الفلسفة - 2

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 06:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-11-2006, 02:17 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)

    ____________

    Quote: ايوه كده سيبك من الشغلانيات ديك وركز هنا انا والله بقطع فى نفسى عشان اخليهو حى


    معتز تروتسكى

    You are right friend
    thanks for your efforts
                  

06-11-2006, 02:21 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    ______________

    من مواقع التشاؤم


    الآن صار بوسعنا الرجوع إلى المسألة المطروحة : ما هي التوجهات الحياتية التي تطرحها المثالية والمادية؟ ما هي الطريق التي ينصحنا باتباعه كل من المثالي والمادي؟



    سبق أن تكلمت أنه قد يتم الخلط بين (المادي) وبين (وضيع) أو محب للمال أو المستسلم لنزوات الجسد. وهذا الخطأ الذي يقع فيه الوعي العادي هو ما يستخدمه المثاليون. فهم يردون المادية إلى لون واحد منها ألا وهو المادية الميكانيكية (كما وضحت سابقاً) ، فيبينون أن الفيلسوف الميكانيكي يرسم للعالم لوحة متشائمة سوداوية : الإنسان لعبة طيّعة بيد قوى الطبيعة ، ومجرد شيء بين الأشياء. فحرية الإرادة والفاعلية والنضال لتحوير العالم تتبدى أموراً وهمية من هذا المفهوم المغلوط للمادية. ولذا فإن الشيء الوحيد الذي يمكن للإنسان فعله هو انصرافه عن العالم وتناسي احتياجات شعبه ومتطلبات البشرية في الملذات. ولكننا نرى أن مثل هذه الاستنتاجات من المادية الميكانيكية لا تصح إلا بسبب عدم اتساقها ، بسبب انحرافها عن المادية الواحدية لصالح المثالية. إذاً فما هي القيم الحياتية التي تقترحها المثالية؟



    إن المثالية هي الأخرى لا ترى للإنسان سبيلاً لتجسيد مواهبه في العالم. إن إحساس المثالي بالعالم متشائم بطبيعته. ففي العالم يسود الموت والعذاب والوحدة ، وليس فيه حرية أو حق أو إبداع أو حب أو سعادة تليق بالإنسان. ولكن بالإمكان – كما يقول المثاليون – أن نجعل وجودنا في العالم محتملاً على الأقل بدون تغيير شيء فيه. كيف؟ بافتراض وجود عالم آخر وراء عالمنا الفاني ، عالم غير مرئي ، عالم حق أصيل ، تربطنا به عرى وثيقة ، وبوسعنا الاتصال به ، وسريعاً سننتقل إليه إلى الأبد. وإذا كان بالإمكان نعت مثل هذه الفلسفة بالتفاؤل فإنه تفاؤل زائف ووهمي.



    وفي الفلسفة المعاصرة بالغرب تتبدى نغمة التشاؤم صريحة وعالية : إن حياتنا كلها مطعمة بتناقضات مأساوية مستعصية ، فما حياتنا إلا وجود من أجل الموت ، والحياة البشرية عقيمة وعبثية. وحتى محاولات بعض الفلاسفة وبينهم سارتر استخلاص نتائج ثورية من مثل هذا الفهم للوجود البشري لم تؤد إلاّ إلى استنتاجات فوضوية فردية مبهمة. فتحويل العالم من هذه الزاوية يجب ألا يتم على أساس معرفة قوانين الواقع الموضوعية ، إنما برغم من الواقع العبثي. ولذا فإنه لا النظرية المتعمقة ولا الانضباط الصارم ولا التنظيم الجماعي بلازمة في مثل هذه الثورة. وكما يقول سارتر في إحدى رواياته (إن الجحيم هم الآخرون) ، ولذلك نجد أن لينيه يقول اللاثورة يوكلون الدفاع عن حقوقهم للنقابات والأحزاب لذلك فهو ليسوا أحرار. إذاً فينبغي وقبل كل شيء تعلميهم القدرة على التعبير عن الذات ، على الفرادة، على عدم التحول إلى مجرد جزء من هذا العالم المادي. ومن هذه الزاوية فإن الإضراب والنضال من أجل الحقوق وتحسين الوضع المادي والحرية والديمقراطية لا تعني إلا الخضوع لقوة الأشياء أي لقوة العالم المادي.



    ومن الطبيعي أنه عند تجاهل أشكال النضال المستندة إلى المعرفة بالقوانين الموضوعية للمجتمع. وهكذا تتبدى حقيقة ذلك النزوع إلى المثل السامية. الذي يعتبره أنصار المثالية سمة مميزة لهم. فهو ينقلب تشاؤماً عقيماً وفردية متطرفة وعجزاً عن القيام بالأفعال الواقعية وانصرافاً إلى الثرثرة الفارغة.



    وتقود المثالية إلى نزع الثقة بالإنسان وقواه وقدرته على أن يختار بنفسه طريقه في الحياة. وكمثال على ذلك تأتي فلسفة كانط الأخلاقية العملية. حيث يذهب كانط إلى أن على الإنسان أن يلبي نداء الواجب بوصفه قانوناً صارماً ، وأن يخضع لإملاء الضمير ، حتى ولو كان ذلك يتعارض مع مصالحه المادية ، كالترقي في المنصب أو عقد صفقة مربحة وغيرها. فليس للإنسان أن يتوقع لمكافأة على أعمال وتصرفاته الأخلاقية الرفيعة. وقد يتراءى للمرء أنه أمام نموذج من إيمان المثالية الفلسفية بالمثل النبيلة ! ولكن كانط لا يتوقف عن ذلك فقط ، فهو يرى أنه إذا لم يكن للإنسان أن يتوقع في عالمنا هذا جزاء على تصرفاته ، فإنه في العالم الآخر يحق لكل إنسان أخلاقي أن ينتظر الثواب على السلوك القديم والعقاب لمن لم يصغ إلى صوت الضمير. وعلى هذا النحو يفترض كانط في نهاية المطاف أن الإنسان لا يمكن أن يتصرف على نحو أخلاقي إذا ترك لوحده بدون (مراقبة) من السماء.



    فكيف تنظر المادية المتسقة ، الواحدية إلى آفاق تغيير وتحسين العالم المحيط بنا؟ وكيف تقيم نزوع الإنسان نحو المثل الرفيعة؟



    <<<

    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-11-2006, 02:23 PM)

                  

06-11-2006, 02:26 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    _____________

    أساس التفاؤل

    يقول كارل ماركس إنني أسخر من الأشخاص العمليين ومن حكمتهم ، إذا أردت أن تكون خنزيراً فإنه يمكنك ذلك بأن تدير ظهرك لآلام البشرية وأن تهتم بنفسك فقط. ومن خلال هذا الكلام الساخر الحاد فإنه ماركس يريد أن يوصل رسالة مفادها أن الفرق بين المادي والمثالي أن المادي لا يعوّل على قوى غيبية تقوده على درب الفضيلة بأسلوب العصا والجزرة. فالمادي الأصيل – حسب رأي ماركس – يؤمن بالإنسان وبقواه الذاتية وبقدراته الشخصية. إن خصوصيات هذا الإحساس التفاؤلي بالعالم لدى المادي المتسق تنبع مباشرة من فهمه للعالم وللإنسان.



    إن العالم المادي واحد في تنوعه ، لا متناهٍ في المكان والزمان. ولكن على المادي أن يبين أيضاً ما هي المكانة التي يشغلها الإنسان في العالم ، وكيف ظهر الوعي. ولتأسيس مثل هذه النظرة إلى العالم ، بدون الاستعانة بالصانع الكبير ، ينبغي الاعتراف بأنه في صلب المادة (الطبيعة) نفسها ، لا خارجها تقوم قوى تستدعي كل التنوع القائم. كافة ظواهر الطبيعة الحية وغير الحية. والإنسان في نهاية المطاف بعقله وإحساسه.



    وقد مضى على البشرية حين من الدهر كانت فيه المعارف عن الطبيعة والإنسان لا تزال جد شحيحة ، ولذا جاء حل المسألة بسيطاً للغاية: وهي أن الوعي أو النفس لا تنشأ عن المادة غير الحية ، فالنفس ملازمة لكافة ظواهر الطبيعة وتحضر دوماً في الطبيعة. وهي موجودة حتى في الأحجار، ولكنها غافية هنا. وتبدأ تدريجياً بالصحو لدى الأشجار ومن ثم الحيوانات وتفتح عينيها أخيراً مع ظهور الإنسان. وقد عرفت هذه الآراء بمذهب حيوية المادة أو (الهيلوزوية)*. إن مثل هذا الحل بسيط جداً ولكنه بعيد عن الحقيقة ولهذا فإن المادية المعاصرة لا تقبل بهذه الرؤية.



    فلننظر للمسألة من زاوية أخرى. ولنتأمل القضية التالية: ما هي الحياة؟ إذا هبت رياح قوية مستمرة على صخرة ، أو انهالت عليها السيول ، فإنها تتخرب تدريجياً ويتغير شكلها. ولكنها تبقى في مكانها السابق. أما الكائن الحي (حتى أدنى الحشرات مرتبة) فإنه يسعى لإيجاد مكان آمن يحتمي فيه من الظروف الجوية السيئة. وهذا يعني أن الكائن الحي يتميز عن الطبيعة غير الحية بأنه يحافظ دوماً على التوازن مع الوسط المحيط. ويستجيب دوماً لتغيرات ظروف وجوده دفعاً للخطر وطالباً للغذاء وأملاً في الحفاظ على النسل.



    ولكن الكائنات الحية كلها – ما عدا الإنسان – محدودة القدرة على رد الفعل تجاه متغيرات الوسط المحيط. والإنسان يعيش في ظروف بالغة التعقيد والتنوع. ويتواجد دوماً في حالات وأوضاع متباينة. فالكائن الحي الذي يقطن اليابسة يهلك إذا غمرته المياه ، أما الإنسان فبوسعه استخدام ثوب الغوص المزوّد بأنبوب الأكسجين. والحيوانات التي تعيش في المناطق الاستوائية لا تستطيع أن تعيش في القطب الشمالي حتى ولو لوقت قصير ، أما الإنسان - حتى إذا لم يصادف وجوده هناك من قبل – فبوسعه إعداد نفسه جيداً للعيش في ظروف قاسية كتلك. والسؤال هنا: فلماذا يملك الإنسان غير المحمي بصورة جيدة وغير المزوّد بجلد وفرو دافئ أو مخلب وأسنان حادة مثل هذه الأفضليات تجاه الحويانات؟



    إن هذه الأفضليات تأتي من قدرة الإنسان على تحليل الموقف ، وتعميم ما يره والتنبؤ بالمستقبل. فمن المعروف أنه حتى أسوأ المهندسين يتميز عن أحسن النحلات بأنه يبني بيته في دماغه أولاً. ولكن هذه الوظائف كلها إنما يقوم بها الوعي البشري. وعليه فإن الوعي يظهر نتيجة تعقّد ظروف حياة الكائنات الحية ، ويأتي حصيلة تطور المادة الحية. ويشكل خير وسيلة للتوجه في الوسط المحيط. فإن علوم الانثروبولوجيا والسيكولوجيا والبيولوجيا والسيكوفيزيولوجيا تبرهن قطعاً على ذلك. ومن هنا يمكننا الوصول إلى النتيجة التالية:



    أولاً : بما أن الوعي يظهر بهدف توجه الإنسان في العالم ، فإنه يزودنا بمعلومات صحيحة عما حولنا ، وإلا لكان ضاراً للإنسان أو غير مجدٍ له.

