الاخ هشام سلامات
يا عزيزي ,,, يبدو أن حديثي السابق لم يكن واضح بما فيه الكافية ,,, عندما قلت أن ( الأيمان بالله = الكفر بالله ) فأنا أقصد بذلك القوة الإيمانية , فقد أشرت لك في المقال السابق أنه لم يحدث - قط - على مر التاريخ , أن وجد شعب أو مجموعة لا تؤمن , فالإيمان سلوك فطري , يحاول الإنسان من خلاله أن يفهم سير الطبيعة من حوله , وكل الأمور التي يستعصي على العقل فهمها . ومن ناحية ثانية ( أنت شخصياً , تنفي وجود خالق ( لا أُحدد ) ’ لكنك في المقابل تؤمن بالعلم )وهذا يعني أن هذه الطاقة التي تمتلكها - الميتافيزيقية , أو الغريزية - للتفسير والوعي , وحب المعرفة , تُشكلها من خلال إيمانك بالتفسير العلمي الذي يعتمد على المادة ومدخلاتها ونتائجها فالإيمان هو طاقة نحاول أن نفهم ونفسر بها الظواهر التي لا نفهمها ,,, وقس على ذلك هناك من يعتقد أن الكوابيس من الشيطان , في حين أن هنالك تفسير آخر للأحلام , من خلال مدرسة التحليل النفسي ,,,, والشيء المضحك بالأمر ( أن الفكرتان يقبلهما العقل ) , ففي كل الأحوال هما تفسيرات لحوادث , لا يمكن أستيعابها بالعقل المجرد
فالمُؤمن مُوقن تمامًا بوجود الله. (وأنا في الأساس مُعترض على تسمية الإيمان بهذا الاسم لأنَّ الإيمان بهذا الفهم "اليقين" يتطلب معرفةً وإدراكًا ماديًا، وهو غير متوفر في حالة المؤمنين بوجود الإله) ولكن فلنناقش المصطلحات كما هي مُستخدمة. الآن؛ الإلحاد هو عكس الإيمان، فإذا كان الإيمان هو القناعة أو اليقين فالإلحاد هو عكس ذلك، وعكس اليقين والقناعة هو الشك، ففي حين أنَّ المُؤمن مُقتنع تمامًا بوجود الإله، فإنَّ المُلحد مُتشكك حول وجوده. وإذا كان من الممكن سؤال المُلحد عن أسباب تشككه في وجود إله، فمن باب أولى أن يُسأل المؤمن عن أسباب إيمانه، لأنَّ الطلب هنا على الإثبات، والإثبات يحتاج إلى دليل ودليل قوي ودامغ، في حين يكفي فقط مُجرَّد الإحساس القلبي للتشكيك. كيف؟
التعليق الثاني على مداخلتكم
من الواضح أن هنالك لبس بين الإيمان واليقين ,,, والمعلوم أن الأيمان درجة ,,, واليقين درجة أعلى من الأيمان بمعنى أنه ليس كل مؤمن يمتلك علم اليقين ( هو العلم الذي لا شك فيه ) , فعندما تخلط بين الإيمان واليقين , ذلك يجعل الأمور مُعقدة جداً ,,,, والملاحظة التي يمكن أن أقولها لك ( أنك ستجد من يؤمن بالخالق يقين العلم , لكن استحالة أن تجد من يؤمن بالعلم يقين العلم ) وذلك لسبب بسيط ,,, أن العلم قائم على نظريات ,,, يمكن أن يثبت فشلها عند أيتها لحظة ,,,, ولعل نظرية مركزية الأرض اليونانية ,,, أثبت خطئها بعد 20 قرناً ,,,, أليس الأمر يعدو للعجب
أما ما يُلاك عن نظرية الإنفجار العظيم ,,,, فهي نظرية يا عزيزي ,,, وغير موقنعة تمام الإقناع ,,,, بدليل أن العلماء يحاولون أثباتها ,,,, ولم يستطيعوا ,,,ولن يفعلوا أيضاً فالواقع هو أن الفجوة الأولى لا توجد لها إيجابة ( كيف حدث الإنفجار الأول من الأساس ؟؟؟ ) ,,, وبالله لا تقول لي صدفة ( بأي مفهوم من المفاهيم ) ,,,, فالحقيقة أن هذه النقطة تحديداً لا يُحلها إلا الإيمان فقط , سوى أن تؤمن بإن هنالك خالق ,, أو تؤمن بشيء آخر .
أما يتعلق بالدين ( سماوي ,, أو غيره ) فهذا موضوع آخر تماماً ,,, لا علاقة له بالخالق من قريب أو بعيد ,,, بمعنى أن تناقش الرسالة الإسلامية في ذاتها ,,, أو المسيحية ,,, ولك الحق في أن ترفض القرآن أو تقبله , أو الشريعة ايضاً ,,, فكل هذه الإحتمالات واردة ولعل الإسلام تحدث عن الحنفية ,,, وهي بإختصار : ( أن تؤمن بالله الواحد القهار , الخالق , الفرد , الصمد ) فقط ,,,
ختاماً :- عندما رفض الإله ,,, أي ( لا إله والحياة مادة ) ,,, وذلك لهدم الدين فقط ,,, كأساس للحياة الإجتماعية ,,, فقد هدم الدين من نواحي عدة ,,, لكن فكرة الخالق المجردة مازالت باقية ,,,, ولن تخبو ,,, فهذا العلم لن يستطيع البث في أسئلة كثيرة ,, تتعلق بالفضاء والإثير ... أما هنا في الأرض : ( فالعلم إلى هذه اللحظة ,,, لم يستطيع تفسير فكرة الموت الطبيعي ,,, وليس الموت السريري ) , أي الموت المتعلق بالإنسان السوي ,,, غير المريض ,, الذي نسمع عنه مثل ( أنه نام ,,, ولم يستيقظ )
ولك خالص تحياتي
|
|