|
Re: حي عني شيخ العرب و أدعه لهذا البوست (Re: Agab Alfaya)
|
حُييت يا منعم ونعم، هذا الجزء من حديث د.عبد الله هو بعض من الحوار الذي اجراه السمؤال و أذكر إني نقلته من موقع الأخ ياسر هاشم خليل عن كسلا وألصقته كاملاً في بوست (أبادماك)..ولما لم أتذكر ذلك بليلة الأمس، فقد ألصقت ما في أرشيفي من ملف الأضواء التي يبدو أنها قد نشرت بعض الحوار مما يتعلق بالغابة و الصحراء..تشكر على الإشارة.. حصل خير..السمؤال يعرف إني لا أغمطه حقاً أو أسلمه بدرع.. و على ذكر السمؤال أبو سن..الذي هو عندنا (شيخ العرب)
و (أزرق طويل الباع)
كماهو فتى علم و معرفة مما بمثلها يمتد ثراء هذه المناقشة ...فهلا دعوته لنا مشاركاً بالإضافة الحيّة إذ هو عضو مُقِل في المنبر، جراء تحريه الوثوق لا يفتأ..عليك بالتلفون، فهو جارك.. و شكراً لكما
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة من محمد المكي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
وصلتني هذه المداخلة من الشاعر الكبير واحد رموز الافروعربية او الغابة والصحراء، الاستاذ محمد المكي ابراهيم، تحتوي المداخلة علي تصويب بعض المعلومات الواردة في هذا النقاش.
------------------------------------------------------ أربعة تصويبات
حياك الله يامنعم
إنني كما تعلم صائم منذ أربعين عاما عن الخوض في مسائل الهوية وما يتعلق بالغابة والصحراء.ولكنك تطرح هذا الموضوع بفرادة واقتدار ولا تحتاج مني للنصرة أو المدد فرب رجل كألف ورب ألف كأف.. ككل المناقشات لابد أن يكون في مناقشتكم هذه أخطاء في الوقائع وهذه اسمح لي أن اقدم فيها بعض التصويبات أما أمور الرأي فلا شأن لي بها فالحرية مكفولة للجميع.
التصويب الأول لخطأ :ورد في صدر مقالة الدكتور عبد الله في قوله إنني زرت ألمانيا بدعوة من جمعية الصداقة الألمانية (وطبعا على نفقتها)وليس ذلك صحيحا فقد قامت عائلتي بتمويل الرحلة فاشترت لي تذكرة الذهاب وبقيت معي نقود صغيرة إعاشتي الأسابيع الأولى ومن بعد ذلك اعتمدت على عملي في ألمانيا في تذكرة الاباب ونفقات الإعاشة . والداعي لهذا التصويب أن من يظنني ضيفا على الجمعية يستطيع أن يقفز بسوء ظنه إلى أنني بقيت بألمانيا مستمرئا تلك الضيافة. وواقع الحال أن تلك الشهور كانت تجربة في شظف العيش ومكابدة حياة البروليتاريا القاسية وقد كتبت في ذلك شعرا كثيرا لم أنشره. التصويب الثاني:يتعلق بما ورد في مقال الدكتور من اننا تلقفنا فكرة البدائي النبيل من قراءاتنا الإفرنجية وهذا كلام لا سند له ففي حياتي لم اكتب كلمة تشي بمثل ذلك الاعتقاد بل على العكس قرأت الكثير في نقد الفكرة وتبيان اصلها الكولونيالي.واحب أن أسجل أنني ضمن قلة ممن قرأوا كتابا بعنوان المتوحش النبيل لرسام بريطاني زار السودان عام 1936 واستهجنت تفكيره كثيرا .ولعل الكاتب استظرف اطلاعه على تلك الفكرة وأراد الإفادة من ذلك فالصقها بنا إظهارا لحسن اطلاعه.. وقد احتسبها البعض المعية وعمقا في التفكير ولكنها فكرة شائعة مبثوثة في مؤلفات الغربيين . وإذا كان الغرض من ذلك إظهاري بمظهر الواقع في حب الجنوب افتتانا دون معرفة فذلك قول مردود فقد عرفت وصادقت طلابا جنوبيين منذ مطالع الصبا بحكم نشأتي في الأبيض وسفري الكثير إلى المجلد وابيي(راجع كتابي ظلال وافيال- إذا تسنت لك نسخة منه) والاعتراف بالمكون الأفريقي في هويتنا لا يحتاج إلى الهيام بالجنوب والجنوبيين بل هو تجرد مفصح واعتراف بالحقيقة التي يسعى الكثيرون إلى تغييبها بحجة نقائهم العرقي وارتفاع أنسابهم إلى العباس وبنيه.وكان صديقنا المرحوم الفاتح التجاني (رحمه الله) من أوائل من عاتبونا عن مقولتنا في الدم الأفريقي في كلمة له منشورة بالرأي العام قريبا من عام 1963-إن الاعتراف بان جدتك من الفور أو النوبا او الدينكا لا يحتاج منك أن تكون مفتونا بحب الجنوب وان ترى أهله بدائيين نبلاء.وليس في آثار مدرسة الغابة والصحراء أيام حيويتها ما ينم عن نزعة كهذه بتاتا-لاعندي ولا عند زملائي شعراء الغابة والصحراء.
التصويب الثالث:يتعلق بكلمة للناقد والشاعر أسامة الخواض يقول فيها أنني توهمت أن للجنوب ثقافة واحدة وليس عدة ثقافات.وكان جديرا به من باب حسن الظن أن لا ينسب إلى شيئا كهذا فحتى طلاب المدارس يعرفون أن في الجنوب خمسمائة لغة قبلية وان فيه نيليون واستوائيون.أما عن شخصي فقد زرت الجنوب وأنا في سن السادسة عشرة وعشت في مناطق تماس مع الجنوب والجنوبيين.ومن بعد ذلك عملت في أفريقيا وزرت الغالبية العظمى من أقطارها واجتمعت إلى الكثيرين من قادة الفكر والسياسة فيها.واستطرادا أقول أن السوداني الشمالي(على كونه خلاسيا هجينا) إلا انه أفريقي بالكامل وليس اقل قبولا لدى الأفارقة من السوداني الجنوبي أن لم يكن اكثر. التصويب الرابع:أنني منذ صدور كتابي الأول عن أصول الفكر السوداني لم اعد للكتابة في موضوع الهوية أو موضوع الغابة والصحراء ولم أحاول الحصول عنها على براءة اختراع والواقع إنني كنت أجد الموضوع مثيرا للضجر وفيه الكثير من سلخ جلود الناموس ولم يشجعني على المتابعة والخروج عن صمت أربعين عاما سوى كتابات الأستاذ عبد المنعم عجب الفيا التي اعتبرها تطويرا حقيقيا للبدايات الأولى التي حاولنا إرساءها. لقد بدأنا التفكير في هذه الأمور في ألمانيا عام 1962 مع النور عثمان ثم قمت بنقل تلك النار (غير المقدسة) إلى الخرطوم عام 1963 مع المرحوم عبد الحي والشاعر يوسف عيدا بي ومن بعد ذلك جرى ما جرى واختار بعضنا الصمت بينما اختار البعض أن يتخلى عن الفكرة. ولا يعني هذا الصمت أننا بقينا على غرارة الأيام الأولى ولم تتطور مرئياتنا للواقع السوداني أو معلوماتنا عنه. أما الآن فان تلك البدايات قد انضمت إلى المياه الجوفية للثقافة السودانية ووقعت في أيد أمينة مقتدرة تنافح عنها وتبلورها وتطورها وتضعها في خدمة السلام العرقي والثقافي للسودان.جزيت عن الثقافة السودانية كل خير يا عبد المنعم عجب الفيا. محمد المكي ابراهيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شكرا استاذي محمد المكي (Re: Agab Alfaya)
|
لك التحية والتجلة استاذي محمد المكي
لقد قمتم بعمل عظيم وكل يوم يمر تتكشف عظمة ما قمتم به من عمل
وقد اعجبني تعبيرك ان المجادلة في هذه البديهيات من قبيل :
سلخ جلد الناموسة !
فالواقع خير برهان،والحقيقة تحدث عن نفسها كما يقول الانجليز
اما نحن يا سيدي فليس لنا فضل في ذلك وكله من عطائكم،
ولا املك الا ان اشكرك علي ما تفضلت به من كلمات في حقي
جزاك الله عني وعن الجميع مزيدا من الفضل ،بقدر ما قدمت لامتك
ودمت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
سعدت جدا بمداخلة شاعرنا الكبير محمد المكي ابراهيم
وفيها حاول ان يصوبني حين قال : " التصويب الثالث يتعلق بكلمة للناقد والشاعر اسامة الخواض يقول فيها انني توهمت ان للجنوب ثقافة واحدة وليس عدة ثقافات وكان جدير به من باب حسن الظن الا ينسب الى شيئا كهذا فحتى طلاب المدارس الخ "
ارجو شاعرنا ان يكون صدرك رحبا
فنحن لا نتحدث عن اشخاص بقدر ما نتحدث عن ظاهرة ثقافية من حق كل الاجيال ان تقاربه وهذا قانون عام لا يسلم منه اي جيل فمن حق الاجيال الراهنة واللاحقة مثلا ان تقارب تجربتنا
انا اعتقد -كما قلت سابقا- ان الغابة والصحراء تيار تبسيطي ووقع ضحية لطغيان الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي الذي كان يتبنى مفهوم "البدائية"
وكما قلنا سابقا فان مفكرا بقامة محمود محمد طه لم يسلم من طغيان الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي من خلال تبني الاستاذ لمفهوم البدائية
كما ان تيار الغابة والصحراء لم يسلم من طغيان الخطاب الاداري البريطاني الكولونيالي في السودان
وقد تحدث شاعرنا عن حسن الظن وكان مسالة تحليل الخطاب هي مسالة تخضع فقط للنوايا الطيبة
وما قال به امر بعيد عن المقاربة المعاصرة حول تشكل الخطاب والتي ابتدرها ميشيل فوكو وطورها ادوارد سعيد ذلك ان تشكيل الخطاب في الاساس يرتبط بعلاقة التناص وايضا الاستبعاد والنفي في الطرف الاخر
في الاساس فان الخطاب النظري لتيار الغابة والصحراء بسيط واختزالي ولذلك كما قال شاعرنا في مداخلته التي نقلها العجب ان المؤسسين لذلك التيار اما اختاروا الصمت او تخلوا عن الفكرة تاركين الغابة وهي تحترق
ولم يخرج شاعرنا من صمته الاربعيني الا بعد ان شعر خطا ان هنالك من يناصره وذلك بعض من ذهنية بعض مبدعينا الذين يحبون الطبطبة ويسمعون كلام البضحكم على الببكيهم وهذا خسران كبير ومدعاة لمعاتبة النفس
وساعود للحديث عن مفهوم "البدائية" في الخطاب النظري التبسيطي لتيار الغابة والصحراء
وايضا عن مال القراءة الخاطئة من خلال ورقة الفيا كمثال على ان تبرير القراءة الخاطئة لا يمكن ان يقود الا الى اعاده انتاج الخطا
ومثل ذلك كمثل الماشي في الدقداق
وساعود ارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re:هاك التحفة دي يا هاشم ..تذوق الجمال الازرق (Re: Agab Alfaya)
|
تذوق الجمال الأخضر
د0 جعفر ميرغني
على أيام الصغر أذكر ونحن في المدرسة الأولية إذا سئلنا عن جنسيتنا نفرنا من أن نقول " سوداني " لأننا كنا ندرك أن هذه الكلمة قبل أن تكون نسبة قومية هي صفة فيها مس من العنصرية لأن " الرجل الأبيض " هكذا رتب الأمور في أذهان الناس ، أن السود أقل رتبة في درج الحضارة ومقامات الإنسانية ، وأن البيض هم الأرقى ، سادة العالم وبناة الحضارة ، وأن في كونهم بيضا وكوننا سودا سببا من أسباب التفوق .
كنا نظن أن اسم السودان نفسه أسقط علينا من قبل المستعمر على أيام التركية وعلى أيام الإدارة البريطانية المصرية ثم لما تقدمت بنا السن ونعمنا بكرامة الاستقلال وجعلنا نتلمس أصول الثقافة السودانية ونسبر غورها وجدنا أن هذه التسمية قديمة قدم الثقافة السودانية نفسها ضارب إلى السواد . وأنهم كانوا قد أسسوا رأيا قويا وجازما يساند تذوق الخضرة والسمرة والصفرة وسائر مشتقات الألوان الداكنة وهو ما نعرض له ونناقشه في هذا المقال .
كانت البلاد على أيام الفونج تسمى السلطنة " الزرقاء " والزرقة كما هو معروف في كلامنا العربي هنا تعنى " السواد " أما الموروثات القديمة للتسمية فأن العهد القديم من الكتاب المقدس يدلنا على أن البلاد من أيام نبي الله موسى بن عمران كانت تسمى " كوش " .
أذكر من نصوص العهد القديم هنا " ترهاقا ملك كوش " هكذا في النص العبري من الكتاب المقدس ، وفي الترجمة الإغريقية التي أخرجها قديما سبعون حبرا من أحبار اليهود نقلت كلمة " كوش " إلى " أثيوبيا " وقد دل ذلك دلالة بينة وقاطعة أن كوش معناها في اليونانية " أثيوبيا " وأثيوبيا في اليونانية مأخوذة مـن " أثيوب " التي تعنى الشخص الأسفع في كلام العرب ، أو الذي ضربته الشمس حتى أحالت لونه إلى السواد .
كوش اذن معناها الأسفع ، ولو تفكرت معي في بعض مشتقات الكلمة في العامية السودانية الحية لوجدت أن اللفظ له صلة بالتعرض لوهج الحر والاحتراق فالبصلة التي تقلي في الزيت الحار تسمى " كشنه " وعليه في النوبية يسمى النبات الذي يستخرج منه زيت القلية " كوشيه "والكمينة التي تحـرق المخلفـات تسمـى " كوشه " ومن أمثالهم " وريه المكشن بلا بصل " .. يعنى أقله قليا ..
فقد جاءت كلمة السلطنة الزرقاء في عامية السودان العربية اذن ترجمة لكلمة كوش في لساننا القديم مثلما كانت أثيوبيا هي التعبير اليوناني المقابل لكوش أما العرب من خارج السودان فيسمون ما نسميه نحن " أزرق " بالأسود وعليه قالوا في تسمية بلادنا السودان ولم يكن اسما وضعوه علينا بقدر ما هو تعبير بلهجتهم عن الاسم الذي كان قد اختاره أسلافنا وأسلاف أسلافـنا " كـوش " ثـم " السلطنة الزرقاء " .
كثير من عناصر الثقافة النوبية عندنا وفي غير بلدنا ، الأصل في نشأتها البيئة الطبيعية مثل اختيار الملابس المناسبة للطقس ثم تصبح الملابس لطول استعمالها عنصرا ثقافيا يتمسك به أهله حتى لو انتقلوا من بلدهم إلى بلد آخر يختلف في طقسه ومناخه وبالتالي يحتاج إلى لونية مغايرة .
وكثير من عناصر الثقافة قد ينسى السبب الأول في اختيارها وتثبيتها ثم يدعو حب الاستطلاع الطبيعي عند البشر إلى طرح السؤال عنها وعن بدايتها كيف كانت فإذا فشل الناس في الإجابة عنها تاريخيا فأنهم لم يعدموا الإجابة عنها من باب الإبداع القصصي ، والخيال الفني إلى لم إن لم يصب كبد الحقيقة في الوقوف على العلة الأولى للحدث فأنه يتوخى أصحابه ما يناسب مدارك الجمهور ويرضى ذوقهم ويستجيب لمشاعرهم بل ويسعى لتعزيز المشاعر القومية بتحريك وجدان الفرد للتجاوب مع واقعه حتى لا يكاد يقبل الأمور إلا إذا جاءت على شاكلة هواه ، وهنا يدخل العنصر الثقافي في مرحلة جديدة من تمثيل المجتمع له .
مرحلة تجعل من تفسيره وإن كان لا يستند إلى تاريخ دقيق قولا يتوارثه المجتمع ويعتقد فيه الصحة ، ثم ينشئ عنه خيارات شتى وهذا ما حدث بالنسبة لنا في موروثات الألوان وتفسيرها .
جاء في الأساطير السودانية القديمة حسب ما نقله الإغريق الأوائل أن البلاد السودانية إنما سميت " أثيوبيا " نسبة إلى جد السودانيين الأعلى " أثيوب بن بركان " وقد فسرنا أثيوب معناها الأسفع وأما بركان فهو عندهم اسم لاله " النار " أو " الحر " فهي اذن نسبة ما ، إلى الشمس وكان ذلك مطابقا لصنيع ملوك كوش الذين قلما كان الواحد منهم يذكر اسم أبيه فكان يقال لهم " أبناء الشمس " وإذا تذكرنا أن الشمس كانت أقدس المقدسات في تلك الديانات القديمة عرفنا أنها نسبة رفيعة بل ومقدسة .. أن يقال للملك هو " سليل الشمس " .
إذا كانت اليونان قديما نسبتنا إلى " أثيوب بن بركان " فإن أنساب العبرانيين المنقولة في الكتاب المقدس تنسبنا إلى " كوش بن حام " . وإذا كان كوش في العبرية يقابل " أثيوب " فان حام بلا شك يقابله " بركان " وأنت إذا تأملته تجده كذلك فإن جميع مشتقات حام تدل على صلة بالحر والحريق تقول حمى – حمس – يصلى نارا حاميه – ولو ترجمنا ترجمة حرفية يكون اسم الجد الأعلى في تلك الأدبيات هو " الاسفع بن الاتون " والأنسب في الترجمة حسب لساننا العامي المعاصر أن تقول " الأخضر بن الشمـس " أو " الأزرق بن الحــر " . وكلا اللفظين " أخضر " و " أزرق " مستعملان عندنا بتوسع لوصف من كان لونه كألوان السودان وكلا اللفظين " أخضر " أو " أزرق " لا يدل على انتقاص في الموصوف ففي أسماءنا " الأزرق " وفي ألقـاب المشايـخ " أزرق توتـى " و " أزرق طيبه " و " السلطنة الزرقاء " كما ذكرنا .
أما الأخضر فإنه لفظ بارز في قاموس شعار الغزل ووصف الجمال وقد صادفت غير مرة من يستغرب من إخواننا العرب بل ومن السودانيين وصف إنسان بأنه أخضر وقد فات على هؤلاء أن الخضرة في اللغة العربية الفصحى تعنى السواد وكل لون ضارب إلى السواد يجوز لك أن تصفه بأنه أخضر .
ومثلما يقال أخضر بالضاد يصح أيضا أن تقول " أخدر " بالدال . كذلك تقول أمهات كتب بالعربية . جاء في لسان العرب أن " الخدر " و " الخدره " بالدال هي الظلمة الشديدة ويقال " ليل أخدر " بالدال وأخضر بالضـاد . قـال : و " الخداري " السحاب الأسود . ويقال " بعير خداري " يعنى أسود وفتاة خدارية ويقال للبلحة التي تقع من النخلة قبل نضجها " خدره " وهي " الدفيقة " .
ومع توفر هذه المادة بمعانيها في كلام العرب ووجودها في حقيقة حياتهم إذ كان الغالب على ألوانهم قبل التمازج بفارس والروم والسواد والسمرة – لا تكاد تجد ذكر الخضرة بارزا في شعر الغزل الفصيح والنسيب . وهو أمر غريب لكن لما كشفنا عنه وجدنا أن السبب فيه هجر النقاد والرواة لكثير من الأشعار القديمة التي أشادت بالخضرة بل وبالسواد التي لم يعد الذوق في غير بلاد الشمس المتوهجة يرتاح إليها .
جاء في شعر أبي ذؤيب الهذلي وهو جاهلي مخضرم :
يا بيت سوداء الذي يتحبب ذهب الشباب وحبها لا يذهب
وحيثما وجد اسم " ليلي " في الشعر القديم فالغالب أنه كناية عن الخضرة .
أما العرب الذين دخلوا السودان مباشرة منتقلين من حر إلى حر فأنهم ظلوا يعبرون عن الخضرة إلى يوم الناس هذا ، وهذه أغنيات مليئة بذكر الخضرة التي هي في النظرة القومية غير المتأثرة بمؤثرات خارجية كانت أعدل الألوان وأحسنها .
ومن تتبع تصرفات المجتمع التقليدية المتوارثة يدرك جليا مدى إعجاب الناس بالخضرة وميلهم الفطري لها واعتزازهم بها .
كانت المرأة السودانية وهي خضراء اللون بطبيعتها تزيد من تكثيف السواد عليها فهي لا ترى من جسدها موضعا غير أخضر إلا غيرته بلون يضرب إلى السواد ومن ذلك أنها نظرت إلى راحات يديها ورجليها فرأتها بيضاء فغيرتها بالحناء . وقد لاحظنا أن النساء البيض في بعض البلدان المجاورة يتجملن بالحناء التي غالبا ما يكون لونها أحمر – أما هنا فلابد أن تطابق الحناء حتى يصير لونها على الجسد أسود .
ثم نظرت إلى شفتها السفلي فرأت فيها حمرة فضربت عليها الوشم وكذلك لثاتها حتى لا يعرف من شئ من جسدها بلون غير أخضر .
ولمزيد من تكثيف السواد ورغبة في " السفعه " كانت المرأة توالي الجلوس على " حفرة الدخان " كما نسميها . أما الذوق العام في الثياب فكان أحـب الألـوان " ثوب الزراق " المصبوغ بالنيلة وكان يعجب المرأة جدا أن تهد النيلة على جسدها فتزيده خضرة ولما تطورت الصناعة وجاءت الثياب الحديثة كان ثوب " الكرب " الأسود من أحب الثياب .
كان باتريك قنصلا لبريطانيا في الخرطوم في منتصف القرن الماضي وكتب مذكرات شيقة وكتبت زوجته التي كانت برفقته أيضا مذكرات عن تجربتها في الخرطوم فكان مما كتبته أن قالت : أن النساء السودانيات لطيفات وودودات وأنهن عاملنها خير معاملة ، قالت لكني كنت أحس دائما أنهن يرثين لي كثيرا بسبب بياض لوني وقلن لي أكثر من مرة " أنك جميلة جدا لكن لو كان لونك أسود أو أخضر لتم جمالك " .
هكذا أصبح السواد والخضرة آية الجمال والزينة ، حتى إذا أرادت المرأة أن تبين أنها حزينة أو رفضت الزينة كما هو الحال في الحداد اختارت أن يكون شعار الحزن اللون الأبيض لا الأسود .
ثم في الميل إلى الألوان الداكنة والارتياح لها فوق ما ذكرنا باعث نفسي وحسي يتمثل في أن الناس هنا يهربون من وهج الشمس دائما إلى الظلال وكانوا قديما يرملون البيوت من الداخل ولا يضربون جيرا أبيض ولا أصفر بل يدعون لون الرمل كما هو . كما أن سكان البلاد الباردة يسعون وراء الشمس سعيا فاللون الداكن ههنا يمثل واحة خضراء تستظل بها العين في بلد تغلب عليه الأضواء وتسطع شمسه الحامية .
لم تتغير النظرة التقليدية تلك في مسألة اللون إلا عند فئة قليلة من المثقفين على أيام الإدارة البريطانية المصرية وما بعدها بقليل وكان ذلك بسبب المؤثرات الأدبية والفنية التي جعلت أولئك يتذوقون الجمال الأبيض .. وهو ما عبر عنه كاتبنا المبدع الطيب صالح بموسم الهجرة إلى الشمال الذي اغتربت فيه آمال الشباب وأهواؤهم من أبناء تلك الحقبة وكثر بينهم السعي للحصول على زوجة بيضاء .
وهذا يدلك على قوة تأثير الفن والإبداع الأدبي في تغيير أذواق الناس ومع ذلك ظل الأدب القومي متمسكا بمذهبه في تمجيد معطيات البيئة المحلية والحديث في هذا الفصل يطول وقد يخرجنا عن جاده المقال وإنما أوردنا ما أوردنا منه لتأكيد ما للأدب من أثر في تكوين الذوق العام والتحكم في الاختيار . وبه نستطيع أن نتصور كم كان مؤثرا في نفسية الشعب السوداني ما توارثه عبر القرون من فلسفة متكاملة تركز قيمة الخضرة وتبعث على اختيارها فوق كل لون ومن وراء ذلك الحرص على الزواج من الداخل وكان هذا الذوق العام الذي كيف الحس الجمالي عاملا حاسما في التمازج فكلما تحركت دائرة النفوذ الثقافي السوداني جنوبا كان الناس أكثر استعدادا للاختلاط والتزاوج واحرص على اقتناء السلالة النقية " سلالة الشمس " .
ـــــــــــــــــــــــــــ * نشرت بجريدة السودان الحديث - عدد الثلاثاء 12 يوليو 1994
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ الكريم أسامة الخواض لاحظت في مساهماتك العديدة في هذا البوست تكرارك لنقطة لم استطع أن افهم مغزاها بوضوح .. فقد ذكرت في أول مداخلة لك بتاريخ 21-04-2004:
Quote: Quote: ان تيار الغابة والصحراء وقع ضحية لسلطة الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي –ذي التمركز الاوروبي- في تبنيه لمفهوم "البدائية". ولم ينج من تاثير ذلك الخطاب مفكر انساني مثل الاستاذ محمود محمد طه وسنبين ذلك في حينه. |
ويلاحظ أنك ابتدأت مداخلتك تلك بتنصيص َQuote مما يوحي بأن النص مثبت في موقع سابق لم أعثر له على أثر .. ثم كررت العبارة في نفس الرسالة حينما قلت:
Quote: ويعود ذلك في جزء كبير منه كما ا وضح ذلك مقال عبد الله على ابراهيم الى ان تيار الغابة والصحراء وقع ضحية لسلطة الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي –ذي التمركز الاوروبي- في تبنيه لمفهوم "البدائية". ولم ينج من تاثير ذلك الخطاب مفكر انساني مثل الاستاذ محمود محمد طه وسنبين ذلك في حينه. |
وتلاحقت مساهماتك الأخرى وفيها اصرار على تكرار العبارة من دون أن تقدم مزيدا من الشرح لها أو التدليل على صحتها.. فقلت في مساهمتك الأخرى بتاريخ 21-04-2004:
Quote: اما بخصوص مقال عبدالله على ابراهيم فاعتقد ايضا ان الورقة لم توفق في فهم منطق المقال القائم كما قلنا على فضح العقلية الشبه استشراقية للخطاب النظري لتيار الغابة والصحراء ووقوعه اسير الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي والذي لم يسلم من سلطته حتى الاستاذ محمود محمد طه |
وأعدت انتاج العبارة بصيغة أخرى يوم 22-04-2004 حينما ذكرت:
Quote: وايضا اهمية الامر تنبع من ان العجب الى الان يتهرب من التعليق على ما قلته عن تاثير الخطاب الانثربولوجي الكولونيالي في الصياغة النظرية المتهاكلة لتيار الغابة والصحراء من خلال مساهمة محمد المكي ابراهيم تاثيرالخطاب الانثربولوجي حتى على" الخطاب المحمودي" |
وأضفت:
Quote: اعتقد ان النور حمد تنبه الى ما قاله عبد الله على ابراهيم حول عسف الثقافة العربية الاسلامية ومساهمة الخطاب المحمودي في مناهضة عسف تلك الثقافة
واتمنى من النور حمد ان يتحدث لنا عن موقع الخطاب المحمودي من تيار الغابة والصحراء باعتبار ان الخطاب المحمودي في حدود الفهم العام له يندرج ضمن "الصحراء" |
وفي يوم 23-04-2004 تواصل المسلسل فذكرت:
Quote: والتي اعتبرها عبد الحي كاساس لتيار الغابة والصحراء ثم نقدها عام 1985 حين تحدث ان المجذوب كان يتحدث عن الجنوبي كبدائي نبيل. وهذا كما ذكرنا اثر من سلطة الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي والذي اثر حتى في مفكر بقامة الاستاذ محمود محمد طه. |
ثم أتت مساهمتك الأخيرة اليوم 26-04-2004 بنفس التقرير:
Quote: وكما قلنا سابقا فان مفكرا بقامة محمود محمد طه لم يسلم من طغيان الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي من خلال تبني الاستاذ لمفهوم البدائية |
فأرجو أن تشرح فهمك لموقف الأستاذ محمود من القضية المطروحة ويا حبذا لو أعنتنا ببعض النصوص التي ربما تكون ساهمت في تكريس فهمك وتقييمك لفكر ومواقف الأستاذ محمود محمد طه بهذه الطريقة المبتسرة
عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النص الكامل لورقة د.عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الآفروعربية ..أو تحالف الهاربين
د.عبدالله علي ابراهيم
القصد من هذه الكلمة أن نتفحص نقديا مفهوم " الأفروعربية " الذي استقر كوصف لثقافة الجماعة الشمالية العربية المسلمة على النيل البوادي . لقد اكتسب المفهوم أبعادا ودلالات شتى في مساره ، وارتبط بمصالح واستراتيجيات سياسية وتجارية وثقافية مختلفة . غير أن تقويم هذه الكلمة سينصب بصورة رئيسية على صورة المفهوم التى تفتق عنها خطاب تلك الطائفة المفصحة من جيل الستينيات ، التي حاولت أن تؤسس رؤيتها الشعرية والثقافية على الأفروعربية كمشروع حضارى . وهو المشروع الذي رمزوا له بـ " الغابة والصحراء " في دلالة التصالح بين الدغل والبادية ، بين الثقافة العربية والثقافة الأفريقية في السودان .
أولا – أصول الأفروعربية
رد الشاعر د. محمد عبد الحى الأفروعربية إلى دعوة الأدب السوداني التى نادى بها الشاعر والناقد حمزه الملك طنبل وإلى مدرسة الفجر ، وهما الدعوة والمدرسة اللتان ازدهرتا في ثلاثينيات القرن (1) . وقد جاءت دعوة طمبل لتنقض المسلمات الفنية لمدرسة الاحياء الشعرى التي سادت العقدين الثانى والثالث للقـرن . فقد بدأ أن شعراء الأحياء الشعرى ، مثل العباسى والبنا ، راغبون عن اعتبار الحيز السوداني في إبداعهم ، بينما هم يطمئنون بخصوبة لمصطلح الحيز العربي النموذجى ، مثل ريح الصبا النجدي ورامة والعقيق وخلافها . ولذا استحث طنبل الشعراء أن يفتنوا بالبيئة الثقافية والطبيعية السودانية حتى يقول قارئ شعرهم : إن هذا شعر سوداني حق فيه الحساسية والتضاريس السودانية (2) .
ومن الجانب الآخر ، تقمصت مدرسة الفجر دعوة ماثيو آرنولد إلى تسامى الصفوة فوق التشاحن والشتات لكى تحسن تمثيل الأمة بأسرها وليس مجموعاتها الصغيرة المغلقة (3) . فكانت دعوة الصفوة السودانية إلى الذاتية السودانية والأدب القومى ضمن البحث عن القاسم المشترك الأعظم للهجنة العربية – الأفريقية في السودان (4) . غير أن مدرسة الفجر لم تتجاوز دعوة طنبل إلى الشعراء لاعتبار الطبيعة السودانية في إنشائهم الشعرى . ولم تغادر مدرسة الفجر ذلك إلى أفريقانية من أية شاكلة . وهذا مأخذ عبد الحى عليها : " ليس فى كتاباتهم ( مبدعو مدرسة الفجر ) غير طائف نظرى ( حول الذاتية العربية الأفريقية للسودانيين ) لم يتنزل إلى إنجاز شعرى لتزاوج الثقافة العربية والأفريقية في صنع الذاتية السودانية " (5) . ولذا عد عبد الحى الشاعـر محمـد المهـدى مجـذوب ( 1919 – 1982 ) ، من الجيل التالى لمدرسة الفجر ، أول شاعر تلمس إمكانية تأليف شعر باللغة فيه وعى بانتماء حقيقى إلى أفريقيا (6) . وقد راجع عبد الحى قناعته السالفة في كلمة له عام 1985 (7) . وسنعود إلى ذلك في موضع لاحق من هذه الكلمة .
وتقف دعوة الأفروعربية بيولوجيا على ما روجه المؤرخون والاثنوغرافيون خلال هذا القرن من أن سكان شمال السودان هجين عربي أفريقـي ( . وقد صدرت هذه النظرية في سياق نقد أولئك المؤرخين والاثنوغرافيين لمزاعم النسابة السودانيين من أهل الشمال في إلحاق أهلهم بنسب عربى صريح . وقد ساءهم إسقاط النسابة لاختلاط الدماء العربية والأفريقية في من عدوهم عربا أقحاحا . فهارولد ماكمايكل يصف الخليط من النوبة القارة والعرب ، ممن أقاموا على النيل من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر ، كهجين أفروعربى . وقد تبعتـه فـي ذلك جمهـرة العلمـاء من امـثال ج. ترمنغهـام ( 1949 ) ، ويوسف فضل حسن ( 1967 ) ، وسيد حامد حريز ( 1977 ) ، وليام آدمز (1977 ) ، وحيدر ابراهيم ( 1979 ) ، وغيرهم كثير .
ونقول استطرادا : إن دعوة الهجنة في أصولها العرقية عند ماكمايكل ، وتجلياتها الثقافية عند ترمنغها ، تنطوى على فرضية انحطاط . وهو انحطاط نجم في نظر دعاتها عن امتزاج العرب المسلمين بالنوبة الأفريقيين . فقد جاء عند ماكمايكل ما يوحى بأن الدم العربى أرفع من الدم الأفريقى . وجاء عند ترمنغهام أن الهجين العربى الأفريقى قد سرب من العقائد إلى الاسلام ما أدخله فـي الوثنيـة (9) . والواضح أن المكون الأفريقى في هذا الهجين هو أكثر من تأذى بنظرية الانحطاط هذه ، فقد رد ترمنغهام مثلا " عصبية البقارة " التى ناصروا بها المهدية إلى غلبة الدم الأفريقى فيهم " (10) .
الأفروعربية هي ، بوجه من الوجوه ، رد فعل لاصطدام مبدعى جيل الستينيات بثقافة أوروبا الغالبة . فقد وقع مجاز " الغابة والصحراء " للشاعر النور عثمان وهو في محيط أوروبا الحضارى الذي " رفض هويتى الأفريقية حين أفكـر ، ورفض هويتى العربية حين أكون " (11) . فهى بهذا اكتشاف للجذور قام به هؤلاء الشعراء بعد تغرب في ثقافة أوروبا أو أروقتها . وقد عادوا من ذلك كله صفر اليدين إلا من " الحامض من رغوة الغمام " (12) . فعبد الحى يطلب من حراس مدينة سنار ( عاصمة دولة الفونج الاسلامية 1504 – 1821 ) فتح الباب للعائد من " شعاب الأرخبيل " الأوروبى (13) . و " إنسان سنار " صورة عمدة في الأفروعربية ; لأنه نتاج أول دولة اسلامية عربية فى السودان (14) . فعند بوابة سنار يستجوب ضابط الجمارك الشاعر ، فيقدم الشاعر جواز سفره السنارى المتجاوز لتتحقق له الأوبة والقبول :
" – بدوى أنت - لا - من بلاد الزنج - لا أنا منكم ، تائه عاد يغنى بلسان ويصلى بلسان ............... " الأفرورعربية ، في نظر دعاتها ، هي عمل واع لاستعادة " الدم الأفريقي ودراسة ذلك الجانب من ميراثنا والذي أهمل لمدة وأعنى التراث الزنجـى " (15) . وهي تريد بذلك أن تتلافى قصور مدرسة الفجر التى وعدت بالذاتية السودانية ، غير أنها أهملت التراث الأفريقى . وقد قصدت هذه الاستعادة للدم الأفريقى أن تحجم بوعى انتماء السودان الشمالى إلى العروبة حتى تستقيم الأفروعربية . فكلمة النور عثمان ، التى لم أقع عليها بعد (16) . كانت " لست عربيا ولكن ... " ، وعد عبد الحى انتماءنا إلى العرب تكبرا أجوف (17) . فبينما يرى الشاعر الدبلوماسى محمد المكى إبراهيم أننا قد أنكرنا أفريقيتنا في تلهفنا ( التشديد من فعل الكاتب الراهن ) لذلك الانتماء المتكبر (1 . بناء على ذلك فليس كل تراث العرب بمقبول إلا الذي اندرج في الأفروعربية التي بدأت بـ " إنسان سنار " (19) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النص الكامل لورقة د.عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
ثانيا – الأفروعربية في أجندة تلطيف الثقافة العربية الاسلامية :
لا تهدف الأفروعربية إلى تحجيم الانتماء العربى الصريح وحسب ، بل إلى اجراء تحسين جذرى في المكون العربي الاسلامي من الذاتية السودانية . فاستعادة التراث الأفريقى ، في نظر الأفروعربيين ، ليست مجرد تصحيح لمعادلة مختلة ، وإنما المقصود منها هو تهريب أجندتهم الاجتماعية والفكرية إلى الثقافة العربيـة الاسلاميـة الغبشـاء المتشـددة ( الحنبلية في قول المكى ) (20) ، بقصد حملها على التلطف والسماحة .
فمكى يرى أن الكثير من القيم الاجتماعية الحنبلية السارية دخيلة على تكويننا النفسى لأن " الدم الأفريقى يرفض التشدد " (21) . وفي إطار دعوته إلى المزيد من التمازج بين الشمال والجنوب يرحب مكى بقدوم المرأة الجنوبية الأفريقية إلى مدن الشمال التي علبت المرأة " داخل أسمك وأطول ثياب " (22) ، فنساء مدن الشمال سيجدن منافسة من أختهن الأفريقية التي اعتادت معاملة الرجل بوصفه ندا لها ، وانطبعت بالسلوك المتحرر المنطلق في كل مسارب الحياة . وأمام هذه الدفعة من التحرر " يمكننا أن نلمح على قسمات الرجل السوداني ( العربي المسلم في المدينة ) ملامح التسامح والتقدم ، والتخلص من تقاليد الكبت والرجعيـة القديمـة " (23) . فتحرر المرأة العربية المسلمة في الشمال رهين ، عند مكى ، بقوة القدوة التى ستمثلها المرأة الجنوبية الأفريقية إلى حد كبير . وأقول استطرادا : أن منطق التحرر بالقدوة قد تكرر إبان نقاش جرى بالصحف السودانية ، حول آثار وجود أعداد متزايدة من الأثيوبيات والارتريات في العاصمة حول منتصف السبعينيات . فقد ارتأت جماعة أن ذلك الوجود سيدفع المرأة العربية السودانية إلى اقتباس آيات الزينة والتجميل الوافدة . وصفوة القول : إن إسناد التحرر إلى القدوة حجة ضعيفة جدا . والناظر في محصلة تحرر المرأة السودانية الشمالية منذ الأربعينيات سيجد أن ذلك التحرر استوعب اعتبارات اقتصادية واجتماعية وفكرية أصيلة لم تكن القدوة فيه غير تنويع فرعى .
