|
|
 حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2)
|
بوست من ضحايا الهكر الاول
المنى اختفاء ه>ا البوست لسببين:-
1- المجهود الب>ل فى الاعداد رغم غياب المصارر
2-المشاركات القيمة التى فقدناها امثال مشاركات د. صدقى كبلو و د. حسن الجزولى.
كلى امل الايبخل من شارك فى المرة السابقة باعادة مشاركتة ما أمكن >لك و آمل فى المزيد.
و لاعادة البوست
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: ماضي ابو العزائم)
|
سأحصر نفسى فى أحداث ماقبل الخميس 30 أغسطس1973 (الخميس الدامى)
فما بعدها الكثير من ابناء ذالك الجيل يستطيع أن يروى لنا مشاهداته و ملاحظاته.
اما ما قبلها فتنحسر الاعداد التى تستطيع ان تروى مشاهداتها و ملاحظاتها، إن اسعفتها الذاكرة.
فأنا أبحث عن هؤلاء بشكل اساسى، و معهم وما بعدهم والمهتمين، فالنوثق لفترة لم تحظى بالاهتمام الكافى حسب وجهة نظرى، بل قُيمت (و الاحداث ساخنة) بشكل إختزلها الى الحد الذى شوه الكثير من معالمها.
فهل تسعفنى الذاكرة فى سرد أحداث الايام الخمس التى سبقت يوم الخميس 30 أغسطس، و التى مرت عيها 36 سنة؟؟ و دون مراجع أمامى؟؟؟ فلنرى ما حُفر فى ذاكرة ذلك الجيل، و لنصحح معا ترتيب الاحداث.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: ماضي ابو العزائم)
|
الاجيال الاحقة ربما ترتسم فى أذهانهم عدة علامات استفهام ولهم أقول:-
نعم الحديث هنا عن المدارس الثانوية، وهذا كان الوعى السياسى لطالب الثانويات ، وهذه كانت مكتسبات الحركة الطلابية المستعاده بعد فقدها فى بداية السبعينات، و ما بين الأمس و اليوم نشطت بعض العقول لتغبيش و محو تاريخ و مكتسبات الحركة الطلابية و النقابية، و بالتالى حدثت عملية تجهيل متعمد لهذا الجيل.
فهل آمل فى (حكاوى) عن تجاربكم المعاشة أو المسموعة لهذه المرحلة؟؟؟؟
فشهرزادى سيدركها الصباح و تسكت عن الكلام المباح،
فماذا عن شهرزادكم؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: ماضي ابو العزائم)
|
إستطاعت إدارة مدارس الاحفاد إلى ذلك الزمان أن تحمى مدارسها من أثر تدخلات السلطة السياسية، فكانت المدارس الوحيدة (بعد احداث يوليو 1971) التى بها اتحاد طلاب، و جبهة ديمقراطية، و حرية العمل السياسى مكفولة لجميع الاتجاهات بحماية كاملة من ادارة المدرسة عملا بمبدأ حرية الحرم المدرسى ذلك المبدأ الذى فقده الحرم الجامعى اليوم.
تكونت و بشكل سرى فى مدرسة بيت الامانه الثانوية نواة للجبهة الديمقراطية، كان تنقصها الخبرة، حيث كل من كان طالبا فى هذه المدرسة إلتحق بها بعد احداث يوليو 1971، و بالتالى منع النشاط السياسى داخل المدارس الثانوية.
و مابين هذه و تلك كانت البداية .... بداية جد متواضعة، و فى ظروف داخلية (لبيت الامانه) محدودة إلى ما يقارب العدم، ففى هذه المدرسة إتجاه إسلامى له كوادر قوية، بالاضافة لانها المدرسة الوحيدة التى كان بها فرع للاتحاد الاشتراكى على سبيل التجربة فى المدارسالثانوية، لذلك كانت أعين السلطة مركزة على هذه المدرسة بشكل كبير.
