قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 02:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-05-2003, 01:35 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    لك الشكر يا عزيزي عجب الفياوكثير الود والتقدير والسلام

    وأشكر الأخ محمد عثمان الذي قال[في مساهمته أسفله] ما كنت أود قوله لك، وقد ذكرته من قبل في هذا المنبر.. وأضيف لمعلومات القراء أن بعض الجمهوريات كن في وضع "نفاس" وقد فضلن دخول المعتقل مع أجنتهن الرضّع، وسيأتي اليوم الذي يثبت فيه كل هذا للتاريخ.. والجمهوريون لا يمتنون على الشعب ولكنهم رأوا أن شعبهم يقف بعيدا عنهم، وهم يعرفون مبلغ التضليل الذي وقع على ذلك الشعب.. ولمعرفة هذا التضليل يكفي أن تستمع لخطبة المكاشفي طه الكباشي التي ألقاها وأذيعت من الإذاعة والتلفزيون في يوم الثلاثاء 15 يناير 1985، وبعد يومين خطبة النميري التي أذاعها في عصر الخميس 17 يناير، والجميع يعرفون الحشد العسكري والبوليسي والأمني الذي ضرب على العاصمة..
    وأنت تقول:
    Quote: اذا كان الجمهوريون غير مستعدين بالتضحية بحياتهم في سبيل
    نصرة فكرتهم،لماذا يطالبوا غيرهم بالتضحية بوظائفهم والمجازفة
    بحياتهم ومستفبلهم في سبيل فكر تقاعس عن نصرته اتباعه!!؟

    الجمهوريون لم يطالبوا غيرهم بالتضحية بأنفسهم ولا بوظائفهم وإنما اقتنعوا بواقعهم الأليم وعملوا ما يمكنهم عمله، من رفع واقع الناس بالتوعية بالتناقضات ثم إنزال فكرتهم إلى أرض الناس بالوسائل المتاحة، من غير أن يتنكروا لفكرتهم والتربية التي ندبهم لها أستاذهم في "كف الأذى وتحمل الأذى وتوصيل الخير للناس".. وأنا عندما قلت ما قلت ما كنت لأطالب الأستاذ الأديب الطيب صالح بما لا يستطيع فأنا أعلم أنه: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"، بل أقول أنه ربما لا يعرف عن الفكرة الجمهورية، وقتها، ما يحمله على التضحية حتى بقراءتها، دع عنك المجازفة بموقعه الوظيفي، وأنا أجد له العذر تماما في ذلك، فإنه قد كان خارج السودان لفترة طويلة ولم يعايش الجمهوريين الذين يعرضون كتبهم ويتعرضون للشتم والضرب من بعض المضللين في الشارع.. وطلبة الجامعة يعرفون تاريخ الجمهوريين وسيجيء اليوم الذي يعرف فيه الشباب من الأجيال الجديدة هذا التاريخ المشرق المضيء..

    وأنت تقول:
    Quote: وهل حياة الجمهوريين اغلي من حياة مرشدهم وابوهم الروحي!!؟
    اعتقد ان الاعتراف بالضعف والعجز افضل من المكابرة والمدارة
    ومحاولة تبرير المواقف!


    لا سيدي عبد المنعم، ليست حياة الجمهوريين أغلى من حياة مرشدهم وأبيهم الروحي، ولكن ربما تعلم أنه قد علّمهم أن العيش في سبيل الله خير من الموت في سبيل الله، أو الانتحار.. ما هي الحكمة في التقدم للموت؟؟ هل الأمر إدعاء بطولة؟؟ ولكني أقول لك أن كثيرا من أولئك الجمهوريين قد تحملوا ما أشد من الموت، وسيعرف الناس ذلك في حينه، بإذن الله.. وهذا لا يعني أن شخصا مثلي لا يعترف بعجزه وبضعفه فأنا أفعل، وأعرف أن غيري من الجمهوريين يفعلون.. وقد تذكر أن بعض أصحاب النبي الكريم من كان في قامة سيدنا عمار بن ياسر قد أجبره الكفار على النطق بكلمة الكفر، فنطق بها، ولكن ليس من قلبه، وإنما على مضض، ثم أنه ندم وأتى النبي عليه السلام وحكى عن ندمه، فماذا قال له المصطفى عليه السلام: "إن عادوا فعد" يعني إذا تكرر معك مثل هذا الموقف فقل ما يطلبونه منك.. والرب رب قلوب ويعرف عباده الصادقين.. باختصار الجمهوريون لم يطالبوا أحدا بالجهاد المسلح أو الثورة المسلحة وهم لا يأخذون أنفسهم بمثل هذا النوع من المواجهة أو ادعائها.. أما أمر الأستاذ محمود فقد اتضح أنه كان في مستوى ما يقول، وقد كان بوقفته تلك يلقي على تلاميذه وعلى العالم أعظم تعليم وتبيين.. ودعني يا أخي عجب، أنقل لك وللقراء هذا الجزء من المقدمة التي كتبها كل من الأستاذة أسماء محمود والأستاذ النور محمد حمد لمجلد يضم ثلاثة من كتب الأستاذ محمود والجزء يتضمن وصف شاهد عيان لذلك اليوم وحادث التنفيذ وهي الصحفية الأمريكية المعروفة جويث ميللر:


    بقي أن نقول أن الأستاذ محمود وتلاميذه قاطعوا المحكمة، منذ البداية. تم إحضارهم إلى المحكمة من معتقلهم بقسم شرطة أمدرمان الأوسط، غير أنهم رفضوا الإجابة على أسئلة المحكمة والتعاون معها. وقد جاء إعلان المقاطعة في كلمات قويات أدلى بهن الأستاذ محمود محمد طه في أول يوم للمحاكمة. وهن كلمات حفظهن كثير من السودانيين عن ظهر قلب. قال الأستاذ محمود:

    أنا أعلنت رأيي مراراً في قوانين سبتمبر 1983 ، من أنها، مخالفة للشريعة، ومخالفة للإسلام. أكثر من ذلك، فإنها شوهت الشريعة، وشوهت الإسلام، ونفَّرت عنه. يضاف إلى ذلك، أنها وضعت، واستغلت، لإرهاب الشعب، وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله. ثم أنها هددت وحدة البلاد. هذا من حيث التنظير. أما من حيث التطبيق، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها، غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقياً، عن أن يمتنعوا، عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية، تستعملهم لإضاعة الحقوق، ولإرهاب الشعب، ولتشويه الإسلام، ولإهانة الفكر، والمفكرين، وإذلال المعارضين السياسيين .ومن أجل ذلك، فإني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكَّرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب، وإهانة الفكر الحر، والتنكيل بالمعارضين السياسيين.

    وختم الأستاذ محمود كلمته التاريخية تلك، متوجها بالشكر للمحامين السودانيين، الذين كانوا حضورا وقتها، والذين عرضوا على الأستاذ محمود تطوعهم للدفاع عنه وعن تلاميذه، قائلا:

    بعض المحامين تطوعوا، مشكورين، للدفاع عن الإخوان الجمهوريين، ولكننا ننهض بقضيتنا بأنفسنا، ونشكر الإخوان المحامين، أجزل الشكر، ولا نحتاج لمحامين.

    وهناك أسباب أدت إلى اعتذار الأستاذ محمود محمد طه عن قبول عرض المحامين السودانيين الذين تطوعوا للدفاع عنه. وأهم تلك الأسباب هي أن الأستاذ محمود لم يكن يريد أن يعترف بالمحكمة أصلا. وذلك ليقينه أن المحكمة إنما انعقدت فقط، لتنطق بحكم جاهز، أصدرته السلطة التنفيذية، وأملته عليها. فمجرد توكيل محامي، تعني ضمنا أن المتهم حسن الظن بالمحكمة، وبنزاهتها، وحيدتها، وأنه يرجوها أن تصل إلى تبرئته، بعد أن تقتنع بحجج محامي الدفاع، وتخلي، من ثم، ساحة المتهم. ولما كان الأمر بخلاف ذلك، فقد شكر الأستاذ محمود المحامين السودانيين، وقال إنه وتلاميذه سوف ينهضون بقضيتهم بأنفسهم. فالمحاكمة أصلا محاكمة سياسية وليست قانونية. ويجب أن تتم مواجهتها سياسيا وأخلاقيا، لا قانونيا. فالمواجهة القانونية لها تعني اعترافا ضمنيا بمشروعيتها.