ويأخذ مكى على الثقافة العربية مخاطبتها العقل دون الروح . وقد وسمها هذا الخطاب وحيد الجانب بالمباشرة والنفاذ والقطع كـ " ضربة السيف " . ولهذا خلت من " الفنون الراقية " مثل الرقص والنحت والتصوير . ولاكتساب هذه الفنون يشترط مكى استعادة امتلاك " الدم الأفريقى الجارى في عروقنا " . وللجنوب السودانى في هذه الاستعادة دور مرموق (24) .
ومن زاوية اللغة ، يرى مكى أن احتكاك العربية باللغات الأفريقية سيؤدى إلى تغييرات في نطق أصوات العربية ، فقد تسقط منها أصوات العين والحاء . وسيكون مشروعا حيال هذا الاحتكاك التساهل في قوانين النحو " المفروض على العربى ( والذى ) يقتل لديه نهائيا إمكانية الخلق " . وقد يترتب على ذلك أن تلقى الدعوة إلى تسهيل العربية ، مثل اقتراح كتابتها باللاتينية ، قبولا أكثر في السودان لما ستتعرض له العربية من اللحن والهجنة (25) .
ويحترز مكى ، وهو يتكلم عن تصوره لما سيؤول إليه الاسلام في معترك الهجنة . فقد اضطره موضوع " الدين المخيف " أن يكتب عنه بتعميم ؛ فهو يرى أن عوامل الجهل والتخلف قد مكنت لدعوات التشدد والتخويف في الاسلام ، بغض النظر عن معدنه الأصيل الداعى إلى الحب والتسامح . وقد استحال مع هذا التخويف " تلاقى البشر حول إله واحد وحب واحد " . ويرى مكى أن لقاء الاسلام بصورته الخاطئة بالعقائد الإفريقية ، ( أو ما يسميه بالوافد الأفريقى الطفل ) ، سيخلف مشاكل تحتاج إلى حلول خاصة (26) . وقد قدر أن يكون السودان بواقع الهجنة منبعا للفتاوى الجريئة وللتخفيف عن الناس وتيسير اللقاء بالله ، عبر كل الـدروب . وهذا ، في معنى قوله ، أن يلعب السودان دورا قائدا في التسامح والاحياء في مجال الديانات (27) .
وينعى مكى وقار وجد وتزمت الحضارة العربية ، في حين يرى الخفة في الأفريقيين . ووقار السودانى العربى المسلم يتجلى في قول مكى في بطء الحركة وثباتها حتى إذا حاصرته السيارات وهو يقطع الطريق ، وهو تلكؤ اشتكى منه الأوروبيون الذين قادوا سياراتهم في السودان (2 . وسأضطر إلى الاستعانة ، هنا ، بمقتطف طويل من مكى بشأن وقار العربى وخفة الأفريقى ، لكى أعطى القارئ فكرة أفضل عن مقابلات مكى بين العروبية والأفريقية وعن منهجه في كيمياء التلاقح المنشود بينهمـا . لا ننكر أن المشى جزء من مفهوم الشخص في الثقافة ، ولكن سيقف القارئ في المقتطف على صورة الأفريقى عند مكى ، التى هى بالأساس نعرة عربية . يقول مكى :
" والانسان السوداني العربى الثقافة إنسان جاد . وهو بالفعل إنسان مفتوح القلب لكن يرفض أنواعا شتى من الهزل ؛ يرفض أن تشتمه مداعبا ويرفض النكتة العملية ، بعكس الانسان العربى في مصر والشام ... ومن الجانب الآخر نجد الدم الأفريقى خاليا ( أى الجد والوقار ) تماما ، بل بصورة مستحبة . الأفريقى ملئ بالحركة بحيث لا يهمه أن عبر الشارع قفزا أو ركضا أو يرقص فيه ، وهو في ضحكه معتمد على النكتة العملية على الأقل بصفتها أكثر بدائية من النكتة المحكية . وهذا الانسان الضاحك الخفيف خليق بأن يؤثر على المزاج العربى غير المتلائم ومتطلبات الحياة الحديثة ، بحيث يتخلى عن هذا الوقار الجاد في تصرفاته المتزمتة ، وبحيث تكتسب الخفة الأفريقية اتزانا يعصمها من الفوضى " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النص الكامل لورقة د.عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
ثالثا – البدائى النبيل وتأرجح الثقافات :
سافر محمد المكى إبراهيم وزميله الشاعر النور عثمان في رحلة إلى ألمانيا الغربية لقضاء عطلة صيف 1962 ضيفين على جمعية الصداقة الألمانية السودانية الناشئة . وقد أملت البوهيمية والشغف بالترحال على مكى أن يمد إقامته في ألمانيا إلى عام تغيب فيه عن الجامعة ، وعاد بشعر صاف عذب يرويه الجيل بعد الجيل من ديوانه " أمتى " . وقد قال مكى عن رحلته هذه عام 1963 : إنها كانت " تحالفا بين هاربين " لم يتركوا في وطنهم حبا يشتاقون إليه فلاذوا بالهرب مغادرين السجن المفروض عليهم ، وعليه لم يكن بين دوافعهم " فهم أو تعاطف يصلح لحب عميق " (30) .
في فرار الأفروعربيين إلى النسبة الأفريقية تشابه مع رحلة مكى البائسة . فدعاة الأفروعربية لم يلقوا ، وهم في ريعان الشباب ، من ثقافتهم العربية الاسلامية ما يروى غلتهم من الحب والتعبير . فاضطروا إلى الهرب بأجندة الريعان والشغف إلى فردوس أفريقى مطموس في تكوينهم الاثنى ، الغرائز فيه طليقة ، والرغائب مستجابة . ولأن رحلتهم لم تقم على فهم وتعاطف مع " سجن " الثقافة العربية الاسلامية الذي هربوا منه ، أو معرفة بالثقافة الأفريقية التي هربوا إليها ، لذا فقد كان حصادها مؤسفا . فقد ترك الأفروعربيون الانطباع الخاطئ بأن تزمت الثقافة العربية الاسلامية لا ينصلح إلا بعملية نقل دم من حضارة أخرى أكثر تسامحا في إرواء الأشواق والغرائز . ولذا بدأ جفاء الثقافة العربية عندهم خصيصة بيولوجية وليس خصلة اجتماعية قائمة في التاريخ العيانى .
ومن الجانب الآخر أساء الأفروعربيون إلى أفريقانيتهم ، من حيث أرادوا تعزيزها وتكريمها . فقد اصطنعوا في صلف سخطهم وبوهيميتهم الكظيمة أفريقيا وهميا لحمته وسداه معطيات أوربية عربية مردودة عن أفريقيا مثل الطفولة والغرارة والمشاعية والروحانية وخفلة القلب والولع بالايقاع والرقص . والأفريقى المخترع هذا هو الذي جرى وصفه دائما بـ " البدائى النبيل " في علم الأثنوغرافيا . وقد لا نستغرب حصاد الأفروعربية البائس من مشروع لم يجمع الهاربون فيه حبا عميقا أو معرفة دقيقة بأي من الأمكنة : لا تلك التي هربوا منها ولا تلك التي هربوا إليها .
جاء عبد الحى بمصطلح " البدائى النبيل " إلى حلبة نقاش العلاقات الثقافية في كلمته القيمة المشار إليها آنفا (31) . فقد خلص عبد الحى من دراسة القصائد التي اشتهرت بـ " الجنوبيات " ، من شعر الشاعر المجذوب – عليه رحمة الله – إلى أنها قد صورت الجنوبى في صورة وهمية هى صورة " البدائى النبيل " . و " الجنوبيات " هى نسل مجرد من شعر المجذوب وقعت له حين جرى نقله من بورتسودان ( على ساحل البحر الأحمر ) إلى واو ( في جنوب السودان ) في أوائل 1954 ، والتى أقام فيها حتى قبيل حوادث الجنوب المشهورة في آب / اغسطس 1955 .
وقد اعتقد الأفروعربيون أن " الجنوبيات " هى باكورة لنوع الشعر السودانى الذي يريدون له الذيوع . فقد رأينا عبد الحى يصف المجذوب في كلمته عام 1976 بأنه الشاعر السودانى الذى أدرك حقيقة انتسسسابه إلى أرومة زنجية . وأضاف عبد الحى بأن شعر المجذوب إنما يعكس في جنوبياته وغيرها وحدة على مستوى عمق مصادر التقليدين العربى الأفريقى (32) . وقال مكى فى المعنى نفسه أيضا : إن المجذوب في جنوبياته قد جعل ذاته الشاعرة معلما على سودان الغابة والصحراء . ورأى في شعره استيعابا وتصويرا وتمثيلا لتجربتنا الحضارية ، مؤصلا في معرفة بثقافة الشمال العربية وثقافة الجنوب الأفريقية (33) . وهكذا عمد الأفروعربيون المجذوب ، الذى هو فى سن آبائهم ، أبا روحيا لمشروعهم الشعرى الرامى إلى التعبير عن الوحدة العميقة للوجودين العربى والأفريقى ، في ذاتية سودانية صمدة .
رد عبد الحى في كلمته الأخيرة ( 1985 ) جنوبيات المجذوب إلى تأرجح الشاعر (34) بين ثقافة العرب وثقافة الأفارقة ، لا إلى وحدتهما في عمق المصادر كما فعل في كلمته عام 1967 ، كما رأينا أعلاه . فجنوبيات المجذوب عند عبد الحى قائمة في ثنائية الحضارة ، التى تمثلها ثقافة الشمال العربية ، والطبيعية ، التي تمثلها ثقافة أهل الجنوب (35) . وهى ثنائية يتعارض فيها العرف مع الملابس ، البراءة مع العار ، والقلب مع العقل ، والأريحية مع النقود ، والطلاقة مع الأخلاق ، والمشاعة مع النسب . وعند عتبة مجتمع الطبيعة الجنوبى البكر العذوبة ، خلع الشاعر عباءة الحضارة العربية بمحرماتها ونواهيها الكاسية . فالمجذوب يشبه تحالف الأفروعربيين في يأسه من إصلاح الثقافة العربية الاسلامية من باطنها ، واصطناعه بدائيا نبيلا في الجنوب يصوب به ذهنيا علل وآفات تلك الثقافة . لقد تمنى المجذوب :
وليتنى في الزنوج ولى رباب تميد به خطاى وتســــتقيم وأجتزع المريسة في الحوانى وأهــدر لا الأم ولا ألــوم وأصرع في الطريق وفي عيونى ضباب السكر والطرب الغشوم طليق لا تقيدنى قريـــش بأحساب الكرام ولا تنيـــم
غير أن هذا البدائى النبيل صورة وهمية كما يقول عبد الحى (36) . فالبوهيمية الاجتماعية (37) التى رآها الشاعر في الجنوب إنما هى إسقاط من شاعريته النهمة التى قيدتها الزواجر الاجتماعية في الثقافة العربية الاسلامية . فهذه الاسقاطات هى عبارة عن شهوات للشاعر لم ينقع مجتمعه غلتها فأرغت وأزبدت عالما من البوهيمية .
إن صورة الجنوبى كبدائى نبيل لا تصمد أمام الصورة الاثنوغرافية التى رأيناها عند إيفانز برتشارد وليتهاردت وغيرهما ، والتى فيها الجنوبى أيضا إنسان مشدود بين الثقافة والطبيعة ، وهى الثنائية التى لا مهرب لبشرى من مجابهتها . وهى لم تصمد بالفعل للجنوبى الواقعى الذى ارتكب أنواعا من القتل المجانى ضد طائفة من موظفى الدولة الشماليين فى حوادث 1955 (3 . وقد اضطر المجذوب إلى أن يسقط حقائق اجتماعية جنوبية كثيرة لكى يخلص له " إنسان الجنوب البسيط الضاحك المتفاعل " (39) . فقد لاحظ مكى مثلا إغفال المجذوب ذكر السياسيين من مثقفى الجنوب الذين ، " كان يمكن أن يكونوا صيدا نموذجيا لهجائه الساخر وتصويره المضحك الدقيق " (40) . فقد أراد المجذوب أن يختصر طريقه إلى البراءة والسلاسة الجنوبية اختصارا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النص الكامل لورقة د.عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
رابعا – الأفروعربية وجه آخر من وجوه الخطاب العربى – الاسلامى الغالب :
تتجاوز الأفروعربية أن تكون صورة أخرى من صور الخطاب العربى الاسلامى الغالب في السودان ، على ما ييبدو عليها من سيماء النصفة للمكون الأفريقى في ثقافة شمال السودان. فهى تتفق مع أكثر قسمات ذلك الخطاب محافظة وتبشيرية ، وهى نظرية السودان البوتقة التى تنصهر فيها كل المفردات الثقافية في ثقافة جامعة ما .
ويختلف خطابا غلاة الاسلاميين والأفروعربيين في منتوج التمـازج . فالتمازج القومى في نظر الغلاة سينتهى بشكل مؤكد إلى تبنى الجماعة الجنوبية الاسلام والعربية لأنهما مميزان علويان مقابلة بملل الوثنية ورطانات العجم . فالتمازج في أفق الغلاة هو معسكر دعوة كبير لتغيير الملل واللسان .
أمل الأفروعربيين في تمازج الثقافات في السودان معلق بحركة التصنيع بوسعها أن تزيل البقية الباقية من العوائق بيـن الجنـوب والشمـال (41) . ولسداد الامتزاج يحتاج أهل الجنوب إلى تقوية تأثراتهم بالعربيـة (42) . وعليه يكون ناتج الامتزاج بين الجنوب والشمال لإعادة إنتاج لانسان سنار ، الذي هو أساس التركيبة الهجينة للسودانيين الشمالييـن . فمحصلة الامتزاج بين الجنوب والشمال في نظر الأفروعربيين ستكون بمثابة طبعة لاحقة للسوداني الشمالى الذى لا عيب فيه حاليا سوى تجاهله لتراثه الأفريقى . وهذا التراث هو الذى يرمى الأفروعربيون إلى استعادته لكى يستقيم السودانى الشمالى بين دفتى تراثه المزدوج . فالأفروعربية تجعل إذا من السودانى الشمالى نتاجا للتاريخ الصواب في السودان ، ومنتوجا لن نخطئه كلما اتسعت وتائر التمازج بين الجنوب والشمال .
خامسا – محنة الأفروعربيين في الاستقطاب الثقافى :
الأفروعربية دعوة إلى الوسيطة السعيدة . ولذا أعادت فرز وترتيب رموز الثقافة السودانية لكى تصح قراءة تلك الثقافة في توازن الوسطية المفيد بين العرب الخلص والأفارقة الخلص (43) . ومع ذلك لم تسعد الأفروعربية أحدا ، فهى لم ترق للجنوبيين . نشرت جريدة ( الفجلنت Vigilant ) الانجليزية بتاريخ 14/7/1965 قصيدة بعنوان " الوحدة المغلفة بالسكر " لشاعر من أهل جنوب السودان يستنكر فيها دعوة الأفروعربية .
قال الشاعر :
تفترض الوحدة وجود فريقين الفريقين اللذين يتفقان على التآزر فمن غير المنظور في الوحدة أن تقوم على أشلاء آلاف الضحايا ولا على فوهات جيش منفلت مأمور أن يستأصل شأفة ( الجنوبيين )
ويمضى المقطع ليشير إلى " خطيئة العرب " وهى هجرهم التمثيل المناسب للجنوبيين في أجهزة ، بعد مؤتمر المائدة المستديرة الذى انعقد عام 1965 للمصالحة بين الجنوب والشمال . قال الشاعر :
غير أن الطبيعة نفسها تأبى أن تتخذ الصحراء والسافنا ( الغابة )
غير أنهم ابتذلوا عدل الطبيعة ، حين ظنوا أن بامكانهم توحيدها بمحض القوة .
فقد تلزم الجنوبيين ضرورات التساكن القومى إلى اكتساب اللغة العربية أو عادة عربية إسلامية . غير أنهم سيقاومون كل ميل لجعلهم يتبنون النسبة العربية المقترحة من قبل الأفروعربيين إلى جانب نسبتهم الأفريقية المؤكدة . وستبدو لهم الدعوة إلى إعادة إنتاجهم ، عبر التمازج الثقافى كطبعة لاحقة لانسان سنار ، نوعا من الغش الثقافى لا الحوار . فالجنوبيون محاذيرهم كثيرة ، الصادق منها والمخترع ، حيال عرب الشمال . وهذه المحاذير واضحة في دلالات الازدراء والمقت التى تجرى بها كلمة عربى على ألسنتهم . بل إن بعضهم لايزال يحدس أن أفضل المخارج لمسألة السودان أن يحزم عربه حقائبهم ويقطعوا البحر الأحمـر . وهذا اعتقاد بعيد بما لا يقارن مع النسبة الجزئية إلى العرب التى تقدمها لهم الأفروعربية .
من الجانب الآخر ، جردت التوفيقية الطوباوية الأفروعربيين الليبراليين من كل مصداقية . ولذا يبدون في استقطاب الثقافات الجارى في بلدنا خلوا من كل قوة تفاوضية . فحيلهم التوسط بالهجنة مردودة . فقد جاء في الاحتجاج عند منصور خالد في حلقة تناولت مسألة جنوب السودان بما يلي :
" إن تعريب وأسلمة شمال السودان قد تمت بالتدريج عبر فترة طويلة من الزمن وفي إطار تلاقح ثقافى سلمى . وهو التلاقح الذى بلغ الغاية حتى إن أولئك الذين يبحثون تفردهم في أى من العروبة والاسلام إنما يحرثـون فـي البحـر " (44) .
وقال عبد الله النعيم في الحلقة الدراسية نفسها ، وفي المعنى نفسه ما يلى :
" المحاولات الجارية للتشديد على هوية إسلامية أو عربية خالصة مزعومة لأى من أقاليم السودان هى محاولة مضللة وسلبية في آن معا " (45) .
وفي الكلمتين تفاوض واضح بالأفروعربية قد لا أتفاءل بحظه من القبول لأطراف الاستقطاب في المسألة الثقافية السودانية .
وعندى إجمالا أن خلع أو تحجيم الهوية أو الثقافة العربية هو إما غش ثقافى أو يأس . فالطريق فيما أرى إلى اطمئنان الجنوبيين وغيرهم من حملة الثقافة الأفريقية إلى أمنهم الثقافى ، يمر عبر تصدى العرب المسلمين للنعرات وأنواع التحريم التى تغص بها ثقافاتهم تصديا بالأصالة عن أنفسهم ، لا نيابة عن أحد . ويستلزم ذلك وقفة مستنيرة إزاء الذات وقدرة على تحرى النقد ، وتحمل تبعاته . ولا أحسب أن حملة الثقافة الأفريقية ممن يرغب في الزج بهم كلاعبين رئيسيين في أجندة تفتح وديمقراطية الثقافة العربية الاسلامية . فالأصح في نظرى مثلا أن يدعو من يزعم أن تعاطى الخمر حرية شخصية إلى كامل حرياته الشخصية كعربى مسلم ، لا أن يتخفى وراء نسبته في أفريقيا التى الخمر فيها بعض الماء أو الغذاء أو أنخاب الطقوس . والأهم من ذلك كله ألا يتأسى العربى المسلم لفقدان الجنوبى حريته في شرب الخمر ، قبل أن يتأسى هو لفقدانه الحق ذاته . فحملة الثقافة الأفريقية قد يرغبون أن يروا العرب المسلمين في السودان متمتعين بحقوقهم في الاعتقاد والرأى وأنواع الشغف الأخرى أولا ، قبل أن يصدقوا مشروع الأفروعربيين الحضارى .
ومن الجانب الآخر فخطة الأفروعربيين لاستخدام المكون الأفريقى فيهم وحقوق الجنوبيين لنصرة آراء لهم في الحياة السياسية والاجتماعية هى خطة مكشوفة للغلاة من الدعاة الاسلاميين . فهم يرون الليبراليين من الأفروعربيين إنما يدسون مشروعهم العلمانى وراء تظلمات الجماعات الأفريقية غير المسلمة . وهذه الخطة الأفروعربية في نظر الغلاة مجرد حيلة في علم الحيل . فقد قال الشيخ الترابى ، " إن مناصرى العلمانية منافقون مارقون من بين صفـوف المسلمـين لا يستطيعون الجهر بمعارضتهم للاسلام ، بل يتصنعون الغيرة على حقوق المواطن السوية ، وأنهم بحماية الأقلية غير المسلمة في الجنوب يريدون أن يلقنوا تلك الأقلية لتعبر عن أهوائهم التى لا يستطيعون أن يفصحوا عنها " (64) . وهكذا لم يقض للأفروعربية الموسومة بالوسطية أن تسعد أحدا ؛ وهذا باب في الاخفاق كبير .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النص الكامل لورقة د.عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
خاتمــة
صفوة القول : إن الأفروعربية هى صورة أخرى من صور الخطاب العربى الاسلامى الغالب في السودان . وهى كخطاب غالب تنهض على محوريـن : المحور الأول ، هو تمييز " إنسان سنار " – نواة السودان الشمالى – عما عداه من أناس في الوطن . ولذا تنظر الأفروعربية إلى الحركة التاريخية في السودان كحركة مستمرة صائبة من التمازج بين العرب والأفارقة ، بين الشماليين والجنوبيين ، لاصدارات متكررة من ذلك الانسان ؛ أما المحور الثانى فهو تشويه الأفروعربية لموضوع خطابها وهو الأفريقى . ففي تنقيبها عن الأفريقى المطموس السودانى الشمالى انتهت الأفروعربية إلى اختراعه كبدائى نبيل . وككل بدائى نبيل ، صدر الأفريقى من حوار الأفروعربية مصنوعا من محض معطيات ومسبقات وتكهنات وتشهيات لا أصل لها في واقع الحال .
لقد أرادت الأفروعربية ، باستردادها المكون الأفريقى في العربى السودانى المسلم ، أن تضرب عصفورين بحجر واحد ، أن تدس خلال ذلك مشروعا خاصا بها في تفكيك محرمات الحضارة العربية الاسلامية التى سدت على يفاعتهم منافذ الاشباع . أما الأمر الثانى فهو تطمين الجنوبى إلى أمنه الثقافى في أروقة مفهومها للتمازج ، الذى للأفريقية فيه مكان ، على خلاف نموذج الغلاة من الاسلاميين والعروبيين .
من الواضح أن برنامج الاصلاح الأفروعربي للثقافة العربية الاسلامية لم يحالفه التوفيق . وواضح كذلك أن الجنوبيين لم يطمئنوا إلى وعده أو شروطه في قدر من التعريب والأسلمة . وهذه بعض دلالات الاستقطاب الثقافى المتفجر في السودان .
إن أفضل الطرق عندى أن يكف أبناء الشمال العربى المسلم عن خلع بعض حضارتهم بدعوى الهجنة . فأوفى الضمانات للأفريقيين في الوطن هى يوم يرونهم قد وطنوا حرياتهم كعرب ومسلمين في باطن ثقافاتهم . فالاحتجاج بحقوق الأفريقيين المعاصرين أو ممن يزعم الأفروعربيون أن دماءهم ، كأسلاف ، قد استقرت فينا هو خطة سلبية جدا . فأهدى السبل إلى السلام والنهضة الثقافية في السودان هو الاقرار بقوامين ( أو أكثر ) للثقافة السودانية . قد تمتزج هذه القوامات وقد تتبادل التأثير والتأثر ، مع احتفاظ كل منها باستقلال الدينامية من حيث المصادر والترميز والتوق .
الهوامش
(1) أنظر محمد عبد الحى ، الصراع والهويــــــة ( ] د.م.د.ن [ ، 1976 ) ، ص 6-29 ( بالانجليزية). (2) المصدر نفسه . ص 8-9 . (3) المصدر نفسه . ص 19-20 . (4) المصدر نفسه . ص 12-13 . (5) المصدر نفسه . ص 23 . (6) المصدر نفسه . ص27 . (7) أنظر : محمد عبد الحى ، " مفهوم الزنج في الشعر العربى في السودان " ورقة قدمت إلى : جامعة الخرطوم ، معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية ، مؤتمر القومية السودانية في ضوء التعدد العرقى والتنوع الثقافى ، الخرطوم ، 26 –28 تشرين الثاني / نوفمبر 1985. ( عبد الحى ، الصراع والهوية ، ص 2-5 . (9) ج. ترمنغهام ، الاسلام في السودان ( ] د.م.د.ن.[ ، 1949 ) ، ص149 . (10) المصدر نفسه ، ص 30 . (11) " حوار مع النور عثمان " الأيام ، 24/3/1979 . (12) أنظر : محمد عبد الحى ، قصيدة " العودة إلى سنار " . (13) المصدر نفسه . (14) كتب محمد عبد الحى إن تاريخ الثقافة السودانية يبدأ بقيام ممالك التلاقح الاسلامية العربية الأفريقية ، ومن بينها دولة الفونج بسنار . ففترة قيام تلك الممالك عنده ( هى التى بدأت في إنتاج ثقافة سودانية – وأعنى بكلمة ثقافة كل طرائق حياة مجموعة ما – لقد امتزج العنصران الأفريقى والعربى وكونا عنصرا ( أفروعربيا ) جديدا ليس بعربى ولا زنجى ... إنه نتاج لقاح هذين العنصرين ) . أنظر : محمد عبد الحى ، " نحو ثقافة أفروعربية " الرأى العـام ، 24/12/1963. (15) المصدر نفسه . (16) وهى الكلمة التى رد عليها صلاح أحمد ابراهيم في : الصحافة ، 25/10/1967 ، واتهم النور بالطعن في العروبة . (17) عبد الحى ، " نحو ثقافة أفروعربية " . (1 محمد المكى إبراهيم ، " المستقبل الحضارى في السودان " الرأى العام ، 13/12/1963. (19) عبد الحى ، المصدر نفسه . (20) إبراهيم ، " المستقبل الحضارى في السودان " الرأى العام ، 15/12/1963. (21) المصدر نفسه ، في : الرأى العام ، 8/12/1963. (22) المصدر نفسه ، في : الرأى العالم ، 15/12/1963. (23) المصدر نفسه . (24) المصدر نفسه ، في : الرأى العام ، 13/12/1963. (25) المصدر نفسه ، في : الرأى العام ، 15/12/1963. (26) المصدر نفسه . (27) المصدر نفسه . (2 المصدر نفسه . (29) المصدر نفسه . (30) المصدر نفسه ، في : الرأى العام ، 8/12/1963. (31) عبد الحى ، " مفهوم الزنج في الشعر العربى في السودان " . (32) عبد الحى ، الصراع والهوية ، ص 27 . (33) محمد المكى إبراهيم ، " الجنوب في شعر المجذوب " مجلة الاذاعة والتليفزيون والمسرح ، العدد 36 ( 7 تشرين الأول / اكتوبر 1976 ) . (34) عبد الحى ، " مفهوم الزنج في الشعر العربى في السودان " ، ص 12 . (35) المصدر نفسه ، ص 10 . (36) المصدر نفسه ، ص 12 . (37) إبراهيم " الجنوب " مجلة الاذاعة والتليفزيون والمسرح ، العدد 36 ( 7 تشرين الأول / اكتوبر 1976 ) . (3 أنظر : تقرير لجنة التحقيق في تلك الحوادث . (39) إبراهيم ، المصدر نفسه . (40) المصدر نفسه . (41) عبد الحى ، " نحو ثقافة أفروعربية " . (42) إبراهيم ، " المستقبل الحضارى في السودان " الرأى العام ، 13/12/1963 . (43) سعد حامد حريز ، " المقومات الثقافية للقومية السودانية " الصحافة ، 2/12/1968 . (44) من كلمة له في حلقة دراسية انعقدت في امريكا في عام 1987 حول مسألة جنوب السـودان . (45) من كلمة له في الحلقة الدراسية نفسها . (46) من محاضرة له عن تطبيق الشريعة الاسلامية في السودان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النص الكامل لورقة د.عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
شكراً يا عزيزي عبد المنعم على إيراد مقالة عبد الله علي ابراهيم .. ونرجو أيضاً إيراد "منفستو" الغابة والصحراء إن أمكن .. حتى تستقيم الظلال.
تنويه بسيط: بداية البيت الأول من قصيدة المجذوب ليست: وليتني في الزنوج .. بل هي: ولـيــتي في الزنوج .. بغير نون يا صديقي.
واصل ومعك الأخ النور وهاشم وأسامة .. وأنا ارتضيت بوظيفة القارئ .. وهذا يكفي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
شكرا الاخ العجب على مجهودك المقدر في نقل مقال عبد الله على ابراهيم مما سيساهم في المزيد من " استعدال" هذا الحوار "الشحمان"
يا شانتير بخصوص ما نيفستو الغابة والصحراء, فان علمي المتواضع يقول ان ا لغابة والصحراء ليس لها مانيفستو والا كانت كفتنا كثيرا من الاراء التي حاولنا قولها في سبيل استكناهها كظاهرة ثقافية وكتيار ابداعي
ومن هنا بالضبط تاتي اهمية مقال عبدالله على ابراهيم باعتباره محاولة للامساك بالاسس النظرية والمعرفية لذلك التيار والتي انحصرت في بعض الشذرات المتفرقة هنا وهنالك ومحاولة وضعها في سياقها التاريخي والاجتماعي وايضا كشف الاسس الواهية والاختزالية التي استند عليه ذلك التيار
ويبدو-والله اعلم – ان مؤسسي الغابة والصحراء ادركوا ذلك الاختزال والتبسيط المفهومي , واخذتهم العزة بالاثم , فلم ينتقدوا انفسهم وافهامهم المختزلة للثقافات السودانية, خاصة وان البدائي النبيل لم يعد كذلك؟ والغابة ايضا لم تعد ذلك المستودع العجيب للغيبيات, اذ انها كانت " تحترق" امام اعينهم, فاثروا اما الصمت , او التنصل منها كما في حالة محمد عبد الحي والذي كان اكثرهم معرفة وابداعا
اما بخصوص ما اوردته عن تاثر الاستاذ محمود محمد طه وما بدا انه راي ابتساري فيتحمل قسط كبير من ظهوره بذلك الشكل المتحاورون , وعلى راسهم الصديق الدكتور النور حمد الذي يبدو انه امن على تلك النقطة التي اثرتها ولم يعلق عليها واثر اجندته الخاصة حول "الحوامة" حول الحوار
,وان كانت تلك الحوامة من حقه, الا انها ساهمت بدرجة ما في ان يكون الحوار "ممحوقا " ومشتتا
وساعود لاثبات طغيان مفهوم " البدائية" على الخطاب المحمودي
ودمت اخي عمر عبدالله
ارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: osama elkhawad)
|
العزيز أسامة
قرأت إشارتك إلى الأستاذ محمود محمد طه. وهي إشارة لن تتعد الجملة الواحدة. وأنا لم افهم شيئا من تلك الجملة الواحدة، حتى أعقب عليها. ولا أدري لماذ افترضت أنني قبلت إشارتك تلك؟!!. لقد تصورت أنك سوف تعود لتوسع فيها، ولكنك لم تفعل. وحين تفعل يمكنني أن أناقشك فيها، إن رايت أنني بحاجة إلى ذلك، بناء على ما ستطرحه. أنت كثيرا ما تكتب مجرد(تلغرافات) وتنتظر الآخرين مناقشتك فيها. إفصح عن نفسك، وأبن، وأسس لما تقول. وأسمح لي بأن أقول، إنه ليس في الإمكان، وليس من المعقول، أو المقبول، أن يتم اختصار فكر الأستاذ محمود ـ وهو رجل أمضى أربعين عاما في مجال الإنتاج الفكري ـ ولا فكر كائن من كان، عن طريق اطلاق أحكام عريضة، باستخدام مثل تلك الإشارات، التي استخدمتها. وهي إشارات، دون الإبتسار، الذي اعترفت به، بكثير.
ولقد استغربت جدا، تحميلك "قسطا كبيرا" من مسؤولية ابتسارك للآخرين، وهو أمر تقع تبعته عليك، أنت وحدك،!!! وهذا ما قلته أنت بالحرف الواحد:
Quote: اما بخصوص ما اوردته عن تاثر الاستاذ محمود محمد طه وما بدا انه راي ابتساري فيتحمل قسط كبير من ظهوره بذلك الشكل المتحاورون. وعلى راسهم الصديق الدكتور النور حمد الذي يبدو انه امن على تلك النقطة التي اثرتها ولم يعلق عليها واثر اجندته الخاصة حول "الحوامة" حول الحوار. |
أنا أسف إن بدت لك "حوامتي"، عنصرا سالبا، في هذا البوست. غير أنني، مستمر فيها، ولكنني مشغول عنها هذه الأيام، وسأعود إليها، قريبا إن شاء الله. أرجو أن تناقش أنت، في الوجهة التي تراها مثمرة، وغض الطرف عما يرد في البوست مما تراه (يمَحِّق) الحوار. فالناس لا يرون الأمور من زاوية واحدة. ومن الخير ألا يرونها من زاوية واحدة. وأرجو أن تسمح لي بألا اشاركك الرأي في أهمية الوجهة التي تود أنت سوق الحوار إليها.
وختاما، ارجو أن تفرد بوستا منفصلا توضح لنا فيه الدعائم التي بنيت عليها أنت إشارتك للأستاذ محمود محمد طه. فإن ما أشرت إليه، لا تفيد في تأسيسه، إلا الدراسة الممنهجة، الموثقة، الممحصة، المتأنية، المدعومة بالإثباتات من نصوص الأستاذ محمود محمد طه، ومن نصوص غيره، مما يمكن أن يعينك علي موضعة فكر الأستاذ محمود، في الناحية التي أشرت إليها. ولا أعني هنا كتابا كاملا، وإنما مجرد ورقة، أكاديمية إن شئت. ولا شنو؟؟
وختاما تقبل تحياتي وخالص مودتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
شكرا عزيزي النور على ردك
ما اردت ان اقوله لا يهدف باي حال من الاحوال ان نحدد للمتحاورين الطريقة التي يجب بها ان يتحدثوا
لكننا نتحدث عن كيفية عملية في الحوار تجعله متماسكا وغير مترهل وممحوق بحيث يجعلنا نركز على محور محدد
وانتبه للامر اخي هاشم حين قال انك تكتب على هامش البوست
عموما كان هدفي فقط ان نحصر النقاش ولا نجعله "منشرا"
وارى ان فكرتي كانت خائبة ولم تحظ بالدعم المناسب
وعليه ساعود للتعليق على القراءة الخاطئة اساسا للعجب
وساحمل بقية ما كنت اود المساهمة فيه الى بوستات اخرى منفصلة تكون مركزة حول الموضوع المحدد
واشكر لك تنبيهي الى ان افرد بوستا خاصا لمسالة تبني "البدائية" في الخطاب المحمودي
مع تقديري
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
اولا ومن منطلق فلسفي فانه لا يجوز اثبات وجود ما هو موجود
(بالصورة) وان ذلك نوع من الاعتباطية واستهلاك زمن في جدل (سفسطائي)
ذلك ان الافريقانية في السودان موجود بالصورة , بداء من اسم الدولة
التي اطلقها العرب(وهذا من باب شهد شاهد من اهلها) علي قوم سود
يسكنون في البلاد المسمي السودان. وفي التاريخ كتب ابن خلدون في
مقدمته عن اقاليم السودان :وذكر ضمن من ذكره من شعوب: بلاد النوبة
والبجة وسكان جنوب السودان ومجالات الزغاوة ......وغيره راجع
البوست ادناه للمزيد
السودان (القديم) في اقاليم ابن خلدون
كما ومن منطلق الممالك الاكثر تاثيرا وشهرة واكثر توسعا من نواحي
العلاقات الدولية وسعة الملك كانت ممالك افريقية
مثل مملكة النوبة ومملكة دارفور(رواق ازهر وكسوة كعبة) وغيرها.
ومن منطلق التاريخ السوداني الحديث كانت لنضال القوي الافريقية
دورا هاما واساسيا في تكوّن السودان بشكلها الحالي وان كانت النّخب
التي كتبت تاريخ(وليست التأريخ) السودان الحديث نسيت او تناست عن
ذكر كثير من هذه النضالات( نذكر منها تصويت القوي الجنوبية لصالح
الوحدة , ومعارك التحرير في كل من الطينة والجنينة والتي بموجبها
تم تحديد حدود السودان الغربية بشكلها الحالي)
كذلك قوة تاثير افريقانية ارثا وثقافتا موجودة بعمق وسط القوي
الافريقية التي تعرضت للاقصاء والتهميش في الجنوب ودارفور , وفي هذا
المجال نذكر اختيار د. فرنسيس دينق ضمن افضل مائة شخصية مؤثرة
في القرن المنصرم فهل يوجد انجاز مشابه حققته تلك القوي
المستعربة الناكرة لافريقية السودان؟
اذا كان المفكر هو ذلك الشخص الذي يحمل في اعماقه ثقافة نقدية
قادرة علي انتاج الافكار وتنشيطها لتشكل نظاما فكريا ما وتوسيعها
واغنائها وتجديدها والتحقق من مدي تطابقها مع الواقع , واذا كانت
الايديولوجيا علي عكس ذلك تقوم بانتقاء لبعد الافكار التبسيطية عن
سبق اصرار من اجل تعبئة الجماهيرللقيام باعمال محددة. فان ما يقوم
به د. عبدالله علي ابراهيم هو ممارسسة الايديولوجبا التبريرية من اجل
تهييج الجماهير واعادة انتاج الثقافة الاحادية الشرقية التي تقوم
علي اسس استبدادية , ذلك الثقافة التي تؤمن بالمستبد العادل بديلا
للحريات وتشكل تجمعات محاميين من اجل دفاع عن الطواغيت من امثال
صدام حسين .انا لا اتهم هنا د. عبدالله بقدر ما انتقد الثقافة التي
ينفي مستندا عليها كل الارث الاجتماعي السوداني الافريقي الشغّال .
العنوان الذي اطرحه هنا بديلا لما يقوله د. عبدالله هو
الاسلامو-عروبية وتحالف الهاربين
ولكي نثبت وجود هكذا تحالف غرّبت الوطن من مجمل محيطه الافريقي ولم
تنجح في ادخالها اوادماجها في عروبتها المصطنعة , يجب ان نبدا في
تحليل عناصر التراث الاجتماعي السوداني ومقارنتها بتلك الموجودة في
البيئة العربية المثالية(الجزيرة العربية).
اذا كانت اللغة تؤثر في حضارة الامة ومظاهر ثقافتها فهي بدورها
تتاثر بحضارة البيئة ونظمها وعقائدها واتجاهاتها العقلية
وتقاليدها ودرجة ثقافتها واحوال بيئتها الجغرافية والمناخية
وشؤونها الاجتماعية الاخري , والحال هكذا فان مايملكه اسلاموعروبيون
هو رهان اللغة العربية اما العوامل الاخري فهي عوامل افريقية في
الاساس وبالتالي من الطبيعي ان تكون بسماتها قوية علي مجمل الهوية
والثقافةالمنتجة في السودان.
