هلالويا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 02:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-19-2006, 10:52 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هلالويا

    هلالويا

    إن المسيحية كما هو معروف إحدى الديانات السماوية المعتبرة السابقة زمانياً للإسلام. وسميت هذه الديانة بالمسيحية نسبة إلى المسيح الذي يعتبر هو الأب الروحي لفكرة المسيحية وتتشابه المسيحية مع اليهودية والبوذية من حيث نسبة التسمية إلى الأب الروحي للفكرة أو الديانة حيث تنسب اليهودية إلى يهودا والبوذية إلى بوذا بينما يختلف الإسلام عن هذه الديانات بعدم نسبتها إلى مؤسسها. فلم يعرف الإسلام بشكل رسمي بأنه ديني محمدي نسبة إلى محمد رسول الإسلام بل عرف بأنه دين الإسلام. ونجد أن رسول الإسلام يصف نفسه دائماً بأنه عبد لله وربما كان ذلك من أجل تثبيت مبدأ العبودية المطلقة لله ، وربما من أجل منع أتباعه من المغالاة والتأليهية التي قد يقعون فيها. وقبل أن أبدأ موضوعي هذا عن المسيحية أود – بما أنني سوف أتكلم عن موضوعي ديني بشيء من الموضوعية والحيادية – أن يتقبل الجميع فكرة تجريد الشخوص الدينية المقدسة والإشارة إليهم بأسمائهم مباشرة دون إردافها أو إلحاقها بالنعوت أو الوصوف المرتبطة بها من شاكلة (صلى الله عليه وسلم) و (عليه السلام) فقط من باب تناول الموضوع بمنهجية موضوعية لا أكثر ولا أقل مع احترامي التام لجميع الرسل والديانات طبعاً. فأرجو أن يتسع صدور الجميع لما سأقول.

    وبداية فإن اسم (المسيح) ليس اسمه الحقيقي إنما هو لقبه الذي اشتهر به منذ ولادته. والكلمة المقابلة للمسيح في اللغة العربية هي (مشيحا) وتعني الممسوح وهذا هو سبب التسمية العربية (المسيح) والمسح هنا المقصود به هو مسح المولود بالزيت بغرض التبريك وهذه عادة قديمة ومعروفة عند الساميين عموماً ويوصف الشخص أو المولود بعد مسحه بهذا الزيت في العبرية بأنه مشيح أي مسيح أي المبارك أو المتبرك بالزيت. أما اسمه الحقيقي فهو (يسوع) ولا يصح ما يذهب إليه البعض من تسميته باليسوع بإضافة (أل) التعريف عليه. و (يسوع) في اللغة العبرية هو اسم مركب مثله مثل اسم (عبد الله) وهو مكون من: يهوه + شوع . وكلمة شوع هي عبرية طبعاً تعني بمعنى: ساعدأنقذأعان ...إلخ. أما (يهوه) فهم إله العبريين. واسم (عيسى) هو الاسم العربي المقابل لـ(يسوع) تماماً أن (يوسف) هو المقابل لجوزيف وإبراهيم هو المقابل لأبراهام وهكذا.

    وربما كانت القصة الأشهر هي قصة مولد المسيح من غير أب بشري أو قصة النفخ التي تناولها القرآن كذلك بالتصديق والإقرار بحصول الحمل دون مساس إنما بالنفخ ، ففي إنجيل متى نجد (لما كانت مريم أمه (أي أم يسوع) مخطوبة ليوسف (النجار) قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس) وسوف لن نتوقف كثيراً عند كلمة (مخطوبة) التي وردت في إنجيل متى – رغم أنني دهشت عندما وقعت عيني عليها- ولكن الغريب أنني في قراءاتي للأناجيل وجدت ذكراً لأخوة وأخوات يسوع بالاسم والسؤال الذي دار في ذهني مباشرة هو: هل تزوجت مريم من يوسف النجار أو غيره بعد ولادة يسوع؟

    عموماً فلقد كان المسيح واحداً من القادة التاريخية ولكن ليس بالمعنى الثوري لكلمة قائد إذ لم تكن دعوته التي دعا بها تقوم على التغيير وإنما على الطبقية والمناصرة للطبقات المسحوقة والفقيرة بل وترى ان الفقر شرط أساسي للإيمان. ولكن حتى نعرف أكثر عن دعوة يسوع يجب أن نعرف الظرف التاريخي الذي خرج فيه يسوع ودواعي ظهوره في ذلك الوقت. ونجد أن ظهور يسوع تصادف مع وجود كتلتين عبوديتين في ذلك الوقت وهما: الإمبراطورية الرومانية و الكتلة اليهودية. فمن المعروف أن يسوع هو أحد الأنبياء الساميين الذي جاء – كما يقول – لإكمال ناموس النبي السامي الذي قبله كما هو الحال في جميع الشرائع السماوية التي تأتي بمفهوم نسخ الشرائع والنواميس، والناموس الذي كان موجود في ذلك الوقت هو ناموس موسى الذي كان عليه اليهود (بني إسرائيل) فنجد في إنجيل متى 5/17 أن يسوع جاء لإكمال الناموس وليس لنقضه وهذا يتوافق مع ما جاء في القرآن في الآية التي تقول على لسان يسوع: (مصدقاً لما بين يدي من التوارة والإنجيل ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) ورغم اختلاف الناس حول هوية هذا النبي أحمد. وهي الحجة اليهودية التقليدية بأنه لم يدعي أي سامي مسمى بأحمد النبوة بعد يسوع. ولكن هذه الحجة باطلة على اعتبار أن الأسماء هنا هي الأقل اعتباراً بينما يشار إلى الشخوص التاريخية والقيادية بالألقاب تماماً كما هو الحال لدى يسوع حيث اشتهر بالمسيح وليس بيسوع. وهي الحجة التي جاء بها المسلمون أيضاً من باب أن (أحمد) الواردة في مقولة يسوع هو لقب هذا النبي السامي وليس اسمه وهم على هذا لا يرون فارقاً كبيراً بين (أحمد) و (محمد) على هذا النحو. والحقيقة أن أحمد و محمد كلاهما ألقاب لرسول المسلمين بينما اسمه الحقيقي هو (قثم) بضم القاف وفتح الثاء على وزن (أمم) ومحمد هذا وصفه فقط ربما لكثرة محامده وحسن أخلاقه وهي واحدة من ألقابه أو أوصافه فمن المعروف أنه كانت له ألقاب وأسماء عديدة: طه – يس – الماحي وغيرها من الأسماء التي تدل في إطار الصفات والنعوت. ونسبة الألقاب للأسماء هذه مشهورة جداً في التاريخ فنذكر على سبيل المثال لا الحصر:

    * فلاديمير أليتش الذي اشتهر بلقب (لينين)
    * نغوين الذي اشتهر بلقب (هوشي)
    * يوسف الذي اشتهر بلقب (ستالين)

    وغيرها الكثير جداً من الألقاب التي طغت على أسماء الشخوص الحقيقية فلم تعد أسماؤهم معروفة. والشاهد من هذا كله هو أن مسألة (إكمال الناموس) في الشريعة اليسوعية والتي تقابلها (إتمام مكارم الأخلاق) في الشريعة المحمدية تعني ضمنياً التصديق بالنبوات السابقة دون الالتزام الحرفي بالتعاليم. ورغم أن المسلمين أقروا بمبدأ نسخ الشرائع وطبقوها على الديانتين اليهودية والمسيحية ونفوها عن ديانتهم إلا أن الفرقة الإسماعيلية جاءت وأثبتته في حق الإسلام كذلك. وعلى كل حال فالنسخ يعني التعديل وليس الإلغاء. ومن الأشياء أو الشرائع التي نسخها يسوع من شريعة ناموس موسى ما يلي:

    * الطلاق والزواج الضرائري: من المعروف ان الطلاق محرم تحريماً قطعياً في جميع الأناجيل على عكس القرآن الذي أباحه مع الكراهية بدليل (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق) فهو في الآخر مباح في الإسلام ولكنه في المسيحية واليهودية محرم قطعاً على اعتبار أن المسيحية ترى أن الرابط الأسري هو رابط مقدس لا يجوز حلّه أو تفكيكه بالطلاق وكذلك الزواج الضرائي فهو محرم ضمنياً في وجوب اتخاذ زوجة واحدة وربما كان ذلك من الحسنات التي تؤخذ للمسيحية لأنه حرم كذلك اتخاذ الجواري الذي أباحه الإسلام وأباحته اليهودية.

    * العقوبات الأخلاقية: ورد في الأناجيل تحديد عقوبات على الجرائم الأخلاقية (الخطيئة) كالزنا وهي كذلك محرمة في الديانة اليهودية بل وأنها تعتبر كبيرة من الكبائر. غير أن الأناجيل كلها لم تذكر أي عقوبات واضحة تجاه الجرائم الأخرى كالقتل والسرقة وربما كان السكوت عنها إقراراً ضمنياً بها ، رغم أن المسيح يعتبر القتل من الكبائر كذلك لكن السرقة ليست ذات أهمية لديه ربما كان ذلك بسبب موقفه من الأغنياء وهذا لا يعني طبعاً إباحية السرقة في المسيحية.

    * الطقوس : جعل يسوع هذه الطقوس تابعة للفرائض الاجتماعية فنقرأ في إنجيل متى (إن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك) كما أن المسيح دعا إلى تخفيف الصلاة والتخفيف من الأدعية وفي ذلك يقول يسوع (لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه) وهم بذلك عكس المسلمين الذين يرون ضرورة الإلحاح في الدعاء والتضرع بل والتذلل في السؤال إلى الله. وبالمناسبة فقد ألغى المسيح شعائر يوم السبت وأجاز العمل فيه على أنه لم يحدد يوم عطلة بدلاً عن يوم السبت ويبدو أنه أقر يوم السبت أن يكون هو نهاية الأسبوع ولكن عطلة الأحد فلم تكن من تشريعات المسيح وربما هي (بدعة) ومسألة إلغاء شعيرة السبت كانت واحدة من أسباب نقمة اليهود على المسيحية وعلى المسيح في شخصه.

