رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 01:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-16-2006, 12:02 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 (Re: هشام آدم)

    _____________
    الرسالة العشرون (الأخيرة) :


    تحية خالصة لوجهه تعالى .. وبعد ،،،


    أبعث إليكِ برسالتي الأخيرة فربما لن أكتب إليكِ ثانية .. أفضّل أن أخبو كنار الشتاء المهجورة على مدافئ البيوت الخشبية .. التي لا يُسمع منها إلا طقطقة الخشب المحروق ، بينما أهلها ينامون في العِلّية. أفضّل السكوت على الكلام الجارح والمجروح .. والهمس على الصراخ في شارعٍ يعج بالصمّ .. أفضّل أن أموت مقتولاً عن أن أعيش قاتلاً مرتزقاً .. أن أعيش وحيداً عن أن تلتف حولي الأقنعة الزيف.



    بدأت يا حبيبتي أكفر بأصابعي وأنا أطيل النظر إليها وإلى مفاصلها المشروخة بالتجاعيد .. ونهايتها التي لم تزل محتفظة بلون حناء قديمة منذ زواج أختي الأخير. أكفر بها لأنها تخون العبارة كلما أمسكت قلماً له صهيل الحبر الجاف. بينما يؤمن البعض أن جرّة أقلامهم - كالعطس – أسهل ما يكون.



    أكتب إليكِ ولي منك ضحكات مارسناها ليلاً .. وأغنيات .. وأحاديث لا تنتهي .. عنّا وعن الناس والأشياء .. وكوميديا خيالاتنا التي لا يزال يرن صداها داخلي كلما أرهفت سمعي إلى صورتك المعلّقة فوق سريري الذي أنام عليه. أطوي كل ذلك وأضعه بعناية في حقيبتي وأغادر.



    أكتب إليكِ وأعلم أنه لا يقرأني أحد غيركِ .. وأتذكر تلك اللحظة الخجولة التي سمعت فيها صوتك لأول مرة .. وأنفاسك الخائفة .. وأنت تتلعثمين وترهقين قاموس اللغة بحثاً عن جملة مفيدة. وصوتي المخدوش بالذكريات المتعفّنة .. لون بشرتي الداكنة الذي يشابه تاريخ أوجاعنا القديمة. لم أسألك عن تاريخك لأنّ ما يخصني هو أنتِ عندما نبتِ على صحرائي كنخلةٍ ضد الجوع وضد العطش وضد الأشف وطقس الصحراء المتبلّد الأحاسيس.



    آآآآآه يا حبيبتي .. كم أحب أن أفضي إليك!!



    عرفت أنّك قرأت المقال الذي نشَرته الصحفية في المجلة الشهرية (العدد الأخير) .. ألم أقل لكِ يا حبيبتي أنها تتخذ من الجبال بيوتاً !! تتكلم عن الدين رغم أنها لا تكاد تحفظ سورتين على بعضهما ، وتتكلم عن الأدب واللغة بينما لا تكاد تفرّق بين التمييز والمفعول المطلق وليس لها نصيب من القراءة إلا الروايات المترجمة ، وتتكلم عن السياسة وذخيرتها ما تقرأه في الصحف اليومية كل صباح !! وهل أضاع الصحافة إلاّ أمثال هؤلاء يا حبيبتي !! أقول الحقيقة؟ لقد أصبحت أتحاشى عامودها الثابت حتى لا أصاب بالغثيان. الصحفيون الذين يظنون أنهم يمسكون بقرون الحقيقة والحكمة ، المؤمنون بأنهم قادرون على فعل ما لا تفعله عفاريت سليمان!!



    بالأمس .. بينما كنت أستعد لمغادرة مكتبي اتصلت بي أختي التي تكبرني بعامين (أم حازم) .. كانت تحمل لي أخباراً ظنّت بأنها سارة .. أخبرتني بأنها وجدت لي عروساً ( لُقطة ) بدأت تصفها لي وتحكي لي عنها : حلبية – طويلة - خريجة كلية الطب – جميلة – وست بيت ممتازة !! ، وأنا لا ألوي على شيء مكتفياً بوضع ابتسامة على شفتي ، وبعض الهمهمات التي تعني المتابعة. وبعد أن انتهت قلت لها في برود : (أنا عايز أكمّل قرايتي) !!! لها الله هذه الأخت الشفوق. تقول أنها تريد أن تطمئن عليّ لا سيما بعد أن عرفت خبر زواج صديقي من حبشية !! ما تزال أمي كذلك تكرر دعواتها لي ببنت الحلال بمناسبة وبدون مناسبة ، ووالدي أخبرني مؤخراً بأن فكرته الأساسية من الرحيل كانت رغبته في الحصول على منزل يتسع للمناسبات (السارة) سيما بعد أن ضاق بيتنا بالمدعوين في حفل زفاف أختي الصغرى.



    وأنا يا حبيبتي .. لا أريد شيئاً غير أن أنام محتضناً صورتك بالشيرت الأسود وتلك الابتسامة التي تجرح كآبتي بالألوان الفرائحية. غرباً حيث تطير أفئدة الناس أطير ، وحيث لا شيء سوى الأذان وأصوات المصلين ونحنحات الأطفال المشاغبين وأصوات حويصلات الحمامات المسالمة ، وأنتِ .. أبيعك قلبي بقبلتين وإردب ذكريات.



