مأساة تموز او في التناص بين اليوت وبدر شاكر السياب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 04:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-19-2005, 01:11 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التناص بين اليوت وصلاح عبد الصبور (Re: Agab Alfaya)

    التناص بين اليوت وصلاح عبدالصبور*

    عبد المنعم عجب الفيا


    لا شئ يعبر عن عمق المكانة التي أحتلها اليوت في وجدان الشاعر صلاح عبد الصبور أكثر من وصفه له بالعظمة . ففي سياق حديثه عن القراءات الأولي التي فتحت وعيه الفني يقول عبد الصبور إن ظلال كل هذه القراءات تلاشت عن ذاكرته الجمالية ولم تبق سوى ظلال " اليوت العظيم " . (1) وهذا الوصف فيه ظلال من وصف اليوت لأستاذه عزرا باوند عندما خاطبه في إهداء ( الأرض الخراب ) بقوله : " إلى المبدع الاعظم " . ليس هذا فحسب ، بل أنه يصف اكتشافه لاليوت بأنه نعمة ساقها الله إليه عن طريق صديقه بدر الديب ، الكاتب والناقد الذي هيأ له فرصة قراءة أشعار اليوت لأول مرة حيث أعاره مجموعة من شعره كانت ترقد بمكتبة الجامعة حيث كان يعمل بدر .

    وإذا كان بدر الديب قد قاد عبد الصبور إلى قراءة أشعار اليوت فإن لويس عوض كان أول من لفت نظره إلى اسم اليوت . لقد " هبط اليوت إلى بلادنا لأول مرة على صفحات كتاب لويس عوض عن الأدب الإنجليزي الحديث . ولكن لويس عوض حذرنا منه كأنه الحلوى السامة حين قال أنه شاعر عظيم ورجعى عظيم أيضا . ولقد كانت كلمة رجعى في تلك الفترة أسوأ الكلمات وقعا فـي آذاننـا "(2) .

    ولكن هذه المقولة كانت متعجلة في نظر صلاح عبد الصبور . فاليوت لم يكن هروبيا ولا رجعيا حيث لم " تكن افكاره عن الماضي إلا رغبة في عرض الحاضر بفقره الروحي عليه ، لكي يكون دافعا لأبناء الحاضر أن يتجاوزوا إملاقهم الروحي والفكري " . (3) وهنا يكمن سر عظمة اليوت في نظر عبد الصبور فهو قد جمع كما يقول استيفن سبندر" بين الطابع الروحي السلبي لعالمنا المعاصر ، وبين الطابع الروحي الإيجابي للعالم القديم . فقد كان شاعرا ممسوسا بفكرة الزمن ، ولقد التقى في شعره الماضي والحاضر في هيئة رموز تكشف حين التأمل عن قيم اجتماعية ودينية بالغة العمق " (4) .

    هذه الرؤية الجدلية أو التاريخانية ، إن شئت ، للتراث الإنساني هي التي أثارت إعجاب عبد الصبور بنظرية ( الموروث الأدبي ) على حد تعبيره ، التي بسطها اليوت في مقالته الشهيرة ( التقاليد والموهبة الفردية ) . وهو يرى في هذه النظرية حلا للصراع بين القديم والجديد . ويقول أنه استعان بها بأوسع مما استعان بها اليوت نفسه ، لاعادة قراءة التراث العربي والشعر العربي القديم : " فنحن بحاجة ملحة إلى أن نعيد النظر في تراثنا الشعري منذ امرئ القيس 00 ننظر في هذا التراث بمقاييسنا الجديدة .. ثم نستبقي من هذا التراث ما نراه ملائما لأذواقنا وأنفسنا .." (5) .

    والحقيقة بالإضافة إلى ذلك هناك أسباب أخرى ربما تكون شخصية لانجذاب صلاح عبد الصبور لطريقة الشاعر ت . س . اليوت . فقد بدأ لي أثر مطالعة الأعمال الأدبية لهذين الشاعرين أن هنالك شبه في التكوين النفسي والمزاجي . هذا الشبه أدى إلى تقارب إن لم أقل تطابق في الرؤية الفنية لكيهما . فالنزعة الصوفية التأملية ورنة الحزن ( المنخولية ) التي تضفي جوا من الكآبة الميتافيزيقية إلى جانب العمق الفلسفي وإحكام الصنعة وتجويد الأداء هي قواسم مشتركة في آثار الشاعرين . هذا بالإضافة إلى اوجه الشبه الأخرى . فكلاهما ناقد ومفكر وكاتب مسرحي وصحافي متميز إلى جانب المكانة الشعرية المتميزة والأثر الأدبي الذي خلفه كل منهما في بلده .

