لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 00:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-20-2005, 08:39 AM

Amira Ahmed

تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء (Re: Amira Ahmed)

    العنف المنزلي ضد النساء: دراسة حالة للمجتمع السوداني بالقاهرة


    Domestic Violence against Women:

    A Case Study of Displaced Sudanese Community in Cairo: 1989-2001






    أميرة عبد الرحمن أحمد




    المجموعة السودانية لضحايا التعذيب

    ديسمبر 2000

    جدول المحتويات

    إهــداء
    تقدــيم
    الفصل الأول: مقدمة وإطار نظري
    1. مفهوم العنف.
    2. الأسباب التي تؤدي إلى العنف الأسري.
    3. أنماط العنف الأسري الواقع على المرأة .
    4. مدى انتشار العنف الأسري وتكراره في المجتمعات.
    5. العنف الأسري في مصر باعتبارها البلد المضيف.
    6. العنف الأسري ضد المرأة في المجتمع السوداني.

    الفصل الثاني: ظاهرة العنف الأسري داخل مجتمع النازحين في القاهرة:

    أولاً: الملامح المميزة للمجتمع السوداني بالقاهرة

    ثانياً: الدراسة الميدانية
    (1) أهداف الدراسة
    (2) صعوبات كشف ظاهرة العنف الأسري
    (3) منهج الدراسة
    ‌أ. طريقة جمع البيانات
    ‌ب. مواصفات العينة
    ‌ج. استمارة البحث

    (4) عرض وتحليل النتائج:
    أولاً: نتائج المقابلات مع النساء
    1. تعريف العنف
    2. أنماط العنف الواقع على المرأة داخل الأسرة
    3. الأسباب التي تؤدي إلي العنف الأسري
    4. علاقة العنف بمستوى تعليم الزوجين
    5. الممارسات التقليدية الضارة
    6. العنف الواقع على المرأة بحسب نوع القرابة في الأسرة
    7. الوسائل الدفاعية التي تلجأ إليها المرأة لمقاومة العنف الواقع عليها
    8. دراسة حالة


    ثانياً: نتائج المقابلات مع الرجال

    • خاتمة وتوصيات
    • قائمة المراجع
    • ملحقات:
    1. استمارة البيانات
    2. تقرير المجموعة السودانية لضحايا التعذيب
    3. اتفاقية "إلغاء كل أشكال التمييز ضد المرأة"


    إهـــداء

    هل تُراني وفقت ولو بقدر ضئيل في تجسيد معاناتنا كنساء ؟!

    هذه الدراسة مهداه إلى جميع النساء، والمراكز، والمنظمات النسوية وغير النسوية الواعية بقضية المرأة، والعاملة على تحسين وضعها في جميع مجالات الحياة.
    كذلك أهديها لكل من ساهم ولو بقدر بسيط في أن تخرج هذه الدراسة للنور ، أسرد فيما يلي أشخاصاً ومنظمات قدموا العديد من المساعدات وذللوا أمامي الصعاب لاتمام هذا العمل.
    أشكر أولاً المنظمة السودانية لضحايا التعذيب، وأخص بالشكر البروفيسور "عثمان فضل"،والأخ "عثمان حميدة"، على كل الثقة التي منحوني إياها أثناء العمل في هذا المشروع، وعلى اتاحتهم لي تلك الفرصة، التي لولاها ما كنت وعيت، وعن قرب، أشياء كثيرة مما تعانيه المرأة السودانية . وأقول بحق أن هذه الدراسة جعلت مركز اهتمامي الرئيسي: المرأة وقضاياها.
    يأتي بعد ذلك "مركز معن"، ذلك الطفل الوليد الذي حضرنا ولادته جميعاً، ورأيناه يكبر بيننا، حتى صار يقودنا ويعلمنا. إنني حقاً لفخورة بكل نساء معن، وفخورة بانتمائي لهذا المكان.
    الشكر أيضاً موصول لأناس أدين لهم بكل ما تعلمت،ولا أزال أتعلم منهم حتى الآن، ولن توفيهم كل العبارات الثناء مهما ذُكرت ولو قدراً ضئيلاً من حقهم.
    إليكم أساتذتي وأصدقائي : د. إبراهيم النور، د. أنيتا فابوس، د. ماجدة محمد أحمد على، د. فاروق محمد إبراهيم، عبداللطيف ضرار، د.ايمان حسين شريف، ، هالة منصور، نفيسة حسن، أ. رجاء النور، فاطمة خير، أ. احسان القدال، أ. حياة عبيد، أ.نون الطاهر، أ. نعمات مدني، أمان، جوليا، خميسة ...
    الشكر في البدء والختام يذهب لأمي ولأسرتي.

    أخيراً لكم جميعاً أهدي هذا العمل،

    تقديــم:

    أثبتت التجربة البشرية على مر العصور، أن المجتمعات تتطور، وهى في حالة تغير مستمرة، كما أن الأعراف والموروثات، الاجتماعية لا تعمل دائماً على تحقيق سعادة ورفاهية أفراد المجتمع، فما كان عرفاً وسائداً في الماضي، يصبح بلا قيمة إذا تعارض مع تطور المجتمع، أو عدم تحقيق الأمان لأفراده. ( )

    وفي معرض حديثنا عن العنف الأسري، وباعتبار أن الأسرة نواة المجتمع، وأن العنف المنزلي ضد المرأة جزء من ظاهرة أعم وأشمل من حدود الأسرة، وهى ظاهرة العنف، التي باتت تهدد الأمن والسلام الاجتماعيين للأسرة والمجتمع على السواء، كان لابد من إثارة عدة أسئلة حول مفهوم العنف ، والعنف الأسري ضد المرأة، وحقيقة وجود عنف أسري موجه ضد النساء داخل المجتمع السوداني من عدمه.

    هذه الدراسة محصلة عمل بحثي بدأ في عام 1999 ،واستمر حتى عام 2001 ، وقد اعتمدت الباحثة أثناء الدراسة، على عدة مصادر ومراجع، بالإضافة إلى دراسة ميدانية، تخللتها مقابلات مع أفراد المجتمع السوداني بالقاهرة، كما عقدت الباحثة ندوتين إحداهما بمركز "معن" للعمل النسوي ، وكان ذلك في البداية الأولى لهذه الدراسة، وندوة أخرى عقدت بمقر "المجموعة السودانية لضحايا التعذيب" في القاهرة، في أواخر شهر أبريل 2001، كما نشرت إشارة لموضوع الدراسة بجريدة القاهرة الأسبوعية. ولقد ساهم الطرح الذهني الذي تولد في هاتين الندوتين في إثراء مشروع البحث وفتح آفاق جديدة للاستقصاء والدراسة، خاصة الندوة الأولى والتي عقدت بمركز "معن" حيث أنها عقدت في فترة مبكرة أثناء انجاز هذه الدراسة.

