع تفريقنا لانه اذا توفى الرجل فزوجته تظل زوجته حتى بعد موته ، واذا كان لديه ابناء فابناءه يحملون إسمه، فهذه فكرة مختلفة للعالم و هى بانك لا تقول سوف تذهب بمفردك الى الجنة بل بالعكس انت تكون فى انتظار الجنة حتى تقابل اهلك و تستمر الحياة كما كانت من قبل!. هذه الفكرة اعتقد بانها تعطى الشخص الفرصة لرؤية الإختلافات التى يبدأ بعدها فى إختيار ما يناسبه من القيم الاخلاقية التى تتوفر فى جميع هذه الاديان حتى و إن كنت لا تؤمن بكل هذه الاديان. فهذه الاختلافات ما بين الاديان و الثقافات جعلتنى امتلك نظرة مختلفة للعالم خاصة بى.



    * فى روايتك (بذرة الخلاص) هنالك فكرة الإبن المفقود التى تتمثل فى (رزق الله) الشخصية المحورية فى الرواية، و عزلته من والدته و تركه ل(عثمان) الذى بدروه تركه ل(عبد الله) احد اعوان الزبير باشا رحمه.. حدثنا عن فكرة الإبن المفقود و كيف إستخدمت هذا (التكنيك) لمعالجة قضية تجارة الرقيق التى ما زالت تجلياتها موجودة الى اليوم فى السودان؟



    إستنتاجى الشخصى بان السودانيين منقسمين حول هويتهم وهى لا تعكس واقع البلد الحقيقى سواء من الناحية العرقية، الثقافية او الدينية و عكس هوية محددة للبلد هذا محل خلاف. و عند الدينكا الشخص الذى يستعبد شخص اخر سوف يذهب الى النار، الشخص الذى ربى هذه الطفل المستعبد او المفقود يدلل على حيوية الثقافات و تفاعلها مع بعضها البعض لانه بتربيته لشخص من قبيلة مختلفة يدلل بانه ربط نفسه بدائرة اوسع من السودانيين، ثم ذهاب الطفل المفقود بعد ذلك ل(عثمان) تعكس نتقله ما بين الجنوب و الشمال و دارفور فعندما يكبر هذه الطفل لن يكون محصوراً فى لجنوب فقط و إنما ينتمى لكل السودان حتى نرى باننا جميعاً مربوطين ببعضناً بعضا، و من اغرب الاشياء بان الشمالين كانوا ينظرون للجنوبيين مثلاً (كعبيد) فى الوقت الذى هرب فيه الجنوبين من العبودية فى الوقت الذى يقول فيه الشمالين للجنوبين بانهم (عبيد) على الرغم من ان دم العبودية و الإسترقاق تظهر تجلياته و بوضوع فى سحنات الشماليين، فعندما تبدأ فى النظرة للاخرين بهذه الصورة فانت فيك دم العبودية اكثر من الاخرين لان الاخرين هم الذين هربوا من العبودية. وانا كنت اقول بانك اذا شمالى و تدعى بانك عربى، وترى لون الاخر الذى ترى بانه (عبد) فى دمك فهذا يدل على الشخص الذى تقلل من مكانته هو جزء منك و اذا كنت تكره ذلك الشخص فانت تكره نفسك، اذا انت لا تكره الاخر بقدر ما انك تكره نفسك. و احد من علقوا على روايتى (حرب الرؤى) قال بانه اذا كانت لدى مشكلة مع لون وهو يشكل جزءاً من شخصيتى و الدم الذى احمله اذا على ان ارى طبيباً نفسياً، وقلت له هذه نصيحة جيدة و زدت على ذلك باننى اتمنى ان يذهب كل السودان لرؤية طبيب نفسى. البعض يرى بان هذا الحديث تحقيراً لهم لكنى لا اقصد تحقير من يرون انفسهم بانهم عرب ولكنى اود ان اقول لهم بان هنالك الكثير مما يجمعنا و لكنكم لا ترونه. ولو نظرنا لتاريخ العبودية فى السودان فهى ساعدت بطريقة او باخرى فى توحيد الناس، العرب الذين اتوا من البلدان العربية كان بمقدورهم ان ياتوا بزوجاتهم و لكنهم فضلوا الزواج من القبائل السودانية، فعليه لم اكن اقصد إهانة من يرون انفسهم عرب ولكن كانت محاولة لإعادة التفكير فى من نحن؟ ولم اكن اتوقع بان التغيير سوف يحدث مباشرة ولكن هو عملية طويلة تاتى عبر الزمن و ليس رحلة يوم واحد.