    ثانياً : إن الوعي يظهر لدى الإنسان بسبب الضرورة العملية مما يعني أنه أداه لحل مهام بالغة الحيوية بالنسبة للبشر. ولذا فإن الإنسان لا يستطيع فقط تكوين تصور صحيح عن الواقع ، بل ويتمكن من استخدام المعارف المحصلة لتحسين ظروف حياته.



    وفي ضوء هذا كله يتضح سر التفاؤل الملازم للنظرة المادية فبرغم تنوع العالم المحيط وبرغم كون الإنسان لا يزال بعيداً عن كلية الجبروت ، فإن وضعه في العالم ليس مأساوياً . إذ بوسعه معرفة العالم وإن كان ذلك لا يتم دفعة واحدة . وبوسعه استخدام هذه المعرفة بما يلائم مصالحه. إن العالم ميدان لا متناهٍ لنشاط الإنسان لتعزيز قدراته. وليس ثمة قوة غيبية هي التي وهبته ذلك. فارتباطه العضوي العميق بالطبيعة وبالناس والآخرين هو الأساس الموضوعي لمثل هذا التفاؤل.


    __________

    * الهيلوزية هي مذهب حيوية المادة وهو مذهب يقول أن الحياة والقدرة على الإحساس ملازمتان لجميع الأشياء في الطبيعة.

    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-11-2006, 02:39 PM)

                  

06-11-2006, 02:46 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    _________________

    هاملت أم فاوست؟

    في ضوء ما تقدم ، يتضح أن مسألة إمكانية معرفة العالم تشكل إحدى أهم موضوعات الجدل بين الماديين والمثاليين. ويمكن القول أن صياغة المسألة الفلسفية الأساسية ستكون غير دقيقة إذا لم تكتمل بمسألة إمكانية معرفة العالم. ولذا فإنه يتوجب علينا تدقيق صياغة المسألة الفلسفية الأساسية.



    إن للمسألة الفلسفة الأساسية جانبين أو منحيين ، أولاً: الجانب الانطولوجي[2] : ما الذي يظهر أولاً الوعي أم الوجود؟ والجانب الثاني معرفي: هل بوسع الإنسان معرفة العالم؟ ومما سبق عرفنا أن المادي المتسق إذ يسعى لتفسير عملية ظهور الوعي من الطبيعة إنما يجيب في الوقت ذاته على مسألة إمكانية معرفة الإنسان للعالم المحيط به. فنحن نفسر فقط كيف يجري ظهور الحياة ومن ثم ظهور أرفع إنجازاتها (الإنسان) . فإننا نجسي في آنٍ معاً على مسألة لماذا ظهرت الحياة والوعي. فحين ندرك أن المعرفة الصحيحة للعالم شرط ضروري لوجود الإنسان ، فإننا نخلص إلى الاستنتاج بأن بوسع الإنسان معرفة العالم المحيط. وحين نجيب على مسألة أولوية المادة فإننا نحصل في الوقت نفسه على إمكانية الرد إيجابياً على السؤال الخاص بمعرفة العالم. وعليه ، فإن العلاقة بين هاتين المسألتين هي من الوثاقة بحيث يحق لنا الجمع بينهما وتسميتهما جزأين عضويين من المسألة الفلسفية الأساسية.


    ولكن ليس من الضروري أن تكون العلاقة بين جانبي المسألة الفلسفية الأساسية جلية للعيان دوماً. فالمثاليون يعملون أحياناً لتعمية هذه المسألة البسيطة ولتعقيدها. فلماذا يفعلون ذلك؟ وكيف؟ إن تعطش الإنسان للمعرفة جانب من روحه. كما يقول المثاليون. وقد تجسد هذا في شخصية من أشهر شخصيات الأدب العالمي (د. فاوست) أما الجانب الآخر من الروح فتشكله أسئلة (هاملت) اللعينة حول وجود الإنسان: من أنا؟ وإلى أين أسير؟ وهل استسلم لضربات القدر أم أعارك المصير؟


    وأين يجب أن يكون الفيلسوف هل يكون فاوست الذي يعنى فقط بإمكانيات الإنسان المعرفية ، أم هاملت الذي يتأمل في مكانة الإنسان في العالم؟ تعباً لغلبة أحد الجانبين في روح الإنسان – الجانب الهاملتي أو الفوستي يحدد الفيلسوف مسألته الأساسية في رأي هؤلاء.


    وثمة فلاسفة معاصرون يرون أن هناك مسألتين مستقلتين تماماً ، لا مسألة واحدة. فيذهب أنصار الفلسفة الوضعية مثلاً إلى أن على الفيلسوف أن يعنى فقط بالمسألة الغنوصيولوجية[3] ، فيدرس عملية المعرفة البشرية ولا يهتم إطلاقاً بقضية أصل القدرة على المعرفة. في حين يرى أنصار الفلسفة البراغماتية[4] أن المسألة المعرفية عامة فلا يمكن لها أن تهم الفلاسفة كلهم ، فالذي يعني الفيلسوف هو ليس كيف نعرف العالم ، وإنما أن نرتب أمورنا فيه ، بمعنى أن نجعل حياتنا سهلة، فلا نتعب دماغنا بالمسائل المستعصية. فليس على الفيلسوف أن يقف على الحقيقة وإنما ينبغي عليه أن يحل المشكلات التي تنهض أمام البشر في مختلف المواقف الحياتية في مجرى نشاطهم العملي.


    أما بالنسبة لفلاسفة التوماوية الجديد فإن مغزى الفلسفة ورسالتها يقومان على تبيان كيف أن وجود أية نبتة أو زهرة أو إنسان أو دولة أو حتى وجود الكون كله يدل على وجود الإله وعلى حضوره الدائم في عالمنا.


    ويرى الوجوديون[5] أن مسألة معرفة العالم يجب أن تصاغ على نحو آخر ، باعتبارها مسألة معرفة الإنسان لذاته. فما يهم هو عالمنا الداخلي (الأنا) الشخصية وليس ما يجري خارجها.


    إلى أين تقود مثل هذه التجزئة للمسألة الفلسفية الأساسية؟ لنفترض أننا أذخنا بوجهة النظر القائلة بأن الفيلسوف يجب أن يعنى فقط بمسألة وعي الإنسان لذاته ، بالكشف عن توجهاته القيموية ، فهل بوسعنا إعطاء إجابة مرضية عليها؟ إذا اعتمدنا غض النظر عن مسائل مثل: كيف ظهر العالم، وكيف جاء الإنسان كجزء منه؟ وهل الإنسان وحيد في هذا العالم أم أنه جزء الطبيعة ، وعضو في المجتمع ؟ بعبارة أخرى : إذا حاولنا تجاوز مسألة أولوية المادة أو الروح إننا نجرد الإنسان من ارتباطه بالطبيعة وبالبشر. بالماضي والمستقبل. فحين تقطع كافة علاقات الإنسان بالعالم لا يبقى لنا إلا الإعلان بأن الإنسان لا يمت للمجتمع بصلة. وعندها هيهات لشكسبير أن يتمكن من إبداع صورة فنية يكون لها الوقع الذي يحدثه فيما لو حوّل هاملت إلى شخص بائس كهذا. ولكن هذا بالضبط هو ما يفعله الوجوديون.


    إن الفلسفة الوجودية تتعمد تجريد مشكلة الإنسان من بعدها الاجتماعي فتتجاهل أكثر مسائل العصر إلحاحاً وأهمية. إن الوجودي يحرّم علينا النظر في معرفة الرابطة بين الإنسان والكون ، معرفة أفعاله وأهدافه في تحوير العالم.


    وعليه فإننا حين نحصر المشكلة الفلسفية كلها في مسألة عملية المعرفة أو معرفة الذات لن نتمكن من تقديم الحل الصحيح حتى للقضايا المعرفية العامة. ثم إن هذا التوجه يعني القطعية المتعمدة مع النضال الاجتماعي والتخلي عن النظر في العالم.


    ولكن أنصار تجزئة المسألة الفلسفية الأساسية يحاولون التدليل على صح وجهة نظرهم ، فهم يذهبون إلى أن مسألة معرفة العالم لا تمت بصلة إلى مسألة أولوية الروح أو المادة ، ذلك أنه بين المثاليين هناك الكثير من الفلاسفة الذين يقولون بإمكانية معرفة العالم. فأفلاطون مثلاً يرى أن العالم متاح للمعرفة وهيغل هو الآخر يرى الشيء نفسه. فهل الأمر كذلك في الحقيقية؟ لاستيضاح ذلك سوف ننظر في نوعين من المثالية : (المثالية الذاتية) و (المثالية الموضوعية).


    _____________


    [2] الانطولوجيا هو علمالوجود ، ويعتبر الجانب الأول من المسألة الأساسية في الفلسفة.
    [3] الغنوصيولوجيا هي نظرية المعرفة ، وهو الجانب الثاني من المسألة الأساسية في الفلسفة
    [4] البراغماتية : تيار مثالي ذاتي في الفلسفة البرجوازية المعاصرة ، مكان الصدارة في مذهب البراغماتية يشغله مبدأ اعتبار الحقيقة والمنفعة أمراً واحداً وهو مبدأ تماثل الحقيقة والمنفعة. وتعتبر المنفعة تلبية لمصالح الفرد الذاتية.
    [5] الوجودية : اتجاه مثالي ذاتي في الفلسفة البرجوازية المعاصرة يجعل الإنسان معارضاً ومقابلاً للمجتمع. والمعرفة الفلسفية معارضة ومقابلة للعلم.
                  

06-12-2006, 09:37 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    _______________

    موسيقار بدون آلة ، والبيانو المجنون

    يرى المثاليون الموضوعيون أنه في صلب العالم يقوم الروح أو الوعي ، ولكن وعي الإنسان غير كامل. وأحياناً يقف عقله عاجزاً عن حل ألغاز الكون ومن السهل أن يستسلم للصعاب ، وأن تغلب لديه الأهواء على ما يمليه العقل السليم. وغالباً ما يخطئ الإنسان ويذعن للثقات . ثم إنه لا يستطيع استخدام عقله طويلاً فحياته قصيرة للغاية. ذلك هو منطق المثالي الموضوعي. ولكن ثمة عقلاً آخر مطلقاً غيبياً كان موجوداً قبل الإنسان وسيبقى قائماً إلى الأبد ، وليس ثمة سر في الطبيعة أو مصير من مصائر البشر إلا ومتاح لهذا العقل. وما العقل البشري إلا قبس ضعيف من هذا العقل الإلهي.