    يتناول هذا البحث بالدراسة، ظاهرة العنف الأسري داخل مجتمع السودانيين بالقاهرة، في الفترة الزمنية من عام 1989 حتى 2001. ويصبح غنى عن القول أن تحولاً كبيراً شهده مجتمع السودانيين بالقاهرة خاصة بعد عام 1989 من حيث التركيب السكاني وما صحبه من تحولات اجتماعية واقتصادية وكذلك مدى التفاعل بينه وبين المجتمع المضيف. ويمكن اعتبار عام 1989 بمثابة نقطة تحول في تاريخ السودان، وبالتحديد بعد الانقلاب العسكري الذي استولى على السلطة في ذلك الحين، والذى أدى إلي هجرة أعداد كبيرة من أبناء السودان إلي دول الجوار وعلى رأسها مصر، نظراً للعلاقة التاريخية الخاصة التي تربط بين البلدين منذ الأزل. وقد فر هؤلاء من الضغوط السياسية والاقتصادية التي فرضتها الحكومة العسكرية آنذاك، وكذلك من الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ الاستقلال والتي تصاعدت حدتها بعد مجئ تلك الحكومة إلي السلطة.


    الفصل الأول : المقدمة والإطار النظري

    بدأت قضية العنف ضد النساء في الآونة الأخيرة، تكتسب الاهتمام الذي طال انتظاره على مدى سنوات طويلة، عانت خلالها النساء معاناة شديدة ولا تزال، خاصة بعد انعقاد مؤتمر فيينا لحقوق الإنسان - يونيو 1993، والذي أوصى باعتبار العنف ضد النساء انتهاكاً لحقوق الإنسان. ( )


    وقبل الحديث عن العنف الأسري ضد المرأة السودانية في القاهرة، موضوع هذه الدراسة، سنتطرق إلى ما توصلت إليه الدراسات السابقة، والمواثيق الدولية في تعريفها للعنف الأسري.

    1. مفهوم العنف:
    يُصنف العنف ضد المرأة بأنه أكثر أشكال العنف انتهاكاً لحقوق الإنسان ومع ذلك أقلها وضوحاً. ويمكن تعريفه كالآتي: العنف هو أي سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية، يصدر عن طرف قد يكون فردأ،ً أو جماعة، أو طبقة اجتماعية، أو دولة بهدف استغلال وإخضاع طرف آخر، في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصادياً، واجتماعيا،ً وسياسياً، مما يتسبب في إحداث أضراراً مادية، أو معنوية، أو نفسية لفرد، أو لجماعة، أو لطبقة اجتماعية، أو لدولة أخرى. ( )

    والعنف الأسري:هو أيضاً أحد أنماط السلوك العدواني، الذي ينتج عن وجود علاقات قوة غير متكافئة، في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة، وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانة كل فرد من أفراد الأسرة، وفقاً لما يمليه النظام الاقتصادي الاجتماعي السائد ( ). وفي وثيقة الأمم المتحدة لعام 1993للقضاء على العنف ضد النساء، جاء تعريف العنف بأنه "ذلك العنف الموجه ضد النساء القائم علي أساس النوع، الذي ينتج عنه أضراراً جسدية أو جنسية أو نفسية تعاني منها المرأة، قد يكون هذا العنف في صورة تهديد أو إكراه أو سلب لحرية المرأة سواء في حياتها الخاصة أو العامة".

    إن الحديث عن الأسري لا يكتمل دون الإشارة إلي الأسرة وتركيبها ودورها الاجتماعي والتقسيم الاجتماعي لدور الرجل ودور المرأة في الأسرة والمجتمع. فبالرغم من كل التغيرات التي طرأت على الأسرة في المجتمعات الحديثة فأثرت في شكلها، ودورها، ووظائفها الاجتماعية والثقافية، فإن العلاقات القائمة داخل الأسرة لازالت ترتبط ببناء القوى التقليدي، الذي يقوم على تفوق الرجل وسيطرته الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع والأسرة بشكل خاص. وإذا كان العنف كمفهوم يفصح عن نفسه بوضوح في ظل الأسرة النووية الأوروبية، في إطار علاقة الصراع بين المرأة والرجل، التي تتجسد داخل الأسرة من خلال العلاقة الزوجية، حيث تصبح المرأة الزوجة هي الطرف الذي يتعرض للعنف سواء المعنوي أو المادي، فإن الأمر يختلف في مجتمعات العالم الثالث التي تتعدد فيها أشكال الأسرة وعلاقاتها، وبناء عليه يمتد العنف المعنوي والمادي ليشمل علاوة على الأطفال، المرأة الأم و الزوجة والأخت والابنة. ( )

    وبالنظر إلي بناء الأسرة في مجتمعات العالم الثالث يمكن أن نري عدة أشكال لها، فهناك الأسرة النووية، والأسرة المركبة، والأسرة الممتدة، كما توجد الأسرة العشائرية ذات العصبية القبائلية ( ). ونحن نزعم هنا أن الأسرة السودانية على اختلاف أصولها العرقية والخغرافية تظل محكومة بنمط الأسرة الممتدة وأحياناً الأسرة العشائرية. كذلك فإن الأعراف والقوانين الاجتماعية تؤكد على أهمية تلك الأسر وتتيح لها حق التدخل فيما يخص الزوجين، وهي بالطبع كسائر مؤسسات المجتمع الأخري تكرس حق الرجل في قيادة زوجته مبيحة له في ذلك ضمنياً وصراحة اتخاذ كافة الأساليب التي من شأنها تقويم الزوجة إذا قامت بأي فعل لا يرضاه الزوج، تحت اسم الدين والعادات وحق القوامة وغيره من تلك المفاهيم المغلوطة. لا يتوقف دور هذا النوع من الأسر عن هذا الحد بل أنه يمتد ليقنع الزوجة بقبول وضعيتها الدونية على اعتبار أن أي اعتراض من جانبها من شأنه أن يقلل من وضعها الاجتماعي كإمرأة لا تحترم التقاليد والعادات.