    * أعطنا بعض الإضاءات عن الجو النفسى الذى كتبت فيه (بذرة الخلاص) ؟



    كتبتها بعد ان قدمت إستقالتى من حكومة نميرى لان الحرب عادت مرة اخرى فى الجنوب، وانا فى الحقيقة رفضت ان اعمل فى حكومة نميرى عندما طلب منى اكون نائباً لسفير السودان فى لندن قبل توقيع إتفاقية اديس ابابا، صحيح بان حكومة نميرى كانت منفتحة و اختارت حوالى ثلاثة شخصيات من الجنوب ليكونوا فى الحكومة ولكنى رفضت وقتها، و بعد توقيع إتفاقية اديس ابابا طلب منى العمل كقاضى لولاية كردفان ولكنى رفضت لانى لم امارس مهنة القانون لفترة طويلة، و بعدها عرض على ان اكون سفيراً للسودان فى الدول الإسكندنافية وقبل ان ارد عليهم عرضوا على ان اكون وزير دولة بالخارجية وقلت لزوجتى بان بلدى طلبت منى الخدمة للمرة الرابعة و لا يمكننى ان ارفض هذه المرة وقبلت ان اكون سفيراً للحكومة فى الدول الإسكندنافية ولكن قبل ان اذهب لتسلم وظيفتى كتبت لوزير الخارجية الذى كان وقتها د. منصور خالد و للرئيس نميرى حول وجهة نظرى و الطريقة التى سوف ادير بها السفارة فى إسكندنافيا حيث قلت لهم سوف اركز على الانجاز الذى تم بتوقيع إتفاقية السلام حتى نكسب الجنوب لصفنا من اجل وحدة السودان. و أعتقد بانى نجحت فى مهمتى على مستوى الدول الإسكندنافية او الولايات المتحدة الامريكية سوى عندما كنت سفيراً او زيراً للدولة بالخارجية. بعدها بدات الحرب مرة اخرى و طلب منى المشير نميرى للعمل مبعوثاً دائماً للسودان فى الامم المتحدة ثم بعدها قرر إرسالى الى أديس ابابا لانه كان يرى بانه من خلال عملى فى اديس ابابا سوف اكون مفيداً له اكثر من اى مكان اخر، ولكنى قررت ان استقيل من الحكومة خصوصاً بانى عملت فى فترة السلام و خدمت بلدى ولكنى لن اخدم بلدى فى فترة الحرب. و اذكر وقتها طلب منى د. منصور خالد الكتابة عن إتفاقية السلام لانها كانت إنجاز عظيم أهديت هذا الكتاب وقتها لرئيس منظمة الوحدة الافريقية –من المحرر-(الاتحاد الافريقى حالياً)، قلت لنميرى: هؤلاء الناس الذين حملوا السلاح ضد الحكومة هم يحاربون من اجل قضية ماذا اقول لهم؟ فرد: "و الله شوف، قول ليهم انتو سودانيين وحتى لو عندكم قضية ما تخونوا البلد" –ضحك د. فرانسيس دينق ثم واصل قائلاً: قلت لنميرى ماذا اقول للرئيس منقستو عندما اذهب لاديس ابابا و انت علاقتك به ليست جيدة؟ فرد نميرى: " و الله قول ليه، صحيح نحنا مختلفين إختلاف كامل فى نظام الحكم ولكن لا تجعل نفسك مطية للقوة الاجنبية". على كل لم اقتنع بحديثه و كتبت لنميرى خطاب إستقالة و انا فى مطار الخرطوم قلت له فيه بان هنالك وقت للخدمة وقت لتركها و هذا خطاب إستقالة منى و لن اذهب لاديس ابابا و لا اريد اى منصب اخر للعمل فى حكومتكم. فى الواقع ذهبت بالخطاب من المطار للقصر الجمهورى وجدت سكرتير الرئيس الذى سالنى اذا كنت اود مقابلة الرئيس لكنى قلت له لا اود مقابلته و لكن ارجو إعطاءه هذا الخطاب ثم إنصرفت، فى اليوم التالى كان الرئيس نميرى متوجهاً فى زيارة خارجية لبعض الدول، وتم إخبارى من بعض المقربين له بانه كان حزين و إتصل بوزير الخارجية وطلب منه إعطائى كل ما اريد وقلت لهم بانى لا اريد اى شىء سوى تفهمكم لموقفى وسوف اخدم السودان فى اى مكان اذهب له و لكن علاقتى الشخصية بكم سوف تكون متواصلة ثم غادرت السودان. و بالفعل كان عندما ياتى نميرى لواشنطن اقابله و ارتب له بعض اللقاءات، على كل حال عند مغادرتى للسودان و انا فى الطائرة سالت نفسى هل تركت السودان فى الوقت الذى يريدنى فيه ام لا؟ و لكنى توصلت لقناعة بان ما فعلت هو الموقف الصحيح وقلت لنفسى بعدها ماذا سوف افعل لخدمة وطنى؟ فاتتنى الفكرة بان اكتب كتاباً اوصل بها افكارى للشعب السودانى، فكرت بانى لا اكتب كتاب اكاديمى حتى يتمكن الناس من قراءته بحيث لا يلامس عقولهم فقط و إنما قلوبهم ايضاً فكانت فكرة كتابة الرواية (بذرة الخلاص)، وعندما توقفت الطائرة فى مدينة امستردام فى هولندا جلبت بعض الاوراق و بدات فى الكتابة، وكان الى جوارى فى مقعد الطائرة شخص إنجليزى كلما كان يسالنى سؤال ارد عليه بسرعة و اعاود الكتابة وعندما إقتربنا من نيويورك قاطعنى هذا الراكب الانجليزى و قال لى: " اعذرنى، ولكن لا بد لى ان اقاطعلك، ماذا تعمل؟ وعن ماذا تكتب؟" فتركت الكتابة و اخبرته، و منذ ذلك الوقت انتهز اى فرصة للكتابة. ودعنى ان احكى لك قصة طريفة وهى زوجتى و عائلتها يحبون قضاء بعض الوقت فى الرحلات البرية وكنت اقول لزوجتى بان عمرى كله قضيته على هذه الشاكلة!. و كنت عندما اذهب معهم أستغل الوقت لاكتب و كان إبنى يقول باننا اتينا للاسمتاع بالطبيعة و ليس للعمل. وعلى القول بان رواية (حرب الرؤى) كانت تعبر عن الواقع ولكن (طائر الشوم) ربما تقول بانها كانت رواية خيالية ، حتى عندما يسالنى الناس عن من هو طائر الشؤم من الساسة فى السودان اقول لهم لم يكن فى ذهنى شخص معين عندما كتبتها. على اية حال الوضع فى السودان كان هو حافزى على الكتابة للمساعدة فى الخروج بحل لتلك القضايا العالقة.