واذا كانت اللغة نظاما من الاشارات التي تعبر عن الافكار , فان
الدولة السودانية الحديثة بتجاهلها اللغات المحلية
تجاهلت الافكار الموجودة داخل هذه اللغات والارث الثقافي المكوّن
لها , وتلك اول دلائل قصور الرؤية للنخب المثقفة التي فرضت واصّلت
للاثقافة الاحادية في السودان.هذه الثقافة العربية المستوردة والتي
قامت بعملية تعريب (عمودي) لانماط الثقافية الافريقية واعادة
انتاجها في قوالب (عربية) دون ان يحفظ لها حقها الافريقي بل وصلت
الي درجة الانكار لوجود أي اصل افريقي لهذا الارث الثقافي الموجود
واقعا ( د. عبداله علي ابراهيم :افروعربية وتحالف الهاربين) .
لو نظرنا الي العلاقات التي تحكم وضع المراة في المجتمعات
السودانية لوجدنا انها منخرطة ومساهمة بقوة في الفعل الانتاجي اذ
المراة في الريف السوداني مثلا عاملة ومنتجة , و في التاريخ
القديم تبوات المرأة مناصب قيادية عليا (ممالك النوبية) , وكل
ذلك توكد بان المراة في السودان ناشطة ضمن الفاعلين اجتماعيا ,
فهل هذا يبدو مشابها لوضع المراة العربية (الجزيرة العربية) ,
وما هو السبب وراء هذا الانحراف لوضع المراة في السودان اذا
افترضناها عربية؟
دلالات الشلوخ:
ظاهرة الشلوخ في السودان وهي ظاهرة موجودة وسط القبائل النيلية
مثل الشايقية وكذلك موجودة في اوساط قبلية سودانية كثيرة اخري وهي
امتداد لظواهر افريقية مشابهة مثل وضع علامات في الوجه او تلوين
الجسم , ومن هذا المنطلق فان الشلوخ عند الشايقية منسجمة تماما
مع التقاليد الافريقية ولكن هل توجد تقاليد مشابها لظاهرة الشلوخ
في الاوساط العربية الاصلية؟
وانا هنا لا اتفق مع الفكرة القائلة بان الشلوخ عند بعض القبائل
النيلية عبارة عن وسيلة لحفظ نوعها(العربي) من الذوبان في القبائل
الافريقية الاخري وان كان في هذا القول تلميح او اعتراف ضمني بحدوث
مثل هذا التداخل ادت الي تغيير السحنات اللون مما جعلت العلامة في
الوجه دلالة وحيدة لتحديد النوع (فيزيائيا). حسب اعتقادي فان
الشلوخ ظاهرة افريقية موجودة ومنتشرة بكثرة في اوساط قبلية
مختلفة مثل المحس او الشايقية او الفور او اودينكااو
الزغاوة ............الخ.
اما السؤال الاكثر الحاحا
ما الذي يجعل العربي في الجزيرة العربية لا يتذوق الفن السوداني؟
( راجع بوست ادناه بخصوص انتشار الاغنية السودانية في افريقيا)
افريقيا وطن الاغنية السودانية بلا منازع
ففي وقت الذي يتمايل كل الشعب العربي من المحيط الي الخليج طربا
لاغاني المكوجي شعبان , لا نجد من يقوم
حتي بنقر الاصابع لاغاني العملاق وردي او غيره من الفنانيين
السودانيين , ولكن الغريب ان هؤلاء العمالقة لهم جماهير علي
امتداد افريقيا حتي اوساط اولئك الذين لا يعرفون اللغة العربية.
ان النتاقض الواضح ما بين واقع الارث الافريقي (الشغّال) داخل غالبية
الاوساط الشعبية السودانية وبين الثقافة العروبية (المتخيّل) فقط
عند النخب المهيمنة لمفاصل الجهاز الاعلامي والثقافي الرسمي للدولة
هو الذي افرز هذا الواقع السوداني المحزن .انه لمن المؤسف ان
يمارس الدولة اساليب السرقة والتشويش والاقصاء لارث الاجتماعي
الافريقي وبالتالي تمييع الهوية السودانية وتغريبها عن بيئتها مما
ادّ ذلك الي انتاج ساحتين اجتماعيتين في الفضاء السوداني
ساحة عروبية متخيّلة عند النخب ولا وجود لها لا في الواقع السوداني
ولا في اوساط العربية التي يدّعون الانتماء اليها وانما هي ساحة
وهمية مصنوعة بفعل الاعلام وبوسائط التهييج الجماهيري التي تجيد هذه
القوي استخدامها بكفاءة.
اما الساحة الاخري فهي ساحة التراث الجمعي المهمّش من قبل القوة
المهيمنة.
ان دراسة البيئة الاجتماعية للتراث السوداني من الدّاخل ومعرفة
السيميائيات الدلالية لكثير من مكوناتها البنيوية وتحليلها بدقة
سيكشف النقاب عن زيف الادعاء بهوية العروبية السودانية ويكشف ايضا
الي أي مدي تداخلت النوبية مع العربية مع غيرها من مكونات النسيج
السوداني الي درجة يصعب معها فرز الكيمان من جديد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: د. بشار صقر)
|
يا اهلا وسهلا بدكتور بشار صقر اتفق معك حوارنا هذا يصب في جزء كبير منه في اثبات ما هو ثابت اصلا،ولكن ماذا نفعل اذا كان اذا البعض يجادل فيما هو ثابت اسمح لي ان اموضع هذا الاقتباس لحدي ما أجي راجع:
Quote: اذا كان المفكر هو ذلك الشخص الذي يحمل في اعماقه ثقافة نقدية
قادرة علي انتاج الافكار وتنشيطها لتشكل نظاما فكريا ما وتوسيعها
واغنائها وتجديدها والتحقق من مدي تطابقها مع الواقع , واذا كانت
الايديولوجيا علي عكس ذلك تقوم بانتقاء لبعد الافكار التبسيطية عن
سبق اصرار من اجل تعبئة الجماهيرللقيام باعمال محددة. فان ما يقوم
به د. عبدالله علي ابراهيم هو ممارسسة الايديولوجبا التبريرية من اجل
تهييج الجماهير واعادة انتاج الثقافة الاحادية الشرقية التي تقوم
علي اسس استبدادية , ذلك الثقافة التي تؤمن بالمستبد العادل بديلا
للحريات وتشكل تجمعات محاميين من اجل دفاع عن الطواغيت من امثال
صدام حسين .انا لا اتهم هنا د. عبدالله بقدر ما انتقد الثقافة التي
ينفي مستندا عليها كل الارث الاجتماعي السوداني الافريقي الشغّال .
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Nada Amin)
|
الاخ عجب الفيا
ما زلت اتابع هذا الحوار الذى اري انه من اثري الحوارات التى مرت علينا فى هذا البورد فى موضوع كبير مثل سؤال الهويات.
شكرا على تكبدك المشاق فى نقل ورقة الدكتور عبد الله كاملة.
اود ان اسوق التحية لشاعرنا الكبير محمد المكى ابراهيم على مشاركته القيمة.
كما اود ان اوجه سؤال للاخ اسامة الخواض
ماذا يقصد بالخطاب الانثربولوجى الكولنيالى ومن هو صاحب هذا التحليل و ماهى اليات عمل هذا الخطاب , وهل لهذا التحليل علاقة بمنهج التحليل الماركسى؟؟
تنبهت الى هذه المسالة منذ ورودها اول مرة وكنت فى انتظار ان يقوم الاخ اسامة بالتوضيح الا انه واصل فى استخدام نفس المفردات دون شرج, لاحظت استفسارا للاخ عمر حول نفس الرؤية فيما يخص خطاب الاستاذ محمود محمد طه, و الاخ عمر والاخ النور تسائلا عن فهم الاخ اسامة الخواض لفكر الاستاذ محمود وانا اود ان يتوسع رد الاخ اسامة ليفهمنا ماذا يقصد بعبارة الخطاب الانثربولوجى الكولونيالى ومن ثم فليقدم لنا الاستشهادات التى تؤكد تاثر الاستاذ محمود بهذا الخطاب.
الى الاعالى فهذا حوار يجب ان يمضى الى الشمس و تسلم يا عجب
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Reعمر عبدالله ،ندا ،يمني ،بكري (Re: Nada Amin)
|
الاخ العزيز عمر عبداله هواري الف مرحب بيك شرفت والله ارجو ان يجيب الاخ اسامة علي اسئلتك
الاخت العزيزة ندا امين نورت والله وفاقدنك شديد
الاخت العزيزة يمني ان شاءالله دائما نشوفك فوق
الاخ العزيز بكري الجاك دوما انت في العلالي وجودك معنا يثري النقاش ويشحمه،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
العزيز بكري الجاك كنت اود ان اهجر هذا النقاش كما ذكرت قبل ذلك لان النقاش كما يقول العرب انفلش وكثيرا فكرتي المركزية في هذا النقاش ان "العجب" اساء قراءة كل من مقالة عبدالله علي ابراهيم وبولا وحسن موسى
كما انه اساء فهم الغابة والصحراء لكن النقاش تبعثر مما اتاح الفرصة للمغالطة والغلاط والمماحكة مع ان "العجب" قد سوق كثيرا لهذه الورقة فهو قد عمل منها قبل ذلك بوستا للرد على حسن موسى وبولا واضاف الورقة كجزء من المراجع والحاصل انه لم يفعل سوى ان اورد المراجع الموجودة في الورقة المعروضة امامنا الان وفي هذا اشارة لمدى الامانة العلمية التي يتمتع بها" العجب"
كما ان "العجب" اساء فهم ما قاله رواد الغابة والصحراء:
وساضرب مثلا مهما : انتقد محمد عبدالحي المجذوب ووصفه بانه يتبنى مفهوم "البدائي النبيل" وذلك في نقده لجنوبيات المجذوب التي كان قد رحب بها قبل ذلك باعتبارها اساسا للغابة والصحراء
لكن يبدو ان "العجب" ملكي اكثر من الملك ولذلك اصر على ان مفهوم "االبدائي النبيل " مفهوم رائع؟؟؟؟؟
اما عن "البدائي النبيل" و"البدائية" فانني على استعداد للكلام عن ذلك بعد ان اعرف راي صاحب البوست اي العجب حول دفاعه الخاطئ عن مفهوم " البدائي النبيل" اعتقد هذه فرصة اخيرة يا اخي بكري الجاك لاستعدال النقاش
واذا حبذ "العجب" عدم الرد فاننا سنفكر في طريقة اخرى للحديث عن "البدائية" و"البدائي النبيل"
ودمت اخي بكري وفي انتظار رد"العجب"
وارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
شكرا العجب على ردك
ولا ادري لماذا لم ترد على ملاحظتي الاولى بخصوص الامانة العلمية وفي انك الصقت بوستا بعنوان "حول مساهمات حسن موسى وبولا في الهوية" والذي ما هو الا تحويرسريع الافتعال لهذا المقال وتضليل القارئ بواسطة ايراد الورقة نفسها كمرجع في محاولة للايحاء بان هذه ورقة جديدة واصيلة؟؟؟؟؟
اعتقد ان العجب لا يعرف مصطلح " البدائي النبيل " الذي اورده عبد الحي . وعدم المعرفة تتضح في التعليق التالي "للعجب":
"والوقع إن ما رمى به د. عبد الله هؤلاء النفر ما هو إلا قراءة خاطئة وتأويل مغلوط لعبارة أوردها د. محمد عبد الحي أبرز رموز الغابة والصحراء وذلك في سياق تعليقه على قصائد محمد المهدي المجذوب التي كتبها في الجنوب في الخمسينات والتي عرفت بالجنوبيات . قال عبد الحي يصف ( الجنوبيات ) أنها صورت إنسان الجنوب فى صورة(بدائى نبيل) اى ان المجذوب تحدث بخيال شاعر عن إنسان الجنوب ولم يتحدث عن الجنوبي بعقل الإنسان السياسي والمحلل الاجتماعي . وهو تعليق في رأيي سليم جدا . فالشاعر غير السياسي وعالم الاجتماع . إلا أن د. عبد الله على إبراهيم أبى إلا أن يحور عبارة محمد عبد الحي المشرقة تلك عن موضعها ويأولها تأويلا يخرج بها عن قصدها " النبيل " فأين وصف عبد الحي للأفريقي الجنوبي بالنبل مما ذهب إليه د. عبد الله و د. حريق ؟؟" انتهى كلام " العجب"
والان فلناتي للتعرف على مصطلح البدائي النبيل الذي هلل وبارك له " العجب"
توضح ورقة عبدالله على ابراهيم فهم عبد الحي لمصطلح "البدائي النبيل " حين تقول:
"رد عبد الحى في كلمته الأخيرة ( 1985 ) جنوبيات المجذوب إلى تأرجح الشاعر (34) بين ثقافة العرب وثقافة الأفارقة ، لا إلى وحدتهما في عمق المصادر كما فعل في كلمته عام 1967 ، كما رأينا أعلاه . فجنوبيات المجذوب عند عبد الحى قائمة في ثنائية الحضارة ، التى تمثلها ثقافة الشمال العربية ، والطبيعية ، التي تمثلها ثقافة أهل الجنوب (35) . وهى ثنائية يتعارض فيها العرف مع الملابس ، البراءة مع العار ، والقلب مع العقل ، والأريحية مع النقود ، والطلاقة مع الأخلاق ، والمشاعة مع النسب"
وسنتحدث بعد قليل عن تعريف مفهوم البدائي النبيل الذي لم يفهمه العجب وتوضيح جذوره الكولونيالية
وارقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انك تخلط بين البدائية النبيلة والخطاب الكولونالي (Re: Agab Alfaya)
|
في مداخلته قبل الاخيرة ختم اسامة الخواض قائلا:
Quote: وسنتحدث بعد قليل عن تعريف مفهوم البدائي النبيل الذي لم يفهمه العجب وتوضيح جذوره الكولونيالية
|
وبينما نحن في انتظار ان يحدثنا عن الجذور الكولونالية للبدائي النبيل فاذا به يفاجؤنا في اخر مداخلة له متسآئلا :
Quote: في انتظار مداخلةالعجب حول مفهوم البدائي النبيل
|
هل نسيت وعدك الذي قطعته لبكري الجاك بانك سوف تجيب علي سؤاله بعد ان تسمع ردي علي البدائي النبيل؟ ولكن لا باس اذا لم يكن لديك ما تقوله،سوف اواصل اولا باعتراف عبدالله ابراهيم نفسه انه ليس اول من استعمل مصطلح البدائي النبيل في الحديث عن انسان جنوب السودان ،كما سبق البيان ،بل قال بالحرف الواحد :
Quote: جاء عبد الحى بمصطلح " البدائى النبيل " إلى حلبة نقاش العلاقات الثقافية في كلمته القيمة المشار إليها آنفا |
يعني عبدالله ابراهيم بعضمة لسانه بقول ان محمد عبدالحي اول من استعمل مصطلح البدائي النبيل لنقد قصائد المجذوب عن انسان الجنوب ، لكن اخونا اسامة يلقي بحسه النقدي جانبا ويصر ان يمشي في زقة التهليل والتبجيل المجاني،حتي ينطبق عليه المثل : اشد مسيحية من البابا! فعبدالله ابراهيم ليس لديه اي فضل في سبق استعمال البدائية النبيلة في صراعه مع الافروعروبيين ،بل انهم هم الذين اتوا بهذا المصطلح لدفع تهمة البدائية عن الانسان الافريقي ،وللحديث عنه كانسان عادي له همومه ومشاكله الواقعية وليس مجرد انسان حالم يعش في فردوس معزول عن العالم،كما تبدي في شعر المجذوب . لذلك لا يوجد اي مبرر للاحكام المتعجلة التي اصدرها اسامة الخواض في حق هؤلاء الرواد ،سوي القراءة آلايدلوجية ،والايدلوجيا كما عرفها ماركس :وعي زائف.يقول اسامة:
Quote: ويعود ذلك في جزء كبير منه كما ا وضح ذلك مقال عبد الله على ابراهيم الى ان تيار الغابة والصحراء وقع ضحية لسلطة الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي –ذي التمركز الاوروبي- في تبنيه لمفهوم "البدائية". |
لاحظ انه يقول بكل اطمئنان ان ناس الغابة والصحراء تبنوا مفهوم البدائية !!!!؟؟؟؟ بينما عبدالله ابراهيم نفسه يقر بانهم اول من ادخل هذا المفهوم لدفع تهمة البدائية عن الانسان الافريقي؟ الامر المهم جدا هو ان اسامة الخواض يخلط بين "البدائية " كمصطلح في علم الاجتماع والعلوم الانسانية الاخري ،وبين المفهوم الاستعماري الاوربي العربي للانسان الزنجي ، البدائية كمصطلح علمي اكاديمي،وصف يطلق علي مرحلة في التطور البشري مرت بها كل المجتمعات ،ولا زالت بعض المجتمعات تمر بها، بغض النظر عن اختلاف الدراسين حول استخدام هذا المصطلح ومحاولة استبداله بمصطلحات اخري كالمجتمعات القبلية وغيرها وذلك حتي لا يسأء فهمه وينظر اليه كحكم قيمة، ولعل كل من لديه خلفية عن الماركسية يعرف مراحل تطور المجتمعات عند ماركس،ويعرف ما يسمي بالشيوعية البدائية،او جنة عدن كما يصفهاماركس بايحاء من التوراة !
بعد الثورة الصناعية وبروز المجتمعات الراسمالية والتجمعات السكانية الكبيرة ممثلة في المدن ،وسيطر العقل الجمعي كضرورة من ضرورات تنظيم المجتمع المدني،ظهرت كرد فعل لذلك حركات تطالب باحياء البدائية،و العودة الي الطبيعة والي الريف كما تجلي في كتابات جان جاك روسو واخرين،بحثا عن البراءة والبكارة وهروبا من شبكة العلاقات التي يفرضها المجتمع الحديث علي الانسان الفرد،وقد ساهمت هذه النزعة في افراز اغني واخصب تيارات الادب والفن ابتداء من الرومانسية والرمزية والوجودية والدادية وحتي البنيوية والتفكيكية!
من هذه الزاوية فقط يمكن النظر الي قصائد المجذوب عن الجنوب،وهو الافندي الموظف الصغير الذي نقل من عاصمة الترك /الخرطوم كما يسميها الي بورسودان ثم ما لبث ان نقل مغضوبا عليه الي الجنوب سنة 1953فصور الحياة هنالك في صورة بدائية نبيلة بالمعني الرومانسي الذي يتحدث عنه جان جاك روسو ودعاة العودة الي الطبيعة .لذلك اري ان ناس الغابة والصحراء قد حملوا الامر اكثر مما يحتمل عندما انتقدوا المجذوب وقالوا ان قصائده اسقطت الجانب الواقعي في حياة هؤلاء القوم.وطبعا دا شي طبيعي من شاعر ! وقد كانت البدائية النبيلة مفخرة عند رواد حركة الزنجية في غرب افريقيا والكاريبي في خمسينات القرن العشرين .وكان سينغور احد زعماء هذه الحركة يفتخر بحب الانسان الافريقي للفن ويقول مباهيا : "ان الانسان الافريقي ممتلئا بالفن حتي لو انه سقط من السماء لسقط بايقاع.الي درجة ان ادباء غرب افريقيا في تلك الفترة اختاروا"اورفيوس الاسود" اسما لمجلتهم الادبية .وارفيوس كما هو معروف اله الفن والموسيقي عند الاغريق .طبعا هذا لا يعني بالضرورة دليلا علي خفة العقل كما في الخطاب الكولونالي وكما اشار د.عبدالله.
ثم جاء عبد الله ابراهيم ليستغل نقد ناس الغابة والصحراء لقصائد المجذوب ويحوله بقدرة قادر الي تهمة ضدهم .وليتجاوز مفهوم البدائي النبيل الي الخلط بينه وبين الخطاب الاستعماري الاوربي العربي الذي يرسم صورة نمطية معيبة، ابعد ما تكون عن البدائية النبيلة التي تحدث عنها روسو واشار اليها عبد الحي.
واذا كان عبد الحي يرفض صورة البدائي النبيل في شعر المجذوب ،لاسباب نبيلة هدفهارسم صورة واقعية للانسان الافريقي، فعبدالله ابراهيم ،يرفض هذه الصورة النبيلة لاسباب تخصه،منها اثبات الروح العداونية للجنوبي التي تجعله يرفض التعايش السلمي مع الشمالي في ظل وطن افروعربي! يقول د.عبد الله :
Quote: إن صورة الجنوبى كبدائى نبيل لا تصمد أمام الصورة الاثنوغرافية التى رأيناها عند إيفانز برتشارد وليتهاردت وغيرهما ، والتى فيها الجنوبى أيضا إنسان مشدود بين الثقافة والطبيعة ، وهى الثنائية التى لا مهرب لبشرى من مجابهتها . وهى لم تصمد بالفعل للجنوبى الواقعى الذى ارتكب أنواعا من القتل المجانى ضد طائفة من موظفى الدولة الشماليين فى حوادث 1955 |
كان يمكن لخطاب الدكتور عبدالله ان يكون منسجما ومتماسكا في نقده للافروعروبين لو انه يتبني اتجاها اكثر انصافا وواقعية في للتاصيل للمكون الافريقي في الانسان السوداني ،لكن في الوقت الذي يتهم فيه الافروعروبيين بانهم اساوا الي صورة الانسان الافريقي - بالرغم من عدم صحة هذه التهمة - نجده ينفي بشدة اي ريحة افريقية في التكوين الثقافي والعرقي لانسان شمال السودان،وهذا ما دعانا ان نصف هذا الخطاب بالتنافض،يقول في خاتمة ورقته:
Quote: إن أفضل الطرق عندى أن يكف أبناء الشمال العربى المسلم عن خلع بعض حضارتهم بدعوى الهجنة . فأوفى الضمانات للأفريقيين في الوطن هى يوم يرونهم قد وطنوا حرياتهم كعرب ومسلمين في باطن ثقافاتهم . فالاحتجاج بحقوق الأفريقيين المعاصرين أو ممن يزعم الأفروعربيون أن دماءهم ، كأسلاف ، قد استقرت فينا هو خطة سلبية جدا |
لاحظ شدة النفي في عبارة: ممن يزعم الافروعروبيون ان دماءهم كاسلاف قد استقرت فينا! وهنا اسمح لي يا اخ اسامة ان اوجه اليك سؤالا مثلما سالتني، والسؤال هو :ما هو تبريرك لمناهضة عبدالله ابراهيم لحقيقة الواقع الافريقي في تكوين انسان شمال السودان ؟!!
هل اطمع في اجابة
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
iam leaving
but still i wiil ask Alagab for the third time:
ولا ادري لماذا لم ترد على ملاحظتي الاولى بخصوص الامانة العلمية وفي انك الصقت بوستا بعنوان "حول مساهمات حسن موسى وبولا في الهوية" والذي ما هو الا تحويرسريع الافتعال لهذا المقال وتضليل القارئ بواسطة ايراد الورقة نفسها كمرجع في محاولة للايحاء بان هذه ورقة جديدة واصيلة؟؟؟؟؟
till then i will be back
Almashaaa
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اذن هذه هي ورقتك الاخيرة ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الاستاذ اسامة طالما قررت ان تمشي رغم الاستجابة لكل شروطك الغير تعجيزية امشي الله معاك نشكرك جدا علي تلبية الدعوة للمشاركة في هذا الحوار ونتمني ان نرد الزيارة لكم قريبا،
بالنسبة لسؤالك عن الامانة العلمية بصراحة ما فهمت قاصد به شنو عشان كدا ما جاوبتك عليه ،ممكن توضح اكثر؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اذن هذه هي ورقتك الاخيرة ! (Re: Agab Alfaya)
|
السلام عليكم يا ابنائي اشيد بالعجب ودكتور النور وكل المساهمين وهم كثر في اثراء هذا الحوار والذي امتعني وانا من غمار الناس ولا لي صله بالادب او الثقافه من بعيد ولا قريب .المشارك الوحيد الذي لم أري له اي ادلاء بما يفيد هو المشاء وعنده طريقه في النقاش غير مريحه اما انه لا يعلم ويحشر نفسه في حته ضيقه او انه يعلم ولا يستطيع التعبير عن معرفته .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
عندما قلنا للفيا اننا نريد ان نستعدل النقاش كان في ظننا ان نعطه فرصة لمراجعة قراءته الخاطئة ,لكنه لم ينتبه لاشارتنا اللطيفة لكثافة ما حجبت عنه بعضا من فيوض اشارتنا. فالعلم ليس فيه غالب ومغلوب وانما هو محاولة للبحث عن الحقيقة النسبيه لكن الفيا اكد استعدال النقاش , وفاتت عليها اشارتنا تلك بما تحمله من جمال خفي خفر احاله الى جلال ظاهر بفعل العجلة.
وبعد ذلك قلنا ان ورقة الفيا لم تنجح في التدليل على الفرضية التي تتعلق بقراءة بولا وحسن موسى ذات الطابع الايديولوجي و التي تسعى الى" التقليل من وربما نفي المكون العربي الاسلامي وقلنا انه ".
ببداهة المنطق لا يستقيم هذا الكلام لان الكاتبين اصلا محسوبان على الجماعة العربية الاسلامية
وبالرغم من ذلك الانتماء الثقافي بحسب النشاة الا انهما ما قصرا ابدا في فضح المركزية الثقافية العربية الاسلامية. كما ان لحسن موسى تجربة في استلهام الحرف العربي في نصوصه التشكيلية وحين طرحنا على الفيا ذلك الفشل ,ترجرج وقال بشئ مختلف عما قالت به الورقة: فالورقة تقول الاتي "تقف قراءة كل من حسن موسى وبولا في سعيها للتقليل من وربما نفى المكون العربي الإسلامي ، على الطرف الأيسر
ورد الفيا علينا يحكي عن فرضية معاكسة لفرضية الورقة حين يقول:
"اماموقف حسن موسي وعبدالله بولا،المناهض للغابة والصحراء فينطلق من فرضية تقول بتبني الغابة والصحراء الكامل للثقافة العربية الاسلامية"
العجب ليست له خلفية كافية عن كتابات بولا وحسن موسى وحين قلنا له ان الخلط الغريب مدعاة لان يقوم الكاتب باعادة النظر في فرضيته تلك, تعامل بمبدا اضان الباحث طرشة
وهو ايضا لم ينتبه لما قاله له الدكتور النور حمد قي مقام اخر , حين كان يظن ان الفيا من الذين يعرفون بولا وحسن موسى , ولذلك خاطب النور الفيا بثقة العارف بهما قائلا:
"وأعلم، كما تعلم أيضا، أن للناقدين، د. عبد الله بولا، ود. حسن موسى، تحفظات على مدرسة الغابة، والصحراء. غير أني أجد في تحفظاتهما، ما يستحق التأمل، فهي تنحو منحى عميقا، يستدعي التفكر، والتدبر" ولانه اي الفيا لم يدرك ذلك, اثر النور ان يلقى القفاز الى بولا وفي هذا اهدار لمبدا " الصديق وقت الضيق"
وقلنا ايضا ان ورقة الفيا تتجاهل تطور تيار الغابة والصحراء في التاريخ وهذا ما انتبه اليه بولا وحسن موسى بخصوص سيرورة تيار الغابة و الصحراء وموقفه من التغيرات الاجتماعية والحروب الثقافية وهذا ما دعانا ان نقترح على العجب ان يعيد النظر في ورقته تلك
وقد وافقنا النابه هاشم الحسن حين دعم ماقلناه بضرورة اعاده النظر في الورقة حين كتب:
"الرجل –اي الفيا- من أهل البحث و التنقيب و حفّار عتيد، ربّما غيّر رأيه منذ 1999 وما عاد يتبنى الورقة بما هي عليه، ومن كانوا في مثل حاله ، هُم على قلق، كأن الريح تحتهم عاصفة وفي الحق، عندي، أن كل سيرة الأفروعروبية هي سيرة الآيدلوجيا الكليمة كمن سبق ويلحق. عدم تجسدها في ملكوت الحزب و الدولة لا ينقص من ذلك شيئاً...!! بالإضافة لإصرار منعم الفّذ على إنكار كل صلة للآفروعربية بالآيدلوجيا/ المشروع/ الخطاب وبدلاً عن ذلك، وصلها حميماً بالمعرفة المحايدة و بالعلمية (و سلطة الحقيقة المطلقة و العاتية التي كانت لازمة فيه قُبَّال حكاية اللاحتمية الملعونة) في و صف الظواهر كما هي عليه فقط( وهذا الإنكار و الوصل هو ظاهرة آيدلوجية بإمتياز..إنظر في علاقة كل ما تذكر من آيدلوجيات بلفظة العلم!!). وهذا الوصل لا أجد ما يسوغه عندي كقناعة في الفكر و ليس كأمنية في الحلم.. و لا هو( الفكر) وجد ما يسوقّه في سوق (الله أكبر) العامرة بالمتداعين للآيدلوجيات في مساعيهم نحو مشاريع للتحديث أو في الحداثة ، و من هؤلاء عبد الله بولا و حسن موسى و عبدالله علي إبراهيم . من الذين عاتبتهم يا منعم في ورقتك ونعيت عليهم تكالبهم على جنازة الآفروعربية ضرباً و تقطيعاً ...ويشهد الله ما و جعت زولاً غيرك يا منعم!! و و صف عبد الله علي إبراهيم لها بالتوفيقية و الطوباوية و الوسطية السعيدة لخير و أرأف بها من وصف نصر حامد ابي زيد لخطاب حي و مليء بالحيوية كمشروع اليسار الإسلامي في (الدين و الثورة لحسن حنفي) بالتلفيقية صراحة وليس مواربة وواصل الحسن صاحب الاسلوب السمح الحسن مقالته السنية : "فيا منعم لا تهرب بالآفروعروبية من نصيبها في النقد و مجابدة الأفكار بإلباسها لبوس المعرفة المتعالية عن كل غرض ، ودع (الأزرق) لنفسه التي هو عليها و ليس التي (كانت) في العودة إلى (سنار) إن كنت معك في
Quote: ارجو ان يعيد الفيا تقييمه لما كتبه كما كنت تتوقع انت
ليس لأنني على قناعة بغير فكرته فقط.و لا لأن الأستاذة منى عبد الحفيظ توقعت مثل هذه المراجعة و تساءلت عنها. ولكن، فقط ، لأن المراجعة من سمت الباحثين عن الصواب و إن عابها الأستاذ منعم على عبد الله علي إبراهيم في إشارة لرحيله من أيدلوجيا الشيوعيين و خطابهم في الهوية، إلى العربسلامية، بالفكر و الموقف مما قد لا يكون دقيق"
وقد وعد الفيا بالرد على هاشم لكنه تجاهل ذلك ولا ندري هل الفيا تعمد عدم التعليق على اشارات" هاشم الحسن" الحسنة واللماحة, ام انه مارس مرة اخرى قراءة خاطئة للاشارات الهاشمية؟؟؟؟؟؟؟؟
فهو اي الحسن اعلن وفاة الغابة والصحراء واورد مقاطع لمحمد المكي ابراهيم يتحدث فيه عن صمتهم وعن ان رائدا كمحمد عبد الحي تنصل منها , والوحيد الذي ذرف عليها الدمع-بشهادة محمد المكي ابراهيم- كان هو العجب بالرغم من ان "البكا بحررو اهلو"!!!!!!!
وواصل الفيا اخطاءة لكي يصلح ما افسدته القراءة الخاطئة والمركبة لكل من
بولا وحسن موسى مقال عبدالله على ابراهيم تيار الغابة والصحراء
وبدلا من ان تعترف الورقة باخطائها الفادحة , ها هي تزوغ من النقاش, بل وتعيد انتاج الخطا,
وساورد مثلا بسيطا من الرد الاخير للفيا فهو قال عن الجنوب انه اتى لاحقا وحين طرحنا عليه خطا هذه الفكرة قال الاتي::
هنالك نقطة مهمة جدا وهي ان الافروعربية لم تبدأ مع الغابة والصحراء، الافروعربية وجدت منذ ان وجد السودان ،منذ فجر التاريخ وظهور الحضارات الاولي وحتي دخول العرب والاسلام. هي هذا الواقع وهذا الوطن الذي يسمي بين سائر شعوب الارض بالسودان لم يخترعها محمد المكي ومحمد عبد الحي وصلاح احمد ابراهيم،ولا يرتبط وجودها بزيد او عبيد :لذلك قلت انها ليست مشروع او مدرسة او تيار المكي وعبد الحي وصلاح والمجذوب لهم فضل تنبيه الغافلين عن وجودها! لا اكثر من ذلك!!!!!
ثم عاود تاجلجه واضاف لتلك التواريخ المتعددة تاريخا اخر لظهور تيار الغابة والصحراء عندما قا ل :
"الحقيقة التنبيه الي هذا الوجود الافروعربي بدا في عشرينات القرن العشرين مع ثورة 24 التي اعقبها، نشر حمزة الملك طمبل مقالاته عن الادب السوداني وما يجب ان يكون عليه "حيث لفت نظر شعراء احياء المدرسة العربية في الشعر :العباسي والبنا وعبد الله عبد الرحمن الي ضرورة الصدور في ادبهم عن البيئة المحلية السودانية وعدم الاكتفاء بتقليد الشعر العربي القديم.
وهذا التلجلج سببه محاولة اصلاح الخظا والتي لايمكن الا ان تننج خطا اخر.فالكلام لم يكن عن بدايات الهجنة الثقافية وانما عن التعبير الابداعي عن تلك الهجنة وهذا ما قاله الفيا في دراسة سابقة له ولكنه نسى ذلك في محاولته لتبرير اخطائه المتكررة.
وسنعود للكلام بالتفصيل عن عدم فهم الفيا لمصطلح " البدائي النبيل" والذي نعتقد انه من الاسباب الاساسية التي جعلت ورقة الفيا تقع في قراءة مزدوجة الخطا لكل من محمد عبدالحي وعبدالله على ابراهيم
وارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
" البكا بحررو اهلو؟؟" (Re: Agab Alfaya)
|
وجهنا الى الفيا نقاطا محددة للرد عليها وتتعلق باخطائه المتكررة:
السؤال الاول كان يتعلق بسوء قراءته لبولا وحسن موسى وان رده علينا كان متناقضا مع ما قالت به الورقة اصلا ولم يجب على كلامنا للمرة الرابعة
بل قرا كلامنا عن ملاحظة النور خطا . وحينما تحدثت عن الصديق وقت الضيق كنت اقصد ان على النور واجب نصح الفيا بدلا عن ان يتركه يمرق من خطا ليقع في الاخر كالماشي في الدقداق والذي ليس له من خلا ص سوى ان يتركه
وعندما اوردت كلام النور للفيا الاتي نصه كنت اقصد الفيا وليس عبدالله بولا:
"وأعلم، كما تعلم أيضا،-الكلام موجه للفيا- أن للناقدين، د. عبد الله بولا، ود. حسن موسى، تحفظات على مدرسة الغابة، والصحراء. غير أني أجد في تحفظاتهما، ما يستحق التأمل، فهي تنحو منحى عميقا، يستدعي التفكر، والتدبر"
فدكتور النور حمد كان يتعشم في ان الفيا يعرف حقا تحفظات بولا وحسن موسى العميقة على مدرسة الغابة والصحراء والتي تستحق التامل والدرس لا سوء الفهم كما فعل الفيا .
و عندما ادرك النور ان صاحبنا الفيا قد خيب ظنه في معرفته بالقدر العلمي العالي لحسن موسى وبولا في موقفهما المتحفظ تجاه الغابة والصحراء,
حاول بسماحة الجمهوريين الا يحرج الفيا وترك الامر لبولا . وقلنا ايضا ان ورقة الفيا تتجاهل تطور تيار الغابة والصحراء في التاريخ وهذا ما انتبه اليه بولا وحسن موسى بخصوص سيرورة تيار الغابة و الصحراء وموقفه من التغيرات الاجتماعية والحروب الثقافية
وهذا ما دعانا ان نقترح على العجب ان يعيد النظر في ورقته تلك
وقد وافقنا النابه هاشم الحسن حين دعم ماقلناه بضرورة اعاده النظر في الورقة حين كتب:
"الرجل –اي الفيا- من أهل البحث و التنقيب و حفّار عتيد، ربّما غيّر رأيه منذ 1999 وما عاد يتبنى الورقة بما هي عليه، ومن كانوا في مثل حاله ، هُم على قلق، كأن الريح تحتهم عاصفة وواصل قائلا للعجب:
"فيا منعم لا تهرب بالآفروعروبية من نصيبها في النقد و مجابدة الأفكار بإلباسها لبوس المعرفة المتعالية عن كل غرض ، ودع (الأزرق) لنفسه التي هو عليها و ليس التي (كانت) في العودة إلى (سنار) إن كنت معك في ليس لأنني على قناعة بغير فكرته فقط.و لا لأن الأستاذة منى عبد الحفيظ توقعت مثل هذه المراجعة و تساءلت عنها.
ولكن، فقط ، لأن المراجعة من سمت الباحثين عن الصواب"
وقد وعد الفيا بالرد على هاشم لكنه تجاهل ذلك
ولا ندري هل الفيا تعمد عدم التعليق على اشارات" هاشم الحسن" الحسنة واللماحة, ام انه مارس مرة اخرى قراءة خاطئة للاشارات الهاشمية؟؟؟؟؟؟؟؟
وسنقول كلامنا للمرة الثانية:
هل اساء العجب قراءة هاشم الحسن واعتقد خطا انه يوافقه الراي؟؟ ام انه تجاهل الرد عليه لامر في نفسه؟؟؟
ولان هاشم انسان حساس اثر الا يعيد و يكرر ما قاله من اختلاف واضح مع الفكرة الاساسية لمقالة الفيا .
فكان ان اثر الصمت ورحل من البوست في هدوء حتى يتجنب المماحكه والمغالطة والغلاط وغيرها من امراض الحوار الثقافي السوداني.
وحتى لا يزوغ العجب من النقاش ساساله مره اخرى :
لماذا تجاهلت الرد على هاشم؟ ام انك عدت ثانية لقراءاتك الخاطئة؟؟؟
وسؤالي الذي يهرب منه الفيا دائما ساعيده مره اخرى حتى نساعد المتابعين على لم الحوار:
لماذا اهمل الفيا تطور الغابة والصحراء في التاريخ؟ لماذا تنصل منها محمد عبدالحي وهو اكثرهم ابداعا ومعرفة وتنظيرا؟؟
لماذ صمت النور ومحمد المكي ابراهيم؟ لماذا انحاز رواد الغابة والصحراء للصحراء من خلال مواقفهم السياسية وكتاباتهم؟؟
لماذا يبكي الفيا لوحده على حائط مبكى الغابة والصحراء, مع انو" البكا بحررو اهلو؟؟"
وساعود وقبل ان اعود اقول للعجب انني لم اوافق على صحة قراءته لمقال عبد الله على ابراهيم وقلت هذا الكلام اكثر من مرة لكن يبدو ان للعجب علاقة حميمة بالقراءة الخاطئة
وسنعود للحديث عن عدم فهم الفيا لمصطلح " البدائي النبيل" وكيف اثر ذلك على سوء فهمه المزدوج
مع التحية للمتابعين والمتابعات
ارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: امرك غريب والله يا اسامة! (Re: Agab Alfaya)
|
Quote: ما زالت اسئلتنا مطروحة على الفيا حتى يتحقق الحوار باسمى معانيه
اما اذا كانت المسالة هي غالب ومغلوب فذلك منطق اخر
واتمنى ان يرجع الاخ الفيا الى لب الحوار
|
امرك غريب والله يا اسامة؟! اليس من اهم اسئلتك التي تشكل لب هذا الحوار هو خطا قراءتي لافكار حسن موسي ؟ لقد اثبت لك صحة قراءتي لافكار عبدالله ابراهيم وها انا اثبت لك صحة قراءتئ لافكار حسن موسي حول نزعته الرامية لنفي المكون العربي الاسلامي .