    أما فيما يخص جانب الامبراطورية الرومانية فمن المعلوم كذلك أن النظام الروماني في ذلك الوقت كان نظاماً عبودياً فجاءت المسيحية بدعوات مناهضة للعبودية والاستعباد ونجد في إنجيل لوقا تحديد (روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين وأرسلني لأشفي منكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية) ومما لا بد من ذكره هنا هو أن الثورة المسيحية أو الدعوة المسيحية في عمومها كانت تتميز ببروز المشاعية بصورة طاغية جداً. ونجد مثلاً في مرقس ولوقا حول قصة دخول يسوع إلى الهكيل وطرد تجار اليهود منه (ودخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام وقال لهم: مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة للصوص.......) وهكذا نراه المقابل في الإسلام ما جاء في ذكر المسجد واستخداماته ( .... رجالاً لا تلهيهم تجارة أو بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ). كما نجد ان المسيح حرم كنزل الأموال فجاء في إنجيل متى (لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ....) وكذلك نجد نفس التوجه في الإسلام فيما يخص كنزل الأموال وفي القرآن نجد آية تقول ( إن الذين يكنزون الذهب والفضة .... ) إلى آخر الآية. والغريب أن المسيح يرى أن جمع الأموال شكل من أشكال الشرك حيث يتعارض – حسب رأيه – مع الإقرار بوجود الله كرب واحد يجب عبادته دون سواه لذا فهو يرى الغنى من الكبائر بمعنى أن الغني مشرك بدلالة أنه عني بغض النظر عن الطريقة التي جمع بها المال. غير أن المسيح لم يوضح ما إذا كانت هنالك طريقة شرعية لجميع المال أم لا وهي تطلب التدين المسيحي الفقر أو في أحسن الأحوال عدم الحرص على المال ولو بطريقة مشروعة؟ (أرجو من الأخوة المتداخلين تذكيري في آخر البوست لأتحدث عن تفسير الإسلام أو بعض الطرق الإسلامية للغنى والحد الملزم له) ولكن كل ما أعلمه هو أن المسيح كان يرفض دخول الأغنياء في جماعته وهذا ما وجدته في رد المسيح على أحد الأغنياء الذين كانوا يريدون اتباعه فقال له ( إن أردت (والقول هنا للمسيح) أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني) وأغلب الظن أنه ذهب ولم يعد. وهذا المفهوم الذي يجعل معيار الغنى بمقدار ما يكفيك دون أن يفيض عن حاجتك وما فاض فهو ملك الفقراء هو مفهوم قريب مما هو موجود في الإسلام وكذلك مسألة مقايضة مافي الدنيا بما في الآخر (التجارة الرابحة) موجودة في الإسلام أيضاً رغم أن رسول الإسلام لم يحرم الغنى ولم يدخله مدخل الشرك بل فرض زكاة تؤخذ من الأغنياء وتؤدى للفقراء وربط الزكاة بشروط: بلوغ النصاب وحلول الحول. بينما المسيحية أو المسيح يرفض مسألة الغنى كليةً ويرى أنه يوجب الطرد من ملكوت الله وليس أدل على ذلك من قول يسوع في إنجيل لوقا (كل واحد منكم لا يترك (جميع) أمواله لا يقدر أن يكون تلميذاً)

    إذاً ربما كان للمسيح توجهات طبقية بروليتارية ومشاعية متفردة تتضح فيما جاء من وصف دقيق لحياة الحواريين التي تتسم بالمشاعية ومن يقرأ (أعمال الرسل) يجد روايات وقصص تصف حال حياتهم بصورة دقيقة ولقد جاء في إنجيل متى (مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً فغي مناطقم ولا مزوداً للطريق ولا ثوبين و أحذية ولا عصا لأن الفاعل مستحق طعامه) والفرق بين هذا الكلام وما يبيحه الإسلام ويحرمه واضح ولا يحتاج لسوق أدلة ولكن فقط أريد الإشارة إلى أن المقصود بـ( أعمال الرسل ) هي مجموعة مقالات أو رسائل كتبت عن الحواريين وهم (الرسل) المقصودين. وفي شريعة يسوع فإن الدعاة لا يجوز لهم أخذ المال بأي شكل من أشكاله وإنما يكتفون بأخذ الطعام بدلاً عن المال. وأذكر أن الإمام الغزالي قد ذكر في كتابه (إحياء علوم الدين) - وهو كتاب شيق يحتوي على بعض المعلومات القيمة وأنصح بقراءته – أن المسيح لم يكن يملك من حطام هذه الدنيا غير: مشط وكوز ماء. وحتى هذين الاثنين استغنى عنهما لاحقاً فعندما رأى رجلاً يشرب من النهر بيديه رمى كوزه ، وعندما رأى أحدهم يمشط لحيته بأصابعه رمى مشطه. والمحصلة أن يسوع لم يكن يملك شيئاً على الإطلاق. كما نجد أن الجاحظ ذكر في إحدى مؤلفاته –لا أذكر اسم الكتاب- أن المسيح كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن ويأكل الشعير. طيب نستنتج من ذلك أن أتباع المسيح كانوا من عامة الناس ومن الفقراء والعبيد. وبذلك لا نستطيع أن نقول ان المسيح كان له برنامج يقوم على تحرير العبيد وإلغاء الرق. لأنه أدخل العبيد في ملكوت الله بدلاً من سادتهم. وكل ما فعله يسوع هو أنه أطلق على هؤلاء العبيد وصف (بشر) بعد أن كان النظام الروماني الإمبراطوري يرى أنهم مجرد عبيد وحيوانات أو بهائم. والأمر الأكثر غرابة أن هؤلاء العبيد كانوا أحراراً متساوين مع بقية الأتباع داخل مجموعة (الرسل) رغم أنهم كانوا لا يزالون عبيداً مملوكين بحسب نظام الرق بمعنى أنه كانوا (أحرار في مجتمع الدعوة و عبيد في مجتمع الدولة) وهناك إصحاحات غريبة تتحدث عن إنعدام النظافة في مجتمع الرسل فقد ذكر في إنجيل متى ومرقس أن تلاميذ المسيح لا يغسلون أيديهم ويعللون ذلك بأن الإنسان لا يكتسب النجاسة بما يتناوله من فمه من طعام ولكنه يكتسب النجاسة بما يحمله من أفكار شريرة وكما نعلم فالفقراء لا يعرفون أصول النظافة لأنهم في الأصل لا يملكون وسائلها. ولكن يسوع يبرر مسألة النظافة وعدمها هذه بعقيدته الروحانية التي تقوم على تهميش مطالب الجيد ولكن الحق يقال فالمسيح لم يقل بشرعنة اللانظافة.

    ومن المعروف أن الدعوة المسيحية لم يكن الغرض منها بناء حضارة كتلك التي قام بها رسول الإسلام محمد فالمسيح ترك ما لقيصر لقيصر بل وأكثر من ذلك دعا أتباعه إلى دفع الجزية المفروضة عليهم من قبل الإمبراطورية الرومانية. وتنزيهاً لهذا النبي فإنه لم يفعل ذلك بدافع الخوف أو الجبن ولكن ربما اقتضت ضرورة المرحلة لحركته الدعوية الرضوخ لفكر السائد كما هي عادة كل قيادة جديدة في تعاملها مع القوى السائدة في محيطها.

    ونجد أيضاً أن يسوع يرفض فكرة (أبوة الدولة) لأنه يرى– وكما ورد في بعض الأناجيل – أن هنالك أباً واحداً وسيداً واحداً هو الذي في السماوات أما الأرض فلا يوجد فيها سيد ولا أب. وربما يعرف المسيحيون عن الخطة المشتركة بين الرومان واليهود التي هدفت إلى تنصيب يسوع ملكاً وهروب يسوع إلى منفاه بعد ذلك وربما كان المنفى جبلاً أو صحراء أو شيئاً من هذا القبيل وهذه الخطة التي دبرها المعارضون الأساسيون له تقتضي أن يتوج يسوع ملكاً حتى يتخلصوا من دعوته التي تقوم أساساً على رفض الملوكية والسيادة وفي نفس الوقت إعادة يسوع إلى الناموس القديم (ناموس موسى) ووجه الشبه كبير جداً بين هذه الخطة والخطة التي وضعها زعماء قريس لمحمد والتي تقوم في الأصل على تبادل المصالح: الزعامة مقابل السكوت عن الدعوة. غير أن محمد لم يهرب بل كان يجد من يعاضده في دعوته وهو عمه الذي كان يقابل بنوع من الاحترام والتقدير من قبل قادات قريش. وهروب يسوع وفكرته الدعوية تدل على أنه لم يكن ينوي إقامة دولة بل كان يعمل فقط على التقليل من شأن ذوي السلطة وفي الوقت ذاته حاول أن يجد علاقات مجتمعية لا تراعى فيها الأصول المتبعة في الدولة. وهذا ما يؤكد على أن يسوع كان يفرق بين المجتمع والدولة لأنه فكرته كانت تقوم على أساس خلق مجتمع داخل دولة ويكون هذا المجتمع محكوماً بأصول مشاعية وهذا هو ما جعل القوى العظمى تفكر جدياً في التخلص منه لبتر شأفة الفكر الشيوعي أو المشاعي اليسوعي وبالطبع فلقد استعانت الامبراطورية الرومانية بحليفها من اليهود لأن اليهود كانت تربطهم مع الإمبراطورية مصالح مشتركة متمثلة في تجارة الرقيق. وعلى هذا يمكن القبول بجملة ان اليهود كانوا عملاء للرومان في خطتهم لقتل يسوع وكانوا هم اليد التي بطشوا بها على يسوع لأن اليهود كانت لهم أحقاد قديمة مرتبطة بذكرى طردهم من الهيكل وغير ذلك فإن الدعوة اليسوعية كانت تهدم مصلحتهم المباشرة مع الإمبراطورية والمتمثلة كما قلت في تجارة العبيد. كل ذلك كان كافياً لتوفر الدافع الحقيقي لقتل يسوع وصلبه. ولكن الدعوة اليسوعية استمرت حتى بعد موت يسوع ثم بعث فيها الروح من جديد مع ظهور نبي جديد هو النبي بولس.

    أحدث النبي بولس ثورة حقيقية في مفهوم المسيحية كدين ورغم أن بولس في بدايته كان معادياً للفكر اليسوعي إلا إنه في مرحلة لاحقة عاد ليصبح المؤسس الحقيقي لحركة اليسوعية الدينية (المسيحية) وبولس لقب أيضاً ولا علم لي بمعنى بولس بالعربية ولكن اسمه الحقيقي هو (شاؤول) ولقد توفرت لبولس الأسباب التي تؤهله للنهوض بالمهمة الجديدة حيث كان يتميز بالذكاء والشخصية القيادية والقدرة على التنظيم وتقوم ديانة بولس على المبادئ التالية:

    * جعل الكنيسة محور النشاط الديني لأن الكنيسة لم يكن لها ذكر أو أثر في الأناجيل الأربعة زمن يسوع وحتى أنها لم تذكر في (أعمال الرسل).

