|
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية (Re: هشام آدم)
|
___________________________
الموضوع : قراءة نقدية لقصة "13 شهراً من إشراق الشمس" الكاتب: جبريل سبعي "ناقد عربي"
شكرا لصاحبة هذا النص الممتع. يقول نقاد القصة في كل نص قصصي لابد من سيادة عنصر، وأجد في هذا النص سيادة العنصر الروحي .. كأني بالقاصة تشتغل بإخلاص تام على معاني الألفة والتقارب والود ما بين الروحين. وكانت هناك جذور تغذي هذه المعاني لتزهر وتثمر تلك الجذور هي :
1 - توافق في العمل فكيدانا يصلح أجهزة الحاسب وكذا رانيا ، والذي منعه من إصلاح كمبيوتر الفتاة التي طلبت مساعدته هو أن الوقت صباحاً ولم يكمل نومه بعد .
2 - توافق في الزي والشكل : هي تقول : " ظننته سودانياً عندما رأيته " وهو يقول : " إن لنا نفس الملامح، لذا نشعر بالألفة، على فكرة إنك ترتدين زيّاً قريباً لازيائنا " وهي تقول أيضا : " كنتُ وقتها أرتدي عباءة ببنطلونها مصنوع قماشها يدوياً عن طريق النول، بيضاء بها خيط بني وعلى أطرافها ثلاثة أشرطة من خيط أحمر. كان فعلاً يشبه زي (الحبش) ...... " " ارتدائي لتلك العباءة ربما جذبه إلي وإلى الحديث معي؛ لأنه وجد شيئاً مشابه لما في بلاده، ونحن دوماً في الغربة نحنُ كثيراً إلى أي شيء من بلدنا، أشخاص، لغة، معالم، أشياء لها نفس الملامح، ويكون إحساسنا بها مختلفاً عنه ونحن في أحضان الوطن " ومما غذى تلك الألفة أيضا
3 - ذكريات سارة :
" وأحب (الحبش) جداً منذ صغري فقد كنّا نجاور مكتب (للحبش) والحبش لفظ نطلقه على كل من الإثيوبيين والإرتريين النازحين والمقيمين في السودان أو حتى الزائرين. عندما كنتُ صغيرة كان المكتب - وهو عبارة عن منزل كامل- يقيم نشاطات ثقافية واجتماعية، أمامه ميدان خالٍ يستخدمه الشباب في لعب كرة القدم، وفي بعض زواياه، توجد حدائق صغيرة أمام بعض البيوت، مسوّرة بسلك شائك بعضها بالقنا والحصير، في هذا الميدان يقيمون احتفالاتهم، ينصبون خيمة كبيرة، بداخلها مسرحاً يعلو على مستوى الأرض، وكراسي كثيرة. كان يعجبني، ويعجبني حتى الآن رقصهم وطريقتهم المتطرفة في الانتفاض، كنتُ أظل أحدِّق في الراقصين على المسرح فاغرة الفم ويدي ممتلئة بالفشار الذي يوزعونه علينا، والبياض يجمِّل ملابس نسائهم. لم نكن نفهم شيئاً مما يقولون أو بما يتغنون؛ لأنهم حينها يتحدثون الأمهرية ويتغنون بها، ولكنّا كنا ننبهر باللحن والموسيقى والرقص ووالروح والمناخ الذي يسود ذلك اليوم. باحتفالاتهم كانوا يشيعون حيوية في الحي، وفي سكانه وأطفاله - نحن وابتهاجنا بها؛ لأننا نجد فيها فرصة للشقاوة واللعب باستخدام الخيمة في انسحابنا تحتها إلى داخلها أو العكس وضربنا لبعضنا بعضاً من خلالها، والتقاتل على الكراسي كلٌ يريد أن يستحوذ على الكرسي، بفوضى وصخب وضجيج، نجد فيها فرصة للانفلات من رقابة الكبار والتعبير عن طفولتنا بحرية ودون قيود.. "
4 - التفاهم اللغوي :
" فكما قال لي: إنه يعاني لأنه لا يستطيع التواصل مع الآخرين بسهولة دون شرح وتوصيف. وجد فيّ شخصاً يفهمه ووجدت فيه نافذة أرى من خلالها إثيوبيا " وبشأن الإنجليزية تقول رانيا : " إذا بدأ جملة لا أحتاج إلى أن يكملها، وإذا أخطأت في كلمة لا يحتاج أن أصحَّحها ولا أشعر بأي حرج "
5 - قبول جماليات الآخر : " طلب مني أن أرافقه كي يشتري بعض أشرطة كاسيت لموسيقى وأغان سودانية، ذهبنا إلى استديو العديل والزين واخترت له أشرطة لكبار المغنيين السودانيين إضافة إلى حافظ عبد الرحمن عازف الفلوت، كاسيت الأيام الخالدة "
6 - تقارب الأصول : تقول رنيا : " امي حبشية .. "
7 - وحدة مصدر الاغتذاء : - إننا نشرب ذات الماء. - نعم.. وبهذا نحن إخوة. أجبته، فنهر النيل الأزرق الذي يخترق مدينتي مدني ينبع من بحيرة تانا في إثيوبيا، وهذا ما جعلنا إخوة في الرضاعة من نفس المصدر
8 - الألفة المكانية : يقول كيدانا : " أشعر الآن وكأنني في وطني..! " وإذن بالإجمال فالتوافق في العمل ، والزي ، والشكل ، وتقارب اللغة ، والأصول ، وكذا توفر الذكريات السارة ، والشعور بالراحة تجاه المكان والجماليات كل ذلك كانت جذور تغذي الشعور بالود ، والتقارب ، والألفة ، وتجعل السيادة للعنصر الروحي الذي بدا فيه نكهة إنسانية مختلفة . والشيء الجميل الذي يحسب للقاصة هو أنها وظفت الزمان ممثلا في الحاضر بظروفه ، والماضي بذكرياته ، واللغة بعربيتها وإنجليزيتها ... والجنس والمكان والفن والحضارة بسودانيتها وحبشيتها ، من أجل صناعة العلاقة الحميمة ، ومن ثم الإيحاء بتقارب الروحين الفريدين المنسجمين .
المصدر : نفس المصدر السابق
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-19-07, 02:24 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-19-07, 03:32 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-19-07, 05:19 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-19-07, 05:31 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-19-07, 07:34 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 09:03 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 10:55 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 11:05 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 11:10 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 11:43 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 11:50 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-20-07, 12:09 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-23-07, 10:17 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-23-07, 10:51 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-23-07, 10:59 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-23-07, 11:06 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-23-07, 01:09 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 08:56 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 09:01 AM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 05:15 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 05:33 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 05:43 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 05:52 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 06:40 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 06:46 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 06:52 PM |
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية | هشام آدم | 06-24-07, 07:05 PM |
|
|
|