انا لست التلميذ وانت الاستاذ الممتحن!ارجو ان تتنازل ولو مرة واحدة عن لعب دور الاستاذ المعلم! فلست انت الجهة التي تحدد لي الطريقة التي احاورك بها كما انني تركت لك الحرية في الكيفية التي تشارك بها في الحوار، وجهت اليك سؤال واحد فقط عما هو تبريرك لتنكر عبدالله ابراهيم للمكون الافريقي للانسان السوداني،تجاهلت سؤالي ولم اعيده عليك ولم اصر عليه.وانا اعلم علم اليقين بانك سوف لن تجرؤ علي الاجابة علي مثل هذا السؤال وهذه هي الكارثة الثقافية الكبري!!
ثم لماذا هذا الاصرار علي تكرار هذا الاكليشية: "ليس هنالك غالب ومغلوب " هل هو تعبير عن احساس داخلي ؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
قال الفيا عنا : "وانا اعلم علم اليقين بانك سوف لن تجرؤ علي الاجابة علي مثل هذا السؤال وهذه هي الكارثة الثقافية الكبري!!"
ولعله استنادا على ثقته تلك التي لا يعلمها الا الله,
يقع دائما في افخاخ الخطا في كلامه عن الاخرين
ولانه يمتلك تلك الصفة اللاهوتية اصبح مثل الباحث المنتفخ في مستودع الفكر
وساعود للحديث عن الغابة والصحراء
وارقدوا عافية
المشاء xt
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: haneena)
|
لقد سبق أن أمَّنْتُ على عبارة الدكتور عبد الله علي إبراهيم، القائلة بضرورة إيجاد مساحة للحرية داخل حدود المنع والتضييق، مما اتسمت به الثقافة العربية الإسلامية، بدلا من الهرب إلى ظلال ثقافات أخرى. ودعوة الدكتور عبد الله علي إبراهيم تلك، دعوة صائبة. فهي من ناحية تواجه ما أصاب عقول الصفوة السودانية، من جوائح التغريب، ومحاولات لبس الخوذة العقلية الغربية. ومن الناحية الأخرى، تبقي المثقفين حيث يجب أن يبقوا. وأعني هنا، أن يبقوا في مقام البحث في العلل الموروثة في بنية الثقافة العربية الإسلامية، وبعثها من حالة التحنيط التي ظلت تعانيها لقرون طويلة، لتصبح ثقافة حية، متجددة، لها القدرة لكي تسهم بشكل فاعل في إدارة حركة الحاضر. وقد اشرت إلى مساهمة الأستاذ محمود في تلك الوجهة، والتي لم تكن مساهمة فكرية وحسب، وإنما كانت مساهمة عملية، رائدة، في ضرب نموذج المثقف ذي التعليم الغربي، الذي لم يسمح للتعليم الغربي بأن يقتلعه من جذوره الثقافية. فقد عاش الأستاذ محمود، من حيث المسكن، والملبس، وسائر وجوه نمط العيش، حياة غمار الناس، بكل ما تعني هذه الكلمة.
لابد من مواجهة التركة الثقيلة المكبلة في الثقافة العربية الإسلامية من داخلها. أي عن طريق مناقشة تلك التركة، وتحريك الثقافة، من حالة الركود، باستخدام آلياتهاالخاصة بها، والمتناثرة هنا وهناك في فضائها الواسع، من أجل أن تصبح أكثر انفتاحا، وأكثر قبولا للإختلاف، وللتنوع. وحين يحدث هذا الإختراق ـ أعني الاختراق الذي ينهي الكبت والحجر والتضييق ـ تكون الثقافة العربية الإسلامية قد خرجت من مرحلة الجمود إلى مرحلة الحيوية. أي تكون قد خرجت من حقبة الرقابة الخارجية التي أقامت فيها الدولة، في الماضي، نفسها، مقام ضمير الفرد، إلى مرحلة الدستور حيث الحريات الشخصية مكفولة، وحقوق الجماعة محمية، ومصانة. هنا فقط ينفتح المجال للأفراد لكي يُنشئوا سلطة الرقيب الداخلي "الضمير"، لتحل سلطة الضمير الخارجي "الدولة"، وقد كان هذا الرقيب الخارجي متمثلا في القانون المتعنت القائم على سد الذرائع. وقد قامت الشريعة الإسلامية على سد الذرائع، فعلا، فضيقت على حريات الأفراد. وقد عالج الأستاذ محمود محمد طه، موضوع الفرق بين الشريعة والدين، وبين الشريعة والدستور، معالجة شديدة التميز، غير أنها لم تلق حتى اليوم، الإهتمام الذي تستحقه، من المثقفين السودانيين، وغيرهم من مثقفي العالم الإسلامي. وارجو ان اجد الفرصة لكي أفصل في كل أولئك، لاحقا.
غير أنني أحب أيضا أن أقول كلمة حول ضرورة الحرص، والتدقيق، والتمييز، عند وصف الثقافة العربية الإسلامية بالمنع، على إطلاق العبارة، ووصف الثقافة الإفريقية بالتسامح وعدم التشدد، على إطلاق العبارة، أيضا. فالثقافة الإسلامية ليست كلا واحدا متماسكا متجانسا. لقد عرف الإسلام اختلاف الآراء منذ القرون الأولى. وعرف تشعب الملل والنحل داخل ذلك الفضاء الشاسع. ولا سبيل بطبيعة الحال، إلى وضع إسلام الفقهاء، وإسلام المتصوفة، على سبيل المثال، في سلة واحدة. أيضا تداخل الثقافة العربية الإسلامية مع الثقافات الإفريقية، لم يتم في السودان وحده. فقد زحف الإسلام من شمال إفريقيا وتوغل كثيرا جنوب الصحراء، في الحزام الممتد من البحر الأحمر وحتى ساحل الأطلسي، عند السنغال، وغينيا. وقامت في هذا الإقليم حواضر إسلامية مزدهرة، في تمبكتو، وفي سكوتو، في شمال نيجيريا. كما تمدد الإسلام جنوبا، ودخل مناطق الغابات المطيرة، في ساحل غينيا الغربي في جهات غانا، وما جاورها. وما من شك أن كل تلك المجتمعات الإفريقية قد توصلت إلى صيغة بها تتعايش الثقافة الإسلامية الوافدة، مع محصلات تلك الشعوب من ميراثها الإفريقي التليد. وبطبيعة الحال لم يكن الميزان عادلا، في كل حالة. فقد غيرت الثقافة العربية الإسلامية الوافدة بعض السمات الثقافية. فقد هجر نساء الهوسا، على سبيل المثال، صناعة الخزف، وتحولت من ثم، لتصبح حرفة رجالية. والسب أن صناعة الخزف، وبيعها كانت تعرض المرأة الهوساوية للإختلاط بالرجال، خاصة في مرحلة بيع الخزف في الأسواق. كما اثر ذلك على المعمار في شمال نيجريا، إذ اصبح التصميم يقتضي مراعاة، تأكيد نوع من الفصل بين مجال الرجال، ومجال النساء. وهذه مجرد أمثلة. (راجع كتاب: الفنون البصرية الإفريقية، لجوديث بيراني، وفريد سميث). The Visual Arts of Africa, by Judith Perani & Fred T. Smith
هناك فارق كبير بين إسلام النص، كما هو موجود في القرآن، وفي كتب الأحاديث، وما تلا ذلك من مباحث الفقهاء، وبين ما سارت عليه الحياة في حقيقة الأمر الواقع، في تقلباتها المختلفة عبر الأزمنة، والأمكنة، منذ البعثة المحمدية. فالحياة كما يحدثنا التاريخ، لم تلتزم، في جملة الأمر، بحرفية النص كما ورد! فبعد سنوات قليلة بعد موث النبي الكريم، وصل الأمويون إلى الحكم، وتناقصت بذلك حالة التشدد الأولى، بشكل كبير، حتى أصبحت الحواضر الإسلامية، حواضر شبيهة بحواضر الفرس، وبيزنطة، وذلك من حيث نمط العيش، المتسم بالترف، وبالإهطاع إلى المتع الحسية. ولسوف أفرد مداخلة في هذا الخيط للتوثيق، لما كان عليه الحال من التنصل عن التزام الطهرانية النصوصية، في مجتمع العصر العباسي الأول.
لا يحتاج المرء، إلى كثير جهد، في حقيقة الأمر، ليدلل على مبلغ التناقض بين ما ترفعه الجهات الحاكمة في العالمين العربي والإسلامي، من شعارات حول المجتمع الفاضل، وبين واقع الحال. وهذه سمة قديمة تعود إلى بدايات تولي الأمويين لمقاليد الحكم، في الإمبراطورية الإسلامية. ترفع الجهات الحاكمة تصورا مثاليا، لما ينبغي أن يكون عليه حال الأمة الإسلامية. في حين لا يؤمن القائمون على الأمر، حقيقةً، بتلك الشعارات التي يرفعونها. غير أن الشعارات الداعية إلى رسم صورة لمجتمعى مثالي على السطح، تعين على تبرير القوانين المتشددة، وعلى اطلاق يد الشرطة، وتوسيع صلاحياتها، وتجاوز تلك الصلاحيات متى ما اقتضى الحال. تفرض السلطات، منطلقة من هدفها المبيت في احكام السيطرة، قيودا على حريات الأفراد، تتسم بالكثير من التشدد. فالغرض هو احكام السيطرة السياسية، وليس تثبيت ركائز الفضيلة. ولكن المجتمعات تمارس في الحيز المخفي عن عين القانون، كل ما يمكن أن تمارسه المجتمعات، التي تتيح هامشا كبيرا للحريات الشخصية. فمظهر المدن العربسلامية، في زماننا الراهن هذا، وخاصة مدن الخليج، مظهر منضبط، ولكن حقيقة الأمر مغايرة، تمام المغايرة لذلك المظهر. والجميع يعلم هذه الحقيقة، والجميع يتجنب الخوض فيها!!
لقد ظل الناس يروجون لنهج مضلل، مفاده أن قيم الدين، أو دعنا نقول قيم الفضيلة، قيم تمم معيشتها في ضربة واحدة. ولقد قاد هذا النهج المضلل إلى كل هذه التناقضات الشنيعة، التي نعيشها اليوم، بين شعار، طنان، مرفوع، تسنده قوانين صارمة، وبين واقع حال لا يمت إلى كل ذلك المظهر الكاذب في شيء. فقيم الدين، أو قيم الفضيلة، هي في حقيقتها مثل عليا، يتم تحقيقها عبر مسار طويل. وهي لا تتحقق في ضربة واحدة، ولا بين يوم وليلة. كما أن تحقيقها يحتاج عملا غير مباشرا في الإصلاح العام. فالطريق إلى الفضيلة ـ مهما اختلفنا على تعريف الفضيلة ـ طريق غير مباشر. وهو طريق يمر عبر بوابة محاربة الفقر، والجوع، والعري، والحاجة الملجئة، والخوف من قهر السلطة. ويصحب كل ذلك التعليم المؤثر الذي ينور الدواخل، ويصحح رأي المرء في نفسه، ويقوي من إحساسه بكرامته الإنسانية. أما فرض القوانين الرادعة، التي يُظن أنها تجعل الفضيلة متحققة في المجتمع بضربة واحدة، في لحظة واحدة، فاتجاه تبسيطي، وقد وضح فشله عبر قرون، وقرون. فالسيف لم يكن في يوم من الأيام، بديلا عن الضمير، ولسوف لن يكون!
وتربية الضمير إنما تتم عن طريق أن يُكفل للناس حق الخطأ لكي يتعلموا من أخطائهم. ((إن لم تخطئوا وتستغفروا فسيأت الله بقوم يخطئون ويستغفرون، فيُغفر لهم)). وهذا يقتضي الإنتقال من أحكام الشريعة، إلى احكام الدستور. والدستور هو القانون الأساسي، الذي لا يصادر من حريات الأفراد، إلا القدر الضروري، جداً، لصيانة حريات الآخرين. فالدستور أعلى من أحكام الشريعة، وهو يقوم على التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة، بالقسطاس المستقيم. فهو على خلاف الشريعة، لا يقوم على سد الذرائع.
تشددت الشريعة ضد الفنون بكل أنواعها، وتشددت ضد صنوف التعبير الحر. ومن هنا لم يعرف التاريخ الإسلامي النحت مثلا. ولم يعرف التصوير بالشكل الذي عرفته به الحضارة الغربية لاحقا. وظل الناس في العالم الإسلامي، يتعاملون مع الموسيقى والرقص، بكثير من الإحساس بالذنب، وذلك لمصادمة ممارستها للنصوص، الثابتة. كما أن المرأة بقيت بعيدة عن ميادين الحياة العامة، إلا فيما ندر، وبقيت بذلك حلما مفقودا، في مخيلة الرجل، وتحولت عن طريق الحجب المستمر، إلى وسواس لا تنقطع ثرثرته في عقل الرجل الشرقي. ونشأ من ذلك الوضع الشاذ ـ وهو وضع لا يشبه أوضاع أغلب الثقافات الإنسانية الأخرى ـ ظاهرة الغزل الحسي، إذ تحولت المرأة بسبب الكبت الطويل، والعزل الطويل، وعيش الرجال المستمر في أوساط رجالية صرفة، إلى مجرد جسد مثير للشهوة، وجالب للمتعة.
وفي السودان، تتضح ظاهرة الغزل الحسي الدال على الحرمان المزمن، أكثر ما تتضح، في شعر جيل الرواد الأوائل، من شعراء الفصحى في السودان، إلى جانب معاصريهم من شعراء مرحلة "الحقيبة" في الغناء. وتقل هذه الظاهرة كثيرا في أشعار اللاحقين، ممن عاصروا المرأة طالبة في مدرج الجا معة، وزميلة في مقر العمل، بل وفنانة، وشاعرة، وأكاديمية، متميزة. جاء في قصيدة يصف فيها المجذوب إمراة جالسة على حفرة الدخان:
وحفـرةٍ بدخـانِ الطـلحِ فاقمـةٍ تُندي الروادفَ، تلوينـاً وتعطيرا لمحتُ فيها ـ وما أمعنتُ ـ عاريةً تَخفى وتظهرُ مثلَ النجمِ مذعورا مدَّتْ بناناً به الحِنَّـاءُ يانعـةٌ، تَرُدُّ ثوبـاً إلى النهـدين محسـورا قد لفَّها العطرُ لفَّ الغيمِ منتشراً، بدرَ الدجى وروى من نورِها نورا يزيـد صُفـرَتها لمعاً وجِدْتَّـهَا صـقلاً وناهـدها المشدودَ تدويرا أرخى الدخـانُ لها ستراً فَبَعَّـدَهَا، كدرَّةٍ في ضميرِ البحرِ مسجورا
وجاء في شعر محمد أحمد محجوب:
ضاقَ القميصُ بطامحٍ تحتَ القميصِ له شُبوبُ نهـدٍ تكوَّرَ مثـلَ حُـقِّ العـاجِ توَّجَهُ اللهيبُ لو كنتُ أملك أمـره، لتفتقت عنـه الجيـوبُ
إقصاء المرأة عن الحياة العامة في فترة ما قبل منتصف القرن العشرين، ليس شأنا سودانيا محضا، وإنما هو شأن عربسلامي، اتسمت به حواضر أخرى، كبيرة، وعريقة، مثل مدينة القاهرة مثلا. فلقد تعلق رهط من الأدباء والشعراء بالأديبة مي زيادة. وهناك رسائل غرامية بينها وبين جبران خليل جبران، وربما بينها وبين آخرين، أيضا. ولقد أحب مي زيادة جملة من رواد منتداها. والسبب فيما يبدو، أنهم كانوا، جميعهم، يحلمون بعشيقة، فنانة، عالمة، ومفكرة، وهي غير موجودة في واقع حياة المجتمع في ذلك الوقت. ولذلك، فحين وجدوا واحدة، هام بها الجميع، بلا استثناء. قال الشاعر إسماعيل صبري، وهو يحكي عن تشوقه لحضور ندوة الثلاثاء، التي كانت تنعقد بدار مي زيادة:
روحي على بعضِ دورِ الحيِ حائمةٌ كظاميءِ الطيرِ حوَّاماً على الماءِ إنْ لم أُمَتِّـعْ بميٍّ ناظريَ غـداً، أنكرتُ صبحَـكَ يا يـومَ الثـلاثاءِ
هذا حال مصر، حتى وقت قريب جدا! ويبدو لي أن ردة تاريخية كبيرة حدثت في شأن حضور المرأة في الحياة العامة، وفي المنتديات. إذ هناك كثير من صور حضور المرأة في مجتمعات الرجال، في العصر العباسي، في بغداد، وكذلك في الأندلس. مع ملاحظة أن من كن يختلطن بالرجال، في تلك الحقبة، قد كن، في غالب الحال، من فئة "الجواري" اللائي، لا يُنتظر منهم، وفق منطوق الشريعة، ما يُنتظر من "الحرائر" من رصانة السلوك، ومن الإنضباط الخلقي. ولقد اشرت في مداخلة سابقة في هذا الخيط، إلى احتمال أن تكون الخلافة العثمانية، وتمدداتها في الشام، و مصر والسودان، والعراق، ومنطقة الجزيرة العربية، هي التي خلقت هذا الوضع البالغ التشدد بشأن المرأة. وأعتقد أن مدن الوسط في السودان قد تشكلت من حيث حدة الفصل بين الجنسين، وغياب المرأة عن الحياة العامة، بسبب هذه التأثيرات التركية، الوافدة التي أصابت المجتمع السوداني المديني. والدليل أن الريف بقي أقل تشددا في هذه الناحية، مما دفع بشعراء كالعباسي، والناصر قريب الله أن يمموا وجوههم شطر البادية، بحثا عن ذلك العنصر الجمالي المفقود.
أقام أدباء السودان، صالونا أدبيا مشابها، لصالون مي زيادة. وقيل أنهم كانوا يجتمعون ببيت سيدة، كانوا يسمونها "فوز". ولقد كتب محمد أحمد محجوب قصيدة إلى فدوى طوقان، تشير إلى حالة الجفاف التي تعاني منها الحياة الرجالية العربية من حيث خلو مجتمعات الرجال من عنصر المرأة. كتب محجوب في رسالة شعرية إلى فدوى طوقان:
فديتُكِ فدوايَ أسعَدْتِني بنجوى الحبيبِ القريبِ البعيدْ إلى أن يقول: وكنتِ الأنيسَ وكنتِ المنى، لقـومٍ ظماءٍ بوادٍ جديب
فالأدباء والشعراء والفنانون، في العالم العربسلامي، قوم "ظماء بوادٍ جديب" كما تفضل بوصف حالهم محمد أحمد محجوب. ولذلك فتوق المجذوب لحياة اقل كبتا، وتوق العباسي، والناصر قريب الله، ومن بعدهم جماعة الغابة والصحراء، إلى حياة طبيعية، توق معافى، ونزوع صحيح، وطلب مشروع قصده إرجاع الحياة إلى طبيعيتها. وكما اشرت، فإن هرب العباسي، والناصر لم يكن إلى الجنوب، المفترضة فيه الإفريقية الصرفة، وإنما كانت إلى بادية شمال كردفان. وهي بادية عربية، ولكن مع ذلك فهي بادية لا تحجر على المرأة، ولا تحبسها في الهوادج، وفي الخيام، وفي الخدور. كما أنها بادية لا تحجب المرأة، ولا تعزلها، بل إن نساءها يشاركن في أنشطة الرعي، والإحتطاب، وفي الرقص مع الشبان في مناسبات الأفراح، بل وأكثر من ذلك، فهن يخالطن الرجال بصدور عارية!
قال الناصر قريب الله:
ورعى الله في الحمى بدويـاتٍ زحمـن الطريقَ مشياً وجرسـا هُنَّ في الحسـنِ للطبيـعةِ أشـباهٌ وإن فقنهـا شعـوراً وحسا ما ألفن الحيـاةَ في ضجـةِ المـدنِ ولا ذقن للفسـاتين لبسـا باديات النهـود، غير وشـاحٍ صـان نهداً، وخـان آخرَ مسَّـا مثل قـوس الغمـام،ِ يعترض الغيـمَ ولا يوسع السحائبَ طمسا كل مياسـةِ المعاطـفِ تدنـو بقـوامٍ يشـابه الغصـنَ ميْسـا توَّجـت رأسـها ضفـائرُ سـودٌ، تتلاقى لديه طـردا وعكسـا وكسـت لفظـها الإمـالة ليناً، لم يخـالط إلا الشـفاه اللُّعْسَـا أنتِ من كردفـانَ مهجـر روحٍ، لم تهـاجر إلا لتنـزل قدسـا اصطفت من جمالك الغض ليلي واصطفت من فؤادي الصب قيسا
ولنقرأ مع الناصر، مرة أخرى، قوله:
أنتِ من كردفـانَ مهجـر روحٍ، لم تهـاجر إلا لتنـزل قدسـا
حين أعود سأورد نماذج من أشعار المحجوب والعباسي، وأتحدث عن حالة الوسواس، الحسي، الشهواني، التي قادت إليها حالة غياب المرأة، في حواضر الوسط. كما أرجو أن أعرج قريباعلى الترميز الصوفي للمرأة في اشعار الصوفية، وتجاوز الإجتهاد الصوفي لنصوص الشريعة فيما يتعلق بحرفية عزل النساء عن الرجال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عفوا استاذي النور حمد (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
استاذي الدكتور النور عودا حميدا كتبت في مقدمة حديثك الاخير
Quote: لقد سبق أن أمَّنْتُ على عبارة الدكتور عبد الله علي إبراهيم، القائلة بضرورة إيجاد مساحة للحرية داخل حدود المنع والتضييق، مما اتسمت به الثقافة العربية الإسلامية، بدلا من الهرب إلى ظلال ثقافات أخرى. ودعوة الدكتور عبد الله علي إبراهيم تلك، دعوة صائبة. فهي من ناحية تواجه ما أصاب عقول الصفوة السودانية، من جوائح التغريب، ومحاولات لبس الخوذة العقلية الغربية. ومن الناحية الأخرى، تبقي المثقفين حيث يجب أن يبقوا. |
حديث الدكتور عبدالله ابراهيم الذي نحن بصدده ليس عن التغريب والثقافات الوافدة وانما عن الثقافة المحلية الافريقية المكونة لنسيج الثقافة السودانيةالتي تشكل جزء لا يتجزأ من هذا الكل المركب الذي اسمه السودان.والتي تتجلي في شخصيتنا بكافة ابعادها الوجدانية والانثرربولوجية والاثنوغرافية،في الواننا وغنائنا وفي كلامنا، دا كلوا بالنسبة للدكتور واقع مطموس لا وجود له،وكل من يتحدث عنه هو مارق هدفه البحث عن اشباع الغرائز،وسبق ان ادنت انت شخصيا في اول مداخلة لك هذا الكلام.
بالنسبة لدعوته افساح المجال للحريات داخل الثقافة الاسلاميةارجو مراجعة رده في نفس الورقة علي محمد المكي في حديث الاخير عن تلطيف الثقافة الاسلامية المتشددة ووصفه لاي حديث من هذا النوع بالتامر لدس مشروع علماني يهدف الي تفكيك محرمات الثقافة الاسلامية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عفوا استاذي النور حمد (Re: Agab Alfaya)
|
العزيز عبد المنعم شكرا على التعليق، وعلى إثارة هذه النقطة التي بدا لك فيها وكأن لي رأيين متعارضين. ولسوف تقودني نقطتك هذه إلى التوسع في نواحي كنت قد أشرت إليهات مجرد إشارة سريعة. وسأعود بعد سويعات إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عفوا استاذي النور حمد (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الاخ عبدالمنعم عجب الفيا
تحية طيبة لك وللمشاركات والمشاركين ..
كنت قد وعدت بالرجوع؛ ولم افعل؛ حيث اكتفيت بالقراءة؛ وبالاضافات الثرة التي التي بها مختلف المتداخلون؛ واخص منهم استاذنا النور حمد؛ والذي ما دخل الي بوست والا اضاف اضافات معرفية معتبرة؛ نتابعها باهتمام عظيم؛ فالرجل بلا شك قمة في ادب الحوار وفي موسوعية المعرفة.
ذكرني هذا البوست؛ ببوست مماثل كنت قد نقلت فيه مقالة الدكتور محمد جلال هاشم ؛ وقد تداخلت انت فيه بمداخلات قيمة؛ اعتبرها البعض قسرا منك لمفهومك؛ علي ما يقوله محمد جلال؛ ولو تذكر فقد كنت من اصحاب هذا الراي في البداية ؛ حتي تمعنت في الامر ووجدت بعض عدم الدقة في كتابته؛ ثم عرجت علي مواقف الاطراف الاساسية في الحوار؛ ولخصتها بالتالي:
الاساتذة محمد جلال وعبدالمتعم عقب الفيا
تحية طيبة
شكرا لمداخلة الاستاذ محمد جلال الثرة؛ واملنا كبير ان ينضم لاسرة المنتدي ؛ لكيما تكون مشاركته بالاصالة ؛ لا بالوكالة؛ وان نستفيد من فيض افكاره ورؤاه التجديدية
بالنسبة للموضوع محور الخلاف؛ فان رؤيتي وسطية ما بين طرحي الاساتذة محمد جلال وعقب الفيا؛ حيث ان هناك ضعفا او عدم تحديد في الصياغة؛ الامر الذي يمكن ان يجلب اللبس الذي وقع فيه الاستاذ عقب الفيا؛ من الناحية الاخري فان كل اعمال محمد جلال؛ وروح المقال؛ تنبئ بعدم تبني الاستاذ محمد جلال لمشروع السودانوعروبية؛ كما يطرحه عبدالله علي ابراهيم
ماذا يطرح عبدالله علي ابراهيم؟
انه يطرح منهجا ايدلوجيا لاثبات عروبة –خاصة – لشمال السودان؛ مبنية علي الايدلوجيا ؛ لا حقائق التاريخ ؛ اي انه يبرر للوعي الزائف لسكان الكيان المستعرب – الاسلامي في الشمال والوسط ؛ كما ولاثبات اسلام خاص بهم؛ وهو بهذا يميز نفسه عن التيار العروبي القح ؛ والتيار الاسلاموي الاممي – الاصولي .
ان عبدالله علي ابراهيم مهتم اذن في المقام الاول؛ بالدفاع عن الكيان المستعرب – الاسلامي؛ وبناء ايدلوجية له؛ وهو لا يناقش بالتالي هوية الكيانات الاخري؛ وانما يتركها لابناء وممثلي هذه الكيانات
بالمقابل يبدو ان عبدالله علي ابراهيم؛ يدعو الي تعايش سلمي للكيانات المختلفة؛ بما فيها الكيان المستعرب – الاسلامي؛ الذي سودنه عبدالله علي ابراهيم ؛ وهو بذلك يذهب الي فكرة قريبة من الوحدة في التعدد؛ وان كان يري هذه الوحدة بطريقة استاتيكية ؛ اي دون تداخل ثقافي بين هذه الكيانات؛ ومما لاريب فيه ان هذه النظرة يمكن ان يذهب بها بعيدا ؛ حتي الي مناطق تبرير الانفصال
ماذا يطرح محمد جلال هاشم؟
محمد حلال يكرس جل هدفه ؛ لرصد سيرورة وتطور افكار النخبة في الكيان المستعرب الاسلامي؛ ويخلص الي انها وجدت تبلورها في السودانوعروبية ؛ وهو مشروع عبداله علي ابراهيم
هل يطرح الاستاذ محمد جلال؛ تحليلا اخر لهوية الكيان المستعرب –الاسلامي؛ مختلفة عن رؤية عبدالله علي ابراهيم ؟ لم نرصد ذلك
بالمقابل فان دعوة الاستاذ محمد جلال ؛ للوسط اليميني – اي القادم من مواقع عروبية ؛ او من مواقع الكيان المستعرب- الاسلامي؛ باعادة تعريف نفسه وايدلوجيته ؛ تحكم بان له تصورا خاصا لهوية ذلك الكيان ؛ مختلفة عن السودانوعروبية
من الناحية الاخري يبدو ان فكرة الوحدة في التنوع ؛ هي ديناميكية ؛ اي تفترض تفاعلا مستمرا بين الهويات – والتي عبر عنها بتفاعل يمين الوسط ويسار الوسط ؛ وان كان عابه استخدام مصطلحي السودانوعروبية والسودانو افريقية ؛ في تصوره لهذا التلاقح ؛ بما اوحي بان تصوره لهوية يمين الوسط ؛ يمكن ان تستند الي السودانوعروبية ؛ وهو ما اوقع اللبس والخلط
ماذا يطرح الاستاذ عقب الفيا ؟
الغابة والصحراء؛ او السودانوية ؛ اي الهجنة التي يرفضها عبدالله علي ابراهيم ؛ ليس لحل مشكلة الكيان المستعرب – الاسلامي ؛ وانما لكل الهويات السودانية؛ الامر الذي يجعله الحاقيا للهويات الافريقية الصرفة ؛ بالهوية الهجينة للكيان المستعرب –الاسلامي في الشمال والوسط
السودانوعروبية او تحالف الهاربين - محمد جلال هاشم يحلل عبد الله علي ابراهيم
اعتقد انه اليوم يمكننا ان نناقش هذه الاستنتاجات المبتسرة؛ للوصول الي تحديد دقيق؛ لمواقف مختلف المشاركين في الحوار ؛ تجاه قضية الهوية؛ والذي رغم تثميني البالغ لجهدك في نزع الغطاءات الايدلوجية الكثيفة التي تغطيه(اقصد الحوار)؛ وارجاع الامور الي الواقع - ومرجعية الوثائق- ؛ الا انه قد تحول الي سجال ايدلوجي اخر؛ تستخدم فيه من البعض كل ممارسات الخطاب الايدلوجي القديم؛ من مناهج الاسقاط والتمني وعدم التحديد والتهرب من الوقائع الخ الخ
الحوار الحالي هو في مجمله حوار ايدلوجي؛ لانه ليس فقط رصد تاريخي توثيقي لمدرسة ادبية -فكرية ؛ بل هو انخراط فعلي في مآلات الصراع السياسي - الاجتماعي - الثقافي الدائر في السودان؛ وعي المشاركون فيه بذلك ام لا ؛ رضو الاعتراف بذلك ام ابوا؛ ولذلك فان كل قراءة لتلك التجربة -الغابة والصحراء-؛ هي قراءة ايدلوجية بالضرورة؛ بما فيها قراءة عبدالمنعم عجب الفيا - والذي يتركز نقدنا الاساسي لمنهجه؛ وربما لكامل منهج مدرسة الغابة والصحراء الذي يبدو مدافعا عنه؛ في غياب التصور المتكامل لتفاعل الثقافات السودانية المختلفة؛ خارج تثبيت الطبيعة الهجينة للسودان الشمالي؛ والمآلات الناتجة او المحتملة عن ذلك التفاعل.
واواصل لاشرح ما كتب هنا بتعميم او اختصار مخل .
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
شكرا دكتور النور حمد علي الرد كنت اقصد القول ان الدكتور عبدالله ابراهيم لا يدعو الي اشاعة الحريات داخل الثقافة العربية الاسلامية كيف لمن يصف العلمانية بانها مؤامرة لتفكيك محرمات الثقافة الاسلامية،ان يتحدث عن اشاعات حريات، كيف لمن يرفض تطبيق القوانين المدنية وينادي بتطبيق قوانين الشريعة بدلا عن ذلك ان يتحدث عن افساح المجال للحريات العامة، كيف لمن ينحاز الي القاضي الشرعي ضد القاضي المدني ان يتحدث عن كل ذلك ؟؟؟؟؟ سوف اعود لمزيد من التفصيل ان اقتضي الامر، ولك مودتي وعميق احترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
اخي الناقد الشاعر اسامة
هل لك ان تنزل من برجك الفكري العالي وتقول لنا قراءتك للورقة
المطروحة للحوار؟
احس بان منطلقاتك فيه شئ من النخبوية والشللية والتعالي الفكري
هذا مجرد احساس ارجو ان يكون كاذبا والا لماذا تسال وتطلب وتحكم ولا
تقول لنا قراءتك انت لنحكم ؟
ان الفكر النقدي السليم هو الذي يطرح نفسه
يقول قراءته والحكم بعد ذلك للاخرين في هذه الحالة
لا توجد قراءة واحدة لاي نص مهما كانت , فالنص مفتوح للتأويل
وقراءات متعددة , ذلك ينطبق حتي علي الجمل:
انظر الي هذه الجملة : (النساء والرجال المسنون)
هذه الجملة يمكن ان تعني النساء من جميع الاعمار والرجال المسنون
فقط او جميع الرجال والنساء المسنون.
اذا توجد قراءتين لهذه الجملة فما بالك اذا كانت نصا.
هنالك موضوع جوهري في هذا الحوار وهو الافروعربية وهل هو موجود
حقا ويمثل الاساس السليم للتمازج والانصهار الثقافي كما يقوله
اصحاب الغابة والصحراء
ام هو محاولة للهروب الي عالم اخر حقيقي او متخيّل من اجل (
بوهيمية) حسب قراءة د.عبدالله علي ابراهيم
او قراءة بولا وموسي في اعتقادهما ان اصحاب الغابة والصحراء انما
بمحاولتهما تلك يحاولون تعريب المكون الافريقي بادعاء الافروعربية
لان منطلق اهل الغابة والصحراء من ارضية الثقافة العربية
اذن كل هذه القراءت المتباينة في اتجاه جماعة واحدة(نص واحد) تؤكد
مسالة تعددت القراءت ذاتها , لذلك لا اعتقد بان قراءة عجب قراءة
خاطئة وانما مغايرة لقراءتك انت مثلا .
كما انني فهمت من تصويب الشاعر الكبير محمد المكي في انه صام
اربعين عاما من الكلام في موضوع الهوية لانه اعتبر ان الموضوع اصبح
مسلمة من المسلمات التي لا يحتاج الي الاثبات او ادارة جدال سفسطائي
حوله , فالهوية الافريقية موجود فيك(اسامة) وفي منعم و(فيّ) وفي 90%
من السودانين , واذا كان ذلك كذلك اذا البديهي ان الثقافة
الافريقية موجودة , فما هي الغير موجودة ؟ الثقافة العربية ام
الافروعربية؟ نفي احدهما ينفي وجود الاخري , وحسب اعتقادي يوجد
الكثير من الافروعربية والقليل من العربية ,
فما يعتبرها كثيرون في السودان بالثقافة العربية ,هي ليست كذلك
والا فلماذا هذا الفقر المحزن للمكتبة العربية سواء كانت في
القاهرة , او الدمشق , او السعودية الخ.......للكتاب (العربي )
السوداني من الرواية او الادب او حتي الفكر في ظل الغزارة الشديدة
لهذه المكتبات واحتوائها علي كتّاب وادباء ومفكرين كبار (نجيب
محفوظ, قباني جابر عصفور .محمد الانصاري.......الخ).
ففي ظل الغزارة الابداعية علي المستوي العربي الي مرحلة النوبل
(نجيب محفوظ) , والغزارة الابداعية الافريقية الي مرحلة النوبل ايضا
(الكاتب النيجيري ) وغياب السودان من هاتين المكتبتين لا مبرر لها
الا اذا رجّعناهاالي غيبة الهوية وضبابية الرؤية الثقافية
السودانية .
ان المنتوج الثقافي السوداني الحالي اقرب الي الافروعربية منها الي
العربية وبناءا علي ما ذكرتها في سطور اعلاه , يوجد في السودان
ثقافتين
افريقية وافروعربية وقليل جدا من العربية الي درجة لا نراها في
المكتبة العربية.
