لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 04:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-28-2009, 12:05 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي








    هل الصورة والشعار ديل
    وتاييدك للانفصال لاسباب
    1- دينية
    2- سياسية
    3- عنصرية

    وانت اصلا لا تفقه في الدين ولا في السياسة
    وبجيك ص عشان اعري عنصريتك المتلبسة بلبوس الدين
    ولو مليت بروفايلك البشع بادعية الحصن الحصين او رياض الصالحين
    انت امرؤ فيك جاهلية
                  

01-28-2009, 12:16 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)
                  

01-28-2009, 12:49 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: Frankly)

    يا سلام عليك
    يعني انت اعتمدت كلام الصحفي محمد الحسن وتاويلاته عن كلام جون قرنق..واصلا هذا الكلام يجد صدى في نفوس الشماليين المريضة ليس كل الشماليين ولكن من كان سلفي او اخومسلم(كوز) او بعثي شوفيني.. وكلها افكار قبيحة قادمة من خارج الحدود
    طيب انا بجيب ليك كلام جون قرنق شخصيا هنا

    وتقراه بذهنية حرة ومتفتحة ونحن عايزين نعلمك الليبرالية وتستخدم وعيك الخاص
    وقبل ذلك تجاوب انت كمواطم سوداني
    ما هي دوفعك كشمالي لدفع الجنوبيين على الانفصال وان غبر معني بالاسنفتاء
    هل السبب ديني؟
    1- تعتقد ان السودان مسؤل من الاسلام كدين عالمي...وهل نحن دولة اسلامية اصلا؟ وما هي الدولة الاسلامية في نظرك؟

    ام سياسي
    2-هل المنهج السلفي الذى تدعيه يصلح في السودان كدولة(مدنية فدرالية ديموقراطية)؟
    ام عنصري
    3_؟؟؟؟؟...وهذه تحتاج لتحليل في علم النفس السياسي ومركبات النقص في السودانيين وتشدقهم بعروبة زائفة...

    بجيب ليك كلام جون قرنق في فضائية الجزيرة واقراه كويس
    واوعك تبارى لي الكيزان الذين ضل سعيم في الحياة الدنيا في البورد ده او في السودان واعظك ان تكون ظهيرا للمجرمين


    Quote: جون قرنق.. اتفاق السلام ماذا يعني؟

    مقدم الحلقة:
    رأفت يحيى
    ضيف الحلقة:
    جون قرنق: زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان
    تاريخ الحلقة:
    12/10/2003

    - أهداف جون قرنق من تشكيل حركة تحرير السودان
    - مدى إدراج البعد الديني في الحرب السودانية
    - ملامح العقيدة الجديدة للجيش السوداني في ظل الترتيبات الأمنية
    - حقيقة وجود خلافات في الجبهة الجنوبية
    - طبيعة العلاقة بين قرنق والترابي
    - طبيعة علاقة الحركة مع مصر والعالم العربي
    - حقيقة العلاقة بين الحركة الشعبية وإسرائيل




    رأفت يحيى: أعزائي المشاهدين، السلام عليكم.

    ضيفنا في هذه الحلقة العقيد جون قرنق (زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان)، الذي خاض حرباً دامت أكثر من عشرين عاماً مع الحكومات السودانية المتعاقبة خلال هذه الفترة، حرباً كان ضحاياها أكثر من مليون قتيل، وأكثر من أربعة مليون لاجئ داخل السودان وخارجها، فضلاً عن تعطل عملية التنمية في الكثير من مناطق السودان، وباتفاق قرنق مع الحكومة السودانية حول الترتيبات الأمنية والتحضير للاتفاق حول النقاط الخلافية المتعلقة بتقاسم السلطة والثروة يصبح الطريق في نظر البعض ممهداً لتحقيق سلام شامل في كل أنحاء السودان، غير أن آخرين يساورهم شك في أن تضع الحرب أوزارها، وأن ما يجري من وجهة نظرهم هو مجرد استراحة مقاتل أو بالأحرى التحضير لبناء دولة جديدة في جنوب السودان.

    أشكرك دكتور قرنق أن أتحت لي فرصة لقائك هنا في رومبيك جنوب السودان، والحقيقة أنك تبدو أنيقاً جداً في زيك العسكري، ولكنك على وشك أن تصبح نائباً للرئيس السوداني، فمتى تتخلى عن هذا الزي العسكري وترتدي اللباس المدني؟

    جون قرنق: هناك أشخاص في الحكومة الحالية من العسكريين، ووجود مقاتلين من الجانبين في فترة ما بعد الحرب لا يعني بالضرورة أن يكون هناك نزاع، اشتغلت سابقاً في الجيش السوداني برتبة عقيد، وذلك قبل الحرب ولست جديداً على هذا الجيش.

    أهداف جون قرنق من تشكيل حركة تحرير السودان

    رأفت يحيى: دعنا نتحدث عن المشكلة من بدايتها، اسم حركتك هو تحرير السودان، من أي شيء تريد تحرير السودان؟

    جون قرنق: هي ما تعنيه بالضبط، فإذا ما أخذنا مثلاً الوضع هنا في رومبيك أو جنوب السودان، ومنذ أن خلق الله هذه الأرض لم تكن هناك طرق مرصوفة، والناس يعانون حيث يقطعون مسافات طويلة تصل أحياناً إلى خمسة أو عشرة كيلو مترات لجلب الماء، وإذا قمت بحفر بئر على مسافة تقل عن عشرة كيلو مترات ولو بنصف كيلو متر تكون قد خففت عن معاناة تلك المرأة التي تقطع عشرة كيلو مترات يومياً لجلب الماء وساهمت في تحريرها أيضاً، هناك سوء فهم لدى بعض الناس حين يتساءلون التحرر مِن مَن؟ والسؤال قد يكون بالأحرى التحرر من ماذا؟ هناك من يقول إن البلاد تحررت عام 1956، نحن لا نتفق مع ذلك، فهذا التحرير كان زائفاً، ولم يشمل كل السودانيين، نحن الآن نقوم بإشراك كل المواطنين السودانيين في عملية تحرير ثانية إذا شئت ذلك، أشركنا كل المواطنين في جنوب السودان وجبال النوبة، والفونج جنوب النيل الأزرق، والبيجا شرقي السودان بشكل لم يحصل سابقاً، حيث قرروا مصيرهم بأيديهم، وهناك الآن حركة في دارفور تطلق على نفسها حركة تحرير السودان، وتريد كذلك اتخاذ قرارات لصالح البلاد، ولذلك فبدلاً من أن تكون البلاد تحت سيطرة مجموعة قليلة من الأشخاص الذين يقررون كل شيء يجب أن يتم إشراك كل السودانيين في اتخاذ القرارات.

    رأفت يحيى: إنك لديك تفسيراً يبدو فلسفياً أكثر لما تقصده بتحرير السودان، أنت تقصد بالتحرر -كما فهمت- معنىً آخر على مستوى كل السودان.

    جون قرنق: لها معنى شامل ومتكامل، وهذا جانب منها، أي التحرر من المعاناة ومن مختلف القيود ضد الحرية والحياة وفيما يتعلق بطريقة الحكم فإن المعايير المتبعة في السودان مقيدة للحرية، السودان يتميز بالتنوع، التنوع في تاريخه الذي يرجع إلى ما قبل الميلاد، فمنذ مملكة الكوش إلى الوقت الراهن تجد أن ممالك ودولاً ظهرت واختفت لتشكل ما يسمى الآن بالسودان، أسمي ذلك التنوع التاريخي، واليوم لدينا نمطان من التنوع، هناك أولاً التنوع العرقي، حيث يوجد أكثر من خمسمائة مجموعة عرقية في السودان يتكلمون أكثر من مائة وثلاثين لغة مختلفة، وهناك في الجانب الثاني التنوع الديني، حيث يوجد المسلمون الذين يشكلون ما بين 60 و70% من السكان، والمسيحيون وآخرون لديهم ديانات إفريقية قديمة، أنا أسمي كل ذلك التنوع المعاصر، ويجب أن ينعكس التنوع التاريخي والتنوع المعاصر على أسلوب الحكم، لكن هذا لا ينطبق على السودان، ولم يكن الأمر كذلك منذ سنة 1956، نظام الحكم في السودان قام على الإسلام والعروبة، صحيح أن الإسلام عنصر أساسي في حياتنا في السودان، وصحيح أيضاً أن عدداً واسعاً من مواطنينا لديهم خلفية عربية، لكن هذه نصف الحقيقة، ولا تمثل كل السودان الذي يتميز بالتنوع الذي تكلمت عنه من قبل، وعليه من أجل سودان جديد ومتحرر يجب أن يقبل السودان بكل أبنائه على قدم المساواة، سواءً أكانوا من ذوي الأصول الإفريقية أو العربية أو كانوا مسيحيين أو مسلمين، لأنهم في المقام الأول سودانيون.

    رأفت يحيى: أنت تريد تحرير السودان من الفقر، من الظلم، من عدم المساواة.

    جون قرنق: من عدم التكافؤ والظلم.

    رأفت يحيى: هناك تصريحات ذكرت فيها أن السودان مثل إسبانيا احتلها العرب قديماً، ويجب أن يحرر السودان الإفريقي من العرب أيضاً؟

    جون قرنق: كلا، ليس هذا ضد أحد، ومن أجل الشعب السوداني نريد أن يقبل السودان ويشرك كل مواطنيه على اختلافهم، ولتحقيق السلم والاستقرار يجب علينا أن نقبل أنفسنا، لسنا ضد أحد، ولسنا ضد العرب أو المسلمين، فلدينا الكثير منهم في منظمتنا، ومنظمة النوبة مثلاً أغلبية أعضائها من المسلمين، وأغلبية سكان جنوب النيل الأزرق من المسلمين، في شرق السودان أغلبية أعضاء الحركة هناك من المسلمين أيضاً، هناك أفراد في منظمتنا كياسر عرمان ومنصور خالد هم مسلمون وذوو أصول عربية، إن الاتهام الذي يوجهه الناس لنا بأننا ضد العرب والمسلمين غير صحيح على الإطلاق، إذ ليس بإمكاننا ذلك، لأن المسلمين هم الأغلبية في بلادنا، وهذا ليس صحيحاً نريد سوداناً ينتمي إليه كل المواطنين على قدم المساواة.

    مدى إدراج البعد الديني في الحرب السودانية

    رأفت يحيى: رغم هذه الأسباب الرئيسة التي أشرت إليها إلا أن هناك بعض العناصر من الجانبين تريد أن تعطي هذه الحرب بعداً دينياً، مسلمين ومسيحيين من الجانبين، ليس فقط من الداخل وإنما من خارج السودان أيضاً.

    جون قرنق: حسناً، إذا كانوا من خارج البلاد فلا يمكنني أن أتكلم عنهم، لأنهم سيفعلون ذلك بأنفسهم، لكن من داخل البلاد ومن وجهة نظرنا كحركة لم نقل أبداً إنها حرب دينية، بل على العكس تماماً فالطرف الآخر -أي الحكومة- هي التي كانت تقول دائماً إنها كذلك، بل إنها تحركت وأعلنت الجهاد ضدنا نحن سكان الجنوب وضد سكان جبال النوبة، وفي عام 1993 اجتمع علماء كردفان وأصدروا فتوى للجهاد ضد سكان جنوب السودان وجبال النوبة، وإذا ما فتحت جهاز التليفزيون في أم درمان، أو أي وسيلة إعلام أخرى ستجدها تدعو إلى الجهاد مراراً وتكراراً، إذن الطرف الحكومي هو من كان يؤكد على الجانب الديني للحرب، نحن لا ننفي وجود عناصر دينية للصراع، وهناك طبعاً دلالات دينية، لكن الحركة لم توجد ولم تؤسس ولم ترتكز على أبعاد دينية.

    رأفت يحيى: ولكن هناك أطرافاً دينية في أوروبا وربما أميركا تروج لذلك البعد الديني في الصراع أيضاً.

    جون قرنق: طبعاً، لدى بعض الأشخاص في أوروبا وأميركا مخاوف من ثلاثة أمور، الاضطهاد الديني في السودان، لأنه تم حرق بعض الكنائس، وتعرض المسيحيون هناك في الخرطوم مثلاً إلى الاضطهاد الديني، وتم اعتقال أشخاص في كاتدرائية هناك في عدة مناسبات، هناك أيضاً مخاوف بخصوص الحريات الدينية والعبودية وحقوق الإنسان في البلاد، وإن هذه الموجة أو الحركة هي حركة عالمية لا تقتصر على السودان فحسب، هناك أيضاً مخاوف عامة حول الديمقراطية والحريات الدينية وحقوق الإنسان في العالم كله، فالعالم أصبح قرية كونية.

    ملامح العقيدة الجديدة للجيش السوداني في ظل الترتيبات الأمنية

    رأفت يحيى: إذا تحدثنا عن اتفاق الترتيبات الأمنية التي توصلت إليها مع السيد علي عثمان طه فإن هناك نقطة مهمة تتعلق بعقيدة مشتركة تخص القوات التي سيجري تشكيلها من الجانبين، هل تعتقد أن هذه العقيدة المشتركة ستحل محل عقيدة سابقة قاتل بها كل من الشماليين والجنوبيين، العقيدة الدينية التي حكمت جانباً أساسياً في الصراع، النظر إلى الآخر على أنه كافر أو أنه مسلم يجب قتاله، أي عقيدة جديدة تقصدون من خلال هذا الاتفاق؟

    جون قرنق: هذا سؤال جيد، لكل جيش في العالم عقيدته العسكرية التي يتخذها قاعدة في تدريبه وثقافته، ثقافة الجيش تقوم على هذه العقيدة، الجيش الحكومي يعتمد في عقيدته العسكرية على الجهاد ونشر الدين وحمايته، هذه هي عقيدتهم، أما عقيدتنا نحن في الجيش الشعبي لتحرير السودان فهي تعتمد على التحرر من أجل السودان الجديد، إذا كنا سنشكل وحدات منسجمة من هاتين العقيدتين المختلفتين فإن هذه الوحدات التي ستنصهر فيما بينها يجب أن تقوم على أساس قاعدة جديدة، لا هي بعقيدة الجهاد ونشر الدين وحمايته، ولا هي عقيدة التحرير من أجل سودان جديد، بل هي شيء مشترك، شيء جديد نسميه العقيدة المشتركة، بدل العقيدة الجديدة، لأن كلمة جديدة ربما ستبدو متشابهة أو مشابهة لتعبير السودان الجديد، أردنا شيئاً يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وتوصلنا إلى حل وسط هو العقيدة المشتركة.

    خلال السنة الأولى من الفترة الانتقالية سيجتمع الطرفان لتطوير هذه العقيدة، وستكون طبعاً عقيدة تمثل شيئاً جديداً، سوداناً جديداً فعلاً، نعم ستكون مختلفة لأنها لن تركز على خلافاتنا، بل ستبرز الأشياء المشتركة بيننا، وذلك سيؤدي إلى خلق جيش جديد، إذا اخترنا تنظيم استفتاء في حدود ست سنوات وصوَّت الجنوبيون للوحدة سيصبح لدينا جيش جديد يمثل فترة ما بعد الاستفتاء أو ما بعد وضع الفترة الانتقالية، إذن سيتم استخدام هذه العقيدة الجديدة أو العقيدة المشتركة خلال الفترة الانتقالية لتدريب الوحدات المنسجمة والجيش الشعبي لتحرير السودان والجيش الحكومي، وذلك حتى ينشأوا معاً خلال المرحلة الانتقالية بدل الانتظار حتى موعد الاستفتاء وتصويت الناس على الوحدة، لقد بدأنا فعلاً بتشكيل الجيش الجديد منذ الآن من خلال تدريب الجيوش الثلاثة، حيث سيكون هناك ثلاثة جيوش خلال الفترة الانتقالية، ستُدرب الوحدات المندمجة والجيش الشعبي لتحرير السودان والجيش الحكومي على هذه العقيدة الجديدة حتى إذا جاء موعد الاستفتاء ستكسب الوقت، وإذا صوَّت الناس على الوحدة سيكون سهلاً تشكيل جيش جديد ينتمي إلى المرحلة الجديدة.

    [فاصل إعلاني]

    رأفت يحيى: بعض المراقبين ينظرون إلى اتفاق الترتيبات الأمنية بتوجس ويرون فيه صعوبة لأن يطبق على الأرض؟

    جون قرنق: طبعاً سيتم تطبيقه، ما ينص عليه الاتفاق الأمني هو أنه سيتم نشر الجيش الحكومي شمال خط الحدود بين الجنوب والشمال والجيش الشعبي لتحرير السودان جنوب الخط، لا يجب أن تكون هناك أي صعوبات، لكن بما أننا بلد واحد، فإننا سنمثل هذه الوحدة في الوحدات المندمجة، وكذلك في العقيدة المشتركة، لذلك سيبقى الجيش السوداني في الجنوب على شكل وحدات مندمجة، كما أن الجيش الشعبي لتحرير السودان سيكون في الشمال على شكل وحدات مندمجة كذلك، وهذا سيمثل وحدة البلاد وسيادتها، لذلك لا أرى أي صعوبات في تطبيق ترتيبات الاتفاق الأمني.

    رأفت يحيى: بعض السودانيين يعتقدون أن قرنق كان لبقاً إلى حد بعيد في أن يحصد الكثير من المكاسب، ومع ذلك لا يزال بعض أنصاره داخل الحركة غير مرحبين باتفاق الترتيبات الأمنية.

    جون قرنق: أولاً لم نحصل على الكثير من الحكومة، قد يبدو ذلك كذلك، ولكن لماذا؟ لأن الحكومة أخذت كل شيء، ولم تترك لنا شيئاً، ليس لنا إذن ما نقدمه إلى الحكومة، وهي التي تملك كل شيء، وعليها أن تعطيه، لذلك أفترض أن الحكومة أخذت 100 نقطة وأعطتنا نقطة واحدة، وهذا كثير لأنهم يملكون كل شيء، ليس صحيحاً إذن أننا أخذنا كل ما نريد من الحكومة، إنه اتفاق سياسي عادل.

    فيما يخص الترتيبات الأمنية، فالاعتراف بكون الجيش الشعبي لتحرير السودان جزءاً من الجيش السوداني ضروري لإنهاء الحرب، وعليه فقد نالت الحكومة شيئاً، وهو أننا قبلنا إنهاء الحرب، وهذه نقطة إيجابية للشعب السوداني، والجيش الشعبي لتحرير السودان وللحكومة.

    أما فيما يتعلق بالسودانيين في الجنوب، فلهم الحق في إبداء التشكك، لأنهم سبق وأن خُدِعُوا مرات عدة، فالزعيم الجنوبي السابق السيد (أبيل ألير) ألف كتاباً سماه "نقض المواثيق"، يحمل نفس المضامين، إذن لا ألوم الجنوبيين في كونهم متشككين، لأنهم سقطوا في كثير من المطبات في الماضي، ولا يريدون تكرار ذلك، لكننا واثقون أنه سيتم التعامل مع مخاوفنا بخصوص وجود جيشين خلال الفترة الانتقالية، وهذا يمنحنا الأمان ويحد من مخاوفنا، أما بالنسبة إلى الشماليين وجيش السودان فقد يساورهم الخوف من وجود جيشين، مما يؤدي إلى استقلال مبكر في الجنوب السوداني، وهذه مخاوف مشروعة كذلك، وسنحتاج إلى التعامل مع هذه المخاوف من خلال طمأنة الشماليين بدعوتهم إلى التعاون خلال الفترة الانتقالية، ووضع المعايير الضرورية التي ستضمن أن الوحدة ستكون جذابة.

    رأفت يحيى: دعني أطرح عليك قضية أخرى، أن الدكتور قرنق سوف يعمل على بناء جنوب السودان خلال الفترة الانتقالية، والتي مدتها 6 سنوات، سيعمل على الحصول على الكثير من الدعم من الشمال، خاصة مع وجود البترول، وبالتالي فإنه خلال الفترة الانتقالية ستتشكل نواة دولة جديدة في الجنوب.

    جون قرنق: من حق جنوب السودان أن يتطور من خلال موارده الخاصة، وموارد أخرى تأتي من الخارج، من الغرب ومن جامعة الدول العربية، فقد زرت الجامعة والتقيت بعمرو موسى للحديث معه حول الصندوق العربي لتنمية جنوب السودان، وأوجه نداءاً عبر قناة (الجزيرة) إلى العالم العربي للمساعدة في تنمية جنوب السودان، ولجعل الوحدة تبدو أكثر جاذبية أيضاً، وعليه فإذا طورنا جنوب السودان، سنطور بذلك الإنسان السوداني، لأن جنوب السودان يمثل ثلث سكان البلاد، إذا طوَّرت ثلث السكان الذي تم إهماله بالإضافة إلى النوبة والفونج جنوب النيل الأزرق، سيكون هناك رأيان، رأي يقول إنك تطور دولة جديدة، وآخر يقول إنك تطور الشعب السوداني والسودان، وذلك هو هدفنا، أي تطوير الشعب السوداني، وجعل أقاليم النوبة والفونج جزءاً ألا يتجزأ من الشعب السوداني، وهذه المخاوف في الحقيقة لا أساس لها.