    * دعنا نعود لرواية (طائر الشؤم) خصوصاً بانك كتبتها بعد إعلان نميرى لقوانين الشريعة الاسلامية و تنصيبه لنفسه إماما للمسلمين.. الكثير من وقائع الرواية تقول بان نميرى كان المقصود بتلك الرواية؟



    -ضحك- ثم اجاب: والله( طائر الشوم) فى ترجمة اسم الرواية فى الانجليزية يختلف عن العربية، وعندنا فى الدينكا طائر الشؤم هو صوت طائر (البومة) وهو مثل الإعلان عن اخبار غير سارة فعليه الدينكا عندما يسمعون هذا الصوت يقومون بالصلوات حتى لا يحدث مكروه ومن هذا المنطلق اتت طائر الشؤم كجرس إنذار مبكر حتى يفعل الناس شيئاً قبل وقوع الكارثة، و الترجمة العربية بدت لى متشائمة فى الوقت الذى فيه الرواية نفسها متفائلة لان (طائر الشؤم) لا تعطى المعنى مثل ما هو باللغة لانجليزية و التى قصد منها إنذار الناس قبل ان يحدث ما نخشاه، على كل حال انا لم اكن اقصد نميرى ب(طائر الشؤم) لان الوضع كان متازماً فى السودان منذ الإستقلال و ليس عندما اتى نميرى للسلطة و لكنه زاده سوءاً بتلك الإجراءات القمعية، و روايتى لم تكن عن شخص محدد و إنما عن سياسات و أنظمة حاولت ان تفرض العروبة و الإسلام كهوية للبلد، و تعريف السودان بهذه الطريقة يؤدى الى عنصرية ضد الاخرين و بالدستور!. نميرى حاول معالجة المشكل عبر إتفاقية اديس ابابا و انا عندما كتبت عن السلام و الوحدة فى السودان كانجاز افريقى اعتقدت بان الجو العام كان مواتياً حتى ياتى جميع السودانيين مجتمعين ليشكلوا سياسات البلد بكل التعدد الاثنى و العرقى الموجود فيها لان الجنوب كان يسعى للانفصال و اتفاقية اديس ابابا كانت سوف تؤدى الى وحدة طوعية فى السودان اذا نفذت بصورة صحيحة، و التماذج و الإنصهار كان سوف يحدث بصورة طبيعية كنتيجة طبيعية للسلام و الإستقرار، فعلى كل حال لم يكن فى ذهنى شخص محدد عند كتابتى لرواية (طائر الشؤم) و إنما تشخيص المشكلة التى يمر بها السودان كبلد.



    * البعض يقول بان إنهيار اتفاقية اديس ابابا لم تكن مسؤولية المشير نميرى وحده ولكن الجنرال جوزيف لاقو يتحمل ايضاً المسؤولية عن ذلك الفشل.. هل تتفق مع وجهة النظر هذه؟