ايها الناقد الكبير اسامة ارجو ان اسمع قراءتك ورؤيتك بصورة اكثر
تفاصيلية من ما قلته حتي الان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي ودكتور عبدالله : نفس الخطاب (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
شكرا استاذي العزيز النور حمد لقد اتبع الدكتور عبدالله ابراهيم في كتابة ورقته اسلوبا فيه قدر كبير من الذكاء والتخفي ،فهو يطرح اولا القضية التي لا خلاف عليها ثم ما يلبث ان يطرح رايه المناقض لهذه القضية بطريقة لا يلمسها القاري لاول مرة ،وقد نجح بذلك في تمرير كثير من الافكار التي ما كانت ستجوز علي الكثيرين لولا هذا الاسلوب المخاتل . ان الاقتباس التالي ادناه والذي اوردته في مداخلتك هو من اكثر النقاط جاذبية استقطابا في الورقة،ومعظم الذين اشادوا بالورقة وقفوا عند هذه النقطة ولم يتعدوها!وبدون ربط هذه الجزئية بباقي جزيئات النص،سوف لن ندرك المرامي الحقيقة للورقة .والنص كما هو معروف ،اي نص ،يفسر بعضه بعضا ،لذا يجب ان يقرأ في كلياته، حتي يخرج القاري منه براي واحد متماسك،
Quote: وعندى إجمالا أن خلع أو تحجيم الهوية أو الثقافة العربية هو إما غش ثقافى أو يأس . فالطريق فيما أرى إلى اطمئنان الجنوبيين وغيرهم من حملة الثقافة الأفريقية إلى أمنهم الثقافى ، يمر عبر تصدى العرب المسلمين للنعرات وأنواع التحريم التى تغص بها ثقافاتهم تصديا بالأصالة عن أنفسهم ، لا نيابة عن أحد . ويستلزم ذلك وقفة مستنيرة إزاء الذات وقدرة على تحرى النقد ، وتحمل تبعاته . ولا أحسب أن حملة الثقافة الأفريقية ممن يرغب في الزج بهم كلاعبين رئيسيين في أجندة تفتح وديمقراطية الثقافة العربية الاسلامية . فالأصح في نظرى مثلا أن يدعو من يزعم أن تعاطى الخمر حرية شخصية إلى كامل حرياته الشخصية كعربى مسلم ، لا أن يتخفى وراء نسبته في أفريقيا التى الخمر فيها بعض الماء أو الغذاء أو أنخاب الطقوس . والأهم من ذلك كله ألا يتأسى العربى المسلم لفقدان الجنوبى حريته في شرب الخمر ، قبل أن يتأسى هو لفقدانه الحق ذاته . فحملة الثقافة الأفريقية قد يرغبون أن يروا العرب المسلمين في السودان متمتعين بحقوقهم في الاعتقاد والرأى وأنواع الشغف الأخرى أولا ، قبل أن يصدقوا |
والسؤال هل فعلا دكتور عبدالله جاداgenuine في الدعوة الي احداث ثورة ديمقراطية داخل الثقافة العربية الاسلامية،بحيث يصبح شرب الخمر حرية شخصية وليست جريمة يعاقب عليه القانون؟ علينا ان نتذكر ان الدكتور كان قد وصف الافروعربية في اول الورقة تحت عنوان :الافروعربية في اجندة تلطيف الثقافة العربية الاسلامية،بانها مؤامرة تهدف بوعي الي تحجيم الانتماء للثقافة الاسلامية يقول :
Quote: لا تهدف الأفروعربية إلى تحجيم الانتماء العربى الصريح وحسب ، بل إلى اجراء تحسين جذرى في المكون العربي الاسلامي من الذاتية السودانية . فاستعادة التراث الأفريقى ، في نظر الأفروعربيين ، ليست مجرد تصحيح لمعادلة مختلة ، وإنما المقصود منها هو تهريب أجندتهم الاجتماعية والفكرية إلى الثقافة العربيـة الاسلاميـة الغبشـاء المتشـددة ( الحنبلية في قول المكى ) (20) ، بقصد حملها على التلطف والسماحة .
|
ويدلل علي هذا التامر باطروحات لمحمد المكي قائلا:
Quote: ويحترز مكى ، وهو يتكلم عن تصوره لما سيؤول إليه الاسلام في معترك الهجنة . فقد اضطره موضوع " الدين المخيف " أن يكتب عنه بتعميم ؛ فهو يرى أن عوامل الجهل والتخلف قد مكنت لدعوات التشدد والتخويف في الاسلام ، بغض النظر عن معدنه الأصيل الداعى إلى الحب والتسامح . وقد استحال مع هذا التخويف " تلاقى البشر حول إله واحد وحب واحد " . ويرى مكى أن لقاء الاسلام بصورته الخاطئة بالعقائد الإفريقية ، ( أو ما يسميه بالوافد الأفريقى الطفل ) ، سيخلف مشاكل تحتاج إلى حلول خاصة (26) . وقد قدر أن يكون السودان بواقع الهجنة منبعا للفتاوى الجريئة وللتخفيف عن الناس وتيسير اللقاء بالله ، عبر كل الـدروب . وهذا ، في معنى قوله ، أن يلعب السودان دورا قائدا في التسامح والاحياء في مجال الديانات (27) .
|
لكن عبدالله ابراهيم لا يري في ذلك محاولة، لاشاعة الديمقراطية داخل الثقافة الاسلامية وانما علمانية سافرة لتفكيك محرمات الثقافة الاسلامية،حيث يخلص الي ان :
Quote: لقد أرادت الأفروعربية ، باستردادها المكون الأفريقى في العربى السودانى المسلم ، أن تضرب عصفورين بحجر واحد ، أن تدس خلال ذلك مشروعا خاصا بها في تفكيك محرمات الحضارة العربية الاسلامية التى سدت على يفاعتهم منافذ الاشباع . أما الأمر الثانى فهو تطمين الجنوبى إلى أمنه الثقافى في أروقة مفهومها للتمازج ، الذى للأفريقية فيه مكان ، على خلاف نموذج الغلاة من الاسلاميين والعروبيين .
|
وهنا يلتقي دكتور عبدالله مع الترابي في اشهار سلاح الاتهام بالعلمانية لكل من ينحو هذا النحو في احداث ثورة اصلاح ديمقراطي داخل الثقافة الاسلامية،بالرغم من ان دكتور عبدالله ،يستخدم اسلوب المخاتلة حتي يبدو وكانه لا يؤيد نهج الاسلاميين المناهض للعلمانيين،يقول:
Quote: ومن الجانب الآخر فخطة الأفروعربيين لاستخدام المكون الأفريقى فيهم وحقوق الجنوبيين لنصرة آراء لهم في الحياة السياسية والاجتماعية هى خطة مكشوفة للغلاة من الدعاة الاسلاميين . فهم يرون الليبراليين من الأفروعربيين إنما يدسون مشروعهم العلمانى وراء تظلمات الجماعات الأفريقية غير المسلمة . وهذه الخطة الأفروعربية في نظر الغلاة مجرد حيلة في علم الحيل . فقد قال الشيخ الترابى ، " إن مناصرى العلمانية منافقون مارقون من بين صفـوف المسلمـين لا يستطيعون الجهر بمعارضتهم للاسلام ، |
وهذا ما مارسه دكتور عبدالله بالضبط ضد الافروعربيين ،الم يصفهم بالبوهيمية والبحث عن اشباع الغرائز والشهوات ؟وهي نفس الصفات التي يرمي بها الاسلاميون ،العلمانيين! اما قولك عن الترابي يا دكتور النور: Quote: وقد كان الترابي يكثر من استخدام كلمة "علمانيين" لكي يخلق، عن قصد، وعمد، حاجزا سميكا بين معارضيه في الرأي، وبين عامة الجمهور. وعند سواد الجمهور، ربما تطابقت كلمتا "علماني" و"كافر". وذلك باب عويص في المكر السياسي، وفي العمد إلى حسم النقاش، بطرق تجعل المعارض أمام إحدى خطتين: إما أن يضع نفسه في "سلة الإسلام"، لصاحبها الدكتور حسن الترابي، أو يضع نفسه في "سلة الكفر" وهي السلة التي ينتهي في بطنها، في نهاية الأمر، كل من يعترض على نهج الدكتور الترابي!!
|
الا تتفق معي انه لا يوجد خلاف بين خطاب الترابي وخطاب دكتور عبدالله ؟!
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
و الله ورقتو ما بطالة، ما كعبة أول مرة أقرأ له بعيدا عن سخافات العمود اليومي و أدرك الآن إفراز أستاذ الفيا مثل هذه المساحة فالموضوع يستحق و أي تخبط للدكتور في ورقته أحب أن أرجعه إلى تخبط الحركة النقدية الأدبية عندنا في السودان و التي تركن إلى العشوائية حينا و المجاملة في أغلب الأحيان.(المرجعية و التفسير مختل) ، عشان كدة أي كلام قاعد يعوم ساي..لا رقيب و لا حسيب بعد القراءة و قبل الاختلاف أؤمن على الآتي 1- نظرة شعراء الغابة و الصحراء إلى الغابة نظرة استعلاء لا تقل تطرفا عن المشروع الإسلامي العروبي خاصة مفهوم البدائي النبيل و التي تذكرني ب "الاستشراق" لإدوارد سعيد و نظرة الغرب للشرق 2- لا تجد الغابة موطئ قدم في مشروع الغابة و الصحراء، فهو يبدو مشروع معني بإنسان الوسط، ليس بالتحديد القاطع....أعني المحاولات الأولى يه معنية بإنسان الوسط أكثر من إنسان الجنوب (كمشارك حقيقي في المشروع و ليس كموضوع في حد ذاته) ...لكن أقول لو أن المشروع عومل بجدية أكثر بدلا من أناشيد الدعاية السياسية لكان خيرا...و استمرار المشروع كان سيكون أفضل بمحاولات نقدية جادة و إضافات أدبية مستمرة حتى يومنا هذا. 3- مناقشة تنصل معظم رواد المدرسة منها و الردة نحو المشروع الثقافي الأحادي ضرورة. مواطن الاختلاف: نفي سوء النية و التخبط و العشوائية عن مشروع الغابة و الصحراء للآتي: 1- نشوء تيار الغابة و الصحراء جاء كردة فعل لهيمنة الثقافة العربية في ذلك الوقت في عدة صور المقرر المدرسي ، حركات الإصلاح الديني (التي تأخذ الطابع العربي في التدين) حتى محاولات البروفيسور عبد الله الطيب بإظهارنا لغويا كعرب أكثر من العرب، كانت غير مقبولة لدي النيل الأوسطي العادي. 2- خصوصية إنسان الشمال ، كهجين ثقافات عدة، الردة فيه نحو خيار أحادي فيها هو قمع للشخصية النيل أوسطية!لذا تبرز أهمية و ضرورة مشروع الغابة و الصحراء 3- كما ذكر من قبل مشروع الغابة و الصحراء هو نتاج تكاثف محاولات التحرر من الثقافة العربية الإسلامية الأحادية ، من قبل الغابة و الصحراء...منها خصوصية التدين الصوفي و نماذج المصلحين المختلفة عن نماذج التصوف العربي ، الفارسي و غيره ( سلمان الزغراد نموذج سوداني فريد)...خصوصية الثورة المهدية(رغم أني غير متأكدة من إيراد هذا المثال) كتابات حمزة الملك طمبل الأستاذ محمود محمد طه. 4- حتى لو اتفقنا مع الدكتور حول مثال التمسك بالزنجية لتعاقر الخمر و التحلل من الأحكام الدينية القابضة، ماذا عن الخصائص المجتمعية المتحررة طبيعيا من تلك القيود، نحن نعرف أن التدين العربي موتور جدا من المرأة لذا نجد التبحر في أمرها و الأحكام الدينية حولها كثيف و سخيف، مثل هذا التوتر لا نجده في مجتمع الشمال(مجتمع العري (الرحط) ما من زمنا بعيد، و الرقص المختلط، و الاختلاط العفوي، والتدين المعتدل تجاه المرأة) 5- نقطة أخيرة كلمة بوتقة ، أو مصهر المعني مركز الوجدان السوداني ...ماذا أعني بذلك؟ هو وجدان الشمالي العربي تجاه الجنوبي الزنجي....و وجدان الجنوبي الذي اختار الشمالي العربي على الزنجي مثله...و شكل الخيار و العلاقة أقدم من الحدود السياسية (أعتقد!) ، و هو خيار القبائل الممتدة عبر الحدود(trans tribal) السياسية للذي يبعد عنها أميالا في الشرق و الجنوب و الغرب(ذلك الخيار الغريب و الفريد).....زاندي كينيا و السودان، فلاتة تشاد و السودان، نوبة مصر و السودان....وضح؟ ملحوظة : إن ما أدهشني من كل هذا الموضوع و أحزنني هو رد عبد الله بولا و حسن موسى المجامل لعبد الله علي إبراهيم...و صحت : و ماذا عني أنا؟ بعض الرجال لا يدركون أقدارهم و لا يدركون أن أجيالا من بعدهم يتعلقون بريشة دواتهم و لفظ حديثهم و مواقفهم! خلاصة: مشروع الغابة و الصحراء، رغم مناقصه و اتهامه باليوتوبية، هي مشروع فكري أدبي نقدي جاد ، يستحق اهتماما منا أكثر من مجرد condemning it و خلاص.....و أرجو أن يتابع حتى نهاياته كنت دوما أرى اتهام الصادق المهدي انه لا يتم أمرا مضحك!!!لأنها خصلتنا جميعا....we give up too easily يلا bye خلاص كفاية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Maysoon Nigoumi)
|
الأخ العزيز منعم شكرا لك على المداخلة الأخيرة. وأرجو أن تواصل كما وعدت. أنا الآن في حالة "زنقة" شديدة، فيما يخص الوقت. وربما لن أتمكن من العودة قبل يوم أو يومين من الآن. سأتابع بالقراءة، وسوف أعود حين افرغ من التزاماتي الأخرى. وسأعمل على أن يظل هذا الخيط في الواجهة، لأكبر فترة ممكنة. إذ لا تزال عندي بقية من "التجوال"، لم أقض منها وطرا بعد! شكرا لك مرة أخرى. النور حمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: osama elkhawad)
|
شكرا ميسون على الاضاءات التى ستدفع بهذا الحوار الى الامام
الاخ اسامة الخواض ما زلت اتعشم فى ان تررد على سؤالى الذى سابنى عليه مشاركتى الرئيسة فى هذا البوست
دكتور النور شكرا على اتحافنا بجولاتك ارجو ان يسعفك الوقت لتهدنا المزيد, اعجبنى قولك عن ادب الاختلاف مع الاخر والاتفاق فى جزئيات اعتقد ان بها حكمة عميقة تستحق الوقوف
اخى عجب الفيا اتمنى ان تجد من الوقت لتواصل
يجب ان يبقى عاليا فهذا حوار مثمر و غنى وفيه احترام المتحاورين لذواتهم وللقاريء
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة متوازنة ..اهديها الي اسامة الخواض (Re: Agab Alfaya)
|
تخلص ميسون من قراءتها المتوازنة الي :
Quote: خلاصة: مشروع الغابة و الصحراء، رغم مناقصه و اتهامه باليوتوبية، هي مشروع فكري أدبي نقدي جاد ، يستحق اهتماما منا أكثر من مجرد condemning it و خلاص.....و أرجو أن يتابع حتى نهاياته
|
هذه القراءة العدمية، التي اسميتيها بال condemnation وخلاص هي دافعي لقراءة مساهمات عبدالله ابراهيم وبولا وحسن موسي،لقناعتي ان دوافع هذه المساهمات ايديلوجية وشخصية اكثر منها معرفية، كان يمكن لكل من هؤلاء الثلاثة ان تكون قراءته مكملة لاجتهادات ناس الغابة والصحراء .كان يمكن لبولا وحسن موسي تعميق الجانب الافريقي الذي يريان ان الافروعربيين لم يولوه العناية الكافبة كما كان يمكن لدكتور عبدالله ان يعمق الجانب العربي من غير الاستبعاد العدمي للمكون الافريقي لشمال لسودان.
Quote: بعد القراءة و قبل الاختلاف أؤمن على الآتي 1- نظرة شعراء الغابة و الصحراء إلى الغابة نظرة استعلاء لا تقل تطرفا عن المشروع الإسلامي العروبي خاصة مفهوم البدائي النبيل و التي تذكرني ب "الاستشراق" لإدوارد سعيد و نظرة الغرب للشرق
|
فقط اريد ان اذكر ان مصطلح البدائي النبيل وباعتراف دكتور عبدالله ابراهيم،اول من استخدمه محمد عبد الحي لنقد قصائد المجذوب،التي يري انها صورت انسان الجنوب في صورة بدائي نبيل،يعني ناس الغابة والصحراء هم الذين نفوا مفهوم البدائي النبيل عن الافريقي السوداني رغم اني لا اري وصف البدائي النبيل سبة.فكما سبق ان ذكرت في مداخلة سابقة ،هنالك فرق بين البدائية النبيلة والمفهوم الاستعماري، ولا اقول الاستشراقي ،للانسان الافريقي. لا استسيغ الربط بين ادورد سعيد والاستشراق ،فقراءته هو الاخر للاستشراق تجريمية ولم يميز بين الاستشراق بنزعته الانسانية والخطاب الكولونيالي،لكن هذا موضوع اخر ارجو ان نتوفر عليه في مقبل الايام.
Quote: لا تجد الغابة موطئ قدم في مشروع الغابة و الصحراء، فهو يبدو مشروع معني بإنسان الوسط، ليس بالتحديد القاطع....أعني المحاولات الأولى يه معنية بإنسان الوسط أكثر من إنسان الجنوب (كمشارك حقيقي في المشروع و ليس كموضوع في حد ذاته) |
صحيح ،الافروعربية عموما والغابة والصحراء خاصة ،معنية في المقام الاول بانسان شمال السودان، العربي الافريقي او الافريقي العربي. فالمقصود بالغابة في المقام الاول المكون الافريقي في انسان الشمال .ومن هنا ياتي نقد عبدالله ابراهيم لهم،وتات محاولته النظرية تخليص الشمالي من اي بعد افريقي. وانطلافا من الاقرار بالبعد الافريقي ،جاء الحديث عن انسان الجنوب، والغابة في بعدها الجنوبي. ولكن كيف تجد الغابة الجنوبية حظها الكاف في ظل هذا الرفض العاتي لمفهوم البوتقة؟! بالمناسبة عجبني حديثك جدا عن مفهوم البوتقة وسوف اعود للحديث عنه بشكل اكثر تفصيل،
Quote: 3- مناقشة تنصل معظم رواد المدرسة منها و الردة نحو المشروع الثقافي الأحادي ضرورة |
من الحوارات الاخيرة التي اجرها عبدالحي ،حوار اجراه معه محمد عوض امان سنة 1984 ونشر بمجلة الرافد الامارتية قبل نحو عام،نفي بشدة ان تكون الغابة والصحراء مدرسة شعرية،ربما فهم البعض من ذلك انه تنصل من انتمائه للغابة والصحراء ،لكن الغريبة تحدث باصرار عن مفهوم افروعربية الثقافة السودانية في نفس الحوار بشكل اعمق واكثر تفصيلا من اي وقت ،ومضي ابعد لربط هذا المفهوم الثقافي ليشمل السودان بمعناه القاري الممتد من الصومال حتي السنغال.اعتقد هذا الحوار من اهم حوارات عبد الحي ارجو ان اوفق في العثور عليه لنشره عليكم. كما ان ما فهمته من مداخلة محمد المكي المنشورة هنا ،هو ما فهمه الدكتور بشار صقر وهو ان محمد المكي يري ان افروعروبة السودان صارت من البديهيات التي لا تستحق الجدل حولها،لذلك لم يعد يجادل في هذا الموضوع . الحقيقة انا كنت اري نفس الراي لولا ورقة دكتور عبدالله ابراهيم دفعتني للخوض مع الخائضين في هذا لموضوع، هذا بالاضافة ان الواقع اكبر من كل تنظير وايدلوجيا،فشجرة الحياة كما يقول بريخيت دائمة الاخضرار اما شجرة الايدلوجيا،عجفاء بائسة!
سعدت جدا بهذه المساهمة المتوازنة يا ميسون،
الاخ الاستاذ بكري الجاك الاخ الاستاذ اسامة الخواض شكرا لكم علي المتابعة الاخت سامية قاسم لقد تم انزال ورقة عبدالله ابراهيم قبل اكثر من عشرة ايام في نفس هذا الخيط .شكرا للمتابعة.
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
سلام ياعجب نكرر موقفنا السابق ونقول، ان الحوار الدائر في مجمله يمثل وجهة نظر واحدة، تتراوح مابين عروبة، وافروعروبة من اسماهم العرب، سودان امعانا في تمييزهم عن العربان والبيضان عموما.
عروبة او افروعروبة السودان، لا يخرج عن كونو خدعة استعمارية كبيرة جدا، تمثل اساس ذهنية ونمط تفكيرنا الحالي.
تقسيم السودان الي شمال عربي مسلم "صحراء" وجنوب افريقي مسيحي "غابة"، هو المكون الاساسي للقنبلة الزمنية اللتي انفجرت بالتحديد يوم وقفة الاستقلال، لتحصد اكثر من 2,000,000روح طاهرة بريئة، لنعيد انتاج نفس القنبلة في دارفور بانفسنا!
فواضح ياعزيزي عجب الفيا ما تسميه حقيقة وقراءة معرفية لايخرج، عن كونو "صارقيل" لي جبادة ضخمة جدا، جدا، وبشهادة ممهورة بدماء الملايين!
الغريب ياعجب انت بكل حسن نية بتعتمد كلام ناس ماكمايل او جماعتو، باعتبارو علم، وهم علماء!
هؤلاء جنود قاتلو بالقلم، دفاعا عن مصالح امبراطوريتهم، اللتي لا تغيب عنها الشمس.
اي كلام من اي عربي او غربي عن عروبة، او افروعروبة السوداني او ال Black بالانجليزي، ماهو الا نوع من السخرية والضحك علي مخ الزنجي الصقير.
فالمسألة اصلا ماعايزة علم ولا علماء، لانو اي طفل عمرو 4سنة ممكن يميز مابين عبدالله علي ابراهيم، اوفهد ابن عبدالعزيز علي بعد ميل كامل.
كلامك عن الاختلاط العرقي للسوداني هو الايدلوجيا عينها تمشي علي ساقين، لانو الثابت تاريخيا انو اشكالنا الحالية دي ياها ذاتها، قبل وبعد هذا الاختلاط المتخيل!
الحقيقة التاريخية الثابتة بتقول المجموعة البشرية المعروفة بالسامية، تحديدا العرب، ظهروا للوجود كنتيجة للاختلاط مابين السودان والبيضان!
فاذا سلمنا ان هاجر المصرية، هي ام اول عربي "حجازي"، فكيف هاجر كسودانية شمالية، نوبية تكون افروعربية؟
بالذات انو نفرتاري اخت هاجر، لاتختلف عن اي سودانية اليوم، في المنبر، في اي شئ بمافيها الحلي!
خلاصة الموضوع ياعجب اخوي، هذه دعوة لاحداث نقلة نوعية للنقاش القديم الداير هنا، بالاستماع لينا، نحن القادمين من مقاعد المركزية السودانية، اللا عربية ولاغربية، للمرة الاولي في تاريخ الدراسات السودانية، منذ الخمسينات.
خلونا ننقل النقاش ده لي فضاء جديد، رحيب، يواكب روح الالفية الثالثة، ويخرجنا من كستبانة شقير وماكميلان، العفي عليها الزمن! تقبل احترامي وتقديري.
الاخ العزيز دكتور النور، حقيقة صدمني موقفك من كلام عبدالله ايما صدمة، لانكم كجمهوريين، عشمنا كبير فيكم، تتقدمو ركب البديل.
"فالنقروفوبك" عبد الله علي ابراهيم هذا لايختلف لدي ذي ماقلت، عن منظر النازية وابو النقروفوبك، قوبيني.
فبينما الثاني عنصري ابيض ذي ماكدونالد، فالاول لايختلف عن اي من جنود لواء مكدونالد، الامن النصر لي جيش الغزو البريطاني.
علي الاقل جنود مكدونالد السودانيين كانو معذورنين، باعتبارهم كانو ضحايا نخاسة جلابة الشمال، ذي عبدالله، حفيد الزبير. او تبقي البينا عامرة.
الاخ العزيز اسامة للاسف الشديد، كلامك عن تعدد اعراق وثقافات السودان، يأهلك بجدارة لتكون الاكثر مركزية اوربية في هذا الخيط علي الاطلاق!
كيف؟
لانو وانطلاقا من "نظرية معرفة" بحتة،او ابستمولوجي، العقل الغربي بيجنح لي تفتيت الظاهرة موضع الدراسة، الي اجزاء لانهائية، بي صورة الية تلقائية، علي عكس العقل الافريقي البنزع للجمع والتوحيد.
كمثل في علم الاحياء، الفراشة يتم تقسيمها الي انواع لانهائية، لمجرد اختلاف اللون مثلا.
لذات السبب علم الاجناس الغربي بقسم الافارقة الي بانتو، نايلوتكس، بقمزس، او حتي كافر، نعم كافر اللي ماعندها صلة بالاجناس، اصلا!
ده غير انو دي سياسة استعمارية، لعبت دور اساسي، في حروب القارة الاهلية، السابقة والحالية، ذي ماعندنا اونيجريا مثلا!
ماتنسي الحقيقة الثابتة الوحيدة في الكون كلو، اننا كلنا في الاخر جنس اسود واحد،من العبيد محل مانمشي، من دون تفريق، مابين الجعلي او الجاي من جزر القمر.
هم السمونا، Black، سودان، اثيوبيان، كوش،..الخ من دون اي تمييز او تعدد بالمرة!
نسيت تجربتك في لبنان، او كيف اللبناني هدد بي قتلك، لمجرد انك سوداني او اسود؟
ده كان نفس مصير السوداني او الافريكان اميركان، السحلوه حتي الموت في تكساس، لمجرد سواد لون بشرتو!
فمن الغرابة بمكان المقارنة بين امريكا، والسودان!
اتمني توريني حاجة واحدة مشتركة بين امريكا والسودان، تصلح للمقارنة، فيما يتصل بالتعدد او سؤال الهوية!
برضو تألمت جدا لي صمتك علي نمط تفكير دكتور عبدالله، وانت من احتج علي مأساة اهلنا في الجبال، ضحايا نازية عقلية امثال عبد الله علي ابراهيم. مع خالص شكري وتقديري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاخ اسامة لماذا لا تواجه هذه الاسئلة؟ (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ اسامة صباحك خير بتوقيت الامارات
طرح عليك بشاشة سؤالا محددا هو: لماذا لم تتحدث عن موقف عبدالله ابراهيم او ما سماه بشاشة النقروفوبيك وقال لك لقد تعرضت انت لمحاولة قتل بسبب لونك في لبنان، سبق ان طرحت عليك سؤال مماثل ولم تجيب عليه، هل نتعشم بان تنحاز لدورك كمثقف نقدي وتسمعنا رايك بكل صراحة ؟ ام ستظل تتنكر لهذا الدور وتفضل الانحياز للايديلوجيا الحزبية الضيقة؟ هنالك ايضااسئلة مطروحة من دكتور بشار وبكري الجاك
الاخ بشاشة شكرا للمساهمة الهامة جدا وجاييك بعد شوية واتمني من اسامة ان يجيب علي اسئلتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هو مشينا وجينا للافروعربية يا بشاشة! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ العزيز بشاشة كثيرا ما اعترض علي مجري النقاش لانه يري انه يمثل وجهة نظر واحدة، طبعا بشاشة اصلا من اصحاب النظرة الواحدة،فاذا كان عبدالله ابراهيم بنزعته العروبية القحة النافية لاي مكون افريقي محلي،يقف علي يمين اليمين العروبي،فان بشاشة بنزعته النوبية النافية لاي وجود عربي يقف علي يسار اليسار الافريقاني!
حجة بشاشة هي ان العرب اصلا هم افروعرب ،حبوبتهم هاجر النوبية السودانية! يعني يا عبدالله ابراهيم واسامة سيك سيك معلق فيكم! مشيتو وجيتو للنوبة المابنهم ديل، يقول بشاشة:Quote: كلامك عن الاختلاط العرقي للسوداني هو الايدلوجيا عينها تمشي علي ساقين، لانو الثابت تاريخيا انو اشكالنا الحالية دي ياها ذاتها، قبل وبعد هذا الاختلاط المتخيل!
الحقيقة التاريخية الثابتة بتقول المجموعة البشرية المعروفة بالسامية، تحديدا العرب، ظهروا للوجود كنتيجة للاختلاط مابين السودان والبيضان!
فاذا سلمنا ان هاجر المصرية، هي ام اول عربي "حجازي"، فكيف هاجر كسودانية شمالية، نوبية تكون افروعربية؟
بالذات انو نفرتاري اخت هاجر، لاتختلف عن اي سودانية اليوم، في المنبر، في اي شئ بمافيها الحلي!
|
يعني يا بشاشة انت ما عندك معي حجة في موضوع الاختلاط دا انت براك جبت الدليل برقبتك! ما افتكر تهمة الايدلوجيا عندها سند في قراءتنا،
Quote: فاذا سلمنا ان هاجر المصرية، هي ام اول عربي "حجازي"، فكيف هاجر كسودانية شمالية، نوبية تكون افروعربية؟ |
يبقي نسل هاجر ،البفتكروا نفسهم عرب اصلهم افروعرب، رجعوا الي اصلهم الافريقي في هجرة معاكسة عرفت بالفتوحات العربية وكدا مشينا وجينا للافروعربية،ويا هو دا السودان !ولا شنو ؟
اتمني من اسامة ان يجيب علي ملاحظاتك!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ الفيا
قبل ان ارد على مداخلتك دعني اتحدث عن بعض ما قلته لي من اتهام بخصوص الاستاذية
اعتقد ان من حقنا عليك كصاحب للبوست وككاتب للورقة ان تجيب على اسئلتنا
والاسئلة من ادوات الحوار
وقد رحبت انت بذلك وعبرت عن ذلك عمليا مما يستحق الاشادة
ولكنك فجاة عبرت عن تبرمك لاسباب غيرمعروفة
ثم رميتني بناء على ذلك بداء الاستاذية , بالرغم من انك اول من مارس الاستاذية حين قلت لي " ارجو
ان تعيد قراءة الورقة بذهن مفتوح" وهذه قمة الاستاذية لكنني تجاوزت ذلك حرصا على النقاش
سبق ان ابديت اعتراضي على الطريقة التي يسير بها النقاش.
فهذا منبر للنقاش اساسا, وليس مجلة لنشر المقالات كما يعتقد دكتور النور الذي يتبنى
الطريقة " الخيطية" والتي كما ارى انها ادعى الى "فرزعة" الحوار من لمه وتكثيفه
وكنت ارى ان من الاوفق للدكتور ان يتحدث عن التحفظات الرائعة لعبدالله بولا وحسن موسى
حول الغابة والصحراء والتي كان الدكتور يعتقد ان الفيا ملم بها , بدلا من الحوامة حول
البوست .
فالدكتور فنان وهو الذي قدم بولا في المنبر ,
وهو من المساهمين الاساسيين في " جهنم " حسن موسى الذى وصف الفيا –مرة – بالشتارة
المنهجية.
كل تلك الصفات تؤهل الدكتور لان يتحدث عن بولا وحسن موسى ورايهم في " الغابة والصحراء". ولانه اي الدكتور النور حمد –ربما – كما قلنا من قبل لا يريد احراج الفيا, حول السؤال الى بولا , وهذه خسارة كبيرة.
عموما مثل هذا النقاش لا يقود الى حوار متماسك يستفيد منه المتابعون, ولذلك ساطرح مساهمتي الاساسية في بوست منفصل , وادعو كل المشاركين هنا وكل البورداب اليه ,
وارجو ان يتخلصوا من الطريقة الخيطية , وان نركز على النقاط الاساسية
شكرا عجب الفيا على دعوتك واستضافتك لي وارجو ان تنضم الينا
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا خسارة .. ما كان العشم يا اسامة (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ بشاشة
سلامات وجهة نظر جديرة بالتامل, واصل
الاخ عجب الفيا, طول بالك على اسامة
الاخ اسامة الخواض
ارجو ان تواصل النقاش وقول رايك مهما كانت بشاعته فى عجب او فى غيره فهو رايك و يجب ان يحترم و يصان كما اراء الاخرين, انتقالك الى بوست اخر سوف لن يغير من الامر شيئا, فيمكن ان تتم نفس المممارسة و كونك صاحب البوست لا تغير شيئا فى هذا المنبر سواء فنيا او اداريا.
ولفوق
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الفيا
نهارك سعيد
كلامي كان واضحا وساقوله للمرة الثالثة
الطريقة الخيطية لا تخدم النقاش. وقلت كان من الافضل للدكتور النور
الحديث عن التحفظات المنهجية لعبد الله بولا وحسن موسى على تيار الغابة والصحراء,
لا بغرض كشف جهلك بها , ولكن – على الاقل – للتعريف ببعض من افكارهما ,
خاصة وان هنالك العديد من الشابات والشبان الذين لم يسمعوا بهما الا في هذ ا البورد,
مما كان سيثري الحوار ويجعله مركزا في المحاور التي ارتكزت عليها ورقتك.
ولست من الذين ينسحبون من النقاش لمجرد سؤال , فانا على العكس منك
على استعداد بان اعلن جهلي بما لا اعرف على الملا ,
وعلى استعداد لان اعلن خطاي اذا ما اخطات, وهذا ما لا تريد انت القيام به ,
وانت تتبع استراتيجية ( يجب الدفاع عن الغلط).
المسالة ليست حزبية كما تحاول ان توحي ,
فهذا نقاش مهم يدور حول مستقبل ثلاثين مليون انسان.
اتمنى لكم بوستا هادفا وارجو ان تزورونا في بوستنا القادم
ارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
الرائع بكري الجاك
اضافة لما قلته عن طريقة ادارة النقاش ,
فان ما اريد ان اقوله يستحق –حسب اعتقادي-
وحسب ما قاله لي بعض ممن استشرتهم , يستحق ان افرد له بوستا خاصا.
وما ساقوله هو تطوير لدراسا ت قمت بها ضمن كورس
Building Multicultural Communities
كمادة من مواد برنامج الماجستير.
المهم ان شاء الله نشوفك معانا هناك ,
وتقبل تحيات هبة الخواض
مع خالص التقدير
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الي عادل عبدالعاطي هل هذا استنتاج؟ (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الاستاذ عادل عبد العاطي سلام اولا اعبر عن اعتذاري لتاخري في الرد علي مداخلتك، من خلال نقاشي مع محمد جلال تقول انني اطرح الاتي :
Quote: الغابة والصحراء؛ او السودانوية ؛ اي الهجنة التي يرفضها عبدالله علي ابراهيم ؛ ليس لحل مشكلة الكيان المستعرب – الاسلامي ؛ وانما لكل الهويات السودانية؛ الامر الذي يجعله الحاقيا للهويات الافريقية الصرفة ؛ بالهوية الهجينة للكيان المستعرب –الاسلامي في الشمال والوسط
|
كنت اتمني ان اسمع رايك عن الورقة المطروحة النقاش، فانت اكتفيت بما ورد من نقاش مع محمد جلال وذاك نقاش محكوم بسياقاته،
ومع ذلك سوف اعلق علي رايك هنا في شكل سؤال : هل ما تقول هو خلاصة ما اطرحه ،استنتاج ام كلام منقول عني حرفيا ؟ في انتظار الاجابة لمواصلة الحوار، ولك شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ اسامة الخواض انت من اكثر ناس المنبر قدرة علي تحمل نيران الصراع الفكري. وكتحصيل حاصل وبما انك ممرن نفسك علي درجات حرارة عالية جدا، فتلقائيا الاخرين بحسو بالسخونة حتي كلامك العادي.
من جانب اخر اخونا العجب بحرق روح الواحد قبل ما يرد، لكن البوست ماشاء الله مزحوم شديد.
وبما اني اول واحد دعي لي انضمامك لي بوست العجب، فنرجوك تظل مواصل.
لانكم الاتنين، بتمثلوا هلال مريخ دوري المنبر الممتاز فعلا.
علي كده وجودكم في بوست واحد، شي مايخلص.
افتح بوستك الجديد او كلنا حنجيك، بي عجبنا.
اكرر وجودك مهم جدا، لي قيمتو النوعية البضيفها للبوست.
اخونا العجب صراحة انت بتقفل بسرعة واسامة بالو طويل وبتحمل جد.
بعدين انا جاي علي مداخلتكم انت واسامة، ونحن ياداب بنسخن اوما بدينا التمرين لسه!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: osama elkhawad)
|
عجب الفيا
بل هو استنتاج؛ املاه عدم تقديمك اي اطار لحل اشكالية العلاقة ما بين التكوينات الثقافية المختلفة؛ للكيانات العرقية / القومية المختلفة؛ ومن بينها الكيان الهجين لشمال السودان النيلي.
عدم تقديم هذا الاطار؛ يسرس ايضا علي مدرسة الغابة والصحراء؛ والتي كما فهمت من حديثك؛ وكما هو واضح؛ فقد قدمت طرحها لمعالجة ازمة هذا الكيان الهجين لشمال السودان النيلي حصرا؛ ولم تذهب ابعد لتعالج علاقة وصيرورة التفاعل الثقافي بين هذا الكيان - الافروعربي- والكيانات الاخري الافريقية علي اختلافات مكوناتها؛ من نيلية لنوبية لكردفانية لحامية بجاوية الخ الخ .
علي كل المهمعندي ان كل هذا الحوار ايدلوجي؛ من اطرافه المختلفة؛ وهذه نقطة جوهرية عندي؛ ساعود لها بتفصيل اكبر ان سمح الوقت.
نقطة اخيرة تتعلق بشكل النقاش بين الاستاذين عجب الفيا واسامة الخواض. اعتقد ان اسلوب الاخ اسامة الخواض مستفز ومفارق للمنهج العلمي؛ ولا يركز علي الاساسي ولا يجيب علي الاسئلة المطروحة؛ بالعكس من اسلوب عجب الفيا الصابر الموثق والذي يرد علي مختلف الاسئلة بصبر وهدوء واحترام للاخر؛ ولذلك اطالب الاخ اسامة بان يغير من نبرته ومنهجيته في هذا الحوار؛ اذا اراد ان تعامل مساهماته بجدية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
سلام ياعادل مشتاقين والله.
لماذا الصمت ياعادل، علي استفزاز واستعلاء متوهم العروبة دكتور عبد الله علي ابراهيم، وانت المشهود لك بالجرأة والشدة احقاقا للحق.
جاييك علي تعديدك اللانهانئ، علي طريقة المركزية الاوربية في التناول.
ثم ماهو دليلك علي ان شمال السودان هجين؟
هو ياخي كل اجناس الدنيا دي ثلاثة، فانت من وين ليك تقسيمك اللانهائي لينا؟
هو ياخي تقسيمنا لي اتنين، كلفنا 2,000,000نفس، فمابالك لمان نتبع خط تقسيمك اللانهائي؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ عادل عبد العاطي
سلام
ستكون هذه مداخلتي الاخيرة
تحدثت عن لهجتي الاستفزازية , وكانك ترى مسار الحوار بعين واحدة
الم تلفت انتباهك مثل التعابير الاتية التي خاطبني بها الفيا والتي تنم عن تعال واضح:
ارجو ان تعيد قراءة الورقة بذهن مفتوح
دعك من هذه الاوصاف المجانية وفكر بعقل مفتوح،
ثم لماذا هذا الاصرار علي تكرار هذا الاكليشية هنالك غالب ومغلوب " هل هو تعبير عن احساس داخلي ؟!
رغم كل ذلك وناس اسامة الخواض لسع عايشين في غيبوبة ثقافية يزمرون ويطبلون وما عارفين الي اين تقودهم الزفة ؟؟
"وانا اعلم علم اليقين بانك سوف لن تجرؤ علي الاجابة علي مثل هذا السؤال وهذه هي الكارثة الثقافية الكبري!!"
وايضا ما قاله دكتور النور حمد حول رايه في خشونة لغة الورقة حين قال: مرة أخرى أشكر لك إعادة نشر هذا المقال المهم، في البورد. ولي، في البداية، ملاحظات على لغة خطابه، ونَفَسه
، اللذين لم يخليا من نبرة حدة، وربما، من شيء من الخشونة، في بعض الأحيان .
