مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-08-2008, 09:57 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام


    1- أكرم الله كاتب هذه السطور بالصلاة صباح اليوم ، مع حوالي بضعة عشرة الف شخص حسب بعض التقديرات ، خلف الإمام الحبيب الصادق المهدي بود نوباوي والاستماع إلى خطبة العيد الضافية ، والاطلاع عليها مطبوعة بشكل لا بأس به ، وإن كنت لم أظفر على نسختها الالكترونية بعد ، وما أود تعريضه للنقاش هنا هو اعتقاد الحبيب الإمام الجازم فيما يتعلق بتطورات قضية المحكمة الجنائية الدولية .. أن صدور أمر أو مذكرة باعتقال المواطن عمر حسن أحمد البشير سيفضي بالبلاد - بالضرورة - إلى حالة توتر مفادها إحجام الحركات المسلحة عن التفاوض حينئذ ، وحدوث عزلة للنظام الإنقاذي وأركانه عن المجتمع الدولي ، وأنه من الأفضل أن لا تصدر هكذا مذكرة وأن "الوسطية الحقة والمجدية" للوطن والمواطنين في هذا الأمر تكمن في حدوث حالة من الإجماع على "أجندة وطنية" تخرج بالبلاد من أزمتها الحالية دون "مفاصلة أو اقصاء لأحد" ودون تعريض البلاد لأخطار التدويل والتمزيق والصوملة والأفغنة والـ"التعريق" .



    .
                  

12-08-2008, 10:12 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام (Re: فتحي البحيري)




    2- تأتي إعادة التركيز على وجهة النظر هذه في وقت يقترب فيه صدور مذكرة التوقيف المعنية حسب معظم التكهنات والتقديرات ، وفي وقت تصبح فيه مادة استعار معارك سياسية "جديدة" بين طرفي الحكم في السودان ، والتي يبرز الخلاف حول التعاطي مع المحكمة الجنائية كأحد أهم أسبابها "المعلنة" ، عناوين بارزة في معظم وسائل الإعلام العالمية ، وفي وقت يتضح فيه للجميع ، بمن فيهم الإمام الحبيب نفسه ، أن الأغلبية الكاسحة من المواطنين المغيبة أصواتهم تؤيد التأثير على استمرار النظام بهذه الطريقة بالذات (عن طريق المحكمة الجنائية) ... نقول ... تأتي إعادة التركيز على وجهة النظر هذه في هذا الوقت بالذات وهي تحمل في طياتها "اختيارات" "قادمة" للإمام نخشى أن نقول أنها تقود البلاد إلى عين ما تزعم أنها تنأى بها عنه : التمزيق والفوضى وانعدام الاستقرار

    (عدل بواسطة فتحي البحيري on 12-08-2008, 10:16 AM)

                  

12-08-2008, 10:32 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام (Re: فتحي البحيري)


    3- الظن الحسن بالحبيب الإمام أنه يؤثر مصالح الوطن والمواطنين على كل ما هو "دونها".. جيد ومقبول وربما كان واجبا ومستحباً في أحايين كثيرة ، ولكننا لا نستطيع - مع ذلك - إيقاف "الظنون الأخرى" على أن تعمل عملها ... ومن ذلك أن الموقف "الوسطي" [حيث نعتقد أن الوسطية هنا قبيحة طالما أنها تتوسط شئنا أم أبينا بين القاتل والمقتول ... بين الظالم والمظلوم] من المحكمة الجنائية : الوقوف مبدئيا مع وجوب تحقق المساءلة والمحاسبة والعدالة بشأن دارفور مع رفض أو "عدم استلطاف" صدور مذكرة اعتقال بشأن البشير.. ليس نابعا بالضرورة من "الخوف من ضياع الوطن وتمزقه ودخوله في حالة صوملة ... إلخ" ولكنه نابع من أن الواقع الذي سينتج عن هكذا مذكرة سيؤثر على الأوزان الحزبية .. وتحديداً سيعلي من التأييد الشعبي والقوة الجماهيرية للحركة الشعبية والحركات المسلحة الدارفورية ... ليس خصما على المؤتمر الوطني وإنما على حزب الأمة . هذا الظن بالذات سيظل يحاصر موقف الإمام من اعتقال البشير ، وسيظل يحاصر الإمام في اختياراته القادمة بعد صدور أمر اعتقال البشير ، وبين "اختيارات الإمام الجديدة" و "بين محاصرتها" بمثل هذا الظن وبغيره (وليس من مجرد صدور أمر الاعتقال).. سيدخل "الوطن" فيما يشبه ما يحذرنا منه من مجرد صدور المذكرة إياها .
                  

12-08-2008, 10:52 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام (Re: فتحي البحيري)




    4- ذلك أنه ، وبغض النظر عن كون هذا الظن [.. الذي ربما كان غير آثم] صحيحاً أم لا ، وبغض النظر عن ماهية اختيارات الإمام القادمة ، فإن كليهما سيصبح جزءا من واقع (ما بعد صدور مذكرة البشير) ونعتقد جازمين أن السودان سيكون أقرب للاستقرار والهدوء لو تم حذف كليهما من هذا الواقع (.. واقع ما بعد صدور مذكرة البشير) .. إن تطابق مواقف جماهير الأمة (التي تشكل جماهير حزب الأمة جزءا لا يقبل التجاهل منها) مع مواقف رموزها السياسية والوطنية (والتي يشكل الحبيب الإمام جزءا لا يقبل التجاهل منها كذلك) هو أكبر صمام أمان للوطن في كافة المنعطفات وأشدها حرجا وأننا لو فقدنا هذا التطابق لأي سبب من الأسباب فقدنا أكبر دعامات الاستقرار ولو كسبنا هذا التطابق كسبنا الاستقرار إلى حد كبير . هذا التطابق وجودا أو عدما ، وليس أية "بتابت أو جلبة أو ضوضاء" متوقع حدوثها قطعا من "ثور" الدكتاتورية الانقاذية البغيضة ، هو المؤثر الأعظم على استقرار البلاد أو دخولها في حالة الفوضى


    .
                  

12-08-2008, 11:16 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام (Re: فتحي البحيري)



    5- ونعتقد جازمين كذلك أنه من الصعوبة بمحال أن يتم جرجرة الجماهير لموقف الإمام "الحالي" .. تلك الجماهير التي قاطعته مؤيدةً - أول ما قاطعته - بالتكبير والتحميد عندما قال بأنه يقف مع المساءلة الجنائية بخصوص ما حدث في دارفور من حيث المبدأ .. ولما استطرد في أن (مسألة صدور مذكرة الاعتقال حتى ولم لم يتم تنفيذها سوف وسوف وسوف ... ) سكتت!