    على أثر مقاطعة الأستاذ محمود محمد طه، وتلاميذه، للمحكمة، ورفض التعاون معها، لم يجد القاضي بدا من فض الجلسة والدعوة للجلسة الثانية للنطق بالحكم. في الجلسة الثانية أصدر القاضي حكما بإعدام الأستاذ محمود محمد طه، وتلاميذه الأربعة. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الأمر كله، منذ اعتقال الأستاذ محمود وحتى إعدامه، لم يستغرق سوى ثلاثة عشر يوما!. تم اعتقال لأستاذ محمود في 5 يناير، وصدر عليه الحكم بالإعدام في 7 يناير. وفي 15 يناير صدر التأييد على حكم الإعدام من محكمة الاستئناف الخاصة. وأيد نميري الحكم في بث متلفز ومذاع على الشعب، في يوم 17 يناير، وجرى تنفيذ الحكم في العاشرة من صباح الجمعة 18 يناير 1985. وقد تدخل رؤساء دول في الإقليم وخارج الإقليم، وبعض المنظمات العالمية والإقليمية ملتمسين ألا يذهب الرئيس جعفر نميري بالأمر إلى نهايته. غير أن جعفر نميري، أصر على المضي في تلك الوجهة الوعرة، وتم تنفيذ الحكم. وبعد نحو من ثلاثة أشهر سقط نظام حكم جعفر نميري في انتفاضة شعبية دعمتها القوات المسلحة السودانية في أبريل 1985.

    حادثة إعدامه

    في شهادة عيان سجلها قلم الكاتبة والصحفية الأمريكية، جوديث ميلر، المراسلة السابقة لصحيفة نيويورك تايمز في الشرق الأوسط، في كتابها الذي أسمته، God Has Ninety Nine Names "لله تسعة وتسعون اسما" ، ورد وصف لحادثة التنفيذ، جاء فيه:

    كان صباحا مثاليا. بعد سويعات، تصبح الخرطوم خانقة. ولكن عند السادسة من صباح 18 يناير من عام 1985 كان الهواء صافيا. وكانت السماء قد لبست بالفعل زرقة حمام السباحة.

    في غرفتي بفندق الهيلتون، كان الصوت الوحيد، هو صوت مكيف الهواء، ذي العشرين سنة، وهو يضخ هواء محتمل السخونة. شربت قهوتي، وقرأت جريدة الصباح، محاولة ألا أفكر فيما سيحدث. لقد رأيت وقمت بأشياء كثيرة، بوصفي رئيسة مكتب صحيفة نيويورك "تايمز" بالقاهرة. كما شهدت أحداثا مروعة عديدة منذ رحلتي الأولى إلى الإقليم في عام 1971، وأنا لم أزل طالبة حديثة السن. غير أني، لم أغطي حادثة تنفيذ حكم بالإعدام.

    بعد ساعة خرجت في طريقي إلى سجن كوبر. ساحة سجن كوبر مستطيلة الشكل، وبحجم ميدان لكرة القدم. عندما وصلت برفقة جمال محي الدين، مدير مكتب مجلة "تايمز" بمصر، كانت ثلاثة أرباع تلك الساحة ممتلئة بالناس. كنت ألبس جلبابا أبيضا فضفاضا، وغطاء للرأس، لئلا يكتشف حراس السجن أنني شخص أجنبي. لوح لنا الشرطي بيده إيذانا لنا بدخول موقف السيارات. فعل ذلك، من غير أن يلقي حتى بنظرة ثانية نحوي في المقعد الخلفي. علما بأن المقعد الخلفي هو المكان الطبيعي، لوجود امرأة في سيارة، في الشرق الأوسط. خفضت رأسي بينما سرنا أنا وجمال ببطء، وسط الحشد، نحو قلب ساحة السجن، لنجد مكانا للجلوس على الأرض الرملية.

    كانت المشنقة في الجانب البعيد من الساحة. مرتفعة نوعا ما، غير أنها أقل في الارتفاع من حوائط السجن المبنية من الحجر الرملي. كان المشهد في كوبر مرحا. لا شئ هناك يشبه الصور المتجهمة التي رأيتها للسجون الأمريكية حيث يحتشد أصدقاء وأقارب المحكوم عليهم بالإعدام، خارج الأسوار، وسط المتظاهرين المعترضين الذين يحملون الشموع في الليل.

