اللامنتمي في ادب الطيب صالح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 11:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2004, 07:07 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اللامنتمي في ادب الطيب صالح

    قراءة في كتاب اللامنتمى في أدب الطيب صالح


    راج مصطلح ( اللامنتمى ) في العالم العربى ، في الستينات والسبعينات مع ترجمة الدكتور انيس زكى حسن لكتاب الأديب والمفكر الانجليزى كولن ويلسون – The Outsider الذي صدرت طبعته الأولى عام 1957م وبالرغم من أن الترجمة الحرفية لعنوان الكتاب هي ( الخارج ) أو ( المتمرد ) ، إلا أن الترجمة التي اختارها د0 أنيس عنوانا للكتاب وهي ( اللامنتمى ) وجدت قبولا ورواجا بين المثقفين فتداولوها بكل سهولة وربما يرجع ذلك إلى جاذبيتها ودلالتها اللغوية المباشرة . وقد أغرى المصطلح ( اللامنتمى ) بعض الكتاب إلى استخدامه كمنظور نقدى تناولوا من خلاله بعض الأعمال الأدبية . من ذلك مثلا كتاب ( المنتمى في أدب نجيب محفوظ ) للكاتب المفكر المصرى الراحل غالى شكرى .

    أما كتاب ( اللامنتمى في أدب الطيب صالح ) موضوع هذه المقالة ، فهو للكاتب السوداني الشاب ، خالد موسى دفع الله ، وقد صدر الكتاب في 1993م عن دار نشر جامعة الخرطوم ووجد قبولا واستحسانا من البعض واستهجانا من البعض الآخر . ومع اختلافنا مع ما نتهى إليه المؤلف من آراء إلا أن الكتاب يكشف عن إطلاع جيد وموهبة مبكرة في الكتابة رغم حداثة سن مؤلفه ولا أدرى هل هي الصدفة وحدها التي جعلت المؤلف يكتب الكتاب وينشره في نفس السن التي نشر فيها كولن ويلسون كتاب ( اللامنتمى ) وهي سن الرابعة والعشرين .

    ويحدثنا الكاتب عن فكرة الكتاب في المقدمة ويقول أنه بعد أن قرأ ما تيسر له من كتب كولن ويلسون خرج بفكرة أن ويلسون يبنى في مشروع معرفى لنقد فكرة الحضارة وأن الطيب صالحج يحاول بلورة مشروع معرفى 000 يناقش قضايا التطور والصراع الحضارى والمدينة والسلطان . لذلك فهو يقول أنه وجد تقاربا كبيرا بين مشروع ويلسون المعرفى لنقد فكرة الحضارة والمشروع المعرفى للطيب صالح 000 فهذان المشروعان كما يقول : ( يبحثان هذه القضايا في عصر التحول والانتقال واللا إنتماء ، فتوحدت عندى المعايير ) .

    ومن هنا يأتى مصدر اختلافنا مع الكاتب . فهو بتوحيده بين مشروع كولن ويلسون الفكرى في دراسة ظاهرة اللامنتمى ، وبين مشروع الطيب صالح الأدبـى ، قد خلط بين اللامنتمى كمشكلة فلسفية وظاهرة اجتماعية أفرزتها الحضارة الغربية وبين قضايا التغيير الاجتماعى التي تطرحها مسألة التقدم في البلدان المتأخرة والتي تعالجها قصص وروايات الطيب صالح . فالمجتمعات الغربية التي أفرزت ظاهرة اللامنتمى قد تجاوزت مرحلة ( التحول والانتقال ) ووصلت إلى قمة التطور الحضارى والتقدم التكنولوجى . وأما المجتمعات في في دول ( العالم الثالث ) ومن بينها ، السودان ، كانت ومـا تـزال تمـر بمرحلـة ( التحول والانتقال ) وما زالت تشغل بالها قضايا مثل الاصالة والمعاصرة والصراع بين القديم والحديث وهذه هى بالضبط المحاور التى يدور حولها أدب الطيب صالح . واعتقد أن الكاتب لو كان قد اقتصر فكرة الكتاب على مناقشة قصص وروايات الطيب صالح لمسألة التغيير والتقدم في المجتمعات التقليدية من خلال قراءة نقدية مفصلة لهذه الأعمال الأدبية دون اسقاط لفكرة ( اللامنتمى ) ، كما عبر عنها كولن ويلسون ، كان سوف يكون للكتاب طعم آخر .

