الذين استنكفوا!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 09:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2008, 04:22 AM

رقية وراق

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 1110

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذين استنكفوا!

    الذين استنكفوا!

    رقية وراق

    افترع الأستاذ من الله عبد الوهاب خيطا بموقع سودانيس أون لاين الاكتروني خلال الأشهر الماضية من العام الحالي(1) بعنوان" يا أيها الرفاق عودوا الى حزبكم الشيوعي " كتب فيه :
    "حول ما جاء في التقرير السياسي المقدم للمؤتمر الخامس والذي ينادي بعودة كل الرفاق الذين لم يعادوا الحزب واستنادا على قرار اللجنة المركزية على كل الرفاق الذين آثروا الابتعاد والذين أبعدوا والذين استنكفوا بمباشرة عضويتهم أن يعودوا لحزب الطبقة العاملة الذي يستعد للانطلاق عبر مؤتمره الخامس فالوالد على استعداد للترحيب بابنائه الخلص فهلا عدتم " انتهى الاقتباس .
    لفتت نظري جوانب عديدة في النداء ، من بينها الصياغة اللغوية ، ودرجة الحساسية الجندرية في المخاطبة التي لم تشتمل على نون النسوة ، وخلو الذهنية البائن عن أشياء من قبيل الجسور والمياه التي تمر تحتها ، وعن الأنهار التي لا نستطيع الجلبقة فيها مرتين ولو أردنا ، ولكن أكثر ما لفتني على الاطلاق كان عبارة " الذين استنكفوا " التي لم أتبين المقصود منها وعلاقته بما ورد قبلها وبعدها من عبارات ، ولكن مجيئها في قلب مخاطبة رسمية باسم الحزب الشيوعي السوداني ، أشعرني بأنها ماضية الى ثبات ووقار الاصطلاحات الخالدة ، الغريبة وغير المفهومة ، شبه المقدسة مع ذلك ، في أدب الحزب ، مما يتم الاصطلاح عليه لغويا وسياسيا فيدمغ الأحداث أو الأشخاص بأختام غلاظ يستعصي حبرها على الازالة أ والتخفيف لعقود من السنوات .قول مثل : فلان ما عادى الحزب ، أو علان عاداه ، يتحول من بضع كلمات، بخاصة في الحالة الثانية ، الى شريط لاصق ، من الدرجة الأولى في جودة الصناعة ، لا يمكن الفكاك منه أبدا أحيانا ، أو يمكن ، ولكن بعد أن يكشط معه طبقة عزيزة من الجلد الحساس لدى من يلتصق به أو يلتصق بها ، تسبب الآلام وعدم الارتياح وتستوجب الاعتذار من خزنة الشرطان أو الأشرطة اللاصقة السميكة ، والأفضل من أن نعتذر للآخرين عن الآلام الا نتسبب عمدا في حدوثها لهم أبدا بالطبع .
    تربعت عبارة " الذين استنكفوا " في سياقها الحزبي ذاك ،على حيز اهتمامي لأيام عديدة وفرضت نفسها عنوانا لمقالي هذا حتى قبل أن أكتبه فقلت أعيد زيارة معنى الاستنكاف في " المنجد في الثقافة والاعلام " ففعلت ، وعدت بالشروح التالية :
    * استنكف الرجل : استكبر