    على مستوى الكتابة الشعرية فأول ما لفت نظر صلاح عبد الصبور في أسلوب اليوت هو اللغة الشعرية . يقول : " حين توقفت عند الشاعر ت . س . اليوت في مطلع شبابي لم تستوقفني أفكاره أول الأمر بقدر ما استوقفني جسارته اللغوية . فقد كنا نحن ناشئة الشعراء نحرص على أن تكون لغتنا منتقاة منضدة تخلو من أي كلمة فيها شبه العامية أو الاستعمال الدارج " (6).
    ويضرب مثالا على هذه الجسارة اللغوية التي شدت انتباهه أول الأمر بأبيات من قصيدة " الأرض الخراب " وردت فيها كلمات مثل ، الشاي والأكل المعلب والجوارب والستيان والشبشب والغسيل المنشور . وهي الأبيات الواردة بالجزء الثالث من القصيدة المسمى " موعظة النار " . يقول مثل هذه الألفاظ لم نعتاد على استعمالها في الشعر فقد خرجنا من عباءة المدرسة الرومانتيكية العربية بموسيقاها الرقيقة وقاموسها اللغوي المنتقي الذي تتناثر فيه الألفاظ ذوات المدلولات المجنحة والإيقاع الناعم . وكنا قبل ذلك كله أسرى للتقليد الشعري العربي الذي يؤثر أن تكون للشعر لغته الخاصة المجاوزة للغة والحياة والبعيدة عنها في بعض الأحيان . لذلك كنا نشده أولا لهذه الجسارة اللغوية حتى أدركنا بعد قليل أن الشعر لا قاموس له وأن الشعر الحديث في العالم كله قد تجاوز منطقة القاموس الشعري منذ أمد ليس بقريب " .(7

    وقد حاول صلاح عبد الصبور أن يتجاسر بالخروج على القاموس الشعري العربي منذ ديوانه الأول " الناس في بلادي " الذي صدر سنة 1956م . فقد شهدت قصائد مثل ( الحزن ) و ( شنق زهران ) و ( الملك لك ) والقصيدة التي تحمل اسم الديوان خروجا بائنا على عمود اللغة الشعرية وتناولت مواضيع من صميم الحياة اليومية باللغة البسيطة المتداولـة إلا أن هـذا التجاسـر اللغوي لم يمر بسلام ، فلما نشرت قصيدة (( الحزن )) التي يقول فيها :

    طلع الصباح فما ابتسمت ، ولم ينر وجهي الصباح
    وخرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح
    وغمست في ماء القناعة خبز أيامي ، الكفاف
    ورجعت بعد الظهر في جيبي قروش
    فشربت شايا في الطريق
    ورتقت نعلي
    ولعبت بالنرد الموزع بين كفى والصديق
    .

    صدمت هذه الجسارة اللغوية الذوق الأدبي آنذاك " ودار حولها حديث كثير ولعل معظمه كان اعتراضا على قاموس المشهد الأول منها حيث حاولت التحرر من اللغة التقليدية إلى لغة رأيتها أكثر ملاءمة للمشهد .. وتهكم بعض الأصدقاء والنقاد بعد نشر القصيدة ما شاءوا بالشاي والنعل المرتوق " (

    ولكن إذا كان عبد الصبور يقول أن تعلم الخروج على القاموس الشعري والنزوع إلى تصوير مظاهر الحياة اليومية التي يعيشها عامة الناس فـي ديوانـه
    " الناس في بلادي " من البوت ، فإن الشاعر والناقد السودانـي الدكتـور محمـد
    عبد الحي يرى أن " تأثير اليوت قد اختلط في ذهن صلاح عبد الصبور في شعره في الناس في بلادي – بتأثير شاعر آخر تغلغل تأثيره في الشعر العربي الواقعي عميقا هو الشاعر التركي ناظم حكمت " (9)

    فعبد الحي يرجع نزوع عبد الصبور إلى تصوير الحياة الواقعية واستعمال التعابير الشعبية الدارجة لا إلى اليوت بل إلى ناظم حكمت ذلك أن اهتمام صلاح باليوت قد تزامن مع اهتمامه بالفكر الواقعي الذي ازدهر في تلك الفترة . فقصائد مثل – شنق زهران ، و ( الملك لك ) ، و ( الناس في بلادي ) " تحمل في طواياها فكرا واقعيا . وقد يكون صلاح قد تأثر فيها بشيء من اليوت ، بما في ذلك الجسارة اللغوية ، رغم أن جسارتها اللغوية لا تخرج عن استعمال ألفاظ دارجة وأمثال وتعابير شعبية ، بينما جسارة اليوت اللغوية لا تخلو من سفسطائية مثقفة ولديه دائما لمسة نارية أخيرة يرفع بها لغة الحديث العادي إلى مرتبـة الرمز "(10)