    يبدو أنني كنت المرأة الوحيدة في الساحة. وبدا أن كثيرا من الحاضرين، الذين يقدرون ببضع مئات، يعرفون بعضهم البعض. ظلوا يحيون بعضهم البعض، بتحية الإسلام التقليدية " السلام عليكم" ويجيء الرد مرات ومرات "وعليكم السلام". الرجال ذوو البشرات الداكنة، في عمائمهم التي يبلغ ارتفاعها القدم، وجلابيبهم البيضاء الفضفاضة، يتضاحكون ويتجاذبون أطراف الحديث، حول حالة الطقس، بشائر محصول تلك السنة، والحرب التي لا تنتهي في جنوب السودان. ورويدا رويدا، جلس كل واحد على الرمل، تحت وهج الشمس، التي بدأت حرارتها تزداد قسوة مع كل دقيقة تمر. كان الموعد المعلن لتنفيذ الحكم هو الساعة العاشرة.

    قبل الزمن المحدد بقليل، قيد محمود محمد طه إلى الساحة. الرجل المحكوم عليه والذي كانت يداه مربوطتان خلف ظهره، بدأ لي أقل حجما مما كنت أتوقع. ومن المكان الذي كنت أجلس فيه، وبينما كان الحراس يسرعون به إلى الساحة، بدا لي أصغر من عمره البالغ ستة وسبعين عاما. سار مرفوع الرأس، وألقى نظرة سريعة على الحشد. عندما رآه الحاضرون، انتصب كثيرون منهم واقفين على أقدامهم، وطفقوا يومئون ويلوحون بقبضات أيديهم نحوه. ولوح قليلون منهم بالمصاحف في الهواء.

    تمكنت فقط من التقاط لمحة خاطفة من وجه طه، قبل أن يضع الحارس الذي قام بالتنفيذ، كيسا ملونا على رأسه وجسده. ولن أنسي ما حييت، التعبير المرتسم على وجهه. كانت عيونه متحدية، وفمه صارما، ولم تبد عليه مطلقا أية علامة من علامات الخوف. بدأ الحشد في الهتاف، بينما كان مجندان سودانيان يلبسان زيا رملي اللون يضعان عقدة الحبل على المكان المفترض أن تكون فيه رقبة محمود طه. ورغم أن ضجيج الحشد قد ابتلع أصوات الجنديين، إلا أنه بدا وكأنهما كانا يصيحان ضده. فجأة تراجع الحراس للوراء، ثم سُحبت أرضية المنصة. فاشتد الحبل، واهتز الغطاء الموضوع على جسد طه في الهواء……………………………

    اشتعل الهدير في الساحة "الله أكبر". وتكثف الهتاف عندما بدأ الحشد في تكرار الهتاف بشكل جماعي، "الإسلام هو الحل". الرجال الذين امتلأوا حماسة، عانقوا وقبلوا بعضهم البعض. أحد الرجال الذين كانوا بجانبي صرخ، "أخذت العدالة مجراها"، ثم جثا على ركبتيه، ووضع جبهته على الرمل وتمتم بصلاة إسلامية. الحالة الاحتفالية التي جرت من حولي، صعقتني، وأصابتني بالغثيان. جذبت جمال من كم قميصه، محاولة أن أشعره بأنه يتعين علينا مغادرة المكان، فقد كنت بالفعل، عاجزة عن النطق. في حالة التوتر العصبي التي اعترتني لابد أنني قد قمت لا شعوريا بسحب الغطاء الذي كان يغطي رأسي، فانحرف عن موضعه. استشعر جمال الخطر، وجذب الغطاء على ناصيتي شعري اللتين انكشفتا، ودفعني بحزم صوب المخرج. وبينما كنا نشق طريقنا صوب البوابة الحديدية الثقيلة، بدأت الرمال في الثوران والارتفاع في شكل سحابة برتقالية نتيجة لجرجرة الحشد لأقدامهم على الأرض الترابية. عند وصولي للمدخل، لويت عنقي لألقي نظرة أخيرة على المشنقة. كان الكيس، وجسد طه لا يزالان متدليان على الحبل. فتساءلت في نفسي، متى سينزلونه؟.

