وقفوا منو الأوكسجين..دا شفط أوكسجين المخزن كلو

Quote: أجراس الحرية الخميس 8 يناير 2009م عمود ( صدى الاجراس) فضيحة مجتمع عبدالمنعم سليمان تخيل لو أنّ عجوزاً بريطانياً مات بخطأ طبي على يد طبيب مشهود له بالكفاءة والنزاهة، أو أنّ طفلاً هولندياً قد سقط من أعلى البنايات شقاوةً منه، أو أن نيوزلندياً قام بتعذيب أحد حيوانات ( الكيوي) هواية أو مللاً.. تخيّل ماذا كان سيحدث في بريطانيا وهولندا ونيوزلندا ؟! وكيف ستكون شكل الاحتجاجات والمظاهرات؟ وكم وزيراً أو وزيرة كان سيستقيل، وتخيّل الإعلام هناك كيف كان سيقيم الدنيا ليل نهار؟ قبل عشر سنوات أو أقل قامت كل بريطانيا ولم تقعد لأن سائق عربة مخمور دهس قطة (كديس)! فتدافع المجتمع البريطاني كله إعلاماً- حكومة- مجتمعاً مدنياً- علماء نفس واجتماع وقانونيين – تدافعوا جميعهم ليمنعوا إمكانية تكرار مثل هذه (الجريمة) مرة أخرى، وليظهروا أنّهم بشر طبيعيون، يدينون كل ما هو شاذ وغير طبيعي ..!! هذا كله يحدث في البلاد المتحضرة، التي تعترف بحق القط و(الكيوي) والتيس والكلب في الحياة؛ لأنّ الإنسان عندهم قد ضمن حقوقه قبل مئات السنين.. وهذه الأمور تحدث في بلاد ليست لديها مشكلة مع شرب الخمور أو أكل الخنزير، لكنّها تقدس العدل وتأنف من الكذب ..!! أمّا في بلادي التي من شرعها قطع الأيادي فمن فرط اهتمامها بـ (الذبح) الحلال- أكثر من اهتمامها بالإنسان - فقد طورت فكرة الذبح هذه وقننتها فلم تكتفِ بإقامة (المسالخ) بل قامت مشكورة بإنشاء مستشفيات لذبح الإنسان – بالحلال طبعاً.. !! فقد أورد صديقنا الأستاذ الطاهر ساتي بعموده المقروء بصحيفة الصحافة وعلى لسان طبيبة بـ (مسلخ) ابوعنجة – لن اسميه مستشفى ما حييت - إن المدير العام بذلك (المسلخ) البشري قد أمر الطبيبة بإيقاف جهاز الأوكسجين عن مريضة اسمها (عرفة) بحجة أن اسطوانة الأوكسجين مكلفة.. وموبخاً الطبيبة قائلاً: ( المريضة شفطت قرابة الثلاثة اسطوانات) !! قالها بنفس هذه الوحشية يا لعارنا ..!! لن أوجه مقالي هذا لذلك المدير لأنني لم أخاطب في حياتي إلا بني البشر - ولم ولن - أخاطب وحشاً أو صنماً أو مسخاً مشوهاً كما لا أخاطب وزيرة الصحة (تابيتا) التي وصلت درجة استيعابها لبرنامج الحركة الشعبية - التغيير - درجة أنها عُرفت بكثرة (الرحلات) وتغيير (النظارات) يحفظها الله ..!! ولكنني أخاطب هذا المجتمع - لو كان هناك مجتمع من الأساس - فعندما يصبح المجتمع لا شيء يصبح موت فرد منه لا شيء..!! فأين ذهب ذلك المجتمع ؟ وهل وصل بنا الانحطاط ذلك الدرك السحيق؟ وهل تم تشويهنا نفسياً وعقلياً- دون أن نشعر- لدرجة أننّا فقدنا حتى حس الإدانة؟! إنّ المجتمع المتوحش يفرز الوحشية، أما المجتمع الميّت فلن يكتفي بالتفرّج على الموتى بل سينتج موتى يتحكمون في حياته..!! إنها فضيحتنا فمن نحاسب؟ المجتمع الذي لا يخرج لحبس أنفاسه أم الوحش الذي حبس أنفاس (عرفة)؟!.