اتمنى لكم بوستا موفقا وخاليا من الاستفزاز
واتمنى ان تزورنا في بوستنا القادم
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انا اقرأ ولا اطرح مشروع يا عادل (Re: Agab Alfaya)
|
شكرا الاستاذ عادل عبد العاطي للقراءة المنصفة لسير النقاش بيني وبين اسامة الخواض،
اما قولك بان تلخيصك لطرحي بانه دعوة الي تكوين هجين عربسلامي من الكيانات الاثنية الاخري غير الافروعربية،بانه استناج او حسب تعبيرك :
Quote: بل هو استنتاج؛ املاه عدم تقديمك اي اطار لحل اشكالية العلاقة ما بين التكوينات الثقافية المختلفة؛ للكيانات العرقية / القومية المختلفة؛ ومن بينها الكيان الهجين لشمال السودان النيلي.
|
فاقول نعم ليس لدي مشروع ،فان اقرأ ما هو كائن فعلا ولا اتحري ما يجب ان يكون ، لذلك وصفت القراءات الاخري بانها ايديلوجية لكونها تطرح مشاريع ،فهي لا تكتفي بوصف ما هو واقع فعلا ولكنها تطمح الي تحديد عما يجب ان يكون عليه حال التجمعات السكانية، الثقافي والاثني، ان وصفي للكل المركب الذي يتكون منه السودان بانه افروعربي،يجب الا يعد وصفا ايديلوجيا وانما ازعم بانه معرفيا اذا صح التعبير! علي الا يفهم من كلمة (افروعربي) انها تعني حصريا هجين :عربي افريقي، كما فسرهاعبدالله ابراهيم لاسباب تخصه. فهي قطعا تشمل العربي والافريقي والافروعربي، عندما تقول مثلا :العلاقات الافروعربية ،فانت تقصد العلاقات بين الدول العربية من ناحية والدول الافريقية من ناحية ثانية لكنك لا تتحدث عن دول افروعربية بالضرورة . ولكن عندما تقول ان السودان بلد افروعربي،فان اول ما يتبادر الي ذهن السامع انك تقصد ان السودان يجمع بين الانتماءين العربي والافريقي ،ولكنه لا يفهم انك تقصد ان سكانه كلهم هجين لا مكان بينهم للعربي الصريح او الافربقي الصريح ، لذلك قلنا في الورقة ان الافروعربية لا تعني الغاء للخصوصية القبلية والاثنية والثقافية،
البعض يتحدث عن التعددية الثقافية والعرقية كبديل للافروعربية! اقول هنالك عنصرين ثقافيين وعرقين فقط :عرب وافارقة،لا ثالث لهما اللهم الا الجاليات الصغيرة جدا من الاصول غير الافروعربية.
امااذا كان لا بد من طرح مشروع فهو تاسيس نظام حكم دمقراطي علماني يضمن جوا حرا للتحاور الثقافي والاثني دون تدخل من احد ودون اي توجه ايديلوجي مبرمج
انا مضطر لقطع الحديث ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انا اقرأ ولا اطرح مشروع يا عادل (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ الأستاذ الفاضل / عبد المنعم
أولا أحب أن أهنئك على أسلوبك الراقي في نقاشك لموضوع الهوية السودانية وأنا هنا لست في مقام الناقد فللنقد أهله وأجزم بأنك أنت من أهله. في الحقيقة أنا متابع جيد لجميع ما تكتب لقناعتي بأنك باحث جاد تبحث عن الحقيقة وربما شعارك " الحكمة ضآلة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها " ؛ ولكن في كل مرة أقرأ لك فيها كانت القراءة مباشرة من شاشة الكمبيوتر ولكن هذه المرة وجدتني مجبرا على طباعة بحثك بأصغر حجم و باستثناء المصادر فوجدت نفسي أمام أربعة عشر صفحة فقلت في نفسي كيف سأقرأ هذه الصفحات فما كانت إلا لحظات وكنت قد قرأت البحث الجميل وأعدت قراءته أكثر من مرة فأعجبت به أيما إعجاب كما أعجبت بكثير من أعمالك الأخرى لكن إعجابي بهذا العمل فاق غيره من الأعمال. وأنا هنا لست في مقام الناقد وأظن أن بعض أساتذتنا الذين انتقدت أعمالهم أعضاء في المنبر يمكن أن يعلقوا على هذا العمل لنستنير نحن ونضيف الى معلوماتنا الكثير ومنكم جميعا نستفيد. وفي أثناء تطوافي جالت بخاطري أمور كثيرة ووجدت نفسي أتذكر أشعار إسماعيل حسن ديل أهلي أقيف في الدارة وسط الدارة واتنبر وأقول للدنيا كل الدنيا ديل أهلي عرب ممزوجة بدم الزنوج الحارة ديل أهلي
ويواصل الشاعر ليقول --------- تصور كيف يكون الحال لو ما جيتا من ناس ديل ولو ما كنت سوداني وأهل الحارة ما أهلي الخ القصيدة وأظن هنالك قصيدة لصلاح أحمد ابراهيم بنفس هذا المعنى وفيها يشير الى موضوع الهوية.
بالتأكيد أن لكل مجموعة أن تفتخر بموروثها الثقافي وتفاخر به دون أن تلغي وجود الآخر أو تقلل من شأنه . وبكل تأكيد لا أتخيل مجتمعا لا يؤثر أفراده في بعضهم البعض وإلا انتفت عنه صيغة المجتمع فالانسان كما يقولون حيوان اجتماعي يتأثر ويؤثر. قد يكون الإنسان من أصول أفريقية بحتة ولكن لاشك تأثر بالثقافة العربية رضي ذلك أم أبي والعكس صحيح ينطبق على العرب وقد يكون الإنسان عربي قح ولكنه تأثر بالثقافة الأفريقية رضي ذلك أم أبى ولا أرى غضاضة البته أن يأخذ الإنسان من ثقافة الآخرين ويتأثر بها بل ويضيف اليها ويأخذ منها ما ينفعه سواء كانت عملا أدبيا ؛ فنيا ؛ أو حتى سلوكا عاما ؛ وليس بالضرورة أن يكون ذلك تهربا من القيود التي تفرضها عليه ثقافته.
وفي الحقيقة قيمة هذا البوست أيضا تكمن في انه أضاف لنا الكثير وخصوصا من المتداخلين أمثال د. النور و هاشم الحسن وغيرهم ونقلك لمقال د. جعفر ميرغني كلها جعلت هذا البوست دوحة غناء نستظل بها وأضافت لنا الكثير .
وأنا أقترح عليك وعلى كل من يخالفك أن يكون الفيصل بينكم THE DNA TEST فالعملية يمكن اثباتها علميا وكفي الله المؤمنين القتال. لكن يا اخ عبد المنعم كنت مرة استمع الى البروفسير عون الشريق قاسم في التلفاز فعلى ما أظن أنه قال تعليق بأن المجموعات العربية متمركزة في وسط السودان رغم أنها أتت مهاجرة ولا أذكر ما هو تعليقه على ذلك فان كان الأمر كذلك فهل كان هذا ا لوسط فارغا رغم أنه كان ومازال من مصادر المياه الهامة في البلاد وكما هو معلوم أين ما وجد الماء وجدت الحياة والحضارة ؛ وكيف يمكن أن يتم استقرار دون انصهار أو على أقل التقديرات قبول الاخر لهذا القادم الجديد.
شكري مرة أخرى لك ولجميع المتداخلين وما هي الا خواطر لا أكثر ولا أقل انداحت فما أردت أن أجمحها لاعجابي بكم جميعا وبما تقدموه لنا من معلومات ثرة فمانحن الا تلاميذ نتعلم اليوم تلو الأخر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re:جميل (Re: انور الطيب)
|
لكم الشكر جميعا .....فوق _____
أتق الله حيث ما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: Re: هاجر ،نصار ،فرانكلي،سامية قاسم (Re: Frankly)
|
الاخ الاستاذ هاجر لك جزيل الشكر علي انزال المقال الهام للدكتور بشار صقر
الاخ العزيز نصار كتر خيرك علي المتابعة الرصينة وشكرا علي التوضيح للاخت سامية قاسم
الاخ فرانكلي كتر خيرك كثير علي حسن المتابعة ورفع البوست وشكرا علي الثناء علي كتاباتي ودائما نشوفك فوق
الاخت سامية اتمني ان تكوني تمكنت من قراءة ورقة الدكتور عبدالله علي ابراهيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مداخلة قيمة يا انور الطيب (Re: انور الطيب)
|
شكرا يا اخ انور علي هذه المساهمة القيمة والتي لا تقل عن مساهمة اي ناقد محترف بل يقصر عنها بعضهم لكنه التواضع يا انور شفت كيف اسماعين ود حد الزين اختصر المسالة ببساطة شديدة: عرب ممزوجة بدم الزنوج الحارة ديل اهلي
طبعا الناس البفتكرا نفسهم عرب صحاح ما برضوا الكلام دا، لكن دا كلام عام ولا ينفي انو هنالك عرب ما ممزوجين، وهنا اجيك لكلام عون الشريف، كثير من الناس بفتكروا انو العرب الصحاح هم ناس الوسط ، لكن العرب الصحاح هم في الاطراف،في الشرق والغرب،ناس البوادي ناس الوسط امتزجوا مع النوبة اهل البلد الاصليين،
كتر خيرك كثير علي ثناءك واعجابك بكتاباتي وان شاءالله دائما عند حسن ظنكم، ولك مودتي وعميق احترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
يا الأخوان..سلام عطل معاظل أصاب الكمبيوتر في (الويكدإند) الفائت فأذهب الشبكة و الوقت، ثم حرمني من متابعة الكتابة في البوست. وقد كنت أعددت مساهمة لي، بعد متابعة لصيقة طوال الأسبوع، مما تتيحه أوقات الفراغ في محل العمل الذي لا يتعطل كمبيوتره و لكنه غير ناطق بالضاد. فلما إستعددت لإضافتها بعد مساهمة الخواض من يوم الجمعة التي تلت الدومة، أراد الله أمراً و تسلط عليّ الفيروس بكل تناسخاته الممسوخة فلم أعالجه إلا و قد ذهبت مكنوزاتي و تناءى البوست نأياً بعيداً، وها أنا بعد أن أضعتها أعيد كتابة بعض معناها و لا أأسف على الوقت فيما قضيته متابعاً لثراء المداخلات أو طبعها علىالورق.. خلال كل ذلك، جزعت من بعض ما بدا لي و كأنه إعلان من د. النور بنهاية مداخلاته التي هي، على كونها فاكهة شهية ، الأكثرعمقاً في التحليل و الدرس والأحرص على تأسيس المعنى..طمئنني بعدها قول النور انه عائد..العود أحمد..و بالإنتظار.. ثم جزعت من هذا التوتر الذي خالط حوارات اسامة/الفيا في أمر بأهمية مانحن فيه من (أمر صعيب)..ف ظاهرة البحث عن هوية هي دليل على ازمة مجتمع فشل في مواجهة تحديات العصر الحقيقية لأن عطباً ما أصاب تروس الحراك الإجتماعي فيه وأوقف تطوره عند عقبة الهوية أو هو يتدحرج إلى الوراء بعجلة متسارعة من فعل الجذب و الإستقطاب الحاد. شكراً للأجاويد وأرجو أن يعود أسامة بأسئلته،هادئة، حتى تلقى الإجابة.. مقنعة... الحق إن أزمة الهوية ليست أزمة مصطنعة باية حال، و حقيقيتها في السودان، بأثر من نشأة الدولة و تكوينها فيه، و بأثر من صيرورة مجتمعاته عبر سيرورة تاريخ بعينه.. كما الموت..ثابتة..ولكنها ليست كما في مثل الموت، يسعى الناس في فهمها تصوراً و إقتراحاً لحلول لها في المعرفة أو التصورات أو الأيدلوجيات ، تماماً كما هي حال الأفروعربية/الأفريقانية/السودانوية/السودانوعروبية/العروبية/الإسلاموعربية/الإسلاموية...إلخ.. و دعاتها، مما حاولت إثباته فيما سبق من مداخلاتي التي ربما لم تكن فيروساتها كافية لدحض مناعة منعم أو حتى عدواه ببعض شك في جدوى توصيفه لأطروحته (التي نام عنها النواطير و الحرس القديم نومة (القنعان) لا القانع) بالقراءة المعرفية المحايدة، كما علوم المختبرات، تعرف الشئ كما هو عليه فقط!!!وهذا مما لا يقوم عليه عندنا دليل..لا من عند منعم و لا من لدن الأشياخ في من ذهب عنها كل مذهب...!! هذه الورقة في نقد معنى ورقة (تحالف الهاربين... مما جاء به مسدداً ع.ع إبراهيم)، وفي تلبيس أطروحة الأفروعربية بلباس العلم، لا يحالفها التوفيق عندي إلا في نقدها لقسوة اللفظ مما إقترفته هي أو بعضها، وفيما جاء به منعم في شروحها اللاحقة، من أن أطروحة الأفروعربية معنية بتوصيف السوداني الشمالي لا الجنوبي..كلنا متفق على هذا..و لكن ...هل هو توصيف صحيح لا يأتيه باطل الأيدلوجيا من يمين أو يسار؟؟؟..هل هو توصيف محايد يقرأ الواقع الإجتماعي فقط و لا يعنى بالواقع الكلي وبخاصة السياسي/الإقتصادي/ الذي هو أشد تعبيرات أزمة الهوية إثارة للوجع؟؟؟هل سقط الآخر السوداني من حسابات الأفروعربية و طموحاتها لمقاربة حلول ما للأزمة السودانية المستشكلة في سوء فهم/معاملة/مساكنة/مواطنة الآخر الذي هو ليس بالسناري الأزرق/الأخضر/الأصفر؟؟؟؟؟ السناري في ظني ، قد وعى منذ بداية تشكله-{الذي هو في معنى جدل الإنسان مع واقعه، تشكّل مستمر و متطور في إتجاه أقوى المؤثرات عليه}- وعى انه و على تشابه السحنات، فإنها لا تبقى إلا قاسماً أصغر مع مساكنيهم/مواطنيهم لاحقاً ممن هم على غير سيرتهم في الحضاري/الثقافي/الديني/اللغوي/السياسي..إخلتفت بهم المصادر و آليات الترميز و نياط الأشواق.. هم زرق لا سود ربما خضر ربما صفر و لكنهم ليسو بيض و لا هم بالسود ...رغم أنهم سود و فيهم بعض البيض يعرفون تميزهم عمن عداهم ممن يتحدث العربية ويتشارك المصادر، باللون و عمن عداهم ممن يشابههم السحنة، في الثقافة يصلّون بلسان و يتحدثون بنفس اللسان!! يخطرون في جلد الفهد/ ثوب الماء/ الجلابية و العراقي...و لكنهم!! هل تبدل جلدهم الذي يلمسون في واعية ثقافتهم؟؟؟لا..إلا كما تبدل جلد العربي (الجسدي و الثقافي) في الشام بالفينيقية و الكنعانية ،و في العراق بالسومرية و البابلية و في مصر بالفرعونية والقبطية و في المغرب بالامازيغية و على الخليج بالهندية و الفارسية..أو ما يسمونه بالتثاقف الذي عادة ما يثري أي ثقافة و لا يفنيها، مهما غلظت آليات التثاقف، إلا في حالة ضعفها المزري...راجع ميسون النجومي!!
إن الذين تساكنوا و تجادلوا مع الواقع و في الواقع الجغرافي /التاريخي الذي تحدد بإمتداد ظل (الككر) و طول قرني (أم قرنين) وربما في أبعد من ذلك حتى عرش (أم كردوس) أو اقرب في المسبعات و التاكا، تشكلت فيهم و بهم ثقافة سنارية غلبت عليها العربية و ميزّها ، مضيفاً لثرائها التثاقف مع ما سبقها و ما عاصرها من ثقافات النبتيين /المرويين/المقريين/ العلويين( الأخيرة لم تصمد حتى تحت أخفاف جمال القواسمة الرفاعيين مع ما للأخفاف من صلة بالخفة..لماذا؟؟ راجع النور حمد!!) و ما جاورها و تداخل معها من ثقافات بقدر ينقص أو يزيد، و في تلامس يخشن أو يرق ... و قد قال عبد الحي( جماع الغابة و الصحراء لم يكن ودياً في البداية، و لكن من زحام هذا اللقاء الشرس بين فرسان الخيول العربية و بين سبايا الغاب الأفريقي نحتنا و جوهنا) فتأمل!! بدون إستعجال بالله عليك.. أما كيف غلبت العربية فسؤال له إجابات سهلة على طرف السان و لا يوثق بخفتها، و أخرى اصعب مما يحتاج إلى بحث ربما يؤدي إليه هذا البوست أو غيره.. قال جعفر ميرغني في (الحمال الأخضر) مما تشكر على إهدائه يا منعم، قال: ( و كلا اللفظين<أخضر و أزرق> مستعملان عندنا لوصف من كان لونه كألوان السودان، وكلا اللفظين <اخضر و أزرق> لا يدلان على إنتقاص في الموصوف)..لا تعنيني محاولة د. ميرغني في البحث عن جذر لهذه الإستخدامات في غريب و حوشي الجاهلية، و لكني مهتم بدلالتها الترميزية كمثل ما ذهب إليه د. ع ع إبراهيم. فتأمل..و لا تذهب إلى أن هذا دليلاً على الأفروعربية حتي تستقر على تحديد حيِّز عملها في التوصيف. هل يتعلق بالعرقي أم بالثقافي أم بكليهما؟؟؟قال ود المكي: (إن الإعتراف بأن جدتك من النوبا أو الدينكا لا يحتاج منك أن تكون مفتوناً بحب الجنوب و أن ترى أهله بدائين نبلاء). و الحق هو، كما أن السناريين لم يذهبوا للحجاز في طلب تعلم العربية و حذق بلاغتها و حمل محمولاتها، فإنهم بالمقابل لم يطلوا أجسادهم بالأزرق و لا هجمتهم طفرة في جينات صبغة الميلانين .كمان ... فتأمل!!! وقبل حسبان هذا في كفة الأفروعربية، لترجيحها، الرجاء تحديد ميلها في العرقي أو الثقافي،!! فقد كثر التعارض في الوارد منكم يا منعم عن هذا رغم و صفكم لقراءتكم بأنها (الأصدق من اي قراءة أخرى في إنطلاقها من الواقع الملموس) مما أثار عندي سؤال عن أي واقع تعني. واقع الأعراق أم الثقافات؟؟ و لقد لاحظت يا منعم ولعل الآخرين فعلوا أيضاً، انه ما لصخر الأفروعربية من بواكٍ غيرك..هنا و على طول هذا الخيط، لم أر من يدافع عنها سواك، و من يبدون كذلك، هي عندهم مجرد منصة للقفز منها على أهدافهم في دحض العروبة في السودان، أو مجرد زانة للقفز العالي في نفس الإتجاه. لا تثريب عليهم و لا لوم يلحقهم في إستغلال ما توفر من دعواها أنها وصف علمي شمالي، للشمال، بالهجنة..فما حك جلدك مثل ظفرك، و قد جنت على نفسها براقش . والإعتراف سيد الأدلة.. و لكن أنظر لما لاحظه محقاً عادل عبد العاطي حين قال ( عدم تقديمك أي إطار لحل إشكالية العلاقة ما بين التكوينات الثقافية المختلفة؛ للكيانات العرقية/القومية المختلفة؛ ومن بينها الكيان الهجين لشمال السودان النيلي)..اكاد أجزم أنه بهذه الصياغة البليغة، يشير لإضطراب مقاربة الأفروعربية و كثير ترددها ما بين العرقي و الثقافي من مكّون الهوية كما لا يفوت عليه إلحاقها في صلتها الحميمة بالأيدلوجيا و فضح إنكارها لمحل الآخر المشارك في الوطن و معني بالأزمة، في طرحها المقصور على توصيف الشمالي كما تزعم في قول منعم الذي سبق وليس هذا الذي جاء به أخيراً ..و التشديد بالخطوط من عندي... Quote: ان وصفي للكل المركب الذي يتكون منه السودان بانه افروعربي،يجب الا يعد وصفا ايديلوجيا وانما ازعم بانه معرفيا اذا صح التعبير |
و لا ادري، حتى مع صحة التعبير.. ما هي الحيثيات التي يمكن بها تصديق هذا الزعم خاصة بالنظر لما سبق منه و من الأفروعروبيين، و ما سيأتي أدناه، علماً بان منعم كان مصراً على أن الأفروعربية معنية بالشمالي حصراً!!!
Quote: {علي الا يفهم من كلمة (افروعربي) انها تعني حصريا هجين :عربي افريقي،} |
Quote: كما فسرهاعبدالله ابراهيم لاسباب تخصه}.. |
إذن ما هو الذي يجب ان يفهم لو قرأنا هذا على ضوء ما جئتم به سابقاً، أو ما جاء به الشاعر الكبير محمد المكي إبراهيم في حديث الحبوبات!! يقول منعم في جزم شديد مما يلزم للتوضيح Quote: {فهي قطعا تشمل العربي والافريقي والافروعربي،} |
كيف يكون هذا الشمول؟؟..هل نتحدث الآن عن الدولة /الكيان السياسي/ المسمى بالسودان أم عن هويّة السكان؟؟ و يشرح Quote: {عندما تقول مثلا :العلاقات الافروعربية ،فانت تقصد العلاقات بين الدول العربية من ناحية والدول الافريقية من ناحية ثانية لكنك لا تتحدث عن دول افروعربية بالضرورة . ولكن عندما تقول ان السودان بلد افروعربي،فان اول ما يتبادر الي ذهن السامع انك تقصد ان السودان يجمع بين الانتماءين العربي والافريقي ،ولكنه لا يفهم انك تقصد ان سكانه كلهم هجين لا مكان بينهم للعربي الصريح او الافربقي الصريح ، لذلك قلنا في الورقة ان الافروعربية لا تعني الغاء للخصوصية القبلية والاثنية والثقافية،}... |
إذن يا منعم انت تقول ما قاله ع ع إبراهيم، بيد إنك تسلم 99% من أوراق اللعبة لمحدد خارج عن رؤية السكان لأنفسهم و عنها، هو الجغرافيا التي لم تكن معدودة في العدد قبلاً ، كما، و تلعب (بجوكر) العِرق مما يشي به التكرار الحاد لكلمة(الصريح)..مما أنكره حتى صلاح احمد إبراهيم القال ( نحن عرب العرب) ثم عاد وتساءل عمّن هو الصريح منا في ابيات لا أذكرها فأفيدونا.... (أنا لا أفهم قولة صلاح في عرب العرب كما جاء في بعض المداخلات هنا، بل بغير قليل من الإختلاف مما ساعود إليه و قول المجذوب في الطرب الغشوم)..
المهم لهذه المداخلة الآن، هو أن اضيف بعض فهمي لما يقوله ع ع إبراهيم عن الأفروعربية و عروبة السودانيين الشماليين: الرجل لا ينفي العرق الأفريقي في الشمالي، كما لا يقطع بصحة و نقاء النسب العربي و لا يقيم على ذلك وزناً في أطروحته(راجع ورقته المعنوّنة كسّار قلم مكمايكل) ولكنه يرد الحديث في الهوية كنتاج لمحض الدرس وفقاً للمنهج العرقي/الإثنوغرافي و تقسيماته للناس إلى قوقازي و زنجي أو (أبيض و أصفر و أسود) مما أنتجته مناهج المعرفة الإستعمارية و قام عليه ما عرف ب (عبء الرجل الأبيض) وحتى ممارسات ال EUGENICS سيئة السمعة، يردع ع أبراهيم رداً جليل الشدة مما تستحقه مثل تلك الطروحة بلا أدنى شك....وهو كذلك يؤكد على حق الناس في أي مجتمع كان، في التعريف الذاتي لهويتهم و عدم قبول التعريف من {علٍ} او من الخارج--ينطبق هذا على عرب السودان كما على غيرهم من الناس--.... و هو أيضاً يرفض ما بنيت عليه أطروحة الأفروعربية من قراءة مغرضة للواقع السوداني في محاولة توفيقية/ أو تلفيقية تحاول ان تصطاد عصفورين أو اكثر بحجر واحد.. الأول بالهروب من تزمت الثقافة العربية التي تتكاثف أرذودكسيتها في سيرورة رصد سياقاتها جيداً، هنا، د.النور حمد، كما يمكن أن تفعل كل عين ليست كليلة عن معايبها.. و الثاني في تقديم الشمالي لمواطنه الجنوبي بصورة مقبولة غير تلك المندوكورية الكريهة مما رسخته في ذاكرتهم سيرورات مثل التي اشار إليها المرحوم عبد الحي كما جاء في عاليه(راجع ورقة تحالف الهاربين الملصقة في هذا الخيط..ولا تنس ان تشكر معي عجب الفيا على ما أبداه من أمانة و عدالة في تجشم طبع و لصق هذه الورقة هنا). د.عبدالله يقول بأن مثل هذه المحاولة ليست أكثر من رشوة لم تقبل، و تجمل يكاد أن يقول أنا الكذب فلا تصدقوني، و هو عندي قول مما تؤكده الشواهد العدد و المقالات بالحال و اللسان.. و د.ع ع إبراهيم لا ينسى العصفور المستعاد و المتشكل حلماً، بأن تعيد سنار إنتاج نفسها، أو بالأصح أن يتكرر نفس التفاعل السناري، بنفس الخمائر الأولية كما لو أنه تفاعل ال polymerase chain reaction الذي يستنسخ به علماء الأحياء الجينات أو أجزاء من مكوناتها في تسلسل لا ينتهي..مثل هذا الحلم، عند د.ع ع إبراهيم، كما عند الإختبار على ضوء علوم الإجتماع، غير علمي/غير واقعي/غير عملي/مجرد أضغاث أحلام و غوايات شعراء..أنظر د. فرنسيس دينق في حروب الرؤى/صراع الهويات..و هذا أيضاً قول مفيد في معنى و حق التحديد الذاتي للهوية.. و الأهم هو أن د.عبد الله، حسب قراءتي، لم يذهب ابداً، أي مذهب في إنكار أو الدعوة لإقصاء، الآخر. بل هو ببساطة دعا للإعتراف له بما يستحقه أصالة بتحديد هويته و مصادر ترميزه وما يصبو له من توقه، فيما ينسجم في رأي، مع الوقائع و العدالة و الصدق المعرفي و الحياد العلمي بأكثر مما تفعل الأفروعربية في أن تقسر أحلامها على الناس{وإن لم تستطعه}..للتأكد من هذا الذي أزعمه راجع كتاب الماركسية و مسألة اللغة في السودان. فهو لم يعد نشره حديثاً إلاّ و هو (راقدلو فوق راي..)...!!
و لكن.. أذهب الآن... { طليق، لا تقيدني قريش***بأحساب الكرام ولا تميم} و لننظر.. هل هذا قول بوهيمي/باحث عن بدائي نبيل/ شاعر صعلوك(في معناها المعجمي وليس السوداني) أم رائد في إكتشاف المكوّن الأفريقي المضاع من إرث الأزرق السناري..!!!! ويظل السؤال في الأزرق قائماً..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حمدلله علي السلامة يا هاشم الحسن (Re: Agab Alfaya)
|
عودا حميدا ياهاشم غيابك كان له اثر سلبي علي مجري النقاش حتي كاد النقاش ان يتحول الي غلاط بيني وبين اخي اسامة الخواض الذي استنجد بمداخلاتك الثاقبة،
لقد فكرت كثيرا في ماهية تحفظاتك علي التوصيف الافروعربي لاهل السودان فلو اخذنا ما تفضلت به من مداخلات بشكل عام لم نجد لك اعتراضات واضحة علي هذا التوصيف الذي هو من البداهة بحيث يجعل الانسان يتسآل عن جدوي النقاش فيه مثلما تسآل دكتور بشار صقر واخرون.بالطبع ليس بالمعني الحرفي ،فنقاشنا هذا ضروري جدا.
ولكن من مداخلتك الاخيرة لاح لي ان تحفظاتك علي هذا التوصيف ربما مردها الي كلمة هجين التي ركز عليها عبدالله ابراهيم حتي صارت مرادف للافروعربي،فبدا لك ان هذا التوصيف يعني حصرا هجين ولا شي غيره وبالتالي لا مجال للعربي الصرف ان يجد له بكان بين هذا هجين،كما ليس للزنجي ان يجد هو الاخر بكان ، اذا كان ذلك كذلك ،فاظن ان هذا عسف لا مبرر له.فهذا التاويل لم يقل به احد غير عبدالله ابراهيم،فالحديث عن امة وليس عن قبيلة،وبالتالي فهو حديث عام والعام لا يلغي الخاص هذا من البديهيات في المنطق، فهل لي قبل ان استرسل اكثر حول موضوع الهجنة ان اسمع رايك حول صحة هذا الاستنتاج؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قطعت جهيزة قول كل خطيب ! (Re: Agab Alfaya)
|
لقد وضع الدكتور عبدالله ابراهيم النقاط فوق حروفه التي كان قد خطها في مقالته :الافروعربية او تحالف الهاربين ، وذلك في محاضرته التي القاها بالمجمع الثقافي بابوظبي في امسية الاربعاء الموافق 11/7/2001
يقول دكتور عبدالله بالحرف الواحد في هذه المحاضرة انه:
" معنى بشان الجماعة العربية المسلمة بشمال السودان وان الشفرة الثقافية لهذه الجماعة هى القومية العربية.وان اس البلاء ومثار النزاع الحالى فى السودان هو ان هذه الجماعة العربية الاسلامية عندما ارادت ان تبنى وطنا بنت وطنااكبر فى رقعته من رقعتها.وان من بعض متاعبنا هو هذا الخليط من الهويات."
اذن ان افضل الطرق التي تحدث عنها في تحالف الهاربين قد وضحت الان :انها دعوة واضحة الي جماعة العربية المسلمة بشمال السودان لفرز عيشتها وان تقول لباقي الجماعات يلا بلاش لمة! مسكين الطيب مصطفي !
لقد وضحت بذلك اسباب رفض الدكتور للمكون الافريقي في شمال السودان ورفضه لمقولة الثقافة الجامعة والبوتقة ودعاوي الهجنة والتخلس الخ .. التي طرحها في :تحالف الهاربين،
لقد كان محمد جلال الذي يحتفي بطرح عبدالله ابراهيم ،محقا عندما لخص هذا الطرح ، بانه دعوة الي :" عروبة خاصة بالسودان بلا افريقية "! ولكن من اين تات الخصوصية بلا افريقية يا محمد جلال ؟
| |
|
|
|
|
|
|
بالغت في دي يا منعم..معقولة بس..طوِّل بالك يا الَّزرق (Re: Agab Alfaya)
|
Quote: لفرز عيشتها وان تقول لباقي الجماعات يلا بلاش لمة! مسكين الطيب مصطفي !
|
مساء الخير يا منعم..إنت زهجت من البوست ده و لا شنو.. يا أخوي اصبر علينا شوية.. نحن لا نقرأ ع ع إبراهيم بنفس العدسات..أو على الأقل نحنا في صفحة تانية!! ألزم الصبر خلينا أنّقلبا.. أما ما جاء منك قبلاً عن (تحفظاتي على التوصيف الأفروعربي لأهل السودان)..فسأعود إليه قريبا و بي مهلة..فهو أكثر من مجرد سوء فهم لكلمة (هجين)...بالمناسبة أنا من المصدقين في ( قوة الهجين) بحكم البرهان العلمي.. و لكن الأن دعني أضيف لهذه المثاقفة الحوار الذي اجراه السمؤال حسّان ابوسن (شيخ العرب) مع د. عبد الله علي إبراهيم و كنا قد تواعدنا إحدى الحسنيين.. يلحق.. تحايا للمتابعين و سلام برجاء متابعة الحوار تاليه... فالكلام سمح من خشم سيدو..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
هذه من حصيلة حوار التقيت فيه بالمفكر السوداني المقيم بامريكا و المثير للجدل في السودان الدكتور عبد الله علي ابراهيم... حصلت عليه و انا اقلب بعض الاوراق و ازعم بان فيه الكثير الذي يمكن الاستفاده منه وعلي اقل تقدير اثارة الحوار بشأنه، سأحاول هنا بقدر ما يسمح به الوقت ان اسجل الحوار بكامله وان كنت سافعل ذلك علي حلقات لسببين، الاول هو الكثافة النسبية للماده و غوصها في تعقيدات و تشابكات ثقافيه قد تحتاج لقراءة هادئه، و الثاني لان المادة ليست مسجله لدي في قرص مرن او ملف بالكمبيوتر وانما اقوم بنقلها من الصحيفة التي نشر بها في العام 2001 وهذا قد يستغرق بعض الوقت حيث انني لست حاذقا في الصف السريع للحروف. غاية ما ارجوه ان يحقق الاطلاع علي هذا الحوار شيئا من المرجو وهو فتح هذه الملفات علي منبرنا هذا او علي اي منبر اخر بحيث نكون اكثر ملامسه لهواجسنا الثقافيه و الاجتماعيه.
الي نص الحوار.....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبد الله علي ابراهيم: رموز مدرسة الغابة و الصحراء ثقافتهم استشراقيه
أعمل علي مقاربة الشأن الثقافي السوداني بمنظور فكري مختلف
حوار: السموأل أبوسن
تأتي اهمية الحوار مع المفكر السوداني الدكتور عبدالله علي ابراهيم من اهمية الدور الذي ظل يلعبه منذ الستينات كأحد الرموز الثقافيه التي صاغت حوارات الهويه و التعدد الثقافي في السودان، من ناحيه، و من ناحية اخري من خلال دوره العلمي الذي لعبه في حقل دراسات الانثربولوجيا الثقافيه التي له فيها اسهامات مقدره ، سواء كان ذلك اثناء بجامعة الخرطوم، سابقا او من خلال دوره الحالي كمحاضر بجامعة انديانا الامريكيه. للدكتور عبد الله علي ابراهيم عدد من الكتب منها " الصراع بين المهدي و العلماء" ، " انس الكتب" عبير الامكنه" ، الثقافه و الديمقراطيه في السودان". كما له تحت الطبع، " الماركسيه و مسألة اللغات في السودان" ، " الارهاق الخلاق" . الي جانب ذلك له اهتمامات ادبيه و نقديه واسعه و اهتمام خاص بالمسرح حيث قدم له عددا من المسرحيات منها " الجرح و الغرنوق" ، السكه الحديد قربت المسافات" . و بالرغم من ان العديد من آرائه اثار جدلا واسعا و خصوصا تلك المتعلقه بقضايا اللغة و الثقافه و الهويه في السودان ، الا ان ذلك لا ينفي وعيه المبكر بخطورة هذه الاشكالات التي قفزت في الفترة الاخيره الي دائرة الاهتمام لدي كل الفعاليات الثقافيه و السياسيه في السودان
* حوارات التعدد اللغوي و الاثني و الديني و تدافع القوامات الثقافيه شكلت جزءا اساسيا من اهتمامك و تجلي ذلك في تناولك لموقف الكاتب السوداني ابرهيم اسحق الداعم لاستخدام اللغة العربية كلغة رسميه و في مثال اخر موقفك من " الافروعروبيه" و مدرسة الغابة والصحراء هل ثمة تغير في موقفك ، ام لا تزال املاءات ذلك الموقف قائمة لديك ، و كيف تقوم لديك كمفكر عملية الانتقال من موقف لآخر تجاه قضية بعينها؟؟::::::::::::::::::::::::: ج - بالاحري اقول ان بامكاننا ان نلجأ الي منظور معين و نطبقه في اوقات مختلفه علي حالات تعذر الوصول فيها الي حل مبكر . يعني اذا بدأنا بابراهيم اسحق فهو المثال لديمقراطية الثقافه و ديمقراطية اللغة، التي تحتم علينا ان نقبل بغير مواربة بان السودان يتشكل من عدد من اللغات و ليس اللهجات ، وان نحاول ان ننفذ الي هذه الجماعات و نحررها من التردد بشأن ثقافاتها المحلية التي لديها عقيده بانها ايلة للاندثار و هي - أي هذه الجماعات- حلة قبول لفكرة ان اللغة العربية ستسود ليس بوصفها اللغة الرسمية للدوله و لكن بوصفها لغة كل سوداني علي حده. وهناك فرق كبير بين هذا وبين التصور القائل بان علي اي انسان ان يتبناها ويهجر ما عداها. هكذا كانت فكرة المقال المشار اليه و دعوت الي النظر في هذه اللغات باعتبارها لغات يجب ان تخضع لعملية احياء سواء كان ذلك من الدولة او من الجماعات القومية نفسها. و اعرف الان ان النوبيين يدرسون لغتهم ويتعلمونها بعيدا عن الدوله زو كل هذا الموقف مستمد من كتاب ساصدره قريبا و هو كان قد كتب في فترة الكتابات السريه، أعني كتاب " الماركسية و مسألة اللغات في السودان" و هو صدر سنة 1976 . وقد كانت الكتابات عن موقف ابراهيم اسحق تلك الواجهة العلنية له لكن الفكرة الكامله للكتاب كانت كما ذكرت و وصلت فيها الي بطلان الدعوة الي لاعلان لغة رسمية لان ما يترتب علي ذلك اشكالات كبيره لا يمكن الاحاطة بها. و ابرز مثال علي ذلك، الاشكالات التي تحدث في المحاكم علي سبيل المثال و التي يطالب فيها شخص غير متحدث بالعربية بتبرئة ساحته باللغة العربية. كما لاحظت عددا من الاشكالات مع بعض الاشخاص الذين التقيتهم في المعتقل. و بالرغم من ذلك فان المحاكم الشرعية كانت افضل لانها قررت تعيين مترجمين للغات المحلية وهو امر متقدم عن موقف المحاكم المدنية التي لم يرد لديها ذلك. فالفكرة انك حينما تقول بان اللغة العربية هي اللغة الرسمية في السودان فكانما تقول ان من يتحدث غيرالعربية ليس بسوداني، وفي هذا حجر علي المواطنه وتضييق له اساس في الدستور و هذا هو موقفي الاساسي من موضوع اللغات و علاقتها بالديمقراطيه و تجلي بشكل واضح في مثال ابراهيم اسحق. أما في موضوع الافروعروبيه فكنت احوال ان اصنع فرصة للجماعات غيرالعربيه لان تكون متميزه في الوطن بثقافاتها و علي قوامها وعودها الثقافي بغير ان تجبر علي هجنة غير واقعيه.
* ما المقصود بهجنة غير واقعية؟؟::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ج- يعني ، أن الغابة و الصحراء هي هجنه مصطنعه ، مجموعة من المثقفين كانت مؤرقة بهموم الهوية و الصراع بين الشمال والجنوب والصراع بين العروبة و الافريقية و الصياغات التي تمت في حركات التحرر في العالمين العربي والافريقي في ذلك الوقت. قررت هذه المجموعة ان تخلق كيمياء معينه تقول ان السودان نشأته في الاصل عربية افريقية أو " خلاسي" كما قال محمد المكي ابراهيم، و ان القانون الذي سيسير فيه للامام هو القانون الخلاسي و اننا سنعيد انتاج مملكة سنار التي كانت ثمرة تزاوج العرب الوافدين مع الافارقه ، فأنا اعتقد ان هذا ميثاق و فرح شمالي فقط و اعتقد ان الجنوبين في الجانب الاخر لا يرون مثل هذا الراي و يعتقدون ان ثقافتهم مستقله و انهم لم يهجنوا بعد وانه ليست عليهم اي تأثيرات عربية سطحيه ، أو انهم رافضون لها.
