قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 00:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-03-2003, 08:00 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح



    نحن أفق بعيـــد

    بقلم الطيب صالح

    حين أعدم الرئيس السابق جعفر محمد نميري ، الرجل الهرم محمود محمد طه رحمه الله ، كلمتني " باربرا براي " في الدوحة من باريس ، آخر الليل . كان صوتها على التلفون غاضبا حادا ، أقرب إلى الصراخ ، وذلك أمر لم أعهده منهـا ، فهي عادة هادئة رقيقة مهذبة . قالت لي :

    " ألا تنوى أن تفعل شيئا ؟ "
    " أفعل شيئا بخصوص ماذا ؟ "
    " ألم تسمع الأخبار ؟ ألم تسمع بأن رئيسكم الهمجي قد أعدم رجلا في الثمانين من عمره ؟ أنه أمر مخجل حقا ، من يصدق أن هذا يحدث في هذا العصر ؟ " .

    صمت وتركتها تسترسل فماذا أقول لها . لم تهدأ ثائرتها بل أن غضبها ازداد قوة وهي تمضي في الكلام . وحين يطول صمتي تقول لي بعنف :

    " هل أنت هناك ؟ هل تسمعني ؟ "
    " نعم يا باربرا ، أنا هنا وأسمعك جيدا "
    " إذا لماذا لا تفعل شيئا ؟ "
    قلت لها متضاحكا لعلني أعيدها إلى هدوئها :
    " الآن ؟ في هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟ " .
    لم تستجب لمحاولتي ، وقال لي بصوت أكثر غضبا :
    " أنني كنت أتحدث منذ لحظات مع البيت الأبيض في واشنطن . طلبت محادثة الرئيس ريجان . طبعا أنكروا أنه موجود . كلمي أحد مساعديه . قلت له كل ما خطر على بالي . قلت له أن دم هذا الرجل المسكين معلق في رقبتكم " .

    سألتها متغابيا :
    " ولكن ما دخل الرئيس ريجان بمقتل محمود محمد طه ؟ " .
    " لا تكن غبيا . هل تظن أنهم ما كانوا يستطيعون انقاذه لو أرادوا ؟ هل يستطيع نميري أن يرفض لهم طلبا ، أليسوا هم الذين جاءوا به وهم الذين يساعدونه على البقاء في الحكم ؟ " .
    " وماذا قال لك مساعد الرئيس ؟ " .

    " ماذا يمكن أن يقول لي ؟ أحد هؤلاء الشبان التافهين الذين يسمونهم تجاوزا مساعدي رئيس . كل عملهم أنهم يحملون حقائبه ويتراكضون حوله . لم يظهر عليه أنه فهم ما أقول وأظنه لا يعلم أين السودان ومن هو نميري أو محمود محمد طه . أخذ اسمي وعنواني وتلفوني ووعد بأن ينقل احتجاجي للرئيس . بعد أن انتهت المكالمة طلبتك فورا " .

    قلت لها متضاحكا مرة أخرى :

    " أنه لشرف عظيم أن تضعيني في كفة مع رئيس أكبر دولة في العالم . أنا الموظف الغلبان في منظمة اليونسكو " .

    تحول سخطها من الرئيس الأمريكي إلى اليونسكو ، فهي تكره المؤسسات البيروقراطية من حيث هي . فقد استقالت من هيئة الإذاعة البريطانية وتعاونت فترة قصيرة من منظمة اليونسكو ثم رفضت التعامل معها :

    " متى تستقيل من هذه المنظمة الجوفاء وتتفرغ لما هو أهم ؟ " .
    " وما هو الأهم ؟ " .
    " ألا تعرف إلى الآن ما هو الأهم ؟ "

    بلى ، أنا أعرف ما هو الأهم في نظر " باربرا براي " وفي نظري أن أيضا . ولكن من يطعم الزوجة والعيال ، ويدفع أقساط المدارس والجامعات ؟ كل هذه الأشياء الصغيرة ، أم الكبيرة ، التي تكبل الإنسان بقيود يشتد وثاقها يوما بعد يوم ، وتجعله يصمت حين يجب عليه أن يصرخ ، ويذعن حين يتحتم عليه أن يرفض . " باربرا براي " لا تأبه لذلك . لقد استقالت من هيئة الإذاعة البريطانية منذ ثلاثين عاما وهي في قمة النجاح ، وليس عندها مصدر دخل . غامرت وحملت طفلتيها وجاءت إلى باريس . استأجرت شقة صغيرة في الحي اللاتيني قريبا من " بوليفار سان ميشيل " وعلى مرمى حجر من نهر الـ " سين " ، ما تزال تعيش فيها إلى اليوم . رفضت بتاتا أن تشترى بيتا أو شقة بالأقساط كما يفعل الناس . " منسي " وأنا حاولنا إقناعها ولكنها قالت أنها لا تحب أن تمتلك أي شئ ، وتحب أن تفارق الدنيا وليس وراءها شئ . أخذت تعيش من كتاباتها في النقد للصحف الفرنسية والإنجليزية ، فهي ناقدة متمكنة لها نفوذ وصيت ، وتترجم من الفرنسية إلى الإنجليزية ، وكثيرون يعتبرونها أحسن مترجم في هذا المجال . وقد ترجمت جميع روايات الكاتبة الفرنسية الشهيرة " مارجريت دورا " ، لا حبا في المال ولكن لأن الكاتبة صديقتها . وحين يضيق بها الحال ، تكتب " سيناريوهات " للسينما ، فهي تحتقر السينما ، ولا تعتبرها شكلا فنيا محترما . وكان بوسعها أن تجمع مالا وفيرا من كل هذا الجهد ، ولكنها لا تحسن تدبير المال ولا تأبه له ، وتقع دائما فريسة لطمع الناشرين وخداعهم .


    دائما تجعلني أحس بالخجل من نفسي ، هذه السيدة العجيبة . لا تنتمي لحزب ، وليس عندها أي مطمح ، وتعطى الحياة أكثر ما تأخذ منها . كأنها تحمل على عاتقها هموم الإنسانية بأسرها ، إذا وقع زلزال في الجزائر أو فيضان في السودان أو مجاعة في أثيوبيا ، يعصر الألم قلبها ، كأنها مسؤولة شخصيا عما حدث . ولا تكتفى بذلك بل تجمع التوقيعات وترسل الاحتجاجات . تؤيد كفاح الشعب الفلسطيني وتكره النظام العنصري في جنوب أفريقيا ، وتمقت التسلط والقهر حيثما يكون . وأنا لا أشك أنها تحس مأساة جنوب السودان أكثر مما يحسها جون قرنق وبقية هؤلاء الزعماء النجباء ، الأذكياء الأغبياء . " باربرا براي " تؤمن كما جاء في القرآن الكريم أن من قتل نفسا واحدة بغير حق ، فكأنما قتل الناس جميعا ، وهؤلاء عندهم أن يموت مليون ، لا شئ ، في سبيل أن يصبح الواحد منهم زعيما .

    في تلك الليلة شعرت بخجل عميق . قلت لها ، وأنا أعلم أن كلامي أعوج وحجتي جوفاء :

    " أنت تعلمين أننا حين ندخل اليونسكو ، كما في كل المنظمات الدولية ، نقسم يمينا أن نكون محايدين ولا نتدخل في شؤون الدول الأعضاء في المنظمة " .

    " كلام فارغ " .

    أطارت النوم من عيني ، وقضيت الليل مسهدا أضرب أخماسا فـي أسـداس .. وذلك أضعف الإيمان *


    _______________________________
    * حكي الطيب صالح في برانامج - خليك بالبيت - بالفضائية اللبنانية
    انه هم بنشر مقال احتجاجا الا انه تراجع في اللحظات
    الاخيرة ،لتعارض ذلك مع اليمين التي اداها
    لليونسكو. وقال انه ندم ندما شديدا فيما علي عدم نشر المقال

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 11-03-2003, 08:11 PM)
    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 11-04-2003, 06:33 AM)

                  

11-03-2003, 08:43 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    أهنئ كاتبنا بهـذا الموقف المشـرف الذين أبان عنـه أخيـرا، بالرغم من أن هذه كانت رؤيتـه للمـوقف منـذ الوهـلـة الأولى..

    كما أرجـو لكاتبنا الكبيـر إتخاذ مواقف محسـوسـة أفضل فى المستقبل (لا قدر الله) إذا ظلم إنسـان برئ على رؤوس الأشهـاد.. فهـو لا تنقصــه الرؤيــة الواضحـة، أو التمييـز بين الخطـأ والصـواب كما يظهـر من كتاباته، وأرجـو أن يستلهـم، وهـو يتخـذ قراراتـه، العبـرة من تضحيـات الشعب الســودانى بكل غال ورخيص
    لغـد أفضـل له ولأبنائـه.
    ويقينـى، لو لم يكن للطيب صـالـح حظ كبيـر من الصفات النبيـلـة التى وصف بهـا باربارا، لمـا إستطـاع أن يصفهـا بهـا.. وهـذه حقيقـة علميـة ثابتـة.
                  