    * يعتبر بولس مخترع العقيدة الثالوثية المقدسة المعروفة الآن ورغم أن جذور هذا الثالث كانت موجودة في الأناجيل السابقة لعهده إلا أن وجودها كان مختلفاً عما دعى إليه بولس. حيث نجد أن الأناجيل تفرق بين (الله) و (الرب) فكانت تقول أن الله هو ذلك الإله الواحد المعبود والرب هو يسوع ابنه الروحي وعلى هذا فالأناجيل اليسوعية موحدة وديانة بولس ثالوثية.

    * اعترف بولس بالأغنياء وفي حقهم في الإيمان ولم يكن معادياً لهم كم كان يسوع ويقول بولس أن الأغنياء يمكنهم الدخول في ملكوت الله شرط أن يكونوا أسخياء وكرماء ولقد نص بولس على ضرورة أن يدفع الأغنياء أو يتنازلوا عن نسبة من أموالهم للفقراء على سبيل الصدقة دون الضرورة لأن يجعلهم فقراء.

    * كما أن العهد اليسوعي تميز بالأناجيل فإن العهد البولسي تميز بالـ(رسائل) وهي أشبع التشريعات الجديدة. ومن أجمل الرسائل التي قرأتها لبولس هي الرسالة التي يقول فيها ( واحد يؤمن أن يأكل كل شيء ، أما الضعيف فيأكل بقولا فقط ، لا يزدري من يأكل من لا يأكل ، ولا يدين من لا يأكل من يأكل ، لأن الله قبله (من القبول) من أنت حتى تدين عبد غيرك؟ ……. ) إلى آخر الرسالة.

    * ومن الأشياء المفصلية كذلك في دعوة بولس هو تثبيت العبودية ودعوة العبيد إلى الرضوخ لمالكيهم أو أسيادهم وذلك يتنافى طبعاً مع ما دعا إليه يسوع وربما كان غرض اليسوع من ذلك هو كسب القوى المهيمنة في ذلك الوقت أو على الأقل عدم كسب عدائها حتى يتمكن من نشر دعوته ، وهذا يذكرني بقصة صلح الحديبية والتنازلات التي قدمها رسول الإسلام في سبيل كسب بعض الوقت لنشر دعوته في جو سلمي.

    * وأسوأ ما جاء به بولس هو تثبيت أو إقرار العائلة أو الأسرة الأبوية التي تخضع فيها المرأة والأبناء لسلطة الرجل. وهذا يظهر لنا بولس وتوجهه الذكوري المبالغ فيه حيث يرى أن الرجل هو رأس المرأة والمرأة من الرجل وليس العكس. لأن المرأة خلقت من أجل الرجل ويظهر ذلك كذلك في رسالته إلى أنسس ولكنه أقر تعليم المرأة دون السماح لها بالعمل لا سيما في مجال التعليم. كما فرض الحجاب على المرأة ويقول في إحدى رسائله (المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها) فكان يحلق رؤوس النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب ، كما ألزم المرأة بالقرار في البيت ومنعها من الكلام في الكنيسة. ويمكن الرجوع إلى رسائل بولس إلى كورنثوس وتيماثوس بخصوص هذه النقاط التي تتعلق بالمرأة واضطهادها.

    ومن هذا نخلص إلى أنه ليس في الأناجيل شيء مما في رسائل بولس فقط هناك لغة دينية طاغية تغلف النصوص الأصلية وهو أمر طبيعي في الكتب المقدسة جميعها. كما أن هنالك نصوص لا تتوافق مع شخصية النبي. ويعمد رجالات الدين إلى دس هذه النصوص لمصالحة طبعاً فنجد مثلاً في إنجيل متى ومرقس (كان يسوع راجعاً إلى المدينة فجاع في الطريق فنظر إلى شجرة تين وجاء إليها فلم يجد فيها ثمرة (أو شيئاً) إلا الورق فقال لها: لا يكن منك ثمر إلى الأبد. فيبست الشجرة في الحال) ولا بد أن يكون هذا من وضع الاكليروس الكنسي لأنه يعكس أنانية رجال الدين. إن معدة المسيح لم تكن تعدل عنده شيء حتى يغضب على التينة لأنها لم تطعمه فيدعو عليها. وهناك قصة لطيفة وردت في إنجيل متى 26/6 يحكى ان امرأة سكبت على رأس يسوع قارورة طيب من النوع الغالي فغضب أتباع يسوع من هذا التصرف ورأوا في ذلك نوعاً من الإسراف حيث كان يمكن أن يباع ويعطى ماله للفقراء ، فقال لهم يسوع: لماذا تزعجون المرأة؟ فإنها قد عملت بي عملاً حسناً لأن الفقراء معكم في كل حين ، أما أنا فلست معكم في كل حين. والشاهد من هذه القصة هو: نزعة الإسراف في الملذات الحسية لدى رجال الدين على حساب رعاياهم وهذه القصة وردت في إنجيل يوحنا 12/1

    وأغلب الكتاب المسلمين عرفوا أن بولس بدل وغير شريعة يسوع إلا أنهم استمروا في المبالغة والطعن في الإناجيل كلها والإدعاء بأنها كلها محرفة تبعاً للمأثور الإسلامي طبعاً وفات عليم أن يتبينوا الفروقات الكبيرة بين مضمون رسائل بولس والأناجيل. فالأناجيل الموجودة غير محرفة وهي حقيقية وفيها صورة المسيح الحقيقي أما رسائل بولس فهي التي يمكن التشكيك فيها. وبطبيعة الحال فإن بولس هو الذي نشر المسيحية إلى اليونان ثم إلى إيطاليا ومنها إلى أوروبا وجميع أنحاء العالم فيما بعد.


    وللحديث بقية...........
                  

01-20-2006, 05:18 AM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هلالويا (Re: هشام آدم)

    هللويـــــــــــا
    المجدلله في الاعالي وعلي الارض السلام وبالناس المسرة .
    الاخ العزيز هشام ادم .
    لك التحية والشكر والتقدير علي هذا البوست الرائع والذي يتناول الموضوع بصورة رائعة وجادة وموضوعية , وتمني من كل قلبي بل واسال الله ان يعم الفائدة والاستنارة ولو حتي من باب العلم والتعلم .
    اخي العزيز اسمح لي بان اوضح بعض المسائل التي قد اكون مختلف معك فيها واورد لك الفهم العام الذي اعرفه عنها كتابيا فالي الموضوع:-
    Quote: وكلمة شوع هي عبرية طبعاً تعني بمعنى: ساعد – أنقذ – أعان ...إلخ
    .
    يسوع معناه المخلص ويقابل المنقذ والمعين والخ.
    Quote: هل تزوجت مريم من يوسف النجار أو غيره بعد ولادة يسوع؟

    .
    نعم اخي تزوجت العذراء مريم من خطيبها يوسف راجع متي 1: 19 _20 (19 ....اراد تخليها سرا والخ,20"يا يوسف ابن داؤد لا تخف ان تاخذمريم امراءتكزلان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس).
    Quote: وترى ان الفقر شرط أساسي للإيمان
    .
    هذه الجملة او العبارة ليست صحيحية من حيث التاويل والفهم لدعوة المسيح فالمسيح لا يدعو للفقر بل يدعو الي الاتكال علي الله الحي علي غرار ما فعله موسي النبي مع بني اسرائيل في البرية عندما انزل الله المن والسلوي فقد امرهم الله بان ياخذوا كفاية اليوم فقط ماعدا يوم الجمعة الذي يجمع فيه حصة السبت ايضا تكوين 16: 4(...ويلتقطون حاجة اليوم بيوم والخ).
    وايضا فيمتي 6 : 25-26 (لذلك اقول لكم لا تهتموات لحياتكم بما تاكلون وبما تشربون ولا لاجسادكم بما تلبسون.......26 انظروا الي طيور السماء انها لا تزرع و..........وابوكم السماوي يقوتهاوالخ).

    كل هذه التاليم المسيحية تهدف الي الاتكال علي الله وليس علي المال وهذا ما قاله السيد لمسيح بعد ان رفض احد الاغنياء الانصياع لامره فقال في لوقا18 : 18- 27(وساله رئيس قائلا " ايها المعلم الصالح ماذا افعل لارث الحياة الابدية ؟"....25 لان دخول جمل في ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني في ملكوت الله ").
    واذا قرات هذا بتمعن عزيزي فستري ان الغرض من قول المسيح ليس كراهية الغني بل محبة المال لذلك يؤكد الرسول بولس في1 تيموثاوس 6: 10 (لان محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم ضلّوا عن الايمان وطعنوا انفسهم باوجاع كثيرة) , فالانسان عندما يرفض الانصياع لاوامر الله والعمل من اجل الحصول علي المال ومحبته اكثر من الله حتي هي المشكلة في رؤية المسيح لذلك يقول في متي 10: 37-42(من احب ابا او اما اكثر مني لا يستحقني والخ)
    وللتوثيق فان كلام المسيح كله يلخص في ما جاء في سفر الامثال30: 8-9(ابعد عني الباطل والكذب .لا تعطني فقرا ولا غني اطعمني خبز فريضتي 9 لئلا اشبع واكفر واقول :"من هو الرب ؟", او لئلا افتقر واسرق واتخذ اسم الهي باطلا).
    Quote: غير أن الأناجيل كلها لم تذكر أي عقوبات واضحة تجاه الجرائم الأخرى كالقتل والسرقة وربما كان السكوت عنها إقراراً ضمنياً بها ، رغم أن المسيح يعتبر القتل من الكبائر كذلك لكن السرقة ليست ذات أهمية لديه ربما كان ذلك بسبب موقفه من الأغنياء وهذا لا يعني طبعاً إباحية السرقة في المسيحية.