    وهكذا فإن العقل المطلق ، أي الإلهي يوجد بصورة مستقلة عن الإنسان أي بصورة موضوعية والإنسان نفسه ، وكل العالم المحيط به هو إنما نتاج نشاط هذا الروح غير البشري . وذلك هو لب الفلسفة المثالية الموضوعية.


    أما المثالي الذاتي فيذهب هو الآخر إلى أن الوعي أو العقل هو أساس الموجودات كلها ، ولكنه لا يقصد هنا العقل المطلق غير البشري ، فالمثالي الذاتي يرى أن كافة الأشياء المحيطة هي حصيلة وعي الإنسان ونتاج لخياله. ، أي أنها توجد على نحو ذاتي. ويؤمن المثالي الذاتي بأن الأشياء كلها إنما تظهر مجدداً عندما يستيقظ صباحاً ، ثم تختفي عندما يغفو. وربما يفسر ذلك قول بيركلي (وهو أحد المثاليين الذاتيين) أن وجود الأشياء يعني كونها مدركة.


    صحيح أن استنتاجات كهذه ليست إلزامية بالضرورة بالنسبة لكل المثاليين الذاتيين على حد سواء ، لأننا نجد كانط يرى أن العالم موجوداً وجوداً موضوعياً وأنه ليس ثمرة تصورنا وخيالنا ، ولكننا مع ذلك لا نعرف شيئاً عنه. فبوسعنا دراسة أحاسيسنا فقط ، والحكم عليها وحدها ، لا على ما يكمن ورائها. ثم إن المثاليين الذاتيين الذين يخلصون إلى الاستنتاجات الأكثر جذرية فيقولون أن ما يوجد فعلياً هو الوعي البشري لا غير. وهؤلاء يعرفون بالأناوحديين[6] فمثلاً الفيلسوف شوبنهاور فيقول :"إن العالم هو تصوري ، تلك هي الحقيقة ذات المفعول بالنسبة لكل كائن حي واع .. فهو لا يعرف شمساً ولا أرضاً وإنما يعرف العين التي ترى الشمس واليد التي تلمس الأرض."[7] وقد شبه أحد فلاسفة المادية بأن منطق المثالي الذاتي هو منطق البيانو الذي جن جنونه ، فظن أن بوسعه أن يعزف حتى ولو لم يضرب أحد على مفاتيحه. فالمثالي الذاتي يؤمن بأن الإنسان يفكر ويحس ويعاني بدون سبب خارجي يؤثر عليه.


    _________

    [6] الأناواحدية أو مذهب (الانفرادية) هي نظرية مثالية ذاتية تقول أنه لا يوجد فعلاً غير الإنسان ووعيه. بينما العالم الموضوعي كالطبيعة والمجتمع فلا يوجد إلا في وعي الفرد.
    [7] (العالم كإرادة وتصور) – شوبنهاور ص 2

    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-12-2006, 09:47 AM)

                  

06-12-2006, 10:06 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    _______________

    إن مثل هذه الفلسفة تتناقض مع العقل السليم ومع المنطق البشري البسيط. وفضلاً عن ذلك فإنها فلسفة خطرة للغاية. فلماذا يدرس الإنسان ويعمل ويناضل إذا كانت الحياة كلها مجرد نتاج لخيالنا؟ فكل ما فيها رؤى وأحلام ، وما النضال (أياً كان) إلا لون من صراع دونكيشوت مع الطواحين الهوائية.

    ولا يقل خراقة عن ذلك منطق المثالي الموضوعي ، فإذا تابعنا التشبيه بالآلة الموسيقية يمكن القول أن الروح الموضوعي موسيقى يعزف حتى قبل أن يوجد (البيانو) نفسه (الطبيعة ، الحيوانات ، الإنسان) وفي ضوء هذا يتضح ما هي النظرات الغريبة والمدهشة التي يتوصل إليها الفيلسوف عندما يأخذ بالوجهة المثالية. ولكن من أية زاوية ينظر المثالي إلى إمكانية معرفة العالم؟

    يقول المثالي الموضوعي : أجل إن العالم متاح للمعرفة . ولكن لنمعن النظر في الفهم المثالي الموضوعي لعملية المعرفة. يذهب المثالي الموضوعي لعملية المعرفة . يذهب أفلاطون إلى أن بوسع الإنسان أن يعرف العالم ، ولكن ليس عالم المادة ، بل عالم المثل المحضة ، التي خلقت هذه المادة وبثت فيه الحركة والحياة. والنفس البشرية ذاتها كانت تقطن – حينها – في مملكة المثل هذه فليس من الصعب عليها أن تتذكر ذلك العالم الذي كان يحيط بها من قبل. وهذا يعني أن العالم بالنسبة للمثالي الموضوعي ليس هو الواقع الفعلي ، وإنما هو عالم خاص مثالي. أما عملية المعرفة فهي مجرد (تذكّر) ، ذلك أن الوعي البشري جزء من هذا العالم المثالي ولا حاجة الالتفات لدراسة الواقع القائم في درب تحصيل الحقيقة والجمع الدؤوب للوقائع ومن ثم مقارنتها وتحليلها وتعميمها ، ولا حاجة إلى النقد والشك. فيكفي الإنسان أن يفكر قليلاً ليقف على أسرار الكون كلها.

    أما بالنسبة للمثالي الذاتي فيبدو الأمر أسهل بكثير ، فإذا كان العالم برمته مجرد نتاج لأحاسيس الإنسان لعقله وخياله ، فغن بوسعه طبعاً أن يدرك هذا العالم. عالم الصور التي خلقها وعيه. ومن هنا يلزم أن عملية معرفة العالم ليست في حقيقتها إلا معرفة للذات. ثم أن الواقع الفعلي أي الطبيعة هي جملة العمليات الاجتماعية لا تهم هي الأخرى المثالي الذاتي فلا وجود لها عنده.

    وعليه نصل إلى أن المثاليين سواء الذاتي أو الموضوعي منهم يعترفون بإمكانية معرفة العالم ، ولكن أي عالم؟ هل العالم الحقيقي الذي نعيش فيه ، هذا العالم البديع والفسيح والمعقد والمليء بالتناقضات؟ لا .. إنه عالم خاص عالم (الأنا) عالم الأفكار والأحاسيس الذي اصطنعه الفلاسفة أنفسهم. ومن الواضح أن عملية المعرفة نفسها تتبدى بسيطة وساذجة بالنسبة لهم ، فكافة الصعاب التي تعترض سبيل العالم وكل الأبحاث وآلام البشرية التي تظهر عند اصطدام الفكر البشري مع الواقع إنما هي أمور لا وجود لها بالنسبة للمثالي ، فالفكرة تدرك الفكرة. والمعرفة ترجع إلى معرفة الذات.

    أما بالنسبة للفيلسوف المادي فالأمر يختلف تماماً. فمن المواقع المادية المتسقة تتبدى عملية المعرفة عملية معقدة بالفعل وصعبة ولا متناهية ، فالبشرية تسير تدريجياً خطوة خطوة في سعيها لامتلاك ناصية الطبيعة والوقوف على أسرارها والإنسان لا يدرك وعيه (أفكاره وأحاسيسه) وإنما يدرك العالم الموضوعي الموجود بصورة مستقلة عن وعيه وعن أي وعي آخر. ثم إن إمكانية المعرفة الصحيحة لهذا العالم ترتكز على الرابطة الضرورية القائمة بين الإنسان وهذا العالم الموضوعي ، بينه وبين المادة. ولكن هذه العملية لا تجري من هلال (التذكر). فمن وجهة نظر المادي تتبدى عملية المعرفة في صورة نسخة طبقة الأصل للعالم المحيط. فنحن نعرف أن النسخة أياً كانت حتى لو أخذت عن لوحة أو وثيقة ، فإنها تحتاج إلى جهد ، وتكون عملية معقدة. فكيف (بنسخ) الطبيعة !!

    وهكذا فإن المثالي والمادي ينظران من زاويتين متضادتين سواء إلى العالم نفسه ، أو إلى الإنسان المتعرف أو إلى عملية المعرفة. وعليه فإنه يمكننا ان نقول أن مسألة معرفة العالم ترتبط ارتباطاً مباشراً وعضوياً بمسألة أولوية المادة أو الروح. وبالتالي فليس ثمة مسألتان رئيسيتان في الفلسفة وإنما هي مسألة فلسفية أساسية واحدة.


    <<<
                  

06-12-2006, 11:31 AM

ناذر محمد الخليفة
<aناذر محمد الخليفة
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 29251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    !!!!!!!!!!!!!!!!

    Quote: ايوه كده سيبك من الشغلانيات ديك وركز هنا انا والله بقطع فى نفسى عشان اخليهو حى




    تروتو ..

    شد اللجام غلبك ولا شنو

    الله يديك العافية يا معتز

    شنكل :

    صدقني حصانك دا لو سمع كلامك ما بتجيهو عوجة تب !!
    ولكن هو (الجموح) !!
                  

06-12-2006, 01:24 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: ناذر محمد الخليفة)


    ____________

    أصل التناقض

    عرفنا فيما سبق تصورات مختلفة وعجيبة وخيالية أحياناً عن الطبيعة والإنسان والمعرفة. فهل ثمة أسباب لظهور مثل هذه الأفكار أم أنها مجرد ثمرة لهذيان أشخاص لا يستحقون الالتفات إليهم في عصرنا العملي المندفع؟

    الماديون الكلاسيكيون يعتبرون أن التصورات المثالية عبارة عن هراء فارغ ، وثمرة خيال مريض ، ولذا فلا تستحق النضال الجدي معها. ولكن الحقيقة أنه من المتعذر دحض الأفكار المثالية بمجرد السخرية منها. فمن الضروري أن نفهم كيف أتت ، ولماذا ظلت موجودة حتى الآن.

    سبق أن قلت أن ظهور الفلسفة يضرب جذوره في الممارسة البشرية ، في العمل ، وأنه ينبع من المشكلات الحياتية اليومية. وعلى نحو مماثل ثمة أسباب (عملية) لظهور الاتجاهين المتضادين (المادية) و (المثالية).