فى ظل هذه المعطيات الدقيقة أقرت الجبهة فى بيت الامانه أن تسير مسيرة من أمام المدرسة إلى الخرطوم، قوامها الطلاب الذين يدرسون بالمدرسة و يسكنون الخرطوم، تحت غطاء الاحتجاج على سوء المواصلات، على أن تكون مسيرة صامته دون هتاف.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: ماضي ابو العزائم)
|
بدأت المسيرة من موقف البصات فى شارع الاربعين ، كان قوامها حوالى 30 طالب ، وسارت كما كان مخطط لها ، لكن على مشارف السلاح الطبى كان العدد قد تجاوز ال 60 طالب و فقدنا إلى حد ما السيطرة عليها حيث بدأت الهتافات، وإن لم تخرج عن موضوع المواصلات ، وسارت إلى الكبرى بسلام إلى ان ظهرت اول بادرات المواجهه حيث وجدنا قوة من الشرطة بقيادة ضابط (لا تتعدى ال20 من رجال الشرطة) تحرس المدخل الرئيسى للكبرى، و كان هدفهم أن لا تمر المظاهرة عبر المسار الاوسط و الرئيسى للكبرى فتتعطل حركة المرور، وقف الضابط بنفسه فى منتصف مدخل الكبرى الرئسى و اشار للمتظاهرين أن يمروا بالمدخل الجانبى ، إشتعل حماس الطلاب فأزاحوا الضابط عن طريقهم و إقتحموا المدخل الاساسى للكبرى، هنا اود ان ابين شيئاً هاماً وهو ان القوة كانت صغيرة هذه واحدة ، ثانيا من الواضح ان الضابط كان يؤدى واجبه الوظيفى و قلبه مع الطلاب حيث ان وقوفه وتوجيهه للطلاب كان شكلياً و عندما ازاحه الطلاب لم يأمر القوة التى كانت معه أن تتصدى للطلاب.
كان واضحا لنا:-
1-أن المظاهرة قد فلتت من السيطرة إلى حد ما ربما يكون له ما بعده.
2- بما ان هذه المواقف ليس فيها خطوط رجعة فكان يجب علينا ان نسمع صوتنا إلى اكبر عدد ممكن من الجماهير.
3- إن عددنا كان محدود و محدود جداً بحيث إذا خرجنا من الجانب الآخر من الكبرى ووجدنا قوة من الشرطة لن نستطيع الصمود امامها إطلاقاً.
فقررنا أن نجلس على ارضية الكبرى بحيث نمنع مرور العربات و لو ل10 دقائق، كان ذلك كافياً لعرقلة حركة المرور من الكبرى و الى ميدان الامم المتحدة بالخرطوم ، و من الكبرى إلى المحطة الوسطى امدرمان. فكان جلوسنا لمدة حوالى 10 دقائق ثم أكملنا عبور الكبرى بخطوات متمهلة.
لا أنسى إطلاقاً ما رأيتة على وجه الجمهور القادم من الخرطوم بعد عبورنا الكبرى حيث كان الكل يشجع و بشكل كبير، رغم اننا كنا السبب فى تأخره من الذهاب الى المنزل فى رحلة العودة من العمل، بشكل أكبر منظر تلك الفتاة التى كانت على عربة تاكسى و لما مرت المظاهرة اخرجت نصف جسدها عبر النافذة وهى تصفق و بشكل هستيرى للمظاهرة المتواضعة فى عدد المشاركين بها، هنا تذكرت ... أنها اول مظاهرة فى السودان بعد احداث يوليو 1971 .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: ماضي ابو العزائم)
|
كان ما توقعناه حاضراً، و قبل وصولنا إلى مبانى الإدارة المركزية للكهرباء و المياه، حيث وجدنا ثلاثة كوامر شرطة مجهزة تماماً بمعدات مكافحة الشغب، و كان هدفهم واضح بالنسبة لنا وهو عدم وصول هذه المظاهرة إلى قلب الخرطوم ولا حتى إلى جامعة القاهرة (النيلين) .