    .
                  

12-08-2008, 01:06 PM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام (Re: فتحي البحيري)

    Quote: ]- ونعتقد جازمين كذلك أنه من الصعوبة بمحال أن يتم جرجرة الجماهير لموقف الإمام "الحالي" .. تلك الجماهير التي قاطعته مؤيدةً - أول ما قاطعته - بالتكبير والتحميد عندما قال بأنه يقف مع المساءلة الجنائية بخصوص ما حدث في دارفور من حيث المبدأ .. ولما استطرد في أن (مسألة صدور مذكرة الاعتقال حتى ولم لم يتم تنفيذها سوف وسوف وسوف ... ) سكتت![/

    الحبيب فتحي
    كيان الأنصار كيان قائم أصلاً على الثورية..لذلك الجماهير (((سكتت)))!!
    المؤتمر الوطني غيــــــــــــــــــــــــــــر جـــــــــاد أمس و اليوم و غداً و إلى أن يرث الله الارض و من عليها، و هو كيان طفيلي يستفيد من أي من القوى الوطنية التي تتحاور معه، أما تلك القوى الوطنية، فهو بالنسبة لها كنافخ الكير؛ ما أن تقترب منه إلا و يحرق ثيابها أو تجد منه ريحاً منتنة!!!
    لنا
                  

12-08-2008, 02:11 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام (Re: lana mahdi)

    الأنصارية الصامدة "أم الوليد" لنا "بنت مهدي عبد الله"
    وافر التحية والاحترام والمودة والثناء
    كل سنة وانت ويعقوب والوليد وأفراد الأسرة الكبيرة والوطن (الأسرة الأكبر) بكامل العافية وموفور الطمأنينة

    ثقتنا في جماهير الأنصار وفي قياداتها - مثل ما كانت دائما - فوق كل الحدود والاعتبارات والظنون


    سأعود حتما إلى مزيد من "المناقشة" لما جاء في خطبة العيد وأنا الان بصدد الحصول على نسخة الكترونية أوردها هنا لتكون مناقشة مباشرة للنص الذي تلي صباح اليوم في حوالي 34 موقعا للصلاة الجامعة بولايات السودان المختلفة

    ثقتنا في سعة صدر أهلنا الأنصار وإمامهم المحبوب تجعلنا نجرؤ على مناقشة "كل ما يجيش بالصدور" بحدود قصوى من الحرية والمباشرة والوضوح


    نأمل أن نتمكن من فعل ذلك مع الاحتفاظ بوافر المحبة والاحترام للجميع


    .

    (عدل بواسطة فتحي البحيري on 12-08-2008, 02:40 PM)

                  

12-08-2008, 03:20 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام (Re: فتحي البحيري)


    6- غني عن التذكرة هنا أننا لا نتبنى أية وجهة نظر حول مقاصد الإمام الصادق المهدي من التخويف مما قد يترتب على صدور مذكرة باعتقال البشير .....إننا نشير إلى أن "آخرين" قد يفسرونها ، بمقبولية منطقية لا بأس بها ، بأنها محض لهاث وراء مصالح حزبية ليس إلا . غني عن التذكرة أيضا أننا لا ننكر أن صدور هذه المذكرة سوف لن يمر مأمون العواقب تماما ، لا سيما من جهة ما يمكن للمتشددين في حزب المؤتمر الوطني أن يفعلوه ، إننا نقول (وحسب) أنه لا بديل "أفضل" لذلك في ظل الواقع المرير الذي يظل يؤكد مرة بعد أخرى أن ما يسمى بالمؤتمر الوطني "مختطف" تماما من قبل مجموعة لا تأبه بشيء ولا تفكر بشكل وطني ولا "سياسي حتى" على الإطلاق ، وأن انتظار "هؤلاء" ليتعاملوا بعقلانية مع معطيات الواقع المتجددة أشبه ما يكون بانتظار الحمار أن "يتعلم القراءة والكتابة" بمرور الأيام .إننا نقول (وحسب) أن الوطن في حالة دمار وخراب الآن وليس بعد صدور مذكرة الاعتقال .. وحتى لو حدث (المستحيل) واستحال صدور هكذا مذكرة فان الوطن لن يتوقف عن الدمار والخراب .. وهو دمار وخراب متحقق في كل المناحي وإن "عجز" البعض عن رؤيته أو الإحساس به ، لا لشيء إلا لأنه لا "أحداث بعينها" على "السطح" . وهو الذي يجعل من مطلب إنهاء استمرار نظام الإنقاذ يتجاوز أية صبغة سياسية مجردة إلى مطلب واجب التحقق ، وبأسرع فرصة ممكنة ، ليعود السودان وطناً "صالحا للاستخدام الآدمي" وأن أسوأ ما يمكن أن يحدث من فوضى أو "ضوضاء" مؤقتة أو تدخل أجنبي أو حتى انعدام للأمن والاستقرار لفترة من الزمن نتيجة لانهيار النظام الحتمي تحت "سنابك" الملاحقات الجنائية الدولية المتتالية .. ليس شيئا مقابل ما يحدث الآن وغدا (إذا استمر النظام) من ظلم وفساد وتجويع تستحيل معه الحياة الطبيعية للغالبية العظمى من المواطنين.



    .
                  

12-08-2008, 04:04 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام (Re: فتحي البحيري)

    .
                  

12-08-2008, 06:42 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام (Re: فتحي البحيري)
                  

12-08-2008, 07:12 PM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نص الخطبة (Re: فتحي البحيري)