    في مجرى العمل يطرح الإنسان أهدافاً معينة ، ويبحث عن السبل الملائمة لتحقيقها ، ويستخدمها في عمله ، ويحصل في النهاية على ما كان يتوخاه على مجرفة أو فأس ، على سلالة جديد من الحيوانات ، أو على غلة قمح. وطبيعي أنه في مجرى العمل تتكون لدى كل إنسان تصورات عن أن العالم المحيط غير مرهون بنا ، وأنه موضوعي ، وأن تحصيل أي هدف في هذا العالم يتطلب بذل القوة والطاقة ، وقدراً معيناً من المعارف والمهارات. ولكن بالإمكان معرفة هذا العالم ، وبالإمكان تحسينه ، وتكييفه مع متطلبات الإنسان ، مثلما يرغم الإنسان قوى الطبيعة على خدمته في الزراعة وتربية الماشية ، ويستخدم مواد الطبيعة لتحضير مختلف الأدوات.

    وعلى هذا النحو يسحب الإنسان خبراته العملية ويعممها على الكون برمته ، فيتصور الطبيعة ورشة كبيرة يعمل فيها البشر. إن مثل هذا الإحساس بالعالم يشكل المقدمة المباشرة للأفكار المادية.

    إن المعرفة العلمية مساعد أمين للإنسان في نشاطه العملي. ولذا فإن الفلسفة المادية تتجه دوماً نحو العلم ، فتستقي منه الدعم لاستنتاجاتها ، وترتكز مباشرة إلى الإنجازات العلمية وتقدم لها بالمقابل العون والمساعدة. وقد كان ماكس بلانك يرى أن النظرات المادية شرط ضروري للنشاط العلمي المثمر. ولذا لم يكن من الصدفة أن ظهور مختلف المدارس المادية قد ارتبط بإنجازات علمية كبيرة. ومن ذلك ما قاله كوبرنيق لفكرة مركزية الشمس كان عملاً ثورياً ليس فقط في تطور العلوم الطبيعية بل وفي مسير الفلسفة المادية. فتبعاً للتصورات السائدة حتى ذلك الحين كانت الأرض تعتبر ساكنة ، وقابعة في مركز الكون ، وحول الأرض تدور بقية الكواكب والنحوم. والأرض تنتمي إلى عالم ما تحت فلك القمر ، حيث الأشياء كلها عابرة وبعيدة عن الكمال. أما عالم ما فوق فلك القمر فكل ما فيه خالد وكامل لا يظهر ولا يفنى.

    إن دحض التصور حول مركزية الأرض في الكون وتحويل الأرض إلى مجرد كوكب بين الكواكب كان يعني الإطاحة بتقسيم العالم إلى عالمين (ما فوق فلك القمر) و (ما تحت فلك القمر) ولكل منهما قوانينه الخاصة به. وعلى هذا النحو تبدت وحدة العالم. ثم إن كوبرنيق قد وسّع حدود الكون ففتح المجال لتأسيس لانهائية العالم في المكان. كما وأتاحت نظرية مركزية الشمس إمكانية تدقيق التصورات الفلسفية حول عملية المعرفة الحقة لا تطفو على السطح ، وإن تحصيلها يتطلب سبر أغوار الأشياء. وبذلك فقد ساعد اكتشاف كوبرنيق على ترسيخ وتطوير النظرة المادية للطبيعة والإنسان.

    ثم جاء تطور الميكانيك فكان أحد أسباب ظهور الشكل الميكانيكي من الفلسفة المادية ومع تطور البيولوجيا والفيزياء والكيمياء تشكل لون جديد من المادية ، هو أرفع في الحقيقة أرفع صيغها ألا وهي (المادية الديالكتيكية).




    <<<
                  

06-12-2006, 01:31 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    ___________

    إن المادية باعتمادها على العقل وعلى العلم والبديهة كانت تنطوي دوماً على عنصر من الشك ، فعدم التسليم الأعمى بالشيء والتوصل إلى الأمور كلها بالطريق الشخصي المستقل والتحقق منها جميعاً هذه كلها ميزات الرؤية المادية للعالم. ومن هنا يأتي الموقف النقدي من التصورات الغيبية. كما يقول ترتوليان (أؤمن لأنه عبث). فإذا كان الأمر عبثاً فإنه فير صحيح. هذا ما يقوله المادي ، وبالتالي فإنه يبحث عن التناقض ويعمل لرصد الحقيقة. وإن مثل هذا التوجه النقدي للعقل سمة لماديي كافة العصور والشعوب. وفي هذا الصدد فقد أشار جواهر لال نهرو[1] وهو يتحدث عن الماديين القدامى في الهند أنهم هاجموا السلفية في الفكر والدين واللاهوت وانتقدوا (الفيدا) ومؤسسة الكهنة والمعتقدات التقليدية وأعلنوا أن القناعات يجب أن تكون حرة وألا تتوقف على الظنون ، أو على آراء السلف. كما تصدى الماديون الهنديون القدامى – حسب قول نهرو لكافة ألوان الخزعبلات والأوهام[2]. ولو لاحظنا نجد ان هنالك مقاربة كبيرة جداً بين ما يقوله نهرو وبين ما نجد في أشعار أبي العلاء المعري. وله قصيدة كانت السبب في وصفه بالزندقة يقول فيها:

    عجبت لكسرى وأشياعه * * * وغسل الوجوه ببول البقر
    وقول اليهود إله يحب * * * رشاش الدماء وريح القتر
    وقول النصارى إله يضام * * * ويظلم حياً ولا ينتصر
    وقوم أتوا من أقاصي البلاد * * * لرمي الجمار ولثم الحجر
    فوا عجباً من مقالاتهم * * * أيعمى عن الحق كل البشر؟


    وعليه ، ففي مجرى النضال ضد التصورات اللاعلمية كان يشحذ الذهن وكانت تتحسن طرائق المعرفة ، ويتشكل التصور المادي المتكامل عن الواقع. ولكن المثالية لم تظهر بلا أرضية. فالنشاط العملي أثر ، هو الآخر ، على ظهورها ولكن هذا التأثير كان سلبياً. فالمرء لا يحصل أحياناً على ما كان يرمي إليه. وخاصة في العهود الغابرة التي ولدت فيها أولى التصورات الفلسفية. فكم انصب من الويلات على الإنسان. لقد كان عرضةً للكثير من الصدف التي لم يكن بوسعه أحياناً تفسيرها. لماذا يعمل أحدهم في حين لا يعمل الآخر؟ ومن أرسى مثل هذا النظام؟ الإنسان يعيش ويفكر ، يعاني ويفرح ويموت فجأة. فإلى أين تذهبه روحه بعد الموت؟

    إن ضعف الإنسان في مواجهة قوى الطبيعة وعدم القدرة على حل عدد من المشكلات الحيوية ، والعجز عن التفسير الصحيح لألغاز الوجود ، إنما تدفعه للتعويل على قوة جبارة مطلقة ، مثالية. وبالنسبة لإنسان كهذا ليست الطبيعة ورشة هو صاحبها وعاملها ، وإنما هي معبد شيّده آخرون. يحل فيه حلول الغريب ، ولا يمكث فيه طويلاً. وهذا يعني أن الممارسة العملية تعطي دفعة نحو التصورات المادية كما نحو التصورات المثالية. فأحياناً تغلب قوة الإنسان وأحياناً يهيمن عجزه.

    وفي هذا الصدد يقول كارل ماركس: " أن الفلاسفة لا ينبتون من الأرض كما الفطر ، وإنما هم نتاج وقتهم ، نتاج شعبهم ، الذي تتركز في الأفكار الفلسفية أدق عصائره وأثمنها وأخفاها. فإن نفس الروح ، الذي يبني السكك الحديدية بأيدي العمال هو الذي يبني الأنساق الفلسفية في أدمغة الفلاسفة"[3]



    __________

    [1] جواهر لال نهرو فيلسوف مادي هندي
    [2] من كتاب (ما هي الفلسفة) ص 114
    [3] من كتاب (ما هي الفلسفة) ص 163
                  

06-12-2006, 01:34 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    ____________

    إن الإنسان يصطدم بجملة من المتاعب والمصاعب ليس فقط في الماضي بل وفي الوقت الحاضر أيضاً فالعالم المحيط هو من التعقيد والتنوع بحيث لا يمكننا أحياناً أن نحكم حكم اليقين على حقيقة الأشياء. فمنذ نعومة أظفارنا نستوعب جملة من المفاهيم والتصورات. ونتعلم ما هو الواجب والشرف والعدالة والقانون. وندرس قواعد المنطق وقوانين الرياضيات. ولكن من أين جاءت هذه المفاهيم والقوانين والقواعد والعادات؟ هل نحن الذين اخترعناها؟ وليس بإمكاننا تسمية من وضعها ، فلربما كانت موجودة دوماً أو هبطت علينا من السماء؟ إن مثل هذه المحاكمات تشارف بنا على المثالية الموضوعية.

    كلنا نشم الروائح ، نرى ونسمع ونتذوق ولكن حين نغلق أعيننا يختفي العالم المحسوس بالنسبة لنا ، ونغرق في الظلمة . وحين نفقد حاسة الشم تختفي الروائح. وإذا فقدنا السمع تغدو بكماً وبالعكس: لنتخيل أن ثمة كائناً حياً لديه – ليس فقط خمس حواس – بل ست أو أكثر ، فعندئذ ربما يغدو العالم غير ما هو عليه الآن. إن محاكمات كهذه قد تقود – بدون سوء تعمد من جانبنا – إلى المثالية الذاتية.

    إن عملية المعرفة هي من التعقيد ، وسبيل المعرفة هو من الصعوبة بحيث لا مفر من الخطأ والضلال. وهنا تتفضل المثالية بتقديم حلها الذي هو أسهل الحلول عادة. ولكن البشرية تذلل تدريجياً محدودية خبرتها وتتحول من جارية للطبيعة إلى سيدتها. ثم إن تطور العالم لا يترك مجالاً لجموح الاختلاقات الأسطورية ، فتغدو المادية الاتجاه الفلسفي الحاسم. فهيهات أن تصادف اليوم فيلسوفاً يصرح علناً أن العالم المحيط أو الطبيعة مجرد حلم أو ضباب. ومن الصعب جداً إيجاد مثالي ينكر العلم مباشرة ، ويبرهن على أن اللاهوت وحده كفيل بتزويدنا بالمعارف عن العالم.

    ثم إن تطور الخبرة الاجتماعية التاريخية يحدد أيضاً تطور الفكر الفلسفي. ولقد أشار أنجلس إلى أن قوة الفكر المحض ليست هي التي دفعت الفلاسفة إلى الأمام ، كما يتوهم البعض بل إنه ما دفعهم إلى الأمام هو التطور القوي للعلوم الطبيعية والصناعة.

    وفي الوقت ذاته فإن المثالية غير مستعدة للاحتضار ، وإن كانت تتسر بالمادية أو تزعم أنها ترتفع فوق المثالية والمادية. فلعل صراع المادية والمثالية سرمدي؟!!!