    دعنى احكى لك هذه القصة، انا كنت فى زيارة مع نميرى لدار السلام وقال لى وقتها:" بان الجنوب اصبح ذو مطالب كثيرة و لا يشكرونى حتى على ما عملت من اجلهم و سوف ارفع يدى من الجنوب ولنرى كيف سوف يستطيعون إدارة امورهم من غيرى." و قلت له سيادة الرئيس اتفاقية اديس ابابا هى اكبر إنجاز للسودان و انت تريد هذه الاتفاقية ان تنجح، فرد على نميرى: " اقول ليك حاجة، فى ناس من الإستوائية قالو لى الدينكا مسيطرين على الوضع فى الجنوب، و افضل حل هو تقسيم الجنوب لثلاثة أقاليم، و أنا رفضت هذا الكلام." نميرى من حديثه هذا يود ان يقول بانه يعمل ضد تقسيم الجنوب ولكن بعد شهر او شهرين و فى إجتماع اللجنة المركزية للإتحاد الإشتراكى فاجأ الجميع بإعلانه لتقسيم الجنوب الى ثلاثة أقاليم، وقال:" هنالك رغبة من بعض القادة الجنوبين مثل جوزيف لاقو فى تقسيم الجنوب حتى يسهل حكمه، و عليه يجب مناقشة هذه الفكرة." أنا متاكد بان هذه ليست رغبة جوزيف لاقو وحتى لو قال لاقو هذا الحديث فهذا كان حديث عابر لسبب بسيط هنالك كان صراع فى الجنوب لان الجنوبيين بما فيهم الدينكا شعروا بان ابيل الير متساهل مع الشمال و فرط فى حقوقهم مثل البترول الذى يستخرج من الجنوب و يتم تكريره فى الشمال، و مشكلة قناة جونقلى، اتفق الجنوبيين على شخصية تعتبر قوية و تستطيع تلبية مطالبهم ووقتها إختاروا جوزيف لاقو للتعبير عن مطالبهم بدلاً عن ابيل الير فعليه ليس هنالك سبب يجعل لاقو يطلب من نميرى تقسيم الجنوب. كان هنالك صراع فى الجنوب ما بين الوحدويين و الإنفصاليين مما خلف عدم الإستقرار و هذا بدوره اعطى نميرى دفعة و حافز اكبر لتقسيم الجنوب. نميرى قال كلمة للجنة التى كان من المفترض ان تختار جنوبيين لمناصب فى الحكومة المركزية، وأنا كنت احد أعضاء هذه اللجنة و ابيل الير كان رئيساً لها، فنميرى قال:" أنا مستغرب ليه الناس خايفين من النظام الإقليمى، و الحق يقال لله، نحنا لما إتفقنا مع الجنوبيين فى اديس ابابا ما كنا عايزين الإتفاقية تدوم ولكن كنا عايزينهم يضعوا سلاحهم وخلاص، وبعدين سنة او سنتين نشرط الإتفاقية و ننسى، لكن الإتفاقية نجحت للدرجة الخلتنى أفكر فى تطبيقها فى الشمال." فهذا حديث واضح بان نية نميرى لم تكن توقيع إتفاقية سلام و تطبيقها و إنما ان يضع الناس السلاح هو كل مبتغاه، و الشىء الاخر الإتفاقية بدأت تجلب ثمارها و اصبح بطل قومى لدى الجنوبيين لذلك واصل فيها و ابقى عليها لبعض الوقت. و الجنوبيين لعبوا دور كبير فى إنقاذ نظام نميرى من الكثير من المشاكل مثل ما عرف ب(الغزو الليبى)، و الشىء الاخر إكتشف نميرى بان المعارضة فى الشمال قوية اكثر مما كان يتخيل و خصوصاً الجبهة الاسلامية بما بما فى ذلك الاحزاب التقليدية حيث أصبحوا يشكلون له خطراً حقيقياً و لذلك إتجه لمعالجة قضايا الشمال و نسى الإتفاقية مع الجنوب. على كل حال أعتقد بان تقسيم الجنوب بموافقة جوزيف لاقو و طموحات نميرى الشخصية ادت لإنهيار الاتفاقية.



    * البعض يتهمك بانك عضوفى الحركة الشعبية، وبل مستشارها و راعى مصالحها فى امريكا؟



    أنا لست عضواً فى الحركة الشعبية و لكن رؤية الحركة الشعبية (سودان جديد) أعجبت بها، ومن غير ان نتفق على رؤية الحركة الشعبية لسودان جديد فالجنوب كان يحارب من أجل قضية عادلة وهى مشكلة انا جزء منها، ولكن الاهم من ذلك رؤية الراحل الدكتور جون قرنق من اجل سودان جديد التى تدعو لوحدة على اسس جديدة هى رؤية اتفق معها وهى رؤيتى الشخصية ايضاً ومؤمن بها لحل مشاكل السودان، و هذا الامر لم اخفيه حتى على الاخوة من الشمال، ودعنى اقول هنا بان إيمانى برؤية السودان الجديد لا تعنى ولائى الشخصى للراحل الدكتور جون قرنق او الحركة الشعبية و لكنها رؤية مشتركة، و لانها رؤية مشتركة لذلك كنت قريباً من قيادة الحركة الشعبية مما حدا بالبعض ان يقولوا بانى حركة شعبية. بل هنالك من قالوا بان روايتى (حرب الرؤى) وضعت الاساس لرؤية السودان الجديد، بالطبع هذا ما كتبوه ولكنى لا اتفق مع هذا الحديث و يٌسال عنه من كتبوه، و ما على الناس معرفته هو بان الحركة الشعبية ليست حركة عسكرية فقط و إنما هى حركة سياسية بها قادة و مفكرين عظام دخلوا التاريخ من اوسع ابوابه ، و الصدفة المحضة هى التى جعلت روايتى (حرب الرؤى) تتطابق مع حلمهم بسودان جديد. و من الطبيعى ان ادعم اى شخص يتفق معى فى أفكارى او العكس، وبل توصيل رؤيته و أهدافه للعالم، وعن طيب خاطر.