    رأفت يحيى: الآن وكما أشرت هناك بعض السودانيين في غرب السودان، وفي مناطق أخرى في البلاد يعانون مثل الجنوبيين، وهذا الاتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية، سوف يشجع هذه الأطراف السودانية الأخرى أن ترفع السلاح في وجه الحكومة لأخذ حقوقها أيضاً بالقوة، إذا اقتضى الأمر.

    جون قرنق: قد يشجع ذلك مجموعات أخرى لحمل السلاح ضد الحكومة، ومن أجل منع ذلك على الحكومة أن تبذل قصارى جهدها وتذهب إلى تلك المناطق في غرب السودان وشرقه لتنميتها، إن الإهمال والتهميش يدفعان الناس إلى التمرد، صَدَقت، الناس سيتمردون لو تم إهمالهم، لا يجب أن نتخوف من ذلك، يجب أن يكون في ذلك رسالة إلى الحكومة مفادها أنه إذا أرادت أن تمنع أشخاصاً آخرين من اقتفاء أثر الجنوب والجيش الشعبي لتحرير السودان، يجب على الحكومة أن تهيئ برامج لتنمية المناطق المهمشة في السودان، حتى تتجنب تمرداً آخر، لأنه إذا لم تتم تنمية هذه المناطق ستتمرد بصرف النظر عن وجود أو عدم وجود الجيش الشعبي لتحرير السودان، إنهم بشر، صحيح أن بعض المناطق في الشمال تعاني أكثر من الجنوب، ففي شرق السودان مثلاً حيث زرت البيجا، تعاني كثير من المناطق هناك من التخلف الشديد، هنا الوضع أحسن، فالأمطار تسقط والأراضي خضراء، أما هناك فالصحراء قاحلة، ويصعب العيش دون تدخلٍ من الحكومة التي لم تفعل شيئاً حتى في قبيلة الرشايدة، الناس يعانون الإهمال، حيث لا مدارس ولا ماء، وينتقل الناس بجمالهم من مكان إلى مكان، إنها مسؤولية الحكومة.

    رأفت يحيى: قريباً جداً يتوقع أن يكون الدكتور قرنق نائباً للرئيس السوداني، فما هو تصورك لحل المشكلات السودانية التي أفرزت الحرب؟

    جون قرنق: لم يتم الاتفاق بعد على قضية تقاسم السلطات، بما فيها الرئاسة، وهناك اقتراحات أحدها يقول إن منصب رئيس الجمهورية يجب أن يعطى للحركة الشعبية لتحرير السودان، الاقتراح الثاني وهو الذي تم طرحه من قبل الوسطاء في منظمة الإيجاد، وبعض المراقبين الاقتراح الخاص بالحركة الشعبية لتحرير السودان ينص على التناوب على منصب الرئيس، وتقسيم المرحلة الانتقالية إلى فترتين، تستغرق كل واحدة منهما ثلاث سنوات يتم خلالها التناوب على السلطة.

    وبخصوص الجزء الأول من سؤالك ليس هناك اتفاق حول الرئاسة، أما ما يتعلق بدور الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان في مرحلة ما بعد الحرب، فإننا سنركز أساساً على التنمية، والرفع من مستوى معيشة الناس، كتزويد منازلهم بالمياه، وإيجاد أسواق لمحاصيلهم فهذا ما سنركز عليه أساساً.

    رأفت يحيى: ولكن الجنوب يشكل فقط 30%، كيف يمكن أن تتبادل السلطة مع الرئيس السوداني لمدة ثلاث سنوات؟ هل في ذلك عدل؟

    جون قرنق: ألا تظن ذلك، نعم أرى إنه أمر عادل، هكذا تم إيقاف الحرب في بوروندي من خلال التناوب على السلطة، طبعاً بالنسبة للحركة الشعبية والجيش الشعبي وسكان جنوب السودان سيكون ذلك عادلاً، وأعتقد أن الأمر سيكون كذلك بالنسبة للشعب السوداني، وقد لا يكون ذلك عادلاً عند أولئك الذين اعتادوا على السلطة في الخرطوم، لكن هذا يعتبر حلاً نزيهاً عند عامة الناس في السودان.

    رأفت يحيى: في هذه الحالة وأنت تتطلع لأن تكون رئيساً للسودان، هل أنت في هذه الحالة تمثل السودانيين الجنوبيين؟ أم كل الشعب السوداني؟

    جون قرنق: كلاهما معاً، الحركة طبعاً انبثقت من جنوب السودان للتعبير عن مطالب سكان الجنوب، لكن هذه المطالب لا تنحصر في جنوب السودان، بل تهم كذلك بقية الشعب السوداني، ونحن لدينا رؤية للسودان الجديد ونمثل أفكاراً حول مستقبل السودان، وأيضاً مصالح الكثير من الناس، لأن النضال لا ينطلق من فراغ، ونحن نعبر عن هواجس ومطالب خاصة للناس، فسكان جنوب السودان ضحوا بأرواحهم حيث يجري الحديث عن حوالي مليون قتيل وأربعة ملايين من اللاجئين، ولا أعرف مدى صحة هذه الإحصائيات، لكن هناك الكثير من المعاناة التي تحملها سكان جنوب السودان، إننا نمثل الشعب السوداني من جنوب السودان وجبال النوبة والفونج جنوب النيل الأزرق إلى شرق السودان، ولدينا الكثير من الدعم في كل مناطق البلاد.. في الجامعات وحتى في أقصى الشمال، ففكرة السودان الجديد شعبية ورائجة جداً، إذن فنحن نمثل الأفكار والناس كذلك.

    حقيقة وجود خلافات في الجبهة الجنوبية

    رأفت يحيى: دعنا نتحدث عن الوضع في الجنوب، هناك حديث عن خلافات بين القبائل الجنوبية، بين الدنكا والنوير، الجنوب يبدو ليس جبهة موحدة أمام الحكومة، كيف ترى ذلك؟

    جون قرنق: هذه ليست خلافات جوهرية كبيرة، ما هو الخلاف بين قبائل الدنكا والنوير؟ كلاهما يعاني الفقر والتهميش والقمع، ليس هناك إذن خلافات جوهرية، لكن زعماء القبيلتين يستغلون الاختلاف العرقي لخدمة أهدافهم الخاصة، كما أن الحكومة في الخرطوم تستغل هي الأخرى هذه الخلافات، لكن عندما يتم التوصل إلى اتفاق سلام وتسوية سياسية عادلة، وإذا ضمَّت الحكومة في جنوب السودان آخرين، لن يكون هناك خلافات جوهرية، سيكون هناك طبعاً خلافات سياسية مثل تلك التي توجد في أي بلد، لكن سنكون قادرين على حل تلك المشاكل.

    رأفت يحيى: عندما نتحدث عن تقاسم الثروة، ما هي رؤيتك لحسم هذه القضية مع الحكومة؟

    جون قرنق: نحن قدمنا موقفنا، ونعتقد أنه يجب تقسيم الثروة النفطية بالتساوي، وأن تحصل منطقة (بانتيو) على حصة عادلة من النقاط الموجود هناك، وكذلك الحكومة في جنوب السودان، يجب أن تحصل على حصتها، والباقي من العائدات يجب أن يذهب إلى كل الشعب السوداني، إننا نتحدث عن النسبة المئوية التي يجب أن يحصل عليها كل من المنطقة المنتجة للنفط وحكومة جنوب السودان وبقية الشعب، وسوف نتفاوض على هذا الأساس.

    طبيعة العلاقة بين قرنق والترابي

    رأفت يحيى: لو توضح لنا أي نوع من العلاقة تربطك بالدكتور الترابي، خاصة وإنكما تمثلان تياران متناقضان؟ الترابي يمثل توجهاً إسلامياً، فكراً أيديولوجياً إسلامياً؟

    جون قرنق: الحكومة التي كنا بصدد التفاوض معها في نيباشا، كانت تحاربنا وكنا في حالة حرب معها، والدكتور حسن الترابي كان جزءاً من هذه الحكومة، وهم من نفس الحركة السياسية، وهذه حقائق على الأرض، هدفنا السعي لإقامة علاقاتٍ مع كل القوى السياسية في البلاد، مهما كانت ميولاتهم الأيديولوجية، لأننا في بلد واحد هو السودان، ويجب عليَّ أن أعمل مع الجميع، بصرف النظر عن قناعاتهم الأيديولوجية، لكي أستطيع التوصل إلى تسوية سلمية، وعليه فإن المحادثات التي أجريناها مع الدكتور حسن الترابي ومولانا محمد إسماعيل الميرغني وسعيد صادق المهدي في القاهرة، أسفرت عن إعلان القاهرة، وبذلت كل هذه الجهود من أجل إجماع وطني وإجماع حول السلام نفسه، عكس ما حصل في اتفاق أديس أبابا، الذي شاركت فيه القيادات فقط، نحن نريد إشراك جميع القوى السياسية السودانية في عملية السلام لنتوصل إلى إجماع وطني حول السلام نفسه.

    طبيعة علاقة الحركة مع مصر والعالم العربي

    رأفت يحيى: ما هي رؤيتك لطبيعة العلاقة التي تربط الحركة الشعبية بالعالم العربي؟ وخاصة بمصر التي يبدو أنها قلقة على مصادر المياه في الجنوب؟

    جون قرنق: علاقتي الشخصية مع مصر جيدة جداً، وعلاقة الحركة مع مصر جيدة كذلك، لقد زرت مصر لأول مرة عام 97، ولدي علاقات واسعة مع الأوساط المثقفة والإعلام والعديد من المنظمات ومع الحكومة، ومنذ عام 97 تمكنَّا خلال ست سنوات من بناء علاقات وثيقة مع مصر، الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان، وحكومة جنوب السودان لن يهددوا بأي حال من الأحوال مصالح مصر المائية، أنا شخصياً كتبت رسالة الدكتوراه في مشروع قناة (جونغلي)، ولا أعارض تلك القناة، بل فقط ناقشت التقسيم العادل لمزايا القناة، حتى يستفيد سكان منطقة القناة من المياه، إذن حتى قبل الحرب من خلال مساهماتي الشخصية في رسالة الدكتوراه، دعمت مشروع القناة.

    فيما يخص مصر أنا دائماً أتحدث عن وادي النيل، والتفاعل التاريخي مع وادي النيل، ففي تاريخ مصر كان الجنوب دائماً هو سبب نجاة البلد، ووحدة مناطقها العليا والسفلي، وبالإمكان كذلك الآن أن يؤمن الجنوب خلاصاً لمصر، ولا يشكل تهديداً على الإطلاق، بل على العكس هو منفعة، وسنواصل العمل على تطوير هذه العلاقات.

    وفيما يتعلق بالعالم العربي أنوي إقامة علاقات واتصالات واسعة مع بقية العالم العربي، من خلال جامعة الدول العربية، وأيضاً عبر علاقات ثنائية مع الدول العربية، لدينا علاقات تاريخية في جنوب السودان مع الكويت ولنا اتصالات جيدة مع الشيخ زايد، وسنواصل توطيد العلاقات مع العالم العربي.

    حقيقة العلاقة بين الحركة الشعبية وإسرائيل

    رأفت يحيى: هناك تقارير عديدة عن نشاط إسرائيلي واسع في جنوب السودان، سواء على مستوى دعم الحركة مادياً، أو تدريب عناصرها عسكرياً، إلى أي مدى هذه التقارير صحيحة؟

    جون قرنق: حسنا إنه لأمر جيد أنك موجود هنا في رومبيك، ولم ترَ أي إسرائيلي هنا، كانت هناك أخبار أغلبها من ترويج بعض المشوِّشين، الذين يريدون تخويف السودانيين بالشمال، والعالم العربي من علاقات الجيش الشعبي لتحرير السودان مع مصر، لقد أُشيع كذلك أنني أنجزت دراستي الجامعية في إسرائيل، والحقيقة أنني لم أزر إسرائيل أبداً من قبل، إنها مجرد دعاية تسوقها حكومة الخرطوم لتقديمنا إلى العالم العربي في صورة سيئة، وعلى العكس فإن العديد من الدول العربية تقيم علاقات مع إسرائيل، إنها مجرد دعاية، ولم نتلقَ أي مساعدات من إسرائيل، ومصادر المخابرات العربية تستطيع أن تؤكد صحة ذلك بنفسها، مصر تملك جهاز مخابرات جيد، وبإمكانها أن تعلم ذلك بطريقتها الخاصة، وأنا متأكد أنهم سيكتشفون أن الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان لم يتلقيا إطلاقاً أي مساعداتٍ من إسرائيل.

    رأفت يحيى: Dr. Garang, Thank you so much to giving me this unique opportunity.

    جون قرنق: You are welcome .


    اوعك تشرد....
                  

01-28-2009, 01:03 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: محمد الحسن أحمد

    السودان: جاذبية الانفصال تفاجئ مقدمات السلام

    يلزم الحكومة السودانية والحركة الشعبية بقيادة قرنق، وضع برنامج موحد ومحدد لجعل الوحدة جاذبة لأهل جنوب السودان، لأن التحركات التي بدت تطفو على السطح لا تشي بهذا الهدف الذي نصت عليه اتفاقية السلام، وإنما العكس تماماً، وهذا ما تجلى في تصريحات وتصرفات من جانب الحركة، على وجه الخصوص. وما لم يضبط إيقاع التصريحات والأفعال، فإن أهم دعائم الاتفاق آيلة للانهيار قبل أن يمضي الجميع خطوة واحدة في تنفيذ الاتفاق. وما يُقال عن تصرفات الحركة، يمكن أن يُقال مثله بالنسبة للحكومة من زاوية أخرى، سواء بصمتها أو بالتبرير المعكوس!

    دعونا نبدأ بما استهلت به الحركة الترويج والتبشير للاتفاق، لقد ذكر قرنق في أول مؤتمر صحافي له «وحدة السودان هي أكبر تحدّ يواجهه الشماليون وليس الجنوبيون في الفترة المقبلة، وان من بين الشماليين من يحرص على احتكار السلطة ويستنكر تولي مسيحي رئاسة البلاد»، وزاد: «انكم لا تستطيعون الدعوة إلى الوحدة وأنتم تنظرون إلينا على أننا أدنى منكم!».

    بكل تأكيد ان كل من يقرأ أو يسمع هذه التعابير من قرنق، لا يجدها متناسقة مع الدعوة لجاذبية الوحدة، وإنما يجد فيها ما يمهّد للانفصال، فضلاً عن مجافاتها للحقيقة. فقوله عن استنكار تولي مسيحي لرئاسة الدولة، يدحضه حتى دستور البلاد، الذي وضعته الجبهة الإسلامية، حيث لا يوجد فيه نص عن دين الدولة، ناهيك من أية إشارة لدين مَن يترشح للرئاسة أو النيابة!. وعلى الرغم من كل ذلك، فإن اتفاق السلام ينص على وضع دستور انتقالي، الآن الحكومة والحركة تصوغان مواده معاً في كينيا، متجاوزتين حتى مشاركة الآخرين لهما كما نصت الاتفاقية!

    وفوق هذا وذاك، كيف أباح قرنق لنفسه أن يتساءل عن إمكانية الوحدة، بينما ينظر الشماليون للجنوبيين بأنهم أدنى منهم، والاتفاقية من شأنها تعزيز المساواة وتحقيق العدالة في قسمة السلطة والثروة، وهو الموقع عليها والمشارك في تنفيذها والمفترض فيه أن يبشّر بالوحدة تمشياً مع هذا الاتفاق.

    أما قوله «إن وحدة السودان هي أكبر تحدّ يواجهه الشماليون وليس الجنوبيون»، فهو قول يجافي الحقيقة والواقع، لأن التحدي يشمل الجميع والمسؤولية مشتركة بحكم نصوص الاتفاق والشراكة في الحكم والتطبيق. ولهذا، فإن تبرّؤه من المسؤولية لا يشي بالروح الوحدوية التي ألفناها فيه وفي شعارات حركته والالتزامات التي ظل يؤكدها على الدوام!

    وإذا اكتفينا بهذا القدر من استعراض جزئية من تصريحات قرنق، فيلزمنا أن نتوقف قليلاً حول رد الفعل عند الحكومة، فماذا قال الدكتور حسن أمين عمر لـ «الشرق الأوسط» (الثلاثاء 25/1)، معلقاً على تصريحات قرنق «انه حديث «عادي» وموجه إلى أنصاره الذين لديهم نزعات انفصالية يزايدون بها من وقت لآخر، وانه من الطبيعي أن يقول هذا القول».

    لا شك أن هذا الرد ينطوي على تبرير مرفوض ويتناقض هو الآخر مع نصوص الاتفاقية، لأنه يبرر الدعوة للانفصال في الوقت الذي يجب أن تكون كل الجهود موجهة للوحدة.

    وإذا كان هناك انفصاليون فعلى قرنق مخاطبتهم، فهل المطلوب هو أن يشجع دعواتهم الانفصالية أم يبشر بينهم بالوحدة ويقارعهم بالحجج التي تقربهم من الوحدة، عوضاً عن تعزيز عوامل الانفصال في عقولهم ونفوسهم؟! أوليس من السذاجة وعدم المسؤولية، أن يبرّر البعض لقرنق التحدث بوجهين: أحدهما انفصالي، والآخر وحدوي؟ ألا يثير هذا بلبلة واضطراباً وربما شكوكاً حول حقيقة موقفه وموقف حركته؟ ثم أين يقع هذا كله من الالتزام بالتبشير بما يجعل الوحدة جاذبة لأهلنا في الجنوب؟.

    ولا يقف الأمر عند هذا الحد على ما فيه من سوء تقدير وتبشير وتفسير، وإنما يتعداه إلى ما يمس السياسة الخارجية ويزعزع مكانة ووضع السودان ويقلل من فرص تقديم العون له، ناهيك من إثارة نفوس الشماليين والمسلمين في السودان والعالم إجمالاً. ففي الوقت الذي تتهيأ فيه الأمم المتحدة لإرسال قوات لجنوب السودان لمراقبة وحماية تنفيذ اتفاقية السلام، فوجئ الكثيرون بالتحفظات التي أبدتها حركة قرنق على عدد من الدول التي أبدت رغبة في التطوع بمشاركة جنود منها، بحجة أن هذه المشاركة قد تجعل الهيمنة لدول إسلامية، كذلك هناك اعتراضات على مشاركة دول لها مصالح نفطية، الصين وماليزيا مثالاً!

    لا بد أن تتملك المرء الحيرة والدهشة من هذه التحفظات ضد الدول الإسلامية، علماً بأن الحركة لم تظهر من قبل أن لها مواقف معادية للإسلام، بل ان زعيمها أعلن انه ينوي القيام بزيارات للدول العربية لاستقطاب العون منها لإعادة بناء الجنوب، فكيف يستقيم هذا الموقف مع العزم على زيارة للعالم العربي؟! بل كيف يفسر هذا العداء مع تباهي قرنق في السابق بأن لدى حركته منظمة خيرية إسلامية ترعى شؤون المسلمين في حركته وفي الجنوب بشكل عام؟!.. ولا بد أن الحيرة وعلامات الاستفهام تزداد عندما تمتد تحفظات الحركة لتشمل الدول التي لها مصالح بترولية في المنطقة، لأن مثل هذه الدول تكون هي الأحرص على مراقبة وحفظ السلام بسبب مصالحها في السلام وفي السودان، وقطعاً التشكيك في نياتها لا يساعد في توسيع قاعدة تبادل المصالح معها، اللهم إلا إذا كان هناك استهداف من جهات خارجية لجمهورية الصين الشعبية!

    وتزعم قيادة الحركة أنها لم تستشر في اختيار هذه الدول المعنية بإرسال جنود منها للمراقبة وحفظ السلام كما يشير الاتفاق، وواقع الأمر، كما ورد على لسان وكيل وزارة الخارجية السودانية، أن كل ما في الأمر أن الطرفين اتفقا على أن يتحدث أفراد هذه القوات اللغتين العربية والإنجليزية، وأن يحترموا ثقافات المناطق التي سيعملون بها، وبالتالي فإنه ليس هناك ما يفرض التشاور، علما بأنها قوات أممية مكلفة من الأمم المتحدة وتحت قيادتها، فما الذي يدعو إلى التشكك فيها أو في أداء المهام المنوطة بها، وهي معروفة ومحددة، ومجيئها في الأساس لخدمة السودان وضمان تنفيذ الاتفاق؟.. وينبغي أن تقابل بالترحاب لا الارتياب، والتشكيك فيها يطعن في أمانة الأمم المتحدة ويجعل الدولة تنأى عن الإقدام بالتطوع خدمة للسودان!