    <<<
                  

06-12-2006, 01:35 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)


    (المادة القادمة: الصدى السماوي للعواصف الأرضية)
                  

06-12-2006, 01:39 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    brb
                  

06-13-2006, 10:30 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)

    _____________

    الصدى السماوي للعواصف الأرضية


    إن أسباب إصرار المثالية هذا علي عدم إخلاء مواقعها تعود أيضاً إلى تناقضات الحياة الاجتماعية. فظهور المثالية ووجودها في أيامنا لا يتحددان فقط بالمصاعب التي يصطدم بها الإنسان في مجرى المعرفة ، وفي النشاط العملي في حياته ككل. فمنذ غابر الأزمنة كانت توجد في المجتمع قوى معنية بالفلسفة المثالية. ولردح طويل من الزمن كان العالم البشري كله منقسماً إلى : أقوياء يمتلكون الحقول والمراعي والغابات وأدوات العمل ، وضعفاء مضطهدين محرومين وبائسين. وكان مالك العبيد والإقطاعي والرأسمالي يعملون للمحافظة على سلطتهم وثرواتهم وليس فقط بواسطة البندقية والمدافع والجيش والسجون ، فالفلسفة والدين حتى والفن تغدو في مجتمع مقسم إلى أغنياء وفقراء مضطهَدين ومضطهِدين ، أدوات للعنف الروحي ، وللسيطرة الطبقية. وليس من الصدفة أن أفلاطون وهو أحد كبار المثاليين الموضوعيين يرى أن كافة الأشياء المحيطة مادة سلبية ، بمعنى أنها جوهر خامل ووضيع ، والمثل والأفكار هي التي تسبغ الانتظام على المادة ، فهي التي تحول عماء المادة غير المتعينة إلى نسق منتظم. ومثلما يسبغ المثال (الفكرة) الانتظام على عالم المادة يترتب على الأرستقراطي أن يدير عامة الشعب. وهكذا يبدو الفيلسوف وكأنه يرسخ النظام القائم في المجتمع ، ويؤكد على تعذر تغييره.



    وتمر الأيام ، وراح المجتمع العبودي القديم ينهار تحت ضربات الغزاة ، وتنخر عظامه انتفاضات العبيد من الداخل ، ويتعرض اقتصاده للانحطاط. وشعر ذوو السلطان أنه يتعذر إيقاف عجلة التاريخ ، والإبقاء على الدفة بأيديهم. وهنا جاءت المذاهب المثالية الذاتية بمثابة عزاء جيد: الأشياء كلها آنية ووهمية ما عدا الملذات أو على العكس: رغباتنا باطلة كلها، فليس للإنسان أن يكون تام السعادة أبداً ، ولذا ينبغي الحد من الرغبات والاقتصار على أدنى قدر منها والعيش حياة قاسية وبسيطة ، حياة الزهد والتنسك. فالسلطة والسعادة والغنى أمور يتعذر إدراكها في هذا العالم ، حتى ولا وجود لها بالفعل.



    وفي المجتمع البرجوازي المعاصر رسخت النظرات المثالية الذاتية مواقعها في وعي البرجوازي الصغير ، الذي أضنته المنافسة . ولذا فلا حاجة للركض وراء النجاح والثروة ، ولا للبحث عن الحقيقة ، او النضال ضد الظلم والاجحاف. فالأمر الرئيسي هو الحصول على متعة متواضعة من النجاحات الحياتية الصغيرة ، وهذا هو مذهب الفلسفة البراغماتية[1] المثالية الذاتية.



    إن المثالية كقاعدة عامة تعبر وتدافع عن مصالح الطبقات المالكة. ولكن قد تتطور الفلسفة المثالية أحياناً على أيدي مفكرين لا يرضون عن وضع الأمور القائم ، ويسعون لتغيير الوسط المحيط بهم. فهل بوسع الفلسفة المثالية أن تساعد حقاً في قضية نبيلة مثل قضية إعادة بناء المجتمع؟



    __________

    [1] البراغماتية : تيار مثالي ذاتي في الفلسفة البرجوازية المعاصرة. جوهر هذه الفلسفة هو اعتبار أن الحقيقة والمنفعة أمر واحد وبعبارة أخرى هو مبدأ تماثل الحقيقة والمنفعة. وتعتبر المنفعة تلبية لمصالح الفرد الذاتية.
                  

06-13-2006, 10:37 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    __________


    كما هو معروف فإن ألمانيا في مرحلة سابقة كانت متأخرة نسبياً من الناحية الاقتصادية ، ومع بداية الثورة الفرنسية العظمى والتي ولدت أفكار الإطاحة بالأنظمة الإقطاعية التي كانت تحوم فوق الرؤوس ، كانت الانتلجنسيا الألمانية المعبرة عن مصالح البرجوازية النامية تسعى نحو التغيرات الاجتماعية الجذرية. ولكن لم تكن لديها قوى كافية لإعادة بناء المجتمع فعلياً . فلم تكن تتمتع بتأييد الجماهير وكانت سلطة الدولة قوية إلى حد كبير ، وتقف إلى جانب القوى الاجتماعية الرجعية. وكان ثمة مخرج وحيد ، ألا وهو تغيير المجتمع (في الخيال) وبناء فلسفة ، بناء عالم مثالي ينفي العالم الأرضي.


    وقد وضعت مثل هذه الفلسفة. ولكن فلسفة فيخته و شيلينغ و هيغل المثالية لم تكن العون المطلوب على طريق التغيير الفعلي للعالم ، لماذا ؟ لأنها نقلت المشكلات الواقعية إلى عالم الأفكار. وعلى العكس من ذلك ، صارت أفكار المادية في فرنسا تمثل راية البرجوازية النامية في المرحلة التي سبقت الثورة الفرنسية الكبرى. ففي ذلك الحين لم يكن المجتمع البرجوازي يعرف أهوال الأزمات الاقتصادية وكوابيس البطالة . وكانت الطبقة العاملة لا تزال ضعيفة وغير منظمة. وكان البرجوازي لا يزال يؤمن بالإمكانيات اللامحدودة للمجتمع الرأسمالي ، ولم يكن يحس بولادة الundertaker (البروليتاريا) فكان مفعماً طاقةً وإرادة وآمالاً. وها هي الرأسمالية قد انتصرت ، فراحت تتكشف جلية جوانبها المظلمة أيضاً. وتدريجياً صارت المادية خطرة جداً على الرأسمالية. وكلما ازداد وضوح استعصاء تناقضات المجتمع الرأسمالي المعاصر اتسق نطاق ظهور وانتشار مختلف المدارس المثالية في الغرب.



    وعليه فإن الفلسفة المادية تعبر دوماً عن مصالح القوى الاجتماعية الطليعية. أما الفلسفة المثالية فتعلب عادةً دور المدافع عن الفئات أو الطبقات العليا من السكان ، عن حقوقها ونمط حياتها وحرياتها.



    وقد يقول البعض أنه من الصعب الجزم بأن الجماهير الشعبية كانت دوماً ترى في المادية فلسفة خاصة بها ، فقد يصادف أن الشعب : العبيد والفلاحين والحرفيين وصغار التجار لم يسمعوا بهذه الفلسفة ولا بالفلسفة العامة حتى. فعن أي فلسفة يمكن الحديث بالنسبة للعبد الذي أضناه العمل القاسي أو الفلاح الذي يعمل نهاراً وليلاً ، أو العامل الذي ليس له إلا يوم عطلة واحد في الأسبوع. فالفلسفة التي تنير في سبيل التحرير لم تكن بمتناول الكادحين.



    أما في المجتمع الرأسمالي المعاصر فيتحد العمال في جماعات كبيرة ، ويحصلون على قد معين من المعارف ويتمتعون بأفق أوسع وبوقت فراغ أكبر. وبذلك تزداد إمكانيات استيعابهم للفلسفة المادية. وإذا أخذنا روسيا على سبيل المثال قبل ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى 1917 نجد أنه قد العمال قد نظموا جملة من الحلقات المخصصة لدراسة سلسلة من العلوم ، ومن ضمنها الفلسفة المادية.



    وعليه فإنه في المجتمع المعاصر تتشكل الظروف المواتية لاستيعاب الفلسفة المادية من طرف الجماهير. وإن مثل هذه الوحدة بين القوى الاجتماعية التقدمية وبين الفلسفة الطليعية هو ضمانة تغيير المجتمع على أسس عادلة وإنسانية.



    وكان كلاسيكيو الماركسية اللينينية هم أول من صاغ المسألة الفلسفية الأساسية صياغة دقيقة فكشفوا عن بنيته ، وقدموا المعيار لتقييم مختلف الاتجاهات والمدارس والنظريات الفلسفية. إن الماركسية غريبة عما تميزت به المادية ما قبل الماركسية من محدودية في فهم المادة. فهي بتعريفها المادة على أنها الواقع الموضوعي المعطى لنا في الأحاسيس ، حلت ، وللمرة الأولى في التاريخ مشكلة وحدة الطبيعة الحية وغير الحية : الطبيعة والمجتمع حلاً مادياً مستقاً كما وأنها برفضها للفهم المبسط والمبتذل للعلاقة بين الفكر والمادة ، وهو الفهم الذي يرد وعي الإنسان إلى عمليات مادية قد أثبتت وللمرة الأولى فكرة ظهور الوعي في المرحلة العليا من تطور المادة. وصار هذا الاكتشاف ممكناً بفضل الجمع العضوي بين المادية وبين فكرة التطور.



                  

06-13-2006, 11:23 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    ______________

    نظرتان إلى تطور العالم


    إن العالم المحيط بنا يتواجد دوماً في تغير وحركة وتطور. وتدل على ذك الحياة اليومية ، كما يدل عليه العلم والممارسة البشرية والصراع السياسي. وثمة تغيرات كهذه لا تسترعي الانتباه ، في حين يترتب على بعضها الآخر آثار ملحوظة بالنسبة للناس والدول البشرية ، وللطبيعة ككل. والكون كله في حركة ، فتدور الكواكب في أفلاكها حول الشمس وتشتعل النجوم وتخبو ، وتغير الأرض ملامحها ن فتظهر الجزر والجبال ، وتثور البراكين ن وتحدث الزلازل ، ويتبدل مجرى الأنهار وشواطئ البحار ، ويتغير عالم الحيوانات والنباتات. وطرأت تغيرات كبيرة على الإنسان والمجتمع: فقد سارا في تطورهما من القطيع البدائي إلى الاشتراكية المتقدمة ، وعلى مرأى منا تتغير لوحة العالم. ففي بلدان كانت حتى الأمس القريب مسرحاً لنهب المستعمرين ظهرت دول حرة مستقلة.