    أما استعمال الألفاظ الدارجة في قصيدة ، الملك لك ، بالرغم من أن عنوانها قد يكون مأخوذا مما أخذ عبد الصبور من ( الرجال الجوف ) – فهو أقرب إلى اللغة التي راجت مع تأثير الشعر الواقعي العالمي في العالم العربي منها إلى طريقة اليوت . إن اليوت يستعمل الألفاظ التي لم نعتد على استعمالها في الشعر حينما يتكلم عن السأم والضجر وفقدان المعنى في المدنية الحديثةالمنفصلـة عن الينابيع الروحية للوجود ، وترتفع لغته وتأخذ طابعا كلاسيكيا نقيا مع ارتقاء إحساسه بتفجر تلك الينابيع في نفسه وشعره . أما في قصيدة ، الملك لك ، وامثالها فاللغة الشعبية وسيلة لتمجيد الحياة
    الشعبية مع الاحتجاج علي الفقر"11

    ومن الدلائل التي يسوقها عبد الحي على تأثر عبد الصبور بناظم حكمت في قصائده الواقعية ، رواج شعر حكمت في الوطن العربي أثر ترجمة الدكتور على سعد لمجموعة من أشعاره سنة 1951م مشفوعة منه بمقدمة تحمل نفس الروح التبشيرية التي حملتها مقالة لويس عوض عن اليوت المنشـورة فـي مجلـة ( الكاتب ) سنة 1946م . وقد لخص الدكتور على سعد في تلك المقدمة طريقة ناظم حكمت في كتابة الشعر وعرض لارائه الثورية ولعودته لاستلهام الينابيع الشعبية المحلية في أمته .

    وقد شهدت الخمسينات حركة نشطة في ترجمة الشعر العالمي الحديث إلى اللغة العربية . فقد ترجمت أشعار فدريكو غارسيا لوركا ومايكوفسكي وبول ايلوار واندريه بريتون وآرغون وسان جون بيرس وماريا ريلكه . وقد صاحبت هذه الترجمات مقدمات ومقالات نحت منحنا تبشيريا في الدعوة إلى ابتكار أساليب جديدة في الكتابة الشعرية وإلى تحطيم الحواجز بين الشعر والحياة . وبالرغم من أن هؤلاء الشعراء قدموا وترجموا من قبل نقاد وشعراء " متبايني النزعات مختلفي الأساليب والمعتقدات إلا أن الجميع يكاد يلتقى في اللهجة التبشيرية التي تدعو إلى الاستفادة من الشعر الأجنبي لابتداع لغة جديدة للشعر العربي تستطيع أن تحمل التجارب والهموم التي استجدت مع العصر بعد أن ضعفت لغة الشعر الرومانتيكي وفقدت قوتها وحيويتها ". (12)
    ولعل رواج مثل هذه الترجمات في ذات الفترة التي بدأ الترويج فيها إلى اليوت هو سبب هذا التآلف بين اليوت وحكمت في ديوان الناس في بلادي لصلاح عبد الصبور . أن هذه الظاهرة يمكن أن تفسر على أنها " جزء من تلك المعادلة التي أرادت أن توحد بين طريقة اليوت وبين الفكر الثوري التي كان قد دعي إليها لويس عوض في مقالته عن اليوت بتأثير من شعراء اليسار الإنجليزي ".(13)

    ويخلص محمد عبد الحي إلى أنه يمكن القول أن " هنالك توترا بين ما يمكن أن تطلق عليه ( القطب الاليوتي ) و ( القطب الناظمي ) في قصائد ديوان الناس في بلادي انحسر بعدهما تأثير ناظم حكمت مع تبلور فكر الشاعر ونضج شعره في دواوينه الثانية " . (14)

    حقا أن بصمات اليوت في شعر عبد الصبور تتضح أكثر في دواوينه اللاحقة " للناس في بلادي " ليس على مستوى اللغة الشعرية وحسب ، بل على مستوى المعاني والأخيلة والرؤى الشعرية . ويبدو لي أن علاقة صلاح عبد الصبور باليوت ليست مجرد تأثر يقوم على المحاكاة السطحية بقدر ما هو تفاعل وانفعال سببه تقارب الأمزجة والأحاسيس الشعرية . وقد تراوح هذا الانفعال وهذا التجاذب الشعري من مجرد اقتباس وتضمين عبد الصبور أبيات من شعر اليوت في قصائده إلى التماهى في الرؤيا الشعرية والتركيب البنيوى للقصيدة في غير ما تكلف وتصنع .

    ويمكن أن نسوق بعض الأمثلة للدلالة على ما ذهبنا إليه . ولنبدأ بالاقتباس المباشر لأبيات من أشعار ت . س . اليوت :

    يقول عبد الصبور في قصيدة ( لحن ) من ديوان ( الناس في بلادي ) :

    جارتي ا لست أميرا
    لا ، ولست المضحك الممراح
    في قصر الأمير
    .