    في كل الأحوال، تبدو غالب الخطوات التي خطتها الحركة الشعبية حتى الآن تسير في الاتجاه المعاكس لوحدة السودان، وانها جاذبة بكل المقاييس إلى خيار الانفصال. وللأسف لم تصدر أية إيماءة باتجاه الوحدة من الحركة، ولا أية خطوات جادة من الحكومة تصب في مسالك الوفاق أو حتى باتجاه تناغم موقف الحركة معها، ولهذا بدا الموقف المبدئي المتفق عليه من الجانبين، ألا وهو الخيار الأول للوحدة، ليس أكثر من مجرد شعار، وأن يكون العمل لجعل الوحدة جاذبة هو مجرد كلمات لم تصمد لأيام معدودات بعد توقيع الاتفاق، وما لم يوضع ميثاق مفصل ومحدد يرسم منهاج السلوك المفضي للوحدة وجعلها جذابة والالتزام به قولاً وفعلاً، فلا مجال للتفاؤل بنجاح تنفيذ الاتفاق.

    عن الشرق الأوسط





    وده المقال الانت قايلو البيان والتبيين في الرابط اعلاه
    والمختصر المفيد
    نيفاشا2005-2011) نهت مشكلة الجنوب وبقيت مشكلةالشمال
    الان عندنا مشكلة شمال مازوم
    وتحديدا انتقل الصراع من ديني زائف(شمال جنوب) الي عنصري زائف بين الغرب/دارفور والمركز/الخرطوم
    ومشكلة الشمال الحاليةمع (مجلس الامن)
    دولة الاخوان المسلمين الزائقة والمتمثلة في حزب المؤتمر الوطني والشعبي وحركة العدل والمساواة والصراع الفاجر بين الاخوان المسلمين....بعد تشظيهم المقيت كاي حزب عقائدي زبد الطابع وممسوخ وغير جدير بالاحترام او الاتباع....
    وليس الحركة الشعبية ولا جبهة الشرق ولا حركة تحرير السودان ولا حزب الامة ولا الاتحادي الديموقراطي ولا الحزب الشيوعي.. ولا القوى الديموقراطية ولا الوطنيين الحقيقيين..
    ....
    واياك واتباع الظن ان الظن لا يغني من الحق شيئا

    ونواصل اذا فهمت مقولة د.قرنق الشهيرة هن التحرر من شنو وليس من منو..
    واذا لم تفهم نقول(ان لابي حنيفة ان يمدد رجله)
                  

01-28-2009, 12:22 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: الطاهوي الجمهوري عادل امين المركّب مكنة حركة شعبية (تسلقاً)

    شايف شوية شوية بقيت توعى للخطر الذي يمتّله أمثال تراجي ومحمد سليمانأنا عندي تراجي مجرّد مهرّجة و* مدوّرة للأخبار بدون أي وعي وأي فكر ترتكز عليه أو مبادئ بل تمارس هوياتها بشي من السذاجة والإنفعال المتهوّر وتستخدم لغة تعف كل أمرأة ورجل على استخدامها

    لكن البعض قد يحلو له استخدامها لنشر اجندته فيمرر لها عبر الإيملات والتلفونات بمعلومات لا تستطيع تراجي مهما فعلت من تفّهم مراميها وأثارها ومردودها

    أمّا محمد سليمان عنصري متسلّق متاجر بأهلنا في دارفور وهذه تكفي
    يعني يا عادل أمين السلفيون في المنبر دا وعوك شوية وأزالوا الغشاوة من عيونك وخلوك ترى الأمور بشيء من التجرّد
    بصراحة مداخلتك دي خلتني ما أيأس أبداً من البنعمل فيه في المنبر

    يعني لازم نواصل ندفن في الحبوب والتقاوى حتى في زمن القحط والجدب فيوما ستنزل الأمطار ويخرج الزرع ولو بعد حين

    * مدوّرة للأخبار بمعني أنّها تأخذ خبر ما تم التفاعل معه في بوست ما فتكتب بوستاً تدوّر فيه الخبر متأثرة بمداخلات الأخرين وتأخذ منها الأشذ والنشاذ

    للفت الأنظار ونوع من تناول المعقول باللامعقولية

    كمال

    1- اولا انا لا استمد وعي من السفليين..لان السلفية فكر مازوم غير سوداني..وليس جمهوري مركب مكنة حركة شعبية نسلقا ..انا حزب امة جناح لنا مهدي...ضد العنصرية وبحلم بالسلام
    وانت لا تكتب شيء يهذب فكرة او يوقظ شعور وتشوهك من بروفايلك ظاهر..حتى تكون مثل اعلى لاحد
    وكان ممكن تكون انصار سنة نظيف لكن اصبت بكذب ولوثة الكيزان وقعدت تولول على ناس غزة بدعمهم بصور مزيفة من المكسيك..والكذب والتدليس معروف في ميزان الشريعة
    2- اذا كنت تعتقد اتن تراجي جزء من المؤامرة وانت وكيزان المنبر الجزء الاخر منها ..لان اسوا مؤامرة ان تدعو لفصل السودان..ونحن مشكلتنا في السودان ابدا ما كانت الجنوبيين بل الفكر المشوه الشوفيني القادم من الييئة العربية المتخلفة فكريا وسياسيا واخلاقيا ايضا و العنصري سواء كانو سلفيين او اخوان مسلمين

    عليك الان ان تجاوب عبر المحاور اعلاه...لترى مبلغك من العلم؟!!!
    ما الذى يدعوك لدعم انفصال جنوب السودان حتى تتخذه شعارا؟؟
    يا عرب السودان ومسلميه اقرأتم بيان العدل و المساواة حول غزة؟؟

    (عدل بواسطة adil amin on 01-28-2009, 12:26 PM)

                  

01-28-2009, 01:36 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    شفت الكيزان المازومين المعانا في البورد ديل واحد بجي يفزعك مافي...شغالين مع تفاهاتهم المعهودة مع الحزب الشيوعي...

    لكن قصة المرة النازخة التي اتخذتها شعار دي انت ما عارفا يا سايكوباتي
    دي يا اخوي النفط الطلعو الكيزان من 1998 وما شفناه لحدت الان
    طلع دين الجنوبيين وقتلهم وشردهم واقتلعهم من جذروهم وجلبم في بيوت الخيش في الخرطوم
    وانبوب النفط شكل مناطق محروقة لابناء جبال النوبة لكل القري التي يمر بها هذا الانبوب
    والكلام ده كلو موثق في كتب وموجود

    فاين عائدات النقط من 1998 لحدت نيفاشا 2005؟؟يا راعي دولة امير المؤمنين
    وشايفك بقيت تلعب سيرد باك للكيزان الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا
                  

01-28-2009, 03:30 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    خواطر على هامش العنوان

    Quote: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي

    ****

    مازال السؤال قائماً يا أيّها المأزوم فرانكلي

    أو

    لا يزال السؤال قائماً يا أيّها المأزوم فرانكلي

    أو

    لا يزال السؤال قائماً يا مأزوم (ولا حاجة لذكر كلمة "فرانكلي")

    أو

    لا يزال السؤال قائماً يا فرانكلي (ولا حاجة لذكر كلمة "مأزوم")

    يقول الله تعالى في سورة التوبة أية 110

    "لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "

    ***

    أمّا بعد

    نعرج لصورة شعار ملف العضو فرانكلي Frankly

    كمال
                  

01-29-2009, 09:47 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: Frankly)

    Quote: يقول الله تعالى في سورة التوبة أية 110

    "لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "




    ابوقتادة
    سلام
    انت كمثل العنكبوت اتخذت بيتا
    وبجللك عار العنصرية المتلبسة بلبوس الدين والتي يعبر عنها شعارك الكئيب

    وتوظيفك المخل لايات الذكر الحكيم..لن يغطي عورة جهلك بالدين والسياسة انت وكيزان المنبر ديل
    واذا ما قريت كتاب (السودان حروب الموارد والهوية) للدكتور محمد سليمان...
    تاني ما تجى تفرش بضاعتك الكاسدة في سوق ليبيا ده
    وعندك فوق كلام جون قرنق يا مزور
    وكلام الصحفي محمد الحسن احمد
    وقارن عشان تعرف البهتان والظن الذى تتبعه
    وبعد ما تستيقظ من سباتك الايدولجي بعد عشرة سنوات ضوئية في هذا البورد بتمسح شعارك ده براك
    لاننا دخلنا مرحلة(ذهبت السكرة...وجاءت الفكرة) وما تقول كتاباتك هي التي ايقظتنا...
    وان غدا لناظره قريب ونشوف من سينتصر السودان القديم ام السودان الجديد

    Quote: لا يزال السؤال قائماً يا مأزوم (ولا حاجة لذكر كلمة "فرانكلي")


    وما عايز لي حصة عربي في البوست او العنوان انا ما محضر ماجستير في كسر همزة ان.. ودكتوراة فيما يخرج من السبيلين
    خريج كيمياء عامة بس وعلوم سياسية دي ديكور يا متبور....

    وفصل الخطاب
    انت عنصري ولا يعنيك الجنوبيين سواء كانو مسلمين او غير مسلمين ...داير تنداح على العربان وبنو تغلب وتبحث عن هوية زائفة لا جدوى منها
    وان لابي حنيفة ان يمدد رجله
                  

01-29-2009, 09:11 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: وما عايز لي حصة عربي في البوست او العنوان انا ما محضر ماجستير في كسر همزة ان.. ودكتوراة فيما يخرج من السبيلين
    خريج كيمياء عامة بس وعلوم سياسية دي ديكور يا متبور....


    ما لهم خريجين الكيمياء؟

    أنت قايلهم كلهم خطّهم شين زيّك كدا؟
                  

02-11-2009, 00:59 AM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: Frankly)

                  

01-30-2009, 05:43 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: وفصل الخطاب
    انت عنصري ولا يعنيك الجنوبيين سواء كانو مسلمين او غير مسلمين ...داير تنداح على العربان وبنو تغلب وتبحث عن هوية زائفة لا جدوى منها
    وان لابي حنيفة ان يمدد رجله


    إذا كان هذا هو حكمك عليّ (شاكي ومدعي عام وقاضي وجلاد) فلم السؤال يا عادل

    لا يعقل أن يسأل المدان عن التهمة الموجّهة له بعد إنتهاء القضية وتلاوة الحكم

    بأي عقل تحكم وبأي عقل تكتب يا عادل أمين؟
                  

01-30-2009, 05:59 PM

عبد العظيم احمد
<aعبد العظيم احمد
تاريخ التسجيل: 05-14-2006
مجموع المشاركات: 3558

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: Frankly)

    عادل امين سلام
    ممكن سؤال ليك انت صاحب البوست
    هنالك جنوبيين وقيادين ينادون بالانفصال
    ! اين حرية الاختيار
    احترام رائ الاخر
    .................
    لو انا بعرف واحد بنادى بالانفصال والله بقول هو حر
    وكان الجنوب انفصل هم مواطنيين من حقهم يعيشون كبقية خلق الله
    فى الاخر هى مسالة قناعات لا اكثر
    والجنوبين يعلمون تمام العلم ان افضل مكان فى السودان بالنسبة لهم هم الجنوب
    ومن خرج من داره قل مقداره

    حرية الاختيار
    وقناعة المواطن
    كان شمالى او جنوبى لا تأتى من فراغ.. فالبحث عن الفراغ افضل منه .... (..الانزواء..)
    بعض الاحيان عندما ينادى الجنوبى بالانفصال لا يعتبر عنصرى
    وعندما ينادى الشمالى باالانفصال يعتبر عنصرى.
    لماذا؟
    وشكرا
                  

01-30-2009, 06:27 PM

Abdelmuhsin Said
<aAbdelmuhsin Said
تاريخ التسجيل: 10-10-2006
مجموع المشاركات: 2678

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: عبد العظيم احمد)
                  

01-31-2009, 12:01 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: عبد العظيم احمد)

    Quote: عادل امين سلام
    ممكن سؤال ليك انت صاحب البوست
    هنالك جنوبيين وقيادين ينادون بالانفصال
    ! اين حرية الاختيار
    احترام رائ الاخر

    الاخ عبدالعظيم محمد
    تحية طيبة
    اولا الكلام المموه ما بنفع

    من حق كل مواطن سوداني ان يعبر عن رائيه في الوحدة او الانفصال
    وانا لم اغمط فرانكلي حقه في ذلك
    هذا القرار المصيري كفلته اتفاقية نيفاشا وقبلها مقررات اسمرا..هذا هو الجانب السياسي مباشر
    ولكن الجانب الاخلاقي هو
    1- من هم الانفاصليين الجنوبيين وما هي الاسباب التي ذكروها...لابد ان لهم رؤية سياسية او اخلاقية فقط لان الجنوبيين لهم اكثر من سبب للمناداة بالانفصال..لذلك طلب من الشماليين ان يجعلو الوحدة خيارا جاذبا...(وجيب كلامم هنا موثق نحن نهتم بالتوثيق)
    2- ولكن اريد واحد من المحسوبين على الشماليين سواء الطيب مصطفى او فرانكلي يورينا رؤيته السياسية والدينية اذا كان هذا هو السبب...واذا لم يعطي رؤية من هذا النوع تبقى فقط العنصرية وثقافة السودان القديم المنحطة ومنذ السببعينات هي السبب

    والزول ده جاب لي بوست بنسخ لصق عشان يبرهن لي ان قناعاته هي قناعات الصحفي كاتب المقال الملي بالمغالطات عن اقوال جون قرنق الجبتها ليه عشان يقارن
    لا انت قريتا ولا هو قراها وقعد يهاتر ذى الرجرجة والدهماء الملايين البورد ده

    هنا الناس ما بتتحاور او تتناقش عشان توعي او تستفيد...
    وشوف ابوقتادة ساب الحمار ومسك في البردعة كعادة اللجوجين من مخلفات الكيزان في البورد قاعدين معاهم من 2001 ما شفنا رؤية ولى فكرة ولا اخلاق حتى ...والحديث ذو شجون
                  

01-31-2009, 12:10 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: Frankly)

    Quote: إذا كان هذا هو حكمك عليّ (شاكي ومدعي عام وقاضي وجلاد) فلم السؤال يا عادل

    لا يعقل أن يسأل المدان عن التهمة الموجّهة له بعد إنتهاء القضية وتلاوة الحكم

    بأي عقل تحكم وبأي عقل تكتب يا عادل أمين؟


    كمال السلفي المركب مكنة(كوز) سقوطا
    اديناك فرصة كافية لتقدم وجهة نظر علمية تحترم العقل وقعت تهضرب ساكت
    وفي الكيماء في حاجة اسمها الاندكيتر(indicator)..تكشف كل حاجة
    وفي الحقيقة الوباء الوافد ملة وحدة السلفية الوهابية مظهرا السوط للصلاة ومسواك نمحو به بدعة معجون الاسنان..وانصار السنة في السودان ادوها بعد ثالث صينية الباسطة بعد صلاة المغرب
    هسه ذى وعيك ده بكون فيه ذرة معلومة تتعلق بمستجدات القرن الحادي والعشرين كالديموقراطية كتوزيع عادل للسلطة والاشتراكية كتوزيع عادل للثروة والفدرالية وغيرها...
    وتبجج بانك من الناس المسؤلين عن الوعي في هذا البورد وانا احد مريديك

    انت عنصري رجعي متخلف حتى تثبت العكس
                  

01-31-2009, 01:22 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    ..
                  

01-31-2009, 08:18 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: انت عنصري رجعي متخلف حتى تثبت العكس

    لأا أرى أي داعي لإثبات العكس



    فأنت تكفيني عناء الإثبات بأنّك لا تفقه ماتكتب وتجعل من فسك اضحوكة وأنت لا تدري

    وكيف تدري وهذا عقلك وفكرك تنشره على حبل غسيل المنبر


    شكراً وسلام


    كمال
                  

01-31-2009, 08:29 PM

محمد الامين احمد
<aمحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-28-2004
مجموع المشاركات: 5124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: Frankly)

    تحية طيبة

    انتو يا جماعة مالكم على كمال ده، هو عندو رآى و هو حر فيه ، كمان ما من حقو يعبر عن ما يرى !!!

    هو واحد ، و انت واحد ، و الناس فى و التصويت فى ، و العايزهو الناس بيحصل

    كمال فى النهاية بيمثل نفسو ، رآيك شنو فى كلام شخص ذو ثقل سياسى من نوع باقان اموم ؟ ديل الناس المفروض تتكلم عنهم
                  

02-01-2009, 12:21 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: Frankly)

    Quote: لأا أرى أي داعي لإثبات العكس



    فأنت تكفيني عناء الإثبات بأنّك لا تفقه ماتكتب وتجعل من فسك اضحوكة وأنت لا تدري

    وكيف تدري وهذا عقلك وفكرك تنشره على حبل غسيل المنبر


    شكراً وسلام


    كمال


    خلاص يا كمال خليتك
    امشي اتلم مع كيزاتك المدبرين من غزة لحدت هرقيسا
    انا اعي ما اكتب
    وانت لا وعي لك اصلا
    وتمجد الطغاة والطغيان
    وما عندك غير نقل الاخبار العجيبة(عشر يايانببن يعتنقون الاسلام في اوكاناويا...وسحلية مكتوب على ذيلها محمد...ومعجزات من هذا النوع
    ونسيت انك احد معجزات البورد واياته الكبرى :D
    خلاص خليتك
    وحاول ان تتخلص من العنصرية لانها داء عضال ومكشوف
                  

02-07-2009, 01:16 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)



    pluginspage="http://microsoft.com/windows/mediaplayer/en/download/"
    id="mediaPlayer" name="mediaPlayer" bgcolor="#000000" showcontrols="false"
    showaudiocontrols="false" showtracker="-1" showdisplay="0" showstatusbar="0"
    videoborder3d="-1" enabletracker="false"
    src="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    url="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    autostart="-1" designtimesp="5311" loop="false">

                  

02-07-2009, 01:37 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: هل الصورة والشعار ديل
    وتاييدك للانفصال لاسباب
    1- دينية
    2- سياسية
    3- عنصرية




    يا مندو كورو يا جلابة
    يا دينكا بور اسمع كلام بتاع انا
    نحن كلو سوداني
    السودان بلدنا سوا
    ياللا نبني بلدنا
    الاغنية دي مهداة لكل الذين يعانون من identity prostution على مستوى البورد
                  

02-08-2009, 09:14 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    الاخ عادل.

    لن تستطيع أن تجري حوار مثمر مع هذا المتطرف.
                  

02-09-2009, 12:36 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: Deng)

    Quote: الاخ عادل.

    لن تستطيع أن تجري حوار مثمر مع هذا المتطرف.


    الاخ دينق
    سلام
    الامر ليس حوار
    لان السلفية ليس لها علاقة بالتفكير او السياسة
    الزول ده مفصلا سروال يغطي بيه عورة عنصريته البغيضة ويختلف اختلاف مقدار من الكيزان
    وذى ما قلنا مرارا وتكرارا في هذا البورد
    كل الايدولجيات الوافدة من محيطنا المتخلف تشكل عبء وحاجز امام تقدم السودان ووحدتهواستقراره
    والامراض الوافدة
    1- الاخوان المسلمين
    2- السلفيين
    3- البعثيين
    4- الشيوعيين
    5- الناصريين
    6- ولاية الفقيه ودي محلية (حزب الامة)
    هذه هي الحواجز في شمال السودان ضد كل ما هو اخلاقي وانساني وسوداني
    والمعادل الموضوعي لفكرة السودان الجديد الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية في الشمال هي الفكرة الجمهورية(الملف السياسي)

    والكلام ده ما بستوعبو المازوم فرانكلي ابدا
                  

02-09-2009, 02:43 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: كل الايدولجيات الوافدة من محيطنا المتخلف تشكل عبء وحاجز امام تقدم السودان ووحدتهواستقراره
    والامراض الوافدة
    1- الاخوان المسلمين
    2- السلفيين
    3- البعثيين
    4- الشيوعيين
    5- الناصريين
    6- ولاية الفقيه ودي محلية (حزب الامة)
    هذه هي الحواجز في شمال السودان ضد كل ما هو اخلاقي وانساني وسوداني
    والمعادل الموضوعي لفكرة السودان الجديد الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية في الشمال هي الفكرة الجمهورية(الملف السياسي)

    بجد أنت مأزوم وبحاجة لمراجعة طبيب نفسي

    ألم أقل لك أنّك لا تفقه ما تكتب؟

    لو قلنا بوفادة 1-5 من قائمتك. حزب الأمة كيف صار وافداً ولم سقط عن قائمتك الوافدة الختمية أو الحزب الاتحادي أو الطرق الصوفية بكل مضاربها؟

    وختاماً هل تظنّ أن الفكرة الجمهورية الفاسدة التي تجعل من كل إنسان ألهاً من دون الله فكرة وطنية سودانية؟

    لو تركت هذا العراك في غير معترك وتصفحت كتاباً أو مقالاً تنتفع به وترتقي فيه بسعة مداركك

    لا تشغل بالك بما قد تستغرقه من وقت في سبيل ذلك, المهم هو الرقاء بسعة مداركك ومن أجله تهون الخطوب والإحن

    أنا اسعى جهدي لكي اجعل من هذا البوست الأضحوكة المهزلة تماماً مثل مبتدره به بعض الجدية وتناول المعقول بعقلانية ونشعل شمعة في طلمات جهالاته

    أنا على ثقة بأنّ ما نبذره من خير للإنسانية سيجد يوماً الظروف الموضوعية التي تساعد على نموء شجرة طيبة راسخة تعطي ثماراً وتظل نهاراً

    كمال
                  

02-10-2009, 01:54 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: Frankly)

    Quote: لو قلنا بوفادة 1-5 من قائمتك. حزب الأمة كيف صار وافداً ولم سقط عن قائمتك الوافدة الختمية أو الحزب الاتحادي أو الطرق الصوفية بكل مضاربها؟

    فرانكلي العجيب
    الظاهر انت مش عميان بصيرة بل بصر كمان...ركز في جزئية حزب الامة دي قلنا انه حزب محلي..لكن مركب مكنة ولاية الفقيه الايرانية وحزب رجعي متخلف وله تاريخ مشين وموثق لا يقل سوءا من باقي منظومة الشجرة التي في اصل الجحيم وطلعها كرؤؤس اشياطين التي افسدت الشمال السوداني بجهاته الثلاث


    Quote: ألم أقل لك أنّك لا تفقه ما تكتب؟

    وانت لا تفقه ما تقرا




    Quote: 6- ولاية الفقيه ودي محلية (حزب الامة)




    Quote: وختاماً هل تظنّ أن الفكرة الجمهورية الفاسدة التي تجعل من كل إنسان ألهاً من دون الله فكرة وطنية سودانية؟

    قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم

    قلل من اكل الباسطة عشان تفهم الفكرة الجمهورية..لانه اذا امتلات البطنة ذهبت الفطنة

    مالو احسن نتخلق بالخلاق الله
    ام
    اخلاق الشيطان الرجيم ونقتل الانفس في الشرق واالغرب والشمال والجنوب ..بعدين نقعد ننكر نولول

    انت مسخ مشوه ومشروع ارهابي (خلية نائمة)..ولا ادري كيف تتعايش بوعيك المازوم هذا في العالم الحر...