    * استنكف من كذا : امتنع انفة وحمية واستكبارا
    *نكف ينكف عن كذا : أنف منه وامتنع وعدل
    بعد الزيارة المعجمية ، تبين لي أن عسر الفهم الذي حدث لي لم يكن سببه النداء وانما المنادي ، أي الحزب الشيوعي ، مع الاحترام . أنا أفهم أن يصف التنظيم بعض الناس بالمناكفين والمناكفات وقد صاحبني شخصيا شرف الوصف ـ تاج الشوك جل فترة انتمائي له ، أما أن ينادي الحزب ، آخرين وأخريات ، مضمنا علنا في خطابه ، اعترافا بأنهم قد امتنعوا عنه حمية وانفة بل واستكبروا أن يكونوا ضمن عضويته فهو الأمر الجلل الذي دفع بي للتوثق من حسن الفهم الذي أسلمني لحيرة أخرى : من متين ؟
    اما الأمر الثاني في محطة توقفي فقد كان كلمة " حظيرة " دون غيرها ، التي استخدمها الأستاذ من الله في رده على المتداخلات والمتداخلين وبينهم الأستاذة سلمى الشيخ سلامة التي تساءلت عن سبب تجميد عضويتها في " اسكيمو الحزب " كما قالت ، الأمر الذي رد عليه الكاتب ب " ان قرار اللجنة المركزية ودعوة التقرير السياسي تجب ما قبلها " وزاد بانه يتمنى أن يقرأ رسالة سلمى المعنونة للحزب . والحق أن روح من الله في الحوار كانت في غاية اللطف والايجابية رغم ما توقفت بكن وبكم عنده في السابق من المحطات واللاحق لها والذي أرجو أن أستصحب فيه روح التفاهم واهداء العيوب وأن تتسع له الصدور فلا يتحسس خزنة الأشرطة صمغهم والأختام لو سمعوا انتقاداتنا تدوي في المكان . ليس الأمر نيلا أحمقا من حزب كالشيوعي ، وانما اشراك في تجربة وبعض خبرة ، وتقدير لكون عدد كبير من بنات وأبناء الحزب من زمرة الوطنيات والوطنيين المخلصات والمخلصين لقضايا الوطن .تداعت لذاكرتي عشرات المواقف مما كان يستوجب" الاستنكاف " من قولة تيت ، وتوالت الصور أمام ناظري لعشرات الذين أعرفهم من أبطال حالة " الذين آثروا الابتعاد والذين أبعدوا " . انتخبت من بين الأحداث والصور والأشخاص والأوقات ما تداخل في فترة كنت أنوي أن أضمنها في الحلقات التي بدأت نشرها هنا تحت عنوان : كبرتي وليك تسعتاشر سنة ، ثمة بيان من الحزب ! ولكني رأيت فصلها وكتابتها مترافقة مع الدعوة المقدمة من مركزية الحزب الذي يزمع عقد مؤتمره الخامس في المستقبل القريب .
    قلت ان كلمة حظيرة أوقفتني ، توقفا يبعث بصور الأوتاد والقيود والعلف وزهور البرسيم البنفسجية الدقيقة ، وبالطبع الحيوانات الأليفة داخل المكان الذي اختار الكاتب ان يدعو الناس للرجوع اليه .
    أثناء قضائنا لعطلة صيفية بالوطن قبل سنوات ، اهتمت ابنتي أماندا ، والتي كانت في السادسة من العمر ، اهتمت ضمن ما اهتمت به من الحيوانات التي وجدت فرصة سانحة للتواجد قريبا منها ، اهتمت كثيرا بالحمار ، وان لم تشبع رغبتها في اعتلاء ظهره بعد أن طلبت ذلك من بائع متجول كان ينتظر نقوده أمام بابنا ، أثناها عن طلبها محذرا بانها لو ركبت الحمار فسقطت عنه فكسرت رجلها ، تاني البعرسك منو؟
