|
Re: الفلسفة (Re: هشام آدم)
|
نواصل : .................
قديماً لم يكن الناس او بالأصح الفلاسفة يفرقون بين الأجسام الحية وغير الحية على اعتبار انها كلها مكونة من ذرات. حتى النفس تتكون عندهم من ذرات دائرية وناعمة وخفيفة. إلى أن جاء فيثاغروس أو فيثاغورث بنظريته عن (الكم والكيف). فمن المعروف ان التغيرات الكمية تؤدي الى ظهور كيفية جديدة في الشيء او في الظاهرة. كيف؟ فمثلا الانسان في مراحل نموه المختلفة يمر من الطفولة الى الشباب ثم الى مرحلة النضوج فالشيخوخة. وعملية (الانتقال) هذه لا تكون ملحوظة فيصعب علينا تحديد الحد الفاصل بين مرحلة الطفولة والشباب. فتواصل التغيرات الكمية ليس بعيداً عن تفسير حالة ظهور جديدة خلال العمليات الطبيعية والاجتماعية كما انه يزيد من صعوبة هذا التفسير. وعليه فان مفهوم الجديد يرتبط عضوياً بالتطور من حيث انه تحول متقطع في شكل قفزات. وهذه القفزات يمكن ان نسميها كذلك بالمفارقات الذهنية. ككيفية تشكل الكومة الكبيرة من حبات الرمل الصغيرة. فحبة الرمل الواحدة ليست كومة في حد ذاتها وكذلك الحبتين والثلاث حبات والأربع حبات والخمس...إلخ فعملية إضافة حبة جديدة الى الحبات السابقة لا تصنع الكومة. فكيف تظهر الكومة ومتى؟ يجب علينا ان نفهم انه بدون تحليل ارتباط التغيرات الكمية والكيفية يتعذر علينا الإجابة على هذين السؤالين. ولتوضيح المسألة اكثر أرى ان المثال الذي أورده هيغل هو افضل شرح لهذه المسألة فهو يقول أن صرف قرش من صرة النقود ليس أمراً يذكر. ولكن هذا ال(ليس أمراً يذكر) هو الذي يجعل الصرة فارغة من النقود مما يشكل فارقاً نوعياً كبيراً.
ان التغيرات الكمية تكون متباينة بمعنى انها إما ان تكون بطيئة وغير ملحوظة كالانتقال من مرحلة الطفولة الى الشباب ، او سريعة. والتغيرات الكمية بشكل عام تسمى تطوراً ارتقائياً وعليه فارتقاء هو تطور انسيابي تدريجي بطيء. أما التغير الكيفي فهو تغير ثوري يتمثل في تحطيم وكسر جذري للقديم. وذلك مثل الثورات الاجتماعية والاكتشافات العلمية وغيرها. والميتافيزيقيون يرون ان التطور هو فقط تغيرات كمية ، وهو بذلك لا يؤمنون بالتغيرات الكيفية ، ولا يقتنعون بوجودها أبداً. ومن ناحية أخرى فان الدارونية الاجتماعية يشبهون العملية التاريخية (التي جاءت في مداخلة سابقة) بالارتقاء البيولوجي وهم يرون تطور المجتمع عملية ارتقاء ليس اكثر. وهم بذلك ينفون العملية الثورية الكيفية كذلك. وفي دائرة السياسة فان النزعة الارتقائية تعني الترويج للانتهازية اليمينية وهم بذلك يرون عملية الانتقال من الرأسمالية الى الاشتراكية على انها عملية انسيابية بطيئة ولذلك يدعون الى التعاون بين العمال والرأسماليين كما نجدهم يبالغون في قيمة الإصلاحات الحكومية والتحسينات الدستورية ...وغير ذلك مما قد يؤدي الى ما يمكن تسميته بخيانة الثورة. وكما وجدنا التشبث بالتطور الكمي وعدم الاقتناع بالكيفية فان هنالك تيارات متطرفة أخرى لا تقتنع بالكمية وتقتنع بان التطور هو عبارة عن تغير كيفي. وفي الحقيقة فان التطور هو وحدة للجوانب الكمية والكيفية حيث تحضر التغيرات الكمية للقفزات او التغيرات النوعية ولنا في التاريخ اكبر شاهد على ذلك فالثورة الاشتراكية التي حدثت في روسيا فرغم انه قد يبدو للكثيرين انها ثورة حدث فجأة في عشرة أيام فقط إلى انها في الواقع كانت نتيجة لصراع طبقي خاضته البروليتاريا في روسيا لسنوات طويلة جداً.