    والعنف الأسري في كل مكان، غالباً هو عنف الذكور الموجه ضد النساء الشريكات لهم ، ويبدو أن هذا الفارق بين الجنسين يرجع في المقام الأول إلى الطريقة الاجتماعية التي يربى بها الذكور ، فالبحث عن أسباب بيولوجية، يمكن أن تسهم في الميل إلى العنف لدى الذكور، لم يسفر عن أي دليل قوي بما يكفي، لتبرير هذه الاختلافات المثيرة في السلوك، وبالتالي فإن شيوع العنف الأسري في مجتمع معين، هو نتيجة للقبول الضمني من جانب ذلك المجتمع، فالطريقة التي ينظر بها الرجال إلى أنفسهم كرجال، والطريقة التي ينظرون بها إلى النساء هي التي تحدد استخدام الرجال للعنف ضد النساء من عدمه. ( )

    يختلف الأمر عند مناقشة مفهوم العنف الأسري في مجتمعات العالم الثالث، بسبب تعرض تلك المجتمعات، لأشكال مختلفة من الاستغلال والسيطرة الاقتصادية، والسياسية في ظل النظام الرأسمالي الاستعماري القديم والحديث. أثرت تلك الأشكال على النمو الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، والثقافي لتلك المجتمعات، كما ساهمت في خلق هياكل وعلاقات إنتاجية واجتماعية مشوهة، انعكست بدورها على بنية الأسرة وعلاقاتها. كما أن ظروف التخلف وفشل محاولات التنمية، التي تعاني منها مجتمعات العالم الثالث، ترمى بظلالها الكثيفة على غالبية الأسر التي تعيش حالة من الفقر، والتخلف الاجتماعي والثقافي، بالإضافة إلي حالة القهر السياسي التي تسود معظم هذه المجتمعات، مما يشكل في نهاية الأمر مناخاً خاصاً ومهيئاً لنمو العنف سواء في إطار العلاقات الأسرية، أو في إطار العلاقات الخارجية التي تحكم القوى الاجتماعية والسياسية القائمة في تلك المجتمعات. هذا القهر يكرس شكلاً من أشكال العنف الاجتماعي يقع على جميع أفراد الأسرة رجالاً ونساءً، إلا أن هذا العنف يعاد إنتاجه مرة أخرى داخل الأسرة، بناء على توزيع القوة الداخلي والخارجي، فيصبح الأطفال والنساء هم أكثر الفئات عرضة للاضطهاد والقهر. ( )

    إذن العنف ضد المرأة يقصد به ذلك السلوك أو الفعل الموجه إلى المرأة على وجه الخصوص، سواء أكانت زوجة أو أماً أو أختاً أو ابنة، ويتسم بدرجات متفاوتة من التمييز والاضطهاد والقهر والعدوانية الناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين المرأة والرجل، في المجتمع والأسرة على السواء، نتيجة لسيطرة النظام الأبوي بآلياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ( )

    وأخيراً فإنه يجب أن نميز بين "العنف الأسري" والأنواع الأخرى للعنف، "فالعنف الأسري" هو أحد أنماط العنف الموجه ضد المرأة، والتمييز هنا يقصد به محاولة فهم كل نمط على حدة فحسب، ولكن ما يحدث في الواقع شئ آخر، وهو يؤكد التداخل والتفاعل الشديد لكل هذه الأنماط مجتمعة في خلق صورة لا تليق بمكانة المرأة وقدراتها، تكرس النظرة الدونية نحوها وتدعم كل أنواع التمييز ضدها، بالرغم من الجهود المبذولة دولياً لإلغاء كل أشكال التمييز ضد المرأة، وإتاحة فرص متكافئة لها مع الرجل في جميع المجالات باعتبارها تشكل نصف الموارد البشرية، التي أصبحت تعد العنصر الأساسي في عملية التنمية.

    3. الأسباب التي تؤدي إلي العنف:

    تكاد تكون الأسباب التي تؤدي إلى العنف الأسري، متشابهة في معظم المجتمعات، ويأتي على رأسها الأسباب الاقتصادية، التي تؤثر بشكل كبير في نمو العنف وتعدد أنماطه، فهناك تدني المستوى الاقتصادي للأسرة،و البطالة، وأحيانا رغبة الرجل في الاستيلاء على ممتلكات المرأة.

    فالعوامل الاقتصادية تشكل مناخاً يجعل المرأة في مرتبة دونية بل وأيضاً يعطي الشرعية لهذه النظرة. وانطلاقاً من الموروث الاجتماعي لتقسيم العمل بين الزوجين، قسمت الحقوق والواجبات الأسرية بينهما، فأصبح دور الزوج العمل والالتزام بالواجبات المالية، بأن يدفع للمرأة صداقاً (قد يكون مالاً أو بقراً أو أي هدايا أخرى تعتمد على تقاليد وعادات المجتمع). كذلك فإن الزوج يقوم بتهيئة بيت الزوجية وينفق على الزوجة والأبناء، وأصبح في مقابل هذا الالتزام الاقتصادي لديه الحق في رئاسة الأسرة ومايتبع ذلك من حقوق أخرى دعمت كلها فكرة سيادة الرجل في الأسرة، فأصبح الزوج هو الرئيس، القوام، المنتج، العائل، المخدوم.