    Quote: أنا اسعى جهدي لكي اجعل من هذا البوست الأضحوكة المهزلة تماماً مثل مبتدره به بعض الجدية وتناول المعقول بعقلانية ونشعل شمعة في طلمات جهالاته


    شكرا يا معجب
    ونحن نسعى لنفس الامر بس ما تشرد او تولول ذى اضناب الاحزاب الفوق ديل....احزاب الشمال المخستكة دي وراها والزمن طويل...


    Quote: أنا على ثقة بأنّ ما نبذره من خير للإنسانية سيجد يوماً الظروف الموضوعية التي تساعد على نموء شجرة طيبة راسخة تعطي ثماراً وتظل نهاراً

    كمال


    انسانية شنو يا عنصري يا سلفي مركب مكنة كوز
    وصورة بروفاليك ابلغ دليل
    وشجرتك دي خبيثة اجتثت من الارض وليس لها من قرار
    سلفيتك دي مكونة من ثلاث حاجات بس
    سوط+ مسواك+صينية باسطة=فرانكلي الوهابي
                  

02-10-2009, 02:23 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    بسم الله لرحمن الرحيم

    (ارايت الذى يكذب بالدين(*)فذلك الذى يدع اليتيم(*) ولا يحض على طعام المسكين(*) سورة الماعون







    الاخ فرانكلي (ظهير المجرمين)
    خلينا سؤال العنصرية
    جاوب السؤال التاي
    اين ذهبت عائدات النفط التي تخص هذه المراة النازحة والمسكينة من 1998 لحدت 2005 في زمن الحاكم بالله امير المؤمنين

    قبل ما تدعوها للانفصال خلي الحساب ولد
    ام انت تكذب بالدين يا مدعي الانسانية
                  

02-10-2009, 04:44 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: كل الايدولجيات الوافدة من محيطنا المتخلف تشكل عبء وحاجز امام تقدم السودان ووحدتهواستقراره
    والامراض الوافدة
    1- الاخوان المسلمين
    2- السلفيين
    3- البعثيين
    4- الشيوعيين
    5- الناصريين
    6- ولاية الفقيه ودي محلية (حزب الامة)
    هذه هي الحواجز في شمال السودان ضد كل ما هو اخلاقي وانساني وسوداني
    والمعادل الموضوعي لفكرة السودان الجديد الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية في الشمال هي الفكرة الجمهورية(الملف السياسي)

    مالي أراك تقفز قفز القرود على فروع الشجر

    دعنا نناقش خطوة بخطوة بدون اسفاف أو مهاترة

    أنت عادل أمين ترى في كل "ايدولوجية وافدة" وجمعت في قائمتك "للأمراض الوافدة" ست نقاط لا يجمعها جامع سوى فكرة وفادتها عند واضع القائمة وهي تجمع ما بين الأيدولوجيات والإيمانيات والأحزاب السياسية وحتى تقهر فيها كل من تكره من تيارات مخالفة للفكرة الجمهورية الطاهوية الفاسدة ادرجت فيها حزب الأمة ولأنّك تعلم في قرارة نفسك بأنّها ثورة قومية ألبستها لباس ولاية الفقيه ولا أدري كيف وأين ومتى جاءت ولاية الفقيه الإيرانية في أدبيات حزب الأمة وليس طائفة الأنصار أم تراك تتحدّث عن كليهما؟

    بصورة أخرى ما هي معاييرك لوفادة حزب سياسي, فكرة, مجموعة دينية؟

    هل الوفادة هي في حد ذاتها "مرض" يجب استئصاله؟

    هل وفادة الدين الإسلامي للسودان مرفوضة عندك؟

    هل وفادة الدين المسيحي مرفوضة عندك؟

    هل وفادة اللغة العربية مرفوضة وكل من ينطق بها, يكتب بها أو يسهم في نشرها يكون بذلك يسهم في نشر مرض عضال؟

    ما هو حيّز اللغة الإنجليزية في قائمتك الوافدة؟

    ومن المضحك والمؤسف معاً أن جعلت من الفكرة الطاهوية الجمهورية "الوافدة" الفاسدة علاجاً لما تتوهمه "مرضاً"

    الفكرة الطاهوية الجمهورية الفاسدة هي "كوبي اند بيست" لأفكار بن عربي والحلّاج والأفكار الباطنية والهندية القديمة مع بعض بهارات من أفكار شيوعية مع شيء من دارونية

    هذه فكرة خربة بالية متخلّفة مدقعة في الجهالات, فكرة تدّعي أنّ الإنسان (يمكن أن) يكون "الله" ببلوغ مرحلة الآصالة والتي وصلها المحدود محمود محمد طه فظنّ أنّه حي كحياة الله وصدقّه في ذلك أذنابه والسذج - بلوغ مرحلة الأصالة جسّدها المحدود بتركه عمداً الصلاة لله رب العالمين وكيف يصلي لله وهو نفسه يدّعي الألوهية كما ادّعاها الحلاج من قبل.

    حتى إذا جاء إلى حبل المشنقة لتنفيذ حكم الردة عن الإسلام جاءه الموت الذي ظنّ أنّه غير ملاقيه فخاب وخسر وانقلب كثير من أشياعه عليه وكفروا بما جاءهم به وهم يرونه بأعينهم يموت وهم من ظنّوا أنّه لا يموت. والله متم امره ولو كره الكافرون

    فكيف تجعل للفكرة الوافدة الخربة الجمهورية علاجاً لأفكار وافدة "في منظورك طبعاً"

    وما هو الملف السياسي للفكرة الجمهورية الخربة التي ليس لها ولاية فقيه بل رجل اعدم بحد الردة عن الإسلام ولا تابع له ولا خليفة ولا حوار ولا مجموعة

    لا يوجد شيء اسمه "الجمهوريون" بعد اعدام المحدود محمود بحد الردة عن الإسلام

    التعبير الصحيح للجمهورين وكل من يدعي أنّه جمهوري أنّه طاهوي مريد للمحدود محمود

    ثم أخيراً ما هو تعريفك للأتي:

    1- شمال السودان

    2- الأخلاقي

    3- الانساني

    4- السوداني

    أرجو الالتزام بأدب الحوار!!

    كمال
                  

02-11-2009, 02:48 AM

Hisham Amin
<aHisham Amin
تاريخ التسجيل: 12-08-2003
مجموع المشاركات: 6069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: Frankly)

    الاخ كمال تحياتى

    هذا هو شعار سودانيز اون لاين


    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو

    سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها


    من هنا اقول

    لك الحق اخى فى هذا الموقع او على ارض الواقع ان تعبر عن ما يدور بخلدك كيفما تشاء

    كامل تضامنى معك رغم اختلافى معك فيما يخص الانفصال
                  

02-11-2009, 07:26 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: Hisham Amin)

    العزيز فرانكلي العنصري المتلبس بلبوس الدين
    1- اي حاجة تخص ربوب الشمال السوداني من القائمة اعلاه تم مناقشتها مع اضنابهم في هذا البورد عبر السنين وكلهم شردو لان مثلهم كمثل العنكبوت اتخذت بيتا
    هذه الافكار معروفة البلاد االتي جاءت منها ومستواها وبداياتها ومآلاتها
    1- الكيزان مصر
    2- السلفية السعودية
    3- الشيوعية الاتحاد السوفيتي سابقا
    4- الناصرية مصر
    5- البعثية العراق
    6- ولاية الفقيه ايران..وهذه الطريقة التي يحكم بها وحكم بها حزب الامة السودان القديم
    معادلة التخلف السوداني:
    الكيزان+الشيوعيين +السلفيين+الناصريين+البعثيين+ولاية الفقيه= النخبة السودانية وادمان الفشل(السودان القديم)

    المشروعين السودانيين 100% في مستوى الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية..
    هما
    الفكرة الجمهورية/الشمال+ الحركة الشعبية/الجنوب...حتى اشعار اخر
    واستخدام الرياضيات في السياسة تقرب الفهم لمن كان في اذنه وقر من امثالك
    وانت والربوب ديل قبل ما تستوعبو الفكر السودانى ماشين بره ذى كلاب بابلوف تلقطو لينا الافكار الزابلة والهزيلة من كوش العرب والعجم وتتنطعو لينا بيها في البورد ده وفي السودان وتعبرو عن جهلكم المخزي على رؤوس الاشهاد في زمن ثورة المعلومات

    بعدين يا عزيزى انت لم تتطلع على كتاب واحد من كتب الفكرة الجمهورية وليس كلها من تاليف الاستاذ

    هل سمعت بكتاب(بنك فيصل الاسلامي)؟؟!!

    بعدين ما تردد لي تساؤلاتك المبهمة عن الاسلام او المسيحية في السودان
    السؤال في اخلاق او مافي اخلاق
    والاخلاق دين عالمي...ولها تعريف عالمي محدد في كل العالم الكضب كضب في المانيا او البرازيل او سودانيز اون لاين يا مزورصور غزة...
                  

02-11-2009, 07:41 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: جاوب السؤال التاي
    اين ذهبت عائدات النفط التي تخص هذه المراة النازحة والمسكينة من 1998 لحدت 2005 في زمن الحاكم بالله امير المؤمنين

    قبل ما تدعوها للانفصال خلي الحساب ولد
    ام انت تكذب بالدين يا مدعي الانسانية


    فرانكلي...بطل الهضربة وما تقعد تنطط لي بيجاي وبيجاي

    البوست ده مفتوح خصيصا لشعارك المازوم اعلاه
    ويتعلق بانك تحرض هذه الجنوبية التعيسة على الانفصال
    ولم تحدد دوفعك الدينية او االسياسية هنا
    فقط الشيزفرنيا المعهودة الناجمة عن ضعف الحجة وخواء الفكرة
    اذا قلت لي(انا اريد ان ينفصل عننا الجنوبيين لانهم جنوبيين او سود) تكون صادق مع نفسك الان ويوم تبلى السرائر
    وتمشي لدكتور فيل يعالجك من هسه..
    ...

    Quote: اين ذهبت عائدات النفط التي تخص هذه المراة النازحة والمسكينة


    طيب طلعت ما ما بتفهم في الدين ولا في لسياسة وجهنا ليك سؤال اقتصادي يتعلق بالانفصال ايضا
    وطلعت كمان فشنك في الاقتصاد
    لان اقتصاد السودان منذ ان جاءت البصيرة ام حمد (ثورة الانقاذ) انهار وكان قائم على الضرائب وابتزاز المواطينين بالضرائيب الباهظة داخل وخارج السودان....حتى تم استثمار النفط 1998 ودخل مرحلة الانتاج لفعلي وبشروط مجحغة وهذا امر اخر
    ماذا فعل جماعة هلك ثعلبة بهذه الثورة التي هبطت عليهم فجاة
    الاجابة عند الدكتور التجاني عبدالقادر
    Quote: كدي نخلي الكتاب المهم ده ونمهد بمقالات تشخيصية للاقتصاد الهلامى الذى ساد الفترة من 1989-2005 ...من اللذين افسدو الدين والسياسة معا في السودان

