الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 06:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2004, 01:57 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: TahaElham)

    وضح من حديث نجيلة، أن في البادية مشاهد أنثوية، وحسنا أنثويا، من النوع الذي يثير خيال الشعراء. خاصة، القادمين منهم، من مدن الوسط، التركية المنشأ، كالعباسي، والناصر قريب الله. ووضح من حديث نجيلة، أن نساء البادية يمضين كثيرا من الوقت في الخلاء، بمفردهن. فهن نساء يتمتعن باستقلالية كبيرة، وبنوع من شدة المراس، وربما شيء من ندية للرجال، لا تعرفه، بذات القدر، نساء المدن في السودان الأوسط. ويحرك كل ذلك المخيال "العربسلامي"، الشعري، وذلك بما يعيد من مشاهد، ورد ذكرها في كتاب الأغاني، وغيره من كتب التراث العربي القديمة. خاصة بعد أن أخذت الحياة العربية تنفلت، قليلا، قليلا، من قبضة الطهرانية الدينية، لتتلمس طريقها في فضاءات الفن والجمال، التي لا تزدهر إلا في أطار معقول من الحرية، والسماح.

    ورد في شعر الناصر قريب الله، ما يشير إلى حرية المرأة، البدوية النسبية، واستقلالها النسبي، وبقاءها منفردة في أحضان الطبيعة، بعضا من يومها، كلما سنحت لها سوانح العمل، الذي تشارك فيه الرجال، في كثير من الأحيان. خاصة في أمور مثل، رعاية البهائم، وجلب العلف، والإحتطاب للوقود، وجمع الثمار البرية، وغير ذلك. قال الناصر قريب الله في قصيدته الشهيرة، "أم بادر":

    وفتاةٍ لقيتها ثَمَّ تجني، ثمرَ السنطِ في انفراد الغزالِ

    وقد أكد حالات الإنفراد هذه،الأستاذ، حسن نجيلة، في سياق آخر، حين حكى عن بدوية وجدها هو وصديق له، بمفردها، في الفلاة. وقد سألت نجيلة، بجرأة، حين رأته بهيئته المدينية على ظهر جمل، إن كان يُحسن ركوب الجمل. واقترحت أن يتسابق ثلاثتهما. وكان أن سبقتهما، وبمسافة كبيرة جداً. ويهمني من قصة تلك البدوية هنا، ما جاء فيها من وصفٍ حيٍ، خطه لها قلم نجيلة. فقد اتسم ذلك الوصف بانفعالٍ انسانيٍ، عفوي، يأسر من يقرأه. كما اتسم وصفه بحريةٍ، وتلقائيةٍ، أظهر فيهما نجيلة، تخففاً كبيراً من قيود الطهرانية، الدينية، النصوصية، المؤسسية.

    كتب نجيلة في صفحة 119 من كتابه المشار إليه، عاليه، ما يلي:

    ((وفجأة ونحن نعلو كثيبا أغبر، برزت لنا فتاة على جملٍ (أصهب). وقد أحست بنا فتوقفت عن المسير لترى من القادم. وللبدويين فضول عجيب في تسنم الأخبار والتعرف إلى كل جديد حولهم. وعرفنا الفتاة، إنها الغفل، لفت ثوبها على خصرها في إحكام وتركت رأسها وعنقها وجانبا من صدرها دون دثار. ونهداها يمرحان في حرية فهي لا تلبس قميصا كأكثر البدويات، وسال شعرها على سالفتيها، وامتدت ساقاها السمراوتان المكتنزتان على عنق البعير والتفتا متعانقتين.. وفي يدها اليمنى سوط، ليس للرقص هذه المرة، وإنما لتحمل به الجمل ليغذ بها السير.