من جانب آخر و بالنسبة لنا ان المظاهرة ادت ما عليها بل و أكثر، و بالحساب البسيط كان بالأمكان اعتقال كل المشاركين فى عربتين من الثلاثة عربات الموجوده، لذلك تفرقنا و بمجرد ان طلبت منا قوات الامن التفرق حتى لا يعتقل منا طالب و كلنا احساس ان الغد سيحمل لنا صدى هذه المظاهرة.
و غداً يوم جديد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: ماضي ابو العزائم)
|
إتصل بنا فى اليوم الثانى الزملاء من مدرسة الاحفاد الثانوية على أساس القيام بتسير مظاهرة مشتركة فى اليوم التالى ... بدأنا التجهيز لهذا العمل المشترك وسط جو متوتر عم كل المدرسة، فالإدارة فى حركة نشطة، و أعضاء الاتجاه الاسلامى فى حركة محمومة لا ندرى كنهها، لكن الشئ المؤكد أن كلا الحركتين كانتا تصبان فى عكس الإتجاه الذى كان يصب فيه تيارنا الداعم و الموجه قدر المستطاع لحركة الطلاب، و أقول قدر المستطاع لأن ما تفتح من آفاق عمل جماهيرى كان أكبر بكثير من التجربة الذاتية لمن كانوا فى قيادة هذا التيار، مع تزامن ذلك مع تأخر اعادة البناء فى بعض الحلقات التنظيمية للحركة اليسارية بعد الدمار الذى أصابها عقب احداث يوليو 1971 لكن هكذا تبنى التجارب، و من الواضح منذ البدء أن هذا الجيل من الطلاب كان موعوداً بتجربة فيها الكثير من التميز، ففى النظام كوادر عركت و عركتها حركة الجماهير، و رغم تغير اولوياتها إلا أن التجارب تظل راسخة فى الاذهان، و هناك الاتجاه الاسلامى الذى إستفاد من إنضمام بعض الكوادر له فى بدايات نظام مايو، فنقلت له خبرات التنظيمية للحركة اليسارية السودانية فتعامل معها بأحترام و استفاد منها بالشكل الذى يخدم اهدافه، و كانت هذه اول سانحة ليختبر تاكتيكاتة المكتسبة من إرث حركة توجد فى الخندق الآخر.
بدأت إستعداداتنا منذ وقت مبكر من صباح اليوم التالى، و كان أثر الرهبة من إدارة المدرسة و ما قام به أعضاء الاتحاد الاشتراكى و الاتجاه الاسلامى كبيراً فى وسط الطلاب، مما إنعكس فى التردد الكبير فى الخروج فى هذه المظاهرة، لكن الزملاء فى الاحفاد كانوا على الموعد رغم عددهم الضئيل، فإنضم إليهم من إستطاع أن يتجاوز تردده، فكان المجموع لا يتجاوز المئة طالب من المدرستين. سرنا إلى شارع الاربعين ثم جنوباً صوب الخرطوم، أستطيع القول انها كانت مظاهرة مرتبة جداً، و شعاراتها منتقاة رغم انها أخذت منحى سياسى، لكنها إنحصرت فى صعوبة المواصلات و غلاء المعيشة على اساس أنها تؤثر سلبا على أدائنا كطلاب.