11-03-2003, 11:40 PM

Roada


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    لا أنكر أننى لم أصدق ما قرأتة عيناى فى هذا البوست.

    كان بالأحرى للطيب صالح أن لا بنطق بحرف عن حوارة هذا مع باربرة هذة.
    كان الأجدر بة الأيكتب شيئا عن هذا الحدث.

    و سأعود.
                  

11-04-2003, 01:43 AM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Roada)

    أخي عجب
    سلامات
    أولآ شكرا للمقالة الجميلة بحق ، بعض الناس ومنهم الأخت الكريمة روضة والأخ أبو الريش يحملون الطيب صالح أو فالنقل يعطونه قدرات هو أول من نفي إمتلاكها وأستغرب حقيقي.. كان الطيب صالح وما زال سلاحه الكلمة يقولها ويضيف (وهذا أضعف الإيمان) ولست أدري ما المطلوب منه أكثر من الإدانة فالرجل لا يملك دبابة وإنما قلم،
    ذكر سيئ الذكر نميري في كتابه (السادات المواقف والمبادئ) أنه حين هم بإعدام الشيوعيين في يوليو 1971 تحركت الدبلماسية الروسية لتمارس ضغوط عنيفة علي السادات والذي كانت له علاقة جيده جدا بنظام نميري ذكر نميري أن السادات إتصل به وقال أنه يتعرض لضغوط كبيرة وقال لنميري (يا جعفر خلصنا) وفي برنامج بين جيلين في قناة أبو ظبي قال زين العبدين أن نميري قال لهم (السادات ده إبن كلب قال لي خلصنا يا جعفر) وكانت خلصنا تعني إذبحهم وريحنا من الضغوط..هل كان بإمكان الطيب صالح أن ينجح بكلمة فيما فشلت فيه الدبلماسية الروسية
    في عهد كانت فيه تنهر وتأمر وتحرك أساطيلها ؟ وقس علي ذلك أخي أبو الريش وضع نفسك مكان الطيب صالح موظف اليونسكو والأديب الذي يمطي قلم وليس دبابة ماذا كنت ستفعل وهب أنك ملأت الدنيا ضجيج هل كنت ستمنع ذالك المأفون من إقتيال الأستاذ محمود عليه الرحمة؟
    الكاتب ضمير لأمته وموقف وفي كلتيهما كان الطيب صالح قدر العشم وقد سألتكما أيها الأفاضل رودا وأبو الريش في بوست (الطيب صالح يحاصر الترابي) أن تروني أين كلمات التشجيع أو فالنقل دعوته المزعومة للتسامح وقد تجاهلتم سؤالي؟ وأعيد الآن نفس السؤال أين كلماته التي دعا فيها لمسامحة(الترابي) عساني أجد إجابة هذه المرة
    وأخيرا أذّكر أني ما زلت أزعم أن هذه المقالة لا تشبه الطيب وأشك في أنها إما مبتورة وإما منسوبة إليه.
    ولكم فائق إحترامي ومودتي
                  

11-04-2003, 03:26 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: aba)

    عزيـزى خالـد
    أعتقـد إنى قـد أنصفت الرجل، فهـو أديب قبل كل شـئ، وقـد عرض لنا أحاسيسـه وألامـه فى قالب أدبى بديـع، قـد يكون فات على الأخت رودا..
    فالطيب صالح عرض موقفـه الواضـح ضـد تسلـط الهـوس فى رقاب الناس بإســم الدين.. ثم أنـه كان صـادقـا مع نفسـه حين أورد الأسباب التى منعتـه من إبداء رأيـه فى ذلك الوقت. ومن يدرى، فربمـا كان يمثل لنا شخصيـة نمطيـة من شخصيـاتـه، والتى كانت كثيـرة جـدا فى ذلك الوقت، (وحتى الأن!). فبالله عليك كم منا هو صـادق مع نفســه هـذه الأيام.. وكذلك أنا عنـدما علقت على حديثـه بالتعلل بالمعايش (الذى أدانه هو نفسـه قبلى) كنت أقصـد كل شخص
    يقدم تلك الحجج الواهيـة على حد رأيـه، ليتقاعس عن الواجب الوطنى المباشــر.. ولم أقصـده شخصيـا..
    وأنا على يقين، أن شخصـا يكتب مثل هـذا الحديث، وهـو فى قامـة الطيب صالـح، ثم ينشـره على الناس، لا شك عنـدى أن مقصـده أبعـد من ما تعطى كلماتـه عند الوهـلـة الأولى..
    ثم حديثـه عن باربارا ينبئ أن الرجل إنما كان يتحـدث عن قيمـه هـو وليس عن قيـم بربارا.. أقرأ الوصـف الدقيق عن القيم الإنسـانيـة النبيلة عنـد (بربارا)، فلو لم تكن هـذه القيـم مرعيــة عنـده، ومقدسـة، لما أتعب نفســه فى مراقبتهـا وتسجيلهـا فى ذاكرتـه طيلـة صحبتـه لهـا.
    الســودان الأن يحتاج إلى من يضحى من أجلـه، وموقفى أنا شخصيـا، هنا فى الغـرب، قـد عبر عنـه الطيب صالـح أكثـر منى، وكان شجاعـا فى التعبير.. الفرق الوحيـد هو أنى معطى نسبـة كبيرة من وقتى وجهـدى للقضيـة التى أومن بهـا، وأعتقـد أن طاقتى هنا يمكن أن أستغلهـا بكفاءة أكثـر مما لو كنت بالداخل.
    هـذا ما لزم توضيحـه ولك شكـرى يا أخى خالـد.
                  

11-04-2003, 12:28 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: aba)

    الاخ العزيز خالد الحاج - ابا
    انها بضاعتك ردت اليك يا عزيزي
    وانا عاجز عن الشكر لاتاحتك لي الفرصة لاقتناء هذا الكنز

    اما بخصوص موقف الطيب صالح فما قلت الا الحق
    فالاخوان ابو لريس وروضة حملوا الطيب اكثر من مسؤليته
    يكفيه انه عبر عن عجزه عن وقف الجريمة بينما صمت الاخرون
                  

11-04-2003, 12:32 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Roada)

    الاخت روضة
    احي في الطيب صالح شجاعته في الاعتراف بعجزه عن عمل شي
    والاعتراف بالعجز فضيلة وهذا ادني ما يستحق ان نحفظه له
                  

11-04-2003, 02:47 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    الأخوين الكريمين خالـد والعجب..
    يا جماعـة قولوا يا لطيف، قربتـو تعقـدونا.. شنـو حكايـة محمـد طلب من الطيب صالح ما لا طاقـة له به، ودى إتكررت مرتين تلاتة هسـى. على أى حال إذا المسـألـة كدا، أنا حأكرر كلامى القلتـو أمبارح، وأعتـقـد إنكم مدينين لى لتضعـوا النقاط فوق الحروف بدل عبارة محمد طلب منو أكتر مما ينبغى هـذه، بدون إيراد نص واحـد من كلامى يبرهن على الإتهـام دا.
    فهــذا ما قلتـه، والأن الكورة معاكم (أو معكما) بس قولو يا محمد إنت قلت كدا كدا كدا، ودى طلب فيـه شـطط وكتيـر إنك تلبو من الزول.


    "عزيـزى خالـد
    أعتقـد إنى قـد أنصفت الرجل، فهـو أديب قبل كل شـئ، وقـد عرض لنا أحاسيسـه وألامـه فى قالب أدبى بديـع، قـد يكون فات على الأخت رودا..
    فالطيب صالح عرض موقفـه الواضـح ضـد تسلـط الهـوس فى رقاب الناس بإســم الدين.. ثم أنـه كان صـادقـا مع نفسـه حين أورد الأسباب التى منعتـه من إبداء رأيـه فى ذلك الوقت. ومن يدرى، فربمـا كان يمثل لنا شخصيـة نمطيـة من شخصيـاتـه، والتى كانت كثيـرة جـدا فى ذلك الوقت، (وحتى الأن!). فبالله عليك كم منا هو صـادق مع نفســه هـذه الأيام.. وكذلك أنا عنـدما علقت على حديثـه بالتعلل بالمعايش (الذى أدانه هو نفسـه قبلى) كنت أقصـد كل شخص
    يقدم تلك الحجج الواهيـة على حد رأيـه، ليتقاعس عن الواجب الوطنى المباشــر.. ولم أقصـده شخصيـا..
    وأنا على يقين، أن شخصـا يكتب مثل هـذا الحديث، وهـو فى قامـة الطيب صالـح، ثم ينشـره على الناس، لا شك عنـدى أن مقصـده أبعـد من ما تعطى كلماتـه عند الوهـلـة الأولى..
    ثم حديثـه عن باربارا ينبئ أن الرجل إنما كان يتحـدث عن قيمـه هـو وليس عن قيـم بربارا.. أقرأ الوصـف الدقيق عن القيم الإنسـانيـة النبيلة عنـد (بربارا)، فلو لم تكن هـذه القيـم مرعيــة عنـده، ومقدسـة، لما أتعب نفســه فى مراقبتهـا وتسجيلهـا فى ذاكرتـه طيلـة صحبتـه لهـا.
    الســودان الأن يحتاج إلى من يضحى من أجلـه، وموقفى أنا شخصيـا، هنا فى الغـرب، قـد عبر عنـه الطيب صالـح أكثـر منى، وكان شجاعـا فى التعبير.. الفرق الوحيـد هو أنى معطى نسبـة كبيرة من وقتى وجهـدى للقضيـة التى أومن بهـا، وأعتقـد أن طاقتى هنا يمكن أن أستغلهـا بكفاءة أكثـر مما لو كنت بالداخل.
    هـذا ما لزم توضيحـه ولك شكـرى يا أخى خالـد."
                  