    اولا لابد انك اسئت قراءة نصوص الانجيل فقد قال المسيح كما تفضلت انت وذكرت
    Quote: فنجد في إنجيل متى 5/17 أن يسوع جاء لإكمال الناموس وليس لنقضه
    .
    فبالنسبة لما لم يتناوله المسيح من الجرائم الاخلاقية فحكم الناموس قائما فيه , واما بالنسبة للقتل فقد ذكر السيد المسيح في متي 5: 21-22(سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتلومن يقتل يكون مستوجب الحكم 22 واما انا فاقول لكم: من يغضب علي اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم والخ..).
    وكما تري فان المسيح لم يكتفي بما يلحقه القانون للانسان من عقاب بل اراد لفت نظرة الانسان الي المرحلة ما قبل ارتكاب الجريمة وهي الغضب وسعي الي ابطال الغضب ولفت نظر الانسان الي الرقابة الالهية والحكم الالهي تجاه هذه الجريمة!!
    تااااااااااااابع بقية
    ونعمة الرب يسوع المسيح معنا اجمعين من الان والي الابد
    امين.
                  

01-20-2006, 09:26 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هلالويا (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)

    أخي في الإنسانية ألبينو أكون
    لك التحية والسلام الذي ليس حصرياً على الإسلام

    أولاً أشكرك على المرور بهذا البوست، وعلى قراءة الموضوع وعلى ردك على النقاط الواردة فيه. وحقيقة لقد سررت كثيراً بمداخلتك وسبب هذا السرور يكمن في أنني أردت بهذا البوست فتح حوارات مع الأخوة المسيحيين في هذا البورد بغرض تعريف الناس بالدين المسيحي وتسليط الضوء على الجوانب المظلمة التي لم يقفوا عليها . ولا أخفيك فلا أحد يستطيع القول بأن ديناً سماوياً قد جاء بما خالف الفطرة الإنسانية المجبولة على حب الخير وكراهية الشر ، ولكن قد نختلف ربما في فمهنا وتعاملنا مع هذه الخيرات والشرور.

    عزيزي ، بالنسبة لكلمة يسوع ومعناها فاعتقد أن المخلص هو أحد اشتقاقاتها على اعتبارات الصفة وليس المعنى فـ(يسوع) كما تبين المعاجم تعني في اللغة العبرية حرفياً ( الله أعان ) وعلى هذا فإني كمستهلك للغة أقبل أي تفسير معنوي للاسم على اعتبار أنه يعني المنقذ أو المخلص أو المعين أو أية صفة أخرى شرط انتفاء الحصرية.

    أما فيما يتعلق بالسؤال عن زواج مريم العذارء من يوسف النجار فاعتقد أنني كنت أقرب للصواب عندما خمنت ذلك فالأناجيل كلها تذكر أخوات وأخوان يسوع بأسمائهم فكان من المنطقي الاعتقاد بأنها تزوجت بيوسف أو بغيره ربما في فترة ما بعد وضعها يسوع ، ولكني يا أخي لم أجد نصاً واضحاً يدل على حدوث هذه الزيجة فما جاء في متى حول هذا الموضوع وغيره لم أر فيه تصريحاً بحدوث الزيجة على نحو فعلي ، بل أراه استحباباً لها أو تصحاً بها وربما في بعض الأناجيل أجد تلميحات برابطة لا أقول أنها زيجة ولا أجزم بأنها خطيئة بل أنها تأتي في سياق الاستحباب ومثال ذلك ما أوردته مما جاء في إنجيل متى وغيرها من المواطن. وكان هذا هو سبب حيرتني. وربما لم أكن مجوداً في قراءاتي للأناجيل بشكل متعمق كفاية ، ولكن السؤال جاء بناء على ما وقفت عليه في حدود القراءة التي أدعي بأنها كانت قراءة متأنية ومدققة.

    أما بخصوص يسوع وكراهيته للأغنياء فكما تفضلت فإن مسألة (الاتكال على الله وليس على المال) يقابله الكراهية للمال وليس حب الأغنياء كما جاء في تلميحاتك أيضاً . ومعنى الكراهية هنا له دلالته المتمثلة في إخراج يسوع الأغنياء كل الأغنياء من ملكوت الله وحصره في الفقراء والعبيد من أتباعه. وما كانت علّة هذا الإخراج فيما قرأت إلا على أساس الغنى فقط. وإلا فلماذا رفض يسوع أن يتبعه الأغنياء ما لم يستطيعوا التخلص من جميع ما يملكون؟ ولماذا كان يوصي أتباعه بعدم أخذ أي نوع من أنواع المال أو النقد والاكتفاء بالطعام كمقابل للدعوة. هذا التوجه المشاعي لليسوعية هو في نظري ناتج عن كراهية الأغنياء التي تولدت في ظرف عبودي مقيت وجد فيه يسوع نفسه وأتباعه محاصرين بمُلاك إقطاعيين يرون أن العبيد ما هم إلا بهائم خلقوا فقط من أجل مساعدتكم وخدمتهم ، فكانت النظرة اليسوعية للغنى فيها نوع من عدم الإنصاف . وربما لأن يسوع نفسه لم تكن له طموحات بناء دولة تقوم على أنقاض الإمبراطورية الموجودة إذ لم تكن دعوة يسوع ثورية بالمعنى الفعلي للثورية والمقصود بها من تغيير المجتمع ومعادلة القوى. وأدل من ذلك أنه حتى لم يحاول تخليص هؤلاء العبيد من العبودية بل ظلوا عبيد مملوكين للأسياد حتى في ظل اتباعهم له. ما يساعد يا أخي في خلق من نوع من عدم التوافق النفسي بأن تكون في حضرت الأسياد عباداً وأن تكون في حضرت الله سيداً داخلاً في الملكوت المستثنى منه هؤلاء الأسياد . ومن ثم فإنني أرى أن زهد يسوع هو زهد من النوع المخالف للفطرة البشرية المتمثلة في الملكية الخاصة التي تقوم على أساس أن يكون المال وسيلة لتحقيق الغايات الأسمى وهي حفظ النفس وهذا ما لم تكن الشريعة اليسوعية توفره لأتباعها. كما أرى من خلال قراءاتي لـ(أعمال الرسل) وصفقاً لفقراء وليس لزهاد ، وهذا الفارق الشفيف بين الزهد والفقر هو الذي جعلني استغرب اشتراط يسوع على كل غني أن يتخلص من كل ما يملك في حال رغبتهم اتباعه. لأن الزهد هو الاستعفاف عن المال مع الاستطاعة على التحصل عليه. بينما الفقر هو عدم امتلاك المال لعدم امتلاك الوسائل المنتجة له أصلاً وعلى هذا فأنا أن يسوع وأتباعه الحواريون كانوا فقراء ولم يكونوا زهاداً . والحواريون في الأصل هو عبيد يباعون ويشترون وهذه دلالة فقر وليس زهد. ولا خلاف لدي يا أخي على ان حب المال هو أصل كل الشرور وأنا هنا أفرق بين حب المال و امتلاك المال وهذا يذكرني ما نذهب إليه في تراثنا السوداني من القول (الما بتلحقوا جدّعوا).

    وحسب علمي فإن النبي بولس حاول المزاوجة بين التعاليم اليسوعية وبين مصالح الدعوة التجديدية في عدم معاداتها للامبراطورية فقد كان إلزاماً عليه أن يفعل ذلك لأن بولس كان يريد (على عكس) يسوع أن يقيم دولة ، والدولة يا ألبينو لا يقيمها إلا الأغنياء كما تعلم فهم من يملكون وسائل إقامة الدولة.

    أما بالنسبة إلى النقطة التي تتضمن عدم احتوى الأناجيل على العقوبات المستحقة في حق جرائم القتل والسرقة وغيرها. فلقد كان كلامي يقف عند حدود (عدم ورود النص) مثلما كان بالنسبة للزنا ، وهذا لا يعترض – في رأيي – مع مسألة نسخ اليسوعية لناموس موسى ، ولتوضيح الأمر اخي ألبينو دعني أضرب لك من الموروث الإسلامي. فنجد أن الإسلام جاء مع وجود شريعة سابقة له وهي المسيحية ولاحظ معي استمرارية ناموس موسى متمثلاً في الكتلة اليهودية التي كانت موجودة في مجتمع يثرب (المدينة المنورة) ومن المعلوم أن الرهبان والأديرة كان لها وجود في جزيرة العرب في تلك الحقبة التي ظهر فيها قثم رسول الإسلام. ورغم ذلك فإن الإسلام كان يشير إلى سنن وتشريعات الشرائع السابقة ويوضح حكم تلك الشرائع حول القضية المحددة ومن ثم إما أن يؤيدها بالسكوت أو الاستحسان ، أو أن ينسخها بمخالفة الحكم الشرعي عليها. ومثال ذلك حكم صوم عاشوراء وغير ذلك من الطقوس والشعائر الأخرى. ولماذا يجب هذا التوضيح؟ لأن الأجيال اللاحقة لما بعد هذا النسخ أو الاستحسان ممن لم يقفوا على رأي شرعتهم حولها يفتح لهم الباب حول التأويل إزاء هذه القضية التشريعية إذ لن يكونوا عارفين حكم شريعتهم حول جزئية بعينها من الشريعة السابقة. ومسألة النسخ – كما قلت – لا تعني النقض ولكن تعني المصادقة على التشريعات القديمة دون الالتزام الحرفي بها. وعلى هذا فإني لا أجد مبرراً يجعل يسوع أو حتى بولس يغضان الطرف عن أحكام ناموس موسى في العديد من الجرائم ولم يحددوا عقوباتها لأنه يا أخي يرتبط تحديد العقوبات بالظروف التاريخية والاجتماعية التي سنت فيها هذه التشريعات. وكلام يسوع حول ما جاء في حكم ناموس موسى القديم في عقوبة القتل ومن ثم سحبه على تحريم أوسع وهو تحريم الغضب المؤدي الذي قد يؤدي إلى القتل فهو محل تأويلات يوترك ثغرة لبعض ذوي المصالح ممن قد يستخدمون هذه النصوص الشرعية لتغطية ما يقومون به بغطاء ديني له أصوله المعتبرة. ودعني أوضح لك ذلك على غرار التوضيح السابق.

    في الدين الإسلامي نجد النص الشرعي في القرآن يقول (الفتنة أشد من القتل) نفهم من هذه الآية أن هنالك جريمتان القتل والفتنة وكلاهما محرمان ضمنياً فالفتنة التي تؤدي إلى القتل محرمة لأنها قد تؤدي إلى القتل فتحريم فعل لأنه يؤدي إلى فعل آخر يعني ضمنياً تحريم الفعل اللاحق على الفعل السابق. ولكن النص الإسلامي لم يكتف بهذا التحريم الفلسفي الفضفاض وإنما في موقع آخر نجده ينص على حرمة القتل وتجريمه بل وأكثر من ذلك بيان عقوبته. وأسهب في ذلك حتى وضح حكم القتل العمد والقتل الخطأ وقتل الغرار وهي مسألة الموت في حرب المسلمين أي عندما يقتل مسلم مسلم آخر في حرب (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله) وهكذا. فلقد سد باب التأويل وثغرة التسبب من جهة ومن جهة أخرى فقد كان أدق من جهة تحديد حدود الجرم والعقوبة نفسها.

