روز .. مين؟

Quote: الصباح رباح سعد الدين ابراهيم روز.. مين؟ - يعجبنا جداً ان يجنح كتاب الأعمدة السياسية بين الفينة والأخرى الى الكتابة الاجتماعية.. الثقافية والأدبية والرياضية.. فهم بذلك يضيفون الى تجارب كتاب الأعمدة الاجتماعية.. وربما يعينهم ذلك على اجراء نقاهة أو سويدي يرتاحون من الكتابة السياسية المربكة.. أو يهربون من مقص الرقيب.. عموماً هي بادرة حميدة.. - لكنهم حين يكتبون بالروح السياسية الهاتفة قد ينجحون مثلما نجح السيد الامام الصادق المهدى في تقديمه لكتاب الروائية اميمة عبدالله.. فقد اشاد بالمشروع.. مشروع كتابة الرواية واتساع رقعة نشرها.. واعطاها حقها من المدح الذى يطرب الكبار والناشئة ولكن بقدر معقول يشجعها ولم ينتخبها روائية تبز الجميع.. - أما الدكتور «زهير السراج» قد تطوع مشكوراً بالاشادة بتجربة شاعرة حديثة هي الشاعرة «روزمين عثمان».. وهذه لفتة بارعة لكنه بدأ وصفها بأنها «القنبلة الشعرية» وحين غنوا «القنبلة» ذاتها قالوا: اغنية هابطة.. هي ليست قنبلة فحسب بل «ستمنحنا السيادة على دولة الشعر العربى في وقت قريب».. وهو يوصي الشاعرة ان تهتم قليلاً بالنحو والالقاء ثم يقرر الدكتور انها تمتلك كل أدوات الشعر.. وهي في اعتقاده السحر والموسيقى والجاذبية والجرأة.. ومع احترامي الشديد للأدوات التى ذكرها فلا افهم منها الا الموسيقى.. وهي للاسف لا تظهر ولا تبين في النماذج التي استعرضها ربما فيها الجرأة ولو انها جرأة مسبوقة.. أما السحر والجاذبية فاعتقد ان صح فهما لازمان لكل عمل فني.. بل ولغير فني فحتى الخطبة السياسية التي تضمنت سحراً وجاذبية سحرت الناس وجذبتهم.. - المقطع الذى أورده للشاعرة «روزمين» سبقه باعلان يقول: استمعوا اليها وهي تخاطب حبيبها ابن الخمسين: أقر واعترف أنا الموقعة أدناه «هذا المقطع يشابه أغنية لمحمد منير» ذات الثلاثة وعشرين حزناً «ولو قالت ربيعاً لكان اوفق.. اذ كأنما الأحزان ساقتها الى هذا المصير» اني وبكامل قواي العقلية أحبك فكف وربك عن مناداتي.. صغيرتي ولا تقل تعقلي فلا أحد يأمر ثمار التفاح بالتعقل بعد نضجها أنا هي طازجة مسكرة لا خيار بين خيارين قطفها أولاً.. - حقيقة الفكرة مطروقة فكم كتب الرجال عن «صغيراتهم».. ثم ان الابيات تستفز الرجل الخمسيني.. فقرار حبه ذاته احتاج الى تأكيد القوى العقلية فهو جنون اذ خلا من هذا الاقرار.. وحين تعرض بضاعتها «طازجة ومسكرة» كأنها تتحداه لقطفها.. - عموماً الفكرة لا تخلو من جرأة.. لكن لو اتبعنا اسلوب الدكتور ومثلما غالى في الاشادة والمدح غالينا نحن في التبسيط والتثبيط لقلنا ببساطة.. اذاً ما الفرق بين مضمون القصيدة وبين مضمون «اغنية راجل المره حلو حلا».. لكننا لن نقول ذلك.. أما من ناحية الشكل فيمكننا ان نقول ما الفرق بينها وبين اية قصيدة خبرية.. أو بينها وبين أي عمود عاطفي للكاتبة «عفاف أمين».. لكنها تسمى انتاجها زاوية أو عموداً ولم تقل هو شعري.. ولكني ايضاً لن اقول ذلك.. - هذا مع احترامي الشديد ليس شعراً بل هو نثر.. وان وصفناه بالنثر لن نقلل من قيمته فللنثر ايضاً شاعريته وقد لا نبتئس ان اتفقنا مع الشاعر الروسي «اندور فوز نيزنسكي» ان القرن الواحد والعشرين سوف يشهد نهاية الشعر تمهيداً لاندماج تام بين مختلف انواع الأدب والفن عندما يحدث ذلك «يحلها ألف حلال»..