    Quote:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    خطبة عيد الأضحى المبارك
    10 ذو الحجة 1429هـ الموافق 8 ديسمبر 2008م
    الخطبة الأولى
    اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ
    الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وآلِهِ وصحبِهِ ومنْ والاهُ، وبَعد-
    أَحْبَابِي فِي اللهِ وأخوانِي فِي الوَطَنِ العَزيزِ
    بالأمس وقف الحُجَّاجُ فِي عرفاتٍ مؤدّينَ أهمَّ شعائرَ الحجِّ. الحجُّ رحلةٌ عباديةٌ لبيتِ اللهِ الحرامِ في مكةَ وهو أحد أركان الإسلام الخمسة لمن استطاع إليه سبيلا. وهدفه هو جمع العقول والقلوب على عقيدة التوحيد، وحشد الموحدين حول بيت الله، والرمز للمساواة بينهم ولمساواتهم أمام الله، وإحياء قصة إبراهيم عليه السلام وزوجه هاجر وابنه إسماعيل عليه السلام وما في القصة من عبر وعظات محملة بالمعاني والمعاناة والامتثال لأمر الله.
    ومنذ مجيء الرسالة الإسلامية صار الوقوف بعرفة قمة شعائر الحج، وصار اليوم عيدا لكل المسلمين وسنت فيه الصلاة الجامعة وسنت فيه الأضحية قربانا (لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ ) لذلك يجب خلو الأضاحي من العيوب امتثالا لقوله تعالى (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ ٱلأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ).
    وفي يوم العيد يتنادى المؤمنون لصلاة محضورة، صلاة جامعة في مكان غير معتاد كمظاهرة إيمانية. والعيد مناسبة لتجديد العلاقات الاجتماعية بالتزاور والتعافي وتبادل الهدايا وإدخال السرور على الأطفال في بهجة تعم كل الأجيال.
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
    قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ ) وها هي الأيام تثبت أن الأيديولوجيات الوضعية التي سادت في مراحل ماضية قد تراجعت. فالقومية العربية التي غلبت على الساحة في كثير من البلدان العربية تراجعت لأربعة أسباب هي: لم تستطع مخاطبة الانتماء الإسلامي، ولم تستطع استيعاب الأقليات الإثنية غير العربية، وضحت بالحرية بما أقامت من نظم دكتاتورية، ودخلت في مغامرات دولية خاسرة. والشيوعية كان لها جمهور عريض ثم تآكل لأربعة أسباب هي: دخولها في تناقض مع الواقع لأنها حصرت الوجود في المادة، وحصرت القيمة الاقتصادية في العمل العضلي، وحصرت السلطة في طبقة واحدة من طبقات المجتمع، وضحت بالحرية من أجل العدالة فخسرتهما معا لصالح البيروقراطية الحاكمة. والعلمانية اللبرالية تراجعت لأنها لم تشبع حاجة الإنسان الفطرية للغائية فالناس تريد أن تعرف من نحن وما مصيرنا؟ وأفرغت الأخلاق بربطها بالمنفعة، وعزلت نفسها من الوجدان الشعبي، وبدت كأنها أداة للغزو الفكري الأجنبي.
    ومع أن هذه الأفكار السياسية الحديثة تآكلت إلا أن بعض مكوناتها ما زالت باقية: فالانتماء القومي العربي حقيقة تاريخية وثقافية باقية. وما ركزت عليه الاشتراكية من أهمية كبرى للعدل الاجتماعي وللعامل الاقتصادي حقيقة باقية، وما دعت إليه اللبرالية العلمانية من مساواة في المواطنة وضرورة الاعتراف بالتعددية الثقافية وضرورة كفالة حقوق الإنسان مبادئ راسخة ومطلوبة لبناء الدولة الحديثة.. ومع بقاء هذه الحقائق تراجعت المنظومات الفكرية الحاضنة لها مما أفسح المجال واسعا للتوجه الإسلامي.
    تراجع الرؤى الوضعية هذا، والوعد الحق: أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ، والأشواق لماض مجيد، والحاجة لحصن عقدي وفكري للحماية من الغزو الفكري والثقافي الوافد.. هذه هي العوامل وراء غلبة التوجه الإسلامي.
    كثير من النظم الحاكمة أدركت أهمية التوجه الإسلامي لذلك لبست ثيابا إسلامية دعما لشرعيتها. ولكن كثيرا من هذه النظم لم تعد مقبولة لأنها خلت من حق الشعوب في المشاركة في إدارة شئونها، ولأنها لم تحقق التنمية بالمستوى المطلوب، وعشعش فيها الظلم الاجتماعي، ولأن هذه النظم أخفقت تماما في تحرير الأوطان من ويلات الاستيطان الأجنبي والاحتلال. لذلك انطلقت تيارات لتغيير هذا الواقع بالقوة، والإطاحة بهذه النظم والعودة لنظام الخلافة الإسلامية التاريخي.
    هذه التيارات اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية الضامن لهذه النظم فأعلنوا عليها حربا لطردها من المنطقة على نحو ما حدث من طرد السوفييت من أفغانستان.
    النظام الذي تريد القاعدة وأخواتها أن تستبدل به النظم الحالية نظام لا يستوعب حقيقة التطور الذي شهدته الأمة في المجال الفكري والسياسي والاجتماعي، ولا يستصحب النافع من الحضارة الإنسانية، ويستخدم أسلوبا حربيا غير مقيد بضوابط القتال في الإسلام، كما أن فكره الماضوي وأساليبه العشوائية العنيفة حركت ضده أجهزة الأمن الداخلية في البلدان الإسلامية، وأشعلت ضده حربا عالمية باسم الحرب على الإرهاب، وأطلقت ضده مشروعات مثل مشروع الشرق الأوسط الكبير ومشروع الشرق الأوسط الجديد، وهي مشروعات لإفراغ المنطقة من هويتها الإسلامية ومن هويتها القومية لتلوذ بهوية جغرافية تجمع بينها وبين إسرائيل.