    مرة أخرى عزيزي أشكرك على المشاركة وعلى القراءة ولك مني أجمل التحايا

                  

01-20-2006, 06:21 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هلالويا (Re: هشام آدم)

    هللويا
    عزيزي هشام ادم
    لك جزيل الشكر والتقدير لادارة هذا الحوار الهادف الذي اتمني ان يكون نورا لكثير من العقول المستظلمة واسال الله ان يجعل في كلماته الروح الذي يعيننا علي فهم فحوي ايات هذا الكتاب المقدس توراته وزبوره وانجيله!!
    لك كما قلت ورحمة الله تعالي وبركاته ونعمته الابدية .
    Quote: فكان من المنطقي الاعتقاد بأنها تزوجت بيوسف أو بغيره ربما في فترة ما بعد وضعها يسوع ، ولكني يا أخي لم أجد نصاً واضحاً يدل على حدوث هذه الزيجة فما جاء في متى حول هذا الموضوع وغيره لم أر فيه تصريحاً بحدوث الزيجة على نحو فعلي
    .

    بالنسبة لمااوردته اعلاه فان العذراء مريم ليست موضوع الانجيل بل هي محطة توقف فيه كتاب الاناجيل وتنبا بها الكتب التي سبقته وكان الاشياء التي تذكر فيها اسم البتول مريم مرتبطة بسيرة المسيح اي بشارة الملاك وولادة المسيح والرجوع الي اورشليم برفقة يسوع ثم زيارتها له وهو يدرس الجموع والخ اخره, وكما ذكرت فان الاناجيل لا تتناول حياتها بل حياة المسيح الذي هو الخبر السار الذي ينقله الانجيل.
    اما عن شكوكك حول الزواج فلا محل له كما ان موضوع زواجها من يوسف ليس موضع اهمية الا من باب التشكيك والطعن في قداسة العذراء مريم وورع خطيبها يوسف!!
    Quote: أما بخصوص يسوع وكراهيته للأغنياء

    اخي تقبل واقع ان المسيح لا ولم ولن يكره الاغنياء ولكنه يري ان الغني اكثر الي معصية الله من الفقير خصوصا في حالة حب المال كماان المسيح لا يمانع الغني ولكنه يريد حب الله لا المال ويكفي ما اوردته لك ان المسيح قال من احب اما او ابا وووالخ ,بل قل من احب اي شئ اكثر من الله لا يستحق ان يكون لله وهذا ما ورد في ناموس موسي الوصية الاولي واعظم الوصايا في كل الكتب السماوي وهي ان تحب الرب الهك من كل نفسك وقوتك وقلبك ولا تسجد الا له, وهذا يتنافي مع محبة المال لهذا قال المسيح لا يستطيع عبد ان يخدم سيدين والا فانه يحب واحد ويحتقر الثاني , وهذا ينطبق علي حب المال !!!
    ومن هنا الخص لسيادتكم ان الاغنياء الذين يتوعدهم المسيح بالويل هم من ركعوا للمال واحبوه اكثر من الههم وكان المال شغلهم الشاغل بدليل ان المسيح يقول لا تكنزوا لكم كنوز في الارض حيث الصدا والسارق بل اعط من مالك للمساكين فيكون لك كنزا في السماء حيث لا سوس ولا صدا ولا سارق , واكتفي بخبز اليوم الكفاف وافعل كما اراد الله ان يفعل بني اسرائيل وهم في القفر بل كون كالطير الذي لا يزرع ولا يحصد ولا تجمع الي مخازن وابوكم السماوي يقوتها .
    ان المسالة هي تعليم النفوس علي الايمان بعناية الله وقدرته وعدم الخوف من المستقبل لان جامع المال يجمعها لليوم الاسود والمسيح يقول ان ايام المؤمن مع الله كلها بيضاء ولا يوم اسود لذلك يجب الايمان والثقة في الله والا فالله لن يقبلك في ملكوته لعدم الايمان والطاعة وهذا ليس كراهية بل عقاب علي اثم الشك في مقدرة الله وقوته!!
    واؤمن ان ما اوردته اعلاه اجابة شافية لسؤالك:-
    Quote: وإلا فلماذا رفض يسوع أن يتبعه الأغنياء ما لم يستطيعوا التخلص من جميع ما يملكون؟
    .
    واما بالنسبة للسؤال :-
    Quote: ولماذا كان يوصي أتباعه بعدم أخذ أي نوع من أنواع المال أو النقد والاكتفاء بالطعام كمقابل للدعوة.
    .
    اظنك تقصد ما قاله المسيح في الاية التي ذكرتها مسبقا ( مجانا اخذتم ومجانا اعطوا) واضيف لك ان المسيح كان لا يقصد بذلك مقابل للدعوة بل قصد بان لا يقوم تلاميذه (حواريه)باخذ شئ مقابل ايات الشفاء وطرد الشياطين الذي يتم علي ايديهم وقصد ما اخذوه هبة الروح القدس الذي يتم به الشفاء والذي يعمد به المؤمن !!
    واما عن امرهم اياهم بان لا ياخذوا اي شئ فهو يريد ان يكونوا خاضعين تماما لله ومتكلين عليه واما عن قولكم الكريم ان السيد المسيح لم يتبع اللغنياء فاؤكد لك ان غالبية حواريه من الطبقات المتوسطة وهم متي العشار اي جابي الضرائب ولوقا الطبيب وسمعان بن يونا واخيه يعقوب الصيادين وايضايوحنا واخيه يعقوب ابنا زبدي وهم من نفس مهنة الصيد وقد تركوا كل شئ وراءهم تركوا اباؤهم وقواربهم واحباؤهم وتبعوا المسيح!!
    وهذا ما يطلبه المسيح ان تترك كل شئ علي رجاء اليوم الاخر متيقنا ان كل ما تترك تجده امامكك باضعاف.
    Quote: هذا التوجه المشاعي لليسوعية هو في نظري ناتج عن كراهية الأغنياء التي تولدت في ظرف عبودي مقيت وجد فيه يسوع نفسه وأتباعه محاصرين بمُلاك إقطاعيين يرون أن العبيد ما هم إلا بهائم خلقوا فقط من أجل مساعدتكم وخدمتهم
    .
    اخي انك في سردك هنا تقرا حياة المسيح علي انه قائد ثوري يعمل بما يمليه عليه الظروف المحيطة به والغاية التي تبرر ذلك , وهذا هو وجه الخلاف بيننا لاني اري في المسيح ابن الله اي (الله الظاهر في الجسد بحيث انه يعلم حتي الامور التي تحدث والتي لم تحدث بعد !!!
    انا لا انكر الكراهية علي الانبياء لانهم بشر مثلنا لهم نفس الاحاسيس كالخوف والكراهية والبغض والعصيان والخوف موسي كره ان يكون اميرا وقتل مصريا من اجل احد اخوته وابراهيم خاف فكذب رغم صدقه حرفيا ويونان امره الله ففر هاربا عاصيا بذلك الله فابتلعته الحوت والخ.., كل هذه مظاهر من السلوك البشري ولكن الامر مع المسيح يسوع يختلف عن ذلك فالمسيح هو القائل افعل بالناس كما تريدهم ان يفعلوا بك وايضا احبوا اعداؤكم وباركوا لاعنيكم وصلوا من اجل الذين يسيئون اليكم وبالطبع من يامر بمثل هذه وهو القدوة لابد انه يفعل ما يامر الناس به ومن هذه المنطلق اذا كان المسيح يفعل هذه الاشياء فهذا دليل علي انه ليس للكره مكانا في قلبه !!!
    Quote: وأدل من ذلك أنه حتى لم يحاول تخليص هؤلاء العبيد من العبودية بل ظلوا عبيد مملوكين للأسياد حتى في ظل اتباعهم له.
    .
    اخي العزيز اسالك :
    من من تلاميذ المسيح الذي كان يتبعه وهو عبدا ؟؟؟؟؟!!!!!!
    من من حواريه كان رق وما اسم مالكه وارجو ان تورد المصدر من الكتاب المقدس!!!
    Quote: والحواريون في الأصل هو عبيد يباعون ويشترون وهذه دلالة فقر وليس زهد
    .
    اخي هنا الفت نظرك انك خرجت من نقد الكتاب المقدس بنفسه وانحزت للفكر الاسلامي الذي يجعل تلاميذ المسيح هم الحوارين وهذا غير موافق عليه في الكتاب المقدس واري انك لا تستطيع نقض الكتاب المقدس بالقراءن والا اختل البحث وانحرف الميزان بين شد النقض وجذب التكذيب !!
    انت تعلم انه لا اتفاق في السرد بين المسيحية والاسلام لان الاسلام تطعن في المسيحية والمسيحية تنفي صحة الاسلام ويري الاسلام كانه فطر علي شجرة الديانة المسيحية واليهودية وليس له فيهما اصل او دليل , والاسلام يتهم اليهودية والمسيحية بالتحريف !!!!
    Quote: كان إلزاماً عليه أن يفعل ذلك لأن بولس كان يريد (على عكس) يسوع أن يقيم دولة ، والدولة يا ألبينو لا يقيمها إلا الأغنياء كما تعلم

    .
    ارجو التوضيح هل تقصد بان بولس كان يريد عكس المسيح ان يكون الناس من محبي المال ويكنزوه الخ ام ماذا؟

    Quote: في الدين الإسلامي نجد النص الشرعي في القرآن يقول (الفتنة أشد من القتل) نفهم من هذه الآية أن هنالك جريمتان القتل والفتنة وكلاهما محرمان ضمنياً فالفتنة التي تؤدي إلى القتل محرمة لأنها قد تؤدي إلى القتل فتحريم فعل لأنه يؤدي إلى فعل آخر يعني ضمنياً تحريم الفعل اللاحق على الفعل السابق

