سياسة مجزومة ... وخصخصة التلفزيون ..!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-21-2009, 08:55 AM

وائل فحل

تاريخ التسجيل: 11-29-2007
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سياسة مجزومة ... وخصخصة التلفزيون ..!

    بورداب المنبر العام احتلوا الصفحة التاسعة بجريدة المستقلة اليوم الأربعاء 21 يناير ..
    حمور زيادة تناول مسألة الجزمة الشهيرة التى قذف بها الرئيس السابق بوش ( انا شخصيا اعتقد انه لا يستحق ذلك , فهو رئيس جيد) وناذر الخليفة تحدث عن تطوير التلفزيون ( فى اختراع اسمو الريموت كنترول يا ناذر ) ..!
    ..
    المقالان كاملا الدسم , ويستحقان القراءة ..
    بورداب الخرطوم يمشو يشترو الجريدة ...
    وبورداب الخارج ممكن ينزلو هنا تحت بيلقو المقالين ..

    .....

    ....

    سياسة مجزومة بالجزمة

    حمور زيادة
    [email protected]

    [1]

    في حصة اللغة العربية في الصف الرابع الابتدائي جلست قُرب النافذة شارد الفكر معلقاً بصري بسحابتين تتسابقان على صفحة السماء .
    أظنه من المعلوم أن النار و البحر و السماء و اللبن المغلي على النار هي أفضل الأشياء التي يمكن أن يشرد بالك و أنت تتأملها .
    كان الأستاذ علي ( أستاذ اللغة العربية ) يسأل الفصل و هم يجيبون في صوت واحد منغم ..
    أما أنا فكنت محلقاً في الملكوت . فيم كنت أفكر ؟ طبعاً في ما يمكن أن يفكر فيه أي طفل سارح ببصره في السماء . الفسحة .. حصة الفطور .. الفطور نفسه .. مسلسل الأطفال .. و غيرها من الأمور الحيوية الهامة.
    كان الأستاذ يسأل : مرفوع بشنو ؟
    فيردد الفصل : مرفوع بالضمة.
    يسأل الأستاذ : منصوب بشنو ؟
    فيردد الفصل : منصوب بالفتحة .
    لابد أن الأستاذ أدرك شرودي لذلك تقدم نحوي وهوى بالسوط على الدرج أمامي و سألني : مجزوم بشنو؟
    كانت العودة من ملكوت الشرود الى ضيق الفصل مفاجئة لي جداً . لكني بسرعة تماسكت و استجمعت نفسي مجيباً بثقة :
    مجزوم بالجزمة يا أستاذ!!!


    [2]

    اعتقد أن أستاذ علي مدين لي بالاعتذار بعد كل هذه السنوات. فالجلدات اللائي نزلن على ظهري ذلك اليوم ثبت الآن و بالدليل القاطع أنهن كن عدوانا و جورا.
    فنحن اليوم نعيش زمن السياسات المجزومة بالجزمة .
    إن كنت تقرأ هذا المقال صبيحة الحادي و العشرين من يناير عام 2009 فأنت في أول أيام العالم دون الرئيس جورج وكر ( دبليو ) بوش .. فاحمد الله أن بلّغك هذا اليوم.


    [3]