    إذا صح أن نهج الطغاة المسيطر على كثير من أجزاء المنطقة لا يجدي، كما أن مشروع الغلاة المناهض له مهما كانت قيمته الاحتجاجية فإنه يحبس المنطقة في ماضيها أي أنه وفاء بلا مستقبل؛ فإن الحاجة تصير ماسة لتوجه إسلامي يلتزم بقطعيات الوحي، ويستوعب حقائق التطور الفكري والاجتماعي الذي شهدته شعوبنا، ويستصحب منجزات الحضارة الإنسانية. توجه يوفق بين مطالب الأصل والعصر ويكون داعية لمستقبل له وفاء. هذا التوجه هو مشروع الوسطية الإسلامية. إنه نهج اتفق في تصويبه هدى النقل إذ قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) ، وبرهان العقل الذي يرى:
    حب التناهي غلط.. خير الأمور الوسط.
    هذا المشروع النهضوي ذو المرجعية الإسلامية هو البديل للواقع العاجز، وللطرح الإسلامي الشعاراتي الخالي من برنامج، ولمشروع الغلاة، ويقوم على الركائز الآتية:
    أولا: الالتزام بالقطعيات في الكتاب والسنة ونفي القدسية عن الاجتهادات البشرية فنأخذ منها ما يناسبنا ونجتهد في تنزيل حقائق الوحي على واقعنا.
    ثانيا: القرآن هو كتاب الله المسطور. والكون هو كتاب الله المنشور وقد قال عنه تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ) . إن لهذا الكون سننا راتبة: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ . السنن الكونية هذه الطبيعية والاجتماعية اكتشف بعضها أسلافنا، وتوسعت في اكتشافها الحضارة الغربية وعلومها وتقنياتها متاحة لكل الإنسانية، ونحن نأثم إذا تخلفنا في هذا المجال. فالله وهبنا العقل والحكمة وألزمنا استخدامهما لفهم نصوص الوحي: (أَفَلَا يَتدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)؟ والحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها .
    ثالثا: نعترف بالمذاهب الفقهية السنية، والشيعية، والأباضية فهي كلها نتائج اجتهادات في النصوص وفي فهم النصوص ولكن لا تعتبر ملزمة. هذا موقف حسمه الإمام المهدي -عليه السلام- ولا جدوى في التعصب المذهبي أو الحزبية المذهبية. ولكن هنالك اختلافات فكرية فلسفية بين أجنحة الأمة الإسلامية الثلاثة: أهل السنة، والشيعة، والصوفية، اختلافات توجب الحوار الجاد بينهم للتعاون فيما فيه اتفقوا وللتعايش فيما دون ذلك.
    رابعا: الحكم الشرعي هو الذي يقوم على المشاركة، والمساءلة والشفافية، وسيادة حكم القانون ويرعى كرامة الإنسان وحقوقه.
    خامسا: النظام الاقتصادي المنشود هو الذي يحقق مقاصد الشريعة الاقتصادية: التنمية الاقتصادية بتحقيق أعلى درجات الاستثمار، والإنتاج، ويوفر الخدمات الاجتماعية للكافة ويوفر إمكانات الأمن والدفاع ويوزع العائد الاقتصادي على أساس العدالة الاجتماعية ويركز على التنمية البشرية بنواحيها المختلفة.
    سادسا: ننادي بعلاقات دولية تقوم على السلام والتعاون الدولي كأساس وفي حالة نشوب الحرب تخضع لقوانين تحرم الحرب العدوانية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية. النظام الدولي الحالي جرى تكوينه في مرحلة هيمنت فيها الدول الغربية وحدها.. الآن يوجد حضور آسيوي، وأفريقي، ولاتيني، ونما وعي أكبر بالحقوق الثقافية والبيئة الطبيعية مما يوجب إصلاح النظام الدولي لجعله أعدل وأشمل وأفضل.
    أما العلاقات بين الأديان فينبغي أن تقوم على التسامح، والتعايش، والدعوة لله بالتي هي أحسن.
    سابعا: ندين العنف العشوائي وندين العنف الذي يستهدف المدنيين ويتلف أموالهم ونعتبره مخالفا لضوابط الجهاد في الإسلام، وندين عنف الدول البوليسية في معاملة مواطنيها. ولكن في حالة العدوان أو ضد الاحتلال فإن الجهاد واجب: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا).
    هذا النهج الوسطي الإسلامي هو مشروع إصلاح جذري للواقع الحالي نعمل لتحقيقه بالجهاد المدني الذي يستخدم كافة الوسائل ما عدا العنف ونحرم الانقلاب العسكري وسيلة لتطبيقه.
    هذا النهج هو الأفضل والأولى بالإتباع، فالنهج الإخواني ساهم في الدعوة الإسلامية الحديثة ولكنه اكتفى بالشعارية التعبوية ولم يتخذ موقفا قاطعا من المساواة في المواطنة، وكفالة حقوق الإنسان، وإقامة العلاقات الدولية على السلام والتعاون الدوليين، وقبول قاطع للتناوب السلمي على السلطة. والنهج الطالباني منكفئ على نصوصية ماضوية بينما الشريعة كما قال ابن القيم في كتابه أعلام الموقعين: "الشريعة عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، فكل مسألة خرجت من العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث، فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل".
    كذلك نهجنا ضد التنطع والترهيب الاجتماعي باسم الدين. إنه نهج الصحاة البديل لنهج الطغاة والغلاة والغزاة. نهج فيه الالتزام بالثوابت وإشباع المتغيرات وسماحة الدين ونضارته:
    الدين ليس تجهما وعبوسا والدين ليس مظاهرا وطقوسا
    الدين إيمان وفيض سماحة فاسعَد وأسعِد لا تكن منحوسا
    نحن أنصار الله، إذ نشترك مع أمتنا في هذا النهج نجد شرعية ذلك في مقولة الإمام المهديلا تدلوا بنصوصكم وعلومكم على المتقدمين لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال) التي فسرها سلوك الإمام عبد الرحمن.