11-04-2003, 02:54 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    شكرا اخي محمد عثمان علي التوضيح
    وعفوا لكوني شملتك مع الاخت روضة في ردي
                  

11-04-2003, 08:46 PM

kh_abboud
<akh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    الأخ عجب الفيا تحية طيبة
    وشكرا على إيرادمقالة الطيب صالح عن عدم كتابته عن إغتيال الأستاذ الشهيد محمود محمد طه ... وأناأوشك أن أشارك الاخ أبو ريش فى رأيه أن الطيب صالح يتقاسم مع السيدة الفاضلة باربرا موقفها إلا أن المقالة قد جعلتنى أقارن بين موقف الكاتب الكبير والسيدة الشجاعةالتى لا تأبه لشىء بقدر ما تأبه لنصرة الحق أينما كان وكيفما كان.... وكأنى بها من أولئك الزهاد فى الدنيا طلاب الحق ... وهو موقف لم يكن يملكه الطيب صالح وقد أخبر عن نفسه حين لم يجروء أن يفقد وظيفته بسبب ما ذكره عن أن قانون هذه المؤسسات يمنع التدخل فى سياسة الدول .. أى سياسة وأى دولة كانت جمهورية السودان آيام هوس وهمجية النميرى وعرّابيه ؟... لقد وقف مجلس العموم فى دولة من أكبر الدول الديمقراطية لمدة دقيقة حادا على إعدام الأستاذوإدانة لموقف السودان ... وكتبت عشرات الصفحات فى صحف العالم تدين هذا الإغتيال ... بل أن رؤساء الدول الديمقراطية الكبرى قد هاتفوا الرئيس المهووس الذى صم أذنيه عن كل المكالمات كما حكى الأستاذ على شمو. .... إن دولة السودان قد فقدت إحترامها أمام العالم كله بعد تنفيذ الإغتيال الجبان،الجائر.

    ومع ذلك أنا أؤكد هنا أننى لا أطالب الطيب صالح بموقف يماثل موقف السيدة باربرا فهذه هى حدوده وهذه هى قدرته ... وهو مع ذلك عملاق الرواية العربية ... و لكن ليس عملاق المواقف الوطنية، أو الإنسانية .
    أود أن أضيف ما علمته أخيرا مما ذكره أحد الأخوان الكرام من أن الطيب صالح قد لام الدكتور منصور خالد على نعيه الأستاذ الشهيد وقال له بالحرف (كان أحق بهذا الرثاء صديقك جمال محمد أحمد) !!!!
    ماهذا ياعملاق الرواية العربية ؟... يعنى يا عجب الفيا ...كاتبنا لا يرحم ولا يريد لرحمة ربناأن تنزلّّّّّ!!! ... ماله ومال الدكتور ، صاحب المواقف الشجاعة ؟ أما كان الأحرى به أن يصمت ويتفرّغ لرواياته وشغل المؤسسات ورزق العيال كما قال؟
    ومع ذلك يأخى عجب الفيا أنا لن أخلط الكيمان... فما زلت أقرأالمجموعة الكاملة للطيب صالح بكل متعة وتقدير لأسلوبه الساحر.
    هدانا الله وإياكم أيها الأدباء
                  

11-04-2003, 09:43 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48748

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    أجزل الشكر للأخ عبد المنعم
    وكنت قد قرأت هذه الكلمات من الأديب الكبير الطيب صالح قبل سنوات ولم أعد أذكر مصدرها، لعلها كانت في مجلة المجلة أو صحيفة الشرق الأوسط!! أرجو من الأخ عبده إعطاء المصدر..

    لقد نقلت الوصلة إلى منبر الفكرة الحر هنا:
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3024#3024

    وكل ذلك يوضح كيف أن مثقفينا لا يؤدون أمانة الثقافة كما يجب، ولكن مما لا شك فيه أن بعضهم يندمون، وينشرون ندمهم هذا، كما فعل الأديب الطيب صالح، الذي أشك كثيرا أنه يعرف عن الفكرة الجمهورية ما يجب أن يعرفه رجل مثله.. وأشك كثيرا أن المرحوم الأستاذ جمال محمد أحمد يعرف عن الفكرة الجمهورية ما يجب أن يعرفه رجل مثله.. أما الدكتور منصور خالد فهو يعرف عن الفكرة الكثير ولكنه يفضل أن يكون سياسيا بعيدا عن إلتزام الفكرة الجمهورية فهو يعرف أن الفكرة الجمهورية لا تجيز العمل المسلح، حتى من أجل الأهداف النبيلة..

    حديث الطيب صالح أعطانا فرصة لتصور كيف يندم المثقفون على التفريط في الفكرة الجمهورية..
                  

11-04-2003, 09:54 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ الفاضـل أبـو خلف
    لا تنســى أن الطيب صالـح هـو الذى خلق بربارا التى نتحـدث عنهـا بكل هـذا الإعجاب.. إن الأثـر الذى تركتـه مقالـة الطيب صـالح هـذه ، فى نظرى أكبـر من أى أثــر تركـه أى كاتب أخـر حتى منصــور خالـد.. ســواء قصــد إلى هـذا أو لم يقصــد.. ثم أليس هـو نفســه الذى ذكر تعليقـه لمنصــور خالـد؟! هل يعنى هـذا أى شـئ غيـر المعنى البسيــط الذى يقفـز إلى ذهن أى شخص؟ أعتقــد ذلك.. أعتقـد أن علينـا أن نقـرأ هـذا الرجل بعمق يناسـب خبـرتـه الأدبيـة، ووفاءه للأسلــوب الدرامى حتى عنـدمـا يكتب فى مواضيـع خطيـرة مثل هــذه.

    محمــد
                  

11-04-2003, 10:36 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Abureesh)

    عزيزي أبو الريش
    سلامات
    يا إبن عمي ليك العتبي ويا أخي أنا قصدت قولك
    Quote: كما أرجـو لكاتبنا الكبيـر إتخاذ مواقف محسـوسـة أفضل فى المستقبل

    وكان مجرد تساؤل وطول بالك نحن بينا المعزات ما تزعل مننا سريع
                  

11-04-2003, 11:22 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Abureesh)

    الاخ محمد عثمان
    اتفق معك في كل ما ذكرته اعلاه دون تحفظ
                  

11-04-2003, 10:58 PM

nabta


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    حيادية اى مؤسسه لاتعنى ان ان لا يكون لها رأى لان عدم ابداء راى و السكوت على ممارسه محدده لا يعنى اى حياد وانما يعنى المباركه.لا احد يعرف حدود القسم الذى اداه الطيب صالح ولكن من المفترض الا يحول ذلك دون ابداء المؤدى للقسم واراؤه ومايعتقده لا نه لا يستثاغ ان يؤدى احد الناس قسمآ يحول دون ان يعبر ذلك الشخص عما يحسه تجاه قضية بحجم ازهاق حياة انسان. واذا قلت لذلك الشخص با انك بذلك تكون قد بعت مبادئك بثمن بخس فانه لن يفعل اكثر من يغرق اتهامك له فى بحر من التبريرات الواهيه المزيلة بعبارات مثل ( اننى نادم على ذلك) .فاذا كان ذلك الشخص مؤيدآ للاعدام مثلآ فى ذلك الوقت ثم تغيرت قناعته الان فانه يمكن ان يقول انه نادم اما اذا لم يكن راضيآ عن الاعدام ولكنه آثر (التقيه) حرصآ على موقعه, فانه فى هذه الحاله توجد كلمة اخرى ابلغ فى التوصيف من كلمة الندم وهى الجبن.
    الطيب صالح روائ كبير وعالمى ولكن هذا لايعنى بالضرورة انه ايضآ ذى مواقف وطنيه وديمقراطيه وانسانيه سليمه
                  

11-04-2003, 11:09 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    Quote:
    أود أن أضيف ما علمته أخيرا مما ذكره أحد الأخوان الكرام من أن الطيب صالح قد لام الدكتور منصور خالد على نعيه الأستاذ الشهيد وقال له بالحرف (كان أحق بهذا الرثاء صديقك جمال محمد أحمد) !!!!
    ماهذا ياعملاق الرواية العربية ؟... يعنى يا عجب الفيا ...كاتبنا لا يرحم ولا يريد لرحمة ربناأن تنزلّّّّّ!!! ... ماله ومال الدكتور ، صاحب المواقف الشجاعة ؟ أما كان الأحرى به أن يصمت ويتفرّغ لرواياته وشغل المؤسسات ورزق العيال كما قال؟
    ومع ذلك يأخى عجب الفيا أنا لن أخلط الكيمان... فما زلت أقرأالمجموعة الكاملة للطيب صالح بكل متعة وتقدير لأسلوبه الساحر.
    هدانا الله وإياكم أيها الأدباء

    انت فعلا يا خلف الله تخلط الكيمان
    انا اشك في ان الطيب صالح قال هذا الكلام لمنصور خالد
    بل اكاد اجزم ان الطيب صالح لم يقله لقناعتي ان الطيب صالح لا ينافق
    كيف لرجل يسجل علي نفسه هذا الموقف الشجاع ويشيد بموقف امراة
    عجز هو ان يقفه ثم ناتي ونتهمه ودن ادني تحفظ بانه ينافق، بل يلوم
    منصور خالد علي رثائه الا ستاذ محمود.معقول دا يا اخي !!