    اسمه الكامل جورج وكر جورج هربرت وكر بوش.
    سأدعك تفكك الاسم وحدك لتعرف أيهم هو و أيهم والده و أيهم جده. بالتوفيق.
    والده ( جورج بوش الأب ) الرئيس الامريكي الأسبق . كان الوالد طالباً جامعياً متفوقاً . كما أنه كان لاعب بيسبول ماهر . و البيسبول هي اللعبة الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية . و هي لعبة انجليزية الأصل ( طبعاً فلا شئ أمريكي خالص ) تعتمد على ضرب الكرة بمضرب و العدو حول ميدان قبل أن يلتقطها أحدهم و يقذفها لأخر مع كثير من الأشياء الأخرى التي لا افهمها لكنها تبدو حماسية ممتعة في الأفلام .
    دخل الأب الماهر في البيسبول ( الذي لا شك انه عبقري لفهمه هذه اللعبة المعقدة ) مجلس الشيوخ الامريكي حين كان عمر جورج بوش الابن 20 عاماً . ثم أصبح بعد ذلك مديراً لوكالة المخابرات الأمريكية (C.I.A.) .. و التي كنا في صبانا ندمن الهتاف ضدها : لن تحكمنا السي أي إيه .
    فينبغي العلم أن ذلك الهتاف كان موجهاً ضد السيد جورج بوش مدير الوكالة في ذلك الزمن الذي حكمنا لاحقا و حكمنا بعده ابنه و يطمع أن يحكمنا ابنه الأخر و العياذ بالله .


    [4]

    جورج دبليو بوش الابن أحد ستة أبناء لهذا الوالد . ولد عام 1946 و أتم دراسته الجامعية عام 1968 في سنوات الغليان الأوربية تلك. حين كان الشباب يهتف لجيفارا و يدخنون المخدرات في الحدائق العامة و يمارسون الحب علناً . لكني أشك أن الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن قد خرج في مظاهرة طلابية عاري الصدر و قد كتب على جسده شعارات الهيبيز كما كان يفعل أقرانه في ذلك الزمن.
    التحق الشاب الجامعي بعد تخرجه مباشرة بالحرس الجوي الوطني ليصبح طياراً مقاتلا ثم اتجه بعد فترة الى أعمال البترول فأسس شركة للتنقيب عن البترول و الغاز . فاكتسب الخبرة التي لم تفارقه بعد ذلك حتى في مجال السياسة . هذا الرجل مولع بالبترول منذ شبابه لذلك كانت فترة حكمه رحلة بحث و تأمين لهذا السائل الأسود الحيوي.
    اللطيف أنه كان احد المالكين لنادي بيسبول . يجري النفط في عروق هذه الأسرة و به كريات من البيسبول. مع وجود حمى شديدة اسمها العراق.


    [5]

    السنوات البوشية الفظيعة بدأت عام 2001م. ربما تعتقد أنها بدأت قبل ذلك لكني أؤكد لك أنها بدأت في 20 يناير 2001 لا أكثر و أن إحساسك مرده طول العناء حتى أحسست أن هذه المصيبة نازلة بنا منذ الأبد . هي مجرد سنوات ثمانية يا أخي فلماذا هذا الجزع.
    تولى جورج بوش الابن الرئاسة بعد تغلبه على المرشح الديمقراطي آل جور. و هو فوز غريب سعد من تابعوه بمسرحية تشبه ما يحدث في العالم الثالث.
    شبكات التلفزة تذيع تفوق آل جور. يعد الرجل السعيد خطاب فوزه و يتصل به بوش مهنئا و ربما باحثاً عن منصب. ثم فجأة تدخل شبكة تلفزة صديقة بخبر معاكس مفاده فوز بوش. و تختلط هنا روعة الإعلام بجمال أن يكون لك أخ هو حاكم إحدى أهم و اكبر الولايات . و كشأن دول إفريقيا تبدأ الطعونات القانونية و إعادة الفرز و كثير من الضوضاء التي تدوخ الناخب الامريكي الذي يتمنى أن ينتهي كل هذا الصخب لتواصل شبكة فوكس بث برامج تلفزيون الواقع التي يتابعها بشغف.
    و ينتهي المولد فجأة بفوز المهزوم و يسحب بوش الابن تهنئته لجور الذي يضطره الواجب و المجاملة أن يهنئ الرجل على المنصب الذي فاز به هو منذ قليل. و تبع المولد هزات متوسطة من الناخبين الأفارقة الذين حرموا من التصويت لكن أحدا لم يستمع إليهم. و ربما كان ذلك من حسن حظ باراك اوباما إذ جاءوا بعد ثمانية أعوام من حرمانهم من الإدلاء بأصواتهم ليؤرخوا لواقع جديد في أمريكا.