    كذلك فإن مقولات الإمام المهدي تفك اشتباك أهل القبلة في أمر المهدية. فبعض أهل القبلة ربطها بزمان معين. والشيعة ربطوها بشخص معين اختفى وسوف يعود. ولكن مقولة الإمام المهدي ربطت المهدية بوظيفة إحياء الدين وهو هدف يمكن أن يتفق عليه كافة أهل القبلة. بإلهام غيبي وحجة عقلية أكد الإمام المهدي أن المهدية هي وظيفة إحياء الدين وهذا فهم يستطيع أن يقبله كافة أهل القبلة.
    روي عن الإمام المهدي أنه قال في مقبل الأيام تكون لنا كرامة تفوق ما تحقق الآن. وأي كرامة أكبر من أن تقدم دعوته بديلا هو الأجدى لاستنهاض الأمة بعد أكثر من قرن على وفاته؟
    جاء في تفسير ابن كثير فيما رواه عن الصحابي جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا وإن من آدم إليّ ثلة. وأمتي ثلة. ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل ممن شهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له". غيبيات يفسرها الواقع لأنه تعالى يقول:  سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
    نعم هذا برنامجنا الذي يوفق بين ديننا وعصرنا ولكننا لا نعمل في فراغ فإن ما يسببه الطغاة من تظلم، وما يجمع بينهم وبين الغزاة من تحالف سوف يولدان حتما تيارات الغلاة.
    إن أجندة الغلاة تكتسب شعبية في البلدان الإسلامية كلما حرمت الشعوب من المشاركة في إدارة شئون حياتها، وكلما أمعنت الهيمنة الدولية وإسرائيل في البطش والعداوة.. هذه الحقيقة أدركها بعض الأمريكيين وظهر إدراكهم هذا في تقرير بايكر وهاملتون الشهير.
    وفي أمريكا انتخب رئيس جديد -باراك أوباما- انتخابا حطم قوالب السياسة الأمريكية المعتادة، وكان أهم شعار رفعه في حملته الانتخابية شعار التغيير. إن تعييناته الوزارية حتى الآن تدل على أنه لن يندفع في التغيير بقدر ما سوف يطمئن الأوساط العليا في أمريكا أنه وفاقي وليس ثائرا. على أية حال إذا أراد حقا الوفاء بشعار التغيير فإن عليه الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية الآفلة، وعليه الاستعداد للاستماع لما يقوله ضحايا تلك السياسات من أفواه قيادات شعوبها الحقيقيين.
    ومع أن مجالات التغيير المطلوب في السياسات الأمريكية واسعة فإنني أذكر هنا سبعة مجالات هي:
    1- كان غزو العراق خطا جسيما وأدى إلى نتائج عكسية فالمطلوب هنا هو انسحاب أمريكي من العراق بصورة أسرع مما أبرم في الاتفاقية الأمنية الأخيرة.
    2- فكرة سحب القوات من العراق للدفع بها إلى أفغانستان خاطئة. أخطاء السياسة الأمريكية في أفغانستان حولت مقاومة طالبان إلى حركة تحرير مدعومة شعبياً دعماً واسعاً. كانت أفغانستان في ماضيها مقبرة للغزاة. وطردوا القوات السوفيتية التي فاقت مائة ألف جندي. المطلوب إجراء حوار مع طالبان بهدف سحب قوات حلف ناتو والاعتراف بأفغانستان مستقلة. وتلتزم أفغانستان بعدم إيواء القاعدة.
    3- السياسة الأمريكية نحو إسرائيل فقدت كل توازن مما دمّر مصداقية أمريكا في منطقة الشرق الأوسط. وبدعم أمريكي احتفظت إسرائيل بالأراضي المحتلة، ووسّعت الاستيطان في الضفة الغربية، وصادرت أراضي الفلسطينيين. الحد الأدنى الذي يمكن أن يُقبَل هو انسحاب إسرائيل التام من الأراضي المحتلة، وتصفية المستوطنات، وكفالة حق العودة للاجئين. ينبغي أن تعلن أمريكا تأييدها للحق الفلسطيني وأن تمسك عن دعم العدوان الإسرائيلي التوسعي.
    4- الملف النووي الإيراني يجب أن يقوم على أسس مبدئية. فإيران محقة في استخدام الطاقة النووية لأغراض مدنية. أما الجانب العسكري فلا يستقيم إلا إذا أخليت منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، وإلا تكون الدولة المالكة له (إسرائيل) قادرة على الابتزاز النووي للآخرين وهذا وضع لن يستمر.
    5- التوتر في جنوب آسيا ينذر بخطر كبير وسوف يدفع الاستقطاب الهند نحو يمين هندوسي وباكستان نحو يمين إسلامي. لذلك يجب حل مشكلة كشمير بإعطاء أهل الإقليم حق تقرير المصير ما بين الانضمام للهند أو باكستان أو الاستقلال.
    6- أخطأت السياسة الأمريكية في السودان لأنها:
    • باركت اتفاقية سلام نيفاشا على أنها للسلام الشامل وهي ليست كذلك.
    • أيدت اتفاقية أبوجا باعتبارها اتفاقية سلام دارفور وهي ليست كذلك.
    • اتخذت قرارات عقوبات اقتصادية بصورة انتقائية.
    • كان موقف وساطتها في أبيي منحازاً.
    • تغييب القوى السياسية المدنية ذات الوزن الاجتماعي في اتصالاتها بالآخرين.
    المطلوب مراجعة هذه المواقف ودعم السلام الشامل العادل في السودان والتحول الديمقراطي الكامل على أن يتم ذلك بمشاركة وطنية سودانية لا مجرد اتفاق بين القوى المسلحة.
    7- المهم في كل الحالات التزام أمريكا نهجاً دولياً غير منفرد فيما يتعلق بتعاملها مع الدول. ونهجاً يخاطب القوى الاجتماعية الفاعلة ولا يقف عند التعامل مع حكومات الأمر الواقع.
    ختاماً نقول نحن المفتقرين لرحمة ربنا المقرين بفداحة ذنوبنا: اللهم ارحمنا وارحم آباءنا وأمهاتنا وأهدنا وأهد أبناءنا وبناتنا واستجب اللهم لرجائنا في عنايتك ولطفك فرحمتك أبداً سابقة غضبك:
    ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الـــرجا مني لعفوك سلما
    تعـاظمنــي ذنبـي فلمـا قـــــرنته بعفوك ربـــي كان عفوك أعظما