    منقول من سودانايل

    الرأسماليون الإسلاميون: (1-2)
    ماذا يفعلون فى الحركة الإسلامية؟
    د. التجاني عبد القادر [email protected]
    (1)
    أشرت فى مقال سابق إلى إرهاصات تحول إستراتيجى وقع فى مسار الحركة الإسلامية، وذكرت أنه صار يتجسد سياسيا فى تحالف ثلاثى بين "القبيلة" و"السوق" والذهنية الأمنية"، ثم تحدثت فى مقالين تاليين عن هذه الذهنيةالتى هيمنت على التنظيم وحولت سائر نشاطه الى ملفات أمنية، وأريد فى هذا المقال أن أتحول الى السوق، لنرى ظاهرة أخرى تتمثل فى "الذهنية" التجارية وفى العناصر الرأسمالية التى صارت هى الأخرى تنشط وتتمدد حتى كادت أن "تبتلع" الجزء المتبقى من تنظيمنا الإسلامى الذى لم ننضم اليه أصلا الا فرارا من الرأسمالية المتوحشة.
    ولما كان الشىء بالشىء يذكر، فقد كتب صديقنا عبد المحمود الكرنكى،الصحفى والملحق الإعلامى السابق بلندن، كتب ذات مرة فى أوائل الثمانينات مقالا لصحيفة الأيام تعرض فيه بالنقد لممارسات بعض "أخواننا" العاملين فى بنك فيصل الإسلامى. كانت رئاسة الصحيفة قد أوكلت آنذاك، ابان ما عرف بالمصالحة الوطنية، الى الأستاذ يسين عمر الإمام. وقبل أن ينشر الموضوع وصل بصورة ما الى الدكتور الترابى، فلم يعجبه وطلب من الكرنكى أن يعرض عن نشره، على أن يبلغ فحواه الى "أخوانه" فى البنك على سبيل النصيحة. قال له الكرنكى: لن أنشر الموضوع احتراما لرأيك، ولكنى لن أتقدم بأية نصيحة لأحد. ولما سأله الترابى عن سبب ذلك، قال له: هب أنى تقدمت اليهم بنصيحة، ثم تقدم اليهم "الأخ" الطيب النص بنصيحة أخرى، فبأى النصيحتين يأخذون؟ وكان الطيب النص آنذاك من التجار/المستثمرين الكبار الذين يحبهم مديرو البنوك، ويطيلون معهم الجلوس، ويولونهم إهتماما لا يولون معشاره لأقوال الصحف والصحفيين، خاصة الفقراء منهم. وقد أحس الكرنكى بذلك وأدرك أولا أن بعض "أخواننا" قد داخلهم "شىء ما" أفقدهم القدرة على تذوق النصيحة "الناعمة" والموعظة الحسنة، كما أدرك ثانيا أن العلاقة بين التنظيم والسوق، والتى يمثل(اكس) "همزة الوصل" فيها، قد بلغت من القوة مبلغا لا تجدى معه المواعظ الأخوية والنقد السرى. والسيد (اكس) ليس هو التاجر المجرد، وانما هو تاجر"إسلامى"، وهو حينما يذهب الى موظفى البنك "الاسلامى"، أو الى العاملين فى مرافق الدولة لا يذهب كما يذهب عامة التجار وانما يذهب ومعه هالة التنظيم، ليتوصل الى مصالحه الخاصة، وهذا هو مربط الفرس وبيت القصيد، أى أن "المصالح الخاصة" التى تتخذ لها غطاء من "التنظيم" هى محل الإشكال وموضع النظر فى هذا المقال.
    والسؤال هنا: كيف بدأت العلاقة بين التنظيم والسوق؟ وفى أى اتجاه تطورت، والى أى شىء يتوقع لها أن تقودنا؟ أظن أن بداية هذه العلاقة تعود الى فكرتين بسيطتين احداهما صحيحة والأخرى خاطئة. أما الفكرة الأولى الصحيحة فهى أن اصلاح المجتمع السودانى أو اعادة بنائه على قواعد الاسلام وهديه(وذلك هو الهدف الأساسى للتنظيم) يستلزم تجديدا فى الفكر الاسلامى ذاته، تتمخض من خلاله رؤية تحريرية-تنموية، يتوسل بها لانتزاع الإنسان السودانى من براثن الجهل والمرض والفاقة، وذلك من خلال بناء نماذج فى التنظيم والقيادة، ونماذج فى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية تكون كل واحدة منها "بؤرة إشعاع" يلتقى فيه الهدى الدينى، والعرف الإجتماعى، والخبرة التقنية،والقيادة الرشيدة. ولكن العمليات البنائية هذه لا تكتمل إلا بتنظيم دقيق ومال وفير، فهما وسيلتان أساسيتان من وسائل التحرر والنهضة الإجتماعية الإسلامية، ولكن لا ينبغى للوسيلة "التنظيم" أن تتحول الى هدف، كما لا ينبغى أن تكون للعاملين على تحقيق هذه الوسائل "أجندة خاصة"، كأن يتحولوا هم الى أغنياء ثم يتركوا التنظيم والمجتمع فى قارعة الطريق.
    أما الفكرة الثانية الخاطئة فهى أن "التنظيم" لا يكون قويا الا اذا صار غنيا، ولن يكون التنظيم غنيا فى ذاته وانما يكون كذلك اذا استطاع أن يأخذ بعض المنتسبين اليه "فيصنع" منهم أغنياء، بأن يضعهم على قمة المؤسسات الإقتصادية:مديرون لبنوك، ورؤساء لمجالس الإدارات والشركات، ومستشارون قانونيون، وفقهاء شرعيون ملحقون بالبنوك، فيصير هؤلاء أغنياء ليس عن طريق الرواتب الكبيرة والمخصصات السخية فحسب وانما عن طريق السلفيات طويلة الأجل، والقروض الميسرة، والمعلومات الكاشفة لأوضاع السوق ولفرص الإستثمار. هذه الرؤية الخاطئة لم أستطع أن أتحقق من مصدرها بعد، ولكنى أذكرها لأنها صارت رؤية سائدة وذات جاذبية كبرى، وكان من نتائجها أن تولد لدينا "مكتب التجار"، ليكون بمثابة الأصابع التنظيمية فى السوق، ثم تحولت "إشتراكاتنا" الصغيرة الى شركات(كيف؟ لا أدرى)، ثم صارت كل شركة صغيرة تكبر حتى تلد شركة أخرى، ولما لوحظ أن عددا كبيرا من العضوية الإسلامية ميسورة الحال يوجد فى السعودية وفى دول الخليج الأخرى، أنشأ "مكتب المغتربين"، ليقوم بجمع الاشتراكات، ثم تحولت وظيفته بصورة متدرجة الى ما يشبه الوساطة التجارية والوكالة والإستثمار. ولما لوحظ تكرر المجاعات والكوارث فى السودان، أنشئت أعداد من المنظمات الخيرية التى تهتم بالعون الإنسانى، ولكنها تركت لأصحاب العقلية الرأسمالية التوسعية، فصار القائمون عليها فى كثير من الأحيان ينحدرون من الشريحة التجارية ذاتها؛ الشريحة التى تتخندق فى البنوك والشركات والمكاتب التجارية.
    ثم جاءت ثورة الإنقاذ، فكانت تلك هى اللحظة التأريخية التى وقع فيها التلاحم الكامل بين الشريحة التجارية المشار اليها، والمؤسسات الإقتصادية فى الدولة، فمن كان مديرا لبنك البركة صار وزيرا للمالية والإقتصاد، ومن كان مديرا لبنك فيصل صار محافظا لبنك السودان المركزى، ومن كان مديرا لشركة التأمين الإسلامى صار وزيرا للطاقة، فاذا لم يصب فيها نجاحا خلفه عليها مدير بنك التضامن أو بنك الشمال الإسلاميين، الى غير ذلك من وزراء الدولة ووكلاء الوزارات. وكل من هؤلاء لم يعرف لأحدهم أسهام أصيل فى الدراسات الإقتصادية، أو رؤية عميقة للتنمية الإسلامية، ولكن كل هؤلاء يعرف بعضهم بعضا معرفة شخصية، وكانت لهم ذكريات مشتركة فى المدارس، أو فى العمل التنظيمى، فصاروا يديرون الإقتصاد السودانى كأنما هو شركاتهم الخاصة، وتحولوا تدريجيا الى نخبة حاكمة مغلقة، فاذا خرج أحدهم من وزارة أعيد الى وزارة أخرى أو أعيد الى "مملكته" السابقة، أو أوجدت له شركة خاصة للاستشارات أو المقاولات أو الإنشاءات، وذلك ريثما يخلو أحد المقاعد الوزارية، فى تطابق تام مع نظرية "تدوير النخبة الحاكمة" التى قال بها عالم الاجتماع الأمريكى رايت ميلز وآخرون. وبهذه الطريقة تم تمرير وتسويق المفاهيم الرأسمالية وتوطينها فى برامج الدولة والتنظيم، وبهذه الطريقة سدت المنافذ لأية محاولة جادة لبلورة مذهب اسلامى أصيل فى التنمية الإقتصادية،وبهذه الطريقة تحول التنظيم الى ما يشبه "حصان طروادة" يشير مظهره الخارجى الى صرامة المجاهدين وتقشف الدعاة، أما من الداخل فقد تحول الى سوق كبير تبرم فيه الصفقات، وتقسم فيه الغنائم، دون ذكر لتجديد الفكر الإسلامى أو لنموذج التنمية الإسلامية الموعودة، وبهذه "الطريقة" صار أفراد هذه الشريحة أغنياء بينما ترك "التنظيم" ليزداد فقرا وتمزقا،بل إن عامة العضوية ظلوا فقراء مثل عامة الشعب برغم الشركات الكثيرة التى تم توزيعها بين المؤتمرين الوطنى والشعبى؛ الشركات التى أسست باسم الإسلام ومن أجل نصرة الفقراء والمستضعفين.
    (2)
    وما الغضاضة فى ذلك، يقولون، ألم يعمل النبى عليه السلام فى التجارة، وكان بعض الكبار من أصحابه تجارا، وأن التجار قد نشروا الإسلام فى بقاع العالم، وبفضل من أموالهم ترسخت دعائم الحضارة الإسلامية قرونا؟ ألم يساهم هؤلاء الرأسماليون الإسلاميون فى انجاح مشروع الانقاذ الوطنى، وفى تثبيت الحكومة فى أيامها الصعبة الأولى حينما قبض الناس أيديهم؟ أليست التجارة هى أحد ركائز التنمية؟ والإجابة على كل هذا: اللهم نعم، ولو شئنا الإستطراد فى اتجاه المبادىء والمثال لقلنا أكثر من هذا، على أن الاعتراض ليس على مبدأ التجارة ولا على صيرورة بعض الناس أغنياء(إذ نعم المال الصالح للعبد الصالح)، ولكن الإعتراض يتركز حول "الكيفية" التى صاروا بها أغنياء، أى ان الاعتراض ليس على "الثروة" فى ذاتها، ولكنه على استغلال "للعلاقات والمعلومات" التنظيمية (رأس المال الإجتماعى)) وتحوير اتجاهها وتسخيرها لتأسيس الشركات الخاصة ولتعظيم أرباحها، ولتأمين الحياة لأبناء النخب الحاكمة، ولأصهارهم وأبناء عمومتهم وأعيان قبائلهم،هذا هو المال غير الصالح الذى يتحكم فيه غير الصالحين، كما يفهم من الحديث النبوى بمفهوم المخالفة.
    الإعتراض إذن ليس على وجود شريحة من الأغنياء فى داخل الحركة الإسلامية، إذ لو تكونت تلك الثروة بطريقة مستقلة عن "التنظيم"(كما هو حال بعض الإسلاميين) لما حق لأحد أن يتساءل، وذلك على مثل ما يحدث فى المجتمعات التى شهدت ظاهرة الإقطاع، حيث لا يوجد معنى للسؤال عن "كيف" صار بعض الناس أغنياء، لأن المجتمع تكون "تأريخيا" من "الفرسان النبلاء" الذين اغتصبوا الأراضى عنوة بحد السيف، وظلوا يتوارثونها جيلا بعد جيل تحت حماية القانون ومباركة العرش، فأكسبتهم تلك الملكية قاعدة اقتصادية راسخة، ووجاهة اجتماعية ونفوذا سياسيا لا يضارعهم فيها أحد. أما فى حالة المجتمع السودانى، وفى حالة الحركة الإسلامية السودانية بصورة خاصة فلم تكن توجد طبقة من النبلاء الأرستقراطيين ملاك الأراضى(أو الباشوات)، اذ أن الغالبية العظمى من الشعب لم تكن تملك شيئا، كما أن الغالبية العظمى من عضوية الحركة الإسلامية جاءت اما من أدنى الطبقة الوسطى، من شريحة الموظفين محدودى الدخل، واما من الشرائح الاجتماعية الفقيرة القادمة من قاع المجتمع ومن هوامشه الاقتصادية. يتذكر كاتب هذا المقال أنه فى أواسط السبعينيات من القرن الماضى كان تنظيمنا يعمل من تحت الأرض، وأردنا أن نجد "أماكن آمنة" فى مدينة الخرطوم نخفى فيها أعضاء اللجنة التنفيذية لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم من أجهزة الأمن التى كانت تطاردهم، فكان عدد الذين يملكون منازلا خاصة بهم (تتسع لاستضافة ثلاثة أشخاص أو أكثر) يعدون على أصابع اليد. وأذكر أن أحد أخواننا الذى امتاز بالسخرية والدعابة كان لا يخفى تذمره من البقاء فى المنزل العائلى المتواضع الذى استضيف فيه، فاذا سألناه قال: كيف أبقى هنا وكلما أردت الحمام هرعت الى الشارع لأبحث عن سيارة للأجرة. أما الآن فقد صار كثير من هؤلاء يمتلكون البنايات الطويلة، التى تقدر أثمانها بما لا نستطيع له عدا، وتدخل منزل أحدهم فترى ما لم تكن تسمع به حتى فى بيوت الباشوات، وتسأل أحدهم من أين لك هذا فيقول من "استثماراتى"، ماطا شفتيه بالثاء، ولا يذكر أنه الى عهد قريب كان يسكن بيتا من الجالوص الأخضر.
    فالسؤال إذن عن "الكيفية" التى تحولت بها هذه "البروليتاريا الإسلامية" إلى ما يشبه حالة البرجوازية سؤال مشروع، اذ أن كثيرا منا لم يأتِ الى الحركة الاسلامية، ويفنى زهرة شبابه فى خدمتها من أجل الحصول على الثروة ولكن من أجل العدل الإجتماعى، اذ أن قضية العدل الاجتماعي هي القضية الأم التي لم ينفصل الإسلاميون عن أحزابهم التقليدية وطرقهم الصوفية، ومجموعاتهم العرقية، الا من أجلها،كما لم يتصلوا بالحركة الإسلامية الا من أجلها.ولكن ما تقدم من سرد يشير الى أن قضية العدل الإجتماعى لم تعد هي القضية الأم في النموذج الراهن، وذلك لأن الفئات الثلاث التى يقوم عليها النموذج: الشريحة الرأسمالية المتحالفة مع القوى الأمنية والبيروقراطية فى داخل الدولة، ومع القوى القبلية فى خارجها، لم يعد لواحدة منها هم والتزام بقضية العدل الاجتماعي، فبيروقراطية الدولة لا يمكن أن تسعى في تحقيق العدل الاجتماعي لأنها لم تنشأ "تأريخيا" من داخل المجتمع، كما أنها لم تستطع فى عهد الإنقاذ أن تتحول الى نخبة "رسالية" مهمومة بقيم الدين، فلا هي إذن تعبر تعبيراً صادقا
    عن رغبات ومصالح "الناس" ، ولا هى تجسد قيم الكتاب، فهي مجروجة لانقطاعها عن الكتاب من جهة، ولابتعادها عن الناس من جهة ثانية، ولانحباسها في مصالحها وامتيازاتها ولانصياعها للشريحة الرأسمالية من ناحية ثالثة.
    وهذا على وجه الدقة هو ما يجعل أجهزة الدولة ومؤسساتها الإقتصادية أدوات طيعة تسخر لتحقيق مصالح المستثمرين والتجار (المحليين والعالميين) دون مراعاة جادة لمصالح الفئات الأخرى في المجتمع. وهو ما يؤكد القول بإن هناك تحالفاً مصلحياً بين بيروقراطية الدولة والشرائح الرأسمالية المتحكمة. وهو ما يوضح بصورة مباشرة لماذا صار بعض الثقات من الإسلاميين يوضعون مواضع الظنون والشبهات حينما يوضعون في المواقع العليا في بيروقراطية الدولة، ليس لأن هذه المواقع مسكونة بالشياطين، ولكن لأنها موصولة بمجموعات قرائبية/قبلية متضامنة، وبشبكات تجارية مترابطة ذات قدرة على الحركة والالتفاف تجعل الموظف أو الوالى أو الوزير يدافع عن سياساتها ومصالحها أكثر من دفاعه عن النموذج الإسلامى وعن المستضعفين من الناس.
    فالحديث إذن عن الشريحة الرأسمالية هذه لا يأتى من قبل الحسد أو الغبن، كما قد يتوهم بعض الناس، وانما يأتى الحديث عنها لأنها صارت تشكل مسار الحركة الإسلامية، وتحدد اختياراتها، واذا لم تتدارك الحركة الاسلامية أمرها بصورة جادة فانها سرعان ما تجد نفسها منقادة بقوى السوق، وسيكون أرقى مكاتبها هو مكتب التجار، وستكون أنشط عناصرها هم المقاولون ورجال و(سيدات) الأعمال، الذين يكون انشغالهم بالأرصدة والصفقات أكثر من انشغالهم بالكتاب وبالناس وبالقسط الاجتماعي، وسيصعب عليهم الاستماع الى النصائح الناعمة من أى أحد حتى ولو قرأ عليهم كل ما كتب فى أبواب الزهد والقناعة. أما القضايا الإستراتيجية الكبرى، مثل قضايا الحرب والسلام، والعلاقات الإقليمية، والسياسيات الخارجية، فستتحول في غيبة الجماعات العلمية القادرة، والمجالس التشريعية الحاذقة إلى ملفات أمنية أو إلى صفقات تجارية، وفي كلتا الحالتين فستتولاها مجموعات "أمسك لي واقطع ليك"، وهى مجموعات "براغماتية" نبتت فى داخل الحركة الاسلامية، يطيل أحدهم اللحية، ويتسربل بالملفحة الفخمة، ثم يخوض فى أسواق السياسة والإقتصاد على غير هدى أو كتاب منير.أما قضايانا الأساسية مثل تجديد الفكر الاسلامى، وبناء المناهج والنماذج، وبلورة الرؤى، وتأهيل الكوادر، ونشر الوعى، واحداث التنمية فستترك لشعراء المدائح النبوية، وللوعاظ المتجولين، ولوزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن وجدت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    يقول الغزالى: اعلم أن الله عز وجل اذا أراد بعبد خيرا بصره بعيوب نفسه، فمن كانت بصيرته نافذة لم تخف عليه عيوبه، فاذا عرف العيوب أمكنه العلاج، ولكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم، يرى أحدهم القذى فى عين أخيه ولا يرى الجذع فى عين نفسه...وكان عمر رضى الله عنه يقول:رحم الله امرءً أهدى إلى عيوبى، وكان داود الطائى قد اعتزل الناس فقيل له:لم لا تخالط الناس؟ فقال: وماذا بأقوام يخفون عنى عيوبى؟ ثم يقول الغزالى: وقد آل الأمر فى أمثالنا الى أن أبغض الخلق إلينا من ينصحنا ويعرفنا عيوبنا(الإحياء:كتاب رياضة النفس وتهذيب الأخلاق ومعالجة أمراض القلوب).


    كتاب الشهر:السودان حروب الموارد والهوية.....د.محمد سليمان
                  

02-11-2009, 07:50 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: اين ذهبت عائدات النفط التي تخص هذه المراة النازحة والمسكينة من 1998 لحدت 2005 في زمن الحاكم بالله امير المؤمنين



    اها يا المازوم فرانكلي نواصل معاك قصة البصيرة ام حمد..ذى ما قلت ليك اضحى النفط والضرائب الباهظة ونهب الموارد المصدر الاساس لاقتصاد الكيزان الذى لا يحترم مواطن ولا وطن طيلة سنوات الانقاذ العجاف قبل نيفاشا...
    وطبعا ما سمعت بتبديد الثروات وتبيض الاموال وسفلي الانقاذ(السفلي من االتراث السودان يقال للشخص الذى يثرى لاسباب مجهولة)...ونواصل مع د.عبدالقادر وحديثه عن اصحاب الفيل(دي اشاعة تقال عن زفة عرس كيزاني تم استيراد فيل لها خصيصا من الهند)-ناسف للخروج من النص..يا ابوقتادة المغييب...


