منح جائزة أفضل بروفايل بالبورد للمهندس/ محمد زين الشفيع أحمد

Quote: الأديبُ الأريبُ / قاسم حدَّاد .. يَا كَبيرَنا الذي عَلَّمَنا الشِّعْرَ وأتْحَفَنَا .. سلامٌ يَسْبِقُ الحُرُوفَ حافيًا .. وتَحيَّةٌ مِلْؤها التَّقديرُ والحُبُّ من أرضِ السُّودانِ عِشْقِيَ الأبَدِيِّ وإلى البحرينِ الهَرَمِ النَّبيلِ وفَخْرِ الحُرُوفِ الزَّاهيَة .. أُرْسِلُ إليْكَ بعضَ مَوْتِيَ هُنا لأفيقَ مِنْ رَهَقِ المراحِلِ وتَسُوُّلِ الأفئِدَة ، ولائذًا بحرفيَ جهةَ جِهَتِكَ البَوْصَلةَ عندي فهيَ لَعَمْرِيَ مَلاذٌ مِنْ وأدِ الزَّمانِ واحترارِ الأرصِفَةِ وتَلَكُأِ السُّؤالِ ، وجِهَةٌ حينَ تنعَدِمُ في دواخلِنَـا الجِهاتْ .. فإنْ أعطيْتَني أُكْسِجينًا بينكم ، فسأصنعُ لنفسيَ شايًا من وَجَعِ اللَّيْمُونِ أعْصِرُهُ كيْفما اتَّفقَ وأغْدِقُ دواخلي بإتِّكَاءاتٍ حَفايَا مِنْ البَوْحِ اللَّئيمِ وسأُمَزِّقُ وجَعي كيما تنتشي المُفرَداتُ بلا اتِّفَاقْ .. فاسْمَحْ لي بإرسالِ وجْهِيَ بينكم لئَلَّا أحترقُ واقفًا وأبْحَثُ بعدَهَا لموْتي عَنْ جُلُوس ..!! اسمي كمَا مُدَوَّنٌ بالكتبِ القديمةِ : محمَّد زين الشفيع أحمد. مَوْلُودٌ كعادةِ كُلِّ الرِّيفيينَ في قريْتي الوادعةِ هناك في الأوَّلِ مِنْ يُوليو عام اثنينِ وسبعينَ وتُسْعُمَائةَ وألف ، مُخْطِئونَ هُمُ حينَ ظَنُّوا أنِّي يُمَثِّلُني هذا العُمْرُ ، قُلْتُ لهُمْ مائةُ عامٍ لا تكفي لوَجَعي ، مائتانِ لا أعتقدُ ثلاثمائة ، أربعمائة ،، ألف عام .. كُلُّها لا تُمَثِّلُني ، ولمَّا لَمْ أجِدْ لإيلامي عُمْرًا مُناسِبًا عِشْتُ بداخِلَ حرْفِيَ لِيَقيني أنَّهُ أكْثَرُ درايةً منِّي بِعُمْري وليَكْتُبَني عمرًا كما يَشَاء.. دراستي : دَرَسْتُ الهندسة وضللتُ طريقي عنها للأدبِ ، ولا أزالُ حتَّى اللَّحْظَةِ ضَالًّا الطَّريقَ بحرفي ، وقَدْ كَتَبَتْني الهَنْدَسَةُ على جبينِها مِنْ الضَّالينَ .. وإنْ قَبِلْتَ مَلامِحَ وجهيَ القديمِ هذا فذاكَ مَطْمعي وطُمُوحي ، فدُونَكَ بعضٌ منْ نُصُوصيَ كَتبْتُها بأرْجُلٍ مِنْ وَجْعِ سُمْرَتي قبلَ بِشْرَةِ تَكْويني .. أرْجُو أنْ تَدَعَها عِنْدَكَ أكونُ لكَ مِنْ الشَّاكرينْ .. وأمَلي فقطْ ألَّا تنتَقِلَ عَدْوَاها إلى زُمْرَةِ مَنْ هُمْ عِندَكَ في المكانِ فَوْجَعي فيها أحسَبُهُ مُخْتَلِفًا عَنْ أوْجاعيَ القديمةِ .. وأشجانِي مِنِّي تُقْرِؤُكَ السَّلامَ ، وتَقُولُ لكَ : الشُّكرُ لكَ على مَنابِرَ مِنْ نُورْ .. أخوك / محمَّد زين ... أديبٌ وشاعرٌ سُودانيٌّ . __________________ * المَجْمُوعةُ التي أرسلتُها لكم هي بعنوان : ( تَمَهَّـلْ فِي قِرَاءَةِ مَوْتِـي ..!!.).