    الخطبة الثانية
    الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر
    الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على نبينا محمد وآله وصحبه مع التسليم، أما بعد-
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
    قال تعالى: قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
    أهل السودان من أكثر الناس حرصاً على الكرامة في المستوى الفردي، ومن أكثرهم حرصاً على التسامح في المستوى الجمعي. لذلك مهما ابتلتهم الأيام بنظم حكم تقوم على الاستبداد نهضوا ضدها وأزالوها. حدث هذا مرتين في أكتوبر 1964م وفي رجب/ أبريل 1985م. والنظام الحالي الذي بدأ إقصائياً دفعته المطالبة الشعبية القولية والفعلية إلى مراجعة موقفه بدءً بالتوالي، ثم التوافق الثنائي عبر اتفاقية السلام، ثم التراضي الوطني، ثم التوجه، مدفوعا بالإرادة الشعبية، لتعميم التراضي عبر الملتقى الجامع. وما مبادرة أهل السودان إلا خطوة في هذا الطريق.
    الأجندة الوطنية السودانية تقوم على ركائز هي:
    • إجراءات بناء الثقة.
    • كفالة الحريات العامة وحقوق الإنسان كما في المواثيق الدولية.
    • حل أزمة دارفور بالاستجابة لمطالب أهلها المشروعة.
    • عقد ملتقى جامع لا يستثنى منه أحد ولا تستبعد منه قضية.
    • إجراء انتخابات عامة حرة بمراقبة داخلية وخارجية.
    إلى جانب هذا البرنامج فإنّ عوامل كثيرة أدّت لتأزم الموقف الاقتصادي والمالي والمعيشي في البلاد. وهذا يوجب الدعوة لمؤتمر قومي اقتصادي يحدد السياسات الكلية اللازم إتباعها في المجالين الاقتصادي والمالي.
    إذا أمكننا جمع الكلمة حول هذه الرؤى تكون الحركة السياسية السودانية قد أضافت لرصيدها التاريخي إنجازاً جديداً بما تحقق من سلام عادل وشامل وتحول ديمقراطي كامل.
    هذا هو الحل الوطني غير الإقصائي لأحد الذي ناضلنا وسنناضل من أجله.
    ولكن هناك بعض العناصر في المؤتمر الوطني التي قبلت التراضي الوطني على مضض حاولت أن تجعل مبادرة أهل السودان خصماً على برنامج التراضي.
    وعندما التأم اجتماع عام للمشاركين في مبادرة أهل السودان للاستماع لتوصيات اللجان أجمع الحاضرون على إجازة التوصيات وعلى إضافة ملاحظات حزب الأمة. ولكن نفس تلك العناصر حذفت الملاحظات من الخطاب الذي أعد لرئيس الجلسة فتلاه خالياً منها، وقد نبهنا لذلك. ومع ذلك فإنّنا واصلنا الحوار مع المؤتمر الوطني لتطوير موقفه بالصورة التي تحقق التزامه معنا بكامل الأجندة الوطنية.
    كذلك حرصنا على أن نُبرم مع زملائنا الآخرين في المعارضة اتفاقاً يدور حول ذات الأجندة الوطنية بركائزها الخمس.
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
    بينما نحاول جمع الكلمة حول الأجندة الوطنية المذكورة تطور موقف المحكمة الجنائية الدولية من اتهام بعض المواطنين إلى اتهام رأس الدولة السوداني.
    وانقسم الرأي حول هذا الموضوع فالمؤتمر الوطني يرفض مبدأ التعامل مع المحكمة وآخرون يرون الامتثال لطلباتها.
    أما نحن في حزب الأمة فمع قبولنا لمبدأ المساءلة عن جرائم دارفور تحقيقاً للعدالة وقبولنا للقرار 1593، نرى أن المساس برأس الدولة سوف يفتح جبهة مواجهات جديدة تطيح بالاستقرار في السودان وتفتح الباب لمزيدٍ من الحرب والجرائم الناجمة عنها. لذلك كانت رؤيتنا ولا زالت إيجاد معادلة للتعامل مع المحكمة والتوفيق بين العدالة العقابية والمحرية، وبين العدالة والاستقرار.
    ولكننا ندرك أنه إذا قررت المحكمة اعتقال رأس الدولة السوداني وحتى إذا لم تتمكن من تنفيذ قرارها فإنّ القرار في حد ذاته سوف يُحدث أمرين هامين هما:
    الأول: حملة السلاح سوف يحجمون عن التفاوض في هذه الأجواء.
    الثاني: قيام قطيعة بين رأس الدولة السوداني ومن معه والمجتمع الدولي بكل أجهزته.
    هذا التوتر هو ما يسعى إليه بعض الناس لأنهم يريدون حلاً إقصائياً يقوم على المفاصلة. ولا يحتاج أحد لذكاء خارق ليدرك أن هذا الموقف سوف يعجّل بدفع السودان نحو حالة الصومال أو الكنغو.
    لذلك نحن نعتبر محاولة إطاحة النظام بهذا الأسلوب تغامر بالوطن.
    إن أسلوبنا الحريص على جمع كلمة أهل السودان على الأجندة الوطنية هو الأسلم للبلاد، ولكن العناصر الجامدة في النظام سوف تواصل عملها –إجراءات وتصريحات- لإجهاض هذا الخيار. ولو أنها فكرت بجدية لأدركت أنهم سوف يواجهون حصاراً متعدد الجبهات لا مخرج منه إلا عن طريق الوحدة الوطنية التي يرفضون دفع استحقاقاتها. (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) .
    الحلول القائمة على المفاصلة والإقصاء مع تعدد القوى المسلحة في السودان اليوم وكثرة الأطماع الإقليمية والدولية فيه سوف تدمر البلاد.
    الحل السليم الأوحد هو الذي يقوم على الوحدة الوطنية والتراضي الوطني.
    وهذا النهج مطلوب ليس في السودان وحده بل في كثير من الدول العربية والأفريقية حيث يوجد استقطاب بين الحكام والمعارضين، بين الموالاة والممانعة. استقطاب يقع برداً وسلاماً على إسرائيل التي قال وزير أمنها الداخلي لافي رختر في محاضرة قبل شهرين إنّ الأمن القومي الإسرائيلي سوف يخدمه تمزيق البلاد العربية إلى دويلات وذكر ما يمكن تحقيقه من تفكيك مصر، والعراق، وسوريا، والسودان، وهلم جرا. والترياق المضاد لهذا الخطر هو الإصلاح السياسي القائم على التراضي الوطني وإزالة التناقض بين الحكام والمعارضين. وفي هذا الصدد قامت جهات كثيرة بمحاولات لرأب الصدع الفلسطيني- المملكة العربية السعودية، واليمن، ومصر- وكلها مجهودات مقدرة. كما التقيت الرئيس محمود عباس في عمان ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في دمشق، واتفقا معي على ثلاث نقاط هي: تأييد التهدئة- وقيام حكومة يرتضيها الطرفان انتقالية- وإجراء انتخابات عامة حرة احتكاما للشعب الفلسطيني رئاسية وتشريعية ويرجى أن يواصل الوسطاء مجهوداتهم حتى يتم الوفاق.
    وفي السودان فإنّ الوحدة الوطنية القائمة على مشروع إصلاح سياسي هي السبيل الوحيد للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية ولإقناع مجلس الأمن بجدوى تجميد مساءلة رأس الدولة.
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
    نحن اليوم وفي نطاق هيئة شئون الأنصار وعلى أساس لا يباشر السياسة نسعى لالتفاف أهل القبلة حول برنامج نهضوي إسلامي.
    وفي إطار حزب الأمة نسعى لالتفاف الكافة حول الأجندة الوطنية. فإن أفلحنا فإنّ بلادنا سوف تتجاوز ويلات التمزق والتدويل وإن أخفقنا لا قدر الله فسوف تفتح على بلادنا أبواب جهنم.
    نحن في حزب الأمة نمثل الشرعية التاريخية الكامنة وراء تكوين السودان المعاصر. ونمثل الشرعية الشعبية بما لدينا من سند شعبي مستمر. وسنواصل عملنا المؤسسي الديمقراطي فنحن الحزب الوحيد في المعارضة الذي واصل عقد مؤتمراته العامة. وسوف نوزع الدعوة بعد العيد لمؤتمرنا السابع في 26/1/2009م –بإذن الله- وهو المؤتمر الذي سوف يجدد برنامج ودماء الحزب ويعده للانتخابات العامة. لقد كان المنشور التأسيسي للمؤتمر السابع آخر أعمال الحبيب الراحل عبد النبي الذي أبلى بلاءً حسناً إلى أن لقيَ ربه راضيا مرضيا رحمه الله وأحسن نزله.
    صحيح إنّ بعض عناصرنا قد ابتعدت عنّا دون أن نظلم أحدهم بل هم الذين اختاروا طريقاً آخراً وقد قلنا ونقول لهؤلاء إذا لم ينخرطوا في حزب آخر أو يتحالفوا معه وكانوا مستعدين للعودة للمؤسسية والديمقراطية فحزبهم أولى بهم.
    لقد أعدّت هيئة شئون الأنصار العُدة لصلاة جامعة في 34 موقعاً في السودان بخطبتنا هذه الموحدة ويتوقع أن تشارك وفودنا مع أهلنا في كل مكان وأن تتفقد أحوال الأنصار وترفع للهيئة التوصية بما ينبغي عمله في المرحلة القادمة.
    هذا ونبارك لكم العيد أعاده الله علينا جميعا باليمن والبركات. آمين.
    والسلام عليكم ورحمة الله