    * هل تعتقد بان فكرة (السودان الجديد) بامكانها العبور بالناس لسودان موحد و معافى؟



    أنا كنت دوماً اقول اذا رؤية السودان الجديد لدى قادة الحركة الشعبية هى رؤية صادقة من اجل سودان جديد و ليس (تكتيك) للوصول بها لفصل الجنوب عن الشمال، واذا وجدت دعم من الشماليين كما رأينا جبال النوبة، جنوب النيل الأزرق و اخرين، فاذا توحد الجنوب و المناطق المهمشة الاخرى مثل شرق السودان و دارفور تحت هذه الرؤية وحتى النوبة فى اقصى الشمال للعبور بهذه الرؤية الى تحول ديمقراطى للسودان ياتى بالتغيير المنشود لان هؤلاء الاقوام أغلبية، فما الداعى اذاً لانفصال الجنوب؟ فانا كنت وحدوياً وما زلت ولكن ليس من اجل الوحدة فى حد ذاتها ولكن مع وحدة حقيقية و عادلة تحترم التعدد الدينى، الثقافى و الإثنى.





    * ربما يلاحظ القارىء السودانى بان كتاباتك قلت فى الفترة الاخيرة.. هل نضب معينك او ماذا؟



    -ضحك ثم أستعدل فى جلسته- هذا يرجع لحديثى عن بداية هذا اللقاء وهو بان السودانيين يعتقدون بانهم قراءوا كل كتبى لانهم مركزين على كتاباتى عن الدينكا و السودان ولكنى كتبت كتب كثيرة عن افريقيا و العالم و الان لدى اكثر من خمسة كتب فى المطبعة، وهذه طبعة جديدة لكتابى (رجل يدعى دينق مجوك) –من المحرر- نهض من مكتبه و اتانى بطبعة جديدة لكتابه (رجل يدعى دينق مجوك) ثم واصل الحديث: هذا الكتاب الذى امامك هو كتاب خرج من المطبعة لتوه وهو عن افريقيا، واذا نظرت لمكتبتى التى هى أمامك سوف تجدها تشتمل كل كتاباتى، ففى الصف الاول من المكتبة تجد كتاباتى عن الدينكا ، الصف الثانى تجد كتاباتى عن السودان، وفى الثالث أفريقيا، وفى الرابع و الاخير تجد كتاباتى عن العالم ككل، فانا لدى كتاب فى المطبعة الان يسمى (السودان الجديد فى مرحلة البناء) و لدى كتاب اخر فى المطبعة اسميته ( حق تقرير المصير و الورطة الأفريقية) وكتاب اخر عن (القوانين الوضعية فى العالم الحديث) وكتاب اخر يسمى (تجربة الافرو-عرب فى منطقة ابيى) وكتب اخرى. على كل ثم –ضحك- حان الوقت لان تقل كتاباتى لان لدى وظيفة تاخذ معظمى وقتى و كذلك عامل السن، وكل هذه الكتب التى هى فى المطبعة الان كتبتها قبل ان اتسلم وظيفتى فى الامم المتحدة، وكتابى عن ابيى كتبته فى الثمانينيات من القرن الماضى و لكنى لم اطبعه لان الوضع فى ابيى كان جيداً وقتها ولكن حان الوقت لطباعة هذا الكتاب حتى يطلع عليه الناس.