    [6]

    هل كان الرئيس الجديد نحساً ؟
    هل حسده آل جور فقام بزيارة سرية لشيخ خبير حاذق و أمده بقلامات اضافر لبوش و بعض شعرات له فقام بربط عمل له ؟
    تبدو لي الصورة مبالغ فيها أن أتخيل جور يشتكي بوش لشيخ يخط المحاية بقلم الكوبيا و يسأل عن اسم ام بوش ليكون العمل فعالاً.
    لكن بعمل أو بدونه فان جورج بوش لم ينعم في حكمه أكثر من ثمانية أشهر.
    ففي سبتمبر حلقت الطائرات فوق نيويورك لتطيح ببرج التجارة و تقتل حوالي خمسين ألف مواطن أمريكي في مشهد هوليودي مثير .
    يرى الأستاذ محمد حسنين هيكل أن الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن لها نظرية أمن من قبل بل كانت لها نظرية مصالح . و يرجع ذلك طبعا الى عزلتها المجيدة بعيدا خلف المحيط.
    لذلك يمكننا أن نفهم سر الذعر و الدهشة الذين أصابا سكان نيويورك ذلك الصباح و هم يرون مدينتهم تشتعل.
    لو حدث ذلك في أي مكان آخر في العالم لنظر السكان الى البرج المتهاوي في ملل و قالوا: أوه حرب أخرى !!
    ثم ينصرف أحدهم الى عمله.
    لكنها أمريكا حيث يشتكي كل الشباب من الملل و تعتقد كل شابة أن والدها سخيف . كان صباح الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 كاسرا لحاجز الملل الامريكي التقليدي.
    و حرصت الحكومة الأمريكية ان لا يحس احد بالملل بعد ذلك.
    فبدأت متاهة كبيرة من الحروب الصليبية و الإرهاب .. و لهث المواطن الامريكي و هو يتابع أخبار رسائل الجمرة الخبيثة .. و الأفغان الأوغاد الذين رفضوا تسليم ابن لادن الشيطان الأكبر ورئيس حلف الشر .. ثم علم النجوم الزاهرة المرفرف في كابول معلنا النصر لكن ظهر ( كما في أفلام هوليوود ) أن من كنا نظنه الشرير الأكبر ليس هو المطلوب بل هناك آخر اسمه صدام حسين في العراق يحرك ذلك الوغد و يمده بالسلاح و يحتفظ – ربما – في حجرة نومه برؤوس نووية ينوي أن يهاجم بها أمريكا في اقرب فرصة .
    ماذا نفعل ؟ طبعا المارينز الامريكي لا يتردد.. يقفز على متن دبابته و يقودها بمهارة وسط جموع العرب البرابرة مع موسيقى تصويرية في الخلفية تبعث الحماسة فيك ليقتحم المارينز بغداد و يلف العلم الامريكي على وجه تمثال صدام الشرير.
    لو فكر – مجرد تفكير – ستيفن كينج في تقديم لقطة كهذه في فيلم لكان فيلما هابطا تفلس الشركة المنتجة له بعد أسبوع. لكن الله يرزق من يشاء . لم يتسبب هذا الفيلم في خسارة جورج بوش الابن للانتخابات التالية رغم انه خسر المناظرات أمام خصمه جون كيري.
    اللطيف أن التلفزيون سأل مواطناً أمريكيا عن فوز بوش رغم خسارته للمناظرات. قال المواطن في ذكاء و هو يضيق عينيه في حكمة : كان لابد أن يفوز بوش لأنه خسر المناظرات .. إن الفوز بالمناظرات لا يعني شيئاً.
    وهي حكمة عزيزة لا تتأتى للعربجية من أمثالي.
    منطق هذا الأخ أن بوش فاز لأنه خسر المناظرات. الحمد لله على نعمة العقل.