    وفي هذا اقتباس أو قل تناص لقول اليوت من قصيدة أغنية حب الفريـد جي .بروفروك :

    No Iam not Prince Hamlet

    Nor was meant to be ;

    لا ا لست أنا الأمير هاملت
    ولا قصدت أن أكون


    في ديوان ( احلام الفارس القديم ) هنالك قصيدة بعنوان ( بودلير ) الشاعر الفرنسي الذي تأثر به اليوت كثيرا و أقتبس منه أكثر من موضـع فـي قصيـدة
    ( الأرض الخراب ) ومن ذلك قول بودلير بمقدمة ديوان ( أزهار الشر ) الذي ضمنه اليوت آخر الجزء الأول من القصيدة كما هو باللغة الفرنسية والذي يقول فيه :

    Hypcorite lecteur, mon semblable, mon frere

    أنت أيها القارئ المنافق يا شبيهي !يا شقيقي !

    وقد حذا صلاح عبد الصبور حذو اليوت وأخذ قول بودلير وضمنه قصيدته ارده اللغة الفرنسية حيث يقول مخاطبا بودلير :

    يا أسير الفؤاد الملول
    وغريب المنى
    يا صديقي أنا

    Hypocrite Lecteur
    Mon Semblable, mon frere


    وإذا تجاوزنا الاقتباس والتضمين المباشر إلى النظر في الصور والرؤى نجد أن عبد الصبور قد استلهم كثيرا من الأخيلة الشعرية من اليوت وهو استلهام نابع إلى حد ما من تشابه التجربة الشعورية وتقارب الأمزجة كما سبقت الإشارة . ومن ذلك يقول عبد الصبور في قصيدة ( الحزن ) بديوان ( الناس في بلادي ) واصفا تغلغل الحزن في مدينته :

    حزن تمدد في المدينة
    كاللص في جوف السكينة
    كالأفعوان بلا فحيح


    هذه الصورة الشعرية للحزن ، فيها ظلال وأصداء من تشبيه اليوت للمساء في قصيدة ( أغنية حب الفريد جي . بروفروك ) بإنسان مريض ممد على منضدة جراح :

    Let us go then, you and I
    When the evening is spread out
    Against the sky
    Like a patient etherized upon a table

    فلنذهب سويا ، أنا وأنت
    عندما يتمدد المساء على السماء
    كتمدد مريض مخدر على منضدة


    وفي قصيدة ( تأملات ليلية ) من ديوان ( شجر الليل ) يصور عبد الصبور زحف جيوش الظلام ومداهمته له بعربة سوداء وهمية . وهذه الصورة مستوحاة مـن قـول انـدرو مارفـيل فـي قصيدتـه ( إلــى محبوبتـه الصـدود ) To his coy Mistress :

    But at my back I always hear
    The time’s winged chariot
    Hurrying near

    ولكن أسمع من ورائي دائما
    عربة الزمن المجنحة تسرع في الاقتراب


    ولكن يبدو أن صلاح قد أخذ هذا المعنى من اليوت ولم يأخذه من اندرو مارفيل مباشرة . وكان اليوت قد ذكر في هوامش ( الأرض الخراب ) أنه استعار قول مارفيل هذا وتناصص معه في الجزء الثالث من القصيدة في قوله :

    But at my back from time to time I hear
    The sound of horns and motors, which shall bring
    Sweeney to Mrs. porter in the spring

    ولكن أسمع من ورائي بين الفينة والأخرى
    أصوات ازيز السيارات وابواقها
    التي ستقل سويني إلى السيدة بورتر في الربيع


    أما فـي قصيـدة ( تنويعـات ) مـن ديوان ( شجر الليل ) فيستوحى عبد الصبور قصيدة اليوت ( أربعاء الرماد ) Ash- Wednesday حيث يقول :

    أهتف أحيانا ، يا رباه ا
    أرفع عنا هذا الزمن الميت
    أقس علينا ، لا تعبر عنا كأس الآلام
    علمنا أن نتمزق بإرادتنا العمياء
    في منقار الأيام


    يقول اليوت :

    And pray to God to have mercy upon us
    …………………………………………
    May the judgement not be too heavy upon us
    …………………………………………
    Teach us to care and not to care
    Teach us to sit still


    أدعو الله أن يرأف بنا ويرحمنا
    أدعوه أن يحاسبنا حسابا يسيرا
    000000000
    يا رباه ا
    علمنا أن لا نتململ في جلستنا


    كذلك في الأبيات الأخيرة من الجزء الأول من ( الأرض الخراب ) يسخر اليوت من جدوى الحرب ويتمنى لون أن جثة صديقه جان فردينال الذي مات في الحرب الأولي بعثت من جديد كما كان إله الخصوبة عند الشعوب القديمة يموت ويبعث كل عام ضمانا لاستمرار دورة الحياة ، يقول اليوت :

    That corpse you planted last year in your garden
    Has it begun to sprout? Will it bloom this year?
    Or has the sudden frost disturbed its bed?