    * كيف ترى أزمة دارفور، وكيفية الخروج منها؟



    و الله شوف، انا دائما اقول بان مشكلة دارفور هى مشكلة حقيقية تتعلق بعمل الاشياء الصحيحة ولكن ما تم هنالك دائماً اوصفه بالافعال و السياسات الخاطئة و الغير موجهة. الناس و خصوصاً فى العالم الغربى يرون ما يحدث فى دارفور بمعزل عن ما يحدث فى السودان و هنا تكمن الكارثة لان ما يحدث فى دارفور لا يختلف عما حدث فى الجنوب، جبال النوبة او جنوب النيل الازرق، وبل هى نفس المشاكل التى تعانى منها المناطق الاخرى كما نسميها الان بالمناطق المهمشة. وعلينا ان نسال انفسنا هل مشكلة دارفور منفصلة عن بقية المشاكل التى يعانى منها السودان؟ و اذا اخذنا بعض الافكار التى جاءت فى إتفاقية السلام الشامل ما بين الحركة الشعبية و الحكومة السودانية لتفادينا ما يحدث فى دارفور الان، و الراحل د. جون قرنق كان يقول بان إتفاقية السلام الشامل ليست النهاية و إنما هى ضربة البداية لتغيير السياسات و الإنتقال بالسودان لمربع اخر غير المربع الحالى وهو السودان الديمقراطى الذى يتيح للناس مخاطبة المشاكل بصورة فيها شمولية و ليس حلول فردية و قصيرة الامد. أعتقد بان المهم ليس ان يلهث الناس وراء تعريف سريع و مستعجل للمشكلة على شاكلة هل ما يحدث فى دارفور تصفية عرقية ام لا؟ فهذا الحديث مضيعة للوقت و يجعل السودان يشعر بانه مستهدف من القوى الغربية، واذا قال الناس بانها تصفية عرقية فالسؤال التالى يكون ماذا انتم فاعلون؟ الامريكان يقولون بانها تصفية عرقية ولكنهم يقولون بانهم لن يفعلوا اى شىء مختلف مما يقومون به الان، الامم المتحدة تقول بان ما يحدث ليس تصفية عرقية و الجرائم التى ترتكب هنالك هى جرائم خطيرة، فعليه بدل الدخول فى كل هذه المسائل الشائكة يجب علينا القيام بشىء عملى و محسوس لحل الازمة هنالك. وهنا كانت مشكلة القوى الغربية التى ادخلت نفسها فى معارك طويلة من التعريفات لما يحدث فى دارفور افقدتها الرؤية السليمة للاشياء وهى بان ما يحدث ف دارفور ليس معزولاً عما يحدث فى السودان ككل، وفقدت هذه القوى الفرصة لحل الازمة منذ امد طويل، و الامل الان الان تعود هذه القوى لتنظر للمشكلة من جديد حتى تستطيع إيجاد حل لها بمساعدة الاطراف المتحاربة للجلوس على طاولة المفاوضات، و إتفاقية السلام الشامل بها بعض الاسس التى ربما تساعد فى الوصول الى حل لهذه المشكلة.





    * انت مساعد الامين العام للامم المتحدة و مسؤول عن ملف الحماية من التصفية العرقية و القتل الجماعى.. ماذا فعلتم من أجل دارفور؟