    ثم ثانيا لماذا نحاسب الطيب صالح كانه جمهوري .اجدي بالجمهوريين ان يحاسبوا انفسهم علي موافقهم قبل ان يحاسبوا غيرهم.يجب علي الجمهورين ان يسالوا انفسهم اولا ماذا فعلوا لوقف تنفيذ حكم الاعدام علي الاستاذ محمود. لماذا يجدون لانفسهم العذر لتبرير مواقفهم ولا يجدون العذر لانسان يعترف من تلقاء نفسه بعجزه عن عمل شي دون ان يطالبه احد بذلك!!.

    ثم ثالثا يا اخ خلف الله انا لا ادافع عن الطيب صالح هنا فقط لانني معجب به كروائي عالمي. انت هنا تستخف بعقلي وهذا نوع من خلط الكيمان .انا الحمد لله اعرف كيف افرق
    بين الامور ولا ادافع عن الانسان الذي احبه في السمح والشين
    واذا رايت ان في مواقف الطيب صالح ما يستحق النقد فانا اول
    الناقدين. ولكن لا اري حتي الان فيما بدر منه ما يستحق النفد
    بل الحقيقة لو كنا منصفين حقا فان الواجب يحتم علينا ان نشيد
    بشجاعته النادرة في التعبير والاعتراف عن عجزه في عمل شي .

    يجب علي الجمهوريين ان يتخلوا عن هذه العاطفة الفجة ،التي كادت ان تفقدهم النظرة الموضوعية للامور .
    ولك ودي اخي
                  

11-04-2003, 11:19 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    Quote:
    حديث الطيب صالح أعطانا فرصة لتصور كيف يندم المثقفون على التفريط في الفكرة الجمهورية..

    الفكرة الجمهورية فرطوا فيها انتم قبل ان يفرط فيها غيركم
    يا اخ ياسر وفاقد الشي لا يعطيه

    شكرا لك علي نقل المقال الي منبر الفكر الحر
    مصدر المقال هو مجلة المجلة ولكن التاريخ غير واضح عندي
    لان النسخة الموجودة صورة ولكن اغلب الظن انه في الثمانينات
                  

11-05-2003, 00:14 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48748

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    عزيزي عبده

    تحية

    أنا لم أقصد أن يتحرك المثقفون لإيقاف التنفيذ في تلك المرحلة المتأخرة، وإنما قصدت أنهم قصروا في التعرف عليها ابتداء.. وهو أمر قد عبّر عنه كثير من المثقفين، والزمن بيننا، وسترى مزيدا من المثقفين يكتشفون أن حل أزمتهم الشخصية وحل أزمة المسلمين لا يوجد إلا في الفكرة الجمهورية.. أما عن رأيي في موقفي وموقف الجمهوريين من الأحداث فيمكنك أن تقرأه في هذه الوصلة..
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=32
    ولك ودي والسلام
    ياسر
                  

11-05-2003, 05:43 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    Quote: وأي تحدي لهذه القوانين يعني، لدى التحليل الأخير، واحد من أمرين.. إما أن يكون الواحد مستعدا للموت أو أنه سيضطر إلى التراجع بأن يتوب.. أنا أعتقد أن الجمهوريين قد قالوا كلمتهم، وأن الشعب السوداني يتعلم الآن تحت ظل هذه الحكومة ما قد حاول الجمهوريون أن يعلموه له عبر حركتهم الطويلة.. ومواجهة السلطة لا تحتاج لأي تضحية بالحياة من الجمهوريين.. إن أمر الجمهوريين لا يأتي بالتضحية بالحياة وإنما بالتعليم والحوار، وليست هناك أجواء حوار في ظل قانون الردة..

    شكرا اخ ياسر هذا ما ورد في الرد الذي احلتني عليه في منبر الفكر الحر

    اذا كان الجمهوريون غير مستعدين بالتضحية بحياتهم في سبيل
    نصرة فكرتهم،لماذا يطالبوا غيرهم بالتضحية بوظائفهم والمجازفة
    بحياتهم ومستفبلهم في سبيل فكر تقاعس عن نصرته اتباعه!!؟
    وهل حياة الجمهوريين اغلي من حياة مرشدهم وابوهم الروحي!!؟
    اعتقد ان الاعتراف بالضعف والعجز افضل من المكابرة والمدارة
    ومحاولة تبرير المواقف!
    من هنا تاتي عظمة الاعتراف الذي ادلي به الطيب صالح عندما قال بكل شجاعة انه لا يستطيع ان يجازف بوظيفته
    ومستقبل اسرته،بالرغم من انه غير مطالب بالافصاح عن هذا الموقف
    لكنهاالامانة مع النفس والصدق مع الاخرين !وهذا ما عجز عنه الجمهوريين ،فارادوا ان يتخذوا من عجزهم فضيلة!؟ثم يريدون في
    ذات الوقت ان يطالبوا الاخرين بما عجزوا هم في تحقيقه!
                  

11-05-2003, 06:45 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    الأخ الكريــم العجب.
    ما أن إنتهـى يـوم الخيس السـابـع عشــر من يناير 1985، إلا وكان كل الأخـوان الجمهــوريين تقريبـا فى السجــون. حتى الأخوات الجمهـوريـات كن فى الحراسـات.. أكثـر من عشـرة أمرأء وبنت فى الغـرفـة الواحـدة.. كن يفترشـن الثـوب على البلاط البارد، واللين.. الحالـة كانت حالـة إبادة للجمهـوريين نسقهـا ونظمهــا الأخوان المسلمــون وعلى رأسـهم الترابى.. وما كان المعتـوه نميـرى إلا أداة رخيصــة فى أيديهــم.
    وكان ضباط الشــرطـة يتمنـون أن ينكـر الجمهـورى أنـه جمهـورى، حتى يكونـوا فى حل من إعتقالـه، ولكن الجمهـوريون تسـابقـوا على الكـوامــر.
    فالجمهــوريين ضحـوا بشبابهــم من أجل الســودان ومستقبـلـه حسـب ما رأوه.. حتى البنات حرمن أنفسهن مما تتفاخـر وتتباهى به بقيـة البنات من ثياب أخر موضـة وماكياج وحفلات رقص وغيرهـا.. كن فى شـارع الجمهـوريـة، وكل العـاصمـة المثلثـة، وفى مدنى، وفى كوستى، والقضـارف وبورتســودان.. يقفن على الأرصفـة يناقشـن رجل الشـارع المغمـور، الذى تنكـر لـه السيـاسيــون، وتأفف منـه المثقفـون.. علمـوا الناس أسـاليب النقاش المتحضـر، بعد أن دفعـوا ثمن ذلك ضـربـا وشتائـم وتحقيـرا، ليس من رجل الشـارع العـادى الطيب، بل من طلبـة الجامعات الذين نسميهــم إفتـراضـا مثقفـون، وبعض أسـاتذتهـم أيضـا..
    فى هـذا الوقت، كان المثقفـون يقفـون على الرصيف.. يستمتعـون بالنقاش كتغييـر من ال BN!! (من السينمـا) والأن بقفـون على أرصفـة دول العـالم مشـردون بلا وطن..
    وما حل بالجمهـوريين، ومن بعـدهـم بالوطن، عام 1985، يبـوء المثقفـون بكثيـر من وزره.. وهـم قـد بـدأوا يفطنـون لذلك التقصيــر، وأخشى أن أقـول بعـد فـوات الأوان.
    أما الجمهـوريين، فقـد قامـوا بواجبهـم نحـو وطنهـم ونحـو دينهـم، على خيـر وجـه.. حتى أحيــط بهـم كما أسلفت أعلاه، والأن ما زالـوا يعملون من أجل الوطن كل من مكانـه ومنطلقــه، ولكن القضيـة واحـدة والتنسيـق مستمــر.. و لن يتـركـوا الأخوان المسلمين يعبثـون بمقـدرات هـذا الشعب العظيـم.. فلا نامت أعين الجبنــاء.