والقفزات متنوعة: كانصهار المعادن عند درجة حرارة معينة او تحول الماء بخار كلها عبارة عن قفزات او تغيرات او تطور. كما ان تبدل العصور الجيولوجية هي حركة نطور. وعلى هذا فان نظرية تحول الكم الى كيف تعطي الديالكتيك المادي طابعاً ثورياً لا سيما عندما يفسر الجوهر المبدئي للتقدم الاجتماعي. ويتيح فهم كيف ان التغيرات الارتقائية وبصورة قانونية الى ثورة. ونستنتج من كل ذلك ان التطور يتم في صورة تحول التغيرات الكمية الى كيفية. وهنا يطرح السؤال نفسه ( ما هو مصدر الطاقة؟ )
الطاقة باعتبارها المولد الأساسي للحركة ولقد ذهب البعض الى ان الطبيعة تحتوي على قوى متضادة هي التي تولد الحركة الذاتية او ما يمكن يطلق عليها (حركة داخلية) ومسألة القوى المتضادة هذا يفترض وجود جانبان متناقضان لا يمكن لأحدهما ان يوجد بدون الآخر ويفترض أحدهما الآخر وينفيه في الوقت نفسه: الموت والحياة ، المحبة والكراهية ، الخير والشر ، الثلج والنار ، النهار والليل ، المرأة والرجل. وان هذه المتناقضات تثير نوعا من الاضطراب وتحدث التطور. ومن ذلك أيضاً مبدأ الفعل ورد الفعل في الميكانيك. والمقادير الموجبة والسالبة في الرياضيات ، والتركيب والتحليل في الكيمياء والعقلاني والتجريبي في المعرفة ، البروجوازية والبروليتاريا ، العمل والرأسمال ، الاشتراكية والرأسمالية ... إلخ. والميتافيزيقيون ينفون وحدة الأضداد فيعتبرون ان كلا من المتناقضات هذه توجد بحد ذاتها. وهذا الكلام ليس علمياً أبداً بدلالة ما ذكر أعلاه. ونخلص من كل ذلك أن التناقضات في الحياة أو في الواقع أو في الطبيعة هي الشكل الأساسي للتطور ومصدره الرئيسي ولهذا فانه يجب علينا معرفة هذه المتناقضات وإدراكها لنعرف كيف تنعكس التناقضات في الفكر. وهذه قضية أخرى مهمة أيضاً.
ونواصل ...............
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الفلسفة | هشام آدم | 01-10-06, 06:15 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-10-06, 07:51 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-10-06, 09:00 AM |
Re: الفلسفة | معتز تروتسكى | 01-10-06, 09:30 AM |
Re: الفلسفة | معتز تروتسكى | 01-10-06, 09:31 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-10-06, 09:38 AM |
Re: الفلسفة | معتز تروتسكى | 01-10-06, 11:20 AM |
Re: الفلسفة | Mohamed Adam | 01-10-06, 02:00 PM |
Re: الفلسفة | Mohamed Adam | 01-10-06, 05:09 PM |
Re: الفلسفة | AMNA MUKHTAR | 01-10-06, 05:32 PM |
Re: الفلسفة | معتز تروتسكى | 01-11-06, 01:14 AM |
Re: الفلسفة | معتز تروتسكى | 01-11-06, 01:22 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-11-06, 04:19 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-11-06, 04:26 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-11-06, 07:24 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-12-06, 04:32 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-13-06, 09:50 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-14-06, 06:09 AM |
Re: الفلسفة | mazin mustafa | 01-15-06, 00:40 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-17-06, 04:49 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-19-06, 11:04 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-21-06, 01:42 PM |
|
|
|