* ولكن رغم وصفك لهذا الاتجاه بأنه ميثاق شمالي أو فرح شمالي بمعني انه يمثل حالة احتفالية وسط تيار الثقافة العربية الاسلاميه ، فانك اتهمته في نفس السياق بالتآمر علي العروبة و الاسلام، كيف؟؟:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: أنا اتهمهم بأنهم رجعوا لكي يصنعوا هذه الهجنه و هذه التوليفة فقالوا ان اسلامنا هو ليس الاسلام الاصلي ، و كما ارادوا ان يقولوا ان اسلامنا خرج عن جادة الاسلام و عربيتنا كذلك، وانا أري في ذلك تبخيس لنا ، فنحن مسلمون حقيقة و نحن عرب حقيقة يعني أن لغتنا قائمة علي النحو العربي و علي اصوت العربية وان كانت استلفت بعض المفردات من اللغة النوبية و غيرها و لكن لايمكن تهجينها بهذه الصورة. أي لغة يمكن ان تستعير مفردات من الوسط حولها. و هو ما حدث للعربية انها خرجت عن اصلها و عن ديباجتها العربيه. و الاسلام لدينا صوفي و لكن لا يمكن القول بانه خارج عن الاصول الفقهية و الكلاميه . فهم يروجوا لفكرة الهجنه وهي مشروع سياسي في شكل ثقافي أو ثقافي في شكل سياسي ، حاولوا أن يمحوا الثقافة العربية الاسلامية في الشمال ويصفونها كأنها ثقافة ضحلة و كأنها تهجنت حينما جاءت الي افريقيا تأفرقت و اصبحت علي غير اصولها الثقافية و هذا ينطوي علي خطأين: الأول هو ان افريقيا حينما تدخلها الاشياء تسوء و تخرج عن قواعدها ، يعني اذا كان هناك فقه فأن الافارقه ليسوا قادرين علي موضوع القه هذا فيضفون عليه صفة الافريقية و يصير الامر كلعية . فما الخطر في ان نتعامل مع ثقافة جاده؟؟ و الخطأ الثاني هو ان افريقيا حينما تدخلها الاشياء تتوحش و تصبح وحشية و تتنازل عن قواعدها الفلسفية و تصبح ، يعني ، فولكلوريه.
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
متابعة حوار السؤال مع د. عبد الله علي إبراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
* و لكن لماذا لا نعكس الصوره ونقول ان افريقيا تضفي طابعها علي الثقافه الوافده و تتفاعل معها لتكسبها بعض افريقيتها و تأخذ منها كذلك، لماذا لا نقول ان الاسلام عند دخوله الي افريقيا يكتسب ملامح جديده و ليس بالضروره ان نربط الامر بالضحاله؟؟:::::::::::::::::::::::::::::::::::: ج - هذا هو الاصل ، في الاسلام حتي عندما نشأ في البيئة الجاهليه ، هذا قانون ينطبق علي اي دين.
* إذا لماذا وصف الامر بالضحاله؟::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ج - هم يقولون ان الاسلام حينما جاءنا جاء صوفيا و اخذنا عنه و كأنما الذهن الافريقي لا يحتمل القضايا لافقهية و هذا امر غير صحيح تركنا الفقه و الشريعه و اصبح لدينا فقط الاسلام الصوفي لانه يتناسب مع الايقاع الافريقي . انا اقول ان الصوفيه جاءت و ادخلنا عليها الايقاع الافريقي ، و كذلك جاء الفقه وادخلنا عليه الايقاع الافريقي ، فليس من الممكن ان تتجزأ ثقافه بأكملها من اجل افريقيا، الثقافه تأتي الي الذهن الافريقي الذي لديه السعة وا لمكون الفلسفي و الذي يمكنه من التعامل مع كل الثقافات و لكن هؤلاء يقولون فقط ان الانسان الافريقي انسان راقص نهذا تعامل مع النمطيات القديمة عن افريقيا و هذه ليست افريقيا الحقيقيه . هذه افريقيا في النمطيات العربية القديمه لاننا نجد تصور الافريقي في الذهن العربي القديم انه اذا هبط من السماء هبط بأيقاع ، مجرد انسان ايقاعي وهذا يقودنا الي ادبيات سنغور الذي يتحدث دائما عن الايقاع ، فهذا الايقاع كأنه نوع من الطبيعه الافريقية التي تحول دون الافريقي و الاشتباك مع نظم فلسفية و عقائديه و لكن الافريقي لذيه هذه النظم و هذا التعقيد و تلاحظه اذا درست ديانات الدينكا والقبائل العربية. في تقديري ان رموز الغابة و الصحراء مع ذلك لم يكونوا متشبعين بثقافة عربية اسلامية و انما بثقافة غربية استشراقية و هي ثقافة اتضحت في كتاب ترمنجهام " الاسلام في السودان" و هو الكتاب المعتمد لدي الصفوة التي تتحدث عنها ، يعني كل مقولاتها منقوله عن ترمنجهام وهو الذي قال ان الاسلام عندما جاء السودان اكتسب صفات وثنيه. فهؤلاء قرءوا ترمنجهام و اعتمدوه المرجع النهائي في الثقافة الاسلامية في السودان، و انا اعتقد ان هذا من الشطط ان تعتبر داعية مسيحيا ، مرجعك النهائي في قضية كهذه. و اذا رجعت الي مكتبة جامعة انديانا التي فرخت عددا كبيرا من المثقفين فانك فانك تجد كتاب ترمنجهام من اكتر الكتب المستهلكه و تلاحظ انه مهترئ من كثرة استخدام السودانيين له و كذلك كتاب " العرب في السودان" لهارولد ماكمايكل فهو كتاب معتمد تماما و كان مرجع اهتمام البقاره بالثورة المهدية في اشارة الي دمهم الحار الحماسي الذي لا يحكمه عقل. فعندما ترث مدرسة كل هذا الاستشراق فلا بد ان يكون نتاجها بهذه الصورة ، فأنا اقوم بعملية تفكيك هنا و احاول ان ارد الفكره الي مناشئها كفكرة استشراقيه و الفكرة الاستشراقية كما تعلم هي فكرة حكم في الاساس و لذا اسميتها الغش الثقافي مما اغضب المرحوم محمد عبد الحي.
* أشرت الي ضرورة ان يوطن" اهل الشمال المسلم " حسب تعبيرك في ثقافتهم قيم الحرية و ان يكفوا عن خلع ثقافتهم بدعوي الهجنه ، كيف تري ذلك وانت ترفض فكرة التمازج كما طرحتها مدرسة الغابة و الصحراء؟ :::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ج - اعتقد ان لدينا مكونات ثقافية كثيرة ستمد باطروحات التمازج هذه ،فالتمازج سيستمر و ستزيد وتيرته لا ان لظروف الاضطراب السياسي لانه حدث اقتلاع مفاجئ دفع الناس دفعا للتمازج و النزوح الكبير ،القري الطرفيه في الخرطوم وحول المدن ، لم يكن واضحا الطريق الذي يستمر فيه التمازج في الماضي ، سرعته ومعدلاته، كنا نتحدث عن ظروف طبيعيه بمعني ان الكيان الافريقي موجود في الجنوب و الكيان العربي في الشمال فحدثت خلطة وامتزاجات طرحت تحديها و النظر الثقافي المتجدد اليها. و هذا البحث الذي اعكف عليه الان هو لمعرفة هذه الوتائر المتسارعه في الفترة الاخيره بحيث نمنح مسألة الهجنه و الاختلاط براحات اوسع . لكن الافتراضات السابقه كانت تتحدث عن ان الهجنه حدثت اصلا و ستحدث لكن كان هناك اعتراض حول وجود قوامات ثقافية ، و هي تطرح اهمية ان تكون الدولة محايده تجاه الثقافات ، بمعني ان يكون هناك برنامج لديمقراطية الثقافه. فمسألة كيف يكون التعليم علي سبيل المثال و بأي لغة هذا ليس من شأن الدولة ان تصدر فيه قرارا و كلذل بالنسبة للعادات وشرائع الناس و قوانينهم. نريد انا نستل من الدولة كل هذا العنف و نجعلها محايده تجاه العملية الثقافية بقدر ما يمكن ان يكون ا لحياد. هذه اهم عناصر برنامج ديمقراطية الثقافه وهو بالطبع ما لم يكن حاصلا ابدا، لان الدوله كانت مستخدمة باستمرار لا غراض ايديولوجيه و سياسية مباشرة في ان تقرر ما الثقافة . مثال الان الشرعية يصب ي اتجاه عدم حياد الدولة تجاه القوامات الثقافية ، فلذلك انا اطالب الجماعة العربية ان تحرر نفسها بنفسها و ان تقرر بنفسها تجاه مسألة الشريعة ما تريده و ما لاتريده و ألا تذهب في اتجاه تأكيد ان ثقافتنا هجنه و ممتزجه وغير ذلك مما اسميه الغش الثقافي الذي يجد من ورائه من هم من غيرالعرب والمسلمين حقهم مبخوسا في الدولة من جراء هذه الاتجاهات
| |
|
|
|
|
|
|
الجزء الثالث من حوار السمؤال أبو سن مع د. عبد الله علي إبراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
* لماذا اصررت علي انه غش ثقافي ، وليس عدم استبصار مثلا، لماذا افترضت سوء النيه لدي ذلك التيار؟؟
ج- اذا انت لم تدرس الامر دراسة دقيقه و لم تتحر الصدق و اخذت عناصر من هنا و هناك و ركبتها مع بعضها و البعض و لم تتحر مصلحة الطرف الاخر و لم تسأله عن رأيه ، فماذا تسمي ذلك؟ لأنه في نفس الوقت الذي كانوا يدعونه فيه الي السناريه ، كان هناك شعراء اخرون من الجنوب علي سبيل امثال يتبرأون من هذه الفكره و يقولون صراحة " نحن لسنا منكم" و" ليس ثمة ما نجده منكم غير الاذي فدعونا نفكر بالطريقة التي نراها " كما ان تيار الغابة و الصحراء في اساسه كان يمثله افي الغالب بعض شعراء مدفوعين بدوافع عاطفيه و لم تساعدهم رؤاهم الفكريه علي تحري الضبط في هذا الامر من ناحية و من ناحية اخري انهم لم يستشيروا اي طرف من ممثلي الثقافات الاخري حول جمال مشروعهم فاصبح له البريق و الرونق و ضلل الناس عن ضرورة تفكيكه و النظر في جذوره و نجد مثلا محمد المكي ابراهيم يشير صراحة الي فكرة الافريقي الراقص ،هذا تحامل عجيب سواء كان من الاستشراق العربي او الاستشراق الاوروبي ،فكل هذا تأتي به وتقول أن هذه فكره سلاميه؟ هذه فكرة عدوانيه فكأنما جئت تحمل كل التحامل وغلفته بعبارات سلاميه. أنا في مقالي المذكور كنت فعلا ادافع عن افريقيا مقابل التصور الاستشراقي لها . و هو التصور نفسه الذي جاءت به مجموعة الغابة و الصحراء . و طبعا محمد عبدا لحي نفسه ارتد عن فكرة الغابة والصحراء و قال : "أنا عربي" و ما عاد مشروع الغابة و الصحراء يناسبه.
* في نفس الفتره تقريبا اسست مع مجموعة من المثقفين جماعة ابادماك، ما هي الاسس الفكريه و المنطلقات التي قامت عليها تلك الجماعه و اين هي الان؟
ج- ابادماك نشأت في ملابسات ما بين الاسلام السياسي و دعوتنا الاجتماعيه في العام 1968 و هي كانت فترة حرب شديده بين الاسلاميين و القوي الاخري حول الدستور الاسلامي، و عملية الاسلمه بشكل عام التي كانت تسير ، ففكرة الجماعة كانت في الاساس انزعاج من هذه الطريقه في التفكير و من فكرة الدولة الاسلاميه بحد ذاتها. و هذه تجسدت في واحدة من صورها في قصيدة امير المؤمنين التي كتبها المرحوم عبد الرحيم ابوذكري و نشرت في صحيفة الميدان وكان هناك احتجاج شديد عليها واحتج عليها بصورة واضحه حسن مكي في كتابه عن الاخوان المسلمين و ذكرها دون غيرها من الاشياء. فالفكرة كانت تقوم علي المشروع الاجتماعي الي كنا ندعو اليه وهو المشروع الاجتماعي التعددي واننا نحن حملة و ورثة كل التقاليد السودانيه و كان رأينا ان الدعوة للدستور الاسلامي لا تعطي اعتبارا للجنوب و غيره من التشكيلات الموجوده و بالتالي كان هم المجموعة كلها هم المعارضه لهذا الامر و لاستشراء التفكير بالطريقه الاجرائيه السياسيه الاسلاميه في كل الساحه. و خصوصا تلك الحادثة التي حدثت لنا اثناء تنظيمنا لمهرجان ثقافي لدعم حملتنا الانتخابيه في الجامعه و هي حادثة اعتداء جماعة الاخوان المسلمين بقيادة عبد الرحيم علي الذي شغل فيما بعد منصب منصب رئيس مجلس شوري حزب المؤتمر الوطني و الذي يشغل حاليا منصبا مرموقا في جامعة افريقيا العالمية حاليا. و هو ذلك الاعتداء الذي رفضوا فيه بصورة قاطعه دخول الطالبات لحلبة الرقص. و كانت تحملهم في ذلك المنافسة السياسيه فاعتبرنا ان ذلك الاعتداء له دلالاته و خرجنا و نحن نشعر بان هذا هجوم علي الفكرة الشعبية الفولكلوريه و نفس الطريقة الاحتجاجيه دفعتنا للتفكير في انشاء كيان يعمل بصورة منظمه للدفاع عن الثقافة السودانيه و كانت تلك البداية لتكوين جماعة ابادماك في العام .1968
* و لماذا اختيار ابادماك؟ لماذا الاحاله الي ذلك الاله النوبي تحديدا؟
طبعا هو الاله النوبي القديم و استظرفنا فكرة ان لديه ثلاثة وجوه كل وجه منها يحمل قيمة من القيم. وكأنما اردنا ان نقول ان هذا ما يمثل الثقافة السودانيه بتعددها. ولكن مؤخرا و لما اشتدت هجمة الاسلاميين في الثمانينات حاولت ان تبخس و تقلل من قيمة التراث القومي الشعبي باغلاق المتاحف و كانت هناك اشياء من هذا القبيل. ولكن الفكرة التي سميت فيما بعد ب" أبادماك للكتاب و الفنانين التقدميين" قوبلت بما قوبلت به من استنكار و اتهام بالوثنيه و لكنها كانت تعبر عن الثقافة السودانيه و عن ان الثقافه السودانيه اشمل و اقدم مما تظنون و ان اي خطه سياسيه أو ثقافيه لاحقه يجب ان تضع هذه الاشياء في الاعتبار و اعتقد ان الفكرة كانت نوعا من التدخل السياسي الثقافي للحد من خطورة الهجمة التي قادها الاسلاميون. _________________ الليله الصـــقت بتقيلو نازل فوقـــــــــي في الفرقان لقاني وغادي من معشوقي قت لي عيني من هادا التلجلج روقـــــي قالت ما بروق لامن يجـــــر واسوقي ( المربع من توقيع السمؤال في المنتدى الأدبي من موقع( kassala.com) وهو الموقع الذي إقتنصت منه هذا الحوار..لهم الشكر و التقدير..http://members.lycos.co.uk/kassalaonline/vb/viewtopic.php?t=455
| |
|
|
|
|
|
|
Re: Re:الي استاذي الدكتور النورحمد (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الاخ اسامة الخواض,
هكذا التثاقف و الحوار, احزننى اشدما حزن قرارك بلانسحاب من دائرة الحوار فى هذا البوست ارجو ان تعدل من هذا الراي, فنحن فى اشد الحوجة الى رايكما انت وعجب الفيا, فازمة الهوية راح ضحيتها اكثر من ثلاثة مليون مواطن و هنالك من يذبحون الان, فهل من المعقول ان تعالج ازمة مثل هذه بقدرة انسان فرد ,
اتمنى ان تعود,
كما ارجو ان تبلغ سلامى واشواقى الحارة للاخت الغالية هبة الخواض, كما اتمنى ان تمدنى بعوانها الالكترونى عبر الماسنجر ان لم يكن لديها ما نع ولك كثر احترامى,
الاخ منهم هذا يجب ان يبقى عاليا
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: Re:الي استاذي الدكتور النورحمد (Re: Bakry Eljack)
|
قالها نصار من قبل
Quote: انا اتابع هذه الدراسة القيمة بصمت و اعجاب و لا اجد ما اضيفه لها
|
اتمنى ان اجد متسعا للمشاركة استاذ الفية وبقية العقد واختلافي كبير مع دكتور النور حمد ومعجب باثراءه للنقاش وامتاعه وتبحره العميق اتمنى من استاذ الخواض المواصلة في الحوار لان ازمة الهوية شديدة العمق ساهم في تعقيدها المثقف والسياسي على حد سواء رغما عن سبق ادراك المثقف للبعد الافريقي في الهوية السودانية الا ان عوامل كثيرة ساهمت في تحجيم دوره ومنها انتماءاته الايدلوجية والانتهازية احيانا كما في حالة تحالف بعض المثقفين مع المخبول النميري عموما اتمنى ان اجد متسعا حيث ان المتابعة والمشاركة لا يتسع لهم ما تبقى من وقت جله عمل تحياتي لكم جميعا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: Re:ليست هي المرة الاولي يا بكري (Re: Bakry Eljack)
|
الاستاذ بكري الجاك، تقول
Quote: الاخ اسامة الخواض,
هكذا التثاقف و الحوار, احزننى اشدما حزن قرارك بلانسحاب من دائرة الحوار فى هذا البوست ارجو ان تعدل من هذا الراي, |
في بوست البنيوية التي بني عليها اسامة مجده،دخل اسامة لمرة واحدة،فقط ليقول لي ان حسن موسي وصفني بالشتارة المنهجية ثم وعد بالعودة لمواصلة النقاش لكنه لم يعد لفضح هذه الشتارة حتي انتهي الحوار والذي امتد حوالي ثلاثة اشهر،
وها هو ينسحب الان من هذا النقاش العامر كما تري مرددا نفس عبارة حسن موسي !!
متناسيا ان الشتائم حيلة العاجز،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: Re:اضاءة مهمة جدا يا ايمن (Re: haneena)
|
أعود، بعد غيبة فرضت علي، فرضا، لأواصل تجوالي الأدبي حول سؤال الهوية. وهو سؤال مركب، متشعب، كما سبق أن اشرت، ولا تجدي فيه، في تقديري، المناقشات المباشرة، من شاكلة، عرب؟ أم أفارقة؟ وحتى حين يتعمق الأمر، ويبتعد قليلا عن موضوع العنصر، ليلمس قضية المرجعية الثقافية، فالسؤال أيضا مركب، ومتشعب، وسوف أحاول إجلاء، ما أراه من تشعب هذا الأمر، في ما سيلي من حلقات. وأحب أن أشير إلى أن أكثر المقاربات قلة جدوى، في هذه الوجهة، لتلك التي تكسوها النفرة، والغضب من الرأي المخالف، وتبلغ درجة إطلاق النعوت، والأسماء، calling names بغرض إرهاب الخصم الفكري، وإرباكه، وعزله عن جمهور القراء.
كتب الأستاذ محمود محمد طه، في كتابه، "مشكلة الشرق الأوسط" الذي صدر في عام 1967، عقب حرب الأيام الستة، ما يلي:
((وأوائلنا! هل دخلوا التاريخ كعرب؟؟ كلا! وألف كلا!.. إنما دخلوه بعد أن من الله عليهم فأصبحوا مسلمين .. وعلمهم الإسلام ما طامن من غلوائهم، ومن اعتزازهم بعنصرهم، فقال: "الناس لآدم، وآدم من تراب، إن اكرمكم عند الله أتقاكم" وقال: "ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى". وقال: "يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا، إن اكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير".
هاهنا أصل الداء! إن العرب يريدون أن يقيسوا قامتهم كعرب، إلى تحديات عصرهم الحاضر، وليس لقامتهم تلك، ههنا، غناء، فإن تحديات العصر ارتفعت إلى صراع الأفكار والمذاهب، وخلفت وراءها بأمد بعيد، العنصريات)) .. انتهى نص الأستاذ محمود.
علينا إذن، أن نفصل بين العنصر العربي، كعرق يحرص كثير منا على التأكيد عليه، وبين الثقافة العربية الإسلامية. فإشكال الهوية، اليوم، إشكال فكري، كما أشار الأستاذ محمود محمد طه، وليس إشكالا عنصريا. أو دعنا نقول إنه لم يعد إشكالا عنصريا، مثلما كان عليه الحال، في جوف التاريخ. وربما يصبح هذا أكثر وضوحا، إن نحن فكرنا في مستقبل الكوكب، الذي أصبحت وحدته الجغرافية تتزايد، ويتزايد تبعا لها، الترابط، والتثاقف بين الشعوب. وهذا يتزايد يوما بعد يوم، ولسوف تطرد وتائر التقارب الجغرافي، والترابط الإقتصادي، ويزداد تنقل الناس، بصورة تشبه القفزات. وبهذا المعنى سوف يصبح الكوكب كله كوكبا جديدا، وسوف تنمحي وباطراد سريع، كثير من صور التبعيات، والإنتماءات، العشائرية، والقبلية، بل وحتى القطرية القديمة. مشكلة الإنسان الحاضر هي مشكلة صراع حول السلطة، والثروة. وهذه مشكلة كوكبية تضع الفقراء، والمستضعفين، في معسكر، والقابضين على مفاصل السلطة والثروة، في معسكر آخر. وهذا التقسيم لمعسكري (العندهم) و(الماعندهم)، كما أطلقه الأستاذ محمود محمد طه، في محاضراته، تقسيم يعبر فوق حواجز العنصر، واللغة، والدين، والجندر، وكل تلك التقسيمات الماضوية، التي حبست الناس في قماقم العنصر، والعقيدة، واللون، واستخدمت ذلك النوع من الحبس العقيدي، والعرقي، واللوني، واللغوي، كأداة تساعد على اسصتمرار الفبضة على مفاصل السلطة والثروة، والإبقاء على الإمتيازات. ولتوضيح هذه الصورة، فإنه يمكن القول إن الجبهة الإسلامية الحاكمة في السودان، الآن، وجورج دبليو بوش، وقبيله، ينتمون في حقيقة الأمر، إلى دين واحد، وقبيلة واحدة، وعرق واحد، وإن ظنوا غير ذلك!!
الثقافة العربية الإسلامية ثقافة متجذرة في تاريخ الشرق الأوسط القديم، المتتد من بابل، وسومر، ومصر الفرعونية، عابرا إلى الحقبة اليهودية، والحقبة المسيحية في تجلياتهما التاريخية المتعددة. وبطبيعة الحال فإن ثقافة الشرق الوسط، في فضائها العريض، قد ألقت بظلالها على منطقة شمال شرق إفريقيا، التي تشمل مصر الحالية، والسودان الحالي، وكل منطقة القرن الإفريقي. كل ما في الأمر، أن هذه الثقافة لم تتوغل كثيرا وسط القبائل النيلية. والقبائل النيلية، في ما تشكله اليوم من جسد سياسي قوي الشوكة، قادرة على حماية مميزاتها الثقافية، وسائر مكونات كيانها. وما يهمنا نحن الذين أصبحت الثقافة الإسلامية، جزءا من تكويننا الوعيوي، وجزءا من رؤيتنا للكون، بحكم حملنا للسان العربي، إنما هو العناصر المستقبلية، الإنسانية، المبثوثة في جسد هذه الثقافة، مما هو قابل للتفعيل في دفع مسار العدالة الإنسانية، والتضييق على الظلم، وعلى الظالمين. هذه الأبعاد الإنسانية، المتعلقة بالعدل، والمساواة، وكفالة الحريات، هي التي تهمنا في الثقافة الإسلامية. وهم استخراجها هو العبء الملقى على أكتافنا. ولايفيدنا أن نجعل من ثقافة الإنسان النيلي، وشوكته التي مخضها الصراع، درقة تحمينا من العناصر السالبة في ثقافتنا. والتي يمثلها في قمة، النظام الحاكم في السودان حالين. وهذا هو موضع إتفاقي ما أستاذنا الدكتور، عبد الله علي إبراهيم.
أما جوانب ثقافتناالتي استصحبت سمات الحقب السوالف، من قيود، وكبت سلطوي، فوقي، ووصاية، وجاد للمخالفين، في الرأي، واستعلاء عرقي، واستعلاء جندري، وغير ذلك من صنوف نزوع الدولة إلى حشر أنفها في شؤؤن الناس الخاصة، فيجب أن تذهب إلى شعاب التاريخ، حيث يجب أن تبقى.
هذه مقدمة عامة بها أبدأ المواصلة، عائدا إلى فضائنا الأدبي، لمواصلة سياحتي فيه. وتشغلني كثيرا، ظاهرة التعلق بالأماكن، والتشبيب بها، في الأدب العربي، والتي انتقلت منه إلى الأدب السوداني. ولربما اقفز هنا، لأشير إلى ظاهرة التعلق بأماكن، وبلدات، جزيرة العرب، وبلاد الشام، التي وسمت بعض شعر الرواد، من شعراء السودان. وأريد أن أجعل من تلك الظاهرة، دليلا على حالة الإحساس بالضياع الثقافي، وحالة التعرية التي أصابت تربة الجذور الثقافية الوطنية. فالتعلق بأماكن، وبلدات، الجزية العربية، والشام، والتشبيب بهان تمثل أحد مظاهر الإستلاب الثقافي. فهي تعكس ما عاناه جيل الرواد، الذي تلقى تعليما حديثا، باعد بينه، وبين احساسه، ووعيه، ببنية ثقافته المحلية. وقد قاد هذا الإحساس العميق بالضياع، إلى نوع من فقدان الثقة بالذات، ووعدم القدرة على الإعتداد بها. والثقة في الذات، والإعتداد بها، هو ما يسميه الغربيون self esteem .
غير أن تلك السمة، وأعني سمة ذكر بلدات الجزيرة العربية، والشام، تقل كثيرا، حتى لتصل درجة الإنعدام، في شعر الأجيال اللاحقة. ولقد تفضل شاعرنا الكبير، محمد المكي إبراهيم، بالإشارة إلى ذلك، في سياق نعيه على جيل الرواد، استبطانهم خبرات غيرهم. وذكر، على سبيل المثال، استخدام عبارات من شاكلة، "الصبا النجدي"، وما شابه. وعموما، فإن اختفاء ظاهرة استيراد "الكليشهات" الشعرية الموروثة من التقاليد الشعرية العربية، في شعر اللاحقين، من شعرائنا، أمر له دلالاته الموجبة في جانب، والسالبة في جانب آخر. ومن الدلالات الموجبة لظاهرة الإقلاع عن التشبيب بأماكن تقع خارج محيطنا الجغرافي، أنها تمثل تطورا في إحساسنا بهويتنا الوطنية، كسودانيين. كما تمثل تغييرا في مناخ المخيال الشعري، لدينا، إضافة إلى دلالتها على البدايات الحقيقة لنحتنا لزموزنا الشعرية الخاصة بنا، إلى جانب تشكل لجماليات الشعر الخاصة بنا ايضا. يضاف إلى ذلك، فهناك أيضا دلالة على تناقص أحساسنا بالتبعية المطلقة، لجسد الحضارة العربية الإسلامية، الواقع خارج حدود بلادنا. وكل ذلك يشير إلى ازدياد تناقص في إحساسنا بهامشيتنا، وهو إحساس لازمنا ردحا من الزمان، ولا تزال عقابيله تلف بعضنا.
بدأت عقيدة أكثريتنا المتمثلة في أنه لا سبيل لنا، إلى الوقوف على أرجلنا، بغير الإعتماد على تلك الإمتدادات الوعيوية، خارج حدود ترابنا الوطني، تتغير مؤخرا. وكل ذلك ربما عنى أننا قد بدأنا نعي ذاتنا ككيان له إستقلاله، وتميزه. بعد أن ظللنا ـ على الأقل، في مستوى الترميز الأدبي ـ مستلبين لرموز خارج حدود فضائنا الجغرافي، والفكري، والثقافي الذي نتميز به عن غيرنا. وما من شك لدي، أن الطيب صالح، ومحمد المهدي المجذوب، ومحمد المكي إبراهيم، قد جسدوا ضربة البداية، الأكثر نجاحا في انتاج أدب سوداني صميم. أعني أدبا ذا سمات عالمية، ويعكس، في نفس الوقت، بقوة، وبحيوية، خصائصنا الثقافية. وهو أمر تميز به، بشكل خاص، أدب الرواية في أمريكا اللاتينية.
أما الجانب السالب، فيما تشير إليه تلك التطورات، فربما كان إدارة البعض ظهورهم، تماما، إلى الحضارة الإسلامية برمتها، وذلك عن طريق وضع العنصر العربي، والحضارة العربية، الإسلامية، كليهما في سلة واحدة، وقذف كل ذلك الخليط، الذي لم يتم فرزه فرزا صحيحا، من النافذة.
تعلق شعرائنا من الرواد الأوائل، بأماكن الشام والجزيرة العربية، تعلقا منبعثا من إحساس بالنقص. ولربما يكون لتعليمنا المصري المنشأ، الذي ربما صاغ توجهاته العهد التركي، دور في ذلك. يضاف إلى ذلك انقطاعنا عن جذور ثقافتنا، وفهم المركب فيها، مما قاد روادنا إلى ذلك النوع من التعلق. فرودانا من الشعراء، حين يريدون وصف بلدة سودانية بالجمال، يشبهونها ببلدة في الشام! قال العباسي في وصف مليط:
أنتِ المطيرةُ في ظلٍ وفي شجرٍ، فقدت أصواتَ نساكٍ، وعبادِ
والمطيرة، كما هو معروف، دير بالشام! وحين يذكر العباسي الخمر، فإنه يذكر خمر "دارين" في الشام أيضا. وحين يذكر العهود التي، تولت، فهو يذكر "عهد جيرون"!
أما محمد أحمد محجوب الذي بدأ متغزلا في لبنان في إحدى قصائده، فقد أحس بوخزالضمير، فعدل وجهته مشيرا إلى السودان. قال المحجوب:
الله يعلم كم في الثغـرِ من مرحٍ، وكم بسفحك يا لبنـانُ من أربِ وكم بقلبي من حـبٍ وعاطفةٍ، نحـو الشآم، وذاك السـاحلِ اللَّجِبِ لكنَّ حـباً لهذا القطـر يدفعني إلى الهيام بأرضي، واصلاً سـببي
ولكن بعد أن عدل المحجوب وجهة غزله نحو بلدات السودان، لم يجد شيئا يصفها به، سوى أنها تشبه بلدات شآمية. وأقرأوا معي ما قاله المحجوب بعد أن استدرك، أن له بلادا تستحق أن يتغزل في بلداتها:
والحسنُ يا صاحِ إمَّا شئتَ فاتِنَهُ، فانظر بربك ذاكَ الساذجَ العربي قالوا "بهيبانَ" جناتٌ إذا غُشِيَتْ، كانت لرائدها الجناتِ في حلبِ وما "دَلامي" وقد رفت خمائلها، إلا زُحَيْـلةَ مَوْحَى الفـنِّ، والأدبِ
فهو يشبه هيبان في جبال النوبة بحلب، ودلامي في جبال النوبة بزحلة، التي اقتضته ضرورة الشعر أن يقوم بتصغيرها إلى "زُحَيْلَة" وفي بيت المحجوب الأخير جملة منقولة نقلا شبه كامل عن قصيدة دمشق لشوقي التي يقول فيها:
آمنت بالله، واستثنيت جنته، دمشـقُ، رَوْحٌ، وجناتٌ، وريحـانُ قال الرفاقُ، وقد هبت خمائلُها، الأرض دارٌ، لها الفيحـاءُ، بستانُ جرى وصفق يلقانا بها بَرَدَى، كما تلقَّاك، دون الخـلدِ، رضــوانُ
فالمحجوب من فرط تاثره بنسيب شوقي في دمشق، استخدم جملة كاملة من بيت شوقي. غير أنه استبدل كلمة "هبت" بكلمة "رفت"، رغم أن كلمة "هبت" التي استخدمها شوقي، في ذلك السياق، أدل، وأنسب، وأقوى من كلمة "رفت" التي استخدمها المحجوب. فالهبوب مرتبط. بالخمائل لما يحمله نسيم الخميلة من طيب عَرْفٍ وشذا. أما الرفيف فلأجنحة الطير، والفراش، وربما للقلب، وللجفون أيضا.
أيضا، اتسم شعر الرواد السودانيين، بكثير من "الكليشهات" المستعارة، من الأدب العربي القديم. وهي "كليشهات" كثيرا ما جانبها التوفيق، في الدلالة. قال محمد أحمد محجوب:
حنانيك! ما هذا الغريبُ أخو الهوى، بمجهولِ أصلٍ، أو سليبٍ من المجد نَمَتْهُ أصـولٌ شامخـاتُ، وأترَعَـتْ معارفَه نجـدٌ، فهـام إلى نجـدِ
و"نجد" هذه التي يشير إليها المحجوب، لم تكن في يوم من الأيام، دار معارف، يشار إليها بالبنان. وغالب أمر نجد، أنها ظلت، عبر تاريخ الثقافة العربية الإسلامية، بيئة بدوية. وهي لا تزال كذلك، حتى يوم الناس هذا. فما هذا الذي أترعت به "نجد" معارف المحجوب فهام بها، كل هذا الهيام؟ وأخشى أن تكون صداقة المحجوب المعروفة، للملك فيصل بن عبد العزيز، وغيره من آل سعود، هي التي دفعته إلى رفع نجد إلى مصاف مراكز الإشعاع المعرفي!
أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التوسع في العروبة - بقلم د.عبدالله ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
ومع ذلك
هويتنا: جعجعة قضاعة وكشكشة ربيعة
د. عبد الله علي ابراهيم
كنت قد إقترحت يوماً في ندوة بدار النشر بجامعة الخرطوم في آخر الثمانينات مفهوماً سميته "التوسع في العروبة". وقلت بهذا المفهوم في معارضة من قالوا بأن عروبتنا مجرد خديعة أو فرية طال سجننا فيها ووجب علينا خلعها وإكتشاف أصلنا في افريقيا. وأضفت قائلاً أنه لم يحدث أن التحم السودان بالعرب التحاماً وثيقاً خلال القرون العشرة من مجئ الأخيرين هنا مثل ما نفعل منذ السبعينات بالهجرة الكبري الي الجزيرة العربية والخليج. وكانت الهجرة الأولي طلباً لذهب وادي العلاقي وكانت الثانية هي حمي ذهب العرب الأسود. وما بين الهجرتين كانت علاقة السودان بالعرب شاحبة أبقت علي أكثرها مصر بأشكال شتي منها الغليظ والسمح. وقلت للندوة أن الهوية ليست وعياً جزافياً أو إعتباطياً لأنها تستمد مددها الكبير من إقتصاد ما. وأقتصادنا منذ السبعينات رهين الهجرة الي بلاد العرب. وقد سماه الدكتور عبدالسلام سيدأحمد بإقتصاد المغتربين. وأحتلت فيه تحويلات المغتربين وما تزال أكبر قسط في الدخل القومي.
آثار هذه الدورة الثانية من التحامنا بالعرب مشاهدة غير أنها لا تحظي بدرس جدي من منظري الهوية. فمن بين مشاكلنا التعليمية المتجددة مسالة الشهادة العربية التي تتحفظ عليها جامعاتنا و"تفتلها" بسعر صرف متدن. وقرأت أعظم دفاع عن المواطنة من والد مهاجر يعتقد أن تبخيس شهادة أولادهم وبناتهم خرق لحقوقهم كمواطنين دافعي ضرائب. وقبل ايام قرأت تحليلاً لنتائج إنتخابات جامعة الخرطوم نسب كثرة أصوات المتشددين الأسلاميين الي طلاب الشهادة العربية الذين جاءوا من بيئات مدرسية مفرغة من السياسة. وكنت قد قرأت تحليلاً غاية في الذكاء للدكتورة فيكتوريا بارنال في مجلة "الدراسات المقارنة في المجتمع والتاريخ" (1994) وضحت فيه أثر إقتصاد المغتربين الغالب في الصحوة الإسلامية منذ السبعينات.
خطر لي مفهوم التوسع في العروبة أول مرة وأنا أقرأ عموداً لحبيبنا (جد) الطيب محمد الطيب طمأن به المغتربين أن كلمة "زول" هي كلمة عربية فصحي وليست أثراً من "رطانات" السودان كما زعم لهم عرب العقالات. وقلت في نفسي أن المرء ليتوسع في الشيء إذا عقد المقارنات وأخسأ المنكرين وبرهن أنه أصل فيه. فالذي يقول أن "زول" كلمة عربية إنما طلب صفاء اللغة وتوثيق شجرة نسبه في العروبة. ولم يكن لتقع هذه المقارنة والتحقيق والتوثيق لهذه الجمهرة الواسعة من السودانيين لو لم نبلغ ديار العرب العاربة ونتدافع بهم ومعهم و"نجارطهم" في أمر هويتنا في إطار إقتصاد الإغتراب. وربما أرد الصيت الواسع للمرحوم البروفسير عبدالله الطيب علي عهده الأخير الي أنه كان بإحسانه المعروف للعربية يخزي العرب الهازئة ويشهد لنا.
ومن افضل ما قرأته في باب التوسع في العروبة هو ما كتبه الأستاذ عبدالمنعم عجب الفيا (الصحافي الدولي 10-9-2001). فقد قال أنه أملي يوماً علي سكرتيره العربي في المهجر خطاباً. ثم لما قرأه وجده كتب "رغم ذلك" ك "رقم ذلك" لأن نطقه، كسوداني لسان أمه العربية، يقلب "الغين" الي "قاف". وقاد هذا الأستفزاز عجب الفيا الي مبحث طويل في ظاهرة قلب الحروف في العربية قديماً وحديثاً لكي يبرهن أننا لسنا "الوحيدين بين العرب" الذين ينطقون الغين قافأ. وذكر من تراث العرب كنعنة قبيلة تميم التي تقلب الهمزة الي عين، وكشكشة قبيلة ربيعة التي تقلب الكاف شيناً، وجعجعة قضاعة الذين يقلبون الياء جيماً. وقال أننا مثل قضاعة (التي هي من تميم) في قولنا "مسيد" ل "مسجد". وتوقف عجب الفيا عند قلب الغين قافاً. وقال أن أحوال نطق القاف مختلف عليها بين العرب. فأهل مصر ينطقونه همزة أو الفاً وبعض صعيد مصر وفلسطين ينطقونه مثلنا. وأهل الخليج ينطقونه جيماً. وختم مرافعته قائلاً "أننا لسنا الشعب الوحيد بين الشعوب العربية الذي ينطق القاف أشبه بالغين". بل وذهب الي القول أن نطقنا هذا هو النطق العربي الأصلي لهذا الحرف كما ورد في كتاب للدكتور ابراهيم أنيس العضو المؤسس للمجمع اللغوي بالقاهرة. وعلق عجب الفيا قائلاً أن نطقنا للقاف هو بالتالي "سجية في اللسان العربي". وذيل عجب الفيا مقاله بجملة مراجع شملت لسان العرب والصاحبي والسيوطي.
ولا أعرف بياناً ابلغ من قول عجب الفيا أسند به مقولتي عن التوسع في العروبة. فهو ليس عربياً بالسجية فحسب بل هو ساهر ليله علي المعاجم يشهدها صدق عروبته التي إزدري بها مروؤس له في موقع من مواقع إقتصاد المغتربين.