Quote: قَوْمٌ تَوَلَّوْا عنْكِ إلى مَسْخِ اللُّغاتِ وسيبوَيْهِ ذَا الزَّمانِ في مَرْقَدِهِ يَنُوحْ ..

Quote: قالَ وكانَ يَرْمُقني بلَحْظٍ نَعِسٍ : " لوْ خلطَّتَ الزَّبادي بقليلٍ مِنْ سياسةِ المِلْحِ ووضعْتَ الخليطَ على نارٍ أظُنُّها هادئة ، وَصَبَبْتَ الخليطَ على كوبٍ سياسيٍّ صغيرٍ ، وجلستَ باستِكانةٍ تُحَدِّقُ نحوَ أُفُقِ الكلامِ ، وأمِلْتَ فمَكَ جانِبًا وأخْرَجْتَ منهُ ابتسامةً تَمِيلُ قليلًا إلى الاصفرارْ ،

Quote: سيِّداتي .. آنساتي .. سادتي .. .. اسْمَحُوا لي بأنْ أَطِلَّ عليْكم لابسًا بنطاليَ الأزرقَ الجديدَ وقميصيَ عديمَ الألوانِ وربطةَ عُنُقيَ الحَمْرَاءَ ذاتَ الاصْفِـرارِ الدَّاكِـنْ .. كَمَا لا يفوتُني أنْ أُحيطُكم عِلْمًا بأنَّ هذا المَلْبَسَ قد كَلَّفني كثيرًا من المالِ وأرهقَ جيْبِيَ جدًّا وجعلني أبْدوَ أمامَكمْ ونَفْسِيَ بصوْتٍ مبْحُوحٍ مُتَحَشْرِجْ .. !!

Quote: وحينَ مَيْسَرةٍ كُنَّا نَجْلِسُ أمَامَ التِّلْفَازِ لا نَلْوِي على شَيْءٍ وَلا نَفْتَرِشُ سِوى التُّرابْ ، وَدَائمًا تَجِدُنَا مُطْبِقِي الشِّفَـاهِ تَمَامًا ، فالنَّاسُ كلّهمْ يُمارسونَ الصَّمْتَ ، فالحديثُ أمَامَ حَضْرةِ سيِّدي المسلسلِ غيرُ مَسْمُوحٍ بهِ مُطْلقًا خلا أهلُ البيتِ فقطْ ، وإنْ حاولتَ التَّحَدُّثَ ولَوْ همْسًا أوْ أدَرْتَ رأسَكَ مِنْ جانبٍ إلى آخَرَ لِتُزيلَ تَعَبَ الرِّقابِْ على الطَّريقَةِ الهِنْدِيَّةِ الصُّنعْ ، أو شَـاكَكَ شَائِكٌ من مُكَوِّناتِ التُّرْبةِ أوِ التُّرَابِ الَّذِي تَجْلِسُ عليْهِ فَاعْتَرَضَ ذلكَ جُلُوسَكَ السَّوِيَّ ، أوْ أتتْكَ إلتفاتةٌ عَفَويَّةَ القُدُومْ ، فأنتَ إذنْ تُمارِسُ حَجْبَ الرُّؤيَةِ عَنِ الآخرينَ في كَسْرٍ مِنْ الثَّانية ، فتَنْهَـالُ حِينَها اللَّعْنَاتُ عليكَ مِنْ الخَلْفِ كَمَـا المَطـرِ ذي الثَّلْجِ الأبيَضِ أوِ " البَرَدْ " كما يُسَمِّيهِ أهلُنا هُناك ..