    بينما ألزمت الزوجة بواجب واحد كبير مقابل حقها في النفقة تنحدر منه جميع حقوق الزوج عليها، ألا وهو واجب الطاعة بما في ذلك القيام بأعمال البيت وخدمة الزوج والأبناء وأصبحت هي المرؤس، الضعيف، المستهلك، المنعدم القدرة الاقتصادية، المعال، الخادم. ( )

    ونتيجة لحصر عمل الزوجة في مجال العمل البيتي، وتحديد بيت الزوجية كمجال لنشاطها (البيت هو مملكة المرأة) تكون المرأة قد حرمت من كل مصدر من مصادر اكتساب المال وبالتالي من الملكية الشخصية. فالزوج بحكم مركزه في الأسرة، استأثر بالملكية، والزوجة ملزمة بخدمة الزوج داخل البيت وأيضاً خارج البيت (في الأعمال الفلاحية مثلاً)، وهي لا تقتضي عن ذلك أي مقابل ما عدا ما ينفق عليها داخل الأسرة بصفتها أحد أفراد هذه الأسرة. ومن الأشياء المحزنة والمضجة في نفس الوقت أن هنالك نساء في بعض مناطق السودان يقمن بكل تلك الواجبات السابق ذكرها بالإضافة لتحملها مسئوليات الزراعة وتدبير نفقات الأسرة بيتنا الرجل لا يعمل إطلاقاً، بل أنه يتزوج عدة مرات مستخدماً المال الذي تقوم بجلبه الزوجة، وحسب عادات تلك المناطق فإن هذا السلوك لا ينقص من قدر الرجل بل أن المجتمع يعطيه الحق ويبرر له كل ما يفعل ويستمر الرجل في حق رئاسته وقوامته للأسرة. ( )

    يتأثر العنف الأسري كذلك بالمنظومة الاجتماعية التي تقسم الأدوار بين الذكور والإناث بحيث يتولى الذكر الشؤون الخارجية للأسرة، ويصبح عائلها وصاحب القرار فيها، وتصبح المرأة أسيرة المنزل مكبلة بشعارات ( البيت مملكة المرأة)، وإذا جاءت الفرصة لخروجها إلى ميدان العمل فيجب ألا تغفل واجبها الرئيسي وهو أداء المهام المنزلية وطاعة الزوج وخدمته وخدمة الأبناء ، فالزوجة هي المرؤوس، الضعيف، المستهلك، المنعدم القدرة الاقتصادية، المعال والخادم

    ومن المعروف أن الدخل القومي في أي بلد بصورته الراهنة لا يعكس عمل المرأة المنزلي سواء كان ذلك إدارة المنزل، طهو الطعام أو العناية بالأطفال وتربيتهم. والمثل الأكثر شيوعاً في كتب الاقتصاد هو احتفاء عمل الخادمة من الدخل القومي متى تزوجها مخدمها أو أي شخص آخر، أي تصبح عاملة بدون أجر في حالة الزواج برغم تطابق ما تؤديه من عمل قبل وبعد الزواج).

    وحتى المرأة العاملة عليها أن تواجه يومياً سلسلة من الاتهامات الصريحة والضمنية والاقتراحات السلبية من مستوى أدائها وعلى مدى تحملها للمسئولية، وتصبح النتيجة أن تقع على عاتق المرأة أعباء مضاعفة فهي تستميت في أداء عملها وتتحمل مسئوليات مضاعفة في صمت لتدحض هذه الافتراءات أو على الأقل لتجنب المشاكل. وتضطر المرأة العاملة بصفة مستمرة لتبرير عملها بل والاعتذار عنه وذلك لمواجهة أنواع النقد اللاذع الذي يقلل من شانها باعتباره شكل من أشكال التقاعس عن أداء ما يسمى بوظيفتها الأساسية كأم وزوجة. ويؤدي هذا الهجوم على قيمة عمل المرأة إلي اهتزاز ثقتها بنفسها مما يؤثر سلباً على أدائها.

    كذلك فهناك العوامل الاجتماعية، التي تعتبر من أهم المؤثرات التي تحكم العلاقة بين الزوجين، فعملية الزواج نفسها علاقة اجتماعية تخضع لقوانين وشروط المجتمع، وتظل محكومة بنسق مجتمعي لا تحيد عنه، ولا نستثني من هذا النسق علاقة الرجل والمرأة عموما في هذا المجتمع، وعلى ذلك نجد أن بعض الأسباب الاجتماعية التي تؤدي إلى العنف مثلا: تعدد الزوجات، منع الزوجة من إقامة علاقات اجتماعية، منعها من زيارة أسرتها، الأسرة الكبيرة، ..الخ، تجد استحساناً وقبولاً من المجتمع ومن المرأة نفسها في بعض الأحيان. نتيجة لتلك الأفكار السائدة نجد أن الفتاة في بداية نشأتها تحرم من حقوقها ويشكل ختان الإناث وحرمان الفتاة من حقها في التعليم على رأس الانتهاكات التي تتعرض لها الفتاة في طفولتها.

    هناك أيضاً الأسباب الثقافية التي تتعلق بالمفاهيم الشائعة عن المرأة وحولها، مثل الشك والارتياب في سلوك وأخلاقيات المرأة، وبعض المعتقدات الخرافية التي تحكم ذهنية المجتمع في حكمه وتقييمه للمرأة، وأخيرا شكل تربية الزوج في الأسرة منذ طفولته، إذ أن دورة العنف تستمر كالآتي: طفل (مقهور) ، زوج (قاهر)، طفل (مقهور)، زوج (قاهر)، .. الخ. ( )

    وقد ظلت معظم القوانين التي تحكم نظام الأسرة في مختلف المجتمعات الإنسانية، تدعم الفكرة القائمة، على أن المرأة والأبناء هم امتداد طبيعي لملكية الرجل، وبناء عليه فقد ترك القانون للرجل حرية التعامل معهم كيفما يشاء، دون تدخل أو محاسبة، على اعتبار أن هذه الأمور تعد شأناً من شئون الأسرة.

    وتشير بعض الدراسات إلي أن الرجل في المراحل الأولى لنشأة الأسرة الأبوية، كان يملك حق أن يقتل زوجته كما يقتل عبده، كما كان يملك أيضاً حرية قتل أطفاله دون مساءلة أو محاسبة، فالنساء والأطفال الذين يملكهم الأب كانوا يسمون بالعبيد، ويستشهد العلماء على ذلك بأن كلمة أسرة Family في أصلها اللاتيني قد اشتقت من كلمة Familia ومعناها عدد العبيد الذين يملكهم رجل واحد.( ) وتأتي الموروثات الشعبية كرافد أساسي من روافد تدعيم النظرة الدونية للمرأة ، والتي غالباً، ما تكرس هذه النظرة وتدعمها، فهناك مثلاً: "المرأة كان فاس ما بتشق الراس"، "خلقت المرأة من ضلع أعوج"، "اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعة وعشرين".