    (عدل بواسطة Abureesh on 11-05-2003, 06:52 AM)

                  

11-05-2003, 01:35 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48748

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    لك الشكر يا عزيزي عجب الفياوكثير الود والتقدير والسلام

    وأشكر الأخ محمد عثمان الذي قال[في مساهمته أسفله] ما كنت أود قوله لك، وقد ذكرته من قبل في هذا المنبر.. وأضيف لمعلومات القراء أن بعض الجمهوريات كن في وضع "نفاس" وقد فضلن دخول المعتقل مع أجنتهن الرضّع، وسيأتي اليوم الذي يثبت فيه كل هذا للتاريخ.. والجمهوريون لا يمتنون على الشعب ولكنهم رأوا أن شعبهم يقف بعيدا عنهم، وهم يعرفون مبلغ التضليل الذي وقع على ذلك الشعب.. ولمعرفة هذا التضليل يكفي أن تستمع لخطبة المكاشفي طه الكباشي التي ألقاها وأذيعت من الإذاعة والتلفزيون في يوم الثلاثاء 15 يناير 1985، وبعد يومين خطبة النميري التي أذاعها في عصر الخميس 17 يناير، والجميع يعرفون الحشد العسكري والبوليسي والأمني الذي ضرب على العاصمة..
    وأنت تقول:
    Quote: اذا كان الجمهوريون غير مستعدين بالتضحية بحياتهم في سبيل
    نصرة فكرتهم،لماذا يطالبوا غيرهم بالتضحية بوظائفهم والمجازفة
    بحياتهم ومستفبلهم في سبيل فكر تقاعس عن نصرته اتباعه!!؟

    الجمهوريون لم يطالبوا غيرهم بالتضحية بأنفسهم ولا بوظائفهم وإنما اقتنعوا بواقعهم الأليم وعملوا ما يمكنهم عمله، من رفع واقع الناس بالتوعية بالتناقضات ثم إنزال فكرتهم إلى أرض الناس بالوسائل المتاحة، من غير أن يتنكروا لفكرتهم والتربية التي ندبهم لها أستاذهم في "كف الأذى وتحمل الأذى وتوصيل الخير للناس".. وأنا عندما قلت ما قلت ما كنت لأطالب الأستاذ الأديب الطيب صالح بما لا يستطيع فأنا أعلم أنه: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"، بل أقول أنه ربما لا يعرف عن الفكرة الجمهورية، وقتها، ما يحمله على التضحية حتى بقراءتها، دع عنك المجازفة بموقعه الوظيفي، وأنا أجد له العذر تماما في ذلك، فإنه قد كان خارج السودان لفترة طويلة ولم يعايش الجمهوريين الذين يعرضون كتبهم ويتعرضون للشتم والضرب من بعض المضللين في الشارع.. وطلبة الجامعة يعرفون تاريخ الجمهوريين وسيجيء اليوم الذي يعرف فيه الشباب من الأجيال الجديدة هذا التاريخ المشرق المضيء..

    وأنت تقول:
    Quote: وهل حياة الجمهوريين اغلي من حياة مرشدهم وابوهم الروحي!!؟
    اعتقد ان الاعتراف بالضعف والعجز افضل من المكابرة والمدارة
    ومحاولة تبرير المواقف!


    لا سيدي عبد المنعم، ليست حياة الجمهوريين أغلى من حياة مرشدهم وأبيهم الروحي، ولكن ربما تعلم أنه قد علّمهم أن العيش في سبيل الله خير من الموت في سبيل الله، أو الانتحار.. ما هي الحكمة في التقدم للموت؟؟ هل الأمر إدعاء بطولة؟؟ ولكني أقول لك أن كثيرا من أولئك الجمهوريين قد تحملوا ما أشد من الموت، وسيعرف الناس ذلك في حينه، بإذن الله.. وهذا لا يعني أن شخصا مثلي لا يعترف بعجزه وبضعفه فأنا أفعل، وأعرف أن غيري من الجمهوريين يفعلون.. وقد تذكر أن بعض أصحاب النبي الكريم من كان في قامة سيدنا عمار بن ياسر قد أجبره الكفار على النطق بكلمة الكفر، فنطق بها، ولكن ليس من قلبه، وإنما على مضض، ثم أنه ندم وأتى النبي عليه السلام وحكى عن ندمه، فماذا قال له المصطفى عليه السلام: "إن عادوا فعد" يعني إذا تكرر معك مثل هذا الموقف فقل ما يطلبونه منك.. والرب رب قلوب ويعرف عباده الصادقين.. باختصار الجمهوريون لم يطالبوا أحدا بالجهاد المسلح أو الثورة المسلحة وهم لا يأخذون أنفسهم بمثل هذا النوع من المواجهة أو ادعائها.. أما أمر الأستاذ محمود فقد اتضح أنه كان في مستوى ما يقول، وقد كان بوقفته تلك يلقي على تلاميذه وعلى العالم أعظم تعليم وتبيين.. ودعني يا أخي عجب، أنقل لك وللقراء هذا الجزء من المقدمة التي كتبها كل من الأستاذة أسماء محمود والأستاذ النور محمد حمد لمجلد يضم ثلاثة من كتب الأستاذ محمود والجزء يتضمن وصف شاهد عيان لذلك اليوم وحادث التنفيذ وهي الصحفية الأمريكية المعروفة جويث ميللر:


    بقي أن نقول أن الأستاذ محمود وتلاميذه قاطعوا المحكمة، منذ البداية. تم إحضارهم إلى المحكمة من معتقلهم بقسم شرطة أمدرمان الأوسط، غير أنهم رفضوا الإجابة على أسئلة المحكمة والتعاون معها. وقد جاء إعلان المقاطعة في كلمات قويات أدلى بهن الأستاذ محمود محمد طه في أول يوم للمحاكمة. وهن كلمات حفظهن كثير من السودانيين عن ظهر قلب. قال الأستاذ محمود:

    أنا أعلنت رأيي مراراً في قوانين سبتمبر 1983 ، من أنها، مخالفة للشريعة، ومخالفة للإسلام. أكثر من ذلك، فإنها شوهت الشريعة، وشوهت الإسلام، ونفَّرت عنه. يضاف إلى ذلك، أنها وضعت، واستغلت، لإرهاب الشعب، وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله. ثم أنها هددت وحدة البلاد. هذا من حيث التنظير. أما من حيث التطبيق، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها، غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقياً، عن أن يمتنعوا، عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية، تستعملهم لإضاعة الحقوق، ولإرهاب الشعب، ولتشويه الإسلام، ولإهانة الفكر، والمفكرين، وإذلال المعارضين السياسيين .ومن أجل ذلك، فإني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكَّرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب، وإهانة الفكر الحر، والتنكيل بالمعارضين السياسيين.

    وختم الأستاذ محمود كلمته التاريخية تلك، متوجها بالشكر للمحامين السودانيين، الذين كانوا حضورا وقتها، والذين عرضوا على الأستاذ محمود تطوعهم للدفاع عنه وعن تلاميذه، قائلا:

    بعض المحامين تطوعوا، مشكورين، للدفاع عن الإخوان الجمهوريين، ولكننا ننهض بقضيتنا بأنفسنا، ونشكر الإخوان المحامين، أجزل الشكر، ولا نحتاج لمحامين.

    وهناك أسباب أدت إلى اعتذار الأستاذ محمود محمد طه عن قبول عرض المحامين السودانيين الذين تطوعوا للدفاع عنه. وأهم تلك الأسباب هي أن الأستاذ محمود لم يكن يريد أن يعترف بالمحكمة أصلا. وذلك ليقينه أن المحكمة إنما انعقدت فقط، لتنطق بحكم جاهز، أصدرته السلطة التنفيذية، وأملته عليها. فمجرد توكيل محامي، تعني ضمنا أن المتهم حسن الظن بالمحكمة، وبنزاهتها، وحيدتها، وأنه يرجوها أن تصل إلى تبرئته، بعد أن تقتنع بحجج محامي الدفاع، وتخلي، من ثم، ساحة المتهم. ولما كان الأمر بخلاف ذلك، فقد شكر الأستاذ محمود المحامين السودانيين، وقال إنه وتلاميذه سوف ينهضون بقضيتهم بأنفسهم. فالمحاكمة أصلا محاكمة سياسية وليست قانونية. ويجب أن تتم مواجهتها سياسيا وأخلاقيا، لا قانونيا. فالمواجهة القانونية لها تعني اعترافا ضمنيا بمشروعيتها.

    على أثر مقاطعة الأستاذ محمود محمد طه، وتلاميذه، للمحكمة، ورفض التعاون معها، لم يجد القاضي بدا من فض الجلسة والدعوة للجلسة الثانية للنطق بالحكم. في الجلسة الثانية أصدر القاضي حكما بإعدام الأستاذ محمود محمد طه، وتلاميذه الأربعة. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الأمر كله، منذ اعتقال الأستاذ محمود وحتى إعدامه، لم يستغرق سوى ثلاثة عشر يوما!. تم اعتقال لأستاذ محمود في 5 يناير، وصدر عليه الحكم بالإعدام في 7 يناير. وفي 15 يناير صدر التأييد على حكم الإعدام من محكمة الاستئناف الخاصة. وأيد نميري الحكم في بث متلفز ومذاع على الشعب، في يوم 17 يناير، وجرى تنفيذ الحكم في العاشرة من صباح الجمعة 18 يناير 1985. وقد تدخل رؤساء دول في الإقليم وخارج الإقليم، وبعض المنظمات العالمية والإقليمية ملتمسين ألا يذهب الرئيس جعفر نميري بالأمر إلى نهايته. غير أن جعفر نميري، أصر على المضي في تلك الوجهة الوعرة، وتم تنفيذ الحكم. وبعد نحو من ثلاثة أشهر سقط نظام حكم جعفر نميري في انتفاضة شعبية دعمتها القوات المسلحة السودانية في أبريل 1985.