    ولكي يحافظ افنسان على حياته في العالم يضطر للتكيف معه ، ولتغييره وفقاً لأهدافه واحتياجاته ، مما يتطلب فهم وتفسير ما هو عليه من تنوع كبير. فمنذ غابر الأزمنة تساءل الناس: ما هو العالم ؟ وماذا يجري له ؟ وهل ثمة رابطة بين الأشياء ؟ ولماذا يتحرك العالم أو ماذا يقوم في صلب الحركة؟ وللإجابة على هذه الأسئلة قام كهنة بابل برصد حركات الكواكب ، ووصفوا كسوف الشمس وخسوف القمر. ومن الملاحظة والوصف انتقل الناس إلى معرفة أعمق للعالم وإلى تفسيره. وقد أدرك المفكرون القدامى أنه لفهم العالم لا بد من مراعاة دور الحركة. ولذا فإن السؤال: هل الحركة موجودة؟ قد اكتمل بالسؤال: ما هي الطبيعة؟ وكان هذا طرح مشكلة فلسفية جديدة بالغة الأهمية.



    وهنا كما في حالات كثيرة مماثلة ، ظهرت آراء مختلفة وقدمت إجابات متباينة ، فكان أرسطو مثلاً يرى أن الجهل بالحركة يستتبع الجهل بالطبيعية. وفي إطار تفسير ماهي الحركة وأسبابها ومصدرها شهد تاريخ الفكر الفلسفي هور أسلوبين في فهم تطور العالم ن ارتبط بهما منهجان في دراسته ، هما: الديالكتيك و الميتافيزيقا.



    <<<
                  

06-13-2006, 11:39 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    __________

    ما هو الديالكتيك؟

    الدياكتيك هو فن الجدل ، فن إجراء النقاش بهدف التوصل إلى اليقين عبر مصادمة الآراء المتعارضة . وكان أفلاطون يطلق نعت ديالكتيكي على الشخص القادر على السؤال والجواب. وعلى تعريف الأشياء والظواهر عبر النقاش والجدل والتوصل من خلال ذلك إلى الحقيقة. وكان سقراط مفكراً ديالكتيكياً كبيراً بهذا المعنى ن فقد قضى حياته كلها في النقاش والحوار آملاً في إدراك الحقيقة . ففي هذه المحاورات كان سقراط يطرح الأسئلة ويناقش أجوبتها ، يدحض وينصح ، ينتقد ويشكك في آراء الخصوم ، وصارت هذه الطريقة في التوصل إلى الحقيقة عبر مقارنة الآراء المتعارضة ومن ثم تذليل هذا التعارض هي ما يعرف بالديالكتيك.



    وبعدها جاء أرسطو فدّل بالديالكتيك (الجدل) على المحاكمة التي تكون صحيحة منطقياً ، ولكنها تنطلق من مقدمات ظنيّة (خلافاً للبرهان الذي ينطلق من مقدمات يقينية). وفي إطار هذا الفهم صار الديالكتيك (الجدل) يعني القدرة على إثبات الموضوعة ونقيضها. وهذا الفهم للديالكتيك باعتباره فن الجدل ظل سائداً في العصور اللاحقة حتى أيام هيغل الذي ضمّنه محتوى جديداً ، صار يعني : النظر إلى العالم وظواهره في تغيرها وفي تطورها النابع من صراع الأضداد الداخلية فيها. ولكن هذه الرؤية الديالكتيكية للكون ليست وليدة عصر هيغل بل كانت موجودة قبله كذلك.


    <<<
                  

06-13-2006, 12:51 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    للولوج لتاريخ الفلسفة لابد من التطرق بعض الشى عن (هيجل) الذى يعتبر اخر فيلسوف من اصحاب المذاهب الكبرى ؛حيث تعتبر فلسفته مصدار مهما لاغلب النظريات والمذاهب التى تصارع بها الافكار حتى يومنا هذا وخاصة الماركسية والوجودية ..
    وقد يرجع هذا الى الطابع المزدوج لفلسفة هيجل نفسها التى يُطلق عليها بالمثالية الموضوعية ؛فهى مثالة من ناحية المذهب ؛وموضوعية من ناحية المنهج...
    حيث ان هذا المنهج هو مايعرف بالمنهج الجدلي الذى اتخذه ماركس وانجلز منهاجا لمذهبهما الفلسفى واقاماه على قدمية بعد ان كان يقف على راسه فى فلسفة هيجل ..
    نلخص جزهر فلسفة هيجل ((بالفكرة المطلقة)..
    وتتميز هذه الفكرة بالطابع الجدلي (الديالكتيك..) حيث نجدها فى صراع داخل ذاتها؛نجد ان النتيجه الحتميه لهذا الصراع الداخلى الاوهو دفعها الى التحرك والتغير والتغرب عن ذاتها والانتقال الدائم الى نقيض هذه الفكرة المطلقه حيث تمر بى 3 مراحل..
    المرحلة الاولى : مرحلة خالصه التجريد والاطلاق...الخ
    المرحلة الثانية : مرحلة تعبير الفكره المطلقه عن ذاتها عن طريق نفى ذاتها ..الخ
    المرحلة الثالثه : مرحلة نفى النقيض هذا ..الخ
    • فتعود الفكرة المطلقه مرة اخرى الى مملكة الفكر الخالص ولكنها متجسدة هذه المرة فى الفكر البشرى ؛ويتنوع هذا التجسد بين الفكر الفردى النفسى او الفكر الاجتماعي...
    • ومن هذه المراحل الثلاث تتالف الحركة الجدلية لكل شى من موضوع ؛ الى نقيض لهذا الموضوع ؛الى مركب جديد لهذا الموضوع ..كما تتالف كذكل الابواب الاساسية لفلسفة هيجل وهى المنطق وموضوعة الفكرة المجرده...
    • وفلسفته فلسفة الطبيعية وموضوعها الفكرة متحققه فى الكون واخيرا فلسفة الروح او العقل متحققة فى النشاط البشرى فى مظاهرة المختلفة من نفس واخلاق وتاريخ وفن ودين وفلسفة...
    • ورغم هذه المراحل والمظاهر المختلفة المنتوعه ؛فانها عند هيجل تجسيد للفكرة المطلقة فى تعبيرها عن ذاتها..ولهذا فالفكرة والواقع عند هيجل شى واحد ؛فالواقع فكرى كما ان الفكرة واقعية..
    • ولعل منهج هيجل الجدلي قد نجده هو الاخطر ما اضافه هيجل الى الفكر البشرى..
    • جوهر الجدل الهيجلى هو ان الحركة والتغير هو ان الحركه والتغير والتشابك والتناقض هى اساس الوجود ؛على ان اهمها جميعا هو التناقض ؛فالتناقض هو اساس الحركة والتغير والتطور جميعا ..ونجد بان هيجل لم يقف عند هذا القول بل سعى لتحديد بعض القوانين العامه التى تحكم اتجاه التغير فى الوجود الطبيعى والانسانى على السؤاء مثل التحول من التغيرات والكمية الى التغيرات النوعية او الكيفية كما يدحض ماذهب اليه (كانط) فى استحالة معرفة الشئ فى ذانته فيؤكد امكانية المعرفة المطلقه فى حركتها النسبية عبر التاريخ...
    • وعلى الرغم من ان هذه النظره الجدلية الدائبة الحركة والتفتح والتغير والتطور فى منهج هيجل ؛الا انه فى مذهبة الفلسفى انتهى الى مايشبه الدائرة المقفله ؛ فهو يذهب مثلا: فى اواخر ايامه الى ان الدوله الروسية البرجوازية هى التجسيد النهائى الاخير للفكرة المطلقه وهى اعلى ورقة مرحلة للتطور البشري..
    • وبهذا يجمد هيجل الحركة الجدلية فى داخل النظام الاجتماعي ويتناقض فى مذهبة مع منهجة
    • الا اننا نجده يحاول ان يغطى التناقض بالقوة بحتمية الحرب بين الدول المختلفة كاساس للتقدم والتطور ...
    • ايضا نجد انه فى الحقيقه يلغى الحركة الجدلية داخل النظام الاجتماعيى ليحتفظ بوجة من وجوها بين الدول ...
    • نجده بهذا يعبر ابلغ تعبير عن مصالح البورجوازية((الالمانية)) وهى تسعى فى النهاية الى الاستقرار ؛والى تاكيد ابدية نظامها الاجتماعي والسياسي فى مواجهه كل الماحولات الثورية فى بنائها الداخلى الذى عبر عنها فيما بعد ((ماركس و انجلز)).
                  

06-13-2006, 12:57 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)


    هيجل & ماركس:
    • لقد صاغ هيجل المنهج الجدلي ولكن ماركس اقاممه على قدمية ؛فبدلا من ان يكون الواقع تعبيرا عن الفكرة كما كان يقول هيجل ؛اصبحت الفكرة تعبيرا عن الواقع وانعكاسا له ؛دون ان يقلل هذا من فعالية الفكرة فى الواقع كذلك...
    • هكذا اقام ماركس اسس الجدلية التى تؤكد ان وجود المادة سابق على وجود الفكر وان العالم الخارجي قابل لان يعرف بالذهن معرفة موضوعية يقينية ؛يزداد يقينيها بازدياد التجربه البشريه وتطورها كما طبق ماركس قواعد المنهج الجدلي من تغير وتداخل وتناقض وتحول من كم الى كيف ؛ على مختلف مجالات النشاط البشرى .
    • انتهى الامر الى اقامة المادية التاريخة التى هى علم قوانين التطور الاجتماعي والصراع الطبقى...
    • استطاع ماركس ان بفصل المادية التاريخية ان يميز بين مراحل الاستغلال المختلفة فى التاريخ البشرى من عبودية واقطاعية وراسمالية ؛وان يكشف قوانين الاستغلال فى كل مرحلة ؛وان يقف طويلا عند المرحلة الراسمالية فبفضح بالتحليل العلمي متناقضاتها الداخلية ويؤكد حتمية انهاير هذه المرحلة الاخيرة من مراحل الاستغلال البشري ويحدد طريقة النضال لانجاز هذه المهمه التاريخية ؛
    • وبهذا نجد بان ماركس وضع اسس ((الاشتراكية العلمية)) فى مواجهة مختلف الاشتراكيات الخيالية.
    • من اهم ماكتبه ماركس بخصوص الفلسفه كتابه (مساهمة فى نقد فلسفة القانون عند هيجل) –(الاقتصاد السياسى والفلسفة) – (الايدلوجية الالمانية) – (العائلة المقدسه)
    • ولاننسى كتابه الرائع ((برومير ولويس وبونابرت))..

    نواصــــل..
    الفلسفة من ناحية انجــلز..


