** يـابـكـرى :- عـمـاد عـثـمـان زهج من طلة الشباك أفتح ليهو الباب..

Quote: هو الشيخ خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن حسب النبي بن فضل الله بن كرم الله ويصل نسبه الى كعب الخزرجي الأنصاري. فهو محسي كباني من جهة الأب، وأمه ضوة بنت خوجلي محسية مشيرفية، نسبة إلى مشيرف بن قندل بن فلاح وتجتمع مع والده في الملك جامع. ولد الشيخ خوجلي بجزيرة توتي عام 1065 هجرية الموافق 1654م، وتوفي بها ضحوة الأحد الثامن عشر من جمادي الآخرة عام 1155 هجرية الموافق 19/8/1742م، ودفن في هذا المقام بحلة الشيخ خوجلي بالخرطوم بحري بوصية منه . . درس في بداية حياته على يد الشيخة عائشة الفقيرة بنت ود قدال حيث حفظ القرآن ثم أخذ علم الكلام والتصوف والتوحيد على يد الشيخ ارباب العقائد . .هاجرالشيخ إلى قوز المطرق جنوب شندي، ودرس علم الفقه على يد الشيخ الزين ود صغيرون وختم عنده مختصر خليل. الشيخ خوجلي من المتصوفة الذين جمعوا بين العلم والتصوف، فقد كان رجلاً عالماً بأصول الدين والفقه. وطريقته قادرية، حيث أخذ الطريق القادري على يد الشيخ الورع أحمد التتبكتاوي بالمدينة المنورة. لقد مزج الشيخ بين الطريقتين القادرية والشاذلية، فهو يجمع بين الأساس القادري في الزهد ورياضة النفس وبين الأخلاق الشاذلية سلوكاً وعملاً، وسلك الطريقة الشاذلية على يد الشيخ علي الداراوي المتتلمذ على يد الشيخ محمد بن ناصر الشاذلي. ويعتبر الشيخ خوجلي مؤسس الطريقة الشاذلية في السودان. ومن صفاته وأخلاقه أنه كان مهاباً ومعتداً بكرامته إلى أبعد حد وكان متمسكاً بالكتاب والسنة، كما كان لا يأكل مع تارك الصلاة، ويلبس الثياب الخضراء الفاخرة وعلى رأسه طربوش أحمر ويتعمم بأنواع الشيشان الفاخرة ويتطيب بالعود الهندي وسائر العطور، اقتداء بالشيخ أبي الحسن الشاذلي إظهاراً لنعمة الله عليه. كما كان صاحب مشورة نافعة عوناً للملهوف عند الشدائد والملمات قدوة للناس في أقواله وأفعاله. لقد اشتهر الشيخ خوجلي بلقب (أبو الجاز) وذلك نسبة لابنته الكبرى (الجاز)، ونسبة لسمرة لونه فقد اشتهر أيضاً بـ أزرق توتي. **للشيخ خوجلي تسعة أبناء وأربع بنات. يرقد بجانب الشيخ خوجلي داخل مقامه ابنه الكبير أحمد وداخل القبة يرقد سبعة من أبنائه، أما ابنه التاسع محمد نور فهو مدفون بمدينة السويس بجمهورية مصر العربية، وقد اشتهر برجل السويس وله مقام ومسجد هناك. تولى خلافة الشيخ خوجلي بعد وفاته ابنه الكبير الخليفة أحمد بناءَ على وصية والده ثم توالت الخلافة حتى الخليفة مصطفى بن الخليفة أحمد خليفة الشيخ خوجلي الحالي. مسجد الشيخ خوجلي لم تحدثنا الروايات أن للشيخ خوجلي مسجداً بتوتي، بل تحدثت عن خلوته، ولهذا فمن الراجح أن الشيخ خوجلي اعتمد على خلوته ذات الشهرة العالية، وذلك في تدريس القرآن وعلوم الفقه، وقد يرجع عدم وجود مسجد للشيخ خوجلي إلى أن هنالك مسجداً قائماً بتوتي قبل الشيخ خوجلي ، وهو مسجد أرباب العقائد، وقد تمت الإشارة إلى ذلك المسجد في طبقات ود ضيف الله، عندما تناول احدى كرامات الشيخ خوجلي ، وهي علاج فاطمة بنت عبيد حيث، ورد: "أن النور قام في ليلة وركب وسار إلى توتي فوجد الفقيه أحمد بن الشيخ خوجلي قدام المسجد وقال له البشارة بنت عبيد طيبة، وقال له أحمد الفقيه ساد الخلوة عليه إلى الآن". من هذه الراوية نصل إلى أن هنالك مسجداً وأن خلوة الشيخ خوجلي قريبة من المسجد، وتقريباً أن الوضع هو نفس الوضع الحالي حيث أن مكان خلوة الشيخ خوجلي بالقرب من مسجد توتي الكبير الحالي. وبما أن توتي في تلك الفترة كانت محدودة، فلم تكن تحتاج إلى مسجد آخر غير المسجد القائم أصلاً, أما مسجد الشيخ خوجلي الحالي بحلة خوجلي بالخرطوم بحري فقد بناه أولاده بعد وفاته بوصية منه، وكان ذلك في العام 1156هـ الموافق 1743م. وقد كان مبنياً من الطين والقش، وهي مواد البناء في ذلك الوقت. تم تجديد المسجد في عام 1949م بصورة حديثة في عهد الخليفة أحمد الخليفة الأمين. وذلك على نفقة أبناء الشيخ خوجلي من التبرعات النقدية والعينية والاستقطاعات الشهرية من الموظفين منهم. وقد كان المسجد هو الوحيد بحلة خوجلى إلى عهد قريب كما كان من أوائل المساجد بالخرطوم بحري. وبمرور الزمن ومع التوسع الذى شهدته حلة خوجلي، وبالرغم من بناء مساجد أخرى، إلا أن المسجد أصبح لا يسع المصلين خصوصاً في أيام الجمع والمناسبات الدينية. ولهذا فقد تمت توسعة المسجد في عهد الخليفة مصطفى الخليفة الحالي للشيخ خوجلي ، حيث بدأ العمل في العام 2004م وانتهى في العام 2008م، بتكلفة بلغت المليار جنيه سوداني، على نفقة أبناء الشيخ خوجلي والخيرين من داخل وخارج السودان، بالإضافة للمؤسسات الرسمية والشعبية. وقد بلغت المساحة الإضافية للمسجد (400م م)، وأصبح المسجد بمساحته القديمة والجديدة يسع حوالى (2000) مُصلي. المسجد يعتبر تحفة معمارية تزين مدينة الخرطوم بحري، وقد بني على الطراز المعماري الإسلامي الحديث