    اخي اظنك من اوردت ايه المسيح الذي قال فيه انا لم اتي لانقض الناموس بل لاكمله, وهذا يعني ان المسائل التي تناولها المسيح هي التي كانت بحاجة الي التكميل واما المسائل الاخري التي لم يتناولها المسيح فقد بقت علي اصلها اي ان المسيح حرم الغضب واوجب فيه الموت علي الغاضب علي اخيه باطلا ثم ترك القانون الاول في مكانه وما فعله هنا هو مهاجمة الجريمة في موطن الاحساس والتخطيط قبل ارتكابه والحكم علي صاحبه حكم المرتكب علي غرار (الاعمال بالنيات ولكل امرء ما نوي )او (من راي امراءة ليشتهيها فانه قد زني بها في قلبه) وهنا نري ان الزني قد سبق الفعل وتم الحكم فيه بالفعل فهل يعني هذا ان المسيح اباح الزني علي النحو الذي فهمت به قصده في القتل .
    كما اذكرك ان المسيح في قصته ما الشاب الغني تراه قد ساله عن الوصايا لا تقتل ولا تزني ولا تشهد بالزور ولا ولا الخ, وعندما قال الشاب الغني انه فعل هذه كلها منذ صغره قال له المسيح بقي لك شيئا واحدا ن تبيع كل املاكك وتقسمه للمساكين وتعال اتبعني!!!!.
    اخي الكريم ان المسيح لم يكن كما تتخيله انت بل كان مؤمنا بما يدعوا اليه وهو متيقن بان الحياة الدنيا لحظة عابرة لذلك تراه لم يهتم بالغني ولا شغف بالمال والجاه والسلطة بل لم ينصب نفسه حاكما لاحد بل قال انا لم اتي لادين (الدينونة)وقد تكون قد لاحظت ان المسيح كان يدعوا الي الروحانيات اكثر من الجسديات وهذا ما اتبعه تلاميذه الرسل ومنهم بولس الذي سلك نفس مسلك المسيح بل واباح اشياء اخري والتي اباحها الروح القدس كعدم الختان وما ذبح لوثن والماكولات النجسة والطاهرة .
    اخي العزيز ان الناقد ينبغي ان يكون محايدا غير منحاز بحكم الانتماء وما الي ذكر واشجعك علي قراءة الانجيل جيدا وتحاول فهم محتواه وحاول نقده بنفسه او باليهودية ثم بعد ذلك انتقده بالاسلام وستجد الفارق بين الاثنين كالفرق الذي بين السماء والارض .
    وليبارككم الله يهوة اله الالهة ملك الملوك ورب الارباب ونعمته وسلامه تكون معكم من الان والي الابد.
    امين
                  

01-20-2006, 01:14 PM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هلالويا (Re: هشام آدم)

    الجميل هشام ادم

    لك التحية


    مررت للفائدة من الموضوع ام التعليق لاحقا .
                  

01-21-2006, 01:33 AM

showgi idriss
<ashowgi idriss
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 440

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هلالويا (Re: يوسف السماني يوسف)

    أخي هشام
    شكراً لبقاءك هنا
    وشكراً لتمديد اقامتك ( عثمان محمد صالح)
    انظر كيف اننا سنستفيد من النقاش في هذا الموضوع..
    جعاه الله في ميزان حسناتك..

    كنت عايز تحرمنا
    لا حرمك الله من ايامك الجميلة..
    ساتابع البوست
    بالقراءة فقط.. وذلك لشح في خلفياتي التاريخيه .. ولآنني لم اهتم يوما ما بالقراءة عن الأديان.. فقد انهكنا السعي خلف لقمة العيال..
    بالتأكيد سنستفسد من هذا النقاش والحوار الجميل والهادئ...
    لجميع المتداخلين الشكر وأرجو أن يستمر النقاش الهادف.. هادئاً كما بدأ حتى تعم الفائدة الجميع
                  

01-21-2006, 08:42 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هلالويا (Re: showgi idriss)

    أستاذي وصديقي

    أبو الشوش

    حوار الأديان إن توفرت له شروط اللافوقية والهدوء والموضوعية هو حوار جميل جداً ويهدف إلى (الحقيقة) ولا شيء آخر غير الحقيقة ، لا أحاول تناول الشخصيات الدينية بالإساءة ولا أرغب في ذلك ، ولكن فقط أحاول أن أقول عبر هذا البوست أن علينا أن نقرأ ونعرف ، لا أن نكتفي بنقض غيرنا لهذه الديانات. وفي الحقيقة ما دفعني لأن أقرأ في المسيحية هو يقيني أنه لا توجد فروقات جوهرية بين الديانات ومن هنا نشأ لدي السؤال: إذاً لماذا التغيير؟ لماذا تغيرت الديانات فظهرت اليهودية والمسيحية والإسلام ؟ لماذا لا نقول بالتجديد بدلاً من التغيير؟ هذا هو ما دفعني لأن أقرأ.

    وعلى فكرة فليست القراءة فقط بل أنني متابع جيد لحلقات جويس ماير في قناة الحياة. وفي الحقيقة فإن أسلوبها المشوق ومنهجيتها في الطرح هو ما يجعلني معجب أشد بما تقدمه وما تطرحه ، وهو ما كان دافعي الثاني لأن أعرف عن المسيحية أكثر.

    من العيب أن نخرج من هذه الحياة ونحن لا نعرف غير ما أملي علينا أن نعرفه. من العار أن لا نفهم أبسط الأمور. فمعضمنا لا يمكن أن يجاوب على سؤال بسيط: ما الفرق بين الإسلام والمسيحية.

    أشكرك يا أبو الشوش ، وكن قريباً فالحوار بالجد ممتع وجميل وأجمل ما فيه هو النفس البارد فيه.
                  

01-21-2006, 08:52 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هلالويا (Re: هشام آدم)

    أخي ألبرتينو أكون
    السلام عليك

    أشكرك على المواصلة في النقاش ، وعلى استمرارية الحوار في شكله الهادئ وأتمنى أن نستمر بهذا الشكل حتى نصل بهذا النقاش إلى التنويرية العقلانية المناطة بهذا الموضوع في أساسه.

    عزيزي: أولاً دعنا نتفق على أنني لا أقدح في عذرية وقدسية مريم العذراء ولا أملك أن أفعل ليس ثقة بها ولكن لاتفاق جميع الديانات على ذلك ، ولأن كل ما قرأته سواء في القرآن أو في الأناجيل الأربع تثبت هذه العذرية فيما قبل يسوع. ولو رجعت إلى الموضوع الرئيسي تجد أنني تجاوزت عن هذه النقطة وعن نقطة كون أنها كانت مخطوبة ولم أقف كثيراً على مسألة الخطوبة تلك فمن المعروف أن الساميين لم تكن مسألة الخطوبة معروفة لديهم قديماً إذ أنها جاءت في وقت متأخر. هذه نقطة ، والنقطة الثانية فأنا رأيي حول يسوع كان واضحاً فأنا لم أقل بأنه قائد ثوري أبداً بل على العكس فأنا أرى أن بولس هو الثوري لأن الثورية تعني التغيير والانقلاب على ما قديم ، وبهذا الفهم فيسوع غير ثوري أبداً إذ لم يعمد إلى تغير ما كان موجود أبداً على عكس ما قام به بولس. ومن ناحية أخرى فقد تحدثت في المداخلة السابقة عن تفرقتي لأمرين لا يتفقان أبداً ألا وهما: حب المال و امتلاكه. وأنا شخصياً اتفق معك ومع اليسوعية التي ذهبت إلى أن حب المال هو من يفسد الجسد ويكسبه النجاسة وهو ما نجده في الشريعة القثمية (الإسلام) كذلك. فنجد عند رسول الإسلام حديثاً يقول فيه : تعس عبد الدينار تعيس عبد الدرهم.. إلى آخر الحديث. ولكني اختلف مع اليسوعية في تحريمها لامتلاك المال وإدخال مالكي الأموال ضمن نطاق الشركية. وهذا ما جعلني آخذ على يسوع مقارنته لامتلاك المال مع الخروج من ملكوت الله. فكيف لم يفكر يسوع في أن مالك المال قد يساعد أو يخدم الدعوة اليسوعية بأي شكل؟ ولماذا يفترض يسوع بأن كل مالك مال هو محب وعابد له؟ أما كان من المفترض به أن يعطي الشاب الغني الذي أراد أن يكون من أتباعه وتلامذته فرصة أن يثبت جدوى المال في خدمة الدعوة اليسوعية نفسها؟ امتلاك المال لا يعني حب المال بالضرورة. بل يمكن أن يساعد توفر المال في توفير بعض الأساسيات التي تقيم المبدأ الأساسي في حفظ النفس كما ذكرت سابقاً. ثم أنني لا أتفق بأن يكون الإنسان عضواً غير منتج أبداً .. فماذا يعني الترهبن والتفرغ للعبادة والاستغناء به عن العمل؟ وأنا أفرق يا عزيزي بين أتباع يسوع وتلاميذه وبين الحواريين (الرسل) ولا نختلف في ذلك ، وربما اختلطت عليك الأمور في قراءتك للمداخلة السابقة ، ولكني أعرف الفارق تماماً بينهم.

    ونقطة أخرى عزيزي حول كون أتباع يسوع كانوا من العبيد الفقراء. فيا أخي إنك بنقدك لهذه النقطة تحديداً فإنك تناقض مسألة تاريخية ، فهل أفهم من ذلك أنك تنكر كون أتباع يسوع كانوا من العبيد المملوكين وأن المسيح حتى لم يحاول أن يخلصهم من رق العبودية بشكل فعلي بل واكتفى بأن يعطيهم ما في الآخرة بدلاً عن الدنيا؟ إن كل ما فعله يسوع مع هؤلاء العبيد يا عزيزي هو أنه ألبس عليهم صفة (بشر) بدلاً عن البهيمية التي كان الأسياد يطلقونها عليهم ، وأدخلهم في ملكوت الله ، هذا الملكوت الذي حرمه على الأغنياء ملاك هؤلاء العبيد. وربما دارت عليك الحلقة لتحبس نفسك فيها مرة أخرى فأجدك تقول بأن الرسل كانوا أصحاب حرف ، ثم تقول بأنهم تركوا حرفهم وانشغلوا أو تفرغوا للدعوة. وأنا هنا أسألك سؤالاً : إذا لم يكن لديك حرفة أو مهنة تقتات منها ، فماذا تكون ؟ ألا تكون فقيراً ؟ حتى الحرفيون هم في الأصل فقراء. وما هو الفارق بين العبيد والفقراء؟ العبد الذي يباع ويشترى هو فقير أيضاً ولكن يضاف إلى فقره ذلٌ آخر هو عبوديته ، ولكن الفقير فقير وحسب. فكل عبد فقير ، وليس بالضرورة أن يكون كل فقير عبد. وعلى هذا فإن الأتباع والحواريين (الرسل) كانوا فقراء ولكن الأتباع أو التلاميذ كانوا - بالإضافة إلى فقرهم - عبيداً مملوكين. وأريد أن أضيف لك معلومة في غاية الأهمية : لا توجد طبقة وسطى في المجتمع الإقطاعي العبودي. فالمجتمع الإقطاعي مجتمع يتكون من طبقة غنية مالكة لوسائل الإنتاج ، وطبقة فقيرة مشغلة لهذا الإنتاج. وأعتقد أن في ذلك رد لك على ما ذهبت إليه من نقطة أعتقد أنها تعجيزية فيما طلبته مني أن أسرد لك أسماء الحواريين العبيد وأسماء مالكيهم فأنا لم أقد بالعبيد المملوكين الحواريين بل الأتباع. وأسألك هنا سؤالاً: هل تستطيع أن تحصر لي أسماء الذين ماتوا في الحرب العالمية الثانية؟ وعلى هذا فلا يمكنني أن أحصر لك أسماء الأتباع العبيد ولا حتى أسماء أسيادهم.