    أكتب إليك رسالتي الأخيرة يا حبيبتي .. وأعلم أنني لن أكفّ عن الكتابة عنك .. ورؤيتك في المنام .. وتلاوتك في صلواتي الليلية .. وأن أذكركِ لصديقي السكّير. أغادر علناً حرفة الكتابة على السطر لأكتفي بأن أكتب بين سطرين بقلم مغاير اللون.



    خلف ورقة الكالندر وجدت بيت شعر قديم (وكأنني أسمعه لأول مرة) :
    عين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ * * * وعين السخط تبدي المساوئ

    عندها بدأت تتبدى لي الكثير من المواقف بشروحاتها ، لأجد تفسيراً لما لم أكن أجده له تفسيراً منطقياً .. عرفت لماذا تتغاضى الأمهات عن شيطنة أبنائهن ، بينما يجاهرن بكراهيتهن للأطفال (الشواطين) ، عرفت لماذا عندما يعطس البعض نضع مناديل الورق على أنوفنا ، بينما نسارع لتشميت البعض الآخر عندما يعطسون ، فهمت سرِ تصفيقنا للخطب العصماء من بعضهم ، بينما تشعرنا ذات الخطب بالملل والضجر عندما نسمعها من آخرين ، عرفت لماذا تراني تلك السيدة المتذاكية بوجهين رغم أن الذين حولها Multi-faces وهذا يفسّر لي سر تفضيل صديقتك للمنزل الجديد رغم أنه رديء التهوية كسابقه. فسّر لي كيف أن الكلام يكون بذيئاً من فم أحدهم في حين يكون نفس الكلام قطعة أدبية تدعو للإعجاب من آخر!!! إنها عنصرية (عين الرضا) وعلى هذا فقيسي .... !!



    آآآآآه يا حبيبة .. ما يحمله الصدر لا يحتمله اللسان. كم تمنيت أن لو استطعت أن أقتلع قلبي بيدي .. إذاً لنزعت منه تلك النكتة الملعونة التي توخز .. لا تخافي عليّ يا حبيبة فأنا كل يوم أتعوّذ من الجهل بالقراءة .. ولي من الذي لا يملكه الآخرون ما يكفيني لكي أكون ..



    ضحكت من كل قلبي عندما - في إحدى ليالي الشرقية الرطبة – شاهدت على قناة Dream 2 لقاءاً مع الدكتورة منى نوال فتحي .. عندما سألتها المذيعة الرقيقة عند فهمها في إضافة اسم والدتها فقالت: أنا فقط حاولت أن أعدّل المعوج ، لأننا جئنا من أم وأب فلماذا يذكر اسم الأب فقط!!! وتذكرت على الفور مقولة الشاعر :

    ليس الفتى من قال أبي * * * إنّ الفتى من قال هاأنا ذا

    ما أضحكني هو ثقتها بأنها كأنشتاين وأديسون وغاليليو وابن رشد وأولئك العظمى الذين (قلبوا) الواقع ، وغيّروا مجرى التاريخ. ماذا يهم إذا كان اسم أبي أو أمي أو كلاهما يتبع اسمي إذا كان اسمي نفسه لا شيء !!!! إنها حمى الأنثوية البغيضة الغارقة في بحر العسل ، ألم أقل بأنّ هنالك نساء يكرهن حتى رائحة الذكورة؟ يسميها أحدهم (دكتاتورية البوليتاريا الجندرية) ما علينا طالما أن الأمور تسير وفق ما شاءت الطبيعة.



    منذ أكثر من أسبوع وأنا أشتكي صداعاً يأتيني في مواعيد مختلفة ، ولا يزول إلا بعد أن يقضي مدّته التي يحددها هو .. أظنّ أنه من قلّة النوم أو المكوث لساعات أمام شاشة الكمبيوتر ،سأذهب اليوم إلى الطبيب ، رغم أني أكره الأطباء ورائحة المستشفيات علّ وعسى. فلا تقلقي ..



    أعذريني يا حبيبتي لأنني قررت التوقف عن مراسلتك .. ولكنها حتمية لا بد منها فلكل بداية نهاية ، ولا أحب أن أنتهي كهذا فجأة .. كوني بخير فهذا هو جلّ أملي



    مخلصكِ إلى الأبد
    هشام آدم محمد
    الثلاثاء 16 مايو 2006م

    (عدل بواسطة هشام آدم on 05-16-2006, 12:15 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-13-06, 10:36 AM
  Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-13-06, 11:23 AM
    Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-13-06, 04:23 PM
      Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-14-06, 11:57 AM
        Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-14-06, 05:25 PM
          Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 Rasha Hatim05-14-06, 05:37 PM
            Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-15-06, 11:02 AM
              Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-15-06, 01:59 PM
                Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-15-06, 04:33 PM
                  Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-16-06, 12:02 PM
                    Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-16-06, 03:34 PM
                      Re: رسائل (تفتح بمعرفتها فقط) – 2 هشام آدم05-17-06, 02:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de