    الملاحظة الثانية أن مشروع كولن ويلسون لا يقوم ( على نقد فكرة الحضارة ) ، كما ذهب إلى ذلك الكاتب وإنما يقوم على دراسة ظاهرة اللامنتمى التي ارتبطت بصفة خاصة بالمجتمعات الغربية وبالتحديد في النصف الأول من القرن العشرين لا سيما في الفترة ما بين الحربين العالميتين . ويعبر كولن ويلسون عن ذلك بقوله في مقدمة كتابه ( Beyond the Outsider ) ( ما بعد اللامنتمى ) بقوله : ( 000 يمكن أن يوصف النصف الأول من القرن العشرين بأنه عصر اللامعنى ، أن الاحساس بفقدان المعنى والاحساس بغياب الهدف والغاية من الوجود سيطرا على أدبنا وفنوننا وفلسفتنا 000 هنالك إحساس بأننا فقدنا الايمان بالثوابت والمسلمات التى منحنا إياها الدين . لكن العلم بحله لمشكلاتنا المادية والعملية لم يزدنا إلا إحساسا بهذا الفراغ واللامعنى ) .

    ويمضى ويلسون إلى القول : ( إن الذين هم الأكثر إحساسا باللامعنى هم الأكثر غربة في المجتمع ، لذلك فإن معظم أدبنا الجاد في الستين سنة الاخيرة يأتى إنعكاسا لحالة الاغتراب والانعزال عن المجتمع حتى يمكننا أن نطلق على أدب هذه الفترة أدب الرفض وهذه هى نقطة البداية في مشروعى الذى بدأته بكتابى ( The Outsider ) ( اللامنتمى ) والذي جعلت له للسبب نفسه عنوانا فرعيا في الطبعة الأولى يقول : ( دراسة في مرض الانسانية في النصف الأول من القرن العشرين ) .

    والاحساس بفقدان المعنى في الحياة والشعور بالاغتراب كما يقول ويلسـون ، افرز الفلسفة الوجودية . إلا أنه يرى أن الفلسفة الوجودية اكتفت بتشخيص المرض ولم تقدم حلولا . لذلك فهو يقول أنه يهدف من خلال تحليله لمشكلة ( اللامنتمى ) في كتاباته المختلفة إلى تأسيس وجودية جديدة ( New existentialism ) تكون بديلة لوجودية سارتر وهايدجر وكامى العدمية وذلك عن طريق البحث عن وسائل تجعلنا نحس بمعنى الحياة وجدواها . هذا هو باختصار مشروع ويلسون المعرفى الذي أراد طرحه عبر سلسلة اللامنتمى ، حسب تعبيره والتى يقول أنها تبدأ بكتاب ( The Outsider ) وكتاب ( الدين والتمرد ) والذى ترجم إلى العربية بعنوان سقوط الحضارة ، وكتاب القدرة على الحلم وكتاب اصول الدافع الجنسى وتنتهى بكتاب ( ما بعد اللامنتمى ) .

    أما ( مشروع ) الطيب صالح فيختلف اختلافا كبيرا عن مشروع كولن ويلسون . فأعماله تصور بصفة عامة ، حركة التغيير الاجتماعى في المجتمعات التقليدية . ممثلا في قرية ( ود حامد ) ، وما يصاحب ذلك من تبدل على صعيد القيم والعلاقات الاجتماعية .