    بالإضافة إلي الموروث الاجتماعي يجري تدعيم الأفكار والمعتقدات والمفاهيم التي تكرس عمليات القهر والاضطهاد، التي تتعرض لها المرأة في المجتمع والأسرة برافد آخر يلعب دوراً مهماً في حياة الأفراد والشعوب وهو الرافد الديني. وإذا تحدثنا عن المجتمعات الإسلامية، نجد أن الدين الإسلامي يؤثر في هذه المجتمعات بشكل واضح باعتباره مصدراً أساسياً من مصادر التشريع وسن القوانين الخاصة بنظام الأسرة والزواج.

    والاختلاف بين الفقهاء ورجال الدين حول مختلف القضايا ومنها قضية المرأة يظهر بوضوح، فهم إما محافظون يدعمون الأوضاع والنظم القائمة على أساس الاستغلال والقهر، أو راديكاليون يسعون إلي تغيير الأوضاع لتحقيق العدالة والمساواة والتحرر الاجتماعي.

    ودائماً ما تكون الغلبة لأفكار التيار السلفي حيث تلقي أفكاره رواجاً وانتشاراً، في ظل مجتمع تتميز أوضاعه بالتخلف الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي، علاوة على استمرار سيطرة العلاقات الطبقية والأبوية على بناء القوة في المجتمع والأسرة، وفي ضوء ذلك نجد من رجال الدين، من يدعي بأن الدين سواء كان الإسلامي أو المسيحي يدعو إلى بقاء المرأة في البيت وإلى حق زوجها في تأديبها. ( )

    و في هذا السياق نشير إلي بعض المعاني المستمدة من الدين أو التي تنسب إلي مراجع دينية، التي تستخدم بهدف التحقير من شأن المرأة، والتأكيد على دونيتها إلي حد تبرير العنف ضدها، "لم يفلح قوم ولوا أمرهم إلي امرأة" ، "المرأة عورة"، " خلقت المرأة من ضلع أعوج"، "النساء ناقصات عقل ودين"، "الرجال قوامون على النساء"، "لو أمرت المرأة أن تسجد لغير الله لأمرتها أن تسجد لزوجها"، "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، واهجروهن في المضاجع، واضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً" سورة النساء أية 34، "إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم". وهناك مثلاً، قول الرسول "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الرجل راع ومسئول، والمرأة راعية ومسئوله، والنساء شقائق الرجال" ومع ذلك فلا نجد قبولاً أو رواجاً لمثل هذه الأحاديث.

    ومن هنا أيضاً تأتي نقطة أخرى في غاية الأهمية وهو مفهوم الطاعة الذي يستمد من المفاهيم الخاطئة للدين، وتدعمه العوامل الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع. إن اعتبار الطاعة واجب من واجبات الزوجة هو في حد ذاته تمييز داخل الأسرة، ويتنافى مع المبادىء الأسرية من تبادل الاحترام والعطف وحسن المعاشرة بين الزوجين، ويتنافى أيضاً مع الاتفاقيات الدولية التي تدافع عن حقوق الانسان وتؤكد كرامته واستقلاله. فالطاعة إذلال والإذلال لا يتفق مع حقوق الانسان ولا يستطيع أن يساهم في استقرار الحياة الزوجية ، وبذلك تتحول العلاقة بين الزوجين إلى علاقة تسودها السلطة وليس الاحترام، سلطة يمارسها الزوج (الرئيس) على الزوجة (المرؤوسة)، وتعطيه الحق في مراقبة شئونها الخاصة والعامة.


    أما عن الوضع القانوني للنساء، فقد نالت المرأة حق تطليق نفسها لعدم الانفاق، أو الغياب، أو الفقدان، أو الحبس، كما جاء في قانون الأحوال الشخصية للمسلمين عام 1991 ولكن قُيد هذا الحق بعدد من الشروط ـ أيضاً أعطى القانون المرأة الحق في أن يقوم القاضي بتزويجها إذا اقتنع ولي أمرها بلا مسوغ شرعي كمل جاء في المادة (37). وتبدو في هذه المادة مفارقة واضحة عندما تكون المرأة في منصب القاضي، فكيف تتولى المرأة تزويج المرأة ؟ حيث أن الولاية مخولة للرجل حسب ما جاء بالمادة (33) والتي يشترط فيها الولي أن يكون ذكراً، عاقلاً، بالغاً، مسلماُ. ( )

    تتضافر كل هذه العوامل والتي تتجسد في كم هائل من الضغوط والممارسات العنيفة عبر السنين ينتج عنه احساس المرأة الدائم بالقهر ويكرس لديها الشعور بالتسامح تجاه كثير من الأفعال غير المقبولة من الرجل، والتعامل معها باعتبارها سلوكاً طبيعياً و صحياً لتنال به رضا المجتمع إذا استسلمت له. وتفسر حالة الخضوع والتسامح التي تتعامل بها المرأة، كرد فعل لمختلف صور الاضطهاد والقهر الذي تتعرض له، بأنها ترجع إلي إحساس المرأة بحالة من الاغتراب، تجعلها تعلي من شأن ومكانة ورغبات قاهرها عل حساب وجودها الذاتي والموضوعي. ( )

    من الطبيعي بعد كل ما سبق، أن تثور التساؤلات حول القدرات العقلية للمرأة، حيث أنه من المفاهيم الشائعة التي تكرس الوضع الدوني للمرأة اعتبارها بأنها أقل من حيث التركيب العقلي للرجال ولا تصلح لتولي المناصب القيادية، وعن مدى صحة هذا الادعاء، فقد أثبتت العديد من الدراسات الأنثروبولوجية التي ترتكز على المقارنة بين الثقافات، أن الأنشطة والسلوك، وحتى سمات الشخصية التي نعتبرها عادة في مجتمعاتنا خاصة بالمرأة، قد تكون في مجتمعات وثقافات أخرى خاصة بالرجل، ولا أدل على التفوق العقلي لبعض النساء، من "ماري كوري" وفوزها بجائزة نوبل . ما يؤيد ذلك الدراسة التي قامت بها "مارجريت ميت" (1963) في نيو غينيا باستراليا، عن ثلاث قبائل "الأرايش"، "المقمور" و"التشابولي"، جاءت نتائجها كالتالي :

    قبيلة الأرايش:
    تتميز بأن المرأة ضعيفة من حيث البنية والرأي، مستجيبة لرغبات الرجل، حساسة المشاعر، لا تستطيع البت في قرارات الأسرة أو قرارات نفسها، كما أنها قابلة للتمسك برأي الرجل، حتى وإن كان في غير صالحها أو صالح أسرتها.