    حادثة إعدامه

    في شهادة عيان سجلها قلم الكاتبة والصحفية الأمريكية، جوديث ميلر، المراسلة السابقة لصحيفة نيويورك تايمز في الشرق الأوسط، في كتابها الذي أسمته، God Has Ninety Nine Names "لله تسعة وتسعون اسما" ، ورد وصف لحادثة التنفيذ، جاء فيه:

    كان صباحا مثاليا. بعد سويعات، تصبح الخرطوم خانقة. ولكن عند السادسة من صباح 18 يناير من عام 1985 كان الهواء صافيا. وكانت السماء قد لبست بالفعل زرقة حمام السباحة.

    في غرفتي بفندق الهيلتون، كان الصوت الوحيد، هو صوت مكيف الهواء، ذي العشرين سنة، وهو يضخ هواء محتمل السخونة. شربت قهوتي، وقرأت جريدة الصباح، محاولة ألا أفكر فيما سيحدث. لقد رأيت وقمت بأشياء كثيرة، بوصفي رئيسة مكتب صحيفة نيويورك "تايمز" بالقاهرة. كما شهدت أحداثا مروعة عديدة منذ رحلتي الأولى إلى الإقليم في عام 1971، وأنا لم أزل طالبة حديثة السن. غير أني، لم أغطي حادثة تنفيذ حكم بالإعدام.

    بعد ساعة خرجت في طريقي إلى سجن كوبر. ساحة سجن كوبر مستطيلة الشكل، وبحجم ميدان لكرة القدم. عندما وصلت برفقة جمال محي الدين، مدير مكتب مجلة "تايمز" بمصر، كانت ثلاثة أرباع تلك الساحة ممتلئة بالناس. كنت ألبس جلبابا أبيضا فضفاضا، وغطاء للرأس، لئلا يكتشف حراس السجن أنني شخص أجنبي. لوح لنا الشرطي بيده إيذانا لنا بدخول موقف السيارات. فعل ذلك، من غير أن يلقي حتى بنظرة ثانية نحوي في المقعد الخلفي. علما بأن المقعد الخلفي هو المكان الطبيعي، لوجود امرأة في سيارة، في الشرق الأوسط. خفضت رأسي بينما سرنا أنا وجمال ببطء، وسط الحشد، نحو قلب ساحة السجن، لنجد مكانا للجلوس على الأرض الرملية.

    كانت المشنقة في الجانب البعيد من الساحة. مرتفعة نوعا ما، غير أنها أقل في الارتفاع من حوائط السجن المبنية من الحجر الرملي. كان المشهد في كوبر مرحا. لا شئ هناك يشبه الصور المتجهمة التي رأيتها للسجون الأمريكية حيث يحتشد أصدقاء وأقارب المحكوم عليهم بالإعدام، خارج الأسوار، وسط المتظاهرين المعترضين الذين يحملون الشموع في الليل.

    يبدو أنني كنت المرأة الوحيدة في الساحة. وبدا أن كثيرا من الحاضرين، الذين يقدرون ببضع مئات، يعرفون بعضهم البعض. ظلوا يحيون بعضهم البعض، بتحية الإسلام التقليدية " السلام عليكم" ويجيء الرد مرات ومرات "وعليكم السلام". الرجال ذوو البشرات الداكنة، في عمائمهم التي يبلغ ارتفاعها القدم، وجلابيبهم البيضاء الفضفاضة، يتضاحكون ويتجاذبون أطراف الحديث، حول حالة الطقس، بشائر محصول تلك السنة، والحرب التي لا تنتهي في جنوب السودان. ورويدا رويدا، جلس كل واحد على الرمل، تحت وهج الشمس، التي بدأت حرارتها تزداد قسوة مع كل دقيقة تمر. كان الموعد المعلن لتنفيذ الحكم هو الساعة العاشرة.

    قبل الزمن المحدد بقليل، قيد محمود محمد طه إلى الساحة. الرجل المحكوم عليه والذي كانت يداه مربوطتان خلف ظهره، بدأ لي أقل حجما مما كنت أتوقع. ومن المكان الذي كنت أجلس فيه، وبينما كان الحراس يسرعون به إلى الساحة، بدا لي أصغر من عمره البالغ ستة وسبعين عاما. سار مرفوع الرأس، وألقى نظرة سريعة على الحشد. عندما رآه الحاضرون، انتصب كثيرون منهم واقفين على أقدامهم، وطفقوا يومئون ويلوحون بقبضات أيديهم نحوه. ولوح قليلون منهم بالمصاحف في الهواء.

    تمكنت فقط من التقاط لمحة خاطفة من وجه طه، قبل أن يضع الحارس الذي قام بالتنفيذ، كيسا ملونا على رأسه وجسده. ولن أنسي ما حييت، التعبير المرتسم على وجهه. كانت عيونه متحدية، وفمه صارما، ولم تبد عليه مطلقا أية علامة من علامات الخوف. بدأ الحشد في الهتاف، بينما كان مجندان سودانيان يلبسان زيا رملي اللون يضعان عقدة الحبل على المكان المفترض أن تكون فيه رقبة محمود طه. ورغم أن ضجيج الحشد قد ابتلع أصوات الجنديين، إلا أنه بدا وكأنهما كانا يصيحان ضده. فجأة تراجع الحراس للوراء، ثم سُحبت أرضية المنصة. فاشتد الحبل، واهتز الغطاء الموضوع على جسد طه في الهواء……………………………

    اشتعل الهدير في الساحة "الله أكبر". وتكثف الهتاف عندما بدأ الحشد في تكرار الهتاف بشكل جماعي، "الإسلام هو الحل". الرجال الذين امتلأوا حماسة، عانقوا وقبلوا بعضهم البعض. أحد الرجال الذين كانوا بجانبي صرخ، "أخذت العدالة مجراها"، ثم جثا على ركبتيه، ووضع جبهته على الرمل وتمتم بصلاة إسلامية. الحالة الاحتفالية التي جرت من حولي، صعقتني، وأصابتني بالغثيان. جذبت جمال من كم قميصه، محاولة أن أشعره بأنه يتعين علينا مغادرة المكان، فقد كنت بالفعل، عاجزة عن النطق. في حالة التوتر العصبي التي اعترتني لابد أنني قد قمت لا شعوريا بسحب الغطاء الذي كان يغطي رأسي، فانحرف عن موضعه. استشعر جمال الخطر، وجذب الغطاء على ناصيتي شعري اللتين انكشفتا، ودفعني بحزم صوب المخرج. وبينما كنا نشق طريقنا صوب البوابة الحديدية الثقيلة، بدأت الرمال في الثوران والارتفاع في شكل سحابة برتقالية نتيجة لجرجرة الحشد لأقدامهم على الأرض الترابية. عند وصولي للمدخل، لويت عنقي لألقي نظرة أخيرة على المشنقة. كان الكيس، وجسد طه لا يزالان متدليان على الحبل. فتساءلت في نفسي، متى سينزلونه؟.

    لدى كثير من السودانيين الذين هللوا لإعدامه في ذلك اليوم، فإن طه قد اقترف أسوأ جريمة يمكن أن ترتكب. لقد أدين بتهمة الردة عن الإسلام. وهي تهمة نفاها طه، الذي أصر حتى النهاية، أنه ليس مهرطقا، أو مرتدا عن الإسلام، وإنما مصلح ديني، ومؤمن وقف في وجه التطبيق الوحشي للشريعة الإسلامية، "قانون المسلمين المقدس" والطريقة التي فهمها ونفذها بها الرئيس جعفر نميري. من وحي الموقف، أحسست، أنا أيضا، أن طه لم يقتل بسبب يتعلق بنقص في قناعته الدينية، وإنما بسبب من نقصهم هم. _ (ص. ص.11 –12)



    وأنت تقول يا عزيزي عجب الفيا:
    من هنا تاتي عظمة الاعتراف الذي ادلي به الطيب صالح عندما قال بكل شجاعة انه لا يستطيع ان يجازف بوظيفته
    ومستقبل اسرته،بالرغم من انه غير مطالب بالافصاح عن هذا الموقف
    لكنهاالامانة مع النفس والصدق مع الاخرين !وهذا ما عجز عنه الجمهوريين ،فارادوا ان يتخذوا من عجزهم فضيلة!؟ثم يريدون في
    ذات الوقت ان يطالبوا الاخرين بما عجزوا هم في تحقيقه!