عند وصولنا لمركز الضو حجوج ظهرت قوة من الشرطة كبيرة العدد، و معدة تماماً لمواجهة أكبر بكثير من مظاهرة بهذا العدد، و كان واضحاًًًًًًًًًًًًًًًًً أنهم تلقوا اوامر صارمة بالتصدى و تفريق هذا التجمع بل، و إعتقال من يقاومهم من الطلاب .... رغم هذا بدأت الاشتباكات، و فى اول ربع ساعة اعتقل الطالب حسين جعفر من بيت الامانه، وشاهده الكل داخل الكومر، بعد عدة محاولات فاشله من الطلاب لتخليص زميلهم من الاعتقال ، قام الطلاب بعمل لم تتوقعه الشرطة إطلاقا، حيث تسابق الطلاب نحو العربة التى كان بها زميلهم و [ إعتقلوا] أنفسهم و بشكل جماعى، و كان التفكير هو تذويب الوضع، فإعتقال طالب ليس كإعتقال ما يفوق ال50 طالب.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: ماضي ابو العزائم)
|
كانت المسيرة الغريبة إلى المركز، كومر شرطة ممتلئ بطلاب يهتفون ضد النظام، تتبعه كوامر ملئ بجنود الشرطة، تتبعهم اعداد اخرى من الطلاب ركضاً خلف هذا الموكب الفريد، وسط دهشة الجمهور إلى ان استقر الموكب داخل مركز الشرطة، و لحق به سريعاً بقية الطلاب، فبعضهم سلك الطرق المختصرة، داخل سور المركز تجمعت كل المظاهرة، و أصبحت هتافاتها أكثر تنظيماً و حماساً.
ادخلونا فى قاعة كبيرة و طلبوا منا ان ننتدب خمسة طلاب لمقابلة قاضي المركز لشرح مطالبنا، رفضنا هذا الطلب على اساس أننا نقدم و نحدد بشكل سهل قياداتنا للنظام، حاولوا معنا اللعب على الاثر النفسى بتركنا لمدة طويلة فى فى القاعة، لكن كان الهتاف داخل القاعة هو السلاح الامثل لإحضار قيادات المركز هرولةً.
إتفقنا ان يقابل القاضى 10 طلاب على أن يكون بقية الطلاب فى محيط المكتب الذى يجرى فيه الاجتماع.
عند دخول غرفة الاجتماع وجدنا القاضى و على يمينه قائد مركز الشرطة و بعض الجنود من حولهما، ثم بعض الاشخاص بلباس مدنى (حوالى 4 أشخاص) متفرقين على أطراف الغرفة.
طلب منا القاضى أن يذكر كل طالب اسمه و مدرسته، رفضنا هذا الطلب على أساس أننا لا نمثل أنفسنا، فقال أنه لا يستطيع أن يتحدث مع أشخاص لا يعرف هويتهم، فذكرنا له انه من طلب منا المقابلة و ليس نحن، بل قام الطلاب بمناورة منتهى الذكاء حيث ذكروا له أنهم يعرفونه بشخصيته الاعتبارية كقاضى للمركز و من يجلس على يمينه كقائد مركز والذين من حوله كجنود بالزى الرسمى و طلبوا منه ان يحدد هوية الاربعة اشخاص بالباس المدنى الآخرين، و كانوا فى هذه اللحظة منهمكين فى كتابة ملحوظاتهم. حاول القاضى أن يزجر الطلاب على أساس أن لا دخل لهم بمن يحضر و من لا يحضر، فوقف الطلاب العشرة ذاكرين له ان يبحث عن من لا يهمه من يحضر و من لا يحضر و هموا بالخروج، وهتافات زملائهم بالخارج تزلزل الغرفة مشكله حماية قوية لمن انتدبوهم بالداخل، أخرج القاضى الاشخاص المعنين مرغماً وسط غضبهم و إرتباكهم الظاهرين.
جلس الطلاب مع القاضى بصورة أكثر راحة بعد احساسهم بالتخلص من كوادر الامن داخل الاجتماع، حددوا مدارسهم و أضافوا لها مدرسة المؤتمر الثانوية (رغم عدم مشاركة طلابها فى المظاهرة)، و دون تحديد أسماء ...... سار الاجتماع بشكل روتينى مع مناشدة القاضى للطلاب بالتفرق، مع إلتزامه بعدم إعتقال أى طالب إن تفرقوا فى الحال ... و هذا ما حدث.