    قبيلة المنقمور: الرجل والمرأة متساويين في الحقوق والواجبات، يمثلان عنصري المجتمع الفعال في تربية النشيء والإنفاق السري، وفي النفوذ والقوة ولا يسود أحد على الآخر.

    قبائل التشابولي: وجدت الباحثة أن الرجل ضعيف من حيث البنية الطبيعية، ليس له دور في اتخاذ القرار أو التقرب من المرأة، ويذهب للتسوق أو يجلس أمام النهر طوال اليوم ويهتم بجماله، بينما المرأة نشطة، فعالة، مدبرة، لا تهتم بزينتها، تعمل جادة من أجل مصلحة الأسرة.

    من هنا يتضح أن الأدوار المتمايزة للمرأة والرجل في المجتمع، تعززها المكونات الحضارية والثقافية والاجتماعية داخل مجتمع ما، وأن المجتمع هو الذي يحدد عدداً من المميزات على أنها خاصة بالمرأة أوخاصة بالرجل. ولا نبالغ إذا قلنا أن النساء حالياً في مجتمعات عديدة يسرن بخطى عريضة للأمام ويثبتن تفوقهن على الرجال في عديد من المجالات، ولا يخفى على أحد التفوق العلمي الذي تحققه حالياً الإناث في المراحل الدراسية المختلفة على زملائهم الذكور سواء في مصر أو في السودان.

    3. أنماط العنف الأسري الواقع على المرأة :
    يصنف العنف ضد النساء كالتالي: ( )
    أ.العنف الأسري: ويشمل الضرب، الاغتصاب، سفاح القربي، الممارسات التقليدية الضارة مثل الختان، التمييز بين الذكور والإناث، الزواج المبكر، قتل الشرف، تعدد الزوجات، العقوبات مثل الجلد الذي يحدث بسبب القوانين السائدة.
    ب.العنف في المجتمع: الاغتصاب، الاعتداء الجنسي، التحرش في أماكن العمل وأماكن التعليم وغيرها، الإكراه على الدعارة، التجارة بغرض الدعارة.
    ج.العنف الذي يصدر من الدولة: ويشمل أيضاً الضرب، الاغتصاب ضد المرأة في مناطق النزاع والمرأة اللاجئة.

    ويتخذ العنف ضد المرأة في الأسرة أشكالاً وصوراً مختلفة، وهو يندرج من السب وتوجيه الشتائم وحظر الكلام، حظر النقاش والحوار، حظر المراجعة، الهجر، لتتصاعد حدته عند الضرب والطرد من بيت الزوجية. الاغتصاب من أحد أفراد الأسرة "اغتصاب المحارم" أو حتى "الاغتصاب الزوجي" ( ) والختان الذي يمارس على الإناث بكافة أشكاله وصوره، ويعتبر من العادات التقليدية الضارة. لا نبالغ إذا قلنا أن العنف قد يصل أحياناً إلي درجة القتل. وتمثل الزوجات غالبية ضحايا العنف الأسري، ولا ينجو من هذا العنف حتى الأمهات والأبناء الإناث والأخوات، ثم بدرجة أقل الحماة وزوجة الأب وابنة الخال والخالة وابنة العم أو العمة.

    4.مدى انتشار العنف وتكراره في المجتمعات:
    نذكر فيما يلي بعض الأرقام التي توضح مدى تكرار العنف الأسري، وانتشاره في المجتمعات المختلفة، فمثلاً نجد في تقرير للأمم المتحدة، أن واحدة من كل خمس سيدات، يتعرضن للعنف البدني أو الجنسي مرة على الأقل في حياتهن. ( )

    أما في الولايات المتحدة، فيتعرض ما يتراوح بين 21 و 30 % من النساء للضرب، على يد شريك لهن، مرة واحدة على الأقل طوال حياتهن، ونصف تلك النساء يتعرضن للضرب أكثر من ثلاث مرات في السنة الواحدة، وتتعرض سيدة كل 9 ثواني للعنف البدني على يد شريكها.( ) وفي بابوا غينيا الجديدة، يتعرض 67% من نساء الريف، و56% من نساء الحضر لاعتداءات بدنية. وكذلك في النرويج وجد أن 25% من المريضات بأمراض النساء قد تعرضن لاعتداءات جنسية أو بدنية. وفي كينيا تقول 42% من النساء، أنهن يتعرضن للضرب بانتظام عل أيدي أزواجهن، وتنتحر كثيرات من النساء اللاتي يتعرضن للتعذيب. ( )

    الأسوأ مما سبق، أن العنف الأسري يسبب نسباً أكبر من الموت والإعاقة للسيدات، بين سن 15-44 سنة، أكثر مما يسببه السرطان – الملاريا – حوادث المرور - الحروب. ناهيك عن أن حوالي 130 مليون امرأة في العال،م تمت إجراء عملية ختان لهن، مليون سنوياً، وهناك ما يقدر بـ 60 مليون سيدة في تعداد المفقودين بسبب العنف الموجه لهم على أساس النوع Gender-Based Violence. ( )

    5.العنف الأسري في مصر باعتبارها البلد المضيف
    تناول عدد من الأفراد والمنظمات ظاهرة العنف الأسري في مصر بالدراسة. نذكر على سبيل المثال لا الحصر الدراسة التي قامت بها د. مارلين تادرس ( )، ودراسة د. ليلى عبد الوهاب ( ) والتي كانت مرجعاً هاماً بالنسبة لهذه الدراسة وقد قامت الباحثة بدراسة العنف الأسري على النساء والأطفال وأيضاً الرجال أنفسهم موضحة الحقائق حول موضوع هام أثير على نطاق واسع وهو وشغل الرأي العام بمصر ، إنها ظاهرة "قتل الأزواج" التي بحثت الدراسة الأسباب المؤدية إليها ونوعية الجناة الذين ارتكبوا هذه النوعية من الجرائم. أيضاً لا نغفل الدراسة المستفيضة التي يقوم بها مركز دراسات المرأة الجديدة ومركز النديم ( )حول جميع أشكال العنف ضد النساء وليس العنف الأسري وحده. وقد رصدت كل الدراسات السابقة وجود بل تفشي ظاهرة العنف الأسري ضد النساء في مصر والتي وجدنا كما ستوضح الدراسة التشابه الشديد بين أنماطه ونتائجه وقبول المجتمع له في كلا البلدين.