    الهوامش
    سورة الحج الآية 37
    سورة البقرة الآية 267
    سورة الأنبياء الآية 105
    سورة البقرة الآية 143
    سورة الحجرات الآية 85
    سورة طه الآية 50
    رواه الترمذي وابن ماجة
    سورة الحج الآية 39
    سورة فصلت الآية 53
    سورة يوسف الآية 108
    سورة القصص الآية 56
                  

12-08-2008, 07:19 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص الخطبة (Re: lana mahdi)

    شكرا عميقا استاذة لنا مهدي
    كعهدك دائما سباقة إلى الاسعاف بما يصلح الناس وينفعهم

    فعلا

    النقاش لن يكون مفيدا تمام الفائدة دون إيراد نص الخطبة

    الفقرة محل المناقشة هي ما يلي

    Quote: أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
    بينما نحاول جمع الكلمة حول الأجندة الوطنية المذكورة تطور موقف المحكمة الجنائية الدولية من اتهام بعض المواطنين إلى اتهام رأس الدولة السوداني.
    وانقسم الرأي حول هذا الموضوع فالمؤتمر الوطني يرفض مبدأ التعامل مع المحكمة وآخرون يرون الامتثال لطلباتها.
    أما نحن في حزب الأمة فمع قبولنا لمبدأ المساءلة عن جرائم دارفور تحقيقاً للعدالة وقبولنا للقرار 1593، نرى أن المساس برأس الدولة سوف يفتح جبهة مواجهات جديدة تطيح بالاستقرار في السودان وتفتح الباب لمزيدٍ من الحرب والجرائم الناجمة عنها. لذلك كانت رؤيتنا ولا زالت إيجاد معادلة للتعامل مع المحكمة والتوفيق بين العدالة العقابية والمحرية، وبين العدالة والاستقرار.
    ولكننا ندرك أنه إذا قررت المحكمة اعتقال رأس الدولة السوداني وحتى إذا لم تتمكن من تنفيذ قرارها فإنّ القرار في حد ذاته سوف يُحدث أمرين هامين هما:
    الأول: حملة السلاح سوف يحجمون عن التفاوض في هذه الأجواء.
    الثاني: قيام قطيعة بين رأس الدولة السوداني ومن معه والمجتمع الدولي بكل أجهزته.
    هذا التوتر هو ما يسعى إليه بعض الناس لأنهم يريدون حلاً إقصائياً يقوم على المفاصلة. ولا يحتاج أحد لذكاء خارق ليدرك أن هذا الموقف سوف يعجّل بدفع السودان نحو حالة الصومال أو الكنغو.
    لذلك نحن نعتبر محاولة إطاحة النظام بهذا الأسلوب تغامر بالوطن.
    إن أسلوبنا الحريص على جمع كلمة أهل السودان على الأجندة الوطنية هو الأسلم للبلاد، ولكن العناصر الجامدة في النظام سوف تواصل عملها –إجراءات وتصريحات- لإجهاض هذا الخيار. ولو أنها فكرت بجدية لأدركت أنهم سوف يواجهون حصاراً متعدد الجبهات لا مخرج منه إلا عن طريق الوحدة الوطنية التي يرفضون دفع استحقاقاتها. (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) .
    الحلول القائمة على المفاصلة والإقصاء مع تعدد القوى المسلحة في السودان اليوم وكثرة الأطماع الإقليمية والدولية فيه سوف تدمر البلاد.
    الحل السليم الأوحد هو الذي يقوم على الوحدة الوطنية والتراضي الوطني.
    وهذا النهج مطلوب ليس في السودان وحده بل في كثير من الدول العربية والأفريقية حيث يوجد استقطاب بين الحكام والمعارضين، بين الموالاة والممانعة. استقطاب يقع برداً وسلاماً على إسرائيل التي قال وزير أمنها الداخلي لافي رختر في محاضرة قبل شهرين إنّ الأمن القومي الإسرائيلي سوف يخدمه تمزيق البلاد العربية إلى دويلات وذكر ما يمكن تحقيقه من تفكيك مصر، والعراق، وسوريا، والسودان، وهلم جرا. والترياق المضاد لهذا الخطر هو الإصلاح السياسي القائم على التراضي الوطني وإزالة التناقض بين الحكام والمعارضين. وفي هذا الصدد قامت جهات كثيرة بمحاولات لرأب الصدع الفلسطيني- المملكة العربية السعودية، واليمن، ومصر- وكلها مجهودات مقدرة. كما التقيت الرئيس محمود عباس في عمان ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في دمشق، واتفقا معي على ثلاث نقاط هي: تأييد التهدئة- وقيام حكومة يرتضيها الطرفان انتقالية- وإجراء انتخابات عامة حرة احتكاما للشعب الفلسطيني رئاسية وتشريعية ويرجى أن يواصل الوسطاء مجهوداتهم حتى يتم الوفاق.
    وفي السودان فإنّ الوحدة الوطنية القائمة على مشروع إصلاح سياسي هي السبيل الوحيد للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية ولإقناع مجلس الأمن بجدوى تجميد مساءلة رأس الدولة.