    Quote: الرأسماليون الإسلاميون:
    ماذا يفعلون فى الحركة الإسلامية؟(2-2)
    د. التجاني عبد القادر [email protected]
    (3)
    كنت أقف ذات مرة أمام شباك الزكاة بإدارة المغتربين بمطار الخرطوم استكمالا لإجراءات تأشيرة الخروج.سألنى الموظف باحترام ظاهر عن مقدار راتبى الشهرى، وقبل أن أنطق بشىء لكزنى الشخص الذى كان يقف خلفى فى الصف لكزة ذات معنى،ولما التفت اليه قال بنبرة حازمة: لا تخبره بكل المرتب، قل له أن مرتبى ألفين أو ثلاثة، أصلو ديل....، ثم قال كلمة جعلت موظف الزكاة يشيح بوجهه.دفعت الزكاة كاملة والرسوم وبعضا من متأخرات الضرائب ثم خرجت وأنا أشعر بغصة فى حلقى. صحيح أننى ذهبت لشباك الزكاة لأنى كنت محتاجا مثل غيرى لتأشيرة للخروج، ولكن الصحيح أيضا أننى كنت على قناعة بوجوب الزكاة باعتبارها عبادة فى ذاتها، وباعتبار أنها قد شرعت من أجل الفقراء والمساكين الذين قد تخرجهم اضطرابات المعاش، أو تشوهات الأسواق، أو طغيان رأس المال، قد تخرجهم من دورة الاقتصاد وتوقعهم فى ذل الحاجة،أو تدفعهم فى طريق الرذيلة أو الجريمة، فيريد صاحب الشرع من خلال نظام الزكاة أن يسد حاجاتهم الأساسية، وأن يحفظ كرامتهم الانسانية، حتى يتمكنوا من الاندراج مرة أخرى فى دورة الاقتصاد.قلت فى نفسى: لماذا غابت هذه "الرؤية" وحلت مكانها "صورة" سلبية عن الزكاة وعن العاملين عليها؟ هل يعود ذلك أيضا الى عدم الشفافية والصدق؟ اذ يرى الناس دقة وانضباطا فى "تحصيل" الزكاة ولكنهم لا يرون مثل تلك الدقة والانضباط فى "توزيعها"، يرى الموظف أن الزكاة تؤخذ منه على "دائرة المليم" ولكنه حينما يذهب الى قريته ويتعلق به الفقراء والمساكين وأولو القربى، فلا يصادف منهم من تلقى شيئا من الزكاة طيلة حياته الدنيا، فيقول فى نفسه: اذا كانت زكاتى لا تكفى فأين زكاة العمارات والمصانع والماكينات والفنادق والشاحنات والطائرات، ثم أين زكاة الذهب والنفط، ألم يقل سبحانه وتعالى(يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما رزقناكم ومما أخرجنا لكم من الأرض)، أليس النفط "ركازا" أخرجه الله من الأرض، أو ليست زكاة الركاز الخمس(20%) كما ورد فى الحديث؟
    على أن الزكاة مهما تنوعت مصادرها وتكاثرت أقدارها ووزعت بالقسط ليست الا جزءا من رؤية اجتماعية-اقتصادية متكاملة؛ رؤية يعلو فيها الإنسان والعمل على المال، ويغلب فيها التضامن والتكافل على المحاصصة والأثرة، رؤية منحازة للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فهل نحن نملك هذه الرؤية؟وهل نحن جادون فى تطبيقها؟ سؤال نوجهه الى أنفسنا فى الحركة الاسلامية، ثم الى "الفريق" من مفكرينا الاقتصاديين وعلمائنا الشرعيين الذين ظلوا على رأس المصارف الإسلامية وديوان الزكاة وهيئة الأوقاف ووزارة المالية والتخطيط الإقتصادى ردحا من الزمن. هل منهم من يملك بالفعل رؤية إسلامية للاقتصاد، أم أن جل ما يعتمدون عليه هو صيغة "المرابحة" التى عثروا عليها جاهزة فى حاشية ابن عابدين فصارت وصفة سحرية تستخدمها البنوك الاسلامية فى تعظيم أرباح عملائها من الرأسماليين، ثم أضافوا اليها فتوى بعض علماء الأزهر بوجوب أخذ الزكاة من الموظفين دون انتظار الحول، ثم أضافوا لهما "روشتة" البنك الدولى برفع الدعم وتحرير الأسعار، أهذا هو الإقتصاد الإسلامى؟
    ان السؤال عن البعد الإسلامى فى السياسات الاقتصادية(ولا أقول البديل الاسلامى)ليس من نوافل القول أو فضول الكلام، وانما هو سؤال يتعلق بعلة وجود الحركة الاسلامية ذاتها كحركة اجتماعية-سياسية تتصدى للاصلاح والنهضة، غير أن الفريق الاقتصادى الحاكم، مثله مثل الفريق الأمنى، لا يهتم كثيرا "بالمرجعية الإسلامية"، ويعتبر ما نقوله ضربا من "الكلام الفارغ"، ولقد هالنى أن اطلعت ذات مرة على مقابلة مع واحد من القيادات الإقتصادية الاسلامية. كانت المقابلة تهدف لقراءة "ذهنية" النخبة الإسلامية المتحكمة فى القطاع الإقتصادى، وذلك أهم عندى من قراءة الأرقام التى يحيلوننا اليها، اذ بدون معرفة "الذهنية" يصعب علينا أن نتعرف على مرامى السياسات والخطط. كان السؤال المحورى فى المقابلة: ما معنى انتهاجكم سياسة اسلامية فى الإقتصاد؟وما هى المقومات الإسلامية فى الإقتصاد السودانى؟ وهو سؤال جيد فى نظرى لأنه يحاول أن يكتشف عما اذا كان الاقتصاديون الإسلاميون يملكون بالفعل رؤية أو "نموذجا"، وعما اذا كان ذلك النموذج المستبطن فى ذهن المخطط يرتكز بصورة واعية او غير واعية على مذهب إسلامى فى الإقتصاد، أم أنهم يسيرون على أهزوجة الشعار التى صاحبتنا طيلة العقود الماضية؟ وجه السؤال بصورة مباشرة لأحد وزراء الدولة آنذاك فى وزارة المالية، وهو رجل يحمل الدكتوراة فى مجال الإقتصاد، وظل لفترة طويلة يشغل مناصبا تنفيذية عليا فى القطاع الاقتصادى باختيار من قيادة الحركة الاسلامية والدولة،فأجاب على السؤال كما يلى: "هذا سؤال كبير يحتاج الى ندوة، ولكن التصور الإسلامى الكامل معروف، والمبادىء الاقتصادية تنطلق من التصور الاسلامى حول حقيقة هذا الكون من ربه والى أين يسير، وينطلق أيضا من المبادىء الأساسية فى القرآن والسنة والمعاملات وفى الاقتصاد..أنتهى"،
    والسؤال لم يكن بالطبع عن التصور الاسلامى العام للكون، أو المبادىء الكلية التى قررت فى القرآن والسنة، وانما كان عن "الطريقة" التى يتم عبرها تجميع وتنظيم تلكم التصورات الاسلامية العامة وتحويلها الى رؤية اسلامية-اقتصادية متماسكة تستوعب خصوصيات المعاش فى المجتمع السودانى بأوضاعه الراهنة،ثم ربطها بالخطط الإقتصادية الجزئية التى يشرف عليها سعادة الوزير، وما اذا كان لمثل هذه العملية نتاج معرفى ملموس يجعل الوزير وحكومته يعلنون على الملأ انهم ينتهجون سياسة اسلامية فى الاقتصاد، ولكن الوزير لم يشأ أن يواجه السؤال، ليس لجهله، وانما لمعرفته التامة بأن النخبة الرأسمالية التى يمثلها، والتى صارت تهيمن على مفاصل الدورة الاقتصادية فى الريف وفى المدن، لا ترى لها مصلحة فى استنباط مذهب اسلامى واضح فى الاقتصاد، لأن المذهب الاسلامى يضع محددات أخلاقية وقانونية على الثروة، كما يضع التزامات اجتماعية عليها، والشريحة الرأسمالية تريد أن يكون السوق "حرا" من هذه المحددات والإلزامات حتى تستطيع أن تعظم أرباحها كيفما تشاء؛ أى أن الشريحة الرأسمالية لا تريد "رؤية" اسلامية متماسكة، وانما تريد "شعارا" فضفاضا( أو قل ماركة تجارية) تحرك به العاطفة الدينية، وتستقطب به رؤوس الأموال.أما السذج من أمثالنا، والذين دخلوا فى الحركة الإسلامية على أمل أن يتمكنوا من بلورة برنامج اسلامى للتنمية الإقتصادية المتوازنة والعدل الإجتماعى، أو على أمل أن يوصلوا أصوات الفقراء المستضعفين الى مسامع السلطة، هؤلاء الساذجين عليهم أن يبحثوا عن طريق آخر، فالرأسمالية المتوحشة قد استولدت لها أنصارا فى صفوفنا الأمامية.
    (4)
    ويبقى السؤال الكبير: لماذا صار الانسان فى السودان على هذه الدرجة من الفقر حتى أنه صار يحتاج الى الصدقة والزكاة؟ ألم يكن القطاع الأكبر من الأسر فى الريف السودانى ينتج موادا غذائية تكفى حاجته المباشرة دون دعم من أحد؟ فكيف تحطمت تلك الوحدات الإنتاجية التى كان يعتمد عليها الوجود المادى للمجتمع، والمتمثلة فى الأسرة ذات المزرعة والمراح في القرية السودانية؟وكيف تبدل نمط الإنتاج التقليدى ومن الذى استفاد من ذلك؟ الأسباب عديدة ومتنوعة ولكن تأتى على رأسها أربعة: أولها الهجمة الهائلة التي قامت بها الأسواق الرأسمالية منذ زمن طويل في اختراق المجتمعات الزراعية والرعوية في الدول النامية وإدراجها في نظمها النقدية والصناعية بحيث صارت المزارع والمراعي في الدول النامية موارداًً رخيصةً لاحتياجات الصناعة الغربية من المواد الخام، دون اعتبارٍ لما يصيب البيئة من تخريب أو لما يصيب العامل من ضرر، فصار المزارعون والرعاة في الدول النامية ينتجون سلعا ً لأسواق عالمية لا قدرة لهم في التحكم فيها، ولا معرفة لهم بما تتعرض له من تقلبات، وما ينشأ فيها من تطورات، ودون أن يكون لهم بديل آخر يلوذون به؛ وثانى الأسباب هو إلحاح الدولة الوطنية، في مرحلة ما بعد الاستقلال السياسي، في الطلب على السلع الزراعية التي توفر عائدا ً نقديا ً بالعملات الأجنبية، لكي تتمكن من تغطية نفقاتها المتصاعدة، ليس في المجال التنموي ولكن في المجالات العسكرية والأمنية، على أن اعتماد الدولة شبه الكامل على قطاع الزراعة والرعي لم يقابله استثمار من قبلها في مجال البنيات الأساسية أو الأبحاث الزراعية والصناعية أو الحماية البيئية أو الخدمات الاجتماعية التي يحتاجها الريف "المخزن"؛ وثالث تلك الأسباب هو تشريد المزارع التقليدي واخراجه من الأرض، وظهور المزارع "التجاري" والمشاريع الزراعية التجارية، حيث يكون الاعتماد على رأس المال والآلات الحديثة أو العمالة الرخيصة؛ وآخر تلك الأسباب هو ضمور القطاع الصناعي الوطني وعجزه المستمر، إذ لم تستطع الدولة أو الرأسمالية المحلية المرتبطة بها أن توطن أي صناعة من الصناعات الاستراتيجية أو تنفذ خطة مناسبة للنهضة الصناعية. فكان لزاما ً أن يؤدي تدهور القطاع الصناعي وعجزه إلى تدهور أكبر في القطاع الزراعي.
    وكانت النتيجة، كما هو متوقع في مثل هذه الحالة، أن يتم الفصل بين المزارع التقليدى والأرض من جهة، ثم يفصل بينه وبين أدوات الإنتاج ورأس المال من جهة ثانية، فيجبر عدد كبير من المزارعين والرعاة ليصيروا عمالا ً مؤقتين في قطاع صناعي كسيح ليست له قدرة على البقاء فضلا ً عن النمو وامتصاص العمالة الفائضة، أو جنودا فى الجيش والشرطة والسجون، أو "خفراء" فى قطاع المنشئات والمبانى،أو يتركون فى قارعة الطريق، حتى صار من المألوف فى السودان أن ترى الرعاة يتجولون بلا ماشية، وأن ترى المزارعين يتحولون الى باعة فى شوارع العاصمة تطاردهم البلدية، وترى نساءهم يتحولن الى بائعات للشاى والقهوة فى نواصى الطرقات. وكما انقطعت الصلة فى الريف السودانى بين المزارع و الأرض وبين الراعى والماشية، فقد انقطعت الصلة كذلك فى المدينة بين العمل و الأجر، فصارت الوظيفة حقا يطالب به المتخرجون فى المدارس و الجامعات سواء وجدت أعمال يؤدونها فى المقابل أو لم توجد، فاذا نال أحدهم وظيفة وجدها لا تسد رمقا ولا ترضى طموحا، واذا لم يجدها علق آماله بالحصول على عقد للعمل فى دول الجوار الغنية بالنفط، أو وقف أمام السفارات طلبا للهجرة، وصار كل هؤلاء، من وجد ومن لم يجد، ومن تعلم ومن لم يتعلم، يمثلون "فائضا بشريا" دائما، ومليشيات عسكرية جاهزة، تتغذى منها الحركات المتمردة فى شرق البلاد وغربها، وتحولها الى جيوش تقاتل بهم إخوانهم المستضعفين الذين سبقوهم بالإنخراط فى الجيش والشرطة طلبا للمعاش، وهذه بالطبع ظاهرة فريدة فى نوعها، ومؤلمة لمن تأملها، إذ نرى "البروليتاريا المسلمة" تنقسم على نفسها، ويقوم بعضها بضرب رقاب بعض، فى غفلة تامة عن القاعدة الإجتماعية الواحدة التى ينحدرون منها، وفى جهل بطبيعة العدو الإستراتيجى الذى يستهدفون.
    تلك هى اذن عملية الإستنزاف المستمر، والتحطيم البنيوى، والإفقار المتعمد للريف السودانى، وتلك اذن هى ثمارها المرة، والتى ساهمت فى انتاجها الرأسمالية العالمية والشريحة الرأسمالية المحلية(اسلامية وغير اسلامية)، وذلك من خلال هيمنتها على مفاصل الدورة الاقتصادية في الريف وفي المدن وفي الأسواق الإقليمية، ومن خلال ارتباطاتها القوية بالمصارف والشركات ومراكز السلطة السياسية، مانعة بذلك قطاعات واسعة من الجمهور من الانخراط فى دورة الاقتصاد، ودافعة أعدادا مهولة من السودانيين نحو الهجرة الجبرية المتواصلة الى المدن، أو الى المليشيات المتمردة، أو نحو الثورة الإجتماعية الكامنة التى لا يعرف مداها ومآلاتها أحد الا الله.
    إن تفكيك النظام الاجتماعي والاقتصادي في الريف وما صحبه ولحق به من تهجير جماعي مفزع من الريف إلى المدن لم تصحبه كما هو معلوم ثورة صناعية توفر قاعدة جديدة للإنتاج، كما لم تسنده قاعدة تعليمية أو تكنولوجية توفر مهارات ومعارف تفتح منافذ بديلة للمعاش، فشكل ذلك الوضع حالة من الاحتقان النفسي والانفراط الاجتماعي جعلت الجميع يحلمون باسترداد هوية ضائعة وثروة مسلوبة، فلم يجدوا أطرا تستوعب تلك الأشواق سوى المليشيات العرقية المسلحة، أو التنظيمات السياسية المتطرفة؛ اذ أن البحث عن " الهوية الضائعة " وعن" الثروة " المسلوبة يعملان معاً في صناعة ايديولوجيه "المفاصلة"، سواءً كانت مفاصلة دينية أو عرقية، وهي الأيديولوجية التي تسوغ لأصحابها الانقضاض على السلطة، وقد ينجحون في ذلك بالفعل ولكنهم سينتهون،عاجلاً أو آجلاً،إلى النتيجة نفسها التي انتهى إليها الإنقلابيون من قبلهم وهي أن المشكل الاجتماعي-الاقتصادى الراهن لا يمكن أن يحَّل عن طريق البتر العسكري أو الإقصاء العرقى أو الدينى.
    (5)
    على أن المشكلة لا تقف عند هذا الحد،اذ أن القاعدة الإنتاجية التقليدية المشار اليها آنفا، لن تعود الى الريف وتستأنف عمليات الإنتاج لمجرد وجود الطرق والجسور(والتى تجتهد الحكومة فى بنائها)، ولكن وعلى افتراض عودتها وممارستها للانتاج فانها لن تستطيع تحت هيمنة الرأسمالية الشرسة واقتصاد السوق غير المقيد أن تلبى حاجاتها الاقتصادية المباشرة فضلا عن أن تلبى حاجاتنا القومية من السلع الزراعية، وسيترتب على هذا أن توجه جل الموارد القومية المتحصلة من عائد النفط لاستيراد السلع الغذائية والصناعية التي ترد من الأسواق الخارجية، ولإسترضاء المليشيات المسلحة، ودفع استحقاقاتها وتعويضاتها، مما يؤدى لاختلال مستمر فى ميزان المدفوعات، ولنضوب الاعتمادات التي يمكن أن توجه الى قطاعات الإنتاج الزراعي و الصناعي، فتزداد هذه القطاعات تحطما على ما كانت عليه، وسيزداد لدينا عندئذ عدد المزارعين الذين لا زراعة لهم، والعمال الذين ليست لدينا مصانع تستوعبهم، والخريجين الذين ليست لدينا وظائف لهم، وسيشكلون جميعا، وقد انحل ترابطهم الاجتماعي القديم وتناثرت تنظيماتهم التقليدية، حزاما متجددا من الفقر والإحباط يحيط بالعمارات الشاهقة التي يتبارى في تشييدها الأغنياء القدامى والجدد.
    والسؤال هنا:هل يمكن إحداث نوع من التكامل البنيوى بين المزارع التقليدي والأرض البور والنخب الإجتماعية الحديثة ذات الكفاءة المهنية والقدرة الإدارية المتطورة حتى يتم إحياء القاعدة الإنتاجية التي يقوم عليها المجتمع؟ أم أن عائدات النفط وما ينتج عنها من فرص استثمارية ستصب فى جيوب النخبة الرأسمالية ذاتها؛ النخبة التى لا ترغب فى تطوير برنامج تنموى إسلامى، ولا ترغب فى الدخول فى العمليات الإنتاجية الإستراتيجية(زراعة وصناعة) وتفضل الإستثمار المضمون فى قطاع العقارات والخدمات والإستيراد؟ لأنه وما لم يتم إدراج القوى الريفية التقليدية (التى أخرجت من ديارها، وأبطلت طرائق معاشها) في البنية الاقتصادية الحديثة، وما لم تتم إعادة الشرائح الرأسمالية الجديدة الى قطاعات الإنتاج الاستراتيجي، فان الفجوة بين هاتين الفئتين ستتباعد وقد تتحول الى تناقض أساسي بين الدولة والمجتمع قد يتبلور في اتجاه الثورة الاجتماعية الشاملة.
    ولكن ما هو الدور المتبقي للدولة؟ هناك من يقول ان الدولة في العالم الثالث في عهد العولمة الأمريكية الذى نشهده مهددة بالتلاشى والزوال، على أية حال، سواء كانت اسلامية أو لبرالية، اذ من المؤكد أن تجد نفسها دائما غير قادرة على التحكم فى الرأسمالية المحلية أو توجيه مساراتها نحو انتاج السلع الأساسية التى يمكن أن تدفع في اتجاه التنمية القومية؛ وستجد نفسها (ثانيا) غير قادرة على إحداث تنمية اقتصادية عن طريق الصناعة والتقانة بصورة مستقلة؛ وستجد نفسها (ثالثا) غير قادرة(حتى ولو أنتجت سلعا أساسية كالسلع الزراعية) على المنافسة في السواق العالمية، اذ أن فائض الإنتاج الزراعى في الدول الصناعية الكبرى، والذى تقف وراءه بقوة إتحادات المزارعين ووكلائهم في المجالس التشريعية في الديقراطيات الغربية لا يتيح فرصة حقيقية لأى دولة نامية أن تجد سوقا لمنتوجاتها الزراعية، أما اذا كانت تلك الدولة النامية ذات شعار اسلامى كحالتنا هذه فسوف يتعذر عليها أن تجد منفذا للأسواق العالمية ما لم تتخلى عن الحواجز الثقافية و الأخلاقية التي يفرضها مشروعها الإسلامى.
    فهذه كما ترى أمور شديدة التعقيد، لا يحلها خبير اقتصادى واحد، أو فريق من التكنوقراط، أو فقيه تخصص فى باب البيوع، وانما يحتاج الأمر الى قاعدة فكرية وعلمية راسخة يعهد اليها ببناء رؤية متعمقة للتنمية القومية- تصورا فكريا، وتخطيطا استراتيجيا، وإدارة علمية، كما يحتاج الى شريحة إجتماعية رائدة ذات رغبة صادقة فى احتضان عمليات التنمية، توطينا للصناعة والتكنولوجية،وتشجيعا ورعاية للعلماء والمخترعين، ورد اعتبار للزراعة والرعى؛ وتحتاج علاوة على هذا لقيادة سياسية مترفعة عن الولاءات العشائرية الضيقة ومتجردة للمصلحة القومية، فتناط بها عمليات التعبئة الشعبية و التنسيق المؤسسي والتشريعي لإنجاز العملية التنموية على قواعد العدل الاجتماعي.فهل يستطيع الرأسماليون الإسلاميون أن يقوموا بهذه العمليات؟
    ان الإقتصاديين الاسلاميين سيفقدون كل مشروعية للبقاء فى قمة الهرم الاقتصادى أو فى قيادة الحركة الإسلامية ما لم يقوموا بتطوير أطروحة فكرية اسلامية متماسكة يجاب فيها على هذه التساؤلات، وترفع فيها هذه التناقضات، ثم يبلوروا فى ضوء ذلك برنامجا اجتماعيا-اقتصاديا ينحاز بصورة واضحة للطبقات الدنيا فى المجتمع، أما اذا بقوا على حالهم هذه، وتركت سياسات الدولة ومؤسساتها الاقتصادية تحت تصرفهم وتصرف مجموعات المصالح الخاصة المرتبطة بهم فان ذلك سيكون فى تقديرى أمرا شديد الضرر على المستوى التنظيمى الخاص بالحركة الإسلامية وعلى المستوى القومى العام.
    ولكن، وحتى لا تبلغ الأمور نقطة اللاعودة فإن الحكمة والحاجة يقتضيان أن تكف الحركة الإسلامية عن تعلقها بالنخبة الرأسمالية، وأن تعلق أملها بالله وبالناس، وأن تبدأ بصورة جادة فى إعادة النظر فى برنامجها الاجتماعى-الاقتصادى، فالعمل من خلال القضايا الاجتماعية المحورية(الفقر والمرض والعجز والبطالة والجريمة والطفولة والأمومة ونحوها)هو الذى يعمق الوعى بالرؤية الإسلامية،ويرهف الحس الاجتماعى-الانسانى، وينمى الروح، ويقود الى التلاحم بين شرائح المستضعفين، ويرفع التناقضات المتوهمة بينهم، وهو خير من انتظار نهايات للحرب الضروس بين داحس القصر وغبراء المنشية.


                  

02-11-2009, 08:05 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: اين ذهبت عائدات النفط التي تخص هذه المراة النازحة والمسكينة من 1998 لحدت 2005 في زمن الحاكم بالله امير المؤمنين

    بعدين يا فرانكلي العزيز لمن جاءت الحركة الشعبية للمفاوضاتسنة 2005 عبر منبر الايقاد ارادت ان تستصحب معها حلفاؤها في التجمع..حتى تكون التسوية عادلة..رفض ابيت اللعن وتابط شرا في المؤتمر الوطني ذلك والزمو الحركة الشعبية بالحوار الثنائي فقط..وهنا تفتقت عبقرية دكتور قرنق في امرين...1-مد الفترة الانتقالية ستة سنوات للاستفتاء..تتخللها انتخابات قد تاني بقوى وطنية حقيقية قد تجعل امر الانفصال غير وارد...ولكن وفاة د.قرنق كان اخر ما يكون في حساباته شخصيا..وبقي كرمه الحاتمي عل قسمة الموارد بين الشمال والجنوب قائما..2-مع روية حديدة قد يكون اكتسبها حزب المؤتمر الوطني من خلال شراكته الذكية مع الحركة..وهي التنمية التي ظهرت بصورة اشبه بالهذيان كسلوك تعويضي عن الماضي المشين والمجلل بالعار والفساد والاستبداد ولا يزال..وبذلك تكون هذه المراة في يروفايلك الان قد تنازلت لك عن نصف ثروتها لمدة ستة سنوات كان يجب عليك ان تشكرها و تجللها باكاليل الغار وتدعو لها ليل نهار...لان الانفصال لو حصل فور التوقيع على الاتفاقية..كان الكيزان ديل باعوك ذى الفلاشا..من اين كانو سياتو بالمصادر البديلة؟؟ وتحت اي علاقات انتاج كان سيدار السودان الشمالي ودونك والخبير الافتصادي د.التجاني عبدالقادر..
    ..........
    اها قصرنا معاك با ابو قتادة المازوم العنصري والسلفي المركب مكنة كوز سقوطا!!!
                  

02-11-2009, 08:28 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: Hisham Amin)

    Quote: من هنا اقول

    لك الحق اخى فى هذا الموقع او على ارض الواقع ان تعبر عن ما يدور بخلدك كيفما تشاء

    كامل تضامنى معك رغم اختلافى معك فيما يخص الانفصال


    هشام امين
    سلام

    طيب انت ضد فرانكلي في جزئية الانفصال
    ونحن ضد قرانكلي لانه يروج للانفصال لاسباب عنصرية

    ...بعدين النقلتو ده

    Quote: الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو

    سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها

    ده شعار سودانيز اون لاين العام
    .....
    ولتحديدها المسؤلية هناك لائحة يا اخي تحدد الممارسة في المنبر امشي ذاكر فيها كويس
    وسودانيز اون لاين لا تشجع العنصرية..وهذا ابوقتادة ينتهك خصوصية هذه النازحة الجنوبية ويستغل صورتها للترويج لانفصاله المازوم


    Quote: - يكفل المنبر الحر لكافة الأعضاء حرية التعبير والرأي والبحث العلمي والاجتهاد ومناقشة جميع الأفكار والمواضيع الدينية والفلسفية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية وسائر ضروب العلم والمعرفة، مع ضرورة التزام الأعضاء بالحوار الموضوعي واحترام حق الآخرين في الاختلاف معهم/ن.

    اما اذا اردت ان تكون صحاف لفرانكلي وتزين له باطله كداب اهل البورد وثمود هذا شانك
    هذا زمن الصحاحيف فعلا
    ويا كمال
    عدو عاقل زينا اخير ليك من صديق جاهل زيهم
    Quote: ارض الواقع ان تعبر عن ما يدور بخلدك كيفما تشاء


    نحن يا اخوى ما بنخلي فرانكلي يعبر عن وعيه المازوم في المنبر كيف يشاء؟؟
    لان هذا الوعي يهدد مستقبل السودان وعايزين فرانكلي على المدى البعيد ينضم لركاب السودان الجديد كسلفي مستنير(رغم علمي لا وجود لمثل هذا الكائن(سلفي مستنير)
                  

02-11-2009, 02:34 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: 5- الناصريين


    سلامات أخونا عادل وأحوالك ..

    والله زمن ما إتلاقينا ...

    المهم على قول تبارك أرمي لنا عصاك بالمسوغات التي تجعل الناصريين عبء على تقدم السودان وحدد لنا هذا التقدم ؟؟؟

    وماهو فهمك للناصرية التي تجعل فكرها مرض وافد ؟؟؟

    المصادر لو أمكن ؟؟؟

    وأرقد عافية وبجيك برواقة ..

    ودي وإحترامي ..
                  

02-12-2009, 09:08 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: مجاهد عبدالله)

    Quote: سلامات أخونا عادل وأحوالك ..

    والله زمن ما إتلاقينا ...