    وبعد أن يوحد الكاتب بين مشروع ويلسون ومشروع الطيب صالح وبعد أن يسقط صفات وملامح لا منتمى كولن ويلسون على شخصيات أدب الطيب صالح ، يخلص إلى أن الطيب صالح المنتمى قد عبر عن مشروعه بشخصيات لا منتمية وينتهى إلى أن : مجتمع قرية ( ود حامد ) مجتمع لا منتمى وأن الزين بطل رواية ( عرس الزين ) لا منتمى شعبى ، ومصطفى سعيد بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال لا منتمى مثقف . وإن رواية ( ضو البيت – بندر شاه ) هى الرواية التي يفترض ، حسب تدرج الصراع الاجتماعى ، أن تتحول فيها الشخصيات من شخصيات لا منتمية إلى شخصيات منتمية ) .

    إن هذه النتائج التى خلص إليها الكاتب يصعب جدا الاتفاق معه حولها . فهى لا تتناقض مع الدلالة المباشرة للرؤية الفنية في أدب الطيب صالح وحسب ، بل تتناقض حتى مع صفات وملامح ظاهرة اللا منتمى التى أوردها عن كولن ويلسون في الفصلين الأول والثاني من الكتاب . كما أن مجتمع منتمى بالضـرورة . منتمى إلى بيئته وتقاليده ومعتقداته ومحيطه الاجتماعى والتاريخى . لذلك يمكن القول أن المجتمع أى مجتمع ينشأ منتميا ثم يبدأ الصراع في سبيل التطور والتغيير وتبدأ أواصر الانتماء القديم رويدا رويدا في التراخى والانحلال لتحل محلها قيم جديدة . وهكذا حتى تتكامل دورات التطور الاجتماعى وتصل إلى أقصى مراحلها كما حدث في المجتمعات الحضارية الغربية . وأدب الطيب صالح يصور بصفة عامة حركة التغيير والتحول الذي يحدث في المجتمعات التقليديـة لا سيما في المجتمع السودانى ممثلا في قرية ( ود حامد ) وما يصاحب ذلك التحول والتغير من تبدل في القيم والعادات والعلاقات الاجتماعية .

    لذلك فأنه حسب تطور الصراع الاجتماعى والبناء الدرامى في أدب الطيب صالح ، فإن الشخصيات تبدأ منتمية إلى محيطها الاجتماعى ثم تبدأ في التحول رويدا رويدا إلى شخصيات منقسمة وموزعة بين الماضى والحاضر ، بين القديم والجديد ، بين الاصالة والمعاصرة ، دون أن تصبح شخصيات لا منتمية بالمعنى الذى يقصده كولن ويلسون . وهذا ما يعرف في حركة التغيير الاجتماعى بصراع الأجيال .


    ويحدثنا الطيب صالح عن الدلالة الاجتماعية لتطور البناء الدرامى في قصصه ورواياته بقوله : ( في عرس الزين ، العالم متماسك . في موسم الهجرة يدخل عليه شخص غريب ، يحمل طاقة عنف فتحدث المأساة في المكان ، وتبدأ مظاهر التفكك في المجتمع 000 الشخصيات التي بدأت في عرس الزين مثل محجوب وسعيد عشا البايتات وعبد الحفيظ والطاهر ود الرواس ، عادت مرة أخرى في بندر شاه ، بعد عشرين عاما ييشكون آلام الظهر والمرض ، وقد بدأت قبضتهم تضمحل على القرية وتتفكك الروابط بينهم ، بعد أن ظهرت أجيال جديدة أخذت بزمام الأمور وتغيرت معالم الأشياء ) .