    أنا أعرف عظمة هذا الاعتراف وأحترمه وأحترم صاحبه.. وفي نفس الوقت أعرف عظمة موقف الجمهوريين الآخرين، خاصة القياديين، الذين أداروا تلك الأزمة بحكمة وجنبوا الناس حمامات الدم وأشاروا على الجمهوريين بالتنازل كما أوضحت في ذلك البوست في منبر الفكرة الحر.. وأكرر أنني لم أطالب الآخرين بما عجزت أنا عنه ولكنني فقد أقرأ تحقق ما سمعت الأستاذ محمود قد توقع حدوثه منذ زمن بعيد وقد كان يردد بيت أبي فراس الحمداني الشهير:

    سيذكرني قومي إذا جد جدهم
    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

    ونحن هم قومه، والسودانيون، كلهم، قومه، لا فرق بين شرقي وغربي أو شمالي وجنوب فهو قد ضم ضلوعه على الجميع كما تقول الأغنية السودانية: "أنا ابن الشمال سكّنته قلبي، على إبن الجنوب ضميت ضلوعي".. وتستطيع أن تكتشف هذه الحقيقة من كتابة الدكتور فرانسيس دينق عنه في كتابه الشهير "صراع الرؤى".. وقد سمعت أحد الأصدقاء المشاركين في هذا البورد، يكتب: ضيعناك وضعنا وراك يا محمود.. هذا كل ما قصدته، وأنا أحمل للأديب الطيب صالح ما قد لا تعرفه من التقدير وأسميه الشيخ الطيب الصالح، فهو عندي من الصالحين الطيبين البسيطين.. ولكن الله أقام العباد فيما أراد، وهو يحكم لا معقب لحكمه..

    ولك مني الشكر والتقدير وكثير المودة..

    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 11-05-2003, 01:41 PM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 11-05-2003, 09:26 PM)

                  

11-05-2003, 06:57 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    مكرر

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 11-05-2003, 07:33 PM)

                  

11-05-2003, 06:57 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    الاخ الدكتور ياسر
    كنت شاهدا علي كل ما جري
    وكنت هنالك عندما قذف الاستاذ محمود كلماته الخالدات
    في وجه المهلاوي
    وما زلت مصر علي انه لا يحق للجمهورين ان يحاسبوا غيرهم
    علي مواقف عجزوا هم انفسهم عن اتخاذها!
    وضعفوا من ان يمضوا في الطريق الذي مضي فيه استاذهم
    لقد المني اشد الالم ان يتخذ موقف الطيب صالح النبيل مطية للمزايدة
    والنيل من سمعته بناء علي كلام غير مؤسس!

    وهنا اتمني من الاخ خلف عبود ان يسحب الكلمات التي قالها في حق
    الطيب صالح وان يعتذر عن ذلك او يقيم الدليل علي ما ادعاه
    ادناه
    Quote:
    أود أن أضيف ما علمته أخيرا مما ذكره أحد الأخوان الكرام من أن الطيب صالح قد لام الدكتور منصور خالد على نعيه الأستاذ الشهيد وقال له بالحرف (كان أحق بهذا الرثاء صديقك جمال محمد أحمد) !!!!

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 11-05-2003, 07:25 PM)

                  

11-05-2003, 07:22 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    الأخ الكريــم العجب

    "وما زلت مصر علي انه لا يحق للجمهورين ان يحاسبوا غيرهم
    علي مواقف عجزوا هم انفسهم عن اتخاذها!"

    أحب أن ألفت نظركم إلى أن ياسـر وخلف وأنا، إنما نتحـدث عن أنفسنـا وليس عن الجمهــوريين.. فالرجـاء توجيـه الحديث إلى الأفراد المتحـاورين وليس إلى الجمهـوريين، فأنا جمهـورى وقـد إتفقت أنت مع رأى السـابق..
    كل جمهـورى الأن فى أى بقعــة، إنمـا يعبـر عن رأيـه الفـردى وليس بالضـرورة عن رأى الفكـرة الجمهـوريـة، أو الجمهـوريين.
    أمـا عن عجـز الجمهـوريين عن إتخاذ مـواقف ترى أنهـا كانت واجب مباشــر فى تلك الأيام، فهـذا مجال إختلاف ومـوضـوع نقاش قائم بذاتـه، ويعتمـد على تحليل الظروف المحيطـة بالأحـداث وعلى تربيـة وسـلوك الجمهــوريين أنفسهــم.

    هـذا ما لزم وشـكرا

    محمـد عثمان
                  

11-05-2003, 09:20 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    Quote: أود أن أضيف ما علمته أخيرا مما ذكره أحد الأخوان الكرام من أن الطيب صالح قد لام الدكتور منصور خالد على نعيه الأستاذ الشهيد وقال له بالحرف (كان أحق بهذا الرثاء صديقك جمال محمد أحمد) !!!!

    ما يطعن في صحة هذا الكلام المنسوب للطيب صالح يا اخ عبود
    هو ان جمال محمد احمد توفي في 4/10/1986 اي بعد حوالي العامين
    من التنفيذ علي الاستاذ محمود .فهل هذا يعني ان منصور خالد نعي
    الاستاذ محمود بعد وفاة جمال اي بعد عامين من التنفيذ!!؟
    ولو كان ذلك صحيحا فان الطيب صالح يكون قد سبق منصور خالد في
    التعبير عن معارضته الحكم علي الاستاذ محمود حيث اعلن اكثر من
    مرة في غير هذا المقال عن هذا الموقف.

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 11-05-2003, 09:42 PM)

                  

11-06-2003, 10:33 AM

kh_abboud
<akh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    الأخ عجب الفيا
    سلام وتحية
    إتفق أن تقابل الأستاذ الطيب صالح مع الدكتور منصور خالد فى إحتفال إقيم بمناسبة ذكرى إستشهاد الاستاذ محمود محمد طه كان بعد سنوات من إستشهاده فى عام 1985، وبعد وفاة المرحوم جمال محمد أحمد بزمن وفيه لام الطيب صالح الدكتور منصور خالد وذكر ماذكر أى أن الواقعة صحيحة ولكنها تمت بعد وقت من الحدث ،رغم أن الدكتور منصور خالد نعى الأستاذ فى 1985 وفى الإحتفال المقام ....ثم كرر ذلك فى العديد من مقالاته بعد ذلك.
    شكرا
                  

11-06-2003, 11:10 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    Quote: أن الواقعة صحيحة

    الاخ خلف سلام
    من اين تاكد لك ان الواقعة صحيحة
    ما ذكرته مجرد كلام مرسل بلا سند ولا ينهض دليلا علي صحة الواقعة
    انا لا اريد ان اكذبك فيما سمعته ولكن اريد ان اثبت ان ما سمعته
    انت صحيحا. ثقتك في المصدر الذي سمعت منه ليس حجة.
                  

11-06-2003, 05:42 PM

kh_abboud
<akh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    الأخ عجب
    سلام
    أراك تصر على أن( الجمهوريين يريدون أن يحاسبو غيرهم على مواقف عجزوا هم أنفسهمعن إتخاذها) كما تقول وهذا قول فيه تحامل على الجمهوريين ...ألا يكفيك ماوضحه الاخوان أبو ريش ود.ياسر ... ؟
    لقد ذكرنا مرارا أن موقف الطيب صالح موقف لا يملك غيره وهو قصاراه ..ليس إلا....... فلماذا تقّولنا غير ماقلنا ..
    أما موقف الجمهوريين فإنهم صمدوا وقاوموا الحكم الجائر إلى آخر لحظة وحكم على الأربعة الأخوان بالإعدام ،فى الوقت الذى كان فيه الآخرونمن معارضى النظام فى سلبيةتامة ..ثم ذبحوا بعد ذلك يوم ذبح الثور الأبيض
    أما طلبك لإثبات أن الطيب صالح قدلام الدكتور منصور خالد على نعيه للأستاذ ، فأمر عجيب ..لقد ذكرت لك المناسبة التى تم فيها ذلك ... ولكن هل تريد أن أحضر لك شهود العيان ؟ أم تريدنى أن أؤدى اليمين على صحة الواقعة؟ .. ...هل تريد أن تلتقى الكتور منصور خالدليؤكد لك صدق كلامى ؟ ... ولكن لماذا لا تسأل الطيب صالح أولا ؟..الذى أخالك لا ترى فيه إلا الحق المطلق...
                  