    المهم على قول تبارك أرمي لنا عصاك بالمسوغات التي تجعل الناصريين عبء على تقدم السودان وحدد لنا هذا التقدم ؟؟؟

    وماهو فهمك للناصرية التي تجعل فكرها مرض وافد ؟؟؟

    المصادر لو أمكن ؟؟؟


    العزيز مجاهد
    سلام
    انا قاعد في البورد ده من 2002 وما غبت ولا يوم وعندى 5000 بوست تقريبا وفيها طرحنا نقد وافكار كتب ومراجع لكل ميكروب لمكروبات السودان القديم
    وهذا البوست صنع خصيصا لفرنكلي السلفي
    لكن بنرد ليك
    اولا

    1- عبدالناصر رئيس مصري راحل والناصرية مرحلة ايدولجية استنفذت اغراضها ولم يعد لها صدى حتى في مصر وفشلت محاولة تلميع ابنه من جديد فمن يحي العظام وهي رميم
    2- من حيث التطبيق وضح تطبيقها في حقبة الهزائم ومراكز القوى والفاشية ودولة المخابرات والمرجع(فلم نحن بتوع الاتوبيس) او اعتماد خورشيد شاهد على جرائم صلاح نصر(كتاب موثق)
    3-الناصرية نفسها بضاعة بائرة في السودان فقط حفنة المتثقفين الاوغاد في المركز واحدهم صديقي ساطع احمد الحاج والثاني ابو تلة رئيس الجالية في الكويت ليس لها ادنى وجود شعبي حقيقي في المجتمع السوداني
    4- التقدم في نظرى هو اتفاقية نيفاشا التي تقود لدولة مدنية فدرالية ديموقراطية...والناصرية فكر عروبي شوفني يعوق الدولة المدنية في السودان ويغذى العنصرية الكامنة في الهجين المستعرب في الشمال والعنصرية ضد التقدم بكافة صوره ويحرم الكثير من مكونات الشعب السوداني ان تعبر عن مكوانتها الثقافية وافكارها السياسية ....
    5- النقطة الاخيرة نحن نقرا بنهم كل ما يقع تحت يدنا من كتب سودانية وفكر سوداني وغير سوداني..للاسف لم اجد كتاب واحد لمؤلف سوداني ناصري يطرح افكار سودانية متكاملة عشان نشوفا كمرجع..نعتمد فقط على تحركات منتسبيها في اجهزة الاعلام السودانية وصحف وتحالفاتهم السياسية ..والمرض يتحدد حسب موقفه من الفكر السوداني سواء السودان الجديد (الحركة الشعبية) او اثورة الثقافية(الفكرة الجمهورية)..كل ما يعيق هذه الافكار ميكروب....
    هذه هي الافكار السودانية 100%
    هل عجزت هذه الافكار عن استيعاب الاشكالية السودانية ...عشان نحن نمشي نجيب بضاعة من الخارج ونفرضا على الناس ونتنطع بيها في التلفزيون والاذاعة...لان الناصرية ليس لها ادنى علاقة بالديموقراطية ولم نجد لها نموذج حضاري في مكان ما...رغم رحيل عبدالناصر منذ عقود وبقى فقط ناعقه في فضائية الجزيرة هيكل.....
    ...........
                  

02-14-2009, 02:26 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    فرانسيس دينق: من اغرب الأشياء ان ينظر الشماليين للجنوبين كعبيد!!







    الدكتور فرانسيس مادينق دينق، المفكر السودانى و الروائى العالمى، شخصية غنية عن التعريف. ذهبت اليه فى مكتبه بالامم المتحدة فى نيويورك حيث يعمل ممثلاً للامين العام للامم المتحدة ممسكاً بملف الحماية من التصفية العريقة و القتل الجماعى حيث يقع مكتبه المطل على البحر فى الطابق السادس فى مقر مكتب الامم المتحدة بنيويورك. سألنى عما اذا كان بإمكانه الحديث بخليط من اللغة العربية و الإنجليزية و أخبرته بانه لا مانع لدى اذا شعر بانه يفضل الحديث باللغة الانجليزية ولكنه تحدث بخليط من اللغتين. اجريت معه هذا الحوار المطول بالرغم مقاطعة سكرتيرته الخاصة لنا لإعلامه ببعض التطورات الخاصة بعمله، ولكنه على الرغم من ذلك منحنى اكثر من ساعة من وقته الثمين لإنجاز هذا الحوار.





    أجرى الحوار لأجراس الحرية من نيويورك: عبد الفتاح عرمان



    فرانسيس دينق: من المفارقة ان يتم تدريس القوانين الوضعية فى كل من بريطانيا و امريكا!



    فى واو كنا نخشى ان ياكلنا (الفرتيت) و نحن نيام!



    من اغرب الأشياء ان ينظر الشماليين للجنوبين كعبيد!!



    هذه هى الرسالة التى حملنى إياها نميرى لمنقتسو ...



    كتبت خطاب إستقالتى من حكومة نميرى فى مطار الخرطوم!



    انا لست عضواً فى الحركة الشعبية و لكن...!!!



    الحركة الشعبية بها قادة و مفكرين عظام دخلوا التاريخ من اوسع ابوابه



    أنا مؤمن برؤية السودان الجديد









    -قلت من المفترض ان نقوم بترجمة هذه الكتب.. هل تقصد الحكومة ام دور النشر الخاصة؟



    و الله طبعاً، بالنسبة لى هو سؤال عن الإمكانيات، ومن فى مقدوره فعل ذلك اكثر من اى شخص اخر، و المعينات التى تجعل من هذا العمل ممكناً لان دور النشر موجودة و كذلك المثقفين الذين باستطاعتهم ترجمة هذه الاعمال. فالكثير من الناس يقيمون هذه الاشياء و بامكانهم التبرع بوقتهم و إمكانياتهم الذهينة للقيام بهذا العمل و يبقى الجزء المادى لطباعة نشر هذه المواد، وزارة الثقافة بامكانها فعل ذلك كاعتراف منها بالتنوع الثقافى فى البلد و النظرة اليه كثروة قومية. على ايام الرئيس نميرى و خصوصاً عندما كان بونا ملوال وزيراً للثقافة و الإعلام قاموا بفعل ذلك ولا اعلم اذا كانوا يقومون بهذا العمل الان ام انه زمن ولى و مضى!. فكانوا يقومون باختيار اغنية لقبيلة معينة و لكنهم كانوا ياتون بفتيات من مختلف انحاء السودان ليرقصن على أنغام هذه الاغنية، فهذه فكرة كانت جيدة لانك ترى جميع الثقافات السودانية تشارك فى عمل واحد مما يساعد فى تنمية الثقافات الاخرى و الإعتراف بها. وكما هو معروف الان بان كل الإمكانيات فى يد الحكومة فعليه اذا قامت الحكومة بفعل هذا الشىء و ساعدت فى ترجمة هذه القصص و الروايات الى لغات سودانية مختلفة بعقل مفتوح من غير إنحياز لبعض الثقافات فهذا سوف يؤدى حتى الى إثراء الاختلافات ما بين الثقافات الاخرى، و لكن اذا ساعدت الحكومة ثقافات معينة فى النمو و الإنتشار هذا الامر سوف يازم المشهد الثقافى اكثر، فعليه على الحكومة ان تهتم بالثقافات الاخرى حتى تشعر المواطنين باهمية الثقافات الاخرى . البعض يتهمنى بمحاولة الإعلاء من شان الدينكا و هذا ليس صحيحاً فاذا نظرت الى كتاباتى على ايام الجامعة مثلاً كنت مهتماً بدراسة القوانين الوضعية ووقتها كان 90% من السودان يحكم بالقوانين الوضعية ثم بعدها كتبت عن افريقيا و مشاكلها و اخيراً كتبت على مستوى عالمى. وعلى ايام الجامعة بدات فى دراسة القوانين الوضعية لدى الدينكا وحتى لو نظرنا للقوانين فى الشمال فهى خليط ما بين القوانين الوضعية و قوانين الشريعة الاسلامية، و من المفارقة ان اجد بانه فى بريطانيا و هنا فى امريكا يتم تدريس القوانين الوضعية، و بمبادرة شخصية منى قمت بدراسة القوانين الوضعية فى جامعة الخرطوم و كنت اذهب للمحاكم الوضعية حتى استطيع الكتابة عن هذا الامر، وتم ذلك بمساعدة بعض اساتذتى فى الجامعة، هذه هى كانت البداية وهى عن الكيفية التى تدار بها المحاكم الوضعية و الصراع القبلى، ثم انتقلت بعدها لدراسة القضايا القومية، الشى ء الاخر كتبت عن افريقيا عندما انتقلت لمعهد (بروكنز) على مدى اثنى عشر عاماً و صدرت لى بعض الكتب فى هذا الجانب، وبعضهم كتبته بمفردى و البعض الاخر بالإشتراك مع اخرين، الشىء الاخير كان عالمى و هو عن كيفية التعامل مع قضايا النزوح الداخلى على مستوى العالم. فالكثير من المثقفين لا يرون هذا و إنما يرون كتاباتى عن الدينكا و يقولون بانى اكتب عن الدينكا فقط!.



    * من الملاحظ فى كتاباتك (مثل بذرة الخلاص) على سبيل المثال لا الحصر انك توظف التاريخ الشفهى، القصص و الاساطير من المجموعة التى تنتمى اليها .. كيف ساهمت هذه الاشياء فى تشكيل عالمك الروائى؟



    فى الحقيقة، الشخص دوماً يكتب من منطلق تجربته، نحن فى قبيلة الدينكا و خصوصاً فى ابيى كنا دائماً نشعر بان القبائل الاخرى بعيدة لان الدينكا يرون الاخرين دينكا ولكن الاخرين يعتبرون الدينكا اخرين. وفى اول مرة ذهبت انا و اخوتى للدراسة فى الجنوب اتى المفتش الانجليزى و حضر إجتماع زعماء القبيلة و اشار على والدى بان الافضل لنا ان ندرس فى الجنوب و فى الشمال حتى نكون ملمين بكل الثقافات من حولنا، انا اعتقد بان هذه فكرة كانت كانت حكيمة اقنعت والدى، فانتقلنا الى مدينة واو و راينا قبيلة (الفرتيت) و من خلال القصص التى كانت تروى لنا كنا نعتقد بان الفرتيت من اكلى لحوم البشر، وفى تلك الليلة لم نستطع النوم لاننا كنا نخشى ان ياكلنا الفرتيت و نحن نيام! وكنا عندما نشعر باى حركة فى الخارج كان يتملكنا شعور بان لحظة حتفنا قد حانت!. على اية حال ذهبنا بعد ذلك الى (التونج) ثم (رومبيك)، و إنتقلنا بعدها الى مدرسة (خور طقت) وكنا قتها الوحيدين الغير مسلمين. بدانا حياتى كدينكا من ناحية الإعتقاد الدينى بدراسة الكاثلوكية، البرتستانتية و الإسلام وكل دين من هذه الاديان يقول شيئاً عن الدين الاخر، و المبشرين جعلونا نؤمن بان الدينكا ليس لديهم دين او اله و إنما ما يقومون به هو خطيئة، ووجدنا انفسنا كلما نبتعد عن مسقط راسنا كلما شعرنا بان الصورة تتضح لنا اكثر ولكن المفاجاة كانت هى كلما تذهب ابعد كما ظهرت لك اشياء جميلة عن الخفلية التى اتيت منها. وهنا احكى لك هذه القصة وهى عندما طلب منا ان نكون مسيحين، ذهبنا للوالد و طلبنا منه الإذن ولكن سالنا: لماذا تودون ان تكونوا مسيحين؟ فرددنا: لاننا نود ان ندخل الجنة و لا نريد الذهاب الى النار، فرد علينا ضاحكا: لو إفترضنا بان كلام المسيحين صحيح، فانتم لو ذهبتم الجنة هل سوف تكونوا سعداء فى الوقت الذى ذهبت فيه كل العائلة الى النار؟! فهذه حكمة اخذنا وقت طويل للوصول اليها وهى فى المسيحية و الاديان الاخرى بان الناس يوم القيامة لا يحاسبون كاسرة و إنما كافراد باعمالهم و لكن عند الدينكا الموت لا يعنى نهاية الحياة و تظل هنالك علاقة تواصل مابين عالم الموتى و الاحياء، وعند الزواج فى المسيحية نقول (حتى يفرقنا الموت) ولكن عند الدينكا لا توجد هذه الفكرة لان الموت لا يستطيع تفريقنا لانه اذا توفى الرجل فزوجته تظل زوجته حتى بعد موته ، واذا كان لديه ابناء فابناءه يحملون إسمه، فهذه فكرة مختلفة للعالم و هى بانك لا تقول سوف تذهب بمفردك الى الجنة بل بالعكس انت تكون فى انتظار الجنة حتى تقابل اهلك و تستمر الحياة كما كانت من قبل!. هذه الفكرة اعتقد بانها تعطى الشخص الفرصة لرؤية الإختلافات التى يبدأ بعدها فى إختيار ما يناسبه من القيم الاخلاقية التى تتوفر فى جميع هذه الاديان حتى و إن كنت لا تؤمن بكل هذه الاديان. فهذه الاختلافات ما بين الاديان و الثقافات جعلتنى امتلك نظرة مختلفة للعالم خاصة بى.



    * فى روايتك (بذرة الخلاص) هنالك فكرة الإبن المفقود التى تتمثل فى (رزق الله) الشخصية المحورية فى الرواية، و عزلته من والدته و تركه ل(عثمان) الذى بدروه تركه ل(عبد الله) احد اعوان الزبير باشا رحمه.. حدثنا عن فكرة الإبن المفقود و كيف إستخدمت هذا (التكنيك) لمعالجة قضية تجارة الرقيق التى ما زالت تجلياتها موجودة الى اليوم فى السودان؟



    إستنتاجى الشخصى بان السودانيين منقسمين حول هويتهم وهى لا تعكس واقع البلد الحقيقى سواء من الناحية العرقية، الثقافية او الدينية و عكس هوية محددة للبلد هذا محل خلاف. و عند الدينكا الشخص الذى يستعبد شخص اخر سوف يذهب الى النار، الشخص الذى ربى هذه الطفل المستعبد او المفقود يدلل على حيوية الثقافات و تفاعلها مع بعضها البعض لانه بتربيته لشخص من قبيلة مختلفة يدلل بانه ربط نفسه بدائرة اوسع من السودانيين، ثم ذهاب الطفل المفقود بعد ذلك ل(عثمان) تعكس نتقله ما بين الجنوب و الشمال و دارفور فعندما يكبر هذه الطفل لن يكون محصوراً فى لجنوب فقط و إنما ينتمى لكل السودان حتى نرى باننا جميعاً مربوطين ببعضناً بعضا، و من اغرب الاشياء بان الشمالين كانوا ينظرون للجنوبيين مثلاً (كعبيد) فى الوقت الذى هرب فيه الجنوبين من العبودية فى الوقت الذى يقول فيه الشمالين للجنوبين بانهم (عبيد) على الرغم من ان دم العبودية و الإسترقاق تظهر تجلياته و بوضوع فى سحنات الشماليين، فعندما تبدأ فى النظرة للاخرين بهذه الصورة فانت فيك دم العبودية اكثر من الاخرين لان الاخرين هم الذين هربوا من العبودية. وانا كنت اقول بانك اذا شمالى و تدعى بانك عربى، وترى لون الاخر الذى ترى بانه (عبد) فى دمك فهذا يدل على الشخص الذى تقلل من مكانته هو جزء منك و اذا كنت تكره ذلك الشخص فانت تكره نفسك، اذا انت لا تكره الاخر بقدر ما انك تكره نفسك. و احد من علقوا على روايتى (حرب الرؤى) قال بانه اذا كانت لدى مشكلة مع لون وهو يشكل جزءاً من شخصيتى و الدم الذى احمله اذا على ان ارى طبيباً نفسياً، وقلت له هذه نصيحة جيدة و زدت على ذلك باننى اتمنى ان يذهب كل السودان لرؤية طبيب نفسى. البعض يرى بان هذا الحديث تحقيراً لهم لكنى لا اقصد تحقير من يرون انفسهم بانهم عرب ولكنى اود ان اقول لهم بان هنالك الكثير مما يجمعنا و لكنكم لا ترونه. ولو نظرنا لتاريخ العبودية فى السودان فهى ساعدت بطريقة او باخرى فى توحيد الناس، العرب الذين اتوا من البلدان العربية كان بمقدورهم ان ياتوا بزوجاتهم و لكنهم فضلوا الزواج من القبائل السودانية، فعليه لم اكن اقصد إهانة من يرون انفسهم عرب ولكن كانت محاولة لإعادة التفكير فى من نحن؟ ولم اكن اتوقع بان التغيير سوف يحدث مباشرة ولكن هو عملية طويلة تاتى عبر الزمن و ليس رحلة يوم واحد.



    * أعطنا بعض الإضاءات عن الجو النفسى الذى كتبت فيه (بذرة الخلاص) ؟



    كتبتها بعد ان قدمت إستقالتى من حكومة نميرى لان الحرب عادت مرة اخرى فى الجنوب، وانا فى الحقيقة رفضت ان اعمل فى حكومة نميرى عندما طلب منى اكون نائباً لسفير السودان فى لندن قبل توقيع إتفاقية اديس ابابا، صحيح بان حكومة نميرى كانت منفتحة و اختارت حوالى ثلاثة شخصيات من الجنوب ليكونوا فى الحكومة ولكنى رفضت وقتها، و بعد توقيع إتفاقية اديس ابابا طلب منى العمل كقاضى لولاية كردفان ولكنى رفضت لانى لم امارس مهنة القانون لفترة طويلة، و بعدها عرض على ان اكون سفيراً للسودان فى الدول الإسكندنافية وقبل ان ارد عليهم عرضوا على ان اكون وزير دولة بالخارجية وقلت لزوجتى بان بلدى طلبت منى الخدمة للمرة الرابعة و لا يمكننى ان ارفض هذه المرة وقبلت ان اكون سفيراً للحكومة فى الدول الإسكندنافية ولكن قبل ان اذهب لتسلم وظيفتى كتبت لوزير الخارجية الذى كان وقتها د. منصور خالد و للرئيس نميرى حول وجهة نظرى و الطريقة التى سوف ادير بها السفارة فى إسكندنافيا حيث قلت لهم سوف اركز على الانجاز الذى تم بتوقيع إتفاقية السلام حتى نكسب الجنوب لصفنا من اجل وحدة السودان. و أعتقد بانى نجحت فى مهمتى على مستوى الدول الإسكندنافية او الولايات المتحدة الامريكية سوى عندما كنت سفيراً او زيراً للدولة بالخارجية. بعدها بدات الحرب مرة اخرى و طلب منى المشير نميرى للعمل مبعوثاً دائماً للسودان فى الامم المتحدة ثم بعدها قرر إرسالى الى أديس ابابا لانه كان يرى بانه من خلال عملى فى اديس ابابا سوف اكون مفيداً له اكثر من اى مكان اخر، ولكنى قررت ان استقيل من الحكومة خصوصاً بانى عملت فى فترة السلام و خدمت بلدى ولكنى لن اخدم بلدى فى فترة الحرب. و اذكر وقتها طلب منى د. منصور خالد الكتابة عن إتفاقية السلام لانها كانت إنجاز عظيم أهديت هذا الكتاب وقتها لرئيس منظمة الوحدة الافريقية –من المحرر-(الاتحاد الافريقى حالياً)، قلت لنميرى: هؤلاء الناس الذين حملوا السلاح ضد الحكومة هم يحاربون من اجل قضية ماذا اقول لهم؟ فرد: "و الله شوف، قول ليهم انتو سودانيين وحتى لو عندكم قضية ما تخونوا البلد" –ضحك د. فرانسيس دينق ثم واصل قائلاً: قلت لنميرى ماذا اقول للرئيس منقستو عندما اذهب لاديس ابابا و انت علاقتك به ليست جيدة؟ فرد نميرى: " و الله قول ليه، صحيح نحنا مختلفين إختلاف كامل فى نظام الحكم ولكن لا تجعل نفسك مطية للقوة الاجنبية". على كل لم اقتنع بحديثه و كتبت لنميرى خطاب إستقالة و انا فى مطار الخرطوم قلت له فيه بان هنالك وقت للخدمة وقت لتركها و هذا خطاب إستقالة منى و لن اذهب لاديس ابابا و لا اريد اى منصب اخر للعمل فى حكومتكم. فى الواقع ذهبت بالخطاب من المطار للقصر الجمهورى وجدت سكرتير الرئيس الذى سالنى اذا كنت اود مقابلة الرئيس لكنى قلت له لا اود مقابلته و لكن ارجو إعطاءه هذا الخطاب ثم إنصرفت، فى اليوم التالى كان الرئيس نميرى متوجهاً فى زيارة خارجية لبعض الدول، وتم إخبارى من بعض المقربين له بانه كان حزين و إتصل بوزير الخارجية وطلب منه إعطائى كل ما اريد وقلت لهم بانى لا اريد اى شىء سوى تفهمكم لموقفى وسوف اخدم السودان فى اى مكان اذهب له و لكن علاقتى الشخصية بكم سوف تكون متواصلة ثم غادرت السودان. و بالفعل كان عندما ياتى نميرى لواشنطن اقابله و ارتب له بعض اللقاءات، على كل حال عند مغادرتى للسودان و انا فى الطائرة سالت نفسى هل تركت السودان فى الوقت الذى يريدنى فيه ام لا؟ و لكنى توصلت لقناعة بان ما فعلت هو الموقف الصحيح وقلت لنفسى بعدها ماذا سوف افعل لخدمة وطنى؟ فاتتنى الفكرة بان اكتب كتاباً اوصل بها افكارى للشعب السودانى، فكرت بانى لا اكتب كتاب اكاديمى حتى يتمكن الناس من قراءته بحيث لا يلامس عقولهم فقط و إنما قلوبهم ايضاً فكانت فكرة كتابة الرواية (بذرة الخلاص)، وعندما توقفت الطائرة فى مدينة امستردام فى هولندا جلبت بعض الاوراق و بدات فى الكتابة، وكان الى جوارى فى مقعد الطائرة شخص إنجليزى كلما كان يسالنى سؤال ارد عليه بسرعة و اعاود الكتابة وعندما إقتربنا من نيويورك قاطعنى هذا الراكب الانجليزى و قال لى: " اعذرنى، ولكن لا بد لى ان اقاطعلك، ماذا تعمل؟ وعن ماذا تكتب؟" فتركت الكتابة و اخبرته، و منذ ذلك الوقت انتهز اى فرصة للكتابة. ودعنى ان احكى لك قصة طريفة وهى زوجتى و عائلتها يحبون قضاء بعض الوقت فى الرحلات البرية وكنت اقول لزوجتى بان عمرى كله قضيته على هذه الشاكلة!. و كنت عندما اذهب معهم أستغل الوقت لاكتب و كان إبنى يقول باننا اتينا للاسمتاع بالطبيعة و ليس للعمل. وعلى القول بان رواية (حرب الرؤى) كانت تعبر عن الواقع ولكن (طائر الشوم) ربما تقول بانها كانت رواية خيالية ، حتى عندما يسالنى الناس عن من هو طائر الشؤم من الساسة فى السودان اقول لهم لم يكن فى ذهنى شخص معين عندما كتبتها. على اية حال الوضع فى السودان كان هو حافزى على الكتابة للمساعدة فى الخروج بحل لتلك القضايا العالقة.