و غداً يوم جديد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: ماضي ابو العزائم)
|
بدأت تداعيات اليوم السابق منذ الصباح الباكر ، عند دخولنا للمدرسة جدنا المكان معداً إعداداً جيداً لندوة، و كان من الواضح أن الحصص ملغاة، وكانت كوادر مركزية من قيادات الاتحاد الاشتراكى حاضرة قبل وصول الطلاب(ليس من طلاب) ، و بالتأكيد فرع الاتحاد الاشتراكى بالمدرسة حاضر أيضاً ، و الشئ المدهش كان دور طلاب الإتجاه الاسلامى وسط الطلاب، وفى الفترة التى سبقت الندوة، وهو تحريضهم للطلاب بعدم الانقياد (للشيوعين) وإن الوقت غير ملائم للقيام بمظاهرات، و وصل بهم الحد ان قادوا بعض الهتافات ضد العناصر اليسارية أثناء و بعد الندوة، مع العلم ان المتحدثين فى الندوة لم يعلنوا أنهم من الاتحاد الاشتراكى لكن شخوصهم لا تحتاج لبطاقة شخصية بالنسبة للطلاب، انوه بأننى أكتب من الذاكرة و الذاكرة فقط لذلك يصعب على الآن ذكر الاسماء لذلك سأكتفى بالاحداث دون الاسماء.
حاول المتحدثون أن يرهبوا الطلاب و يبينوا لهم ما سيجر عليهم مثل هذا التصرف، و ارغوا و ازبدوا بكل ما إختزنته ذاكرة المايوين من مصطلحات سياسية.
كان إحساس الطلاب بمظاهرة الامس عظيما رغم جهود المايوين و الاتجاه الاسلامى، لكن الحق يقال أن اسلوب السلطة فى معالجة الامر كان ذكياً و خبيثاً فى نفس الوقت فلم تنتهج نهج البطش بل نهج الترهيب مع شباب غض و ضعيف التجربة مما كان له و لا شك الاثر الكبير فى إدخال الرهبة فى قلوب الطلاب و ترددهم فى إتخاذ موقف إجابى ....... إلى ان كانت المفاجأة ..... خبر سرى وسط الطلاب كالبرق ...... خرجت مدارس امدرمان و ربما الخرطوم فى مظاهرات.
كانت الندوة قد اخذت وقتاً طويلاً جداً ، فهل علم المتحدثون بما يجرى فى الخارج و حاولوا إطالة وقت الندوة صما للآذان؟؟ و بتالى عدم مشاركة الطلاب فى المظاهرات ؟؟؟
لا أدرى....و
غداً يوم جديد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: ماضي ابو العزائم)
|
فى منتصف ساحة مدرسة بيت الامانه الثانوية كانت هناك منصة بنيت على أساس ان يوضع عليها تمثال المربى عبيد عبد النور مؤسس مدارس بيت الامانه، ظلت هذه المنصة خالية طوال تواجدنا فى المدرسة، لكنها كانت على موعد مع قيادات العمل الطلابى، وكأنما بنيت لهذا الغرض، فهى المنبر المتفق عليه لمخاطبة الطلاب، لذلك قامت إدارة المدرسة بإزالتها مباشرة بعد نهاية العام الدراسى.
طلاب هذه المدرسة (بيت الامانه) كان عليهم إنجاز عمل خاص دون المدارس الاخرى ..فرع الاتحاد الاشتراكى، ذلك الجسم النشاذ الذى نبت طفيلياً فى هذه المدرسة و بدعم خاص من فؤاد التوم نائب عميد مدارس بيت الامانه و الذى سجل غياباً تاماً من مكتبه منذ بداية الاحداث و إلى نهاية العام الدراسى.