    اعتذرت لابنتي عن موجة الضحك التي غرقت فيها رغما عني وهي تقص علي نبأ المحاولة الفاشلة المحزن ووعدتها بالبحث عن حمار آخر يحتفظ صاحبه بتوجسه حول أدوار " النوع " لنفسه ويسمح لنا بدقائق على ظهر الحمار. رغم ذلك واصلت أماندا مراقبتها اللصيقة للحيوان وفي مرة تقدمت لي بملاحظة طابعها الاستغراب والغضب ، و مفادها أن الحمار يتحمل ضربا عنيفا طوال وقت توزيع الحليب قبل المغيب ، سألتها:
    وماذا تريدين له أن يفعل ؟
    هتفت بتعجب :
    ماذا أريده أن يفعل ؟ ماذا أريده أن يفعل ؟
    هذا ما أريده أن يفعل : يجري بعيدا بأقصى سرعة ممكنة ، بالحليب الذي يحمله على ظهره !
    ثم تابعت بحزن ، انها رأت الحمار ( يرمش ) عينيه سريعا من أثر الضربة قبل أن يسرع في مشيته وأن هذا يعني أنه يتألم ، وانها تلاحظ أنها حتى لو أرادت أن تربت عليه بأصابعها فانه كان يجفل قليلا ويهتز كل جسمه ، قالت ذلك ثم انصرفت ببساطة ، تاركة لي التأمل في مراصد الطفولة وحلولها في أحوال الحمير والمالكين والحظائر.
    انغرز في ساحة انطلاقي التي ولدتني بها أمي حرة ، وتد استعباد تقدمت بطلب خطته أصابعي الجهولة الظلومة لكي يحيط قيد منه بقدمي الشقية ، قيد ألزمني ردحا من الزمن " حظيرة " سميت وقتذاك ب " خلية المرشحين لعضوية الحزب " شاركني فيها زمالة الحبس طلاب آخرون بجامعة القاهرة الفرع ، معظمهم من المحامين المعروفين في يومنا هذا ، ولا أرى مانعا من توضيح طبيعة الترشيح التنظيمي ذاك للقارئ والقارئة بالشرح الضروري للاحاطة بالمعنى المقصود . لاحظت أهمية هذا التوضيح وأنا أتحدث مع أستاذ جليل انتمى لذات التنظيم سابقا ولكنه لم يكن يعرف شيئا عن موضوع خلايا الترشيح وربما يكون مثيرا للاهتمام الوقوف على التاريخ الذي بدأ فيه عهد هذا الترشيح عوضا عن الحصول على العضوية مباشرة بعد التقدم بطلب الانضمام . لا أعرف ان كان الحال هو نفسه الآن لمن يود أو تود الانتساب ، ولكني أتقدم بشهادتي ، أمام انتمائي الطليق : المدى المفتوح بيني وبين القراء والقارئات أجمعين ، وأرجو أن تجد الشهادة من يظن فيها نفعا للمؤتمرات والمؤتمرين فيوصلها لمكان الانعقاد ، علها تسهم في اقتلاع أوتاد و فك حبال، وعلها تسهم في رد حقوق الأقدام والأنام.
    لو كان ثمة مايصف حال مجموعتنا تلك ، مجموعة المرشحين لنيل عضوية الحزب الشيوعي ، بجامعة القاهرة الفرع ، في الفترة بين الأعوام 1983 و1986 في حالتي ، وأكثر أو أقل في أحوال الآخرين ، لو كان ثمة مايصف حالهم لما كان غير ذاك المقطع من أغنية البنات الرائجة :