    [7]

    صبيحة الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 و بينما كان آلاف الأمريكان يحترقون في برج التجارة كان الرئيس الامريكي جورج بوش الابن يجلس في مدرسة أطفال في فلوريدا و يتبادل مع الأطفال أراء هامة.
    " كانت الفتاة تمتلك معزة أليفة لكن المعزة فعلت شيئاً أغضب والد الفتاة "
    هذا ما كان يقرأه الأطفال على الرئيس بوش حين اخبره مرافقوه أن بلاده تتعرض للهجوم. لكن الرئيس اللطيف لم يشأ أن يقطع على الأطفال جلستهم فواصل إفادتهم برأيه حول ما سمعه منهم عن المعزة اللطيفة . قال الرئيس :" أمر مؤثر جداً. أشكركم جميعا شكرا جزيلا لما أريتموني من مهارات في القراءة . أنا أراهن أنكم تتدربون أليس كذلك ؟ ألا تقرأون أكثر مما تشاهدون التلفاز ؟ "
    لا شك أن الموقف كان مؤثرا الى درجة البكاء و الحكمة هذه تنساب من شفتي الرئيس الذي تتعرض بلاده لهجوم مجهول المصدر .
    لكن هل كان مجهولاً ؟
    يظن كثير من المحللين أن الحكومة نفسها كان لها يدا في ما حدث لبلدها . و ربما كانت الحاجة لنظرية أمن مبررا كافيا لقتل بضعة آلاف من الشعب . ربما .
    لكن المؤكد أن الوجدان الشعبي كان مستعداً أن يسمع أي شئ يقال له عن المسلمين و العرب.
    في فيلم " أرميجدون " الامريكي تضرب مجموعة من النيازك الأرض .. لكن سائق التاكسي الامريكي يصرخ مباشرة حين يراها : " صدام حسين يهاجمنا .. إنها الحرب " .
    هذا نفس ما فعله الرئيس بوش فقط بتقديم ابن لادن على صدام لدواعي كثيرة.


    [8]

    هكذا خرج المارينز الامريكي ليثأر ممن أهانوه لأول مره في عقر داره. فمقارنة بما فعله اليابانيون في بيرل هاربر تصبح فعلة اليابانيين أشبه بعبث الأطفال.
    لم يهتم جورج بوش بأن ستة من المتهمين باختطاف الطائرات و تفجيرها كانوا بعد أحياء في أماكن متفرقة من العالم مما يعني أن التقارير و الأساطير التي نسجت حول الشباب المسلم المتطرف الذي درس في معاهد الطيران ثم اختطف الطائرات كله مجرد تمثيلية هوليودية. لا وقت لدى بوش الابن لسماع هذا الهراء. لقد حدد خصمه و جاء المبرر على طائرة بوينج انتحارية. فلماذا ينتظر ؟ إن التقصي من خصائص الضعفاء و النساء العجائز . أما هو فيسرع لعمل ما ينبغي عليه عمله. طبعا هذا بعد أن استمع الى حكاية المعزة الأليفة .
    خرج المارينز يقاتل في ضواحي كابول ثم جال في بغداد بحجة جعل العالم مكان أكثر أمناً . و هو الوعد الذي قطعه الرئيس جورج بوش الابن على نفسه.
    فهل غادر بوش بالأمس و العالم أكثر أمنا من يوم جاء ؟
    اعتقد أن المعزة الأليفة نفسها قادرة على أن تجيب هذا السؤال.
    لكن الحقيقة التي لا تنكر أن الرئيس اجتهد أن يجعل بترول المنطقة أكثر أمناً لأمريكا.