    إذن بشهادة الطيب صالح نفسه : إن المجتمع في أدبه يبدأ متماسكا ثم يبدأ في التفكك . يبدأ المجتمع بعبارة الم}لف ( منتميا ) وليس العكـس . ففـي قصـة ( دومة ود حامد ) كان مجتمع القرية منتميا بكل ما يمكن أن تحمله الكلمة من معانى الانتماء إلى درجة أن السكان كانوا على استعداد تام للموت دفاعا عن الدومة التى كانت تمثل إنتماءهم الروحى والعقائدى والمكانى . وفي ( عرس الزين ) كذلك يظل المجتمع متماسكا ومنتميا فهو امتداد للمجتمع فـي ( دومـة ود حامد ) ولم تظهر عليه أي تصدعات أو حالة من حالات التفكك الاجتماعى . فالوعى الفردى كان متطابقا مع الوعى الجماعى رغم التناقضات الداخلية التي تعيشها طبقات المجتمع . وكان ( الزين ) رمز الحب الذى يوحد بين عوالم القرية المختلفة . كان الزين منسجما مع محيطه الاجتماعى ومتوحدا مع سيمفونية الحياة في ( ود حامد ) . فلذلك كان على النقيض تماما من شخصية وملامح لا منتمى كولن ويلسون . لقد جعل الطيب صالح الزين شخصية كلها قلب بلا عقل . فالعقل بذرة إنقسام الوعى الانساني بين الذات والوجود ، أو قل بين الفرد والجماعة . وكلما كان هذا الانقسام حادا كلما أدى ذلك إلى زيادة الاحساس بالتناقض بين الفرد والمجتمع وبالتالى إلى الرفض والتمرد . وربما دفع هذا الاحساس بالتناقض يصاحبه إلى الجنون أو الانتحار ، كما حدث لبعض نماذج كولن ويلسون اللامنتمية .

    وفي ( موسم الهجرة إلى الشمال ) تبدأ أول مظاهر التفكك في البنية التقليدية للمجتمع وذلك مع دخول المستعمر الانجليزى وبداية التعليم على الطريقة الغربية ، وبإنتشار التعليم يبدأ الوعى الفردى على مستوى الطلائع في البروز والتمايز عن الوعى الجماعى المحافظ ممهدا الطريق لظهور أفكار جديدة . وكان مصطفى سعيد بطل رواية ( موسم الهجرة ) من اوائل من تلقوا التعليم على الطريقة الغربية . ولكن بالرغم من ذلك يصعب علينا وصفه باللامنتمى بالمفهوم الفلسفى والاجتماعى الذي يقصد إليه كولن ويلسون . صحيح أنه نشأ يتيما ، فقد مات أبوه قبل أن يولد ، ولم يكن له أخوة وكانت أمه كأنما شخص غريب جمعته به الظروف صدفة في الطريق . وصحيح أنه كان يحس إحساسا دافئا بأنه حر ، بأنه ليس ثمة مخلوق ، أب أو أم يربطه كالوتد إلى بقعة معينة أو محيط معين .

    ولكن بالرغم من كل ذلك كان لمصطفى سعيد هدف ، كانت له قضية . كانت قضيته وكان هدفه ، تحرير بلده من الاستعمار ولكن بطريقته الخاصة ، وهذا هو مخور الرواية . لذلك لم يكن صدفة أن ولـد مصطفـى سـعيد فـي 16/8/1898 . وهو نفس اليوم الذي أكمل فيه القائد الانجليزى كتشنر غزو السودان . لقد جاء مصطفى سعيد إلى أوروبا في مهمة محددة . جاء غازيا مستعمرا ولكن بطريقة أخرى . جاء ليحرر افريقيا كلها بفحولته وتفوقه الجنسى على الأوروبى . كان يعتقد أنه بذلك ينتقم لبلده ويرد الاعتبار لكرامته المسلوبة . كان رئيسا لجمعية الكفاح لتحرير افريقيا . وكان ينتمى إلى مدرسة الاشتراكية الفابية . كان يكتب عن الاقتصاد المبنى على الحب لا على الارقام وأقام شهرته بدعوته الانسانية في الاقتصاد . ألف مجموعة من الكتب لكشف مساوئ الاستعمار مثل : اقتصاد الاستعمار ، الاستعمار والاحتكار ، الصليب والبارود ، واغتصاب افريقيا . هكذا كانت سيرة مصطفى سعيد في لندن وعندما عاد إلى السودان واستقر بقرية ( ود حامد ) كانت له مساهمات مقدرة في تطوير مجتمع القرية عبر عضويته في الجمعية التعاونية حتى قال عنه محجوب أحد شخصيات الرواية أنه لو كان في الدنيا عدل واعتدال لاستحق مصطفى سعيد أن يصير رئيسا لوزراء السودان . كل هذه الملامح الأساسية من سيرة مصطفى سعيد ، تجعلنا نعيد النظر في قول مؤلف الكتاب بأن ( مصطفى سعيد فشل لأن تجربته كانت بلا منهج بلا هدف ولأنها فقدت الوازع الدينى والأخلاقى ) .