    6.العنف الأسري ضد المرأة في المجتمع السوداني
    وفيما يتعلق بالعنف الأسري ضد المرأة السودانية على وجه الخصوص، والمعنية بها هذه الدراسة، نجد أن كثيراً من السودانيين يعتقدون وبخاصة الرجال، أن المجتمع السوداني يكاد يخلو من ظاهرة العنف الأسري، على اعتبار أن المرأة السودانية لها مكانتها المتميزة بين أفراد المجتمع، وهم يؤيدون ذلك بقولهم أنه "في عاداتنا وثقافتنا السودانية فإن الرجل لو ضرب زوجته، لا يعتبره المجتمع رجلاً" (والرجولة هنا تعني القيم والصفات الحميدة مثل الكرم والشجاعة والصدق وغيره). وفي حين أن الثقافة السودانية في شكلها الظاهر تدين ضرب الزوجة إلا إنها تبيح دون قيود للأب والأخ الذكر تأديب ابنته أو أخته بأي طريقة يراها مناسبة حتى لو كانت الضرب.

    هذا الانطباع يثير قضيتين في غاية الأهمية: فإما أن المفهوم العام للعنف الأسري هو ضرب الزوجة، أو أن المجتمع ينظر إلي الممارسات العنيفة ضد المرأة داخل أسرتها، باعتبارها شكل طبيعي من أشكال الحياة لدرجة أنهم حتى لا يدركونها ولا يشعرون بوجودها. يجب ألا نغفل أيضاً السرية الشديدة التي تغلف العلاقات بين الأزواج في مجتمعنا، والتي تعتبر ما يحدث بين الزوجين حتى لو كان فيه ما يهدد حياة المرأة وسلامتها الجسدية والنفسية، شأن داخلي وسر مقدس لا يحق للآخرين التدخل فيه.

    ولكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا، هل يخلو مجتمعنا من العنف؟
    الدراسة التي قامت بها الباحثة "أميرة بدري" ( ) من جامعة الأحفاد عام 1998، والتي تناولت فيها بالدراسة حوالي 200 سيدة متزوجة من مختلف مناطق الخرطوم، تؤكد وجود العنف الأسري ضد النساء في المجتمع السوداني، وتؤكد بأن السبب الرئيسي الذي يقف وراء العنف ويدعمه ، هي العادات والتقاليد في المجتمع، التي ترسخ فكرة سيطرة الرجل على المرأة في الأسرة. وترى الباحثة أن معظم السيدات لم يتعرضن لتجربة العنف الجسدي، وذلك لوجود الأسرة الممتدة والعلاقات الاجتماعية القوية التي لا تسمح بحدوث تلك الأفعال . ولكنها أكدت وجود الأشكال الأخرى للعنف، مثل العنف النفسي بصوره وأشكاله. وفي اعتقادنا أن نسبة الوعي المحدودة بموضوع العنف الأسري، هي التي حالت دون سرد هؤلاء السيدات ما يحدث لهن في إطار العلاقة الزوجية ، كذلك فإن تلك العادات، وتلك الأسرة الممتدة، من الأسباب الهامة التي تكبل المرأة بحفظ سر بيتها وعدم البوح بما يصدر من أفعال غير لائقة من زوجها . كذلك فإن الباحثة لم تعتبر العادات الاجتماعية الضارة شكل أو سبب من أسباب العنف الأسري . في حين أن ما يظهر في بعض الصحف السودانية وحالات المحاكم لا يؤيد وجهة النظر هذه، حيث أن الجرائد تكاد لا تخلو يومياً من إحدى الحالات التي تصور اضطراباً في العلاقة الزوجية، غالباً ما يكون ضد المرأة.

    في عينه عشوائية لبعض ما نشر في الصحف السودانية من حالات محاكم الأحوال الشخصية، وجد أن السبب الاقتصادي والحالة المادية للزوج غالباً ما تكون السبب وراء ارتكابه لأفعال عنيفة ضد أسرته وزوجته، فبعض الأزواج يتركون زوجاتهم وأطفالهم، وغالبا ما تلجأ الزوجة في مثل هذه الحالات للطلاق عن طريق المحاكم، ويواجه الأطفال خطر التشرد والجوع. وبعض الأزواج يترك الأسرة بحثاً عن فرصة عمل بالخارج، ثم تنقطع أخباره تدريجياً لمدة تصل إلى عدة سنوات . والبعض الآخر من الرجال، يتزوجون من أكثر من أربع زوجات غير عابئين بالشرع ولا بالقانون، ففي إحدى الحالات تزوج رجل من 26 سيدة ، وفي حالات أخرى يتزوج الزوج من زوجة أخرى أو زوجات أخريات وعندما ترفض الزوجة الأولى هذا الوضع يرفض الزوج تطليقها. وهناك من هجرها زوجها بعد شهر من الزواج، أو من أخذ مصوغات زوجته وباعها، لينفقها على متعته الشخصية. وأما محاولات القتل أو حتى حالات القتل الفعلية، فإنها موجودة هي الأخرى ، فهناك حالة لزوج اغترب للبحث عن فرصة عمل وانقطعت أخباره عن الأسرة لمدة ثلاث سنوات متصلة ، فما كان من الزوجة إلا أن لجأت إلى المحكمة لتطليقها ، وطلقت غيابياً، ولكن بعد كل هذه المدة عاد الزوج ووجد زوجته قد طلقت، فقتلها عقاباً لها على فعلتها الشنيعة !!! مما يذكر في هذا الصدد أن وتيرة الهجرة الداخلية والخارجية في المجتمع السوداني قد تزايدت مما أدي لتفاقم ظاهرة "الزوج الغائب".

    تلك كانت مقتظفات من بعض ما ورد في الصحف عن نوعية الانتهاكات التي يرتكبها الأزواج ضد زوجاتهم، والتي بالطبع تقع تحت قضية العنف الأسري الذي يستفحل ويصبح جريمة يعاقب عليها القانون، ولكن للأسف القانون لا يدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان.

    مما سبق يتضح أن المجتمع السوداني مثله مثل المجتمعات الأخرى، تعاني نساءه من العنف الموجه إليهم من أزواجهن نسبة لسيطرة النظام الأبوي فيه، والذي يمنح الرجل حق فرض القوة والسيطرة على النساء، وإذا خالفت المرأة ما يريده الرجل فإن من حقه أن يؤدبها بكل الأشكال التي منحها له المجتمع، وقد يتمادي حتى يرتكب جريمة يعاقبه عليها القانون.