    هل بدأت تنبت الجثة التي زرعتها
    في حديقتك العام الماضي ؟
    أتراها ستزهر هذا العام ؟
    أم أن الصقيع المفاجئ أقضي مضجعها
    ؟

    أخذ صلاح عبد الصبور هذا المعنى وضمنه قصيدته ( الشيء الحزين )

    فأنت لو دفنت جثة بأرض
    لأورقت جذورها وأينعت ثمارا
    ثقيلة القدم


    وهنالك العديد من الأمثلة والشواهد التي يمكن للقارئ المطلع على قصائد الشاعرين الوقوف عليها بكل سهولة ولكنا نمسك عن إبراز المزيد لأن ما أوردناه يكفى للتدليل على مدى تغلغل شعر ت . س . اليوت في وجدان صلاح عبد الصبور .

    أما إذا انتقلنا إلى الحديث عن تأثر صلاح عبد الصبور بتوظيف الأسطورة في شعره ، نجد أن صلاح قد انتهج نهجا في ذلك يختلف عن سائر معاصريه من شعراء الحداثة العرب . فهو لا يزج بأسماء الأساطير في ثنايا قصائده ويلصقها بها إلصاقا وانما يستخلص مضمون أو مغزى الأسطورة ويوظفه في التعبير عن تجربته الشعرية ، ولا أظن أنني قد عثرت حتى الآن على اسم أي أسطورة يونانية أو رومانية مستخدمة في أية قصيدة من قصائده .

    وعن نهجه هذا في التعاطي مع الأسطورة يقول صلاح : " قبلناها عندما تكون عنصرا فنيا مندمجا في كيان القصيدة يحمل ايحاءتها ويعمل على جلاء صورها . ورفضناها حين تلصق لصقا بالقصيدة " .(15) وعن فلسفته في استخدام الأسطورة يقـول " أنني أحاول دائما أن أستخرج الثيمة Theme في الأسطورة وأن أعيد عرضها على تجربتي الخاصة بغية اكساب هذه التجربة بعدها الموضوعي ولكنى أكره دائما الصاق الأسماء " . (16) ذلك أنه يرى أن الدافع إلى استعمال الأسطورة في الشعر ليس مجرد معرفتها ولكنه محاولة لاعطاء القصيدة عمقا أكثر من عمقها الظاهر ، ونقل التجربة من مستواها الشخصي الذاتي إلى مستوى إنساني جوهري أو بالأحرى حفر القصيدة في التاريخ على حد تعبيره .

    ويقول عبد الصبور أن هذا هو فهمه في استخدام الأسطورة والتراث منذ أن أطلع في مطلع حياته الشعرية على " نظرية الموروث " ، ولعله يقصد بها نظرية " التراث والموهبة الفردية " التي بسطها اليوت في مقالته التي ورد الحديث عنها آنفا .
    وقد قادت طريقة اليوت في توظيف الأسطورة صلاح عبد الصبور إلى الرجوع إلى التراث العربي والإسلامي لاستلهامه واستخدامه في التعبير عن تجربته الشعرية . ويقول أن استخدام اليوت لأسطورة تريزياس في قصيدة "الأرض الخراب " هداه إلى اكتشاف ما يسمى بقصيدة ( القناع ) . فقد جعل اليوت من شخصية تريزياس الكفيف الذي مر في الأسطورة بتجربة الرجل والأنثى ، شاهدا ومعلقا على ما يجرى من احداث في القصيدة وينطق بالرأي السديد في واسط الفوضى والتناقض .
    وبوحى من ذلك كتب عبد الصبور قصيدة ( مذكرات الملك عجيب بن الخصيب ) ، " واضعا قناع شخصية فوكلورية لكى أتحدث من ورائه عن بعض شواغلى وهمومي الفكرية . والملك عجيب بن الخصيب أحد ملوك ألف ليلة وليلة يرد ذكره في حكاية الجمال والبنات ، حيث نشهد صعلوكـا خـرج مـن ملكــه أو أدركه السأم فطمع إلى السفر للفرجة على البلاد والناس . وقد حاولت في هذه القصيدة أن أذكر ما فات ألف ليلة وليلة وهو حال عجيب بن الخصيب قبل رحلته التي حولته أهوالها من ملك إلى صعلوك " . (17

    بعد قصيدة ( عجيب بن الخصيب ) يقول أنه كتب قصيدة ( بشر الحافي ) قصيدة قناع أخرى استدعاءها سطر قرأه عن هذا الصوفى في أحد كتب الطبقات . وعن الطريقة التي يتبعها في معالجة المادة التاريخية واستدعاء الشخصيات والرموز التراثية يقول عبد الصبور أن الأسلوب الذي يؤثره " هو إخفاء هذه المادة تحت السطح الظاهري للقصيدة بحيث تختفي إلا عند الأعين النافذة الناقدة . فأنا أؤمن كل الإيمان بالقراءة الثانية للقصيدة .." . (18