    يا لطيف يا لطيف يا أب شرا
    يا لطيف سعدي يبقى خفيف
    يا أب شرا

    الذي ما سمعته اليوم الا غلبني التأثر ، تحزنني حرارة النداء وشدة الرغبة في الاستجابة للدعاء وتحقيق المطلوب" والصرمة "ـ بمعنى شدة الحاجة للشئ ـ التي يمور بها اللحن والكلمات في الأغنية ولو كان الشئ هنا "عريسا " وهذا موضوع آخر بالطبع . تطلق المغنية الزفرات الحرى تخاطب بها الشيخ أب شرا بما يشبه استنجاد الابنة بالأب . الأب الذي تقوم قبته الجليلة نيابة عنه باحتضان الظلامات واستقبال الأيادي المرتعشة الملحة في الطلب :

    جاياك جاياك يا أب شرا
    جاياك جاية أفتو معاك
    يا أب شرا

    "أفتو معاك " أو مع أي شخص آخر ، كان مما لاسبيل له لمجموعة ذات الأوتاد اياها . فاللائحة تنص على أن يمضي المتقدم أو تمضي المتقدمة للعضوية ، فترة ستة أشهر في الخلية تتلقى الدراسات الضرورية خلالها ومن ثم ، بالسلامة ، الى عضوية كاملة قراصتها حق الانتخاب وادامها حق التصويت في " دبكر "(2) الحزب الكبير . ولكن اشارة لئيمة خافتة في شأن الستة أشهر تقول انها قابلة للتجديد ولا يخطرن ببال عزيزة وعزيز من قارئات وقراء المقال ، ظل ايجابية في كلمة تجديد النضرة هذه ، فبسياقها ذاك ، لم تكن سوى صنو لزحف الأقدام خلفا ، تجديدا عقب تجديد ، ووثاقا لوثاق، فوق كومة القش الجاف ، أو تذكرنا بالحظائر يا من الله؟
    امتد تجديد وضع الترشيح لتلك المجموعة لسنوات ، تراصت كدرجات سلم هابط لأسفل أرض الحزب ، للانتقاص من الكرامة ، كرامة المواطنة المستحقة في تلك الأرض ، سلم بناه الشخصي بعد أن لبس زي الرسمي ، من قيادة فرع الحزب بالجامعة ، بعد أن ووجه بمجموعة تميزت بقوة الشكيمة ، وتفرد شخصيات أفرادها البائن ، وقدراتهم القيادية ـ لو اقتلعت الأوتاد ـ التي لا تخطئها عين ناصفة . وضع يذكر ببيروقراطية وصلف ادرات الهجرة الذي يقع على من ينتظرون ويتنظرن أوراق الاقامة في بعض البلدان وما يسببه ذلك من قيود في الحركة ومن شعور عدم الاستقرار النفسي والجانب الأخير هو الأهم .
    ولكن من أين " يهاجر" الناس حتى يصلوا أرض الحزب الشيوعي ؟
    الواقع أن من تأتي أو يأتي الى الحزب ، هي في الغالب امرأة ، أو هو رجل ، أبعد ما تكون أو يكون من حالة اللوح الممسوح ، الجاهز النظيف لتسطر عليه يد الحزب ما شاءت من كتابة ، وابعد ما يمكن أن يخطر ببالهن وببالهم ، أن يتحولوا لطلاب معروف ، وأن يرضوا بالذلة والهانة في سبيل تلك "الهجرة " .
    نعمة " أفتو معاك " التي تمني بها النفس المغنية ، وتبشرنا أنها في سبيلها اليها بعد وصولها قبة الشيخ اب شرا ، لم تكن متوفرة لفصيل المرشحين الشرس ، الأشهر بالجامعة ، الذي أكتب عنه ، والذي آمل أن يدلي غيري منه بشهادته ، فبث الشكوى والتشاور لمنافحة الظلم في مثل حالنا تلك ، كا ن مما يصنف " تكتلا" ضد القيادة عقوبته المزيد من " التجديد للوراء " وبناء المزيد من العتبات والعقبات . يضاف لذلك ظروف الديكتاتورية المايوية والتواجد الكبير لأفراد أمنها وشبح الاعتقالات المخيم على مجال الجامعة . تلك الخلية ظلت محكومة بالأسر الذي لا تداويه الاستقالة ولا يفر منه شخص ايمانا بالمبدأ وحق واستحقاق القبول . خلية كانت تعيش أجواء الاستهداف وخدش الكرامة على المستوى الشخصي ، فيما كان أفرادها كوادر خطابة وحماية وتفاوض تعرفها التنظيمات الأخرى وجماهيرها . م.م تعرض لضربة خنجر في ساعده الأيمن أفقدته الاحساس فيه بالكامل أثناء أحداث العنف بالجامعة في العام 1986 وكان جرح أسره في الترشيح سابقا لجرح يده ولكنه لم يقعده عن الدفاع عن منبر الحزب وتابع علاجه وحيدا بعد ذلك وكان من أكثر من رزحوا في لعنة الترشيح ولا أعرف ان كان حصل على العضوية أم لا . في مرة عرض أمر حزبي في اجتماع لخلية ذات الأوتاد ، أتى اليه مسؤول الفرع السياسي ، الذي كان يكبرنا في السن كثيرا ، وكان يكنى بصفة جسمانية ، صاح خلاله في وجه م.م ، بأنه قد أوضح أمرا تنظيميا في بداية الاجتماع وأردف :
    لكين انتوا ما راح تقتنعوا ، لا انت ولا رقية وراق !
    كانت المفارقة انني لم أكن حاضرة في ذلك الاجتماع !
    الانطباع والتخوف كانا أن تلك المجموعة صعبة المراس ، وأن من المتوقع أن تتخذ القرار السياسي الذي تراه لو استدعى الأمر، أي لو غابت قيادة فرع الحزب عن المتابعة كما فعلت مجموعة ياسر عرمان في حادثة الانقسام .
    كان مشهد حالتي السياسية والتنظيمية متناقضا ومحيرا ، ارتباط لا حدود له بالقضايا الوطنية ، على خط الحزب ، وشعور بالكآبة والاحباط على مستوى الحياة الداخلية بالحزب . قبلت مع المجموعة المغضوب عليها من قبل قيادة الفرع ، تحجيما لو عاد بي الزمن للوراء ما بقيت فيه مقدار دقيقتين من الزمن الفسيح ، والتزمت مع بقية أفرادها بأقصى درجات الانضباط التنظيمي حتى لا نسئ لقضية أسرنا الظالمة بالفوضى وعدم المسؤولية لو أعاد النظر في ملفاتها ناظر ، وبقينا بين منزلتي الديمقراطي والشيوعي المرهقة من ناحية الواجبات والأعباء التنظيمية لاختبار الناس وترشيحهم ( من ماذا ، كان سألتكم ؟)، والواضحة في كونها لا تمنح حقا في انتخاب أو تصويت لشعلات في واجهة نشاط الجبهة الديمقراطية ومتحدثاتها ومتحدثيها في الندوات وأركان النقاش . كانت حرارة القلب الوفيرة التي أتينا بها للحزب تتحول بالتدريج لآلام قلب بالحرمان من الحق لسنوات ، والتلميح بان الحرمان يمكن أن يستمر سديميا ، اذا لم تلن الرؤوس !
    هل يستطيع انسان نصرة ضعيف من خلال حزب هو من أوائل المستضعفين فيه ؟ كيف ترانا احتملنا ذاك التناقض ؟ كيف احتملنا الظلم الشخصي وقد كنا على استعداد للموت ، حقا وفعلا لا مجازا ، ردا للظلم عن شعب ووطن ؟ كيف فعلنا ذلك يا م. م ويا م. ع ويا ع.ج ؟ كيف فعلنا التناقض ؟
    لقد غادرت الحزب في أفضل أحوال اعترافه بمقدراتي السياسية والتنظيمية ، بعد كسر القيد ، لأصبح ضمن طاقم قيادة قسم الجامعات والمعاهد العليا ، الذي سامنا في الماضي سوء التقدير و العذاب ، متفرغة لعمل الطالبات بعد تخرجي ، وقد ناقشني في أمر التفرغ حبيبنا الراحل كمال أبو عكر، سقت قبره شآبيب الرحمة والغفران ، فرددت الطلب مع الود والزهد فتركني لحالي ، ولكن عزيزنا بكري جبريل لم يترك أمر التفرغ حتى عاد بموافقتي" للقسم" الذي كان يقود العمل على أيامنا ، ورغم ذلك فقد ظلت التجربة ذات الأوتاد اياها ، ماثلة في ذهني عندما تقدمت باستقالتي من الحزب بعد ذلك ، وكان من آخر ما توقفت عنده وأنا أستيقن من أمر نفسي في وداع ما استحوذ على فؤادي زمانا ، تلك النار العظيمة التي أوقدناها عشية انتخابات اتحاد الطالبات والطلاب بالجامعة ، تحسبا لانقطاع التيار الكهربائي لأن ليلة فرز الأصوات صادفت احتفالات نهاية العام ، ونحن ساهرات وساهرين بفناء الجامعة ، والموت يحدق بنا في صراع التنظيمات الطلابية بطابعه الذي يمكن أن يكون دمويا للأسف ، نار رأيت على نورها وأنا أزمع مغادرة الحزب ، أن عددا ممن تواجدوا في موقع الخطر البائن ذاك ، كانوايشكلون معظم خلية المرشحين ، وأنهم كانوا من الممكن أن يقضوا في ليلتهم تلك وهم يدافعون عن منبر الحزب دون أن يكون الحزب قد اعترف بهم وأن من كانوا يحركون بوصلة أسرهم الحزبي كانوا ينعمون بالنوم الآمن في أسرتهم تحت أي دعاو كانت من سرية وخلافها . أو تدعونا للعودة للحظائر يا من الله ؟
    عسى أن يهنأ " الذين استنكفوا " ، بحالة" الريد بدون مواعيد يزورك" كما في رائعة الأستاذ محمد الأمين المعروفة ، التي غمرهم بها الحزب ففاجأني وأيقظ أحزاني القديمة ، العميقة دون مرارة، وعسى ان يتحسس الحزب مواقع الظلم الشخصي للأفراد ، وأن يعرف كيف يكون الريد ، وليه الناس ، ليه ، ليه بتتألم !