    وعجبت ماذا تريد في هذا المكان منفردة؟ وسالها صديقي بعد أن حياها وسألها عن وجهتها، وكان بطبيعة حياته الطويلة بينهم، يعرف أهلها، وهي أيضا تعرفه. أجابت، بعد أن ردت التحية .. ضل بعير أهلي وأنا أبحث عنه. ـ قالت هذا في بساطة ويسر ـ ونظرتُ إليها ملياً، وأنا أعجب في نفسي لفتاة دون العشرين تؤدي كل هذه المهام، فهي بالأمس حول البئر تعاون في سقي الإبل وتعدو حولنا هنا وهناك، مغبرة لاهثة ـ وهي الآن وحيدة في القفر تبحث عن بعيرٍ ضال.. وهي في ساحات المرح راقصة بارعة تحتفي بجمالها وتجلوه لتأسر قلوب الشبان من حولها، وهي أمامي الآن فتاة اقرب إلى الفتي، شدة مراسٍ، وبأسٍ لا تخشى الوحدة في القفر فتجوبه منفردة)).. انتهى نص حسن نجيلة.

    مشهد هذه الفتاة، كما صوره قلم نجيلة، ومقارنته لحالها، وهي تساعد على السقيا حول البئر، ثم وهي تضرب في قلب الصحراء، بمفردها، بحثا عن جمل ضال، ثم وهي متزينة، في أبهى زينتها، راقصة، بارعة، في حلبة الرقص، شاحذةً حد أسلحتها الأنثوية، لاصطياد قلوب فتيان القبيلة، إنما يشير إلى كثير من المعاني الإنسانية، في الثقافات الفطرية، التي تسمح للمرأة بالنمو الطبيعي، على مختلف الأصعدة. فهي فارسة شديدة المراس، تضرب في الصحراء، بمفردها، بحثا عن بعير ضال، وهي في احتفالات الحي، أنثى شديدة الوعي بأنوثتها، ترقص في الحلبة، بكل ما يرسله الجسد الأنثوي، الراقص، من رقة، وجاذبية. ويعيد كل ذلك، إلى الأذهان، صرخة الحياة الطبيعية، المدوية، التي سبق أن أطلقتها ولادة بنت المستكفي،من حوالي ألف عام، حين قالت بشموخ، واعتداد أنثوي مخيف، تلك القولة، "الفيمينزمية" المبكرة، التي خلدها لها التاريخ:

    أنا والله أصْلُحُ للمعالي، وأمشي مشيتي، وأتيه تيها
    وأُمْكِنُ عاشقي، من صحن خدي، وأُعطي قبلتي من يشتهيها

    الشاهد، أن البادية الغربية، قد قدمت، هي الأخرى، مرتعا لأولئك الشعراء، الذين ضاقوا بوطأة الإختناق في أزقة المدن "العربسلامية" في السودان الأوسط. إذ اكتشفوا حين أوغلوا فيها، عالما آخر، ظل خارج وعيهم المديني، المسور، بتقاليد المحافظة، وحبس النساء في الخدور، ونصوص الفقهاء، اللاصقة على بقايا جدران مدن الوسط التركية المنشأ، والهوية. وجدوا في البادية، عالماً ملؤه الجمال، والسحر، والشاعرية. وجدوا عالما بكرا، نضرا،طازجا، وملهما للخيال الشعري. وربما وجدوا فيه استجابات، وأن قلت، لقرصات الجوع الحسي، الذي تأكل ناره حشاشات الشعراء والفنانين المغتربين بفنهم في بقايا حواضر التركية الراسفة في مخلفات أغلال طهرانية الفقه المظهرية.

    وجدوا في مهامه البادية القفر، جمالا، ومراحا، وبراحا، وغموضا، وفضاء ممتدا للمغامرة. قدمت لهم البادية، ببساطة حياتها، وتلقائيتها، وسلاسة مسلك نسائها، واستقلالهن، وجمالهن غير المحجوب، نوعا من الغذاء الروحي، ـ وأقول الروحي، هنا، (بكل قوة عين). وهو زاد يحتاجه الفنان، وتهفو إليه نفسه. فالفنانون، والشعراء، يتعطشون للجمال البشري، المتمثل في هيئة الأنثى. والكلف الإنساني، بالجمال وغامض دلالاته، المندغمة، في مسند الجسد الأنثوي، ليس شأنا سودانيا، أو عربيا، أو إسلاميا، وإنما هو شأن أنساني، وقد ارتبط بالفن يوم أن وُلد، وبقي معه حيثما وُجد، ولسوف يبقى معه، إلى يوم يبعثون. ولعل من غرائب انتصارات الفن على الطهرانية، الكنسية، المتزمتة، رسومات النساء العاريات في أحضان الطبيعة، التي أبدعتها أنامل رسامي عصر النهضة، من الرواد الكبار الذين تحايلوا على القيود، بطرق المواضيع الدينية، التي كانت مفروضة عليهم، على كل حال.