    وإذا كان عبد الصبور قد وصف هذا الأسلوب الشعري في استدعاء التراث ( بالقناع ) ، فإن القناع هنا حسب التعبير الاليوتي هو " المعادل الموضوعي " وهو يقوم أصلا على إخفاء العواطف والمشاعر الشخصية كما سبقت الإشارة من خلال إيجاد صورة موضوعية خارجية ترمز إلى هذه المشاعر والعواطف وتعبر عنها بشكل غير مباشر . والحقيقة قد وفق عبد الصبور في توظيف هذا الأسلوب في الكتابة الشعرية توفيقا مميزا من خلال استدعاء القصص والسير التراثية . ولعل أنجح قصيدة في نظري في هذا النهج هي قصيـدة ( الخـروج ) من ديوان ( أحلام الفارس القديم ) . فقد استخدم عبد الصبور في هذه القصيدة هجـرة النبي ( ص ) وخروجه من مكة إلى المدينة كمعادل موضوعي أو كقناع حسب تعبيره للبوح عن رغبته الشخصية وعن توق الإنسان المعاصر بصفة عامة إلى الخروج من هذا الواقع المرير إلى واقع أكثر إشراقا وصفاء أو بعبارة الشاعر نفسه : " .. استخدمت خطوط هجرة الرسول العربي من مكة إلى المدينة ، فأخفيت ذلك تحت سطح القصيدة ، بحيث يظل للقصيدة مستويان ، مستوى مباشر هو التجربة الشخصية ، ومستوى آخر هو هذه التجربة بعد أن تحولت إلى تجربة موضوعية عامة ، هي توق الانسان إلى التحرر والحياة في مدينة النور " . (19

    إن قصيدة " الخروج " تعد في نظري أجود نموذج للتناص في الشعر العربي الحديث . فيها تجاوز حتى لمفهوم التناص كما طبقه اليوت في قصائده . التناص هنا لا يقف عند حدود اقتباس أو تضمين نص آخر وإنما يتجاوز ذلك إلى إستحضار حالة أو حادثة تستغرق كل قصيدة لا لتكرار ما تقوله وإنما لاعادة توظيفها للتعبير عن حالة ماثلة ليس بالضرورة أن تكون مطابقة لتلك الحالة أو الحادثة . ولأهمية هذه القصيدة نورد نصها بالكامل :

    أخرج من مدينتي من موطني القديم
    مطرحا اثقال عيشي الأليم
    فيها وتحت الثوب قد حملت سرى
    دفنته ببابها ثم اشتملت بالسماء والنجوم
    00000
    أنسل تحت بابها بليل
    لا آمن الدليل ، حتى لو تشابهت على طلعة الصحراء
    وظهرها الكتوم
    00000

    أخرج كاليتيم
    لم اتخير واحدا من الصحاب
    لكى يفديني بنفسه ، فكل ما أريد قتل نفسي الثقيلة
    ولم أغادر في الفراش صاحبي يضلل الطلاب
    فليس من يطلبني سوى " أنا " القديم
    00000

    حجارة أكون لو نظرت للوراء
    حجارة أكون أو رجوم
    سوخى اذن في الرمل ، سيقان الندم
    لا تتبعيني نحو مهجرى ، نشدتك الجحيم
    00000

    إن عذاب رحلتي طهارتي
    والموت في الصحراء بعثى المقيم
    لو مت عشت ما أشاء في المدينة المنيرة
    مدنية الرؤى التي تشرب ضوءا
    مدنية الرؤى التي تمج ضواء
    هل أنت وهم واهم تقطعت به السبل
    أم أنت حق ؟
    أم أنت حق ؟


    فإذا كانت هجرة النبي ( ص ) من مكة إلى المدينة ، فإن هجرة الشاعر هي هجرة داخل نفسه أو أقل محاولة للخروج والهروب من نفسه المحبوسة في سجن الجسد الترابي وماديته المقيدة إلى نفسه الكاملة ( القديمة ) ذات الأصل الإلهي ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ) . ومدينة الشاعر هي نفسه الكثيفة التي يطمع في هجرها والخروج منها إلى المدينة المنيرة ( حيث الشمس لا تفارق الظهيرة ) وهي عبارة لطيفة في الإشارة إلى المطلق والتحرر من سلطان الزمن وأوهامه . ولذا يمكن القول أنه إذا كانت هجرة النبي ( ص ) من مكة إلى المدينة أفقية ، فهجرة الشاعر هنا هجرة رأسية شبيه بإسراء النبي ومعراجه إلى سدرة المنتهي .

    والشاعر في هجرته عازم على الوصول إلى هدفه فهو يخلى قلبه عن كل ما يشغله عن هذا الهدف لذلك يقسم بينه وبين ( نفسه ) بأنه سوف لن يلتفت مجرد الالتفات ليلقى نظره أخيرة إلى مدينته وموطنه الذي خلفه وراء . وهنا يستدعى الشاعر قصة النبي لوط والعذاب الذي حل بقومه حيث يتناصص مع الآية الكريمة: " فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب " – سورة هود الآية 81 . وجاء في الكتاب المقدس في هذا السياق أن امرأة لوط التفتت إلى الوراء فتحولت إلى عمـود ملح . وفي قول الشاعر( حجارة أكون لو نظرت للوراء ) إشارة إلى ذلك . أما قوله ، ( سوخي اذن في الرمل سيقان الندم ) فيه استدعاء لقصة سراقة الذي ساخت أقدام فرسه في الأرض عندما شارف إلى اللحاق بالنبي وصاحبه في طريق هجرتهما من مكة إلى المدينة .

