حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2)

Quote: حسناُ ماضي.. متابع البوست من بداياتو.. وأشهد أن لك ذاكرة متبلة بنشارة حديد! سرني دخول أستاذنا ساتي.. أو أستاذ درديري كما كان يحلو لنا أن نناديه.. فوجوده في هذا البوست إعتباراته متعددة.. من أهمها أن درديري عاصر الآداء الأكاديمي والنشاط الطلابي لنا في تلك الفترة.. فقد كان من أساتذة الزمن الجميل الذين ساهموا في بلورة وعي الطلاب نحو قضايا المسرح والاذاعة والصحافة الطلابية.. القصة والأشعار وقضايا المجتمع..فوجوده ينشجم مع حيثيات هذا البوست وأنا سعيد لذلك. لن تكتمل متعة السرد إلا بانضمام أولئك الذين لعبوا حقيقة أدواراُ في تلك الأحداث.. فلقد طسست معالم الحقائق لماجرى في أغسطس 1973 عن عمد وأريد لها أن تركن في مجاهل النسيان.. وأول معلم التشويه الذي لحق بتلك الأحداث هو إطلاق إسم حوادث (شعبان) عليها!. فلقد كانت الأحداث الطلابية لثانويات العاصمة في تلك الفترة أول تحدي جسور للنظام المايوي بعد مجازر الدم التي جرت في الجزيرة أبا وودنوباوي و19 يوليو في أعقاب الانقلاب العسكري لليسار السوداني.. وقد كانت إنتفاضة طلابية كسرت لاول مرة حاجز التهيب والتردد لمواجهة عسف النظام الديكتاتوري وفتحت الأبواب العراض للحركة الجماهيريةمن أجل إستعادة حيويتها الثورية وثقتها في مقاومة نظام مايو منذ تلك الفترة وحتى لحظة القضاء علية وتمريغ أنفه في التراب وإيداعة مزبلة التاريخ!. تتشابك القضايا التي يمكن إبرازها والدروس المستفادة من تلك المأثرة الجبارة ولكي لانتوه في ثنايا السرد والتذكر أقترح على (المتسامرين) محاور محددة ألخصها في الآتي:- 1- إستغلال الاتجاه الاسلامي الأحداث ومحاولة مصادرتة لجهد الحركة الطلابية والجماهيرية في الانتفاضة لتبدو وكأنها من صنعه وحده!. 2- المحاولات الفطيرة لاحزاب الأمة والاتحاديين وجماعات الاخوان المسلمين لانتزاع نصر سريع على النظام باعتقادهم أن الانتفاضة الطلابية في أغسطس يمكن لها أسقاطه بإعلانهم غير الناضج (للاضراب السياسي) من وسط زنك الخضار واللحمة بسوق الخرطوم دون وعيهم بنضوج الظروث الموضوعية واستعداد الشارع السوداني لمثل هكذا خطوة!. 3- إستثمار الاتجاه الاسلامي بالجامعات والثانويات والمعاهد العليا للاصوات التي إرتفعت بأهمية وحدة الحركة الطلابية وحاجتها لمركز نقابي جامع بالتفافهم على الشعار وكلفتة الوعاء التنظيمي لصالحهم ومن ثم ظهور مايسمي بالاتحاد العام لثانويات العاصمة بقيادتهم!. كما أذكر ماضي وهو يواصل في سرده ببعض المحطات الهامة:- * السند الذي قدمتة مظاهرات الثانويات بالعاصمة لاعتصام طلاب جامعة الخرطوم واحتلالهم للجامعة. * الاجتماع الليلي الشهير بحديقة الموردة بأمدرمان الذي إلتقى فيه لأول مرة كل من الجبة الديمقراطية لثانويات العاصمة مع قيادة الاتجاه الاسلامي الطلابي كتيارين سياسسيين متنافرين وتنسيقهم لاحتلال المدارس الثانوية بالعاصمة!. * المفاجأة التي بوغت بها النظام صبيحة تنفيذ طلاب الثانويات للمدارس في كل ثانويات العاصمة في ساعة محددة ووقت معلوم!. * دخول ثانويات بنات العاصمة في الانتفاضة الطلابية بتنفيذ مدارس الأم وأمدرمان والأحفاد وبيت الأمانة بنات للاعتصام واحتلال دورهم وما أعطتة هذه الخطوة الجسورة من دعم معنوي رفع من طاقات الطلاب!. * الاجتماع الشهير لقيادات الطلاب بمدرسة بيت المؤتمر الثانوية وحماية جموع الطلاب له بعد محاولات جهاز الأمن للتسلل إلى المدرسة وأعتقال قادة الطلاب. * أنتقال المظاهرات إلى داخل الأحياء والأزقة وأسواق العاصمة وانضمام الشارع للمواكب التي عرفتها لأول مرة العاصمة ضد النظام المايوي!. * أستشهاد الطالب حاتم عبيد مبارك بمدرسة حي العرب الثانوية العامة واتساع نطاق التظاهرات وإعلان النظام لفرض حالة الطوارئ لأول مرة مماأشار لضعف النظام وعزلتة وخوفة من قوة الحركة الجماهيرية واستعادتها لحيوية أكتوبر وجسارتها!. * مشاركة ققيادات طلاب الثانويات في الندوة الطلابية الشهيرة للجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم وتمكن جهاز الأمن من إعتقال بعض المتحدثين ومن بينهم رئيسة إتحاد مدرسة الأم الثانوية بنات!. * محاولات النظام لكسر قوة ثانويات العاصمة بتوجية إدارات تلك المدارس بفصل جميع قيادات الطلاب عن الدراسة!. هذه بعض رؤو موضوعات أتمنى الاسهاب فيها ريثما نعود .. (نفسي إتقطع)!