    لقد ارتبط الفن بالجمال، وبالحس، وبالجنس، وبالشهوة، وبدلالات كل أولئك، الإعلائية، الترميزية، المنفتحة على عالم المعنى، كما هو ظاهرٌ في النسيب الصوفي، الذي لا ينفصل فضاؤه العرفاني، عن مشاهد الحس، وما يتصل به من أخيلة نفسانية. ومن لا ينظر إلى الفن، شعراً، كان، أم غناءً، أم رسماً، أم نحتاً، إلخ.، من غير أن يستصحب معه، كل هذه الإرتباطات المعقدة، المتشابكة، التي أشرت إليها، عاليه، فهو إنما يتحدث، في حقيقة الأمر، عن شيء هلامي معلق في الهواء، لا علاقة له بالإنسان، أو بعالمنا هذا. وهنا يكمن مأزق "الطهرانية" Puritanism في كل تجلياتها التاريخية، التالد منها، والطريف.

    يواصل نجيلة حكيه عن يومياته مع العباسي حين يجيء في زيارة البادية، فيقول، في صفحة 173:

    ((وكانت نساؤهم وبناتهم من حولنا، في براءة يتقدمن إلى الشيخ العباسي ويقبلن يده في إكبار واحترام. ولقد ذكرت في كتابي (ملامح) كيف كنت أعابثه بشعر الشريف الرضي، كلما قدمت حسناء فارعة القوام ممشوقة القد، فتهوي إلى يده لتقبلها، فأنشده في صوت خفيض والسرور يشع على وجهه المشرق:

    أهوى لتقبيل يدي، فقلت: لا! بل شفتي

    ويشاركني الإنشاد لأبيات أخرى للشريف الرضي، في مثل هذا الموقف:

    ومُقَبِّلٍ كفِّيْ، وددت لو انه، أوما إلى شفتيَّ بالتقبيلِِ (تُقرأ "لو انه" بتخفيفٍ شديد)
    جاذبته طُرَفَ الكلامِ وبيننا كِبْرُ الملولِ، وذلةُ المملولِ
    من لي به، والدارُ غير بعيدةٍ، من دارهِ، والمالُ غيرُ قليلِ؟

    ولا شك أن اتفاقا من نوع ما، قد نشأ بين نجيلة، وبين العباسي، وهم يخوضان غمار تجربة عيشهما معا في تلك البيئة البدوية، الكردفانية، الشمالية. أعني اتفاقا أصبحا بموجبه، يُسَارَّانِ بعضهما بعضا، بلا كثير كلفة، أو حياء، أو تحفظ. أي أن حالة من المكاشفة، قد حدثت بينهما، أصبحا لا يستحيان معها، من التفكير بصوتٍِ مسموع، أمام بعضهما بعضا. وأكاد أجزم أن نجيلة فد أخفى أموراً، كثيرة أخرى، ربما لم يجد الشجاعة الكافية لإثباتها في كتبه. أو أنه رأى أنه ليس من المستحسن، (إجتماعيا) إثباتها.

    ويمضي نجيلة ليورد الأبيات الرقيقة، التالية، عن العباسي، وهو يصور ما تجلبه له تلك الزيارات من أنس:

    إن زرت حياً طافت بي ولائده، يفدينني، فعلَ مودودٍ، بمودودِ
    وكم برزن إلى لقيايَ في مرحٍ، وكم ثنيْنَ، إلى نجوايَ، من جيدِ
    لو استطعن، وهن السافحات دمي، رشفنني، رشفَ معسولِ العناقيدِ

    أما الناصر قريب الله، فقد دس ما جرى بينه وبين الكاهلية، التي وجدها تجني ثمر السنط في انفراد الغزال، في تلافيف قصيدته الشديدة الروعة، "أم بادر". قال الناصر:

    وفتاةٍ لقيتها ثَمَّ تجني، ثمر السنط، في انفراد الغزالِ
    تنمح الغصن، أسفلَيْ قدميها، ويداها في صدرِ آخرَ عالِ
    فيظل النهدان في خفقان الموجِ، والكشح، مفرطٌ في الهزالِ
    شاقني صوتها المديد تنادي، والعصافير، ذاهبَ الآمالِ
    إلى أن يقول:
    فجزا الكاهليةَ الحبُّ عني، ما جزتني، عن جرأتي، واتصالي

    ولكي يتيسر لنا مزيد من الفهم لطبيعة ذلك المسرح، التي ربما غايرت طبيعته، طبيعة مدن الوسط، نعود إلى نجيلة..