    أما بالنسبة لما قمت بالاستشهاد به من قصة مائدة موسى وأمر موسى لأتباعه بأن يأكلوا أكل اليوم فقط ، وادخار المتبقي ... وما إلى ذلك. فالوضع مختلف تماماً يا عزيزي ، فموسى وقومه كانوا في صحراء أي منقطعين عن المدنية ، فالضرورة تحتم عليهم أن يقتصدوا في الأكل والشرب أما يسوع وأتباعه فلم يكونوا في الصحراء حتى تنطبق عليهم هذه الضرورة. ثم أني لي رأي واضح حول نقطتين أساسيتين:

    أولاً : مسألة الاكتفاء بالعبادة وترك العمل إلا فيما يخص الدعوة ، فأنا أراه نوع من الدروشة التي تنفي أهمية العمل والكسب. والاعتماد - عوضاً عن ذلك - بالدعوة فقط ، واستغلال الدعوة على اعتبارها المصدر الوحيد للكسب والعيش. فلماذا لا يكون المؤمنون مؤمنين وعاملين؟ ألا ترى معي يا عزيزي أن الشرعة اليسوعية تدعوا في عمومها ضمنياً إلى الانقطاع عن الدنيا والانصراف كلياً للدعوة؟ هل هذا يقبله العقل والمنطق؟ لقد جاء الدين ليهبنا الحياة الكريمة ويربط بين المادي ولا مادي ، يربط الطبيعة بما وراء الطبيعة أن يخلق ذلك الرابط الروحاني في إطار دنيوي. لا أؤيد أبداً فلسفة الجبرية التي تقول بأن الحياة قررتها سلفاً قوة عليا ولا الدوغمائية التي تفكر بأسلوب متحجر وجامد دون أدنى مراعاة لمقتضيات الظروف المادية والعلم والممارسة.

    ثانياً: مسألة التبعية التي تميزت بها اليسوعية ، وهذه التبعية العمياء التي تدعوا إلى نبذ كل شيء ما خلا حب يسوع وحب الله. وإذا خالط هذا الحب حب النفس أو حب الزوجة او حب الولد هل يخرج المرء من ملكوت الله ؟ ونجد نفس الشيء في الشريعة القثمية التي تدعوا إلى ذات الشيء (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه) لماذا لا يدعنا الأنبياء نحبهم طواعية لا كراهية وقسرياً ؟ ولماذا تربط هذه المحبة المطلقة بمسألة الإيمان؟ ألست حراً في أن أحب وأن أكره وأن أحدد درجة هذا الحب ودرجة هذا الكره ؟ ألا تنفي هذه التبعية إنسانيتي وأنني حر ومخير في أبسط ما أملك ؟ ألا يعني اتفاقي معك ودخولي في دينك حباً من نوع ما ؟ وأرى أن رسول الإسلام كان أذكى من يسوع في كونه سمى أتباعه بالصحابة ولم يسمهم أتباع ، لأن التبيعة تنفي الإنسانية التي تقوم على الاختيار. ورغم أن (كفار) قريش قد فطنوا إلى تسمية (الصحابة) ما هو إلا تلميع لمسألة التبعية ، فكانوا يسمون الصحابة بـ(أتباع محمد) لأنهم في النهاية ليسوا سوى أتباع.

    وبالطبع للحوار بقية أخي العزيز
                  

01-21-2006, 07:08 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هلالويا (Re: هشام آدم)

    اخي العزيز هشام ادم .
    لك التحية والشكر والتقدير .
    بصراحة انا سعيد لهذا الحوار الهادي التي تدير دفتها وارجو ان تعم الفائدة.
    شكرا للتوضيح بخصوص ما اثرته حول العذراء .
    اما ما تحاول اثارته حول الخطوبة فلا اظنك تصدق التاريخ وتكذب الاديان ؟!!!
    Quote: تحريمها لامتلاك المال
    .
    المسيح لا يحرم امتلاك المال بل يحرم ان تحب المال اكثر من اي شئ وتذكر ان الله يسالنا اغلي ما لدينا راجع قصة ابراهيم فانه طلب من ابراهيم اغلي شئ عنده وهو ابنه وهذا ليس مكان للجدل اذا ما كان اسحق ام اسماعيل !! بل اريد ايصاله هو ان الله يطلب منا اغلي ما نملك و الايمان وحده لا يكفي لا الايمان بدون الاعمال باطل !!.
    Quote: امتلاك المال لا يعني حب المال بالضرورة

    اخي امتلاك المال يعلل باحد السببين اولهما حب الرفاهية(المال) وما الي ذلك وثانيهماالخوف من المستقبل وما يحمل الغد في طياته , وكل هذه الاسباب ما توابعها ليست من الايمان لان المؤمن من احب الله وترك كل شئ من اجله سبحانه وتعالي واتكل عليه دون الخوف من اي شئ لانه مكتوب ان كان الله معنا (فمن علينا) وايضا (الرب راعي فلا يعوزني شيئا) .
    Quote: فماذا يعني الترهبن والتفرغ للعبادة والاستغناء به عن العمل؟
    .
    اخي راجع شريعة موسي ووصاياه وارجع الي ما جاء به حول اللاويين و الكهنة ومن اين ياكلوا؟!!!
    كما افيدك ايضا بان السيد المسيح كان نجاراواعلم انه لم يترك عمله الا في سن الثلاثين عاما من اجل الكرازة بالانجيل والدعوة الي ملكوت الله التي استمرت ثلاثة سنين!!
    واما بالنسبة للرسل فانهم كانوا يعملون حتي الرسول بولس وهذا ما ذكره الرسول بولس في رسالته الاول لتيموثاوس 3:8 (ولا اكلنا مجانا من احدابل كنا نشتغل بتعب وكد ليلا ونهارا لكي لا نثقل علي احد منكم).
    واري انه لا حرج علي الراهب ان ياكل من مال الله ان كان دائم الاقامة في بيت الله كما يمكن للراهب ان يعمل ان كان خدمته يختصر علي جدول معين او ايام محددة.
    Quote: وأنا أفرق يا عزيزي بين أتباع يسوع وتلاميذه وبين الحواريين (الرسل) ولا نختلف في ذلك

    اخي العزيز اعرف ان كلمة حوار في القراءن يقابل التلميذ في الكتاب المقدس . وانت عممت في مداخلتك السابقة ان جميع الحواريين كانوا عبيدا, فان كان هناك لبس في فهمي لك فارجو التوضيح!!!.
    Quote: ونقطة أخرى عزيزي حول كون أتباع يسوع كانوا من العبيد الفقراء. فيا أخي إنك بنقدك لهذه النقطة تحديداً فإنك تناقض مسألة تاريخية ، فهل أفهم من ذلك أنك تنكر كون أتباع يسوع كانوا من العبيد المملوكين وأن المسيح حتى لم يحاول أن يخلصهم من رق العبودية بشكل فعلي بل واكتفى بأن يعطيهم ما في الآخرة بدلاً عن الدنيا؟
    .
    اخي العبارات اعلاه غير صحيحة ولا احد من تلاميذ المسيح كان رقيقا .
    وايضا قد تكون مراجعك او التاريخ الذي تعنيه اعلاه غير التاريخ الذي اعرفه انا والذي لا اقبل ان اقارن به اي تاريخ الا وهو الاناجيل الاربعة !!
    فكيف يستوي الحديث ان يكون من دعاهم المسيح من الصيد وجبايا الضرائب والطب والمهن الاخري هم عبيد ؟!!!
    لذلك ارجو ان تؤكد لي علي اي تاريخ تستند ؟!!!
    واما بالنسبة لسؤالك فاتباع المسيح لم يكونوا من العبيد واقصد هنا بالاتباع التلاميذ الاثني عشر واما ان كنت تتكلم عن العبيد الذين امنوا بالمسيح فهذا شيئا اخرا لان المسيح كان لا يملك السلطة الفعلية لتحريرهم بل اكتفي بتحريرهم معنويا علي رجاء الحياة الابدية وهذا ما فعله الرسول بولس ايضا في كولوسي3: 22-23.
    Quote: هل تستطيع أن تحصر لي أسماء الذين ماتوا في الحرب العالمية الثانية؟