منذ الصباح تجمهر الطلاب حول مكتب مدير المدرسة مطالبين الادارة بحل فرع الاتحاد الاشتراكى، دخل مكتب المدير خمسة من الطلاب لمناقشة الامر مع المدير (مع وجود العميد و الذى كان الطلاب يكنون له كل الاحترام) على أن يكون الطلاب حول المكتب يهتفون بحل الإتحاد الاشتراكى لدعم موقف زملائهم بالداخل، بعد نقاش طويل بين الطلاب الخمسة من جانب و العميد و المدير من جانب آخر، إتصف بالهدوء و الحزم و حفظ الاحترام من جانب الطلاب ، و الإجابات الدبلوماسية و التى لا تخلو من المراوغة من جانب الإدارة خاصة من المدير ، لجأ الطلاب المفاوضين لزملائهم بالخارج و أوحوا لهم برفع وتيرة الهتافات. أصبحت الهتافات مدوية لدرجة أن النقاش داخل المكتب كان يسمع بصعوبة ، إلى ان هتف الطلاب (لن نتخاذل يا إدارة) فخرجت الكلمة الفصل من فم العميد (تخاذل شنو يا أولادى ..الموضوع ما بى إيدى) فتلقف الطلاب المفاوضون الكلمة على الفور و سألوا العميد بشكل مباشر (إن رغبت، هل تستطيع حل وحدة الاتحاد الاشتراكى؟؟) فكان جوابه واضحا (لا).
هنا خرج الطلاب من المكتب و توجهوا للمنصة الخالية فى منتصف ساحة المدرسة و بينوا للطلاب ان الادارة لا تستطيع أن تحل الإتحاد الاشتراكى، لكننا نستطيع بإلزام أعضاء المكتب التنفيذى للوحدة أن يقدموا إستقالاتهم الآن، و على هذه المنصة، فرداً فرداً ... و قد كان، فقد حمل الطلاب كل عضوية الاتحاد الاشتراكى حملاً للمنصة و ألزموهم بتقديم إستقالاتهم الواحد تلو الآخر، بذلك اسدل الستار على ذلك الفصل القبيح من المسرحية بشكل درامى.و إشتعلت المدرسة بالهتاف، أستطيع ان أقول ان كل المدرسة هتفت فرحاً بهذا الحدث و خرجت فى موكب كبير إلى الشارع قاصدين شارع الاربعين نزولا للخرطوم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: ماضي ابو العزائم)
|
عند الكبرى كانت الفرحة الكبرى ... كأن كل امدرمان هناك فى مواكب هادرة .. أعداد كبيرة كانت تحمل أغصان شجرة النيم، هل تدرون معنى أن يحمل المتظاهرون أغصان النيم فى الإرث النضالى للشعب السودانى؟؟؟؟
كان من الواضح ان موكب مدرستنا قد خرج متأخراً جداً,
• فالصدام فى محيط الكبرى كان على أشده.
• خرج الاتجاه الاسلامي و الاول مرة بعد أن تلقى الضوء الاخضر من إتحاد جامعة الخرطوم و بشكل يركز على إثبات مشاركة عناصره(لافتات) دون التركيز على فعاليتها فى الواقع العملى.
• كل قوات مكافحة الشغب تمركزت فى مدخل الكبرى مما يوحى بتوزيع القوة على عدة مراكز ساخنة فى العاصمة.
• قدم المتظاهرون فى هذا الموقع شهيدهم الاول و رفعت قميصه الملطخ بالدماء عالياً فى مقدمة مواكبها.
و الحديث يطول
إنه يوم الخميس 30 أغسطس
((الخميس الدامى))
أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: ماضي ابو العزائم)
|
مساهمة واحدة فقط حفظتها عندى فى الجهاز من د.حسن الجزولى وكان هدفى مراجعتها للتعليق لما حوت من معلومات غزيرة.. أجد من المناسب اعادة تنزيلها كما هىQuote:
حسناُ ماضي..
متابع البوست من بداياتو..
وأشهد أن لك ذاكرة متبلة بنشارة حديد!
سرني دخول أستاذنا ساتي.. أو أستاذ درديري كما كان يحلو لنا أن نناديه..