    [9]

    ما فعله الصحفي العراقي منتظر الزيدي لم يكن سوى تعبيرا عفويا صادقا للرد على جمائل الرئيس بوش.
    و من حسن حظ الرئيس أن التعبير جاء رمزيا من رجل واحد عبر عن الملايين في العالم . فلو كان للجميع الفرصة في التعبير عن رأيهم في سياسة بوش لكان الرئيس في وضع صعب قليلاً . إن ملايين الأحذية يمكن أن تكون سلاح دمار شامل .


    [10]

    أستاذي الفاضل علي ..
    بعد مرور كل هذه السنوات أطالبك بالاعتذار فقد ثبت أني اعرف دروبا في اللغة لم يكن أوان الكشف عنها قد جاء .
    لقد كانت السنوات البوشية السابقة كلها سنوات مجزومة بالجزمة .. و هو التصريف الذي أنكرته عليّ قديماً .
    أستاذي .. اعتقد انك مدين لي بالاعتذار .. اعتقد جازماً .
    مع مودتي يا أستاذي العزيز.

    ***






    .....



    أعزائي المشاهدين حان الآن موعد :خصخصة التلفزيون ؟؟!!
    ناذر محمد الخليفة



    قد يبدوا هذا العنوان غريباً بعض الشئ لدي السادة المشاهدين ـ أقصد السادة القراء ـ خاصة الذين إكتووا بنار التلفزيون القومي سنيناً عديدة ، وحقيقة إن هذا الموضوع كتبته قبل سنوات عديدة في دفاتري الخاصة ولم أبعث به لأي صحيفة لنشره ، ولكني أعتقد أن الوقت قد حان الآن لطرح الموضوع حتى يجد حظه الكافي من النقاش والمداولة وتبادل وجهات النظر خاصة بعد التصريح الخطير والمفاجيء الذي أدلى به السيد مدير التلفزيون قبل عدة أسابيع وملخصه أن برامج التلفزيون ستستمر في (سخافتها وبياختها) طالما أن الجهاز يعاني من شح في تمويله ومصادره المالية ...
    والحقيقة أن الإعتراف بأن برامج التلفزيون طاردة ومملة عندما يأتي من شخصية في قامة مدير التلفزيون شخصياً يستوجب وقفة طويلة ومراجعة لسياسات كثيرة كانت تنتهج إذاء ذلك الجهاز القومي الحساس ، ولكني أتمنى معرفة الجهة التي قامت بإستبيان وخدعت به التلفزيون والقائمين بأمره عندما أعلنت أن نسبة مشاهدة التلفزيون القومي وصلت إلى 95% !! وذلك رقم يجافي الواقع تماماً حيث أنني قمت بإستبيان (ليس عشوائياً) لجميع من حولي من أقرباء وأصدقاء وزملاء دراسة في الجامعة وأصحاب متاجر وبقالات وأقارب ومهن مختلفة ، وكانت النتيجة أن نسبة مشاهدة التلفزيون السوداني صفراً كبيراً إذا إستثنينا فقط المناسبات والأعياد والتلاوة وآذان الإفطار في رمضان !! ، ولا أخفي أنني أيضاً لا أشاهد التلفزيون السوداني إلا مجبرا أو مضطراً وعلى ذلك فليقم الجميع بإستبيان مثل ذلك للمجتمع من حواليهم حتى يتضح لهم زيف إدعاء الجهة التي قامت بإعداد الدراسة ...
    فبرامج التلفزيون كلها سخيفة ، بل سخيفة جداً ، معظمها برامج سياسية أو برامج إفتقدت أهدافها ومضمونها ، أما مقدموها فليتني أعرف كيف يتم إختيارهم وتصنيفهم للعمل في هذا الجهاز القومي الحساس !! ...
    فمقدم إحدى السهرات يكثر من الثرثرة دون مبرر واضح ويظل يتحدث ويستعرض علمه ودرايته بالموضوع المطروح بأكثر مما يتحدث الضيف نفسه ، فيسبب الضيق والتململ له وللمشاهدين ...
    وقارئوا الأخبار يخطأون في قراءة ونطق الأسماء والأماكن الأجنبية مما يختلط الأمر في ذهن المشاهد ، بل وحتى لغتهم العربية لا يحسنون التحدث بها ونطقها ، فينصبون الفاعل ويرفعون المفعول وليتهم يعلموا شعور معلمي اللغة العربية حين يستمعون إلى لغتهم تلك ...
    ومقدم النشرة الجوية (ذلك الرجل المذهول دوماً) ، فعندما تظهر صورته على الشاشة نجده يبحلق فيها بعينين مفزوعتين ويستمر على هذا الوضع زمناً ليس بالطويل ، ثم يفيق من ذهوله فجأة وكأن أحداً قد عضه ، ويبدأ في الحديث بسرعة ودون تركيز مما يجعل الكلمات غير متناسقة ، والحروف غير واضحة المخارج بالإضافة إلى الاخطاء النحوية ...
    وتلك المذيعة العجيبة التي إشتهرت بتقديم السهرات مع الفنانين واللامعين ، تتظارف معهم دون كلفة أو تكلف ، ويكون حديثها وكأنها في منزلها تحرج هذا وتفتح المجال لذاك ، وعندما تخطئ أو تتعثر في نطق إحدى الكلمات ، تتبسم في (هبالة وعوارة) وكأنها تهذأ بعقلية المشاهدين أمامها ...
    وذلك المذيع الذي يظهر بين الفواصل لتقديم البرامج أو السهرات ، حين يخطيء أو يخونه لسانه يصمت طويلاً وينظر إلى السماء وكأنه يرجو منها الغوث والمدد !! ...
    صدقوني بهذه الطريقة لن يتقدم التلفزيون أبداً ...
    ولا حتى بقية أجهزة الإعلام ...
    وبما أن تلفزيون جمهورية السودان رسمت على شاشته البلورية خواء الموضوع وفراغ المعاني ، وعدد لا بأس به من المذيعين تقول أفعالهم ما لا تحمله شهاداتهم (إن كانت لهم شهادات أصلاً) ، وبما أنه ليس هناك أي بارقة أمل قريبة في تقدم التلفزيون لمواكبة مثيلاه من فضائيات الدول التي من حولنا ، فأنا ومن هذه الورقة أطرح حلاً قد يكون من شأنه التخفيف على المشاهد وترقية الأداء داخل الأروقة .. أطرح شيئاً كانت الدولة ـ ولا زالت ـ قد فعلته مع كل مؤسسات القطاع العام الخاسرة ...
    والتلفزيون بالطبع مؤسسة خاسرة ...
    ولا زال يتجه ناحية أعمق مكان في بركة الخسارة ...
    أطرح ذلك الحل والذي يسمى (الخصخصة) !! ...
    وليكون المشروع القادم (خصخصة التلفزيون) !! ...
    قد تبدو الفكرة عجيبة ومخيفة في نفس الوقت ، ولكن ذلك في إعتقادي هو الحل الماثل للحيلولة دون تدهور التلفزيون أكثر من ذلك ، وكل الذي نحتاج إليه هو الجرأة اللازمة لبداية ذلك المشروع وإعلان أن التلفزيون مؤسسة خاسرة ...
    ولكن مهلاً ، فلن يتم الأمر ـ إذا تم ـ بعشوائية حمقاء ...
    ولن يكون خالياً من الضوابط والأسس ...
    ولن تكون (الخصخصة) بنفس الطريقة التي تم التصرف فيها ببقية المؤسسات ...
    ففي مثل حالة التلفزيون هذه ...
    نحتاج إلى الدقة وضبط النفس والثقة بها ...
    ثقة من يحمل مبضعاً ليشق به ورم خبيث في قلب مريض ...
    مشروعي بكل بساطة يبدأ بخطوات منتظمة ومدروسة حيث يقوم وزيرا الثقافة والإتصالات بإعلان أن الدولة قررت خصخصة التلفزيون ، وأن الباب مفتوح لكل المبدعين والمشاهدين وكل من يأنس في نفسه الموهبة للتقدم ناحية التلفزيون ثم عرض فكرة برامجه أو موضوعه على لجنة متخصصة ، تقوم بدراسة برامج الشخص المتقدم دراسة فحيصة والتنقيب والبحث عن سلبيات وإيجابيات الموضوع ، ثم إجازة البرنامج بعد ذلك ...
    بإمعان ووضوح أكثر ...
    تتقدم كل القطاعات المختلفة في جمهورية السودان من تجار وصناع ومهنيين ومبدعين ومزارعيين عبرهيئاتهم وإتحاداتهم أو حتى بصورة شخصية ببرامج كانوا قد أعدوها مسبقاً بإجتهادهم الشخصي إلى لجنة المعاينة بالتلفزيون ، حيث تقوم تلك اللجنة بالنظر فيها ، ولها كل الحق في قبول أو رفض أو إضافة مقترحات وتعديلات على البرامج .. وبما أن عقول أفراد المجتمع السوداني ممتلئة بالأفكار النيرة والمتحررة ، فسيكون عدد البرامج التي أجيزت أضعاف تلك التي رفضت ، وستقوم اللجنة بعد ذلك بتنظيم مواعيد بثها في التلفزيون لبقية المشاهدين الذين سيستمتعوا بأشياء لم يألفوها في التلفزيون حيث سيجدون كل قطاعاتهم قد مثلتهم من داخل الجهاز ...
    وبما ان المادة والمال هما أساس كل عمل ، وأن تلك البرامج بحاجة لمونتاج لتحسين جودة وصورة البرامج ، فعلى لجنة المعاينة تلك تقييم تكلفة العمل المقدم من أجور مشاركين وتكاليف تصوير ومونتاج وغيره هذا مع هامش أرباح أيضاً للجهة التي قامت بتنفيذ البرنامج ، كما يمكن لمزيد من الفائدة وسلاسة الإداء توزيع مهام المونتاج والإنتاج على شركات الإنتاج الإعلامي والتلفزيوني ، على أن يلزم أصحابها بإيداع منتوجهم في وقت معين وزمن محدد حتى يتأتى بثها في الوقت المرصود لذلك ، فإذا ما توزعت الأعمال التلفزيونية والدرامية والبرامجية وتركنا مهمة إنتاجها لتلكم الشركات والأفراد فبالتالي نضمن تنوع المادة المقدمة وإختلاف طعمها ومذاقها كما أن الفائدة ستعود أيضاً للقائمين على أمر التلفزيون وتخفيف بعضاً من العبء المنوط بهم حمله ...
    إن عدد غير قليل من الأفراد يمتلك كاميرا تصوير خاصة به ، ولديه من المواهب والأفكار أكثر من تلك الموجودة لدى مصوري التلفزيون أنفسهم ، وحين يجد هؤلاء الفرصة مواتية أمامهم لتقديم أفكارهم وإبداعهم فحتماً لن يرفضوها مع وجود المقابل المادي المناسب ، وستتولد الأفكار لديهم بسرعة ، وتجعلهم يبحثون بحثاً عن التميز والتفوق طالما أن هدفهم هو إبراز مواهبهم وإثبات وجوديتهم ...
    فإذا ما قام مشروع خصخصة التلفزيون بعد الدراسة اللازمة ، ووجد هؤلاء المبدعين الموجودين في الظلام الفرصة لعرض إبداعهم على الناس ، فسنجد أنفسنا قد تفوقنا على تلفزيونات الدول التي من حولنا من حيث جودة البرامج وتنوعها وسلاسة التقديم ...
    ولا يعني ذلك أن يترك كل شئ لهؤلاء المبدعين ، إذ يمكن لبقية طاقم التلفزيون الإحتفاظ بعض البرامج تلك التي يراها صالحة وضرورية مثل نشرات الأخبار وبعض المواد السياسية والدينية والمسلسلات والأفلام العربية والأجنبية ...
    أن المبدع إذا وجد الفرصة لإظهار إبداعه وعرضه ، فإنه لن يرفضها ، وإذا وجد أنه يجب أن يذهب إلى الولاية الوسطى لتغطية أحد المهرجانات الأدبية أو الثقافية فإنه سيذهب .. بعكس العامل في التلفزيون الذي سيتكاسل عن الذهاب دونما تقدير لأهمية ذلك الحدث ...
    وإن الشخص الذي يمتلك كاميرا تصوير ورأى أن يعد برنامجاً ورؤية عن عادات وثقافات قبائل البجة في أقصى تخوم السودان الشرقية ـ خاصة إذا كان من أبناء المنطقة ـ فإنه سيذهب إلى هنالك ونفسه مليئة بالحماس لإداء العمل على عكس الذي يرغمونه على السفر فيخرج البرنامج رديئاً ومشوهاً ...
    والمبدع الذي يذهب بكاميرته ومايكرفونه ليشد من أزر العاملين في تشييد خزان مروي وإعطاء صورة دقيقة للإمورهنالك وتغطية مصير الأسر المهجرة وقضايا تعويضاتهم ، سيجد الجو الملائم لتأدية عمله على عكس الذي يذهب وهو يسب ويلعن رؤسائه والعاملين في الخزان ...
    إن تجربة خصخصة التلفزيون ينبغي لها أن تنهض ، فقط كل ما تحتاج إليه الإعلان الجرئ بفشل التلفزيون ، وإعلان بدء بث البرامج الخاصة ...
    ولكننا لا نريد أن نقوم بهذا ليس لشيء سوى أنها فكرة فريدة ومبتكرة ولم يسبقنا إليها أحد ونظن أن هذا يضاعف من إحتمالات الفشل ، ويبدوا أنه قد كتب علينا الحرمان من الثقافة ، وكتب على السودان أن يظل مقلداً وتابعاً ...
    {التردد بحسبان أن الفشل هو النهاية لا يجدي} ...
    {والخوف من العجز لا يفيد} ...
    هاتين العبارتين نحتاج لأن تحفر في عقولنا وقواميسنا وحوائط مؤسساتنا ومنازلنا ...
    نريد من التلفزيون أن يكون أشبه بـ (الجمعية الأدبية) ! ...
    مفتوح لكل شخص ليقدم فيه إبداعه وفكره ورؤاه ...
    إذا لم نسارع بهذه الخصخصة فإن البث المباشر دون أي نوع من الوسائط قادم لا ريب فيه ، والناس في أشد لهفة لمجيئه كي يبتعدوا عن (السخافات) التي تحدث أمامهم في التلفزيون ، وإذا ما أتى ذلك البث فلن يكون هنالك فرداً في السودان يهتم بالبث المحلي وأعني بذلك الفقراء والبسطاء من الذين لا يمتلكون أطباقاً فضائية الآن لإلتقاط القنوات العالمية والذين يراهن عليهم التلفزيون لمتابعة بث برامجه ، أما المقتدرين وميسوروا الحال فقد لطف الله بهم منذ زمان بعيد حين إمتلكوا تلك التقنية وكفوا أنفسهم شر البث المحلي ...
    خصخصة التلفزيون هي الفرصة الأخيرة لمواجهة خطر البث المباشر والإستلاب الفكري والثقافي وإلا فقدنا كل شيء ...
    وستثبت الأيام صدق توقعاتي ...

                  

01-21-2009, 09:34 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سياسة مجزومة ... وخصخصة التلفزيون ..! (Re: وائل فحل)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de