    ربما احتجنا، ونحن ناقش مضمون هذه الفقرة ، إلى اقتباسات من سائر نص الخطبة


    شكرا عميقا يا لنا

    واعفوا لينا سائر التقصير

    و(ربما) هذا التجاوز

    (عدل بواسطة فتحي البحيري on 12-09-2008, 07:32 AM)

                  

12-09-2008, 02:40 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص الخطبة (Re: فتحي البحيري)

    .
                  

12-10-2008, 05:25 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص الخطبة (Re: فتحي البحيري)

    قولوا حسناً
    لقاءات القمة

    محجوب عروة
    كُتب في: 2008-12-10




    في هذا العيد اقترحت على الأساتذة عثمان ميرغني ونور الدين مدني أن نذهب لمعايدة الزعماء والسياسيين الأربع ليس بغرض إجراء لقاءات صحفية مباشرة وإنما لأخذ خلفيات سياسية عن كل واحد ونحاول أن نستقرئ ما يدور في خلدهم خاصة والبلاد تواجه مأزقاً سياسياً خطيراً، أو كما قالت لي إحدى الشخصيات الكبيرة التي حضرت احد اللقاءات (أن السودان في كف عفريت)!
    ذهبنا إلى الإمام الصادق المهدي والأستاذ علي عثمان محمد طه والسيد محمد عثمان الميرغني ود. حسن الترابي في منازلهم عدا السيد الميرغني الذي التقيناه في جنينة السيد علي الميرغني وجلسنا الساعات الطوال مع كل منهم ولا أود في هذه العجالة أن اتطرق لكل ما قيل خاصة وأن معظمه ليس للنشر بل مجرد أفكار وحوارات بقصد العصف الفكري وبعض أسئلة حائرة حول حاضر ومستقبل السودان ثم هناك فرص نجاح ملتقى جامع لتجاوز الأزمة الراهنة وتعقيداتها خاصة إذا صدر قرار سلبي من قضاة المحكمة الجنائية بـ(لاهاي) ضد السيد رئيس الجمهورية.
    لقد تشعب الحديث والنقاش والحوار وفي كل مرة نخرج من أحد هؤلاء الزعماء تزداد الحاجة لمن يجمعهم على مائدة واحدة ولكن من يفعل ذلك.. من يبادر إلى ذلك فاقترحت على السيد الميرغني أن يطرح مبادرته في صالونه بالجنينة ويجمع كل زعامات الأحزاب، فلعله يوفق في جمع الشمل الوطني فالشاهد أن ذلك القانون يسع لكل الزعامات الوطنية وربما يكون امتداداً للقاء البشير بالقيادات السياسية قبل بضعة شهور وانبثق منها مبادرة جمع الصف الوطني ثم ملتقى أهل السودان الذي قاطعته بعض الأحزاب وعلى رأسها حزب المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي وأحزاب أخرى إضافة إلى حركات دارفور.
    السيد الميرغني له صلة بكل تلك القوى ولديه مبادرة خاصة والبلاد تنحدر إلى منزلق خطير.. خطير، فاذا صدر قرار محكمة الجنايات فستتعقد المسألة السودانية أكثر وأكثر.. وأظن أن الوقت أصبح ضيقاً فماذا يمكن أن يحدث إذا كان القرار موافقاً لمذكرة مدعي لاهاي اوكامبو.
    الأستاذ علي عثمان يرى بطبيعة الحال أن ذلك سيزيد من شعبية الرئيس البشير ويسهل له الفوز بالانتخابات دون منازع لأن الشعب سيلتف من حوله، هكذا، قال الأستاذ علي عثمان ولكن من الواضح أن ذلك لن تختلف عليه بقية القوى السياسية.

    إذاً ما العمل إزاء هذا الوضع المعقد؟ هل يصلح (عطار) الدوحة ما سيفسده القرار إذا حدث ؟!
    اعتقد أننا بحاجة شديدة لعمل شيء ما، أو ما أطلق عليه الامام الصادق المهدي الخطة (ب) فماهي الخطة (ب) يا ترى؟ لعله يقصد التفكير في وضع جديد نتجاوز به أزمة المحكمة الجنائية فلا نقف مكتوفي الأيدي.
    لقد ذكر المهدي أنه سأل أهل الانقاذ هل لديكم خطة (ب) بديلة لأي تطورات سالبة فأجاب بأنه لم يجد إجابة شافية.

    اختم ملاحظاتي بأننا في السودان نحتاج لمعجزات حقيقية معجزة للم الشمل وإحلال الوفاق محل النزاع، ومعجزة أخرى لتجاوز أزمة مدعي لاهاي، ومعجزة ثالثة لوضع تصور لكيف نحقق الاستقرار والسلام والتوحد والتحول الديموقراطي وأساس متين للحكم الراشد، ومعجزة رابعة لكيف نتجاوز مشكلة الوضع الاقتصادي في ظل هبوط أسعار البترول.. ورغم كل ذلك عزيزي القارئ فأنا متفائل جداً، فجميع هؤلاء الزعماء الأربع متفقون تماماً بأن الحد الأدنى ألا وهو ضرورة تحسين الاوضاع، وتحسين المناخ سواء باللقاءات الفردية او الجماعية، أو حتى عبر ضغوط سياسية لا تقلب الأوضاع بل تطورها نحو الأحسن. وهذا في حد ذاته تفكير متقدم ونهج سليم يكرس التطور السياسي والدستوري بديلاً للعنف والثورات والانقلابات التي لم نجن منها شيئاً.

                  

12-10-2008, 06:16 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام (Re: فتحي البحيري)

    Quote: أن ما يسمى بالمؤتمر الوطني "مختطف" تماما من قبل مجموعة لا تأبه بشيء ولا تفكر بشكل وطني ولا "سياسي حتى" على الإطلاق ، وأن انتظار "هؤلاء" ليتعاملوا بعقلانية مع معطيات الواقع المتجددة أشبه ما يكون بانتظار الحمار أن "يتعلم القراءة والكتابة" بمرور الأيام .


    ومع ذلك سنظل بانتظار (جودو) المؤتمر الوطني..ولن نمل من انتظاره..أمر مؤسف أن ننتظر الخلاص من أحد أفراد العصابة التي سرقت الوطن بليل.
                  

12-14-2008, 12:35 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مع وافر المحبة والاحترام : لا ، يا سيدي الإمام (Re: فتحي الصديق)

    كل سنة وانت طيب يا صديقي فتحي
    يديك الف الف عافية ويعود عليك العيد باليمن والبركات

    يرفع
    لمزيد من التثاقف
    والنقاش
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de