    إلا أن تحقيق الحلم بالوصول إلى ( المدينة المنيرة ) والفوز بالحياة الكاملة لا يتم إلا عبر المرور بتجربة الموت " لو مت عشت ما أشاء في المدينة المنيرة " ففي موته بعثه الدائم السرمدي الذي لا يعقبـه نقصان . أنهـا الفكـرة ذاتها ، فكـرة " الانبعاث " التي استوحاها شعراء القصيدة الحديثة العرب من توظيف اليوت لأساطير الخصوبة في ( الأرض الخراب ) كالإله أدونيس أو تموز عند الاشوريين والبابليين والفينقيين والإله أوزيريس عند الفراعنة . فقد كان إله الخصوبة يبعث بعد موته كل عام لتجديد دورة الحياة على الأرض كما سبقت الإشارة . وقد وظف شعراء الحداثة هذه ( الثيمة ) لاستنهاض الأمة العربية من سباتها الطويل . وكان بدر شاكر السياب قد أشار إلى هـذا المعنـى في قصيدته: ( النهر والموت ) حيث يقول :

    أود لو غرقت في دمى إلى القرار
    لأحمل العبء مع البشر
    وأبعث الحياة أن موتى انتصار


    ولا تخفى الإشارة في العنوان ( النهر والموت ) إلى أوزيريس رمز الخصوبة والخلود عند قدماء المصريين والذي قتل وقطعت أوصاله ونثرت في النيل ولكنه بالرغم من ذلك بعث حيا من جديد . وليس بالضرورة أن يكون قتل الشاعر في قصيدة ( الخروج ) لنفسه ( الثقيلة ) قتلا ماديا بقدر ما هو إشارة إلى ابتعاث النفس ( اللطيفة ) والتخلص من النفس الكثيفة الثقيلة التي تعقد بالجسد عن النهوض وارتياد الآفاق . وفي الحديث : ( من سره أن ينظر إلى ميت يمشى بين الناس فلينظر إلى أبى بكر ) و ( موتوا قبل أن تموتوا ) في إشارة إلى موت رغائب النفس ( الثقيلة .

    أما إذا انتقل الحديث إلى المسرح الشعري . فعبد الصبور مقر بتأثره بطريقة اليوت في كتابة الدراما الشعرية . وقد كثر حديث النقاد في المقارنة بين مسرحيته ( مأساة الحلاج ) ومسرحية اليوت ( جريمة قتل في الكاتدرائية ) إلا أن عبد الصبور يقول أنه ليس فزعا ولا منزعجا لهذه المقارنة التي تصل إلى حد الاتهام بالسرقة والمحاكاة . بل يذهب أكثر من ذلك في التبرير لهذا التشابه بين المسرحيتين بالاستناد إلى نظرية اليوت ( التراث والموهبة الفردية ) ويقول في سياق الرد على اتهامه بالسرقة : " أن رجلا مثلى قرأ نظرية اليوت في الموروث الأدبي لابد أنه قد نقد هذه الحساسية المريضة . فليس التراث إلا حلقات ممتدة يفيد منها لاحق عن سابق ومتعلم من معلم " . (20

    ومع ذلك فهو يقول أنه عندما كتب مأساة الحلاج كان له تصوره الشخصي فالقضية التي تطرحها المسرحية هي قضية خلاصه الشخصي . وهي دور الفنان في المجتمع ." فقد كنت أعاني حيرة مدمرة إزاء كثير من ظواهر عصرنا وكانت الأسئلة تزدحم في خاطري ازدحاما مضطربا وكنت اسأل نفسي السؤال الذي سأله الحلاج لنفسه ا ماذا أفعل ؟ ..
    وكانت إجابة الحلاج هي أن يتكلم.. ويموت .. كان عذاب الحلاج طرفا لعذاب المفكرين في معظم المجتمعات الحديثة ، وحيرتهم بين السيف والكلمة… وكانت مسرحيتي مأساة الحلاج معبرة عن الإيمان العظيم الذي بقى لي نقيا لا تشوبه شائبة ، وهو الإيمان بالكلمة.. "(21)

    ثم يخلص عبد الصبور إلى التذكير بان ( جريمة قتل في الكاتدرائية ) ليست هي المسرحية الأولى من نوعها في مجال مسرح " الاستشهاد والقداسة " على حد تعبيره . فهنالك مسرحيات ( التعزية ) الفارسية ومسرحية " القديسة جـون " لبرنارد شو و( رجل الله ) لجان انوي وغيرها .(22)