                  

06-13-2006, 01:35 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)

    _______________

    هذا العالم متغير أبداً

    كان قد أكد هيراقليطس على أن الموجودات كلها تتحرك بفضل المبدأ اللامتناهي ومثّل ذلك بالنار الحية السرمدية وأوردت ما قاله في هذا الصدد "فبالنار تبادل الأشياء كلها مثلما تبادل السلع بالذهب." وقد أسبغ هيراقليطس الحركة على الأشياء كافة. ففي الطبيعة تجري حركة لا متناهية مثلما يقول في صيغة أخرى : "فالنار تحيا بموت التراب والهواء يحيا بموت النار والماء يحيا بموت الهواء والتراب يحيا بموت الماء."[1] وفي إطار هذه الرؤية الديالكتيكية يتبدى العالم تفاعلاً للأضداد ، وحدة لها وصراعاً بينها. ثم إن إدراك الحقيقة يتم عبر تبدل الأضداد وصراعها فالأضداد تلتقي والأشتات تتجمع في نسق رائع وكل يجري عبر الصراع. والأشياء كافةً تتغير فالصراع أبو الكل ومالك الكل.


    وتطورت النظرة الديكالكتيكية إلى الكون على يد المفكرين العرب مثل ابن رشد وابن سينا ، فنجد ابن رشد يرى أن الحركة أزلية لا تفنى وأن الظهور أي (الكون) والتغير والانحلال أي (الفساد) متضمنة كإمكانية في المادية ذاتها. فالانحلال من جنس التكاثر ، وكل جنين ينطوي على إمكانية الفساد. كذلك يرى ابن سينا أن الحركة كامنة في المادة ، حيث تعني القدرة على التغيّر. أما الفيلسوف الصيني القديم تشان تزان أسبغ الحركة على القوة المادية التي تعيش حياة دورية صعوداً وهبوطاً ، فترجع إلى الخلاء العظيم أو تتكثف لتكوّن العالم المحسوس كله. أما الفلاسفة الهنود فيقولون بتغير العمليات المادية كلها عن عدم سكونها.


    أريد أن أقول أن جميع الفلاسفة القدامى سواء في اليونان أو في المشرق العربي أو في الهند أو في الصين أكدوا على حركة العالم السرمدية وأكدوا أنها تتطور وتتغير. وفي مجال الحديث عن تاريخ الديالكتيك لا بد من ذكر هيغل الذي وضع مذهباً متكاملاً في الديالكتيك. إذ يرى هيغل أن العالم يتطور بفضل تفاعل قوى متضادة ، ولكنه يربط هذا التطور بتطور الفكرة المطلقة أو الروح الكونية أو العقل الكوني. فالعالم في فلسفته يبدو وكأنه مقلوب: فما يتطور في الطبيعة والتاريخ البشري ينسبه هيغل إلى العقل الكوني ، ولذا فإن ديالكتيكه مثالي الطابع. لقد خمّن هيغل في ديالكتيك الفكر ديالكتيك العالم الواقعي. فتطور العالم عنده هو مسيرة ارتقاء الروح الكونية. والأشياء كلها تتطور بفضل الأضداد المتضمنة فيها ، ولذا فإن لأي منها تاريخه. إن النواة الصحيحة أو النواة العقلانية في فلسفة هيغل هي مذهبه في التطور. وخاصة قوله بتفاعل الأضداد الداخلية مصدراً لهذا التطور.


    أما الديالكتيك المادي فهو مذهب في التطور باعتباره تغيراً وحركة سرمديين للعالم والمجتمع والإنسان ، وكذلك منهج في معرفة العالم ، لا يعترف بأية حقائق نهائية وسرمدية. وقد ساعد الديالكتيك المادي على صياغة المدخل الصحيح لمعرفة العالم والوصول إلى الحقيقة.


    فمن زمن طويل أحس الناس في نشاطهم الحياتي بوجود روابط بين مختلف ظواهر العالم وأحداثه صحيحة أنها أحياناً ليست جلية للعيان ولكنها موجودة فعلاً. واستمر الناس لفترة طويل قبل أن تتشكل لديهم التصورات عن (ارتباط الكل) عن (سلسلة الأسباب) وغيرها. فإن استيعاب هذه التصورات وتعميمها قد سار من ملاحظة تواجد الظواهر المفردة معاً إلى صياغة التصور عن الرابطة ، ثم مفهومها ، مفهوم الترابط الشامل للأشياء والظواهر. وما زالت البشرية تتذكر اسم الفيلسوف الذي كان أول من استخدم المحاكمات العلمية مفهوم الرابطة السببية باعتبارها أهم شكل للرابطة ألا وهو ديمقراطيس الذي قال بأن لكل شيء علة أو سبب. فلا شيء يحدث بدون سبب. إن العلية (السببية) عند ديمقريطس هي ضرورة طبيعية ولذا فإن وجود الشيء بدون علّة معناه وجوده صدفة ، ولكنه مثل هذا الوجود اللاسببي أو العرضي مرفوض تماماً لدى ديمقريطس ، ويرى فيه تعبيراً ذاتياً عن الجهل بأسباب الحادثة المعنية. ويذهب ديمقريطس إلى أن الناس هم الذين ابتدعوا صنم الصدفة ليتستروا به على جهلهم.


    إن فهم الرابطة السببية على أنها الشكل الوحيد لتفاعل الظواهر الطبيعية قد ترسخ في الفلسفة كما في العلوم الطبيعية ، فباقي أشكال الترابط ، وخاصة الصدفة والإمكانية والاحتمال كانت تعتعبر بمثابة أحاسيس نفسية وتصورات ذاتية. ومن ذلك عبارة بيكون الشهورة "ابحث في الأسباب" فالمعرفة الحقة هي المعرفة عبر الأسباب.


    وفي الفلسفة وعلوم الطبيعة كانت الرابطة السببية تعتبر ضرورة صارمة ومباشرة. وانطلاقاً من مبدأ السببية واستناداً على قوانين الميكانيك الكلاسيكي فإنه يمكن في حال معرفة سرعة الجسم ووضعه في لحظة معينة تحديد موقعه وسرعته في أية لحظة في المستقبل. ومن هذه الزاوية يتبدى العالم كله سلسلة صارمة من الروابط ، وفي هذا الإطار تكون الحوادث كلها متعينة سلفاً. وهذه النظرة تؤدي منطقياً إلى الجبرية[2].


    وعندما ينظر إلى الرابطة السببية على أنها ليست أمراً موضوعياً وإنما هي ارتباط ذاتي بين تصوراتنا -كما يؤمن هيوم – أو تعتبر شيئاً ملازماً للفكر البشري منذ الأزل – كما يؤمن كانط - ، فإن هذا يقود إلى اللاأدرية[3] ومن ثم إلى المثالية.


    إن الفهم المادي المتسق للرابطة السببية بوصفها أحد أهم أشكال الارتباط الشامل إنما يؤكد على موضوعيتها. فالعالم المادي – من وجهة النظر المادية الديالكتيكية- هو ارتباط كلي للأشياء المتحركة والمتغيرة. أما خارج هذا الارتباط الكوني الشامل فيتعذر فهم لا هذه ولا تلك من الظواهر والعمليات المفردة فحسب ، بل والحركة عامة.


    ولذا فإن المفكر الديالكتيكي يرى في الدراسة العلمية الموضوعية لكل موضوع ولكل شيء عملية لا متناهية من الكشف عن جوانب وعلاقات وروابط جديدة. وتأتي العلوم الطبيعية المعاصرة وبينها الفيزياء ، لتقدم تصوراً أدق عن هذه التفاعلات الجوهرية التي تشمل ميداناً واسعاً من الظواهر الجارية في الكون ، بدءاً من تطور المجرات وانتهاءً بأدق العمليات في الجسيمات الأولية. وفي العالم الموضوعي يتجلى الارتباط الشامل في كافة أشكال الحركة: في الانتقال الميكانيكي ، وفي مختلف العمليات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية ، وفي الحوادث الاجتماعية.


    ولكن تاريخ الديالكتيك يعرف آراء ذهبت في تصوير دور الحركة والتغير إلى مواطن بعيدة جداً . ومثال ذلك الفيلسوف كراتيل صاحب العبارة المشهورة "إنّك لا تعبر النهر مرتين" فهو يقول بأنه يتعذر على المرء أن يسبح مرتين في مياه النهر الواحد ، فالماء يجري دوماً ويتغير ، والإنسان نفسه يتغير في كل لحظة ، ومن هنا تتعذر المعرفة. وقد عرفت هذه النظرة بالنسبوية. إذاً فالنسبوية تبالغ في حركية الأشياء وتغيرها ، فترى أنه إذا كانت الأشياء تتحرك وتتغير دوماً فإنه يستحيل إصدار حكم معين عليها. ومن شأن نظرة كهذه أن تحول الديالكتيك إلى ضده (الميتافيزيقا) . فما هي الميتافيزيقا؟


    ___________

    [1] كتاب (ما هي الفلسفة) – ص 132
    [2] الجبرية : مذهب يقول أن العملية العالمية كلها والحياة البشرية قررتها سلفاً قوة عليا (قضاء وقدر)
    [3] اللاأدرية (من لا أدري) : وهو مذهب ينكر إمكانية معرفة العالم كلياً أو جزئياً.
                  

06-14-2006, 10:46 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    ___________

    ما هي الميتافيزيقا ؟


    كلمة ميتافيزيقا تعني حرفياً (ما بعد الطبيعة) أو (ما وراء الطبيعة) وهذه التسمية اصطناعية ، وسبب هذه التسمية : أن اندروزنيقوس (تلميذ أرسطو) رتب مؤلفات أستاذه فأطلق اسم الميتافيزيقا على مؤلفات أرسطو التي تأتي بعد الفيزياء (الطبيعة). وفيما بعد صار مصطلح الميتافيزيقا يدل على مبحث في الفلسفة يهتم بدراسة علل الموجودات وأصولها ومبادئها وذلك بدراسة الوجود بما هو موجود ، بدون لواحقه الزمانية والمكانية.



    ثم جاء هيغل فاستخدم مصطلح الميتافيزيقا مقابل لمصطلح الديالكتيك. فقد كانت الميتافيزيقا تتميز بالمبالغة في ثبات الأشياء وصيغ التفكير ، أما الحركة ومصدرها وكذلك تناقض الحركة نفسها فلم تكن تدخل في ماهية الأشياء التي كانت تعتبر نتائج جاهزة. فبالنسبة للميتافيزيقي تبدو الأشياء وانعكاساتها الذهنية (أي المفاهيم) أمور منفردة ، وساكنة لا تتغير ، ومعطاة مرة واحدة وإلى الأبد. وتخضع للبحث أحدها بعد الآخر. إنه يحاكم من خلال أضداد مباشرة ، فيتألف حديثه من (نعم/نعم) و (لا/لا) وما عدا ذلك فإنه من الشيطان. وهذا يعني أن الديالكتيك والمتافيويقا نظرتان متضادتان إلى التطور. وأسلوبان مختلفان في تفسير معرفة العالم. ويصادف أحياناً رأياً مفاده أن الديالكتيك يقول بالتطور أما الميتافيزيقا فتنفيه أي تنفي التطور.