11-06-2003, 09:22 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    الاخ خلف ،سلام
    انا لم اقصد تجريح مصداقيتك،فانت لم تقل انك سمعت ذلك من
    الطيب صالح مباشرة ،ولكن قلت ان احد الاخوان نقل لك ذلك
    ولكن ربما يكون هذا الاخ قد اساء فهم ما سمعه من الطيب صالح
    ربما تكون سقطت من سمعه كلمة او كلمتين غيرت المعني
    ربما كان يقصد ان يلوم منصور خالد علي عدم رثائه لجمال محمد
    احمد خاصة وان الود كان مفقود بينهما بسبب رفد منصور خالد لجمال
    من منصبه كسفير واحالته للمعاش لخلاف شخصي وذلك في اول عهد مايو
    عندما كان منصور وزيرا للخارجية،وذلك دون ان ربط ذلك بلوم منصور
    علي رثائه الاستاذ محمود،كل ذلك وارد يا اخ خلف

    ولكن مهما يكن من امر طالما لدينا مواقف واضحة ومشهودة
    للطيب صالح عبر عنها في اكثر من مناسبة،فيما يتعلق بالحكم
    علي الاستاذ محمود فلماذا نفتش عن اقوال غير ثابتة لنجرم بها
    الرجل ونحرمه من فضل هذه المواقف النبيلة،ولمصلحة من نفعل ذلك!؟
    حتي لو افترضنا جدلا ان ما ذكرته صحيح ما كان من الحكمة نشره
    في هذه المساحة التي يعبر فيها الطيب عن النقيض تماما لما ذكر

    سيما وان كل الشواهد التي امامنا تقول ان الطيب صالح لم يقل هذا
    الكلام.بعدين يا اخ هناك سؤال بسيط يطرح نفسه ،هو الطيب صالح مصلحته شنو عشان ينافق او يكذب ويمثل المسرحية دي كلها!!؟
    واليك ما قاله الطيب صالح عن الاستاذ محمود ومنصور خالد في رثاء جمال محمد احمد،والذي نشرناها
    في هذا المنبر تحت بوست :الطيب صالح يكتب عن جمال محمد احمد
    Quote: . منصور خالد صرخ بعد ذلك صرخة مدوية حين قتلوا محمود محمد طه ، رحمه الله . وهي حسنة أرجو أن تحسب له حين يجد الجد

    هذا ما قاله الطيب صالح في رثاء جمال سنة 1986 اضافة الي ما قاله في حوارات صحفية نشرت بعيد انتفاضة ابريل،وما قاله في برنامج خليك بالبيت بالقناة اللبنانية، ودونك ما قاله
    عشية الحكم بالاعدام علي الاستاذ عقب حديثه مع بربارا حيث ختم
    كلامه بقوله:
    Quote: أطارت النوم من عيني ، وقضيت الليل مسهدا أضرب أخماسا فـي أسـداس .. وذلك أضعف الإيمان *


    ماذا نريد اكثر من ذلك من الرجل يا اخ عبود.هل من العدل والانصاف في شي ان ان نترك كل هذاالكلام الموثق ونمسك في جملة غير ثابتة
    نقلت عنه بالسماع.وافرض انه قالها ثم ندم عليها وقام بتصحيح موقفه
    الا يشفع له ذلك،وهل من الحكمة في شي ان نذكر ما نقل عنه،في هذا السياق، بغض النظر عن صحته او عدم صحته!!؟


    اما عن مواقف الجمهوريين، اصر علي ما ذكرته ولا اريد ان ادخل في
    تفاصيل انت تعلمها والجميع يعلمها وليس هذا مقامها
    ولك الود
                  

11-07-2003, 11:22 PM

kh_abboud
<akh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    الأخ الغجب
    سلام وتحية
    هل فى حدثى والأخوان ياسر وأبريش ما يفيد أننا نحمل الطيب صالج مسؤلية أكبر مما يستطيع ؟ لقد قلت لك بالحرف أن موقفه هذا هو قصاراه ولن أضعه فى مصاف المقاتلين من أجل الحق وقد أكد ذلك هو بنفسه
    ولكنى أراك ترى الطيب صالح لا يأتيه الباصل من بين يديه ولا من خلفه ... وهناك اناس يمجدون النجوم الذين يحبونهم ولا يرضون أى شىء يقال عنهم ولو حقا
    ثم أن موقف الطيب صالح الذى حكاه عن نفسه فى عدم كتابته عن الأستاذ يسند ما ذكرته من حديثه مع منصور خالد ......وكيف تريدنى أن اثبت لك صحة الحديث الذى تم؟

    اما موقف الجمهوريين ففعلا هذا المقام لا يناسبه ولكنك أنت الذى أثرته ... وأنا لا مانع عندى من مناقشته فى أى مكان آخر .

    وعلى أى حال فإن هذا البوست أخذ أكثر من اللازم ونحن أنصفنا الرجل بما يكفى ولم نقل أنه مدان ...وفقط قلنا أن هذا قصاراه ...
    ولكنك تريد منا أن نمجّده ...
    شكرا
                  

11-08-2003, 04:48 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    Quote: الأخ الغجب
    سلام وتحية
    هل فى حدثى والأخوان ياسر وأبريش ما يفيد أننا نحمل الطيب صالج مسؤلية أكبر مما يستطيع ؟ لقد قلت لك بالحرف أن موقفه هذا هو قصاراه ولن أضعه فى مصاف المقاتلين من أجل الحق وقد أكد ذلك هو بنفسه
    ولكنى أراك ترى الطيب صالح لا يأتيه الباصل من بين يديه ولا من خلفه ... وهناك اناس يمجدون النجوم الذين يحبونهم ولا يرضون أى شىء يقال عنهم ولو حقا
    ثم أن موقف الطيب صالح الذى حكاه عن نفسه فى عدم كتابته عن الأستاذ يسند ما ذكرته من حديثه مع منصور خالد ......وكيف تريدنى أن اثبت لك صحة الحديث الذى تم؟


    كنت اتمني يا اخ خلف ان يكون ردي السابق عليك هو الرد الاخير
    ولكن يؤسفني ان اقول انك بدل ان تراجع نفسك فضلت ان تمضي
    في طريق المكابرة والوقوف مع النفس.ما ذكرته اعلاه ما هو الا
    مكابرة وحظ نفس وهو ليس من اخلاق الجمهوريين كما تعلم !
    كماانه ليس من الانصاف ان تحمل الاخويين الكريمين ياسر وابو الريش
    مسؤولية القوالة التي نقلتها عن الطيب صالح.فهما لم يصدر عنهما
    ما يدل علي تاييدك فيما ادعيته ،لذلك ما كان لك ان تظهرهما وكانهما
    معك فيما اغتبت به الرجل!
    تقول كيف اريد منك ان تثبت صحة ما نقلته عن الطيب صالح في حديثه
    الي منصور خالد.وانا اقول انه لا يجوز لك شرعا ان تثبت ما نقل
    اليك.لان الشهادة السماعية اي القوالة غير مقبولة في الاثبات قانونا
    ولا يقبل من صاحبها يمين، لانه ليس اصيلا فيما قد سمع .
    تقول انني امجد الطيب صالح كنجم ولا ارضي فيه و لو حقا.واقول ان ما
    قلته انت في حق الطيب صالح ليس حقا،انما هو قوالة،والقوالة
    يمكن ان تشكل جريمة اشانة سمعة!
    ثم تقول ان موقف الطيب صالح هو قصاراه ولم ترجي منه اكثر من
    ذلك.ولكنك يا اخي قد نسفت هذا الموقف نسفا بهذه القوالة،الا تري
    في اثباتك لهذا الموقف واصرارك علي نسب القوالة اليه، تناقضا !؟
    لم اكن ارضي لك ولنفسي ان اصل الي هذا المستوي من المماحكة
    ولكنك اضطررتني الي ذلك اضطرارا،والشي بالشي يذكر!
                  

11-08-2003, 05:45 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    الأخوين العزيزين، العجب وخلف الله عبــود (الترتيب حسب الحروف الأبجديـة)
    أرى أن الأخ خلف فنان تلوين وتشكيل مقتـدر، والأخ العجب أديب ولغـوى بارع، ولا شك عنـدى أن لهـم من الفـوائـد التى يمكن أن يقدمـوهــا لنـا ما هـو أكبـر بكثيــر من هـذا الذى يتناقشــون فيـه.. فالوطن يحتاج إلى وقتكـم هــذا، وإلى كفاءاتكـم هــذه، ليصل إلى ما يفيــده أكثــر.
    فهل يعقل أن نضيع أغلى وقتنا فيمـا لا فائـدة منـه!

    والســـلام
    محمــد عثمـان
                  

11-08-2003, 07:30 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    شكرا علي النصيحة اخي محمد عثمان
                  

11-09-2003, 00:23 AM

kh_abboud
<akh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: Agab Alfaya)

    الاخ الاستاذ ابو الريش
    شكرا على إقتراحك الحكيم وسوف ألتزم به ، خصوصا أن الاخ العجب صار يتهمنى بإشانة سمعة الأستاذ الكاتب الطيب صالح ومن سخرية القدر ، يحدثنى عن مفارقتى لأخلاق الجمهوريين ... وهو الذى يتهم الجمهوريين بتكليف غيرهم بماعجزوا هم أنفسهم على تحقيقه حسب فوله.... ماذا يعرف العجب عن أخلاق الجمهوريين ؟إذا كان يراهم مفرّطون فى قضيتهم وفى الأستاذ محمود محمد طه ؟ فهو قطعا لا يعرف لهم قدرا يجعله مقياسا ليزن به الناس ...

    أذا لم يفهم العجب أننى لم أقم بإدانة الطيب صالح وكنت فقط أقول أن موقفه هذا قصاراه ؟... فأن الحوار معه مضيعة للوقت.
    أكررالشكر للأستاذ أبوريش ومعذرة لهذه الكلمة الأخيرة الضرورية.
    مع تحياتى
                  

11-09-2003, 03:36 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة المقالة التي لم يكتبها الطيب صالح (Re: kh_abboud)

    الأخ خلف
    شــكرا على نيتك الإلتزام بإقتـراحى، وأرجو أن تتمكن عمليـا من ذلك كما فعل الأخ العجب..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de