    لدى كثير من السودانيين الذين هللوا لإعدامه في ذلك اليوم، فإن طه قد اقترف أسوأ جريمة يمكن أن ترتكب. لقد أدين بتهمة الردة عن الإسلام. وهي تهمة نفاها طه، الذي أصر حتى النهاية، أنه ليس مهرطقا، أو مرتدا عن الإسلام، وإنما مصلح ديني، ومؤمن وقف في وجه التطبيق الوحشي للشريعة الإسلامية، "قانون المسلمين المقدس" والطريقة التي فهمها ونفذها بها الرئيس جعفر نميري. من وحي الموقف، أحسست، أنا أيضا، أن طه لم يقتل بسبب يتعلق بنقص في قناعته الدينية، وإنما بسبب من نقصهم هم. _ (ص. ص.11 –12)



    وأنت تقول يا عزيزي عجب الفيا:
    من هنا تاتي عظمة الاعتراف الذي ادلي به الطيب صالح عندما قال بكل شجاعة انه لا يستطيع ان يجازف بوظيفته
    ومستقبل اسرته،بالرغم من انه غير مطالب بالافصاح عن هذا الموقف
    لكنهاالامانة مع النفس والصدق مع الاخرين !وهذا ما عجز عنه الجمهوريين ،فارادوا ان يتخذوا من عجزهم فضيلة!؟ثم يريدون في
    ذات الوقت ان يطالبوا الاخرين بما عجزوا هم في تحقيقه!

    أنا أعرف عظمة هذا الاعتراف وأحترمه وأحترم صاحبه.. وفي نفس الوقت أعرف عظمة موقف الجمهوريين الآخرين، خاصة القياديين، الذين أداروا تلك الأزمة بحكمة وجنبوا الناس حمامات الدم وأشاروا على الجمهوريين بالتنازل كما أوضحت في ذلك البوست في منبر الفكرة الحر.. وأكرر أنني لم أطالب الآخرين بما عجزت أنا عنه ولكنني فقد أقرأ تحقق ما سمعت الأستاذ محمود قد توقع حدوثه منذ زمن بعيد وقد كان يردد بيت أبي فراس الحمداني الشهير:

    سيذكرني قومي إذا جد جدهم
    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

    ونحن هم قومه، والسودانيون، كلهم، قومه، لا فرق بين شرقي وغربي أو شمالي وجنوب فهو قد ضم ضلوعه على الجميع كما تقول الأغنية السودانية: "أنا ابن الشمال سكّنته قلبي، على إبن الجنوب ضميت ضلوعي".. وتستطيع أن تكتشف هذه الحقيقة من كتابة الدكتور فرانسيس دينق عنه في كتابه الشهير "صراع الرؤى".. وقد سمعت أحد الأصدقاء المشاركين في هذا البورد، يكتب: ضيعناك وضعنا وراك يا محمود.. هذا كل ما قصدته، وأنا أحمل للأديب الطيب صالح ما قد لا تعرفه من التقدير وأسميه الشيخ الطيب الصالح، فهو عندي من الصالحين الطيبين البسيطين.. ولكن الله أقام العباد فيما أراد، وهو يحكم لا معقب لحكمه..

    ولك مني الشكر والتقدير وكثير المودة..

    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 11-05-2003, 01:41 PM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 11-05-2003, 09:26 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-03-03, 08:00 PM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Abureesh11-03-03, 08:43 PM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Roada11-03-03, 11:40 PM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح aba11-04-03, 01:43 AM
      Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Abureesh11-04-03, 03:26 AM
      Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-04-03, 12:28 PM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-04-03, 12:32 PM
      Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Abureesh11-04-03, 02:47 PM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-04-03, 02:54 PM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح kh_abboud11-04-03, 08:46 PM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Yasir Elsharif11-04-03, 09:43 PM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Abureesh11-04-03, 09:54 PM
      Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح aba11-04-03, 10:36 PM
      Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-04-03, 11:22 PM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح nabta11-04-03, 10:58 PM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-04-03, 11:09 PM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-04-03, 11:19 PM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Yasir Elsharif11-05-03, 00:14 AM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-05-03, 05:43 AM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Abureesh11-05-03, 06:45 AM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Yasir Elsharif11-05-03, 01:35 PM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-05-03, 06:57 PM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-05-03, 06:57 PM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Abureesh11-05-03, 07:22 PM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-05-03, 09:20 PM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح kh_abboud11-06-03, 10:33 AM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-06-03, 11:10 AM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح kh_abboud11-06-03, 05:42 PM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-06-03, 09:22 PM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح kh_abboud11-07-03, 11:22 PM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-08-03, 04:48 AM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Abureesh11-08-03, 05:45 AM
  Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Agab Alfaya11-08-03, 07:30 AM
    Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح kh_abboud11-09-03, 00:23 AM
      Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح Abureesh11-09-03, 03:36 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de