    حكى نجيلة، في صفحة 91، من الكتاب المشار إليه، عاليه، عن إمرأة عاشقة، شاعرة، مات عنها زوجها في حادث شجار قبلي. وقد كان يختلف إليها في خبائها:

    ((لست أنسى ما حييت تلك الشادية المحبوبة التي كانت تنشيء الأغاني في سهولة ويسر وفي نظم منسق يدل على الفطرة السليمة والموهبة الخارقة .. زينة بنت معافي، وقد علمت أنها ما تزال حية وإن نال منها الكبر ـ ، سنة الحياة.. وكنت أُلِمُّ بخبائها كلما احسست بإنقباض ووحشة.. أحبًّتْ رجلاً، واسعدتها الأقدار فتزوجت به، ونعما معا ثم قُتل في حادث مفاجيء مؤلم.. ووهبت حبه، وذكراه حياتها فلم يدخل قلبها رجل آخر، وذوبت مشاعرها في أغانٍ موجعةٍ تذكر فيها حبها الذي ومض في حياتها كبرق خاطف واختفى.. ووجدت في الأغاني التي كانت تبعثها جياشة تنفيسا لما تعاني من حزن عميق. وكنت إذا جئت دارها تلقاني أبوها أو أخوها، أو أمها في ترحاب بالغ صادق، وأسرعت هي إليَّ محتفيةً وجلسنا معا.. وليس في البادية هذا الإنفصال الذي يتميز به المجتمع عندنا. فالمرأة تستقبل زوار زوجها أو أخيها وترحب بهم وتكرمهم، وقد يجلسون جميعا معا. فالدار واحدة وليس بها غرف منفصلة فلا خشية ولا سوء ظن)).. انتهى ص. ص. 91-92.

    واضح أن هذه البيئة، التي وصفها نجيلة، هنا، فيها كثير مما هو مختلف عن بيئة مدن الوسط، التركية المنشأ، المكبَّلَة بكثير من أخلاقيات النصوصية الفقهية. ولذلك، فيمكن القول، وربما باطمئنان شديد، أن كلف العباسي، والناصر قريب الله ببيئة بادية شمال كردفان، قد مثلا رغبة، في التخفف من قيود مدن الوسط. فالهجرة، أو "الهرب" وفق منطوق مقترح الأخ الدكتور عبد الله علي إبراهيم، لم يكن، صوب الجنوب، وحده، من جماعة الغابة والصحراء. وإنما صوب الفضاء المتفهم للطبيعة البشرية، والصديق للفن، ولروح الفنان. وهذا البراح الإنساني، متوفر على نحو ما، في حياة الجماعات الرعوية البسيطة، ممن لم تفسد عليهم مؤسسات الفقه الرسمية، أسلوب حياتهم، بخلقها نمطا للعيش عقيما، خانقا، ومفتعلا.
    وهذا المتنفس كان متوفرا في الريف البدوي الذي أحبه كل من العباسي، والناصر. وهو نفس الريف الذي هفا إليه قلب المجذوب، واستلهمه جماعة الغابة والصحراء في رجعاهم السنارية.