    أما إذا وصلنا إلى رواية ( بندر شاه – ضو البيت ) نجد أن التطور الاجتماعى وصراع الاجيال قد تبلور أكثر وبدأت شخصيات الطيب صالح تحس لأول مرة بأن الدنيا من حولها قد تغيرت وبدأت تحس بأن المجتمع القديم الذي ألفته بدأ في التفكك والتراجع أمام أجيال جديدة وقيم جديدة . وقد عبر الطيب صالح عن هذا التحول الاجتماعى بقوله : ( الشخصيات التي بدأت في عرس الزين ، عادت مرة أخرى في بندر شاه وهم يشكون آلام الظهر والمرض وقد بدأت قبضتهم تضمحل على القرية وتتفكك الروابط بينهم بعد أن ظهرت أجيال جديدة ، أخذت بزمام الأمور وتغيرت معالم الأشياء ) .

    ولعله لهذا السبب يصف الرواية بقوله : ( أن بندر شاه ، تصور إلى حـد ما عالما مضاعا) ولكن ما هو هذا العالم المضاع ؟

    أنه عالم القرية البرئ المتماسك الذي شهدناه في قصة ( دومة ود حامد ) ورواية ( عرس الزين ) و ( موسم الهجرة إلى الشمال ) ثم افتقدناه فـي روايـة ( بندر شاه ) . إلا أن الاحساس الذي تشعر به الشخصيات في رواية الطيب صالح يختلف عن الاحساس باللامعنى وعبثية الحياة الذي يحسه لا منتمى كولن ويلسون . أنه الاحساس بالتحسر على ( أيام زمان ) الجميلة التي عاشتها في دومة ود حامد وعرس الزين وموسم الهجرة إلى الشمال وهو احساس طبيعى تحسه الاجيال القديمة كلما تقدم بها العمر وتخلت عن مراكزها للاجيال وهذه هي كما يقول الطيب صالح ( مشكلة التغيير والتقدم التي تواجه السودان ككل ، فنحن بالطبع نريد الاشياء المادية التي تنتجها الحضارة ولكننا احيانا ندفع أكثر مما يجـب 000 ورواية ضو البيت ، بندر شاه ، تبحث عن الثمن الذي ندفعه وهل يستحق !

    إذن حسب تدرج الصراع الدرامي والتطور الاجتماعى في قصص وروايات الطيب صالح ، فإن الشخصيات تبدأ منتمية في دومة ود حامد وعرس الزين وإلى حد ما في موسم الهجرة ثم تبدأ بالاحساس بفقدان هذا الانتماء نتيجة للتغيير الاجتماعى في ( بندر شاه ) . وما ذكره المؤلف من أنه كان من المفترض أن تتحول الشخصيات في بندر شاه ، من شخصيات لا منتمية إلى شخصيات منتمية غير صحيح تماما بل هو صورة مقلوبة أو معكوسة للتطور الطبيعى للشخصيات في أدب الطيب صالح .

    ولكن المؤلف يكشف عن السبب الحقيقى الذي جعله يفتـرض افتراضـا لا إنتماء الخشصيات في أدب الطيب صالح في نهاية الفصل السابع والأخير من الكتاب بقوله : ( إن المجتمع الذي تحدث عنه الطيب صالح اتجه الآن إلى بلورة مشوع نهضوى ذا نهج حضارى اسلامى وبنجاح هذا المشروع تكون قد ودعنا عهد اللامنتمى وعهد التحول والانتقال ، فهل يكتب الطيب صالح في فترة الانتماء الكامل إلى نهج ودين وهوية ) .

