نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
عبدالله الطيب يرثي جمال محمد احمد - في ذكراه
|
رثاء صديقي الأستاذ جمال محمد أحمد رحمه الله تعالى * عبد الله الطيب
ذكرت جمـالا صديقـي درج وكم لجمال الحيـاة ابتهـج وكـان فتـى ذهبـي المحـيا يرى فيه ضوء الحياة انبلج بل الموت كان على الناس حتما ونهجـا ولابـد أن ينتهـج ذكرت براعتـه فـي الحـوار إذا جد أو بالمزاح أمـتزج وعشنا زمانا وراء البحـــار وجمر الشباب شديد الوهج ونقـرأ فـي شـغف لا نمـل بذوق سليم وفكـر نضـج
ذكــرت قراءتـنا ناقديــن فذا مسـتقيم وذا ذو عـوج وكان العيار شـعور القلـوب نقيـم على ما نحس الحجج إذا حكمــت أيدلوجيـــة علــى أيدلوجيـة لم نعج
قرأنا قضيـة في حكاية كفكا فقـال جمـال لنا في الدرج كأنا هنـا في حكاية كفكــا نسـاق ليقطـع منـا الودج وذلك أن الســلالم طالـت وكان الصعود بهـا ذا حرج وكان مقيما لــدى فنــذق على ضيقـه عاليا كالبرج(1)
وزائر لنــدن فـي بدئـه يـرى كل شئ بها كالسمج وكان جمال تخطـى الصعاب وفي سـر لنـدن حقا ولج وقد خبـر الحسن منها الخبئ وأحزنه حيـن منهـا خرج
كما حـزن السر نجل الخليفة للبيـن كـل بكـى أو نشج وكان القطـار لدى يســتن سمعنا الصفير له وانزلج (2) وقـد كـان ذلك أوج الشباب الذي مشرق عنده كل فــج وعدنـا جميعا نـؤم الصراع صراعا كرهناه أفنى المهـج
أتانى رسول نعـى لي جمالا فحق الدموع لــه أن تثـج وان دموعي هذا القريــض الذي فيه شجوى شدا أو هزج بكيت عليه بوجــد شـديد ومثلـى عليـه بكى وانتخج
نعوا لي جمالا فقالوا ذهـب وكان سنا وجـه كالذهـب وكان امرئ عسجدي الأديـم ترى فيه ماء الحياة اصطخب وكان ذكيا طموح الفـــؤاد وحلو الفكاهة مـر الغضـب
سمعنا بـه وهو في الثانوية ثـم عرفنـاه وقـت الطلب ببخت الرضا ووجدنـاه فيها بحسـن الحديث لنا قد جذب وأبـناء دفعتـه قبلـــه عرفناهـم الفضلاء النجـب مضوا كلهم غير شيخين نرجو معا لهما طول عمر كتـب وكانـت جمال له ببادرات من القول فيها بسهم ضرب وعاتبــه الشيخ عبد العزيز يومـا فجاء بعذر عجــب فسـر لسرعته في الجـواب فقال له أنت بالقـول طـب ومن خلق الشيخ عبد العزيز يـرى الفكر آصرة كالنسب كأن جمـالا إلى قلبـــه بفضل الذكاء دنـا وأقترب وكنا نرى الشيخ عبد العزيز لنا في الدويم أبـا أو كـأب وكان جمال يحب من الشعر بعض الطرائـف إذ تتخب
وكان يميل إلى المازنـي ويمقت أسلوب أهل الخطب ويقرأ ليس لحب الظهـور بذاك ولكـن لحـب الأدب وكان لـه كلـف بالرواية والمسرحية حيـن أغترب وأذكر لمـا مضينا لنشهد تمثيل " هذا طريق العطب " (3) وكان أسمها وحده كافيـا لو أنا عقلنـا لأن تجتنب ولكنها فتنة قـد أردنــا بهــا للحضارة أن تنتسب فلم نلف من بعد رفع ستارتها أي فائــدة تكتســـب سئمنــا وكانت فراغا جسيما تحس بجسمك منه التعـب وكان بها جانب من غموض على غير شئ غموض كذب فضاق جمال بـها واكتـأب وقال هلـم نلـذ بالهــرب لقد خيبت ظننا فخرجنــا لنقرأ في الخان شعر العرب (4) وقال لنا أحمــد أننــي نهيتكما عن طريق العطــب أليس أسمها وحده كافيـا غراب الردى عنده قد نعــب وخالفتمانــي وضيعتما … نقودكمـا فـي مكـان خرب وكان دعانا " لفلم " لو أنا ذهبنا لـه كـان هـذا أحـب
جمال مضى ومضى أحمد ومنذا إلى الموت لم يسـتجب لقد نغص الموت طعم الحياة ولكــن ذلك حـتم وجـب وأن فؤادي لذكراهمـــا حزين ودمع جفوني ســرب وذا الشعـر فيه عزاء لنا بألحان هذا الغنـاء الطـرب
نعوا لي جمالا صديقي الفطن وجئت الصلاة فقالـوا دفـن بكيت عليه بدمـع غزيــر وقلبي لموت جمـال حـزن
* لقيت القصيدة في فبراير 1986 إبان انعقاد مؤتمر مجمع اللغة العربية . (1) عاليا حال منصوب والبرج بضمتين ههنا كالبرج بسكون الراء في المعنـى . (2) " يستن " بضم الياء وسكون السين الضمة طويلة وبضم التاء بعد ذلك ضمة غير طويلة بل خفيفة ثم بعدها نون ساكنة Euston من أكبــر محطات سكة الحديد بلندن وأجملها وتسافر القطارات منها إلى ليفربول الميناء وإلى الشمال وكان آنئذ طريقة إلى ليفربول ثم إلى بورسـودان بالبحر . (3) هذه ترجمة تقريبية لاسم الرواية This way to the Tomb (4) الخان بالخاء المعجمة أي الفندق .
|
|
|
|
|
|
|
|
|