    لقد أدخلت حواضر الوسط، التركية المنشأ، روحا جديدا على الحياة السودانية. روح لم تعرفه نساء الريف، في حياة الوسط. فالنساء في إقليم السودان الشمالي، لم يكن في يوم من الأيام، نساء خدور. بل قد كن نساء حقول، وسباحة في النيل، وعبور له إلى الجزائر، المتقطعة هنا، وهناك، في وسطه، سقيا للزرع، وجلبا للعلف، ومشاركة في كل جزئيات صناعة الحياة. وهذه التقاليد القديمة، في شأن الحرية النسبية للمرأة السودانية، تقاليد متجذرة، في دولة سنار، وقبلها في الدويلات المسيحية، ورجوعا حتى العهدين المروي، والنبتي. والردة التي لحقت بالمرأة السودانية، في حواضر الوسط، بفعل نمط الحياة التركي، قد تكررت مرة أخرى، على أيدي التيارات الفكرية، الطهرانية، المتزمتة الوافدة، مما مثلته الجبهة القومية الإسلامية، في كل أطوارها، منذ أن صدعت، بخطباها السلفي، الإقصائي، المنبت الجذور عن تربة السودان. وفد بلغت تلك الردة أوجها، علي أيدي الجبهة القومية الإسلامية السودانية، إبان حقبة نميري الأخيرة، وفي بدايات حكم الإنقاذ الحالي، حين أصبح من واجبات الشرطة أن تسأل أي رجل وإمراة ضمتهما مركبة، أو جمعهما مجمع، عن وثيقة زواجهما، أو ما يثبت أنهما من ذوي المحرم!! ورغم ذلك الكلف السلفي، والتمثل للنموذج السعودي، فقد خرجت الحياة السودانية، من براثن الغول الإسلاموي. فوقف مبهوتا، محتارا.

    الشاهد أن البراح، والسماح، وكفل حق النمو للأفراد، دون تعمد للحفر في ضمائر العباد، ودون ارتباك أمام ما هو أصلا، من طبيعة الحياة، خاصية تغلب عليها الروح الإفريقية. وما من شك، أن إسلام إفريقيا، لم يعد هو إسلام جزيرة العرب. لقد روًّض الأفارقة إسلام الصحراء، ومَدَّنُوه. فعلوا ذلك وهم يأخذونه من أيدي المتصوفة، لا من متون الفقه الصفراء. وهذا حديث ربما طال، وأتركه حين أجد الوقت لزيارة مالي، وتمبكتو القديمة، وربما بعض الفضاءات السنغالية، والموريتانية..

    حين أعود سأعقب على ما تفضل به الدكتور عبد الله علي إبراهيم من ضرورة خلق مساحة للسماح في داخل الثقافة العربية الإسلامية، به تتسع دوائر الحرية الشخصية، والحرية السياسية، بدلا من "الهروب" إلى أفياء الثقافات الأخرى. وهذه دعوة سديدة، رغم ما يمكن أن يساق فيها من ملاحظات، لا تمس جوهرها كثيراً. وبالتالي لا تنقص من قدر تلك الدعوة. وهذا يجر إلى الساحة، وبالضرورة، فكر الأستاذ محمود محمد طه، الذي أرى أن الدكتور عبد الله علي إبراهيم، قد تجنب الخوض فيه كثيرا.