    من الخطأ ان يعتقد الناس بانه تم تعينى فى هذا المنصب لانى سودانى و بسبب مشكلة دارفور، وفى الواقع اخبرنى الامين العام للامم المتحدة بان تعينى فى هذا النصب لا علاقة له بسودانيتى او ملف دارفور، و ربما له علاقة ما حدث فى يوغسلافيا السابقة و رواندا، ودورى هو حماية الناس بتدخل الامم المتحدة قبل حدوث التصفية العرقية و ليس قبلها بمعنى ان انظر لمناطق النزاع حول العالم و عندما ارى بان هنالك وضع سوف يؤدى الى تصفية عرقية او قتل جماعى ان اخبر الامم المتحدة للتحرك بصورة عاجلة و ليس بعد وقوع الكارثة. وفى وجهة نظرى ليست الخلافات العرقية و الدينية وحدها التى تؤدى الى التصفية العرقية و لكن السلطة، العنصرية و الإقصاء كل هذه العوامل تساهم فى قيام الناس بتصفية مجموعة عرقية بكاملها من على وجه الارض، فعليه موضوع التصفية العرقية لا يتخص بمنطقة عرقية بعينها و إنما هو مشكلة عالمية بامكانها ان تحدث فى اى مكان فى العالم، فعليه علينا توعية المجتمعات بما الذى يؤدى الى التصفية العرقية و ماهى سبل الوقاية منها، وهنالك الكثير من الدول بها خلافات دينية و عرقية ولكنها إستطاعت ان تدير خلافاتها بصورة جيدة جعلت من التنوع مصدر قوة لتلك الدول، فمثل هذه التجارب نريد نقلها للدول التى ما زالت تعانى من النزاعات و الصراعات العرقية و الدينية. و بالطبع التصفية العرقية هى من ابشع الجرائم يجب علينا ان نتحرك قبل وقوعها فى اى بلد و إن حدثت علينا بمعاقبة المتسببن فيها حتى نمنع تكرارها فى منطقة اخرى من العالم. ومن الطبيعى بان مرتكبى هذه الجرائم لا يعترفون بها و كذلك المجتمع الدولى يخشى ان يعترف بان هنالك تصفية عرقية فى اى منطقة فى العالم لانهم لو إعترفوا بها فعليهم التحرك لوقفها، علي ان اعترف بان التصفية العرقية دوماً تكتشف بعد حدوثها و لذلك انا دورى هنا هو الحماية منها و التحرك بعد قبل حدوثها، و تفويضى هنا دولى و لا يختص بمنطقة بعينها. على كل حال وظيفتى هنا ليس توفير اجوبة عن الصراع فى دارفور او اى منطقة اخرى، و هل هو تصفية عرقية ام لا ولكن دورى هو توفير معلومات للامم المتحدة للتحرك فى بعض مناطق النزاع حول العالم لحماية الناس قبل وقوع التصفية العرقية و القتل الجماعى.



    مع تحيات الحملة الوطنية لاستئصال شلل الافكار
                  

العنوان الكاتب Date
لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin01-28-09, 12:05 PM
  Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي Frankly01-28-09, 12:16 PM
    Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin01-28-09, 12:49 PM
      Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin01-28-09, 01:03 PM
  Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin01-28-09, 12:22 PM
    Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin01-28-09, 01:36 PM
  Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي Frankly01-28-09, 03:30 PM
    Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin01-29-09, 09:47 AM
      Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي Frankly01-29-09, 09:11 PM
        Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي Frankly02-11-09, 00:59 AM
      Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي Frankly01-30-09, 05:43 PM
        Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي عبد العظيم احمد01-30-09, 05:59 PM
          Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي Abdelmuhsin Said01-30-09, 06:27 PM
          Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin01-31-09, 12:01 PM
        Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin01-31-09, 12:10 PM
          Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي M A Muhagir01-31-09, 01:22 PM
          Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي Frankly01-31-09, 08:18 PM
            Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي محمد الامين احمد01-31-09, 08:29 PM
            Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-01-09, 12:21 PM
              Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-07-09, 01:16 PM
                Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-07-09, 01:37 PM
                  Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي Deng02-08-09, 09:14 AM
                    Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-09-09, 12:36 PM
                      Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي Frankly02-09-09, 02:43 PM
                        Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-10-09, 01:54 PM
                          Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-10-09, 02:23 PM
                            Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي Frankly02-10-09, 04:44 PM
                              Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي Hisham Amin02-11-09, 02:48 AM
                                Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-11-09, 07:26 AM
                                  Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-11-09, 07:41 AM
                                    Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-11-09, 07:50 AM
                                      Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-11-09, 08:05 AM
                                Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-11-09, 08:28 AM
                                  Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي مجاهد عبدالله02-11-09, 02:34 PM
                                    Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-12-09, 09:08 AM
  Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-14-09, 02:26 PM
    Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-15-09, 09:09 AM
      Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي adil amin02-21-09, 08:13 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de