* جريدة الصحافة 15/5/2004
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التوسع في العروبة - بقلم د.عبدالله ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
تحياتي يا منعم سبقتني بدقيقة..ٍسأتعيض بغيره و لكن هل ترى معي في الأقواس ما أضحكني جداً في صباح الأحد من سيرة (فش الغباين)..السودانية..
Quote: وقال أننا مثل قضاعة (التي هي من تميم) |
يشهد الله أن الرجل يحب الفكاهة و عاشر الرباطاب باكثر من مجرد (ود لقاي)!!! عوداً حميداً
| |
|
|
|
|
|
|
في جعجعة قضاعة و حديث جهينة..لأنور و أيمن (Re: هاشم الحسن)
|
تحية طيبة.. عودة متأخرة..لما سبق من قول لم يتم.. وبغض النظر عن مضرية تميم و قحطانية قضاعة مما تتفكك به أقواس د. عبدالله، يبقى المهم هو الإشارة إلي كون تميم، كما قريش، في أعراف الإنتماء، هي (مستعربة) تماماً كمثل كل العدنانيين من مضر و ربيعة، و تماماً كما الزرق على النيل و البوادي..فهل ينقض ذلك من إنتساب بعض الناس للعروبة حتى يومنا هذا بتميمة من تميم المضرية، و سهوِهم عن قضاعة التي تقحطنت عاربة ، ثم ، و هي في مصادر كثير من السودانيين، الرفاعيين كلهم وفيهم القواسمة و الحَمَدة، ثم (البقّارة) كلهم و جلّ (الأبّالة) لم تقحط مصادرها ..لا ..ولكن لأن تميم التي إستقرت و هاجرت في العروبة العارمة، كمثل قريش، تقيد الناس بأحساب الكرام و طول الباع التاريخي كما بدلالة الترميز و التوق لمثل مآثرها.. فهي التي تظهر من بيت (الخلع) المجذوبي الشهير.. و الأكيد إيضاً، هو أن مثل هذه المقاربة الثقافية أجدى و أنفع و أصلح علمياً لتقصي مصادر عروبة الزرق في أصولها العرقية العربية فيما قبل الهجنة، أو تجلياتها المستنوِّبة لاحقاً مما يتمظهر فيما يميِّز لهجة (الشايقية) مثلاً ، أو ما يربطها لسانياً بلهجة الرزيقات، كمثال، بقرينة من أن اللهجتين تميِّزهما امالة أواخر الكلمات..قد يوصلنا مثل هذا المبحث إلى نفي العباس بن عبد المطلب عن شجرة نسب الشوايقة، وإفتراعهم في بني عامر أو أسد بالهلاليين من رفاق أبي زيد و دياب، الذين أينما رصدت السيرة الهلالية لهم مضارباً، مالت أواخر الكلمات و لانت مخارجها..أو في جهينة التي هي من قضاعة المختلف على عدنانيتها أو قحطانيتها عند النسابة و ما نفا ذلك عروبتها و لا (الجعجعة) تنفيها..و رغم ذلك لا تعدم أن تجد قضاعة في عداتها من يبادرها بالنفي..و قد قال في ذلك أعشى بن ثعلبة المتشيّع، من قصيدة له هاجياً قضاعة في إستقطابها مع بني أمية و منكراً لها في مجد قحطان ومعيِّراً لها:
أبلـغ قضاعـة فـي القرطـاس إنهم لـولا خـلائف آل اللـه مـا عتقـوا قـالت قضاعـة إنـا مـن ذوي يمن واللـه يعلـم مـا بـروا ومـا صدقوا قـد ادعـوا والـدا مـا نـال أمهـم قــد يعلمـون ولكـن ذلـك الفـرق ثم فخر بعض شعرائهم وهو عمرو بن مرة، المتصل نسبه إلى قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان يــا أيهـا الـداعي ادعنـا وأبشـر وكـــن قضاعيـــا ولا تــنزر نحـن بنـو الشـيخ الهجـان الأزهر قضاعــة بـن مـالك بـن حـمير النســب المعـروف غـير المنكـر فـي الحجـر المنقـوش تحت المنبر فما ترك نزاراً أبا مضر و ربيعة كليهما دون هجاء..هذا في سيرة قضاعة وبعض من سيرة هويتّها..دال على صراع قديم و نفي و إثبات ولكن قضاعة بقيت في المصادر و في جهينة..
أما البحث عن أصل الشايقية في (سنجك) ألباني، سواءاً أكان الذي يتجشمه ماكميكل أوالأستاذ أيمن بشرى، فهو مما يرتبط ب(جعجعة) المثل الشهير وليس تلك التي رصدها منعم في قضاعة و لا هي بطحن العلم..أوليس كلمة السنجك ( السنجق) يا أهل العلم..في اللغة التركية..تعني المقاطعة/ المحلية/ العمودية/ اللواء/المجافظة/ المديرية أو مثل ذلك؟؟...وهي أيضاً رتبة عسكرية.!! و الأخيرة هي التي إلتصقت بالشايقية فيما بعد 1821في سيرة معروفة.. كما إن المماليك لم يحلوا بتلك الديار الدنقلاوية حتى حلّت بهم لعنة القلعة في أواخر القرن الثامن عشر.!!فهل اصبح الشايقية مماليكاً في أقل من نصف قرن ثم تألبنوا في سنة؟؟ و هم من قلت يا أيمن إنهم إنفلتوا عن السلطنة الزرقاء في اواخر القرن السابع عشر!!!لا أعرف كيف يمكننا ان نتجاهل دالاً قائماً في الواقع العياني و اليقين المعرفي، كدال اللغة التي يتحدثها الناس كلما تحرك لسانهم؟ إلا إذا صدقنا أن النوبة أرسلوا أبنائهم إلى نجد و الحجاز في طلب العربية!!هذه تميم هاجرت قبائلها إلى فارس فما تعرّب الفرس في كلامهم إلا من أراد.. و هذه النوبة تستعرب..هل نتهم جيناتهم بالخنوع..حاشا..و لكنها سيرورات التثاقف..سيرورات قوة و ضعف... و أما حكاية الجينات و التفسير البيلوجي للهوية فهو من إرث النازية و شعوب الله المختارة و الإستعلائيين و جديرة تماماً بالهرب عنها. ما سمعنا و لا قرأنا أن د. عبد الله يتكئ عليها في إثبات عروبة الشماليين و لا نفي الدم الأفريقي عنهم.. إلا في ورقة منعم هذه!!. ما الذي يجدي لقوم ما،أن جيناتهم البيلوجية تتصل في حفدة ثقافة أخرى لو أصابهم الإنقطاع أو الركود الحضاري و الثقافي إلا فيما نزر.؟؟ و لو جاز لي أن اقفز إلي مداخلة الأستاذ أنور الطيب التي جاء فيها بالقول الطيب Quote: (قد يكون الإنسان من أصول أفريقية بحتة ولكن لاشك تأثر بالثقافة العربية رضي ذلك أم أبي والعكس صحيح ينطبق على العرب وقد يكون الإنسان عربي قح ولكنه تأثر بالثقافة الأفريقية رضي ذلك أم أبى ولا أرى غضاضة البته أن يأخذ الإنسان من ثقافة الآخرين ويتأثر بها بل ويضيف اليها ويأخذ منها ما ينفعه سواء كانت عملا أدبيا ؛ فنيا ؛ أو حتى سلوكا عاما ؛ وليس بالضرورة أن يكون ذلك تهربا من القيود التي تفرضها عليه ثقافته) |
الذي إتفق معه تماما، وأشكر الأستاذ أنور على حصافة إيراده العميق، ثم أدعو أن نتدارس في أمر هذا التأثير و التأثر، عمقه و مداه في سيرورات تشكيل الهويّة و صيروراتها.. و هو أمر يعارض تماماً فكرة الإحتكام للجينات كما التي في آخر دعوة الأستاذ انور للأستاذ عبد المنعم ومن يخالفه: Quote: (وأنا أقترح عليك وعلى كل من يخالفك أن يكون الفيصل بينكم THE DNA TEST فالعملية يمكن اثباتها علميا وكفي الله المؤمنين القتال..) |
مثل هذا الإختبار المعملي، غير كلفته الفارطة علينا، لن يثبت غير ما أعلنوه يوم إكتمل مشروع الجينوم البشري..آخذين كل الجينوم في الإعتبار؛ لا فرق بين البشر، بناءاً على عامل العرق..قد يكون الفرق بين أخوين غير متماثلين أكبر منه بين واحدهما و آخر من غير العرق..!! ومع هذا فالناس شعوب و قبائل تتدافع !!! و القرود و الفئران تشابهنا في أكثر من %90 من هذا الجينوم..!!حكمة الله.. وشكري للجميع و بخاصة للأخوين أنور و أيمن .. و لمعرفة بعض هذا أو توثيقه بالأحرى، ما كان علي سوى أن (أقوقل) بحثاً عن جهينة في السودان فانظر لو أردت في الرابط أدناه http://www.khayma.com/aljohaninet/mnazeljohaina.htm
| |
|
|
|
|
|
|
في تلجلج المصطلح و قسر القول (Re: Agab Alfaya)
|
مرحباً و أهلا يا (أبا النَحْلان)..و ليعذرني د. النور حمد لو كنيته، فالتكنية بعض من ترميز عن حفاوة و تقدير و محبة..عوداً حميداً.. وتحية لمنعم و المتابعين ثم: نعم يا عزيزي منعم..كما قلت ..و لكن ليس من باب سوء الفهم أو لعسر يعنوه!! أختلافي، مع ما تطرحه في هذه الورقة من نقد ناقدي الأفروعربية، لا توفر أحداً، عبد الله علي إبراهيم أساسا،ً و من أثنوا عليه، أو على رؤيته، لتحالف الهاربين عن صحرائهم القاسية ،، ثم عن غابة أحلامهم في تجليّات حقها الحق، و ليس لما كانت في وهم إستيهامهم لبدائيتها..هروباً صريحاً، عنهما جميعاً ، وعن أنفسهم الأولى....!! هو إختلاف جسيم، يتجاوز مجرد سوء الفهم لمصطلح(الهجنة) إلي ما هو أعمق من ذلك و غائر في جروح منهج مقاربتكم لها في صدد نقدكم لـ ع ع إبراهيم . و قد حاولت بسط ذلك الإختلاف فيما سبق من مداخلاتي، عن إلتحاق تصوركم بالأيدلوجيا إلتحاقاً عضوياً، في كل ملابسات نشأتها حلماً، و سيرورتها (المايوية) و حتى صيرورتها إلى مجرد زانة للقافزين إلى نفي العروبة عن السودان جملة و تفصيلاً. ثم زدت فيما سقته عن الأزرق (الهجين العرق) الذي ثقفته العربية حين تحالفت مع نسيبها في العرق حتى غلبت عليه غلباً لا مغالب له و غلبت على ما فيه من دم أفريقي لم تسنده ثقافة صاعدة كما كانت العربية حين بدأ كل ذلك. ثم تواصلت تفاعلاته متصاعدة من تلك البداية، في دينامية مستقلة عمّا جرى به حكم الجدل في الزمكان الآخر مما نعرفه الآن بالسودان. و بالنتيجة، فإن ما حدث لهؤلاء القوم على (النيل و البوادي) جذّر المصدر عميقاً في العروبة و بعيداً عن الأفريقي بما تؤكده نواتج لهذا السناري حاسمة البرهان، تدلل كلها على (إستقلالية ديناميات المصادر و الترميز و التوق) كما ساقته دراسات د. عبدالله عن تحالف الهاربين ، و الأخر التي عن أشجار النسب المفرهدة و ثقافات و فولكلور القوم ، كما كشفت أيضاً عن لا جدوى نفي العروبة أو إثبات قُحتها في النسبة، أذ هي في حكم الدلالة صحيحة و كافية بذاتها للحكم في هوية القوم لأنفسهم أو عليها... ثم عمق إختلافي مع طرحكم في الهجنة، ما رأيت من إضطراب هذا المصطلح في إستخدامكم له، على عكس ثباته و تقعيده المكين في إستخدام ع ع إبراهيم له عبر كل دراساته و مقالاته المتصلة بالهوية.. و من أمثلة ما ذكرت عن ترنحكم بالمصطلح هو إستخدامكم له مرة لتوصيف عرق إنسان الشمال فقط، ومرة في توصيف ثقافته و مرة في توصيف العرق والثقافة. و الإضطراب من ثم يتجاوز ذلك إلى تاريخ المفهوم الذي لا يكاد يستقر في سنار منذ ورثت سوبا، حتى تقفزون به لفجر التاريخ ليعانق كوش ثم لا يستقر حتى يتدهور إلى عشرينيات القرن الماضي فيتم تأوُّله على قول لحمزة الملك طمبل. كل ذلك، في سرعة تقصم الظهر و لا تجبر المعرفة و البرهان...!! فلا يكاد يعلن حيرته، حتى يجد الواجد أن الهجنة عندكم ظعنت تبحث لها عن مستقر في الجغرافيا لا تجده، فيجد ظعنها من الشمال إلى البوادي و من هناك إلى سنار ثم تنيخ على كل السودان و لا تلبث إلآ قليلاً فتشد الرحال و هي عطشى لم تزل ما (إتبلّ ريقا) بدليل و لا حاديها يحدوها النجاة... حتى في التعليل السياسي (البراغماتيك) أو محض الأيدلوجيا مما لا يحبه منعم..تجد للهجنة الأفروعربية أثراً لا يكاد يخفيه المحو و الإنكار المنعمي... ووووو..مما لا يكاد ينحصر عداً أو تنصيصاً..و ها هي الورقة أعلاه متاحةً للنظر و إعادة النظر فيها و في ورقة د. عبدالله... و هذا الإضطراب الذي يتلبس أيدلوجيا الأفروعربية كالزار و الجن الأحمر ، و منذ (كشف نومتا) ود ابراهيم، هو الذي يسود خطاب (الدفع) المنعمي/المكي في خيط المداخلات عاليه، مما أرجعني لقول حكيم من الأستاذ كمال الجزولي في أن ((المعيار الموضوعى لسداد أى أيديولوجيا هو قوة حمولتها من الابستمولوجيا)) ، وما الذي دلل عليه ع ع إبراهيم تدليلاً بالغ البرهانية إن هو إلآ هذا الضعف و الوهن المعرفي ، أو على الأقل الخلل المقيم في هذه الحمولة الإبستمولوحية، مما فضحته الإستعارات الجسيمة من ميراث الأدب و الدرس الكولونيالي أو التابع له في أفريقيا. أما أخطر ما في هذا النقد الذي قدمه منعم لورقة تحالف الهاربين و أشده أذىً لرقائق العلمية، فهو في ما سماه (فيصل محمد صالح)، في حوارات سبقت مع منعم و تتعلق بنفس الموضوع، سمّاه ب(الإستقوال)، و الذي هو تقويل المرء ما لم يقل. و مصكوكة الإستقوال، بداهة، ليست إشارة الي ما يمكن للقارئ أن يخرج به من تفكيك الخطاب المقروء، أو تحليل بنياته و الكشف عن دواله و إنطاق سواكته و إعلان مضمره. بل هي إشارة إلى قسر القول على معنى لا يحتمله مما هو إبتسار و سوء تأويل على أضعف الفروض، و هذا لا نجوزّه في حق الفيا.. أو هو تعسف مقصود لذاته أو لأجل خدمة فكرة أو رأي يراه القارئ المؤدلج.... و كذلك، ربما جنت لغة د. ع ع إبراهيم الأدبية الرفيعة عليه..فالبلاغة أيضاً حمالة أوجه.. فأتاحت لمنعم ما لم تتحه لنا من أوجه الإستعارة و المجاز، فزعمنا {إنو كلام الراجل واضح و عديل ما فيه عوج و لا دسدّسة} (يمكن لمن يريد، متابعة حوار فيصل/محمد جلال/منعم في الوصلة التي أتاحها عادل عبد العاطي في مداخلته من هذا البوست)!!..المهم هو أن ورقة منعم في نقد تحالف الهاربين، تقوِّل الأخيرة و معها ع ع إبراهيم ما لم تقل و ما لم يقل... يفري مكمايكل في أيدلوجته ما يفتري من كولونيالية خسيسة فتصبح فريته بقدرة قادر هي مما يوجب الحد على ود إبراهيم و هو من فضحها!!!! ((لذلك يرفض بشدة ان يوصف انسان الشمال الذي يحسبه عربيا مسلما ،باي وصف فيه ريحة افريقية، وقد اسقط عبدالله هذه الصورة الكولونالية علي الافروعوبيين)) يقول سنجور بالخفة تتعلق الإفريقي و يعيره مزمار أورفيوس، فيتهم عبدالله بانه المغني و إن ما إستشهد به هو إسقاطاته الخاصة لرقصته الإستعلائية!!! يعلن المجذوب إنتمائه إلي قريش و تميم بقيد شديد لا يطيقه (الشاعر) و يقول (الخلاء و لا الرفيق الفسل) بما يفضح (إستعلائه المثالي البراءة) كما غلواء قومه في ذلك، على الملأ، فيأُخذ عبد الله بجريرته .!!! يرتد عبد الحي عن دعواهم في البدائي النبيل و يستبين ضحى عروبته و حق الآخر في عدم التدليس عليه بالجينات الغابية..فيضحى ع ع إبراهيم هو المذنب!! لا يرضى ترمنجهام من السود عروبتهم في النسبة فتأخذ التهمه بتلابيب ع ع إبراهيم أنه ساءه إلحاق الجعليين بل و الزرق كلهم بالعرق الزنجي، فيصبح هو القائل بفرضية إنحطاط العرق الأسود..و هل ناقل القول كقائله..!!! ينعى عبد الله (حقاً أو باطلاً) على الروّاد العظام، المكي و صحبه، مقاربتهم لأسئلة الثقافة و السياسة و الفكر و الدين في بوهيمية تليق بالشعراء و غواياتهم فقط، وليس بمثل تلك المقاربات التي يلحق فيها الفعل السلطوي بالقول المثقف في عجلة شيطانية لا تبقي و لا تذر...يغضب الشاعر الكبير و د المكي و لا يزيد. و لا يرضى المتسامح ذو الأدب الصوفي د. النور عن الصفة بالبوهيمية و إصطلاحها.. و لكن ذلك عند منعم إنما ( يكشف عن رغبته((د.عبد الله) الدفينة في عدم التمازج و الإندماج بين الثقافتين العربية و الأفريقية)).. عرفنا منعماً كحفار معارف عتيد ..ولكن ما علمناه يحفر في نفوس الناس عن دفائنهم..!!إلا إذا كان رفض ع ع إبراهيم لفكرة البوتقة و الإنصهار في ثقافة جامعة مما قالت به الأفروعربية يقوم دليلاً ..و لكنها فكرة (راكوبة) تخر منها أيدلوجية الإستعلاء و تكاد لا تُمسك بالرضا ولا بالقوة من فرط تزييتها بمعاني التذويب و الإلغاء..عين ما يتقاتل على دحضه الناس.. ثم لا يرضى منعم حتى يلحق الرجل بالنقائص جملةً، منكراً عليه ديناميكيته التي تليق بباحث عميق الفكر و ثاقبه، يمكنه بما توفر عليه من مكنة المثقف العضوي و الملتزم بقضايا شعبه أن يتحرك بحرية مما توجبه عليه معطيات وطنه، و تبيحه معطيات واقعه ، قد يصيب أو يخطئ و لكنه لا يماري في حقه و واجبه..يعيب عليه أيام أبادماك مرة ثم ماركسيته السالفة أخرى ولا يكتفي حتلى يلحقه بالطيب مصطفى و المشروع (الغير حضاري) ضربة لازب.. الحق إن هذا التعسف في قراءة منعم ،جعلني لوهلة أظن أنه متفق مع ع ع إبراهيم على خطة لنشر أفكاره، ببث أكبر قدر ممكن من الإثارة حولها، حتى أن قراءاً لمنعم لم يقرؤوا عبد الله من قبل (في قولهم بعضمة لسانهم) يشخصونه معلولاً بالخوف المرضي من الزنوج ثم يدعوننا للتظاهر ضده...!!!! ثم إستغفرت من (وسواس نظرية المؤامرة الخناس) و طفقت أفكر في هل تراه منعم يقرأ من بين يدي هذه الورقة عن تحالف الهاربين ما يليها من كلمات الرجل التى لا يفتر و لا ينيئ يبثها في إصرار حميد يشهد عليه عمود صحفي يومي مثابر و مجوّد فلا يجوز عليه مثل وصف ميسون (بالسخافات) إلا كما يجوز الذي يستوجب الإعتذار في عاقبته!! من ذلك، أنه ،و فقط في كتاب ( الثقافة و الديمقراطية في السودان) الذي فيه هذه الورقة المنقودة ( الأفروعربية أو تحالف الهاربين)..توجد عشر ورقات أخر..كلها لا تقول بما يقول به منعم ومنها كمثال أوراق ( التنوع الثقافي كغبينة سياسية) (الفولكلور و التاريخ) ( مستقبل اللغات المحلية:إطار نظري) ( أخرجت البادية السودانية أثقالها) ( في دفع الإفتراء...) ..و في غيرها من كتب ع ع إبراهيم ومقالاته كثير مما يجِبُّ الغبينة أو يلطفها في تقدير غير متفائل مني بعد كل ما شهدته من إصرار منعم الفذ على دفع نازلة عبدالله الوهيطة، عن سوح الأفروعربية الضيقة... ثم ما خير من (الإستقوال) إلا القول من خشم سيدو.. ألصق ..مقالات في إثراء التثاقف ...و مما يتعلق بهذا الموضوع.. و لي عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
و عبد الله علي إبراهيم هو من قال هذا التالي:
فقه العاصمة: حمام السجوف وعصافير الربي (2002) د. عبد الله علي إبراهيم قال مغني الربوع الأمريكي: لقد جعلني هواك رجلاً وسيماً. وكثيراً ما هجس لي لماذا أصبحنا نحن السودانيين الشماليين علي هذا القبح في مسيرة عشقنا المعلن للجنوب. لماذا لم يدلف بنا هذا الهوي الي يسار يأخذ بشغاف قلوب غمار الناس من كل فج وطائفة وجنس يهدي الي الإلفة في الوطن. لأنه حتي شمالي الحركة الشعبية من اليساريين ومن لف لفهم، في مصطلح ضياء الدين البلال، لم يعلموا من مسألة الجنوب الا ما يسد رمقهم للفتنة بين الأقوام والتأليب وسفك الدماء. وقد تنصلوا عن هذا العلم حين جعلوا نسكهم ومحياهم للزعيم قرنق دون شاغل الجنوب نفسه الذي سبق ميلاد قرنق وسيبقي حتي يأذن الله. ولم يجعلنا التعلق بالجنوب مسلمين أقوياء تتسامي فيه عبادتنا فوق الهرج. ليس فينا بعد دستور مدينة المصطفي صلي الله عليه وسلم الذي منونا به حسماً للخلاف في البلد وقد طالت دولة الأسلاميين وتطاولت. وهو الدستور الذي نفذ الي دوحة أمنه الشاعر محمد المكي ابراهيم بقوله:
مدينتك الهدي والنور
وتسبيح الملائك في ذؤابات النخيل
وفي الحصي المنثور
مدينتك الحقيقة والسلام
علي السجوف حمامة وعلي الربي عصفور
مدينتك الحديقة أقرب الدنيا
الي باب السماء وسقفها المعمور
وبدلاً من أن ينثر لنا الاسلاميون حصي السلم أرونا عجبا. فقد تراخي اجتهادهم وقل تناصرهم وتفرقوا شيعاً تربط واحدتها للأخري تحول دونها وصفو الكوثر المحمدي في إلفة الشعوب والقبائل. فلما استثني قانون الشيخ حسن الترابي الجنائي لعام 1988 علي علاته الجنوب من حد الشريعة خرج له الاخوان المسلمون يعاتبونه بالسيوف. وهذا من قبيل عتاب الجمهوريين لشريعة الرئيس نميري التي سهت عن تضمين حد الرجم في 1983 . وقد رأينا سوءة أخري لحرب طوائف الاسلاميين حين انشقوا الي قصر ومنشية وكيف كادت المنشية للقصر بتوقيع ميثاق جنيف مع الحركة الشعبية دعت فيه الي عقد اجتماعي جديد في السودان "لايسمح بالتمييز بين المواطنين علي أساس الدين أو اللغة أو العرق او النوع أو الاقليم." وعلي بهاء العبارة فانها تنضح بمكر المعارضة للحكومة التي لم تبارحها المنشية الا بقليل قبل توقيع الميثاق. فلم تكن العبارة اجتهاداً في الاسلام وانما حرب به أو بأسمه. ولايستغرب والحال كذا أن لا نكسب بتعاطي أمر الجنوب معرفة أذكي به يصفو بها اسلامنا ويذكو. ولما لم يكن الأمر لله كان للسلطان والله غالب.
وقد ارتعت لما استمعت اليه في العام الماضي من حوار مرموق للأستاذ عبد الحي يوسف يدعو الي فقه أهل الذمة آية وشكلة بما في ذلك فرض الجزية عليهم. وقلت له أن اول عهدي بدعوته هذه كان في منابر جامعة الخرطوم في الستينات والحركة الاسلامية غضة العود لم ترتكب بعد السياسة العملية التي ألانت قناتها هوناً ما. وقد رايت في دعوة عبدالحي الي الشباب، الذي تتشكل حساسيته الاسلامية منذ عقد واكثر من السنين في ردة الفعل علي ما يراه خطلاً في عقيدة وممارسات دولة الانقاذ الاسلامية، تجديداً للدين بالنكوص الي البراءة الأولي والنصوص البكر بدلاً من الأعتبار بفقه من سبقوهم من رهطهم الي ابتلاء مسألة التآخي في السودان. ومن قبيل هذا التشدد الغر في فقه اهل الجزية الفتوي التي ذاعت عند حلول عيد الفطر الماضي ونهي فيها علماء بذاتهم عن تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد الذي كان وشيكاً. وهذه هي بعض الاقوال والمناهج التي باعدت بين الاسلاميين والوسامة بشأن الجنوب وهبطت بهم من مقام زعمهم انهم أهل حل وعقد لمسألة التآخي السوداني بسنة دولة المدينة الي خانة اصبحوا بها جزءاً أصيلاً في المشكلة. فلقد تقطعت أنفاسهم وازبدوا دون غرس مدينة مصطفوية أخري للهدي والنور.
مما يؤرق جداً خلو طرف الدولة والأسلاميين من فقه وسيم للعاصمة في سياق المفاوضات المصيرية في ميشاكوس سوي الاصرار أن المدينة لن تحكم بغير الشريعة. وما أعرف جماعة سياسية استعدت لسياسة مبتكرة للمدينة، التي تغيرت ديموغرافيتها وتنوعت ثقافتها بليل، اذا جاز التعبير، مثل الحركة الاسلامية. فقد تعاقدت في منتصف الثمانينات مع الدكتور ت. عبده ملقم سيمون، الامريكي الافريقي المسلم واستاذ علم النفس لينصحها لوجه الله لبناء خطتها السياسية والدعوية حيال تفشي قري الكرتون في الخرطوم بجمهورها "الافريقي" الذي قلعته عن دياره الحروب والمجاعات والجفاف واللجوء. ولم تكمل الحركة جميلها الذكي هذا. فقد اشتكي سيمون أن قادة الحركة ضاقوا بصراحته وانتهوا، بدبلوماسية شمالية لطيفة، الي اهماله بغير جفاء أو غضاضة. واستفاد سيمون من السانحة كتاباً حسناً نشرته له دار جامعة شيكاغو للنشر عام 1994 اسمه: في أي صورة ركب: الاسلام السياسي وطرائق المدن. وقد نبه الكتاب الي التحدي الوجودي العقدي الذي تأتي به مدن العاصمة "الكرتونية" الهجينة الي ساحة السياسة والتشريع في السودان. وقد وصفها بأنها مواقع ل"الانبعاج" الثقافي تندلق الثقافات في بعضها البعض بدلاً من أن تأوي واحدتها الي الاخري تأتلف وتتناغم. ووصف سيمون هذه المدن، التي يبلغ سكان بعضها مثل النصر (مايو سابقاً) في امدرمان 750 الف نسمة، بأنها كرنفال للعلمانية. فالدعوة بالصفاء أو الثابت الثقافي من قبل أي طائفة من سكان هذه المدن الهجين هي مجرد دعوي قل أن تتجاوز الزعم الي ماهو أكثر من ذلك. وكنت التمست من الحركة الاسلامية أن تعيد النظر في جفائها لنصح سيمون وأن تكلف من يعرب كتابه تعريباً سائغاً ينتفع به كادر الاسلاميين الذي يلقون مسألة فقه العاصمة بغير علم.
وكان اعجبني من الجهة الأخري اشتغال عالم وحركي اسلامي في مقام الدكتور حسن مكي بأمر هذه الهجنة. فقد رسم من احصائيات السكان لعام 1997 صورة لعاصمة لم تعد مدينة "عربية" كما كانت في 1956 بل "أفريقية". فقد كان عدد الجنوبيين بالمدينة 183 ألف نسمة في 1956 في حين تجاوز عددهم في 1997 المليون نسمة من جملة سكان المدينة الذين هم 3512000 نسمة. ومن حيث النسب المئوية فسكان العاصمة من ذوي الاصول في غرب السودان بلغت 35%، وبلغت نسبة الجنوبيين 30%، ونسبة الكردفانيين 10% بينما بلغت جماعات الجزيرة والوسط النيلي وماجاورها 25%. وسمي حسن مكي هذه الوفود "الافريقية" بالجمهرة المستضعفة التي إن لم تنعتق في معاشها ومعادها بالاسلام انعتقت بغيره من عقائد الدهرية والعرقية. وأمل حسن مكي أن يهدي المشروع الاسلامي هذه الجمهرة الي معاني الوطنية والآخاء والندية. غير انه صدره لم ينشرح بالجهد المبذول نحو هذه الغاية.
وحين ضاع علي الاسلاميين خيط العلم بهجنة العاصمة اصبحت سياساتهم بشأنها خبط عشواء. وقد استثني المهندس بانقا، وزير الهندسة والاسكان السابق بولاية الخرطوم، الذي اشاد الخصوم برقة منهجه وعاطفيته علي مستضعفي المدن الهجينة قبل الاصدقاء. فقد جعل الاسلاميون من وفود الجنوبيين الذين اقتلعتهم الحرب الي العاصمة حجة علي فساد مايشاع عن جور دولة الانقاذ والشماليين واضطهادها للجنوبيين. وفي حجتهم هذه حق كثير. فقد قرأت مؤخراً كلمة مسوؤلة محايدة عما جري لمن لجأ من الجنوبيين الي مدن تحت سيطرة الحركة الشعبية وتوابعها. فقد أساء الدكتور مشار لجماعة من شعب الأدوك الذين لجأوا الي الناصر هرباً من أثيوبيا بعد سقوط نظام مقستو هايل مريام. كما غصب قرنق علي الجندية من عرفوا ب"اطفال التيه" من اليتامي الذين أغراهم بتلقي العلم في مدارس خاصة بالحركة.
كان اول من نبه الي القيمة السياسية والآجتماعية لاطمئينان الجنوبيين المقتلعين لعاصمة الوطن ولياذهم بها هو المرحوم مبارك قسم الله حين رأي كيف تشوش الأسلاميون والعاصميون القدامي من هذا الوفود. وهو تشوش غلب عندهم احترازات الأمن لحماية العرض والمال. وقد حما مبارك من غرائز الخوف الأصنج هذا أنه كان من أهل الدعوة الي كنف الاسلام الوهيط ومن بناة مدنه المفتوحة الي "باب السماء وسقفها المعمور." ومع استخدامنا المفرط لحجة وفود الجنوبيين الي العاصمة لدحض أفتراءات عنا الا أننا لم نرتب علي ذلك وجداناً يتخطي الفرح بقدومهم الي تأمينهم بحسن الجوار وتوفير أسباب العدل والعيش الكريم لهم ماوسعنا. فقد كتبت مرة بعد مرة عن ثشوش العاصمة القديمة من العاصمة الجديدة متي ما بدر من افراد من الأخيرة ما أقلق المضاجع وأثار الخواطر. فسرعان ماننسي ميثاقنا مع العاصمة الجديدة التي نفاخر بقدومها الينا دون الآخرين ويركبنا هاجس "حزام الجنوبيين" ونغلظ ونتداعي الي أجهزة الأمن. وهكذا نفارق الوسامة لأننا هبطنا بثقة الجنوبيين فينا الي درك جعلها مجرد دليل إثبات للعالمين علي إنسايتنا.
وبدا لي انه لا الاسلاميين ولاقادة الرأي استعدوا بفقه أو رأي في التشريع لعاصمة اطرد تفاقمها السكاني وتنوعت عقائد الناس فيها وتباينت توقعاتهم بشأن العدل فيها. فقد كانت اول ردة فعل لاتفاق مشاكوس من قبل هيئة علماء السودان هي الحاحهم علي الوجوب الشرعي لتطبيق الشريعة في العاصمة لأن أمر الشريعة امر دين وعقيدة للمسلمين. واعتصام العلماء بهذه العقيدة يضعف من قولهم في نفس بيانهم الأول بعد الاتفاق أن الاسلام يراعي حقوق الآخرين لأنه دين الحق والعدل والاحسان. فقد صح أن يسأل المرء هنا لماذا لايرينا العلماء في هذا المنعطف الحرج في الوطن كيف يحسن الاسلام ويعدل ويحق حق هذه الجماعة الكبيرة من الجنوبيين (التي تشكل نسبة 40% من كل سكان الجنوب في قول وزير الصحة) وغيرهم في العاصمة من هم علي غير عقيدة الاسلام. لقد اعتصم العلماء بسداد العقيدة واستنكفوا استنباط فقه يمكننا من ملاقاة ابتلاء خلطة الشعوب والقبائل وهجنتها. وهذا قصور بين عن إعادة انتاج معاصرة للمدينة المصطفوية التي هي ادني الي باب السماء وسقفها المعمور.
وخطة بعض قادة الرأي العام عندنا ليست بعيدة عن خطة العلماء في التعامي عن حقائق العاصمة السكانية والاستغراق في ما عدا ذلك. فقد اقترح كثير منهم أن تكون العاصمة غير الخرطوم حين بلغهم تجديد الحركة الشعبية لمطلب أن يكون التشريع في العاصمة علمانياً. وقد تباروا في عزل المدن التي يمكن أن تحل محل الخرطوم بعد حذفها كعاصمة. وليس هذا تفكيرا في الأمر الشاغل واجتهاداً بل تهرباً منه بحثاً عن كبش فداء من المدن غير الأثيرة ليذبح علي أعتاب العلمانية حرصاً علي اتفاق مشاكوس. والبلاء بلاقوه بالكرامة. وقد استغربت لماذا لم يخطر لأهل الرأي هؤلاء تغيير العاصمة الا الآن بينما هو أمر تناولته الاقلام بأسباب لا علاقة لها بالتشريع للعاصمة. فقد كنت قرأت للدكتور عمر محمد علي يوماً ما يقترح نقل العاصمة الي قرية نادي في دار شعب الرباطاب مثلاً. وجاء بأسباب فيها نظر الي الأقتصاد والأدارة وقد طال بي وباقتراحه الزمن. إن اقتراح نقل العاصمة ما يزال فكرة طيبة غير اني اخشي انه، في سياقه الحالي، قد يكون مجلبة للظنون في جديتنا في الشمال في حفظ العهود ودفع الثمن الباهظ للسلم الذي تفلت منا. ولله در زهير ابن ابي سلمي الذي لم يتلجج في نصح أهله بحقن دمائهم الجاهلية ودماؤنا مسلمة والحمد لله:
هي الحرب ما علمتم وذقتم وماهو عنها بالحديث المرجم
انني أفهم بغير مواربة لماذا نلقي في الشمال بالحيرة والتشدد والصهينة احتمال أن يجري الحكم في الخرطوم علي غير الشريعة. أفهم هذا وأنا الذي دعوت وماازال ادعو الي فصل الدين عن الدولة. فالخرطوم ربما كانت أقرب المدن عندنا الي منزلة العتبات المقدسة عند الشيعة. فهي بقعة المهدي التي قدل في عرصاتها المغني رقيق الحاشية خليل فرح "حافي حالق" في الطريق الشاقيه الترام:
في يمين النيل حيث سابق كنا فوق اعراف السوابق
في الضريح الفاح طيبو عابق السلام يا المهدي الامام
وإرث الخرطوم الاسلامي تالد أيضاً يحمله سكان لم ينقطعوا عنه أو ينفصلوا. ويكفي للشهادة علي ذلك سور تلك المصلحة علي شارع النيل التي ضمت ضريح ولي ما بأمر الأنجليز. وقد لايقبل أكثرنا أن تكون الخرطوم علمانية لمجرد أن صادفت وكانت عاصمة السودان. وربما كانت السرعة التي خلع بها بعضنا شارات السياسة والادارة عنها والقي بها الي مدن أقل روحانية ليسلم للمدينة طابعها الديني هي ردة فعل أولي دالة علي عقيدتنا في الخرطوم كعتبة مقدسة. ولكنني وددت لو كنا أكثر شفافية في عرض هذا الهاجس الروحي علي الجنوبيين ومفاوضيهم بدلاً من التمترس وراء العبارة العقدية الصماء أو الالتفاف حول المسألة بتقديم كبش مدينة اخري تفدي الخرطوم. فاللجنوبيون روحانيات ومقدسات جمة من أنفاس وجد أنبياء النوير و عوالم الدينكا العقدية التي فصلها الانثربولجي الانجليزي لينهاردت في كتاب قديم ومن هدي المسيح عليه السلام في الصفح والغفران. وهي روحانيات لم يزدها وجع حرب الحكومة وحروب متعلميهم الا ملكة في الاصغاء والانفعال و البشارة. وهذه أريحية ان لقيناها بنبل أشد بلغنا بر الأمان ان شاء الله.
ولم يخل تاريخ الخرطوم الاسلامي العميق من قولة الحق بشأن "الأفريقيين." فقد نذكر كلمة الشيخ خوجلي ابو الجاز، ولي توتي المشهور، الذي ضاق يوماً بخصومة أهله الأزلية حول ملكية الأرض فوقف فيهم مؤنباً ومذكراً قائلاً لهم أن هذه الآرض هي ارض النوبة وقد اغتصبتموها منهم. وهذا شيخ أراد الخير لأهله بنزع الشح والغل عن نفوسهم. فبينما يريد لنا شيوخنا وأهل الرأي مدن الشقاق والخسران أراد ابو الجاز لأهله ان يأووا الي المدينة المصطفوية التي يجري رونق الوسامة علي سيماء اهلها:
مدينتك الحقيقة والسلام
علي السجوف حمامة وعلي الربي عصفور
لقد نفذ محمد المكي ابراهيم الي جوهر الطلاقة في المدينة التي تخيلها ولم شعثها الصادق الأمين الذي سألنا أن لا نقهر اليتامي الذين هو منهم . . . وكل المستضعفين. منقول من موقع SUDANILE.COM
| |
|
|
|
|
|
|
|