    * دعنا نعود لرواية (طائر الشؤم) خصوصاً بانك كتبتها بعد إعلان نميرى لقوانين الشريعة الاسلامية و تنصيبه لنفسه إماما للمسلمين.. الكثير من وقائع الرواية تقول بان نميرى كان المقصود بتلك الرواية؟



    -ضحك- ثم اجاب: والله( طائر الشوم) فى ترجمة اسم الرواية فى الانجليزية يختلف عن العربية، وعندنا فى الدينكا طائر الشؤم هو صوت طائر (البومة) وهو مثل الإعلان عن اخبار غير سارة فعليه الدينكا عندما يسمعون هذا الصوت يقومون بالصلوات حتى لا يحدث مكروه ومن هذا المنطلق اتت طائر الشؤم كجرس إنذار مبكر حتى يفعل الناس شيئاً قبل وقوع الكارثة، و الترجمة العربية بدت لى متشائمة فى الوقت الذى فيه الرواية نفسها متفائلة لان (طائر الشؤم) لا تعطى المعنى مثل ما هو باللغة لانجليزية و التى قصد منها إنذار الناس قبل ان يحدث ما نخشاه، على كل حال انا لم اكن اقصد نميرى ب(طائر الشؤم) لان الوضع كان متازماً فى السودان منذ الإستقلال و ليس عندما اتى نميرى للسلطة و لكنه زاده سوءاً بتلك الإجراءات القمعية، و روايتى لم تكن عن شخص محدد و إنما عن سياسات و أنظمة حاولت ان تفرض العروبة و الإسلام كهوية للبلد، و تعريف السودان بهذه الطريقة يؤدى الى عنصرية ضد الاخرين و بالدستور!. نميرى حاول معالجة المشكل عبر إتفاقية اديس ابابا و انا عندما كتبت عن السلام و الوحدة فى السودان كانجاز افريقى اعتقدت بان الجو العام كان مواتياً حتى ياتى جميع السودانيين مجتمعين ليشكلوا سياسات البلد بكل التعدد الاثنى و العرقى الموجود فيها لان الجنوب كان يسعى للانفصال و اتفاقية اديس ابابا كانت سوف تؤدى الى وحدة طوعية فى السودان اذا نفذت بصورة صحيحة، و التماذج و الإنصهار كان سوف يحدث بصورة طبيعية كنتيجة طبيعية للسلام و الإستقرار، فعلى كل حال لم يكن فى ذهنى شخص محدد عند كتابتى لرواية (طائر الشؤم) و إنما تشخيص المشكلة التى يمر بها السودان كبلد.



    * البعض يقول بان إنهيار اتفاقية اديس ابابا لم تكن مسؤولية المشير نميرى وحده ولكن الجنرال جوزيف لاقو يتحمل ايضاً المسؤولية عن ذلك الفشل.. هل تتفق مع وجهة النظر هذه؟



    دعنى احكى لك هذه القصة، انا كنت فى زيارة مع نميرى لدار السلام وقال لى وقتها:" بان الجنوب اصبح ذو مطالب كثيرة و لا يشكرونى حتى على ما عملت من اجلهم و سوف ارفع يدى من الجنوب ولنرى كيف سوف يستطيعون إدارة امورهم من غيرى." و قلت له سيادة الرئيس اتفاقية اديس ابابا هى اكبر إنجاز للسودان و انت تريد هذه الاتفاقية ان تنجح، فرد على نميرى: " اقول ليك حاجة، فى ناس من الإستوائية قالو لى الدينكا مسيطرين على الوضع فى الجنوب، و افضل حل هو تقسيم الجنوب لثلاثة أقاليم، و أنا رفضت هذا الكلام." نميرى من حديثه هذا يود ان يقول بانه يعمل ضد تقسيم الجنوب ولكن بعد شهر او شهرين و فى إجتماع اللجنة المركزية للإتحاد الإشتراكى فاجأ الجميع بإعلانه لتقسيم الجنوب الى ثلاثة أقاليم، وقال:" هنالك رغبة من بعض القادة الجنوبين مثل جوزيف لاقو فى تقسيم الجنوب حتى يسهل حكمه، و عليه يجب مناقشة هذه الفكرة." أنا متاكد بان هذه ليست رغبة جوزيف لاقو وحتى لو قال لاقو هذا الحديث فهذا كان حديث عابر لسبب بسيط هنالك كان صراع فى الجنوب لان الجنوبيين بما فيهم الدينكا شعروا بان ابيل الير متساهل مع الشمال و فرط فى حقوقهم مثل البترول الذى يستخرج من الجنوب و يتم تكريره فى الشمال، و مشكلة قناة جونقلى، اتفق الجنوبيين على شخصية تعتبر قوية و تستطيع تلبية مطالبهم ووقتها إختاروا جوزيف لاقو للتعبير عن مطالبهم بدلاً عن ابيل الير فعليه ليس هنالك سبب يجعل لاقو يطلب من نميرى تقسيم الجنوب. كان هنالك صراع فى الجنوب ما بين الوحدويين و الإنفصاليين مما خلف عدم الإستقرار و هذا بدوره اعطى نميرى دفعة و حافز اكبر لتقسيم الجنوب. نميرى قال كلمة للجنة التى كان من المفترض ان تختار جنوبيين لمناصب فى الحكومة المركزية، وأنا كنت احد أعضاء هذه اللجنة و ابيل الير كان رئيساً لها، فنميرى قال:" أنا مستغرب ليه الناس خايفين من النظام الإقليمى، و الحق يقال لله، نحنا لما إتفقنا مع الجنوبيين فى اديس ابابا ما كنا عايزين الإتفاقية تدوم ولكن كنا عايزينهم يضعوا سلاحهم وخلاص، وبعدين سنة او سنتين نشرط الإتفاقية و ننسى، لكن الإتفاقية نجحت للدرجة الخلتنى أفكر فى تطبيقها فى الشمال." فهذا حديث واضح بان نية نميرى لم تكن توقيع إتفاقية سلام و تطبيقها و إنما ان يضع الناس السلاح هو كل مبتغاه، و الشىء الاخر الإتفاقية بدأت تجلب ثمارها و اصبح بطل قومى لدى الجنوبيين لذلك واصل فيها و ابقى عليها لبعض الوقت. و الجنوبيين لعبوا دور كبير فى إنقاذ نظام نميرى من الكثير من المشاكل مثل ما عرف ب(الغزو الليبى)، و الشىء الاخر إكتشف نميرى بان المعارضة فى الشمال قوية اكثر مما كان يتخيل و خصوصاً الجبهة الاسلامية بما بما فى ذلك الاحزاب التقليدية حيث أصبحوا يشكلون له خطراً حقيقياً و لذلك إتجه لمعالجة قضايا الشمال و نسى الإتفاقية مع الجنوب. على كل حال أعتقد بان تقسيم الجنوب بموافقة جوزيف لاقو و طموحات نميرى الشخصية ادت لإنهيار الاتفاقية.



    * البعض يتهمك بانك عضوفى الحركة الشعبية، وبل مستشارها و راعى مصالحها فى امريكا؟



    أنا لست عضواً فى الحركة الشعبية و لكن رؤية الحركة الشعبية (سودان جديد) أعجبت بها، ومن غير ان نتفق على رؤية الحركة الشعبية لسودان جديد فالجنوب كان يحارب من أجل قضية عادلة وهى مشكلة انا جزء منها، ولكن الاهم من ذلك رؤية الراحل الدكتور جون قرنق من اجل سودان جديد التى تدعو لوحدة على اسس جديدة هى رؤية اتفق معها وهى رؤيتى الشخصية ايضاً ومؤمن بها لحل مشاكل السودان، و هذا الامر لم اخفيه حتى على الاخوة من الشمال، ودعنى اقول هنا بان إيمانى برؤية السودان الجديد لا تعنى ولائى الشخصى للراحل الدكتور جون قرنق او الحركة الشعبية و لكنها رؤية مشتركة، و لانها رؤية مشتركة لذلك كنت قريباً من قيادة الحركة الشعبية مما حدا بالبعض ان يقولوا بانى حركة شعبية. بل هنالك من قالوا بان روايتى (حرب الرؤى) وضعت الاساس لرؤية السودان الجديد، بالطبع هذا ما كتبوه ولكنى لا اتفق مع هذا الحديث و يٌسال عنه من كتبوه، و ما على الناس معرفته هو بان الحركة الشعبية ليست حركة عسكرية فقط و إنما هى حركة سياسية بها قادة و مفكرين عظام دخلوا التاريخ من اوسع ابوابه ، و الصدفة المحضة هى التى جعلت روايتى (حرب الرؤى) تتطابق مع حلمهم بسودان جديد. و من الطبيعى ان ادعم اى شخص يتفق معى فى أفكارى او العكس، وبل توصيل رؤيته و أهدافه للعالم، وعن طيب خاطر.



    * هل تعتقد بان فكرة (السودان الجديد) بامكانها العبور بالناس لسودان موحد و معافى؟



    أنا كنت دوماً اقول اذا رؤية السودان الجديد لدى قادة الحركة الشعبية هى رؤية صادقة من اجل سودان جديد و ليس (تكتيك) للوصول بها لفصل الجنوب عن الشمال، واذا وجدت دعم من الشماليين كما رأينا جبال النوبة، جنوب النيل الأزرق و اخرين، فاذا توحد الجنوب و المناطق المهمشة الاخرى مثل شرق السودان و دارفور تحت هذه الرؤية وحتى النوبة فى اقصى الشمال للعبور بهذه الرؤية الى تحول ديمقراطى للسودان ياتى بالتغيير المنشود لان هؤلاء الاقوام أغلبية، فما الداعى اذاً لانفصال الجنوب؟ فانا كنت وحدوياً وما زلت ولكن ليس من اجل الوحدة فى حد ذاتها ولكن مع وحدة حقيقية و عادلة تحترم التعدد الدينى، الثقافى و الإثنى.





    * ربما يلاحظ القارىء السودانى بان كتاباتك قلت فى الفترة الاخيرة.. هل نضب معينك او ماذا؟



    -ضحك ثم أستعدل فى جلسته- هذا يرجع لحديثى عن بداية هذا اللقاء وهو بان السودانيين يعتقدون بانهم قراءوا كل كتبى لانهم مركزين على كتاباتى عن الدينكا و السودان ولكنى كتبت كتب كثيرة عن افريقيا و العالم و الان لدى اكثر من خمسة كتب فى المطبعة، وهذه طبعة جديدة لكتابى (رجل يدعى دينق مجوك) –من المحرر- نهض من مكتبه و اتانى بطبعة جديدة لكتابه (رجل يدعى دينق مجوك) ثم واصل الحديث: هذا الكتاب الذى امامك هو كتاب خرج من المطبعة لتوه وهو عن افريقيا، واذا نظرت لمكتبتى التى هى أمامك سوف تجدها تشتمل كل كتاباتى، ففى الصف الاول من المكتبة تجد كتاباتى عن الدينكا ، الصف الثانى تجد كتاباتى عن السودان، وفى الثالث أفريقيا، وفى الرابع و الاخير تجد كتاباتى عن العالم ككل، فانا لدى كتاب فى المطبعة الان يسمى (السودان الجديد فى مرحلة البناء) و لدى كتاب اخر فى المطبعة اسميته ( حق تقرير المصير و الورطة الأفريقية) وكتاب اخر عن (القوانين الوضعية فى العالم الحديث) وكتاب اخر يسمى (تجربة الافرو-عرب فى منطقة ابيى) وكتب اخرى. على كل ثم –ضحك- حان الوقت لان تقل كتاباتى لان لدى وظيفة تاخذ معظمى وقتى و كذلك عامل السن، وكل هذه الكتب التى هى فى المطبعة الان كتبتها قبل ان اتسلم وظيفتى فى الامم المتحدة، وكتابى عن ابيى كتبته فى الثمانينيات من القرن الماضى و لكنى لم اطبعه لان الوضع فى ابيى كان جيداً وقتها ولكن حان الوقت لطباعة هذا الكتاب حتى يطلع عليه الناس.



    * كيف ترى أزمة دارفور، وكيفية الخروج منها؟



    و الله شوف، انا دائما اقول بان مشكلة دارفور هى مشكلة حقيقية تتعلق بعمل الاشياء الصحيحة ولكن ما تم هنالك دائماً اوصفه بالافعال و السياسات الخاطئة و الغير موجهة. الناس و خصوصاً فى العالم الغربى يرون ما يحدث فى دارفور بمعزل عن ما يحدث فى السودان و هنا تكمن الكارثة لان ما يحدث فى دارفور لا يختلف عما حدث فى الجنوب، جبال النوبة او جنوب النيل الازرق، وبل هى نفس المشاكل التى تعانى منها المناطق الاخرى كما نسميها الان بالمناطق المهمشة. وعلينا ان نسال انفسنا هل مشكلة دارفور منفصلة عن بقية المشاكل التى يعانى منها السودان؟ و اذا اخذنا بعض الافكار التى جاءت فى إتفاقية السلام الشامل ما بين الحركة الشعبية و الحكومة السودانية لتفادينا ما يحدث فى دارفور الان، و الراحل د. جون قرنق كان يقول بان إتفاقية السلام الشامل ليست النهاية و إنما هى ضربة البداية لتغيير السياسات و الإنتقال بالسودان لمربع اخر غير المربع الحالى وهو السودان الديمقراطى الذى يتيح للناس مخاطبة المشاكل بصورة فيها شمولية و ليس حلول فردية و قصيرة الامد. أعتقد بان المهم ليس ان يلهث الناس وراء تعريف سريع و مستعجل للمشكلة على شاكلة هل ما يحدث فى دارفور تصفية عرقية ام لا؟ فهذا الحديث مضيعة للوقت و يجعل السودان يشعر بانه مستهدف من القوى الغربية، واذا قال الناس بانها تصفية عرقية فالسؤال التالى يكون ماذا انتم فاعلون؟ الامريكان يقولون بانها تصفية عرقية ولكنهم يقولون بانهم لن يفعلوا اى شىء مختلف مما يقومون به الان، الامم المتحدة تقول بان ما يحدث ليس تصفية عرقية و الجرائم التى ترتكب هنالك هى جرائم خطيرة، فعليه بدل الدخول فى كل هذه المسائل الشائكة يجب علينا القيام بشىء عملى و محسوس لحل الازمة هنالك. وهنا كانت مشكلة القوى الغربية التى ادخلت نفسها فى معارك طويلة من التعريفات لما يحدث فى دارفور افقدتها الرؤية السليمة للاشياء وهى بان ما يحدث ف دارفور ليس معزولاً عما يحدث فى السودان ككل، وفقدت هذه القوى الفرصة لحل الازمة منذ امد طويل، و الامل الان الان تعود هذه القوى لتنظر للمشكلة من جديد حتى تستطيع إيجاد حل لها بمساعدة الاطراف المتحاربة للجلوس على طاولة المفاوضات، و إتفاقية السلام الشامل بها بعض الاسس التى ربما تساعد فى الوصول الى حل لهذه المشكلة.





    * انت مساعد الامين العام للامم المتحدة و مسؤول عن ملف الحماية من التصفية العرقية و القتل الجماعى.. ماذا فعلتم من أجل دارفور؟



    من الخطأ ان يعتقد الناس بانه تم تعينى فى هذا المنصب لانى سودانى و بسبب مشكلة دارفور، وفى الواقع اخبرنى الامين العام للامم المتحدة بان تعينى فى هذا النصب لا علاقة له بسودانيتى او ملف دارفور، و ربما له علاقة ما حدث فى يوغسلافيا السابقة و رواندا، ودورى هو حماية الناس بتدخل الامم المتحدة قبل حدوث التصفية العرقية و ليس قبلها بمعنى ان انظر لمناطق النزاع حول العالم و عندما ارى بان هنالك وضع سوف يؤدى الى تصفية عرقية او قتل جماعى ان اخبر الامم المتحدة للتحرك بصورة عاجلة و ليس بعد وقوع الكارثة. وفى وجهة نظرى ليست الخلافات العرقية و الدينية وحدها التى تؤدى الى التصفية العرقية و لكن السلطة، العنصرية و الإقصاء كل هذه العوامل تساهم فى قيام الناس بتصفية مجموعة عرقية بكاملها من على وجه الارض، فعليه موضوع التصفية العرقية لا يتخص بمنطقة عرقية بعينها و إنما هو مشكلة عالمية بامكانها ان تحدث فى اى مكان فى العالم، فعليه علينا توعية المجتمعات بما الذى يؤدى الى التصفية العرقية و ماهى سبل الوقاية منها، وهنالك الكثير من الدول بها خلافات دينية و عرقية ولكنها إستطاعت ان تدير خلافاتها بصورة جيدة جعلت من التنوع مصدر قوة لتلك الدول، فمثل هذه التجارب نريد نقلها للدول التى ما زالت تعانى من النزاعات و الصراعات العرقية و الدينية. و بالطبع التصفية العرقية هى من ابشع الجرائم يجب علينا ان نتحرك قبل وقوعها فى اى بلد و إن حدثت علينا بمعاقبة المتسببن فيها حتى نمنع تكرارها فى منطقة اخرى من العالم. ومن الطبيعى بان مرتكبى هذه الجرائم لا يعترفون بها و كذلك المجتمع الدولى يخشى ان يعترف بان هنالك تصفية عرقية فى اى منطقة فى العالم لانهم لو إعترفوا بها فعليهم التحرك لوقفها، علي ان اعترف بان التصفية العرقية دوماً تكتشف بعد حدوثها و لذلك انا دورى هنا هو الحماية منها و التحرك بعد قبل حدوثها، و تفويضى هنا دولى و لا يختص بمنطقة بعينها. على كل حال وظيفتى هنا ليس توفير اجوبة عن الصراع فى دارفور او اى منطقة اخرى، و هل هو تصفية عرقية ام لا ولكن دورى هو توفير معلومات للامم المتحدة للتحرك فى بعض مناطق النزاع حول العالم لحماية الناس قبل وقوع التصفية العرقية و القتل الجماعى.



    مع تحيات الحملة الوطنية لاستئصال شلل الافكار
                  

02-15-2009, 09:09 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: تعرف يا عادل امين
    لم أرى في حياتي قط أجهل منك
    ما لك والكتابة يا عادل

    ما هذا الهراء الذي تتقيّحه صباح نهار مساء

    إذا لم تكن قادراً على كتبة جمل مفيدة ومتناسقة فهل ستفهم معني "فرانكلي" و"بروفايل فرانكلي"؟

    عادل أمين أنت "عديم موضوع" ولا تستحق أن يستغل الواحد منّا في تضييع زمنه مع ترّهاتك وهرطقاتك وسماجة كتباتك

    طيارات ودول غربية وشرقية وطحنية ولقيمات

    وأشعار مطرية اقحمت بجهالة في الحوارات

    وبوش قاتل العراقيين يأخذ بالجزمة القديمة ويفرحن في العالم الحر الأمهات

    قال دستور وظار وطار ودفوف تضرب ليستنطقوا الأموات

    ومن مات؟ ومن مات؟ ومن مات؟ ...

    عادل امين!! ...لا حياة لمن جهل كلامه وقلّ عقله وزمانه فات

    فرانكلي


    اين هذا المثبور فرانكلي
    وهذا جزء من هذيانه في هذا البوست المشين


    تخيلوا.بعدالكم الهائل من العنصريةوالشتائم الجالية تسمح ...أن يؤم المصلين في ال
                  

02-21-2009, 08:13 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا زال السؤال قائم يا المازوم فرانكلي (Re: adil amin)

    Quote: عادل امين!! ...لا حياة لمن جهل كلامه وقلّ عقله وزمانه فات

    فرانكلي


    العنصرية ابشع انواع الجهل وقد قال رسولنا الكريم للصحابي الذى اهان بلال رضى الله عنه(انت امرؤ فيك جاهلية

    ويا المثبور فرانكلي
    عنصريتك الفاقعة تظهر في اساءاتك لدينق في البوست الفضيحة اعلاه بدل ان تفتيه في جواز او عدم الصلاة خلف المنافق؟؟
    وفي صورة بروفايلك
    والامر لا يحتاج لي لمبة بيان



    هذا البوست برعاية الحملة الوطنية لاستئصال شلل الافكار
    الجرعة الاخيرة

    (عدل بواسطة adil amin on 02-21-2009, 08:15 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de