    يتبع ....
                  

العنوان الكاتب Date
لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-15-05, 10:11 AM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء bint_alahfad12-15-05, 12:35 PM
    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-16-05, 08:15 AM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Elmuez12-15-05, 01:26 PM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Eng. Mohammed al sayed12-15-05, 02:32 PM
    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-16-05, 08:17 AM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء صديق الموج12-15-05, 02:34 PM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Mohamed Elgadi12-15-05, 11:22 PM
    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-16-05, 08:21 AM
      Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Mohamed Elgadi12-16-05, 01:55 PM
        Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-17-05, 02:36 AM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Amin Elsayed12-16-05, 05:38 PM
    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-17-05, 02:37 AM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء نهال كرار12-17-05, 01:37 AM
    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-17-05, 03:30 AM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء عادل فقاد12-17-05, 02:14 AM
    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-17-05, 03:31 AM
  و لا تقف ما ليس لك به علم محمد حسبو12-18-05, 02:18 AM
    Re: و لا تقف ما ليس لك به علم عزاز شامي12-18-05, 03:17 AM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء wadda7a12-18-05, 03:20 AM
    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-18-05, 09:59 AM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-18-05, 04:11 AM
    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Tumadir12-18-05, 04:28 AM
    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-18-05, 04:51 AM
      Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Tumadir12-18-05, 06:03 AM
        لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة محمد حسبو12-18-05, 06:25 AM
          Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة Tumadir12-18-05, 06:51 AM
            Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة Tumadir12-18-05, 07:10 AM
              Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة هشام آدم12-18-05, 08:08 AM
                Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة Tumadir12-18-05, 09:15 AM
                  Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة هشام آدم12-18-05, 09:22 AM
                    Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة Tumadir12-18-05, 09:25 AM
                Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة Osman M Salih12-18-05, 09:38 AM
                  Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة هشام آدم12-18-05, 09:52 AM
                    Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة Osman M Salih12-18-05, 10:05 AM
                      Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة هشام آدم12-18-05, 10:24 AM
                        Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة Osman M Salih12-18-05, 03:31 PM
                          Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة Osman M Salih12-18-05, 03:49 PM
                            Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة هشام آدم12-18-05, 11:15 PM
                              Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة Osman M Salih12-19-05, 02:42 AM
                              Re: لو كان الله رجلا ؟؟ دي راجياك فيها محاضرة Dr.Saeed Zakarya Saeed12-24-05, 06:08 AM
  كيف تُعامل الذات الالهية محمد حسبو12-19-05, 00:02 AM
    Re: كيف تُعامل الذات الالهية Osman M Salih12-19-05, 01:54 AM
      Re: كيف تُعامل الذات الالهية Osman M Salih12-19-05, 02:14 AM
        Re: الصوت العالي والصراخ ما بخيف ولا بقنع Mohamed E. Seliaman12-19-05, 04:03 AM
          Re: الصوت العالي والصراخ ما بخيف ولا بقنع Osman M Salih12-19-05, 04:42 AM
            Re: الصوت العالي والصراخ ما بخيف ولا بقنع Osman M Salih12-19-05, 05:02 AM
            Re: الصوت العالي والصراخ ما بخيف ولا بقنع Mohamed E. Seliaman12-19-05, 05:09 AM
              Re: الصوت العالي والصراخ ما بخيف ولا بقنع Osman M Salih12-19-05, 05:52 AM
            Re: الصوت العالي والصراخ ما بخيف ولا بقنع Mohamed E. Seliaman12-20-05, 02:17 AM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء محمد حسبو12-19-05, 06:23 AM
    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Amira Ahmed12-19-05, 08:12 AM
      Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-19-05, 08:47 AM
        Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-19-05, 11:28 AM
          Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-19-05, 11:32 AM
            Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-19-05, 11:34 AM
              Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-19-05, 11:38 AM
                Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-19-05, 11:41 AM
                  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-19-05, 11:43 AM
            Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-19-05, 12:16 PM
              Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-19-05, 12:19 PM
              Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-19-05, 12:19 PM
              Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-19-05, 01:44 PM
          Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-19-05, 11:37 AM
            Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Gafar Bashir12-19-05, 12:45 PM
            Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Gafar Bashir12-19-05, 12:46 PM
              Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء atbarawi12-20-05, 04:34 AM
              Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-20-05, 05:00 AM
  مزيد من المفيد محمد حسبو12-20-05, 02:11 AM
    Re: مزيد من المفيد هشام آدم12-20-05, 06:19 AM
      Re: مزيد من المفيد Osman M Salih12-20-05, 10:06 AM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء عبدالعظيم محمد أحمد12-20-05, 04:37 AM
  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء عبدالعظيم محمد أحمد12-20-05, 04:41 AM
    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Tumadir12-20-05, 05:02 AM
      Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء ABUKHALID12-20-05, 05:53 AM
        Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-20-05, 06:38 AM
        Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء ABUKHALID12-20-05, 06:53 AM
          Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-20-05, 09:43 AM
    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-20-05, 06:23 AM
      Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء عبد اللطيف بكري أحمد12-20-05, 06:56 AM
        Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء ABUKHALID12-20-05, 07:09 AM
        Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-20-05, 09:50 AM
      Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء إسماعيل وراق12-20-05, 07:17 AM
        Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Tumadir12-20-05, 07:29 AM
          Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء ABUKHALID12-20-05, 07:34 AM
            Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء ABUKHALID12-20-05, 07:41 AM
              Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Tumadir12-20-05, 08:26 AM
                Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-20-05, 10:11 AM
              Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Amira Ahmed12-20-05, 08:35 AM
                Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Amira Ahmed12-20-05, 08:39 AM
                  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Amira Ahmed12-20-05, 08:44 AM
                Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-20-05, 10:14 AM
                  Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-20-05, 10:34 AM
                    Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-20-05, 10:41 AM
                      Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-20-05, 11:19 AM
                        Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-20-05, 11:23 AM
                          Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-20-05, 11:33 AM
                          Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء هشام آدم12-20-05, 11:35 AM
                            Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-20-05, 11:58 AM
                              Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-20-05, 12:07 PM
                                Re: لو كان الله بشراً . . لقتلته النساء Osman M Salih12-20-05, 12:21 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de