    اخي في سؤالك اعلاه شئ من الطرافة !!
    وقد اضحكتني!!!
    انا لم اقصد بالسرد ان تعدهم لي بل اعتقدت بانك ترمي تلاميذ المسيح بالعبودية واما من هم عبيد فقد تجد بولس اكثر من كان يوصيهم وهو الاخر لم يحاول تخليصهم بل قال ان استطاع احد ان يحرر نفسه فلا باس واما من قبل المسيح وهو عبد فهو عتيق الله ومن قبل الله وهو سيد= فهو عبد الله وما الي ذلك كما اريد ان اقول لك ان الشريعة لم تمنع العبودية!! بل شجعت علي العتق في سنة اليوبيل !! وهذا في سفر التثنية .
    Quote: أما بالنسبة لما قمت بالاستشهاد به من قصة مائدة موسى وأمر موسى لأتباعه بأن يأكلوا أكل اليوم فقط ، وادخار المتبقي ... وما إلى ذلك. فالوضع مختلف تماماً يا عزيزي ، فموسى وقومه كانوا في صحراء أي منقطعين عن المدنية ، فالضرورة تحتم عليهم أن يقتصدوا في الأكل والشرب أما يسوع وأتباعه فلم يكونوا في الصحراء حتى تنطبق عليهم هذه الضرورة. ثم أني لي رأي واضح حول نقطتين أساسيتين
    .
    اخي ما اردت ايصاله لك هو الثقة في عناية الله ولاتكال عليه ولهذا السبب امر الله بني اسرائيل وهم في قلب الصحراء بان لا يختزنوا المن لليوم الثاني بل يثقوا بان الله سيعطيهم في الغد كفايتهم!!.
    وعدم الاختزان هناك يقابل عدم الاكتناز في الانجيل وهذا ما اكده المسيح مستشهدا بالعصافير حين قال انظروا اليها رغم انها لا تزرع ولا تحصد وتجمع الي المخازن الا ان ابانا السماوي يقوتها !!!.
    Quote: : مسألة الاكتفاء بالعبادة وترك العمل إلا فيما يخص الدعوة ، فأنا أراه نوع من الدروشة التي تنفي أهمية العمل والكسب. والاعتماد - عوضاً عن ذلك - بالدعوة فقط ، واستغلال الدعوة على اعتبارها المصدر الوحيد للكسب والعيش. فلماذا لا يكون المؤمنون مؤمنين وعاملين؟
    .
    اخي النقطة اعلاه يختصر علي الكهنة والرهبان وخدام بيت الله واما المؤمنين فينبغي ان يعملوا واظنك قد اسئت فهمي .
    Quote: ألا ترى معي يا عزيزي أن الشرعة اليسوعية تدعوا في عمومها ضمنياً إلى الانقطاع عن الدنيا والانصراف كلياً للدعوة؟

    اخي هناك من قال له المسيح تعال اتبعني ومن بشرهم وحررهم من الارواح النجسة والشياطين واطلقهم قائلا اذهب وحدث اهلك بكم صنع بك الله, وفي الحالتين فرق شاسع , فمن امره المسيح باتباعه هو من اراده ان يكون في حضرته ليعمل عمل الله الذي يامره به المسيح اي ان يكون خادما لله غير ابه بكل شئ سوي خدمة الله والتعلم من شريعة الله اما الاخر فهم من يريدهم المسيح ان يذهبوا ويمارسوا حياتهم العادية ويخبروا الناس بما صنع الله معهم من معجزات وعجائب.
    واظنك توافقني ان الدعوة يمكن ان تمارس حتي في العمل وفي كل مكان يتواجد فيه الانسان , وايضا ان هنالك فرق في ان تكون خادما لله او مؤمنا بالله !!
    Quote: لا أؤيد أبداً فلسفة الجبرية التي تقول بأن الحياة قررتها سلفاً قوة عليا ولا الدوغمائية التي تفكر بأسلوب متحجر وجامد دون أدنى مراعاة لمقتضيات الظروف المادية والعلم والممارسة.
    .
    اظن ان هذا راي شخصي ولا اظن ان احدا ياخذ به لانه م
    نافية تماما للتعاليم الدينية التي تؤكد لنا ان اراد الله فوق كل شئ !!
    Quote: ثانياً: مسألة التبعية التي تميزت بها اليسوعية ، وهذه التبعية العمياء التي تدعوا إلى نبذ كل شيء ما خلا حب يسوع وحب الله. وإذا خالط هذا الحب حب النفس أو حب الزوجة او حب الولد هل يخرج المرء من ملكوت الله ؟ ونجد نفس الشيء في الشريعة القثمية التي تدعوا إلى ذات الشيء (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه) لماذا لا يدعنا الأنبياء نحبهم طواعية لا كراهية وقسرياً ؟ ولماذا تربط هذه المحبة المطلقة بمسألة الإيمان؟ ألست حراً في أن أحب وأن أكره وأن أحدد درجة هذا الحب ودرجة هذا الكره ؟ ألا تنفي هذه التبعية إنسانيتي وأنني حر ومخير في أبسط ما أملك ؟ ألا يعني اتفاقي معك ودخولي في دينك حباً من نوع ما ؟ وأرى أن رسول الإسلام كان أذكى من يسوع في كونه سمى أتباعه بالصحابة ولم يسمهم أتباع ، لأن التبيعة تنفي الإنسانية التي تقوم على الاختيار. ورغم أن (كفار) قريش قد فطنوا إلى تسمية (الصحابة) ما هو إلا تلميع لمسألة التبعية ، فكانوا يسمون الصحابة بـ(أتباع محمد) لأنهم في النهاية ليسوا سوى أتباع.
    .
    الاجابة علي ذلك هنا في يعقوب 2
    (18 لكن يقول قائل انت لك ايمان وانا لي اعمال.أرني ايمانك بدون اعمالك وانا اريك باعمالي ايماني.

    19 انت تؤمن ان الله واحد.حسنا تفعل.والشياطين يؤمنون ويقشعرون

    20 ولكن هل تريد ان تعلم ايها الانسان الباطل ان الايمان بدون اعمال ميت.

    21 ألم يتبرر ابراهيم ابونا بالاعمال اذ قدم اسحق ابنه على المذبح

    22 فترى ان الايمان عمل مع اعماله وبالاعمال اكمل الايمان).

    اما بقية الاسئلة فسارد عليها لاحقا وارجو ان لا تتوقف حتي لو تاخر في الرد عليك نسبة لانشغالي واسال الله ان اعود سريعا .
    وليباركك الرب يسوع المسيح ونعمته ومحبته وسلامه تكون معنا اجمعين من الان والي الابد .
    امين
                  

01-21-2006, 08:36 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هلالويا (Re: يوسف السماني يوسف)

    الجميل المبتسم (جوزيف السماني)

    مرحب بيك يا صديقي وفي انتظار أن (تقعمز) وتدلو بدلوك في هذا الموضوع.
                  

01-22-2006, 09:56 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هلالويا (Re: هشام آدم)

    أخي ألبرتينو

    سلام الله عليك

    وما زال (حب المال) و (امتلاك المال) هي المسألة الأكثر تداولاً في هذا النقاش. دعني عزيزي أسألك سؤالاً: لماذا طرد يسوع التجار اليهود من الهيكل؟ سوف أعطيك خيارين:

    1 ) لأنهم مارسوا التجارة في محل العبادة.
    2 ) لأنهم فقط تجار محبون للمال.

    وقبل أن تجيب على السؤال يجب عليك أن تفسر سر استخدام يسوع لكلمة (لصوص) فما جاء على لسانه سواء في مرقس أو لوقا حول قصة الطرد تلك. فما هي العلاقة بين التجارة واللصوصية في نظره؟

    أما حصرك لامتلاك المال في حب الرفاهية والخوف من المستقبل فهذا أمر مردود. وحقيقة فإنني ألاحظ عليك ضرباً من الشمولية غير المحمودة فأجدك ترفض الكل كلياً بالإطلاق دون النظر في الجزئيات وتقبل الكل كلياً بالإطلاق. ففي مسألة حب المال مثلاً يا أخي ألبرتينو يجب عليك أن تقنع بأنه ليس كل حب المال منافٍ للإيمان لأن حب المال نوعان: حب حاجة و حب عبادة. وعلى هذا فيجب أن نفرق في أن ما نتكلم عنه هو أي هذين النوعين؟ فإذا كنت تقصد حب العبادة فأنا أتفق معك وأختلف مع يسوع لأن يسوع كره المال ومالكي المال دون أن يحدد ذلك ، بل وافترض في كلي مالكي المال حبهم وعبادتهم له. وكذلك الخوف من المستقبل فهنالك أنواع عديدة من الخوف: خوف جزع و خوف رجاء. وخوف الرجاء هو ما يجعلك تجد في عملك مع الاحتفاظ بالثقة بالله لأن الثقة بالله تقتضي العمل. وهنالك خوف الجزع الذي يجعلك تتناسى أشياء ومسائل هي من صميم العقيدة كمسألة الرزق وخلافه. وهنا يظهر لنا ضرورة التفريق بين (التوكل) و (التواكل).

    قضية الحواريين والأتباع وعبوديتهم وفقرهم:
    فكما قلت لك أخي قبل ذلك ، فأتباع يسوع من الحواريين (الرسل) فهو فقراء حتى وإن كانوا صيادين ونجارين وأطباء. أما أتباعه المؤمنون (التلاميذ) فقهم فقراء وعبيد في نفس الوقت. ولا أظن أن هذه النقطة نختلف عليها. ولكن هب أنني كنت أعمل في وظيفة مرموقة وأتقاضى راتباً عالياً وتركت العمل وتفرغت للعبادة أو لأي شيء آخر لا أبغي منه كسب المال، هل سأكون داخل أم خارج دائرة الفقر في نظرك؟

    وأجد أننا متفقون على نقطة هامة وهي أن المسيحية والإسلام على حد سواء لم يتخذا الإجراءات الثورية اللازمة لتحقيق بند نصا عليه ولكنهما أجازاه ألا وهي مسألة الرق والعبودية فالإسلام والمسيحية كلاهما يدعوان إلى النظر للإنسان على أساس إنسانيته وعلى أساس صلته بالله وطاعاته ومحبته لله وأنهم في ذلك أحرار لا سيد لهم إلا الله في الأعالي والسماوات. بينما لم تحرك أي من الديانتين ساكناً في مسألة تحرير العبيد إلا في بعض المواقف الفردية ففي المسيحية نجد قصة بولس الذي عتق امرأة من عبوديتها ليهودي لأنها احتمت به بينما هو يضربها وجاء ذلك في رسائل بولس. ونجد في الإسلام قصة عتق بعض الصحابة لبعض العبيد مثل بلال وغيرهم. ولكن ليست هنالك نصوص شرعية تحرم الرق وتجارة الرقيق. بينما نجد أن موسى طبق ناموسه فقام بخطوات عملية في تحرير العبيد وتخليصهم من ذل العبودية لغير الله فأخذهم وهرب بهم بعيداً عن بطش الأسياد وإذا كانت المسيحية تستمد بعض تشريعاتها من ناموس موسى فلماذا لم نجد تطبيقاً لهذا الناموس في شريعتها؟ لماذا سكت عنها يسوع ؟

    ثم ماذا عن رسائل بولس حول قضية المرأة ؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de