    وليس لدينا تعليق عليه ما ذهب إليه المؤلف أكثر من القول إنه اسقاط سياسي وانتهاك صارخ لخصوصية العمل الأدبى . فالنقد الأدبى يقوم على دراسة النص الأدبى حسب منطقه الداخلى وليس على الاسقاط المتعمد من الخارج للآراء السياسية والمذهبية للناقد .






    عبد المنعم عجب الفيا

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 02-19-2005, 02:16 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya05-30-04, 07:07 PM
  Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح aboalkonfod05-31-04, 08:52 AM
    Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح mutwakil toum05-31-04, 11:30 AM
      Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح حبيب نورة05-31-04, 12:24 PM
        Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya05-31-04, 06:58 PM
      Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya05-31-04, 06:54 PM
    Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya05-31-04, 06:52 PM
      Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Muhib05-31-04, 07:23 PM
        Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya06-01-04, 03:57 AM
          Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح atbarawi06-01-04, 11:31 AM
  Re:الي عطبراوي Agab Alfaya06-02-04, 04:09 AM
    Re: Re:الي عطبراوي mutwakil toum06-02-04, 04:56 AM
      Re: Re:الي عطبراوي Saifeldin Gibreel06-02-04, 08:01 AM
        Re: Re:اللامنتمي في أدب الطيب صالح جورج بنيوتي06-02-04, 03:47 PM
          Re: Re:اللامنتمي في أدب الطيب صالح Agab Alfaya06-04-04, 02:22 AM
        Re: Re:الي عطبراوي Agab Alfaya06-04-04, 01:58 AM
  Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح omar_ragab06-02-04, 10:44 PM
    Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Shams eldin Alsanosi06-03-04, 03:15 AM
      Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح mutwakil toum06-03-04, 04:22 AM
      Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya06-04-04, 02:30 AM
    Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya06-04-04, 02:27 AM
  Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح الجندرية06-03-04, 08:08 AM
    Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya06-04-04, 02:36 AM
  Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح الرايق06-03-04, 08:43 AM
    Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح mutwakil toum06-03-04, 12:31 PM
      Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Muhib06-03-04, 10:22 PM
        Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya06-04-04, 02:48 AM
      Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya06-04-04, 02:44 AM
    Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya06-04-04, 02:40 AM
      Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح mutwakil toum06-05-04, 04:19 AM
        Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya06-10-04, 03:33 AM
          Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح mutwakil toum06-10-04, 04:03 AM
  Re: صدقت يا متوكل Agab Alfaya06-12-04, 03:55 AM
  Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya06-13-04, 07:48 PM
  Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح مناهل محمد الحسن06-17-04, 08:09 AM
    Re: بين الطيب صالح اشنوا اتشيبي Agab Alfaya06-18-04, 06:36 PM
  Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح الرايق06-17-04, 06:04 PM
    Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Agab Alfaya06-18-04, 06:38 PM
  Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Yasir Elsharif06-17-04, 10:59 PM
  Re: لقد صدق حدسك يا دكتور ياسر Agab Alfaya06-18-04, 05:42 PM
  Re: لقد صدق حدسك يا دكتور ياسر Agab Alfaya06-18-04, 05:46 PM
  Re: خالد موسي دفع الله ..يتحدث Agab Alfaya06-19-04, 02:36 AM
    Re: خالد موسي دفع الله ..يتحدث mutwakil toum06-19-04, 03:00 AM
      Re: موقف نادر وشفافية متناهية Agab Alfaya06-24-04, 03:26 PM
  Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح haleem06-19-04, 09:13 AM
    Re: اللامنتمي في ادب الطيب صالح Muhib06-19-04, 09:01 PM
    Re: ماذا قال الطيب صالح عن اختفاء م.س Agab Alfaya06-24-04, 02:52 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de