    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 04-20-2004, 01:59 AM)
    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 04-20-2004, 02:01 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 03:38 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:04 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:14 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:20 PM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:24 PM
        Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:31 PM
          Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:33 PM
            Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 04:36 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Bashasha04-15-04, 04:47 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-15-04, 08:13 PM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا محمد حسن العمدة04-15-04, 08:24 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Abdel Aati04-15-04, 08:35 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-16-04, 06:20 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-16-04, 11:01 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-16-04, 09:24 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Muna Abdelhafeez04-17-04, 00:22 AM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-17-04, 05:29 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-16-04, 11:56 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا aymen04-17-04, 00:47 AM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-17-04, 05:39 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-17-04, 05:31 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Bashasha04-17-04, 03:37 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-17-04, 06:17 AM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Osman Hamid04-17-04, 09:45 AM
        Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-17-04, 08:07 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Bashasha04-17-04, 09:12 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-18-04, 03:20 AM
      Re: شي عن العنف اللفظي Agab Alfaya04-21-04, 04:56 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Hashim.Elhassan04-18-04, 12:02 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-18-04, 08:08 PM
    Re: صدقت اخي هشام الحسن Agab Alfaya04-20-04, 03:00 AM
      Re: صدقت اخي هشام الحسن هاشم الحسن04-24-04, 03:21 AM
  Re: كلمة انصاف في حق دكتور بولا Agab Alfaya04-19-04, 06:32 PM
    Re: كلمة انصاف أيضاً في حق دكتور عبد الله Muna Abdelhafeez04-19-04, 10:28 PM
      Re: كلمة انصاف أيضاً في حق دكتور عبد الله Agab Alfaya04-20-04, 03:04 AM
  صحبييييي عجب الفيا Maysoon Nigoumi04-19-04, 08:08 PM
    Re: صحبييييي عجب الفيا Agab Alfaya04-20-04, 06:16 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا TahaElham04-19-04, 08:55 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-20-04, 01:57 AM
  Re: الاخ العزيز طه جعفر طبعا دا ما ممكن يحصل Agab Alfaya04-20-04, 02:04 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-20-04, 05:41 AM
    Re: وكيف تكون آلايدلوجيا يا اسامة؟ Agab Alfaya04-20-04, 07:37 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Elmosley04-20-04, 12:43 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-20-04, 07:41 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا AbuSarah04-20-04, 09:09 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Alia awadelkareem04-20-04, 11:03 PM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا haneena04-21-04, 01:30 AM
        Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-21-04, 06:00 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-21-04, 06:06 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-21-04, 05:47 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Bashasha04-21-04, 06:21 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-21-04, 07:27 AM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Bakry Eljack04-21-04, 10:32 PM
        Re: الداعية الجديد ..والغيبوبة الثقافية Agab Alfaya04-22-04, 05:39 AM
  Re: تناقضات الخطابات الثلاثة بين النفي والاثبات ! Agab Alfaya04-21-04, 08:40 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-21-04, 09:56 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا yumna guta04-22-04, 04:24 AM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-22-04, 05:42 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 06:06 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-22-04, 06:50 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-22-04, 07:26 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-22-04, 07:40 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 07:16 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-22-04, 08:21 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا AnwarKing05-25-04, 07:50 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-22-04, 07:28 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا حبيب نورة04-22-04, 07:32 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 07:43 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 08:02 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا hamid hajer04-30-04, 03:24 PM
      Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا samia gasim05-06-04, 11:16 AM
        Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Frankly05-09-04, 06:50 PM
        Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا نصار05-09-04, 06:59 PM
  Re: توضيح لبعض اسباب اللبس Agab Alfaya04-22-04, 03:54 PM
    Re: توضيح لبعض اسباب اللبس حبيب نورة04-22-04, 04:01 PM
    Re: توضيح لبعض اسباب اللبس samia gasim05-06-04, 11:08 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 04:14 PM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Shinteer04-22-04, 06:45 PM
      Re: اقرا مقدمة الكتاب يا اسامة الخواض Agab Alfaya04-23-04, 11:12 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-23-04, 03:01 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 04:26 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-22-04, 04:41 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-23-04, 09:12 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا osama elkhawad04-23-04, 11:30 AM
  مداخلة بسيطة Maysoon Nigoumi04-23-04, 12:26 PM
    Re: عوافي عليك يا ميسون Agab Alfaya04-23-04, 05:57 PM
  Re: الآفروعربية لم تبدا مع الغابة والصحراء Agab Alfaya04-23-04, 01:25 PM
  Re: نداء الي عبد اللطيف الفكي Agab Alfaya04-23-04, 05:47 PM
  Re: تعليق علي سرد الدكتورالنور حمد Agab Alfaya04-24-04, 04:28 AM
    Re: تعليق علي سرد الدكتورالنور حمد Dr.Elnour Hamad04-24-04, 06:52 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Bashasha04-24-04, 06:55 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Dr.Elnour Hamad04-25-04, 00:37 AM
  Re: اسامة الخواض والمغالطة في البديهيات Agab Alfaya04-25-04, 05:14 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا خالد الأيوبي04-25-04, 08:18 AM
    Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا Agab Alfaya04-25-04, 06:03 PM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-25-04, 08:23 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-25-04, 08:39 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-25-04, 08:51 AM
  Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا هاشم الحسن04-25-04, 09:00 AM
  Re: اخي هاشم الحسن..احيك علي هذا المجهود Agab Alfaya04-25-04, 06:11 PM
    Re: حي عني شيخ العرب و أدعه لهذا البوست هاشم الحسن04-26-04, 04:45 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de