فوجوده في هذا البوست إعتباراته متعددة..
من أهمها أن درديري عاصر الآداء الأكاديمي والنشاط الطلابي لنا في تلك الفترة..
فقد كان من أساتذة الزمن الجميل الذين ساهموا في بلورة وعي الطلاب نحو قضايا المسرح والاذاعة والصحافة الطلابية.. القصة والأشعار وقضايا المجتمع..فوجوده ينشجم مع حيثيات هذا البوست وأنا سعيد لذلك.
لن تكتمل متعة السرد إلا بانضمام أولئك الذين لعبوا حقيقة أدواراُ في تلك الأحداث.. فلقد طسست معالم الحقائق لماجرى في أغسطس 1973 عن عمد وأريد لها أن تركن في مجاهل النسيان.. وأول معلم التشويه الذي لحق بتلك الأحداث هو إطلاق إسم حوادث (شعبان) عليها!.
فلقد كانت الأحداث الطلابية لثانويات العاصمة في تلك الفترة أول تحدي جسور للنظام المايوي بعد مجازر الدم التي جرت في الجزيرة أبا وودنوباوي و19 يوليو في أعقاب الانقلاب العسكري لليسار السوداني.. وقد كانت إنتفاضة طلابية كسرت لاول مرة حاجز التهيب والتردد لمواجهة عسف النظام الديكتاتوري وفتحت الأبواب العراض للحركة الجماهيريةمن أجل إستعادة حيويتها الثورية وثقتها في مقاومة نظام مايو منذ تلك الفترة وحتى لحظة القضاء علية وتمريغ أنفه في التراب وإيداعة مزبلة التاريخ!.
تتشابك القضايا التي يمكن إبرازها والدروس المستفادة من تلك المأثرة الجبارة ولكي لانتوه في ثنايا السرد والتذكر أقترح على (المتسامرين) محاور محددة ألخصها في الآتي:-
1- إستغلال الاتجاه الاسلامي الأحداث ومحاولة مصادرتة لجهد الحركة الطلابية والجماهيرية في الانتفاضة لتبدو وكأنها من صنعه وحده!.
2- المحاولات الفطيرة لاحزاب الأمة والاتحاديين وجماعات الاخوان المسلمين لانتزاع نصر سريع على النظام باعتقادهم أن الانتفاضة الطلابية في أغسطس يمكن لها أسقاطه بإعلانهم غير الناضج (للاضراب السياسي) من وسط زنك الخضار واللحمة بسوق الخرطوم دون وعيهم بنضوج الظروث الموضوعية واستعداد الشارع السوداني لمثل هكذا خطوة!.
3- إستثمار الاتجاه الاسلامي بالجامعات والثانويات والمعاهد العليا للاصوات التي إرتفعت بأهمية وحدة الحركة الطلابية وحاجتها لمركز نقابي جامع بالتفافهم على الشعار وكلفتة الوعاء التنظيمي لصالحهم ومن ثم ظهور مايسمي بالاتحاد العام لثانويات العاصمة بقيادتهم!.
كما أذكر ماضي وهو يواصل في سرده ببعض المحطات الهامة:-
* السند الذي قدمتة مظاهرات الثانويات بالعاصمة لاعتصام طلاب جامعة الخرطوم واحتلالهم للجامعة.
* الاجتماع الليلي الشهير بحديقة الموردة بأمدرمان الذي إلتقى فيه لأول مرة كل من الجبة الديمقراطية لثانويات العاصمة مع قيادة الاتجاه الاسلامي الطلابي كتيارين سياسسيين متنافرين وتنسيقهم لاحتلال المدارس الثانوية بالعاصمة!.
* المفاجأة التي بوغت بها النظام صبيحة تنفيذ طلاب الثانويات للمدارس في كل ثانويات العاصمة في ساعة محددة ووقت معلوم!.