    غير أن هذا ليس بصحيح. فالميتافيزيقا لا تنفي التطور ، صحيح أن الميتافيزيقا في بدايتها كانت تتجرد عن الحركة كصفة جوهرية للظواهر المادية ولترابطها ، ولكن فيما بعد لم تعد الميتافيزيقا تنفي أو تنكر التطور. بيد أنها تفهمه فهماً مبسطاً ، ولذا فإنها تبقى نقيضاً للديالكتيك. فالديالكتيك والميتافيزيقا كلاهما يعترفان بالحركة والتطور ولكنهما يفهمانها ويفسرانها على نحو مختلف.



    فالديالكتيك يفهم التطور باعتباره تفاعلاً بين الأضداد باعتباره وحدة لها وصراعاً بينهما. وهو ينظر إلى التطور على أنه تطور داخلي (تطور الذات). أما الميتافيزيقا فترد التطور إلى الحركة الدورية ، فتنفي التطور الذاتي.


    <<<
                  

06-14-2006, 11:05 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    ________

    إن النظرة الميتافيزيقية للعالم ومعرفته كانت مبررة في حينها ، فقد ارتبطت بتقدم العلم واحتياجات تطور المعرفة. وقد ساعدت على جمع وتكديس الوقائع الخاصة بالأشياء والظواهر المنفردة ، وعلى الكشف عن صفاتها عبر المقارنة والملاحظة وغيرها. وعلى هذا النحو تمت الاكتشافات في عدد من العلوم مثل الرياضيات والفيزياء والبيولوجيا وغيرها. ولكن تكديس المعارف وتنسيقها يؤدي – في ظل سيطرة الأسلوب الميتافيزيقي في التفكير – إلى أن الأشياء والظواهر تدرس خارج إطار ارتباطها بالأشياء والظواهر الأخرى ، وتؤخذ منعزلة بعضها عن الآخر. ويتجرد العلماء عن تغيرها وتطورها.



    وقد سادت هذه النظرة حتى وقت قريب ، مما أدى بكثير من العلماء إلى القول بعدم تغير العالم وبمطلقية قوانينه التي كانت ترد إلى قوانين الميكانيك. وكانت تلك نظرة ترى أنه (لا جديد تحت الشمس) ثم إن الميتافيزيقا التي كانت - من الناحية التاريخية – أسلوباً محدوداً في المعرفة ، راحت تتحول تدريجياً إلى عائق على طريق تطور العلم.
                  

06-14-2006, 12:00 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    ___________

    الاكتشافات الثلاث الكبرى

    في مجرى العالم تبين خلط الآراء الميتافيزيقية عن العالم. وقد ظهر ذلك في علم الفلك ، حيث طرح كانط وآخر اسمه لابلاس فرضيتين متشابهتين تقولان بتحدر المجموعة الشمسية من مادة سديمية أولية. وقد جاءت فرضية كانط ولابلاس هذه لتحدث أول شرخ في صرح التصورات الميتافيزيقية عن الأجرام السمواية.


    إن الأفكار الديكالكتيكية حول التغير والتطور الشاملين قد ولدت في أحشاء العالم نفسه. فالفكرة القائلة بأنه بدون نظرية التطور يتعذر تفسير العالم المتغير ، صارت بمتناول العلم. وقد لعبت دوراً كبيراً في تشكل النظرة الديالكتيكية للعالم ثلاثة اكتشافات كبرى ، هي:

    1) اكتشاف البنية الخلوية للكائن الحي.
    2) اكتشاف قانون حفظ الطاقة وتحولها.
    3) اكتشاف نظرية التطور.


    وقد ساعدت هذه الاكتشافات على استجلاء الارتباط الشامل بين أشياء العالم وظواهره ، وبينت أن التطور يتم في صورة حركة من البسيط إلى المعقد ، من الأدنى إلى الأعلى. وإذا كان العلماء والفلاسفة الميتافيزيقيون من قبل يرون استقلالية أشكال المادة بعضها عن بعض كالشكل الحراري والمغناطيسي والميكانيكي والكهربائي ، فقد كشف الآن عن الرابطة الداخلية بينها.



    <<<

    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-14-2006, 12:01 PM)

                  

06-14-2006, 12:04 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    ____________

    نظرية البنية الخلوية للكائن الحي: ويرجع الفضل في اكتشاف البنية الخلوية للكائن الحي إلى علماء ألمان اكتشفوا الخلية بوصفها أساس بنية كافة النباتات والحيوانات. وكان لذلك قيمة فلسفية كبيرة ، حيث كشف عن وحدة عالم الأحياء كله ، وعن القرابة التي تجمع الكائنات.



    قانون حفظ الطاقة وتحولها : وباكتشاف قانون حفظ الطاقة وتحولها أثبت الفيزيائيون أنه لا شيء في العالم يظهر من عدم أو يفنى تماماً. ورغم أن هذه النظرية كانت معرفة بشكلها الفلسفي حتى قبل اكتشاف هذا القانون إلا أنها لم تلق الدعم العلمي إلا بعد وضع قانون حفظ الطاقة وتحولها هذا. فقد بين العلماء تجريبياً أن الطاقة لا تخلق ولا تفنى وإنما تتحول من حالة إلى أخرى: من الشكل الميكانيكي إلى الحراري ، ومنه إلى الكهربائي ... وهكذا.



    نظرية التطور: وجاءت نظرية التطور التي وضعها العالم الإنجليزي داروين لتفسر (مادياً) ارتباط عالمي النبات والحيوان ، فعلى أساس حشد هائل من الوقائع برهن داروين ان الطبيعة كلها – بدءاً من النباتات وانتهاءً بالإنسان – تتحرك وتتطور دوماً. ثم انتشرت فكرة التطور في باقي ميادين العلم. فالجيولوجيون أكدوا على التطور المستمر للأرض ، وراح علم التاريخ يصوغ مبدأ التأريخية ، أي طرح فكرة التقدم كحركة من الأدنى إلى الأعلى ، وبين علماء الاجتماع أن النفس البشرية تتغير وتتطور. وعلى هذا النحو دخلت فكرة التطور الشامل إلى العلم والفلسفة ، ودحضت النظرة إلى العالم بوصفه شيئاً ثابتاً لا يتغير.




    <<<
                  

06-14-2006, 12:10 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    ____________

    إن الارتباط الشامل لظواهر الواقع يتبدى بصورة أوضح فأوضح. فتغير الجو يستدعي تغيرات في عالمي النبات والحيوان . والعواصف المغناطيسية على سطح الشمس لا تخل فقط بالاتصالات اللاسلكية ، بل وتؤثر على الطقس. وتغير الضغط الجوي ينعكس على صحة البشر. إن الارتباط الشامل للأشياء والظواهر لا يهم العلماء وحدهم ، فعنه كتب الأدباء والشعراء. فنجد – على سبيل المثال لا الحصر – بردبيري الراوي الأمريكي في روايته الخيالية (ويدوي الرعد) يتكلم عن ترابط الزمن وعن تأثر الحضارة حتى وبنية المجتمع السياسية بإبادة ولو فراشة أو فأرة !! صحيح أن الكاتب يبالغ هنا ولكن الحياة ترسخ قناعتنا بأنه يكفي الإخلال أو الإضعاف بحلقة واحدة من الطبيعة حتى ينعكس ذلك على التطور اللاحق للطبيعة وللمجتمع على حد سواء.



    ويورد أحد الماركسيين المثال التالي على الارتباط الشامل بين الأشياء والظواهر: "لنتذكر اكتشاف مادة DDT الشهيرة والفعالة في مكافحة الحشرات الضارة. فقد تبين أن هذه المادة إذ تقتل الحشرات فإنها تبيد طعام الطيور ، وصمت الربيع ، وتقلصت كمية الطيور والنحل ، التي تأثرت هي الأخرى بالمادة السامة ، فتضرر تلقيح الزهور ، وتقل الثمار ، وعبر مياه الأمطار تتسرب DDT إلى جوف الأرض والأنهار والبحار ، ومنها إلى طعامنا ، فترسبت المادة السامة في عضلاتنا ، بحيث يتعذر طرحها من الجسم"[1] ويتوصل العلماء على ضوء ذلك إلى الاستنتاج التالي: ضرورة وقف استخدام الDDT !!



    والعالم لا يتغير ويتحرك وحسب ، بل ويمثل كلاً واحداً مترابط الأجزاء. وقد جاء العلم فبيّن صحة نبوءة قدامى الفلاسفة حول أنه لا شيء يولد من عدم ولا شيء يفنى بلا أثر. فمن الجسيمات الأولية تتكون الذرات ، ومنها تتألف الجزئيات. ومن هذه تتكون الأجسام العادية. والنباتات والحيوانات وثيقة الاتصال فيما بينها. فتنضم في أنواع وزمر وأجناس وترتبط الأرض بالشمس ، وترتبط مجرتنا بالمجرات الأخرى.... إلخ.



    وعليه فإننا حين ندرس العالم نراه مترابطاً وواحداً ومتطوراً.



    ________

    [1] من كتاب (ما هي الفلسفة) - ص 182
                  

06-14-2006, 12:13 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)


    المادة القادمة : كيف يتم التطور ؟
                  

06-15-2006, 07:16 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    هشـــام(ابو الشوش)
    كان ربك ادانى العافية اكيد بجيك..
    واصل...
                  

06-15-2006, 09:06 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: معتز تروتسكى)

    ___________
    صديقي اللدود معتز (تروتسكي)

    سيعطيك ربك العافية .. وستعود مرة أخرى
    لتنير ظلمة هذا المكان ، وظلمة عقولها بما
    تحمله من ثقافة ..

    كنت وما زلت أعتز بمعرفتي بك وبصداقتنا
    لأنك شخص ببساطة (ما عادي)

    أما أنا فأتوقف عن هذا البوست وأكتفي
    بهذا القدر ........ يكفي
                  

09-10-2006, 02:39 PM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    *
                  

09-10-2006, 02:51 PM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة - 2 (Re: هشام آدم)

    الأخ هُشام


    أكيّد أنتَ مَشغُولْ جِداَ

    إفتَقدناكْ..



    سؤالِي المُتواضِع:

    هَلْ الدِيّالكِتِيّكِيّه وبِصِفّه مُعَممَه أنَها عَمليّة
    إرتِقاء (قلووزِي) وللإفضَل ( إذا صّحَ تَعبِيّرِي هُنا).


    فأيّهُما أشمَلْ : الكون أم الوعِي؟



    بوستْ شيّق بِصوره لا تُوصَف لقَد تَعَلمتَ مِنه الكَثِيّر.


    أيّن د.مُعتّز؟؟؟؟.





    مَع فائق تَقدِيّرِي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de