|
Re: صفحات من كتاب الأنثى (Re: هشام آدم)
|
من (الجنس) إلى (النفس)..
لجنة دراسات اجتماعية معاصرة، قامت بتجربة، صورت فيها وجوه عينة من الأزواج. ثم قامت بتقطيع الصور (البورتريه) من النصف. وفي خطوة ثالثة، حاولت ايجاد نصف الوجه المناسب لكل وجه. وقد كشفت النتيجة أن النصفين الأكثر انسجاماً وتشابهاً في كثير من الحالات، كانا لنفس الزوجين في الحقيقة. واستنتج منه، أن الأزواج الذين يعيشون سوية مدة طويلة، تتكون لهما كثير من الملامح والخصائص المشتركة في الوجه والسلوك مع مرور الوقت، أو في طرائق التفكير والشعور. ويمكن تأكيد ذلك بالملاحظة الاجتماعية المباشرة. فيمكن تخمين أن فلان هو زوج فلانة أو قريبها، أو بالعكس، من مراقبة الشكل الخارجي أو بعض مظاهر السلوك والحديث (الشكل مرآة النفس). وهي نفس الملاحظات التي يمكن رصدها بين الأخوة والأخوات في العائلة. هذا الاكتشاف المتأخر، يفسّر أحد مظاهر المنطق الاجتماعي القديمة، إذ يجري تداول ألفاظ (الأخ والأخت) بين الزوجين، كما في العراق القديم، أو بعض أطراف مصر حتى هذا اليوم.
فالرجل يعتزّ بزوجته يقول لها: يا أمي ويا أختي، كناية عن الاعتزاز وليس المعنى الحرفي. والمرأة تدعو زوجها وأبناءها بصفات الأم أو الحبيبة. ومنه.. في قصة ابراهيم وسارة ، [أنا أعرف أنك امرأة جميلة. فما أن يراك المصريون حتى يقولوا هذه هي زوجته فيقتلوني ويستحيونك. لذلك قولي أنك أختي، فيحسنوا معاملتي من أجلك، وتنجو حياتي بفضلك.]- عق/ (تك 11:12-13)، كذلك [قد جئت إلى جنّتي يا أختي، يا عروسي.]/ (نش 1:5). وتدعو الزوجة زوجها مثل أخيها، [ليتك كنت أخي الذي رضع ثدي أمي، حتى إذا التقيتك في الخارج أقّبّلك وليس من يلومني! ثم أقودك وأدخلك بيت أمي التي تعلمني الحبّ، فاقدّم لك خمرة ممزوجة من سلاف رمّاني.]- عق/ (نش 1:8-2). - فالعلاقة الحقيقية هي إشباع نفسي وروحي وليس مادي فقط-. ولا أجمل من أن يكون الرجل لزوجته أباً وأخاً واختاً. أي تتلاشى بينهما الفوارق المادية والجسدية ويصبحان روحاً واحدة أو روحين في جسد، كما يقول العشاق، يتحد الرجل والمرأة بالجسد أو يكونان جسداً واحداً.. [لهذا، فأنّ الرجل يترك أباه وأمه ويلتصق بإمرأته، ويصيران جسداً واحداً.] - عق/ (تك 24:2). ويرى الأب سهيل قاشا، أن صيغ الخطاب المزدوج هذه، من الإرث الرافديني القديم*. ولها دلالة واضحة على المكانة التي حظيت بها المرأة في المجتمع، المكانة المتبادلة للذكر والأنثى في المجتمع الانساني، والتي تتفوق فيها العلاقة النفسية على الفوارق الجنسية، أو تكاملها بالأحرى، وهو ما يذهب إليه هادي العلوي لدى الساميين عموماً. قبل أن تبدأ النظرة إلى المرأة بالتراجع والتردي بالتدريج حتى تبلغ درجات مشينة في مجتمعات معينة.
*
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
صفحات من كتاب الأنثى | هشام آدم | 06-08-09, 11:49 AM |
Re: صفحات من كتاب الأنثى | هشام آدم | 06-08-09, 12:07 PM |
Re: صفحات من كتاب الأنثى | هشام آدم | 06-08-09, 01:19 PM |
Re: صفحات من كتاب الأنثى | هشام آدم | 06-08-09, 01:40 PM |
Re: صفحات من كتاب الأنثى | هشام آدم | 06-08-09, 07:42 PM |
Re: صفحات من كتاب الأنثى | هشام آدم | 06-09-09, 08:05 AM |
Re: صفحات من كتاب الأنثى | هشام آدم | 06-09-09, 08:08 AM |
Re: صفحات من كتاب الأنثى | هشام آدم | 06-09-09, 10:36 AM |
Re: صفحات من كتاب الأنثى | هشام آدم | 06-09-09, 10:48 AM |
Re: صفحات من كتاب الأنثى | هشام آدم | 06-09-09, 11:35 AM |
|
|
|