    ولكن عبد الصبور ينسى أن يذكر إلى جانب تلك المسرحيات المسرحية الاشهر في هذا المجال والأقرب إلى موضوع مسرحيته " مأساة الحلاج " ألا وهي مسرحية ( سالومي ) لأوسكاروايلد . والتي نسجت على منوالها مسرحيات كثيرة في العالم العربي . منها مسرحية يوسف الخال التي تحمل ذات الاسـم ومسرحية ( الحسين شهيدا ) لعبد الرحمن الشرقاوي ومسرحية ( رؤيا الملك ) للشاعر السوداني محمد عبد الحي . وتصور مسرحية اوسكار وايلد ( سالومي ) مأساة بني الله يحي بن زكريا ( يوحنا المعمدان ) الذي كان يبشر الناس بمجيء المسيح فحبسه ملك الجليل من قبل الرومان وقطع رأسه وقدمه هدية في طبق من فضة في سبيل رقصة من ( سالومي ) الجميلة.

    والمسرحيات الثلاث ، مأساة الحلاج ، وسالومي وجريمة قتل في الكاتدرائية ، تعالج موضوع الصراع بين السلطة الدينية والسلطة الدنيوية. فالحلاج يتهم أولا بتأليب (العامة) بالثورة ضد السلطان احتجاجا على الفساد والظلم ولكن تلفق ضده تهمة الزندقه أثناء المحاكمة حتى يكون قتله مقبولا لدى العامة .والقديس توماس- بيكيت اسقف كانتربري الكاثوليكي قتل لرفضه العمل كمستشار في حاشية الملك ، ملك بريطانيا فمات شهيدا دفاعا عن استقلال الكنيسة والدين عن السلطة – السياسية .




    المصادر والهوامش :

    (1) أقول لكم عـن الشـعراء – الأعمـال الكاملـة – صلاح عبد الصبور الهيئة المصرية للكتاب – 1992م – ص 397 ، 399
    (2) المصدر السابق ص 397
    (3) المصدر السابق ص 400
    (4) المصدر السابق ص 399
    (5) أقـول لكـم عـن الشـعر – الأعمال الكاملة – صلاح عبد الصبـور –
    الهيئة المصرية للكتاب – 1992م – ص 122
    (6) حياتي في الشعر – صلاح عبد الصبور – دار أقرأ – بيـروت 1981م –
    ص 127
    (7) المصدر السابق ص 127 ، 129
    ( المصدر السابق ص 132
    (9) ت . س . اليوت والقارئ العربي – د. محمد عبد الحي – مجلة الدوحـة
    ( القطرية ) – الحلقة الثالثة – أبريل 1980م
    (10) المصدر السابق
    (11) المصدر السابق
    (12) المصدر السابق
    (13) المصدر السابق
    (14) المصدر السابق
    (15) حياتي في الشعر ( سبق ذكره ) ص 137
    (16) المصدر السابق ص 141
    (17) المصدر السابق ص 141
    (1 المصدر السابق ص 143
    (19) المصدر السابق ص 144
    (20) أقول لكم عن الشعراء ( سبق ذكره ) ص 400
    (21) حياتي في الشعر ص 195
    (22) أقول لكم عن الشعراء ص 400
    (23) قراءة في القصيدة الحديثة-عبدالله الغذامي- مجلة فصول1981
    (24) الشعر العربي الحديث-محمد فريد ابو حديد- فصول العدد الاول1980

    المراجع الانجليزية:

    1-The Waste Land and other poems,T.S.Eliot,faber&faber
    London,1993
    2-The Sacred Wood,T.S.Eliot,faber&faber,London,1997


    -------------------
    * نشر هذا المقال بمجلة الرافد التي تصدر عن دائرة الاعلام بالشارقة_
    عدد يوليو 2003
                  

العنوان الكاتب Date
مأساة تموز او في التناص بين اليوت وبدر شاكر السياب Agab Alfaya12-16-05, 08:53 PM
  Re: مأساة تموز او في التناص بين اليوت وبدر شاكر السياب Sidig Rahama Elnour12-17-05, 01:56 AM
    Re: مأساة تموز او في التناص بين اليوت وبدر شاكر السياب Agab Alfaya12-17-05, 12:22 PM
  Re:مفتاح قصيدة الارض الخراب Agab Alfaya12-17-05, 09:14 PM
  Re: التناص بين اليوت وصلاح عبد الصبور Agab Alfaya12-19-05, 01:11 PM
  Re: التناص بين اليوت وصلاح عبد الصبور وعبدالمنعم الفيا Agab Alfaya12-19-05, 01:16 PM
  Re: معاوية محمد نور واليوت Agab Alfaya12-22-05, 11:00 PM
  Re: مأساة تموز او في التناص بين اليوت وبدر شاكر السياب عجب الفيا01-25-06, 02:01 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de