    هوامش

    1ـ ضاع تاريخ خيط الأستاذ من الله عبد الوهاب بعد أن كنت حفظته ضمن مواد موقع سودانيس أون لاين بعد التخريب الذي تعرض له الموقع مؤخرا وسأثبته في المتن عند حصولي عليه .
    2ـ الدبكر هو طبق للطعام يصنع من خشب الحراز وتجمل واجهته بالزخارف ويستعمل في مناطق قبيلة الشايقية بشمال السودان.


    نشر بالأحداث .



                  

العنوان الكاتب Date
الذين استنكفوا! رقية وراق12-04-08, 04:22 AM
  Re: الذين استنكفوا! HAYDER GASIM12-04-08, 05:30 AM
    Re: الذين استنكفوا! طلعت الطيب12-04-08, 05:55 AM
      Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-04-08, 05:31 PM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-04-08, 05:06 PM
  Re: الذين استنكفوا! خالد العبيد12-04-08, 05:47 AM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-04-08, 05:18 PM
  Re: الذين استنكفوا! أبو ساندرا12-04-08, 05:53 AM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-04-08, 05:47 PM
  Re: الذين استنكفوا! Adil Osman12-04-08, 10:50 AM
    Re: الذين استنكفوا! حاتم الياس12-04-08, 06:03 PM
      Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-05-08, 03:24 PM
        Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-04-08, 06:04 PM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-04-08, 05:55 PM
      Re: الذين استنكفوا! نادية عثمان12-04-08, 06:33 PM
        Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-05-08, 03:42 PM
          Re: الذين استنكفوا! أحمد أمين12-04-08, 11:37 PM
            Re: الذين استنكفوا! بدر الدين الأمير12-05-08, 00:19 AM
              Re: الذين استنكفوا! Abdlaziz Eisa12-05-08, 03:41 PM
                Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-05-08, 04:14 PM
              Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-05-08, 04:05 PM
            Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-05-08, 03:50 PM
  Re: الذين استنكفوا! Adil Osman12-05-08, 04:13 PM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-05-08, 09:58 PM
  Re: الذين استنكفوا! Abdelfatah Saeed Arman12-05-08, 04:24 PM
    Re: الذين استنكفوا! Ishraga Mustafa12-05-08, 06:35 PM
      Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-06-08, 01:36 AM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-05-08, 10:08 PM
  Re: الذين استنكفوا! أبو ساندرا12-05-08, 09:39 PM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-06-08, 02:08 AM
      Re: الذين استنكفوا! Ali Sirelkhatim12-06-08, 02:24 AM
        Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-06-08, 02:58 AM
  Re: الذين استنكفوا! Elbagir Osman12-06-08, 02:33 AM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-06-08, 03:18 AM
      Re: الذين استنكفوا! Ishraga Mustafa12-06-08, 12:07 PM
        Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-06-08, 02:46 PM
          Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-06-08, 03:19 PM
        Re: الذين استنكفوا! أبو ساندرا12-06-08, 09:00 PM
          Re: الذين استنكفوا! Ishraga Mustafa12-06-08, 11:10 PM
          Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-07-08, 08:23 PM
  Re: الذين استنكفوا! Elbagir Osman12-06-08, 03:45 PM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-06-08, 04:11 PM
  Re: الذين استنكفوا! خالد العبيد12-06-08, 11:48 PM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-08-08, 03:57 PM
  Re: الذين استنكفوا! خالد العبيد12-07-08, 04:21 AM
    Re: الذين استنكفوا! HAYDER GASIM12-07-08, 04:49 AM
      Re: الذين استنكفوا! Elmoiz Abunura12-07-08, 05:40 AM
        Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-07-08, 08:01 PM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-11-08, 06:11 AM
  Re: الذين استنكفوا! خالد العبيد12-07-08, 05:33 AM
  Re: الذين استنكفوا! أبو ساندرا12-07-08, 08:15 PM
  Re: الذين استنكفوا! شكرى سليمان ماطوس12-07-08, 08:24 PM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-08-08, 03:03 PM
      Re: الذين استنكفوا! عبدالأله زمراوي12-11-08, 08:04 AM
        Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-12-08, 07:20 AM
  Re: الذين استنكفوا! خضر حسين خليل12-11-08, 08:48 AM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-12-08, 07:29 AM
  Re: الذين استنكفوا! JAD12-12-08, 01:59 PM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-14-08, 07:23 PM
      Re: الذين استنكفوا! عبد المنعم سيد احمد12-14-08, 11:38 PM
        Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-17-08, 04:40 PM
  Re: الذين استنكفوا! Elbagir Osman12-14-08, 11:40 PM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-17-08, 04:45 PM
  Re: الذين استنكفوا! طارق جبريل12-14-08, 11:42 PM
    Re: الذين استنكفوا! ثروت سوار الدهب12-15-08, 04:25 AM
      Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-22-08, 08:40 PM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-17-08, 04:50 PM
  Re: الذين استنكفوا! Elbagir Osman12-15-08, 04:40 AM
  Re: الذين استنكفوا! Elbagir Osman12-15-08, 04:21 PM
    Re: الذين استنكفوا! خضر حسين خليل12-15-08, 05:08 PM
  Re: الذين استنكفوا! Elbagir Osman12-16-08, 06:38 PM
  Re: الذين استنكفوا! عزام حسن فرح12-17-08, 04:58 PM
    Re: الذين استنكفوا! رقية وراق12-22-08, 08:14 PM
  Re: الذين استنكفوا! عبد المنعم سليمان12-18-08, 00:59 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de