* دخول ثانويات بنات العاصمة في الانتفاضة الطلابية بتنفيذ مدارس الأم وأمدرمان والأحفاد وبيت الأمانة بنات للاعتصام واحتلال دورهم وما أعطتة هذه الخطوة الجسورة من دعم معنوي رفع من طاقات الطلاب!.
* الاجتماع الشهير لقيادات الطلاب بمدرسة بيت المؤتمر الثانوية وحماية جموع الطلاب له بعد محاولات جهاز الأمن للتسلل إلى المدرسة وأعتقال قادة الطلاب.
* أنتقال المظاهرات إلى داخل الأحياء والأزقة وأسواق العاصمة وانضمام الشارع للمواكب التي عرفتها لأول مرة العاصمة ضد النظام المايوي!.
* أستشهاد الطالب حاتم عبيد مبارك بمدرسة حي العرب الثانوية العامة واتساع نطاق التظاهرات وإعلان النظام لفرض حالة الطوارئ لأول مرة مماأشار لضعف النظام وعزلتة وخوفة من قوة الحركة الجماهيرية واستعادتها لحيوية أكتوبر وجسارتها!.
* مشاركة ققيادات طلاب الثانويات في الندوة الطلابية الشهيرة للجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم وتمكن جهاز الأمن من إعتقال بعض المتحدثين ومن بينهم رئيسة إتحاد مدرسة الأم الثانوية بنات!.
* محاولات النظام لكسر قوة ثانويات العاصمة بتوجية إدارات تلك المدارس بفصل جميع قيادات الطلاب عن الدراسة!.
هذه بعض رؤو موضوعات أتمنى الاسهاب فيها ريثما نعود .. (نفسي إتقطع)!
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: ماضي ابو العزائم)
|
Quote: • خرج الاتجاه الاسلامي و الاول مرة بعد أن تلقى الضوء الاخضر من إتحاد جامعة الخرطوم و بشكل يركز على إثبات مشاركة عناصره(لافتات) دون التركيز على فعاليتها فى الواقع العملى.
|
وفعلاً ، نزلوا ، اخيراً ، بكامل ثقلهم.
وكانت العملية كلها، من جانبهم ، تتم تحت قيادة زميلنا
الأخ الأستاذ ، الشيخ في ما بعد ،
إبراهيم السنوسي.
بهذه المناسبة أقول لك سراً كنت أعلمه في تلك الأيام،
ولا حرج من كشفه الآن بعد مرور 36 سنة عليه.
فقد كان الأخ مطلوباً من الأجهزة الأمنية.
وكنت أعلم، أنه كان ،
"مختفياً" بمنزل صديقناوزميلناالأستاذ
المرحوم حسين محمد النميري ،
بالحارة الأولى بمدينة الثورة بأم درمان.
وحتى الأخير لم يكن يعلم أني أعلم ذلك.
ربما تتساءل، ولكنك تعلم،
لماذا أذكر ذلك الأن فقط ؟؟
تأمل ما شاء لك أن تتأمل!!!
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى عن أحداث أغسطس(شعبان) 1973 من ذكريات طلاب ذلك الزمان(2) (Re: dardiri satti)
|
استا> الدرديرى سلام
نعم أنت ممن عايشوا الاحداث عن قرب شديد
Quote: وفعلاً ، نزلوا ، اخيراً ، بكامل ثقلهم.
وكانت العملية كلها، من جانبهم ، تتم تحت قيادة زميلنا
الأخ الأستاذ ، الشيخ في ما بعد ،
إبراهيم السنوسي. |
الفطير فى الموضوع ان قيادات الكيزان فى المدرسة و قبل 48 ساعة من مظاهرات الخميس كانوا ضد الخروج للشارع و بشدة وواضح من مستوى الحركة الن الرفض ليس تاكتيكيا و لاحقا (يوم الخميس) انحصرت مشاركتهم على بعض الافتات الخجلة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ماضي ابو العزائم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست