سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشفه واعدم!

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 06:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2008, 10:40 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشفه واعدم!

    *** - ديسـمبـر هـو شـهر الأحزان وفيه نعيـد ذكرياتنا الألـيمة مع الأنقاذ الذي اكل اولادنا وجرد اسرنا من اموالـهم وعقاراتـهم... هـو شهر نعيـد فيـه مرة اخري كتابة كل ماوقع لنا من ضـر وأذية وظلم وجور مازالت عالقة فينا منذ تسعة عشـر عامآ....

    ********************
    ********************

    سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشفه واعدم!
    الموضوع: ملف التعذيب في نظام الكيزان العجيب !!
    --------------------------------------------------

    "كانت أيام العزاء لهذا (الشاب) ملحمة وطنية . يعتري الغضب النفوس بصمت، ويظهر في العيون المحمرُة من الإنفعال والسهر . ورغم ثراء الأسرة ومحاولاتها إكرام ضيوفها المعزُين من طعام وشراب، كعادة السودانيين في مآتمهم، إلاّ أن أحد لم يذق طعما لشراب أو يجد لذة في أكل .. الكل في حالة ذهول . وطيف ً (مجدي ) يحوم حولهم بإبتسامته الدائمة .. ويغمرهم بدفء أخلاقه الحميدة" .


    الـمـصـدر: http://www.alrakoba.com/vb/showpost.php?p=49887&postcount=16
    الـمـصـدر: منتـديات " الراكوبة ":

    أحمد مكي.

    28-12-05,
    ----------------

    كان هناك مبلغاً من المال لم يتقاسمه ( الورثة ) من أبناء وبنات الرجل العاصمي، الميكنــيــكي ورجل الأعمال ( محجوب محمد أحمد ) ، لأنهم ليسوا في حاجة إليه الآن على أقل تقدير، ولا أحد يعرف مكان المفتاح الخاص بخزانة والدهم، إلى ما قبل اسبوع من الفاجعة التي ألمت بالأسرة، وقد كان معظم الذين شاركوا أيام العزاء عام 1987 م، من الأخوان والأخوات خارج البلاد، في مهاجرهم واماكن عملهم .. والحياة تسير سيرها الطبيعي .. والطبيعي جداً، لأنها لن تقف لموت أحد أو لحياته .. الشيء الوحيد الذي تغير وأثّر على البلاد برمتها، هو ان هناك حكماً ونظاماً جديدين وصلا إلى السلطة وحكم البلاد .. وانهم سمّوا أنفسهم ( ثورة الإنقاذ الوطني ) ، وأن هناك حظر للتجوال في تلك الأيام.وطالت قائمة الممنوعات بالنسبة للمواطنين، وكثرت الإعتقالات السياسية والكيدية للمعارضين،وظهرت على شاشات التليفزيون الحكومي أشكال وأسماء من البشر لم يرها أو يسمع بها أحد من قبل، لدرجة انها لفتت انظار الكثيرين ومنهم كاتبنا العالمي ( الطيب صالح )ودعته لقولته الشهيرة ( من أين أتى هؤلاء الناس؟ ) ، كانوا يرتدون زي القوات المسلحة، ويتحدثون بلسانها، حتى كشفت الأيام، وعاديات الليالي، أنهم رجال ( حزب الجبهة الإسلامية القومية )!.. بزعامة الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي .

    عسكريون من اتباعه، ومدنيون من اتباعه ايضاً، والكل يحمل السلاح، انطلقوا بعد 30 يونيو 1989 م في شوارع الخرطوم، وبين جسورها الثلاث، على النيل، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض،يحكمون قبضتهم على المدينة الوادعة، وأهلها الطيبين، ومرافقها الإستراتيجية . وتمت السيطرة على قيادة الجيش، والإذاعة العامة والتليفزيون الحكومي، ً وشيئا ً فشيئا انتشرت كوادرهم كالسرطان على كل مدن السودان، بحيلة بسيطة صدقها الناس، وبكل أسف صدقها الجيش السوداني، وهي انهم فعلوا ذلك باسم ( قيادة القوات المسلحة ).

    لم يجدوا أي مقاومة ولذلك احكموا قبضتهم حتى على رقاب الناس، وتمت أكبر عملية طرد لمعظم موظفي الخدمة المدنية، والقوات النظامية، والمؤسسات العامة، وإحلال الكوادر الموالية لهم .. مكانهم .. كانت أكبر عملية طرد يشهدها الوطن بكل الذل والمهانة، والتجويع ..لذلك صار حتى الهواء ثقيلاً وصار من الصعب التنفس .تم ذلك في الأسابيع الأولى لإنقلاب 30 يونيو 1989 م، ووضحت الرؤيا تماماً، إنهم رجال ( الجبهة القومية الإسلامية ).. رجال الشيخ ( حسن الترابي ) ، هذه الشخصية المثيرة للجدل داخلياً، وخارجياً .. إنطلقوا كالوحوش التي فلتت من محابسها، بكل حرمان السنين، وهم يخططون للإستيلاء على السلطة، وها هي الآن بين ايديهم .. ترى ماذا هم فاعلون بها؟ سوى تصفية الحسابات، .. فعلاً ( من أين أتى هؤلاء القوم؟ !). ( أدوات ) من أحياء فقيرة، وأسماء مغمورة، جمعها هذا الداهية السياسي، أدوات وقطع شطرنج، لتنفيذ مخطط حزبه، بعد كفره بالديمقراطية، وذهب هو مع المعتقلين السياسيين إلى سجن كوبر الشهير، في عملية تمويه، حتى إذا فشلت حركتهم يكون ( هو ) منها براء، حتى أن زعيم الحزب الشيوعي السوداني الأستاذ ( محمد إبراهيم نقد ) قال له بعد عدة أيام من قيام الحركة وهم بالمعتقل : ( كفاية يا شيخ حسن .. لقد جاملتنا بما فيه الكفاية، شكر الله سعيك . اذهب وأخرج إلى ( اصحابك .. لأنهم في إنتظارك .!!).

    لو تتبعنا ما حدثً لاحقاً .. ما أكفانا هذا الكتاب .. وحتى لا ننصرف عن هدفنا في موضوع قضية مجدي محجوب محمد أحمد،وغيره من بعض المظاليم . وكل الحقائق ً تقريبا معروفة ، حتى خلافاتهم حول السلطة، وإنشقاقهم الشهير رغم محاولات تجميل الوجه القبيح.

    قالوا انهم اتوا من أجل إقامة الدين، والعدل، وبدأوا في إصدار قوانين لا تعرف ديناً ولا عدلاً، حيث صرح العميد حقوقي ( أحمد محمود حسن ) ، المستشار القانوني ??لس قيادة الإنقلاب : " ان القوانين الخاصة بمحاكم أمن الثورة هدفها تأمين الثورة من النواحي الإقتصادية (!) والنفسية والإجتماعية (!) ، لتحقيق الأرضية الصاحة للتنمية والإستقرار، والإستثمار والأمن الغذائي . وأن قضايا الأمن والإستقرار لا تتم إلاّ في ظل تشريعات حاسمة تنفذ وتطبق عبر محاكم عادلة وسريعة الإنجاز ..!! ؟ ".

    وتصريح طريف جد تناقله الناس عن العقيد بحري ( وقتها ) صلاح الدين محمد أحمد كرار، عضو مجلس الثورة، ورئيس اللجنة الإقتصادية : " لو لم نأت سريعاً، لوصل سعر الدولار إلى عشرين جنيها ". كان سعر الصرف وقتها حوالى إثنا عشر جنيها . في اكتوبر 1989 م، صرح السيد ( جلال علي لطفي ) رئيس القضاء ( رئيس المحكمة الدستورية الآن )!: " المطلوب من محاكم أمن الثورة، هو إجتثاث الفساد الذي استشرى في البلاد، ومعاقبة المجرمين والفاسدين، وكل من يهدد أمن البلاد، وإقتصادها ". وأشار إلى انه بحث مع القضاة بعض جوانب القانون فيما يختص بأحكام الإعدام، وعرضها على رئيس المحكمة العليا وفق قانون الإجراءات، وأن يطبق قانون
    الإجراءات الجنائية في وجود المتهم بالسجن، إلى أن يؤيد الحكم أو يُعدّل ..!
    إنطلقت الكوادر المسعورة من عقالها، خاصة العقائديين منهم، الذين سيطروا على أجهزة
    الأمن، والاستخبارات العسكرية، والشرطة، يبحثون عن الضحايا، ولا بأس عن الغنائم من أموال الناس، وممتلكاتهم . وبدأت المأساة الدامية . وكانت بيوت الأشباح جاهزة لاستقبال الضحايا .

    وُأعدّت مراكز الإعتقال في مباني جهاز الأمن ( للترحيب ) بالقادمين، وحتى بعض أقسام الشرطة كان لها دورها في ذلك . وغطى نشاط محاكم أمن الثورة العاصمة المثلثة ، وكان يمثل الإتهام الكوادر النشطة في هذا الجرم العقائدي، بإيحاء ودعم من السلطة القابضة على زمام الأمور في البلد . وأجتهدوا في الوصول إلى أماكن المال . وكأن الإقتصاد بالنسبة للدولة هو تفتيش جيوب المواطنين .

    ................................................................

    *****
    طالعتنا جريدة ( السودان الحديث ) ،
    في العدد 36 بتاريخ 1989/ 10 / 11 م،
    وفي صدر صفحاتها الأولى، بمانشتات حمراء على النحو التالي :-
    ---------------------------------------------------------
    • القبض على أخطر تاجر للعملة ، بالعاصمة القومية .
    • ضبط مبالغ كبيرة من مختلف العملات بحوزة المتهم .
    • المتهم يدير شبكة للإتجار في العملة، د اخلياً وخارجياً .
    وفحوى الخبر : ألقت الجهات المعنية القبض على أكبر تجار العملة بالعاصمة القومية، ويدعى محمد حسن علي ، الشهير بالريس ، بالقرب من مكاتب جريدة السياسة، بشارع البلدية .

    وقال العقيد سيف الدين ميرغني ( رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنة الإقتصادية )!!! أنه قد وجد بحوزة المتهم 511 ريال سعودي، 140.200 الف جنيه مصري، ألف ليره لبنانية، مائة درهم أماراتي، 230 ريال قطري، 282 دولار أمريكي، خمسمائة دولار بشيك سياحي، والمتهم يعتبر من أخطر تجار العملة، ويدير أكبر شبكة للإتجار بالعملة د اخل ياً وخارجياً، وله عملاء بالداخل والخارج، وتم فتح عدة بلاغات ضده – انتهى الخبر؟ !.

    المتهم ( معوّق ) ويتنقل بعربة خاصة بالمعاقين ... وبدأ المسلسل الدامي، وكرّت مسبحة الخوف والإرهاب، الذي جعل الجيوب ترتجف قبل القلوب أحياناً، خوفاً على ما تملك، والمبالغ هذه لا تسوى ً شيئا مما نهب في تلك الأيام المظلمة، وعلى مدى سنوات طويلة .. طويلة جد اً.. أزكمت رائحتها مساحة المليون ميل مربع .

    *****
    العيون تتلصص، والآذان تُرهف السمع، والتقارير تدبج وبسوء نية ضد الخصوم . والأيام تدور دورتها ببطء .. والهواء ثقيل على التنفس .. وهناك في حي الخرطوم (2) الراقي، والشهير بمنازلة الفخمة والأنيقة .. في أحد تلك المنازل كان ( مجدي ) وسط أسرته، يعمل معهم للمحافظة على ثروة أبيه، وإدارة املاكهم الواسعة، لا يهتم بما يدور حوله من أحداث، إلاّ ما يشغل بال وهم المواطن العادي من أخبار الحكام الجدد، وحكاياتهم وأصلهم وأصولهم، ومن انهم أتباع ( الجبهة الإسلامية القومية ).

    كل الخرطوم تتحدث، والسودان كله وكل دول الجوار، ومن أن ( المعارضة ) !! التي تسللت إلى الخارج نشرت أخبارهم على مستوى العالم .( مجدي ) ، هاد ئاً كعادته، و اثقاً من مستقبل أسرته، باراً بأهله، جاداً في عمله .. وفي حياته الشخصية .وبدأت التعمية ، والتمويه مرة أخرى .. بدأت محكمة خاصة في محاكمة أحد كوادرهم النشطة حتى ( الآن ).. الدكتور مجذوب الخليفة أحمد )حاكم الأقليم الشمالي سابقاً، إبان حكومة الصادق المهدي، وحاكم الخرطوم في عهد الإنقاذ الوطني، ووزير الزراعة حالياً، ورئيس وفد المفاوضات في ابوجا بنيجيريا مع متمردي حركة دارفور )!.

    حوكم معه ثلاثة متهمين آخرين هم : عبدالقيوم إبراهيم – مدير مكتب المتابعة للإقليم الشمالي بالخرطوم، وشريف سعيد صالح - مدير شركة الشمال، والدكتور حاج الطيب الطاهر - مفوض عام الإغاثة، بتهمة بيع لبن إغاثة في أكياس خُصص إبان كوارث السيول والفيضانات عام 1988 م لصالح الإقليم الشمالي بيّن المتحري في القضية ضلوع المتهمين الأربعة في عمليات البيع، كما قدّم المستندات اللازمة، وبيّن أن لجنة التحقيق استمعت إلى (17) شاهد قبل أن تقوم بفتح البلاغ .

    تم الإفراج عن المتهمين الأول والثاني بضمانة مالية . وفي جلسة المحكمة بتاريخ 1989 / 10 / 12 م، والتي كان يرأسها العقيد أ . ح . ( محمد بشير سليمان ) ترقى بعد ذلك وأصبح قائداً للكلية الحربية، مديراً للتوجيه المعنوي للقوات المسلحة، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، الناطق الرسمي بإسمها ) ( ورد اسمه في محاولات المؤتمر الشعبي ضد النظام .. تم إعفاؤه )... تمت أيامها تبرئة المتهمين الأربعة في قضية بيع لبن الإغاثة، وقالت المحكمة أن الأتهام فشل في إثبات التهم الموجهه للمتهمين – رئيس لجنة التحقيق والإتهام ، كان المقدم شرطة ( النور كومي ) شغل بعدها منصب المحافظ بإحدى محافظات غرب السودان العديدة . كانت مسرحية سيئة الإخراج بدرجة تحت الصفر لإخفاء الهوية، والقول أنهم طلاب عدل .. في تلك الأيام .. التي مازالت .. ؟ !! المضحك حتى البكاء .. والألم أنه في تلك الأيام ( مقارنة بما يحدث ونشاهد اليوم ) أنه تم إعفاء اللواء ( بكري المك موسى ) ، حاكم الإقليم الشرقي في منتصف أكتوبر 1989 م، لسوء التصرفات المالية، لأنه قام بعملية صيانة لمنزله ومكتبه ! وتم تعيين اللواء ( يوسف بشير سراج ) بعد إعادته للخدمة بدلاً منه، .. بدأت المحاكم الخاصة في عمليات السلب والنهب المقنن لأموال الناس، وتجارتهم وكان محور نشاطها في العاصمة لثقلها المالي والتجاري،
    وحتى الذين حاولوا نقل تجارتهم خارج البلاد، ووصلوا بجزء من أموالهم إلى مطار الخرطوم، رصدتهم الأعين والتقارير وتم القبض عليهم ومصادرة أموالهم، وكانت القناعات تقول أن هذه الأموال لن تجد طريقها إلى بنك السودان (البنك المركزي ) ، بل ستجد طريقها لسد رمق حرمان السنين، ولا خوف من الشعب طالما أن القبضة قوية .. ومحكمة .. ولا ضير من بعض المسرحيات اللاهية والعبثية ..!!

    *****
    قبل أن نأتي على ذكر تلك الليلة، والخرطوم تتنسمها بدايات الشتاء برياح خفيفة باردة نوعاً ما في نوفمبر 1989 م بعد أشهر قليلة من بدايات ( الإنقلاب ) ، والشوارع خفيفة الحركة مساءاً من الناس، والسيارات تتسابق خوفاً من أن يدركها وقت حظر التجوال .

    نقفز قليلاً على أحداث ذلك اليوم والذي شهد مذبح وبداية إنهيار الأخلاق والقيم العدلية في هذا الوطن.. مواطنان سودانيان ساقهما حظهما العاثر إلى العودة للبلاد بعد طول إغتراب لأكثر من خمسة عشر ً عاما في المملكة العربية السعودية، جمعا حصاد السنين الذي دفعا ثمنه من الصحة وتقدم العمر الذي جاوز الخمسين عاماً لكل منهما، .. الأول لديه ثمانون ألف ريال سعودي، ولدى الثاني سبعون ألفا من نفس الريالات، ولكل منهما سيارة نصف نقل، عليها الأمتعة والهدايا للأهل والأصدقاء .

    اكملا إجراءات التخليص الجمركي بميناء بورتسودان، وواصلا الرحلة إلى الخرطوم، ثم أم درمان، ثم إلى منزليهما المتجاورين في ضاحية ( امبدة ) غرب أم درمان، وعند إحدى نقاط التفتيش الكثيرة في تلك الأيام، تم إنزال الأمتعة، وتم العثور على مبلغ مائة وخمسون ألفاً من الريالات السعودية، ( لايهم ماذا بعد؟ ).. سال اللعاب، وجحظت الأعين الأمنية، وتدلّهت الشفاه الشرهه، تتلمظ قبل الإلتهام .. سرعان ما بدأت الإجراءات ضدهما في المحكمة الخاصة بأم درمان ( دار حزب الأمة ).. تم الحكم على الأول بالسجن عشر سنوات، والثاني أيضاً . توفي الأول داخل سجن كوبر بعد أن داهمته نوبة مرض السكري، وتم إطلاق سراح الثاني نسبة لكبر سنه، بعد زيارة العقيد الليبي ( معمر القذافي ) الشهيرة للسجن، ومسرحية تهديم حائط السجن الشمالي .

    بعد مرور اربعة سنوات خرج الثاني خاوي الوفاض من متاع الدنيا، بعد سنين غربته بالسعودية، وهي سنوات طويلة، وبعد سجنه سنوات عدتها الأطول رغم قصرها داخل سجون وطنه . ظل يبحث حتى الآن عن حصاد سنينه .. بالإطلاع على اوراق قضيته وجدنا حكماً بالسجن فقط؟ ! ولم نجد حكماً بمصادرة المبلغ .. والذي لا يعرف مكانه إلا الله .. والقاضي بتلك المحكمة ورجال الأمن، ممثلو الإتهام في تلك القضية ... يعمل الرجل الثاني الآن في إصلاح الساعات في أحد اسواق ضواحي مدينة أم درمان، بعد أن كان ملء السمع والبصر في غربته بقصر أحد الأمراء السعوديين ومثالاً للأمانة والثقة لديهم .. ولكنهم حكام السودان الجدد الذين أتوا كما قالوا لتطبيق شرع الله على عباده .. ولكن بطريقتهم .. أما قاضي المحكمة تلك فهو الآن يحتل منصباً مرموقا في أكبر مؤسسات النظام .. العدلية .

    ************
    ************
    نعود إلى تلك الليلة، من نوفمبر 1989 م .. وبدايتها عصر في منزل المرحوم ( مجدي محجوب محمد أحمد ). في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً، وبعد تناوله طعام الغداء مع اسرته، نال قسطاً قليلاً من الراحة، ارتدى ملابس الرياضة، وحمل مضرب الأسكواش، ونزل من غرفته متجهاً إلى حديقة المنزل حيث سيارته .. استعداداً للذهاب إلى النادي العربي الذي يقع على مبعدة من منزلهم بعدة شوارع تجاه طريق المطار .. لحقت به والدته وشقيقته وإحدى القريبات من نساء الأسرة، طالبات منه أن يوصلهن إلى ( عزاء ) ، بمنزل إحدى القريبات بإمتداد العمارات، شارع(21) ، على أن يعود لإرجاعهن عند مغيب الشمس .. امتثل كعادته للأمر من والدته، وقام بإجراء الواجب نحوهن، وسار لمقر النادي لممارسة هوايته المحببه في هذه اللعبة مع بعض الأصدقاء، وهو لا يدري أن شارع منزلهم، ومنزلهم يضاً وحتى خروجه، كان خاضعا لمراقبة مشدده من أجهزة الأمن منذ الصباح الباكر، وأن لعبة ( الروليت ) القاتله التي يديرها النظام وأوكل امرها للعقيد ( صلاح الدين محمد أحمد كرار ) ، عضو مجلس الثورة و بعضاً من مساعديه قد وقع اختيارها عليه .. قضى مجدي فترة العصر لعباً وركضاً في الملعب مع شلة من الأصدقاء، وكان مرحاً كعادته ونشطاً . عند المغيب وقبله بقليل ودمعه اصدقائه بنفس الروح واتجه إلى سيارته ومن ثم إلى منزله ليغتسل من آثار اللعب ويؤدي فريضة المغرب، ويسارع بعدها إلى والدته وقريباته بشارع (21) العمارات لإرجاعهن إلى المنزل كما وعد .سمع، وهو يستعد للخروج من باب المنزل الداخلي إلى الباب الرئيسي - طرقاً ً عنيفا على الباب الداخلي، وصوت أقدام تركض في ممر الحديقة الأمامية، وفجأة فُتح الباب بعنف، وأقتحم المنزل عدد من الشبان يرتدون ملابس إعتيادية، ولكنهم يحملون اسلحة خفيفة في ايديهم !!. صاح أحدهم : "أنت مجدي محجوب؟ .." فأجابه بهدوء رغم وقع المفاجأة والدهشة : " نعم ".. فرد نفس الشخص الذي خاطبه أولاً : " نريد أن نفتش المنزل "!. وقبل أن يفتشوا كان لابد أن يظهروا أمر بالتفتيش من أي سلطة!؟ ولكنهم لم يفعلوا، وبدأوا في التفتيش بطريقتهم المعهودة، بينما أحاط بكتفيه إثنان منهم .

    التفت إلى أقربهم طالباً منه تفسير لما يحدث، فرد عليه قا ئلاً :إن معلوماته تقول أنه تاجر عملة . إبتسم رغم سخافة الموقف . خرج أحدهم من غرفته وهو يحمل مبلغاً من المال ولكنه بالعملة المحلية السودانية واتجه نحوه فارد يده بحزمة المال وقال بغضب - يجيدونه في مثل هذه المواقف " ده شنو ده ؟ " و أيضاً رغم سخافة السؤال وسائله .. أجاب بهدوء .. بأنها فلوس، وانها مصاريف المنزل ( كانت حوالى ثمانين ألفاً من الجنيهات السودانية .. وهو مبلغ محترم جد اًفي تلك الأيام ). تطاير الشرر من الأعين، والغيظ المكتوم، وواصلت المجموعة تفتيشها للمنزل بطرقهم المعهودة، التي تجعل الأشياء عاليها سافلها .. بعد فترة ندت صيحة إنتصار من فم أحدهم، وهو ينظر في جدار الصالة الداخلي وكان مصنوعاً من الخشب الجيد مما ينم عن ذوق وثراء أصحاب المنزل. صاح رجل الأمن بعد أن بدت فتحه صغيره، ظنها للوهلة الأولى انها لباب خاص، وبالتدقيق النظري عرف انها فتحه لمساحة صغيرة في أسفل جدار الصالة . عاد مسرعاً لقائد القوة المكلفة بالتفتيش وهمس في أذنه وذهب معه ليريه مكان الفتحة . تبادلا نظرات تنبئ عن قرب إنتصارهم على فريستهم .. تقدم نحو ( مجدي ) وحتى قبل أن يسألوه ( قال ): أن وراء جدار الصالة الخشبي، ولصق الجدار مباشرة توجد الخزانة الخاصة بأوراق وأموال المرحوم والده، وهي لم تفتح منذ وفاة والده قبل ثلاث سنوات، لأن الأموال التي بداخلها هي أموال ورثة، وحتى يعود بقية إخوته من خارج البلاد، ولم يتم حصرها حتى الآن .. فغر قائد القوة المكلفة فمه بعناء وغباء، رغم إقتناعه بحسن المنطق، ولكن تلك النظرات المتبادلة بين أفراده أعادته مرة أخرى إلى منطقه الحقيقي فصاح : " أين المفتاح؟ ".. رد ( مجدي ):" المفتاح كان مفقودا " وانا وجدته قبل أسبوع واحد ً تقريبا " ، وأتجه نحو طاولة في وسط الصالة ليخرجه من أحد الأدراج .. وفجأة كعادة التيار الكهربائي وتذبذبه في تلك الأيام السوداء، إنقطع التيار عن المنزل والمنطقة وإزدادت الحياة لحظتهاً ظلاماً على ( ظلام الظلم ).. وأخذت القوة المكلفة تتصايح طالبة فتح الأبوب والنوافذ، وإحضار شمعة، وإحضار مفتاح الخزانة .. و ( مجدي ) وسطهم بهدوئه المعهود ولانه صاحب المنزل ويعرف أماكن الأشياء بداره، حتى في أحلك ساعات الظلام .

    أحضر مفتاح الخزانة من مكانه، وعدد من الشموع، وعلبة ثقاب صغيرة . أشعل الشموع
    وثبتها على أطراف الصالة، وسرعان ما أضاءت المكان نوعاً ما .. أدخل المفتاح في خزانة والده وبعد عدة محاولات لم تفتح، إذ أن المفتاح علاه الصدأ كل هذه الثلاث سنوات لعدم الإستعمال وكانوا هم شهودًا على ذلك، وطلب من أحدهم أن يحضر ً زيتا من عربته التي بالخارج، وسارع هذا ( الأحدهم ). وأحضر علبة الزيت وصبّ ( مجدي ) قليلاً من الزيت على المفتاح .. وبعد عدة محاولات قليلة فتحت الخزنة، وتطلعوا ينظرون إليها بنهم، وشغف إنتصار، ولحظتها حتى ( مجدي ) لم يكن يعرف ما بداخلها، ولا أخوته ولا حتى والدته لأن الجميع متفقون على عدم فتحها لحين عودة بقية ألأشقاء من الخارج ..
    لكنها فتحت في تلك الليلة الباردة .. والحالكة السواد .

    *****
    مدّّّّ قائد القوة يده داخل الخزانة، بعد أن شددت الرقابة اللصيقة على ( مجدي ) ، أخرج
    أور اقاً بها معاملات تجارية، نظر فيها قليلاً وألقاها بالداخل مسرعاً، وبدأ في إخراج الأموال التي بداخل الخزانة وتكويمها على الأرض . وعلى ضوء الشموع الذي يتراقص ويلقي بظلال كئيبة!!

    الغنائم :-
    ---------------------

    19
    على المكان . بدأ أحد أفراد القوة في حصر
    (115) ألف دولار أمريكي .
    (4) ألف ريال سعودي .
    (2) ألف جنيه مصري .
    (11) ألف بـُر أثيوبي .
    (750)ألف جنيه سوداني .
    أمر قائد القوة بإحضار (جوال ) ، وتم (حشر ) الأموال بداخله .. حمله أحدهم على ظهره، بينما قاد اثنان منهم ( مجدي ) كل من يد . كان القائد في الأمام، وإثنان آخران يسيران في الخلف .. القوة تحمل المال والسلاح، وأما مجدي لا يحمل إلا إيمانه بربه وإستسلامه لقدره ومصيره .. إنطلقت السيارات إلى شارع (1) بحي العمارات . توقف الموكب ( الظافر ) أمام مركز الشرطة بذلك الشارع .

    *****
    الساعة تقترب من التاسعة مساء و ( مجدي ) لم يحضر !؟ ليست هذه من عاداته ! ، وقلب الأم دليلها .. لابد أن هناك ً شيئاً!! ). همست الأم وأضطرب قلبها، وطلبت من الإبنة وإحدى القريبات ضرورة الرجوع إلى المنزل . ركبن عربة تاكسي من شارع (21)بحي العمارات مكان العزاء إلى منزلهم في ذلك الحي الهادئ شرق منطقة الخرطوم (.2)
    ( كان ) زوج إحدى بناتها وجارهم وصديقهم السيد عبدالغني غندور يقفان أمام باب المنزل الخارجي، يتهامسان .

    نزلت الأم مسرعة تجاههما .. ماذا هناك !؟ أين مجدي .. ؟ أخبرها أحدهما بألم أن رجال الأمن حضروا وأخذوه معهم، بعد أن فتشوا المنزل ووجدوا عنده دولارات !!.

    وكانت ليلة لم يطرف فيها جفن ولم تغمض فيها عين، خاصة بعد أن أذاع التليفزيون خبر القبض على ( مجدي ) في نفس الليلة .. حاول البعض تهدئة والدته بأن القضية تتولاها الشرطة في مركزها بشارع (1) ، وإنها إجراءات بسيطة وستظهر براءته(لم يكن الكثيرين يعرفون بعد أن الشرطة أصبحت جزءاً من لعبة الروليت القاتلة ).. ولكن والدته والكثير من المعارف كانوا في منتهى القلق . مّّّّر عليه نهار الجمعة التالي لليلة القبض مباشرة، مرّّّّ عليه بطيئاً، بعد أن أحضر له زوج شقيقته بعض الملابس، ليغير ملابسه . وفي صباح السبت، وحوالي الساعة العاشرة صباحاً، سمحوا له بزيارة منزله تحت حراسة مشددة، ليغسل جسده المنهك ويتناول بعض الطعام ويطمئن والدته وإخوته . وتم إرجاعه بعد ذلك مباشرة وأودع بحراسة مركز الشرطة مره أخرى .

    سريعاً جد .. وبعد إجراءات التحري تم تحويله إلى سجن كوبر الشهير . والأم وقلبها، وكأي أم منذ أن خلق الله الرحمة، صارت تتحرك في جميع الإتجاهات، وتطرق جميع الأبواب، حتى المستحيل منها من أجل إنقاذ إبنها ( مجدي ). لذلك تحرك الأخوة والأخوات، والأصدقاء والمعارف . وفي نهاية نفس الأسبوع ..الخميس - الإسبوع الثاني من نوفمبر 1989 م حضرت إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سيارة بوكس من نوع تويوتا بها بعض رجال الأمن . نزل منها شخص يبدو انه مسئول يتبعه فرد آخر مسلّح وضغط على جرس الباب الداخلي .

    تجمع أفراد الأسرة حوله بسرعة البرق، لتوتر أعصابهم . وبعد تحية مقتضبة أخبرهم : بأن غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ستتم محاكمة (مجدي ) بحديقة السيد علي الميرغني( وهي كائنة بشارع النيل، كانت قد تمت مصادرتها أيام الإنقلاب وهي تخص طائفة الختمية وزعيمها محمد عثمان الميرغني، وكان قد تم تحويل مبانيها إلى قاعات لمحاكم ما يسمى بأمن الثورة .

    أرجعت حا لياً بعد مصالحة هامشية، ). أخبره أحد افراد الأسرة، وهو يبدي الدهشة، بأن هذا الوقت هو وقت أداء صلاة الجمعة،وكيف سيتم الإتصال بمحامي للدفاع عن ( مجدي ).. وكعادتهم ابتسم هذا الشخص ونظر إليهم هازئاً، وهي نظرات يجيدها هؤلاء القوم وبإبتسامات كأنهم يولدون بها .. الغريب انها واضحة على السحنة وفيها أبلغ الكلام وتغني عن الشرح، وتتلقفها القلوب الواعية سر يعاً وتتفهمها جيداً.

    وبدأت تحركات الأسرة للإتصال بالمحامي الذي سيدافع عنه، شكلاً، إذ أنه في مثل هذا النوع من المحاكم العسكرية ( محاكم أمن الثورة ) ، لا يحق لمحامي مخاطبة المحكمة مباشرة، بل عليه أن يتشاور مع المتهم ويلقنه الإجابات أو الأسئلة .. والمتهم هو الذي يخاطب المحكمة ! ؟ الكل في ذلك المنزل الكائن في الخرطوم (2) صار يركض ويلهث، علهم يجدون مخرجاً .. وينقذون ( مجدي ).

    *****
    يوم المحاكمة يقترب، والأنفاس لاهثة .. وقبلها بعدة أيام، وعند إنتشار خبر القبض على (مجدي) ،وصلت الأخبار إلى معظم ديار الهجرة والإغتراب، خاصة السودانيين منهم والذين كانوا حريصين على تتبع أخبار ( الحكم )! الجديد في بلادهم وسياسته، رغم أن رائحة إتجاههم السياسي بدأت في الإنتشار، ووصلت إليهم .. وسكنت حتى أعصابهم .. في مدينة ( القاهرة ) ، العاصمة المصرية، كان يعيش ممدوح ،أحد أشقاء ( مجدي ) ، بعد أن نقل بعض اعماله التجارية إليها عقب وفاة والدهم .. وكان يسكن معه في شقته صديقه المقرّّّّب، وصديق الأسرة (عادل ) مقدم أ . ح . بالقوات المسلحة السودانية، تمت إحالته للصالح العام بعد الإنقلاب بعدة أيام، مع الكثيرين غيرة من رفقاء السلاح، لأنه ليس منهم، ولجسارته الشديدة، وشجاعته التي اشتهر بها وسط أبناء دفعته، وتشهد أدغال الجنوب، وصراع الحرب الأهلية بثباته عند أحلك الظروف .. تمت الإحالة، وهي تعبير مخفف للفصل من الخدمة ( بدون إبداء الأسباب ) ، طال هذا الأسلوب الكثيرين في مختلف الدوائر الحكومية، والقوات النظامية، لكي تحل كوادر النظام الجديد مكان هؤلاء، وهي للحقيقة .. أعداد مهولة . إنتهز ( عادل ) الفرصة، وسافر للقاهرة بعد إحالته للصالح العام، للإستجمام والراحة قل يلاً والتفكير بمستقبله الجديد والتفاكر مع صديقه (ممدوح ).. وفي ليلة القبض على ( مجدي ) ، والذي أذاع خبره التليفزيون الحكومي، أتى إلى الشقة بعض السودانيين الذين سمعوا الأخبار .. في نفس الليلة . تلقاها ( ممدوح ) بصمت وذهول .. سمعها منهم ( عادل ) بألم وامتعاض وسارع إلى التليفون وأتصل بالأسرة في الخرطوم (2) ليطمئن .. ؟ . على الجانب الآخر من الخط كانت ( مديحة ) إحدى الشقيقات ترد عليه، وفي محاولة منها لطمئنتهما اخبرنهما بأنه مريض بعض الشيئ .. ولكن القلق صار ينهش في العقول . تم الإتفاق سر يعاً بضرورة رجوع ( عادل ) فور للخرطوم بصحبة الأخ الآخر ( مندور ) الذي كان يسكن في أحدى ضواحي القاهرة بعد إخباره بما جرى، على أن يبقى ( ممدوح ) بالقاهرة، لأنه كان رجل ( سوق وإقتصاد ).. قوي، ويخشى عليه من لعبة ( روليت ) اللجنة الإقتصادية، والتي يديرها رئيس لجنتها التابعة لمجلس الثورة الجديد ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرارومساعدوه، وعلى رأسهم رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنة الإقتصادية !؟ ( العقيد أ . ح .) سيف الدين ميرغني .

    *****
    في سباق مع الزمن، فجر السبت كانا وبملابس السفر في نقطة شرطة شارع (1) ، بإمتداد
    العمارات، وذلك بعد هبوط الطائرة القادمة من القاهرة بمطار الخرطوم فجراً . أحترم بعض رجال الشرطة رتبة ومكانة (عادل) العسكرية، بعد أن أبرز لهم بطاقة ضابط قوات مسلحة ( بالمعاش ) ، وأخرجوا لهما ( مجدي ) من زنزانته . قابل صديقه، وأخيه ( مندور ) رابط الجأش كعادته، وبالإستفسار علما منه فحوى القصة بكاملها، وأن إجراءات التحري تقول بأنه متهم بالإتجار بالعملة !.

    طلب ( عادل ) من المتحري أن يسمح لهما بأخذه قليلاً إلى منزله ليطمئن والدته وإخوته وبقية أهله . سُمح لهما بذلك برفقة بعض الحراسة المشددة . أثناء الزيارة للمنزل نزل قليل من الهدوء على أفراد الأسرة جميعاً .. خاصة والدته، ولكن يبدو أنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، .. كما يقولون .

    بعد عدة أيام، وإجراءات الشرطة تطمئنهم، أن (مجدي) ليس هناك ما يؤخذ عليه، خاصة وأن المبالغ المذكورة وجدت داخل منزله، وفي خزانة المرحوم والده، وهي من ضمن ميراث العائلة .. تم القبض ايضاً، وبمسرحية نقلها التليفزيون الحكومي على الهواء مباشرة وفي مطار الخرطوم الدولي، على ( مساعد طيار ) بالخطوط الجوية السودانية هو (جرجس القس بسطس )بينما كان يحمل في حقيبته السفرية، وفي إحدى رحلات هذه الخطوط المتجهة إلى القاهرة، مبالغ مالية تفاصيلها :
    (222.175)ألف ريال سعودي
    (94.925)ألف دولار أمريكي
    (800)شيك سياحي
    (3.400)ألف جنيه مصري .
    حضر فوراً لمطار الخرطوم الدولي ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرار، ومساعدوه باللجنة الإقتصادية، التابعة لمجلس الثورة، وظهر على شاشات التليفزيون، يرغي ويزبد ويتوعد، حتى قبل التفكير في أي محاكمة، أو يصرح ولو ً تليفزيونيا بذلك .. بل أن بعض شهود عيان قالوا أنه لطمه على خده، وتم عمل مونتاج للشريط ولم تظهر اللطمة .. وعاد إلى سيارته وهو يفرك يديه مسرور لوقوع مثل هذا الصيد الثمين اً في شراك لعبة (الروليت) الإقتصادية .. السودانية !.. (الضحية) هذه المرة من السودانيين (الأقباط) ، والأموال تخص بعض أهله ، كما اثبتت التحقيقات، وكانوا يستعدون لنقل تجارتهم، أو جزء منها إلى خارج الحدود، خوفاً من حالة الفوضى التي كانت تعم كل أرجاء البلاد، وخوفاً أيضاً من الشعارات التي رُفعت في ذلك الوقت . شعر أفراد الأسرة وصديقهم ( عادل ) بالقلق، بعد أن تم نقل ( مجدي ) بسرعة من مركز شرطة شارع (1) بالعمارات، إلى جهاز الأمن، وبعدها إنضم إليه مساعد الطيار ( جرجس ) ، ونقلا يضاً من هناك إلى سجن كوبر العمومي، الذي كان مشرع الأبواب أيامها (ومايزال)! لتلقف المزيد من السياسيين، والمشتبه فيهم إقتصادياً،حسب قرارات اللجنة الإقتصادية، إضافة للمنتظرين فيه، والمحكومين في جرائم أخرى .

    أصبحت المقابلة بالنسبة ( لمجدي ) صعبة بالنسبة لأفراد الأسرة، ولكن ( عادل ) وبحكم وظيفته السابقة، كان يجد الفرصة .. وبعلاقات خاصة في إيصال بعض الإحتياجات العادية إليه .

    *****
    " غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ظهراً .. ستتم محاكمة ( مجدي ) ، في حديقة السيد علي الميرغني، بشارع النيل !". عبارة قالها رجل الأمن شفاهة لأفراد الأسرة المجتمعين ، أمام الباب الخارجي لمنزل الأسرة
    بالخرطوم (2) ، وإنصرف ساخراً . ولكنها عبارة ظلت تتردد في آذانهم وقلوبهم وعقولهم طيلة تلك الأيام، اللاحقة والسابقة للأحداث، ويسمعونها حتى في نومهم .. لفظاعتها .. وغد المحكمة !!؟ .

    ومنذ صباحها الباكر، تجمع الأهل، والأصدقاء، والمعارف أمام سور المحكمة بشارع النيل . استطاع البعض الدخول ألى حديقة المكان، وجلسوا تحت اشجارها .. حتى منتصف النهار، لم يحضر ( مجدي ) ، ولا اّّّّياً من حراسته . وانصرف بعض الأخوة، مع بعض الأهل والأقارب لتأدية صلاة (الجمعة) في أحد المساجد المجاورة للمنطقة، وعند عودتهم رأوا .. الرائد ( وقتها ) إبراهيم شمس الدين عضو مجلس الثورة، وأصغر ألأعضاء سناً، وحداثه، .. وحتى رتبة عسكرية، يساعد بعض الجنود في تنظيم كراسي قاعة المحكمة، ويصدر تعليماته بالعدد المسموح له بدخول قاعة المحاكمة .

    حوالي العصر، وقف أمام البوابة الرئيسية للحديقة موكب مكون من ثلاث سيارات، الأولى سيارة من نوع ( لاندكروزر ) ، نزل منها الرائد ميرغني سليمان ، أحد ضباط سلاح الإشارة سابقاً و (ملحوق ) للأمن ( نُقل إلى أديس ابابا عاصمة اثيوبيا في عام 1990 م، بعد المحاكمات، ليعمل قنصلاً في السفارة السودانية !؟ ) ، وكان قائداً لتيم الحراسة المكلف وهم مدججين بالسلاح، والسيارة الثانية نزل منها ( مجدي ) ، ومتهم آخر يدعى علي بشير مريود ، كانا يرتديان الجلابيب السودانية المعروفة ويتبعهما بعض الحرس، أما السيارة الثالثة فكان بها طاقم الحرس . انتظم الموكب داخلاً من بوابة السور الرئيسية، وعبروا الحديقة إلى قاعة المحكمة مباشرة .

    كانت والدة (مجدي) ، وإخوته .. و (عادل) بداخل القاعة التي اكتظت بجمهرة من الناس، رغم أن اليوم عطلة اسبوعية .. أناس حتى الأهل لا يعرفونهم، ولكن كان في نظرات البعض ًتعاطفا لا تخطئه عين .. خاصة نظرات بعض الجنود .. المباني داخل الحديقة مقسمة إلى عدة أجزاء . انعقدت محكمة (مجدي) في جزء منها، وفي الآخر محكمة المتهم (علي بشير المريود) ، والذي وُجد بحوزته، كما قيل ونُشر في صحف تلك الأيام : -
    (37.350)ألف دولار أمريكي .. وألف ومئة دولار أخرى لوحدها .

    محكمة (مجدي) أتخذت إسم المحكمة الخاصة رقم (1) ، و ( المريود ) المحكمة الخاصة رقم (2) ، ولكل قضاتها من العسكريين ، الذين يحاكمون ولأول مرة في تأريخهم العسكري مواطنين مدنيين .
    (مجدي) داخل قاعة (محاكمته) يتبادل إبتسامات مع والدته، وإخوته، والأهل وبعض المعارف .. برغم أن أعصابهم جميعا كانت متوترة ومشدودة .

    قائد المطبعة العسكرية (حالياً لواء بنفس المنطقة) ، والرائد (وقتها) حسن صالح بريمة ل
    بسلاح الطيران (حالياً عقيد أ . ح .) ، أما ثالثهما النقيب مهندس يوسف آدم نورين ل
    دخلت هيئة المحكمة إلى القاعة يتقدمهم : رئيسها المقدم (وقتها) عثمان خليفة
    مهندس من القوات الجوية ( الأخير له قصة لاحقة، إذ تم طرده من القوات الجوية وجُرّد من رتبته العسكرية، وسجن لمدة ثلاث سنوات بسجن منطقة الجريف غرب، بتهمة إستلام المال المسروق، وقبض عليه مرة أخرى بعد إنتهاء محكوميته لإشتراكه في المحاولة الإنقلابية ضد النظام، والتي أدعى النظام قيامها بزعامة شيخهم السابق د . حسن عبدالله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي ).

    الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر 1989 م، بدأت إجراءات المحكمة العسكرية الخاصة رقم (1)
    والمتهم ( مجدي محجوب محمد أحمد ).. والتهمة .. الإتجار في العملة الأجنبية (رغم التوضيح السابق عن كيف وجدت هذه العملة لدى الأسرة، ومن أين أخذها رجال الأمن؟ !).

    حُرم محامي ( مجدي ) ، الاستاذ ( عبدالحليم الطاهر ) من مخاطبة المحكمة مباشرة، وهو أمر يتنافي مع طبيعة الأشياء، خصوصاً وأن الإتهام خطير، والعقوبة المتوقعة أخطر -رغم أن المحكمة سمحت في محاكمات سابقة أن يخاطبها المحامون مباشرة - ولكن محامي ( مجدي ) تم منعه، والمحاكمات السابقة هي :
    (1)محاكمة المتهم والوزير السابق ( عثمان عمر )وكان وز ير اً للإسكان قبل للإنقلاب، وحُوكم بتهمة التصرف في أراضي الدولة بالبيع؟ !!!
    (2) محاكمة الدكتور ( مجذوب الخليفة أحمد ) وكان حاكماً للإقليم الشمالي، واتهم ببيع لبن خُصص للإقليم لتوزيعه على المواطنين كإغاثة إبان كوارث السيول والفيضانات .

    بدأت الإجراءات وقدم رجال الأمن قضيتهم ضد المتهم . قال أحدهم ويدعى (حسن حمد) أن
    المعلومات أفادت أن (مجدي) لديه عملة أجنبية، ستتحرك (يتم نقلها) ، وقال آخر يدعى ( أزهري ) أن المعلومات تقول أن المتهم لديه عمله؟ !.. لم يرد في أقوال الإتهام أو في علمهم الشخصي أن المتهم قام أو يقوم، في أي وقت من الأوقات، بأي نوع من أنواع هذا النشاط، ولا حتى في معلوماتهم، بمعنى أنه لم تقل المعلومات صراحة أن المتهم يتاجر في العملة . إذا كان هناك شكّاً في الأقوال والقاعدة القانونية تقول : ( يفسر الشك د ئماً لصالح المتهم .).. وعلى الإتهام إثبات التهمة ببينة أفضل .. بعد مناقشات بين المحامي والمتهم، (كصديق)! ؟، وشهود الإتهام .. والمحكمة .. أتضح أن ( مجدي ) لم يضبط وهو يتاجر في العملة، بل أ ُخذت من منزله ..! ومن داخل خزانة المرحوم والده !!.. وهو لم يجمعها من برندات الأسواق أو المتاجر المختلفة، كما يفعل غيره .. كما لم يسمح له بإستدعاء محامي (التركة ) ، والذي سيشهد بأن الأموال التي والساعة تقترب من الرابعة بعد الظهر (غروب الشمس ). كاد رئيس المحكمة أن يقرأ الحكم الجاهز قبل إعطاء المتهم فرصة هل أن هناك أسباباً تدعو لتخفيف الحكم، وهي الطريقة المتبعة ً قانونا بأن يسأل القاضي المتهم مثل هذا السؤال؟ ! وعندما أحس بهذا الخطأ القانوني، بعد أن همس له أحد الأعضاء بذلك، أمر برفع الجلسة لمدة (5)دقائق .. للتداول في الحكم بين الأعضاء الثلاث؟ !!
    كانت (5) دقائق حاسمة تمثل الفاصل بين العبث والحقيقة .. بين الحق والباطل . مرت
    بطيئة كأنها دهر ، خيّم خلالها الصمت على الرؤوس .. وعادت هيئة المحكمة .. ومباشرة .. وفور جلوسهم قرأ رئيسها الحكم :-
    " جاء في أسباب إدانة المحكمة للمتهم، أن شهود الإتهام أثبتوا أن المتهم يتاجر في العملة
    الأجنبية، وذلك لما توفر لديهم من معلومات، وأنه تعرف على مفتاح الخزانة .. في الظلام، وبإقراره بحيازة هذا النقد الأجنبي، وبناء عليه حكمت المحكمة بإعدام المتهم مجدي محجوب محمد أحمد، شنقاً حتى الموت، ومصادرة المبالغ موضوع الإتهام، وإعادة مبلغ ال (750)ألف جنيه سوداني لشاهد الدفاع ( عادل أحمد محمد الحاج )..(لم تُعاد إليه طيلة هذه السنوات ..)." أنظر ملحق المحاكمة في البلاغ
    –267- أمام المحكمة الخاصة رقم (1)الخرطوم .. في الملحقات ".

    *****
    ذهول .. وصمت مطبق، خيم على جميع من بالقاعة؟ ! وأنهمرت الدموع .. دموع رجال غالية .. وأم .. بدأ قلبها في التمزق وكبدها في التلاشي .. اخوة ألجمت المفاجأة ألسنتهم، .. و ( عادل ).. أنفعل وقاد قتالاً شرساً (مشادة كلامية) حماية لصديقه .. و (مجدي). المتهم وكعادته كان يهدئ من ثورة الجميع،
    طالباً منهم بحرارة، أن يدعو الله له .. وأن يلزموا الصبر .. ويفوضوأ أمرهم إلى الله .

    في نفس التوقيت .. كانت المحكمة الخاصة رقم (2) قد انتهت من إجراءاتها، وحكمت
    على المتهم (علي بشير المريود).. بالإعدام ً شنقا حتى الموت؟
    خرج الجميع، خارج قاعة المحكمة .. على شارع النيل، وحفيف الأشجاروأوراقها التي تتساقط على الشارع وتحدث صو تا كأنه الدموع .. دموع الطبيعة .. والنيل الأزرق .. هذا العملاق الأبدي يشاهد كل هذه الأحداث .. بصمته الرهيب .. والمحيّر . و ( مجدي ).. هذا الصامد .. في أحلك الظروف .. وبعد ليلة إلقاء القبض عليه بمنزله، تم إلقاء
    القبض على مساعد الطيار، بالخطوط السودانية (جرجس ) ، نقل من مركز شرطة شارع (1) بحي العمارات إلى مبنى جهاز الأمن، وهناك ا ُجريت له تحقيقات من نوع فريد، ليلاً ونهار اً.

    لم يسمح له بتناول كفايته من الأكل، أو النوم، أو الإستحمام .

    رُحّل بعدها إلى سجن (كوبر ) قبل المحاكمة بسبعة أيام، حيث أ ُدخل في قسم المعتقلين السياسيين .

    كان عددهم حوالى (650)معتقلا سياسياً في الأقسام المختلفة .. أصدر مدير السجن بالإنابة، العميد سجون ( موسى الماحي ) أمر بأن يوضع مع مجموعة من المعتقلين السياسيين في القسم (ج ) ، منهم : الصحفي محجوب عثمان الوزير السابق أيام الرئيس نميري، والأمير نقدالله من قيادات حزب الأمة، والمهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد ، والدكتور المرحوم خالد الكِّد ، والأستاذ المحامي مصطفى عبدالقادر ، والقاضي عبد القادر محمد أحمد ، والدكتور سمعان تادرس ،والدكتور سعيد نصر الدين ، والمقدم (م) عمر عبد العزيز وستة أفراد آخرين من الحرس الخاص للسيد الصادق المهدي، رئيس الوزراء السابق قبل الإنقلاب !.. والقسم (ج) هذا .. به غرفتان فقط .

    أتى ( مجدي ) بصحبة حرس من السجون .. إلى هذا القسم، يقوده (وكيل عريف) سجون
    إسمه ( دومينكو ) . كان في حالة ضعف نوعا ما، ولكنه متماسك وواثق من نفسه وسأل مجموعة الحاضرين : (من أنتم؟) ، وطلب منهم أن يستحم ويغسل جسده المنهك .. رحب به الحاضرون،الذين كانت قد وصلتهم أخبار القبض عليه .. وعرّفوه بأنفسهم، وهدأت ثائرته قليلاً بعد أن تعرّف على أحد المعتقلين وهو المهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد وهما من منطقة واحدة في شمال السودان (منطقة حلفا).. نال إستحماما هادئاً، واسترخت عضلاته المتوترة، إلاّ أن وجهه كان ينبئ عن هدوء مثير، ووضاءة لا تخطئها عين .. أحبوه جميعا لدماثة خلقه، ومشاركته لنفير طعامهم الذي كان يؤتى به من منزل أحدهم بالتناوب، وكل يوم تعد أسرة أحد المعتقلين بالقسم (ج) وجبة دسمة، بدلاً عن طعام السجن (المعروف)..وأخذ سهمه معهم في ذلك، وأحضرها إليهم (عادل) في المداومة اليومية معهم كعادته، صباحا .. ومساءا ًتمت المحاكمة في يوم (الجمعة ) ، كما ذكرنا آنفاً، وأحضروه إليهم هذه المره وهو محكوما عليه بالإعدام .. ووضع في زنزانة أخرى مع المحكومين بهذا الحكم .. كان بها الدكتور (مأمون يوسف)أخصائي أمراض النساء، في قضية (إضراب الأطباء الشهير ) ، وأضيف لهما ( علي بشير المريود ) والذي حوكم في نفس وقت وساعة محاكمة (مجدي ) ، بالمحكمة الخاصة رقم (2) ، ومساعدالطيار (جرجس) ، والطالب (اركانجلو داقاو ) من أبناء الجنوب، والذي تم ضبطه بمطار الخرطوم، وكان يستعد للإلتحاق بجامعة (ماكريري ) بدولة يوغندا، وهو يحمل معه مصاريف دراسته بالعملات الحرة، بعد أن باع جزء من أبقار أهله بالجنوب .. ومتهم آخر يدعى (هانئ وليم شكور )تم إستبدال حكم الإعدام ضده بمبلغ (30) مليون جنيه سوداني، لأن والدته ذكرت أنه وحيدها .. وتم دفع المبلغ .. وأطلق سراحه لاحقاً . وكان يسمح لهم جميعاً بزيارة معتقل السياسيين في قسمهم نهاراً، وتبادل الأحاديث معهم .

    *****
    الأيام تمر ببطء، والكل في إنتظار نتيجة الإستئناف الذي تقدم به المحامي الأستاذ (عبد الحليم الطاهر ) ، نيابة عن (مجدي).. تم تقديم الإستئناف للسيد رئيس القضاء (وقتها ) والرئيس الحالي !! للمحكمةالدستورية القاضي (جلال علي لطفي )ورغم ذلك كان الكل يركض في جميع الإتجاهات، بحثا عن مخرج أو بصيص أمل .. حتى بعض السفراء الأجانب استغربوا من قسوة هذا الحكم وكان يقود محاولاتهم السفير المرحوم (عبدالله السريّع ) سفير دولة الكويت، وسفير حتى السودانيين داخل بلادهم .. لما امتاز به من حسن الخُلق، وطيب المعشر، وعلاقات شتى مع قطاعات عريضة من مجتمع الخرطوم .

    ما زالت الأيام تمر ببطء .. والدته تحركت مع مجموعة من الشقيقات، ونساء الأهل والمعارف علهن يحلن دون وصول حبل المشنقة إلى رقبة (مجدي). قابلن السيد رئيس القضاء بمنزله، علّه يطلب منهم تقديم إسترحاماً .. أو ينير الطريق أمامهن بصورة قانونية .. ولكن سيادته قال لهن جملة واحدة،أصابت الكثيرات منهم بالإحباط : " اخوته .. هم الذين تقدموا بالبلاغ ضده ". انتهت المقابلة وطُردن من المنزل .. حاول معه السيد محمد توفيق، والسيد داؤود عبداللطيف رجل الأعمال المعروف .. ولكن !.

    حاولت (الأم ) عدة مرات مقابلة رئيس مجلس قيادة الثورة (الفريق) عمر البشير .. في أحداهاقابلها رجل متوسط العمر، به شبه منه، قال لها إنه إبن عم الرئيس، وطلب منها أن تحضر في صباح الغد مبكرةً، ليدخلها المنزل الرئاسي (الجديد) مع الرجل الذي يأتي باللبن يوم يا .. نفّذت نصيحته .. أتت في الصباح الباكر، وجدت الرجل الذي قال لها إنه أخبر (الرئيس) ، الذي يطلب منها الحضور بعد ستة أيام، لأنه مسافر .. إلى أين لا تدري؟ ولا إجابة للهفتها على إبنها، .. ستة أيام .. كثيرة جد .. خاصة وان حبل المشنقة صار يقترب، ويتأرجح .طرقت أبواب أصدقاء زوجها .. أحمد سليمان المحامي المعروف (أحد مفكري الإسلاميين، بعد أن كان عضو مشهورًا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ، وأحد أعمدته).. عز الدين السيد رجل الإقتصاد المعروف .. عبد اللطيف دهب، سفير السودان الأسبق بالمملكة العربية السعودية .. ولكن لا شيئ !!

    بعضهم حاول .. وبعضهم (غفر الله له)!..الساعات تتناقص وتركض نحو لحظة التنفيذ .. والأم زرعت العاصمة طولاً وعرضاً، تحاول وتحاول ..وتحاول مرة أخرى .. وتتصل .. عسى أن يكون هنالك بصيصاً من الأمل .. وصلتها معلومة مفادها أن (رئيس مجلس الثورة ) سيكون في (استاد الخرطوم) عصر اليوم، ليشهد حفلاً لتخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة .. ذهبت وبناتها وبعض النسوة من الأقارب .. انتظرن أمام بوابة الخروج الرئيسية ..!.. ولكن ، كعادة حكام العالم الثالث، خرج موكب السيد (الرئيس) بسرعة لم تمكنها حتى من رؤيته، فضلاً عن الحديث معه، ولكنهن لحقن به .. وبسرعة يضا إلى (منزله) بالقيادة العامةللقوات المسلحة .. أحد الحرس أمام بوابة المنزل الضخمة .. سمح لها هي فقط بالدخول .. دخلت إلى صالة الإنتظار التي بها عدة كراسي
    للجلوس، تهاوت على أحدها من الألم .. والغبن .. والقهر، ولكنها لم تكن تشعر بالتعب أو الجوع .. كانت زوجة الرئيس (الأولى) – ( إذ أنه تزوج مرة ثانية .. من زوجة زميله عضو مجلس الثورة العقيد -لاحقاً- إبراهيم شمس الدين، الذي أحترقت به طائرته العسكرية مع بعض قيادات القوات المسلحة .. في جنوب السودان )!..كانت زوجة ( الرئيس ) تتبادل الحديث مع إحدى ضيفاتها، وتصف لها روعة الإحتفال الذي كانت
    قادمة منه مع زوجها .. جاءت والدة (الرئيس) وجلست بالقرب منها .. أخبرتها الأم بقصتها، وانها والدة (مجدي).. أبدتً تعاطفا معها، ونهضت وإتجهت إلى غرفة في نهاية الصالة، تفصلها ستارة من القماش الخفيف لا تمنع الرؤية بعد التدقيق بالنظر بالنسبة للجالسين بالصالة، خلفها كان يقف السيد (الرئيس ) مستعد للخروج .. وشاهدت الأم من مكانها طيف والدة الرئيس .. وهي تخاطب إبنها (الرئيس)..! وقليلاً ً من الوقت عادت لتقول لها : أن (الرئيس) خرج، وهو غير موجود ! ؟ .. نظرت الأم إليها بدهشه، لكنها صمتت ولم ترد عليها إلا بالقيام مسرعة لتواصل محاولاتها .. ولم تستمع الأخرى إليها .. وهي تدعو الله ..دعاء حار من قلب أم .. بدأ فعلاً في الإحتراق .. وكانت حرم (الرئيس) كل ذلك الوقت، تحكي لضيفتها عن ( روعة ) إحتفال، ضباط القوات المسلحة، في ذلك اليوم .الساعات تتراكض نحو النهاية ..و (الأم ) لم تفقد الأمل، هرولت (إن صح التعبير) ، نعم هرولت إلى سجن (كوبر ) لتملئ عينها من (مجدي ) ، وكان قلبها يحدثها - وقلب الأم د ئما دليلها - إن هؤلاء ( الناس ) ينوون شر بإبنها .. وإن الحكم ي سينفّذ !. لم تستطع مقابلته وطلب منها الضابط (المناوب ) بالسجن أن تحاول الإتصال بالسيد (زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر) أحد رجالات (نميري ) الأقوياء، وأحد نجوم مجتمع الخرطوم وقتها .. فعلاً ذهبت هي وإبنتها .. وتعاطف الرجل معها بشدة، هو وزوجته، وركبا معه في سيارته وعند بوابة منزل (الرئيس ) بالقيادة العامة، إعترضهما الحرس .. عرّفهم بنفسه ولكنهم أجابوه بغلظة واضحة : "الرئيس .. غير موجود " ؟ !. أخبرهم بالقصة .. وأن والدة ( مجدي ) معه بالسيارة، ولم يتبق إلاّ ساعات لتنفيذ حكم الإعدام .. ولكنهم هذه المرة أشهروا مسدساتهم وهم يرددون : " الرئيس .. غير موجود "!.. لحظتها بكى هذا الرجل .. القوي، من القهر .. وأنسحب . رجعت (الأم ) إلى المنزل ومعها إبنتها، وكل الخرطوم في ذلك الوقت كانت بالمنزل، ولكن ..لعبة ( الروليت ).. كانت قد بدأت في الدوران .

    *****
    ( عادل ).. تحرك في جميع الإتجاهات . لم يترك باباً إلاّ وطرقه آملاً في نجاة صديقه . كان يأتي يومياً .. في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً إلى سجن (كوبر) ، يحمل معه اللبن، والجرائد، والمجلات، وبعض ألعاب الكمبيوتر الصغيرة .. يتبادلان الحديث، والمدهش أن (مجدي ) كان يتصرف، ويتحدث بتلقائيته المعهودة، بينما كان (عادل ) يجاهد ليبدو طبيعياً، وكان صوته يخرج عميقا ومرهقاً، كأنه قادم من أعماق سحيقه داخل نفسه، ويتجنب النظر في عيني صديقه حتى لا يرى ألمه الهائل .. وفي المساء يحضر معه طعاماً، وبعض الملابس ويجلس معه لفترة . أخبره في أحدى هذه الزيارات أن (الوالده ) لها محاولات مع السيد (الرئيس ) حاكم النظام الجديد . أمتعض وطلب منه أن ينقل إليها رفضه لذلك .. والدائرة تدور ..والساعات تتناقص نحو المصير .. المحتوم .

    *****
    كأي يوم سبت عادي، أشرقت شمس ذلك اليوم على الخرطوم، في منتصف ديسمبر 1989م
    ظهرت صحف ( الثورة ) ، كالعادة تُمجِّد رجالها، وتلعن الأحزاب ورجال الحكم السابق، ولكن لفت نظرالناس أن هناك عناويناً بارزة في كل الصحف ذلك الصباح تقول :ً
    " تم أمس تنفيذ حكم الإعدام على تاجر عملة .. ومخدرات ." الخبر بصورته تلك، كان يُقرأ على أن تاجر العملة هو نفسه تاجر المخدرات .. رغم أن المقصود بتاجر العملة (مجدي)..! أما المخدرات فكانت تخص مو اطناً مصرياً، اُتهم مع بعض السودانيين، ولكن الأدلة أثبتت انه صاحبها .. كما يقولون . وكان الخبر أيضا لقراءة رد الفعل لدى الشارع السياسي، وخاصة ً لدى العسكريين منهم، الذين في الخدمة أو الذين تم طردهم منها تحت مُسمى ( الصالح العام ) ، وخاصة رد فعل (خبر ) قتل (مجدي ). أكتمل شروق الشمس، والمعتقلين السياسيين يتجولون في فناء السجن، بحثاً عن الدفء في بداية هذا اليوم البارد، وبالقرب منهم بقية المحكومين، والمنتظرين لأحكام .. و (مجدي) ومجموعة الإعدام .. أي أنه كان حيّاً يرزق . تقاطر أهله أمام بوابة السجن فور قراءتهم لخبر صحف ذلك اليوم . وجاء (عادل )مسرعا .. همس أحد المعتقلين السياسيين لجاره بالأخبار .. لم يصدقها لأنه أشار بيده ناحية (مجدي ) ، الذي كان وقتها يقترب منهم ليبادلهم التحية ويجلس معهم .. ولم يخبروه .مدير السجن العمومي اللواء سجون (حجازي عابدون ) عندما قرأ الخبر هرول إلى بوابة السجن الرئيسية، حيث تجمع أهل (مجدي) تتقدمهم والدته وأخوته، وأخبرهم أن الخبر غير صحيح !.. طلب منهم الدخول فدخلوا إلى مكتبه، حيث أحضر لهم (مجدي ).. ولم تنطق الشفاه .. ولكن الدموع كانت تنساب بحرقة، ملهبة حتى للقلوب .. طمأنهم (مجدي ) أنه بخير وطلب عودتهم للمنزل، كما طلب من صديقه (عادل ) أن يحضر له بعض الأشياء الخاصة عند عودته مساء بطعام (الغداء).. وخرجوا .. لكن نظرات ( الأم ) كانت تقول أن هناك ً شيئا !.

    انتظر (عادل ) قليلاً مع صديقه لحين إكتمال إنصراف أفراد الأسرة للمترل، عندما نهض ليودعه، على أمل اللقاء به في ظهر ذلك اليوم كالعادة، همس له مدير السجن : (بأن يأتي إليه لوحده الساعة الحادية عشر قبل الظهر !) ، حينها كان (مجدي ) متجها بصحبة حرسه إلى زنزانته، بينما كان (عادل )يجاهد الأّ تقع عيناه عليه، واضطرب وجيب قلبه .. ولكنه تماسك .. خارجاً، لايدري إلى أين؟!
    عاد مسرعا إلى مكتب مدير السجن، وطلب منه أن يخبره بالحقيقة مباشرة، وإنه أو (مجدي ) سيتحملان هذه الحقيقة .. مهما كانت النتائج .. كان الحزن يكسو وجه المدير، الذي أخبره بصوت متأثر، بأن الإستئناف المقدم من المحامي تم رفضه، وقرأ عليه قرار رئيس القضاء الذي كان فحواه : " أن المتهم من الذين يشتغلون بالتهريب، وأنه من أسرة تمتهن التهريب وتخريب الإقتصاد، ويطالب بتوقيع أقسى العقوبة، والتشديد فيها .. وإنه يؤيد .. الإعدام ." وبالقرب من هذا القرار كان هناك توقيع رئيس مجلس الثورة، .. الشهير .. (أوافق)!!.. وأخبره ايضاً، أن تنفيذ الحكم سيتم الليلة، بعد أن أحضر (الملف) إبراهيم شمس الدين، عضو مجلس الثورة .. أحضره بنفسه إلى إدارة السجن، حيث سيتم التنفيذ .. والإعدام .ولأنه مقاتل، وخاض غمار الحروب، خاصة في جنوب البلاد ورأى فيها ما رأى، تلقى (عادل )الأمر بثبات الفرسان عند المحن، وطلب من المدير أن يسمح له بمقابلة ( مجدي ).. أستجاب لطلبه .. أندهش (مجدي) عندمل رأى صديقه بالمكتب وهو لم يفارقه إلاّ منذ قليل، ورأى في نظرات صديقه لمعاناً وبريقاً، يبدو كالضوء الخافت قادماً من على البعد، وبادره قائلاً : " عادل .. ماذا هناك؟ !!". لم يتمالك (عادل ) نفسه أخبره بفحوى قرار السيد رئيس القضاء وتأييده من رئيس مجلس الثورة .. وهو الإعدام، وسيتم التنفيذ ..الليلة .
    لم يصدقا نفسيهما عندما رأيا (مجدي ) يبتسم وهو يمازح صديقه قا ئلاً : " هل تصدق يا عادل انني حلمت بأبي اليوم .." . وصار يهدئه، مو اصلاً أن الأمر لله وحده .. وأجهش (عادل ) ومدير السجن بالبكاء هذه المرة .. ولكن بصوت مكتوم، كدوي المدافع، ومراجل الصدور عندما يعتريها الغضب والشعور بالغبن والمهانة . أمر المدير بفك قيوده، وأجلسه قرب صديقه، وجلس ليدون على بعض الأوراق إجراءات الإستعداد .. لإعدام (مجدي ).. و (مجدي ) هاد ئاً يوصي صديقه :-
    " بداية أوصي الجميع بالصبر، لأنها إرادة الله . لا تعملوا لي مأتماً .. ووالدتي بعد الوفاة تذهب إلى القاهرة، تبتعد عن البلد لفترة، لعل الزمن يداوي جراحها . آرجو أن يأتي فوراً محمد ومندور وكذلك الأخ مجدي مأمون حسب الرسول . وحساباتي المالية عندك، أرجو أن تتركها معك، إذا ظهرت لي ديون من أي شخص، أرجو أن تسددها بنفسك لألقى الله بريئا منها، وإذا تبقى منها شيئ وزعه على الفقراء من ( الأهل .. والناس ).. كان هاد ئاً وهو يتكلم ، و (عادل ) في حالة لا يعلمها إلاّ الله ولكنه يحاول التماسك .. في حوالى الساعة الواحدة بعد الظهر تم إجراء الكشف الطبي عليه، وتم أخذ وزنه وطوله .. وهوكان رائعاً كالعهد به، شامخا بتاريخ أسرته .. ووالده .. وفي منتهى الثبات . كان الوحيد الذي تابع معه هذا الإجراءات (عادل ).. هذا الوفيِّ حتى في لحظات الموت الذي يخيم بشبحه الرهيب على المكان .. و يضا كان يراقب الأحداث بصمت، لأن زمن الخوف .. والرهبة أنتهى، وأصبح الأمر و اقعاً .. وهم اولئك الجلادون، حتى غريزة الخوف داخل النفوس ! ، وعندما تموت مثل هذه الغريزة (الإنسانية ) داخل النفوس ! تبدأ لحظات المواجهة مع التحدي، ورغم الألم، ومرارة الإنتظار، لابد أن تشتعل جذوة الأمل في الحق .. والحقيقة .. والإنتصار .
    أنتهت " مراسم " الإستعداد، لإعدام ( مجدي ) ، وسار بهدوء يتبعه حرسه، وتشيعه نظرات مدير السجن، (عادل) وبقية الموظفين الذين كانت دموعهم تسبق إجراءاتهم إلى زنزانته، وفي الطريق إليها عبر القسم (ج) ، حيث كانت أنظار كل المعتقلين السياسيين تتابعه، وبعضهم أجهش بالبكاء، وانسابت دموع البعض .. بهدؤ وهم يهدئون زملائهم .. ابتسم لهم (مجدي ) ، وأقترب من أحدهم، وهو (محامي ) مشهور طالباً منه بأدبه الجم ، أن يرسل إليه كو با من الشاي .. أرسله إليه في زنزانته مع حارس عابر في الممر والعبرات تكاد تخنقه من الحزن على هذا الشاب الوضئ .. الخلوق .. المهذب والهادئ حتى في أحلك الظروف .. وفي المساء أ ُضيئت الأنوار الكاشفة، بعد المغرب مباشرة، داخل السجن وخارجه، وانعدم الهمس والكلام بين الناس بداخله، حتى موظفي السجن كانوا يقومون بأعمالهم، وهي أشياء تعودوها بالممارسة ..كانوا يقومون بذلك في صمت، ونظرات زائغة، كأنها شعور بالذنب .. والظلم .

    *****
    إتصل ( عادل ) بممدوح في القاهرة، وأخبره بتسارع الأحداث والمستجدات . هرول الشقيق وسط زحام القاهرة المعروف إلى منزل الرئيس الأسبق ( نميري ) ، طالباً تدخله .. إتصل الأخير بالرئيس المصري ( حسني مبارك ) ، الذي بادر فور تلقيه النبأ بالإتصال بقائد (الثورة) الجديد في السودان، الذي أفاده أن ضرورة إستمرار الثورة تقتضي قرارات حاسمة !.. عادت كل هذه الإتصالات (لممدوح ) بفقدان الأمل وأخبر ( عادل ) في الخرطوم بذلك .. كانت الساعة تقترب من التاسعة مساءً (في ) ذلك اليوم، و (عادل ) مرابط داخل مباني السجن . أتاه ضابط سجون وأخبره أن التنفيذ .. بعد قليل وأنه سيذهب إلى (مجدي ) في زنزانته ليقرأ معه بعض آيات من القرآن الكريم .

    نعم .. لقد أحب هذا الشاب كل من رآه . خرج (عادل) وجهز تصاريح المرور اللازمة لمرور جثمان (مجدي) إلى أهله عبر نقاط التفتيش العسكرية، لوجود حالة الطوارئ وحظر التجوال أيامها .. وفعلاً، جهّز أوراقاً لأكثر من ثلاثين عربة كانت تخص الأهل والأصدقاء والمعارف، المتجمعين خارج أسوار السجن .. ًوعند عودته في منتصف تلك الليلة، قابله (ملازم ) سجون خارجاً من غرفة الإعدام وهو يبكي بألم، وقال : ً" ياسيد (عادل).. أخوكم مات .. راجل؟ !!.

    أستلم أحد الأقارب حاجيات (مجدي ): النظارة، وبعض الملابس، بينما تطايرت أوراق تصاريح المرور من يد (عادل ) ، الذي كان مذهولاً وقتها، حتى جمعها أحد الجنود من الأرض ووضعها في يده .أصطفت سيارات الأهل والأصدقاء والمعارف، بعد منتصف الليل بقليل، خارج أسوار السجن، وجاء(عادل ) واشقاء (مجدي ) يحملون جثمانه من الداخل عبر البوابة الرئيسية، ووضعوه في سيارة صديقه (مرتضى حسونه ) ، واتجهت السيارات عبر (جسر ) القوات المسلحة متجهة جنوبا إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سمحت نقاط التفتيش وقتها بمرورهم السريع، لأن على جانبي الطرق كانت تتحرك
    سيارات أخرى تراقب .. وتتابع هذا الموكب .. بداخلها (الزبير محمد صالح) ، (فيصل أبو صالح ) وكان وز يرا ً للداخلية، و (صلاح الدين كرار ).. و (إبراهيم شمس الدين).. أعضاء مجلس الثورة (الحاكم ) ، ولكن لعبة( الروليت ).. ما زالت مستمرة .. ولابد لها من أهداف أخرى .وصل الموكب إلى المنزل، حيث كانت كل الأنوار مضاءة .. والزحام رهيب، ولا يوجد موضع لقدم أو مكان لسيارة .. كل الأهل هناك في الخرطوم ) ).. 2 وكل أصدقاء الأسرة .. وحتى أ ُناس لا يعرفو??مأتوا .. والأقارب الذين أتوا من (سُُُرّة) وبعض قرى حلفا القديمة، وحلفا الجديدة، وسفراء وقناصل بعض الدول يتقدمهم صديق الأسرة .. وكل السودانيين، سفير دولة الكويت المرحوم (عبدالله السريُع ) ، وبعض
    رجال المال والأعمال والإقتصاد من أصدقاء والده المرحوم (محجوب) ، وبعض الدبلوماسيين من أصدقاء المرحوم (جمال محمد أحمد).. ذلك الدبلوماسي والأديب الرائع الذائع الصيت، في حياته .. وبعد مماته، وكل أبناء وبنات الأهل .. وكل كهولهم .. بإختصار كل من كان يعرف تلك الليلة .. بالخرطوم وما يدور فيها، خاصة سكان الأحياء القريبة من الخرطوم (2) ، والذين تحدُوا حظر التجوال، وهي شهامة عُُرف بها أهل هذا البلد .. وفعلاً، وكما قال الأديب ( الطيب صالح ) " من أين أتى هؤلاء القوم؟ ".. هل يعرف الحكام الجدد مثل هذه الروح السودانية .. التي أزهقوا واحدة منها هذه الليلة؟ !.. كانت مخابراتهم ورجالها، حركاتهم وتحركاته?م ظاهرة للعيان .. في كل الشوارع المجاورة، وأجهزتهم الصوتية واللاسلكية يتردد صوت وشوشتها أحيانا ً، لأن كل المنطقة في ذلك الوقت .. وكل الناس، كانوا في حالة من الصمت الرهيب لا يسمع خلالها إلأّ بعض هنات وآهات حرُى، يكاد زفيرها يحرق حتى الأشجار المجاورة، لأن القهر يحجر حتى الدموع في العيون ويمنعها من التساقط .. (ولذلك .. ورغم مرور كل هذه السنوات مازال الجرح .. ند يّاً .. طرياً في قلوب الكثيرين .. والكثيرين جدا ..).

    تم إدخال (الجثمان ) إلى غرفته، وحاولت والدته إلقاء نظره أخيره على وجهه هي وبناتها، ولكن تم منعهن بحزم من بعض كبار رجال الأسرة، لأن للشخص بعد إعدامه م نظر لا يمكن أن يمحى من الذاكرة، وذلك بتغير شكله الطبيعي .. خاصة منطقة العنق .. وهنُ ، وكل الأهل لم يروا (مجدي ) في حياته إلأّ جميلاً في شكله .. وقبل ذلك في أخلاقه .. جلس كل الناس الحاضرين، حول المنزل وداخل الأسوار وفي ممرات
    طوابقه، يعلوهم حزن هائل .. ومخيف، في إنتظار إنبلاج الفجر وظهور الضياء لكي يتحرك موكب التشييع إلى مقبرة (فاروق ) ، حيث المدافن العامة، حيث والده واعمامه، وبقية المتوفين من العائلة .. ليرقد بجوارهم .. وتحت التراب، ليحكي لهم ما يدور على سطح الأرض .. أرض السودان .. ونظام حكمه .. الجديد . تحرك الموكب في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً، والزحام الرهيب يغطي الطرقات،
    والشارع الرئيسي في سوق الخرطوم (2) ،والمتجه جنوباً، توقفت حركة السير فيه ونزل بعض المواطنين من المواصلات العامة وأنضموا للموكب بدافع سوداني (فطري) ، هو الشهامة والشعور بأن هناك ظلماً أحاق بصاحب الجثمان .. وانتشر رجال الأمن يراقبون الموقف ..(إبراهيم شمس الدين ) بسيارته الكريسيدا البيضاء، يقودها من على البعد ويد على المقود، والأخرى قابضة على جهازه اللاسلكي يعطي الأوامر .. وانتشرت سيارات الشرطة حول المقبرة، وخارج أسوارها .. ولأول مرة تقدم الموكب فتيات الأسرة ونسائها عندما صمت بعض الرجال .. هتفن ضد الظلم، لاعنات هؤلاء الجلادين من رجال النظام وعلى رأسهم (إبراهيم شمس الدين ) والسيد (رئيس القضاء )؟ ! .. وأنطلقت حناجر الجميع .. وكان بركاناً . و .. ( إبراهيم شمس الدين ) كان هناك في الناحية الغربية لسور المقبرة .. من الخارج .. يراقب الموقف حتى إنتهت مراسم الدفن، وطلب البعض الهدوء، عند العودة للمنزل، حتى لا يتشفى ذلك ( الرابض ) خلف السور في جمهرة الناس ويأمر بإطلاق النار .. حتى داخل المقبرة، وهم الذين فعلوا ما فعلوه (بمجدي ).. دون أن تطرف لهم عين، أو تأخذهم شفقة . أستجابت الجموع على مضض لهذا النداء وعادوا صامتين . وبقي (مجدي ) جوار أبيه ( محجوب ).. ولكنه هذه المره كان هاد ئا فعلاً ذلك الهدوء المثير والأبدي .

    *****
    كانت أيام العزاء لهذا (الشاب) ملحمة وطنية . يعتري الغضب النفوس بصمت، ويظهر في العيون المحمرُة من الإنفعال والسهر . ورغم ثراء الأسرة ومحاولاتها إكرام ضيوفها المعزُين من طعام وشراب، كعادة السودانيين في مآتمهم، إلاّ أن أحد لم يذق طعما لشراب أو يجد لذة في أكل .. الكل في حالة ذهول . وطيف ً (مجدي ) يحوم حولهم بإبتسامته الدائمة .. ويغمرهم بدفء أخلاقه الحميدة .وأيامها، حتى بعض العسكريين من الأصدقاء والمعارف، لم يترددوا ولو للحظة من حضور مراسم الدفن وأيام العزاء .. وكانت أعين الأجهزة الأمنية تراقبهم، لكنهم لم يجبنوا .. ولم يستطع الأهل أو (عادل ) أن ينفذوا وصية (المرحوم ) بشأن العزاء، لأن سيل القادمين إليهم كان بالكثرة التي لا يستطيعون
    منعها .. كان هؤلاء تحملهم عواطفهم، وتعاطفهم وهي وحدها تقود السودانيين عندما يشعرون بأن هناك ظلما قد حاق بأحدهم .
                  

12-01-2008, 11:21 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    *** -تم إدخال (الجثمان ) إلى غرفته، وحاولت والدته إلقاء نظره أخيره على وجهه هي وبناتها، ولكن تم منعهن بحزم من بعض كبار رجال الأسرة، لأن للشخص بعد إعدامه م نظر لا يمكن أن يمحى من الذاكرة، وذلك بتغير شكله الطبيعي .. خاصة منطقة العنق .. وهنُ ، وكل الأهل لم يروا (مجدي ) في حياته إلأّ جميلاً في شكله .. وقبل ذلك في أخلاقه ..
    جلس كل الناس الحاضرين، حول المنزل وداخل الأسوار وفي ممرات طوابقه، يعلوهم حزن هائل .. ومخيف، في إنتظار إنبلاج الفجر وظهور الضياء لكي يتحرك موكب التشييع إلى مقبرة (فاروق ) ، حيث المدافن العامة، حيث والده واعمامه، وبقية المتوفين من العائلة .. ليرقد بجوارهم .. وتحت التراب، ليحكي لهم ما يدور على سطح الأرض .. أرض السودان .. ونظام حكمه .. الجديد .
                  

12-02-2008, 01:24 AM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    حسبنا الله ونعم الوكيل ان الله يمهل ولا يهمل

    الله اكبر على الطغاة والظالمين ..... آللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك فإنهم لا يعجزونك
                  

12-02-2008, 05:42 AM

حسين نوباتيا
<aحسين نوباتيا
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 2473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    رحم الله الشهيد مجدي رحمة واسعة و اسكنه فسيح جناته..

    اللهم احرق حشاهم كما حرقوا حشى هذة الام الولهى ..واذقهم من الذل الوانا كما اذلوا هذة الام المسكينة..

    وانا اقراء سعي هذة الام الدؤوب و طرقها ابواب النمل لانقاذ فلذة كبدها تزكرت سعيهم المحوم لانقاذ زعيمهم من لاهاي ..

    يمهل ولا يهمل..
                  

12-02-2008, 02:22 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    يسرى معتصم،
    تـحـياتي ومودتـي،
    وشـكرآ علي مرورك ومشاركتك فـي "بوسـت" الأحـزان...
    *** - ونواصـل يايسري ونكتب عن الـمناسبة.....
    لك مودتي.

    ******************
    ******************

    قضية الشهيد:
    مهداة الي روح الشهيد مجدي محجوب محمد أحمد.
    -----------------------------------------

    الـمـصـدر: المنتدى العام ل( سودانيز أون لاين ) دوت كوم.
    مـدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م:
    ( قضية الشهيد ) مهداة الي روح الشهيد مجدي محجوب محمد أحمد.

    16-12-2004, 02:53 م

    Rashid Elhag

    *****************
    *****************

    سيدي
    لم نتشرف بعد باللقاء
    فروحك السامقة في السماء
    قد إختارت مقام الشهداء
    فكان العيش في العلياء
    كان الطهر والنقاء
    أسمي من التصفيق للدخلاء
    ********
    ومن عجب الأشياء
    قضيتك سيدي
    فقضيتك سيدي كانت بلا قضاء
    حيث كان العسكر هم القضاء
    كانوا المكر والدهاء
    كانوا الإدعاء
    وقصتك سيدي
    كانت بلا إبتداء ولا إنتهاء
    كانت ثورة رعناء
    كانت جريمة شنعاء
    فنحن سيدي نعيش في وطن
    عاصفته هوجاء
    شعاره الدماء
    عقلاءه جهلاء
    جهلاءه عقلاء
    نحن سيدي نعيش في وطن العويل والبكاء
    راياتنا حمراء
    حكامنا غوغاء
    جيشنا غباء
    نحن سيدي نعيش في وطن
    يتطلع للوراء
    ********
    ومن عجب الأشياء قصتك سيدي
    فقصتك سيدي
    كقصة سيدنا إسماعيل
    يوم سيق للفداء
    فكنت كبش فداء
    وقصتك سيدي كقصة يوسف
    يوم ألقي في الجبة العمياء
    فنحن سيدي
    نعيش الإنتهاء
    أتوا لينا مثل كابوس يطل
    في ليلة دهماء
    في جمعة سوداء
    سرقوا أحلامنا
    بلا حياء
    سرقوا آمالنا العذراء
    صادروا الكلمات من أفواهنا
    صادروا الغناء
    صادروا رغيف الخبز من أفواهنا
    واستوردوا الغلاء
    من ينقذون ياترى
    ومن يحكم السفهاء
    فلا عاش الجبناء
    ولا كان لهم بقاء
    ما كان لهم بقاء
    ------------------
    راشد الحاج
                  

12-02-2008, 03:26 AM

محمد أحمد الريح

تاريخ التسجيل: 01-22-2008
مجموع المشاركات: 3051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنّة.

    اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وارنا فيهم عجائب قدرتك.
                  

12-02-2008, 06:44 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    لكي لا ننسي

    في الخالدين مجدي
                  

12-02-2008, 08:17 AM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: خضر حسين خليل)

    كانت أياما حالكة السواد يا صديقي....
    تجار الدين وعبدة الدولار الذين يكتنزون الآن الذهب والفضة ولا ينفقونها وينكحون النساء مثنى وثلاث ورباع، هم الذين قال
    عنهم الأديب الكبير الطيب صالح (من أين أتى هؤلاء الناس)!

    المنافقون الذين يقولون ما لا يفعلون والذين باعوا ضمائرهم ودينهم من أجل السلطة والمال والجاه أعدموا الشاب الخلوق مجدي محجوب محمد أحمد من اجل حفنة دولارات، وهرعوا بعد اعدامه لأكتناز ملايين الدولارات دونما وازع ديني او أخلاقي، حتى تصدر اسم السودان قائمة أكثر الدول فسادا!

    نفس القتلة يديرون امر بلادنا حتى الآن وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في أعينهم...

    أهديك مقطعا من قصيدة أخترتها من مجموعتي الشعرية (أغنيات الليل) علها تشفي غليل ضحايا الأنقاذ، وأولهم الشهيد مجدي، عليه رحمة الله.

    (2)
    تبّت يدَا الحاكم
    قد تبّت يدَاهْ
    انه كالّليلِ
    والنومُ جفَاهْ!

    سيفُهُ الوالغُ
    ما اوْسَعْ مَداه
    منْ لم يَمتْ بالسيفِ
    أردَتهُ يدَاهْ!

    هوَ كالطاؤوسِ
    في وقْعِ خُطاهْْ
    يخْنِقُ الزهرَ
    ليستنشِق شذَاهْ!

    عَابسٌ كالموتِ
    ما زلتُ أراهَْ
    نافخُ الكِيرِ
    ليحيّا من قَذاهْ!

    يا إلهي
    ضاعَ سيفُ الحقِِ
    بالجُورِ نفَاهْ
    حاكمُ السوءِ
    وبالموتِِ جَلاهْ!


    لابد من القصاص ولو بعد حين!
                  

12-02-2008, 08:37 AM

اينانا
<aاينانا
تاريخ التسجيل: 05-30-2007
مجموع المشاركات: 174

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    حسبنا الله و نعم الوكيل..

    فاتحة البوست لي ساعة و ما عارفة أقدم التعزية لمنو و في شنو..

    ربنا يعينك يا بلد.. ويعيننا كلنا..
                  

12-02-2008, 10:47 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: اينانا)

    بوست حزين جدا يا بكرى
    احساس عالى جدا بالغبن يصيب القارىء لهذا البوست
    خاصة حينما يسترجع المرء الادّعاءات الاخلاقية الكبيرة للحركة الاسلامية الاصولية
    حيث من الثابت ان اكبر المظالم على الاطلاق قد تمت على عهدهم !!!!!!!!!!!!
    الا رحم الله مجدى رحمة واسعة
    اما دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب
    وانا لله وانا اليه راجعون
                  

12-02-2008, 11:10 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    يستحق هذا البوست أن يكون في المقدمة بل يستحق أن يثبت لأطول فترة ممكنة
    حتي يعلم الناس طبيعة هؤلاء الدراكولين .
    مجدي مضي لكن القهر والغبن الذي تركه في نفوس الناس سيبقي طويلاً ، لن يزيح هذا الغبن سوي قصاص عادل ، قصاص في الأرض بذات الدم البارد الذي قتلو به مجدي وبقية الشرفاء ، هذا البوست كلما قرأته جاءني إحساس بأن القابضين علي
    زمام أمور وطني ما هم سوي مجموعة من القتلة واللصوص . تري ماذا إستفاد الإقتصاد السوداني بإعدام مجدي وجريس ؟بل ماذا إستفادت الإنقاذ نفسها سوي كسب مذيد إحتقار الناس مؤسف أن ننتمي لبلاد لا نملك من أمرها سوي غصة تبقي في الحلق إثر كل جريمة يرتكبها هؤلاء الأوغاد . أتعجب للغاية أن البعض لا زال لديهم قدرة المرور من هكذا بوستات حتي دون
    تسجيل أضعف الإيمان . الليل دوماً الي أفول والطغاة دوماً الي حيث مزابل التاريخ طال الزمن أم قصر سنغني ونرقص يوماً ما علي أنغام العدالة وطبول الحرية . حينها سيكون تقبل العزاء في شهداء الوطن واجباً وجميلاً ، حتي ذلك فليثق الناس إن مجدي باق في صدور النساء والرجال وإن جرجس باق في عيون شعبه وإن الشهداء الذين خضبوا التربة السودانية
    بحناء الدم باقون . باقون في كل شارع وزقاق باقون في أحلام الناس وتطلعات الجماهير باقون في المواصلات في أسواق الخدار في المزارع في المصانع في الريف هم باقون .
    ويادامي العينين
    إن الليل زائل
    لا غرفة التوقيف
    باقية ولا ذرد السلاسل
    نيرون مات ولم تزل
    روما بعينيها تقاتل

    ـــــــــــــــــــــ

    وأفاعي السحت
    حيث مزابل التاريخ
                  

12-02-2008, 12:00 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    يا الله ياخي
    ابكيتني يا بكري...


    الله في
                  

12-02-2008, 12:43 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: طارق جبريل)

    Quote: ربما الماء يروب ،
    ربما الزيت يذوب،
    ربما يحمل ماء في ثقوب ،
    ربما الزاني يتوب ،
    ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب ،
    ربما يبرأ شيطان ، فيعفو عنه غفار الذنوب،
    .إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب

    (أحمد مطر)

    بكري .. تحياتي،
    ليبقى هذا البوست عالياً ..
    شاهداً على الفظائع التي ارتكبها النظام .. وما يزال
    المجد والخلود لمجدي ولكل الشهداء
                  

12-02-2008, 01:26 PM

yaser mostafa

تاريخ التسجيل: 11-05-2006
مجموع المشاركات: 797

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    حسبنا الله ونعم الوكيل ان الله يمهل ولا يهمل

    الله اكبر على الطغاة والظالمين ..... آللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك فإنهم لا يعجزونك



    حسبنا الله ونعم الوكيل
                  

12-02-2008, 02:00 PM

على بدرى حاج

تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 677

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    Quote: آللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك فإنهم لا يعجزونك [/QUOTE]

    يوم الحساب ات باذن الله ...ولا بد من القصاص
                      

12-02-2008, 04:41 PM

Ahmed Mohammed Osman
<aAhmed Mohammed Osman
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 1381

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الله اكبر علي الظالم والمفتري


    الله يورينا فيهم يوم
                  

12-02-2008, 09:31 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    حـسـيـن نوباتيا،
    تـحـياتي ومودتي،
    وشكري علي مشاركتك الـمقدرة.

    *** - ولكن اللـه يـمهل ولايـهمل، واللـه لاينسـي عباده الـمظلوميـن، فسقطت طائرة "الانتـينوف" والتـي كان يسـتقلها الرائد ابراهيـم شـمس الدين وتـحطمت بعـد اصـطدامـها بـجـدار مطار "عـدرائيل" بغرب البلاد فانفـجرت واحتـرق اغلب من كانوا فيـها وتفـحموا تـمامآ لدرجة انه صـعب علي عمال وجـنود الـمطار وان يعرفوا الـمحتـرقيـن والذين كان من بيـنهم الرائد شـمس الدين الذي كان ايام اعتـقال مـجدي من اشـد الـمتعـصبييـن لاعـدامه وهو الذي قام ومعه صلاح كرار باختيار هـيئة الـمحكمة العسكرية لـمحاكـمة مـجـدي، وهـو الذي اصـر علي المحكـمة العسكرية بالاسـراع في الـمحاكمة وصـدور قرار الاعـدام!!!!

    *** - من اسـماء اللـه الـحـسـنـي " الـمنتقـم " ، وبعـد ان توفـي الرائد شـمس الدين مـحـتـرمآ راحـت كل الناس وبلا استثناء وتقول "ان عـدالة السـماء قـد انتقمت للشـهيـد مـجـدي"...وياله من انتقام قاس لـحـق ايضـآ فيـما بعـد اللواء الزبيـر مـحـمد صالح الذي مات غرقآ " او ربـما مقتولآ!!!" بنـهر السوباط،

    *** - وانتقم اللـه تعالـي من الرائـد صـلاح كرار الذي احيل للصالح العام وطرد من منصـبه كسفيـر بدولة البـحـرين وكان البشـيـر وقبلها قـد ازاحـه من "المجلس العسكري العالي" الذي قام بالانقلاب، انه يـعيش الان بلاحـصانة و"هـيلمة" حـراس كما في سـنوات التسعينيات، وبلا سلطات واسعة واستعـراض عـضلات واظـهار القوة والـشدة كما في السابق.

    انه يعيش منبوذ حـتي من اصـداقاءه القدامي بالقوات المسلحة والجبـهة الاسلامية، يواجـه يوميآ مئات الأعيـن التـي ترمقه بقرف واضـح واشـمئـزاز نتيـجـة اغتياله لشاب يافع ولاب قبطي وطالب جـنوبي.

    ان اقسـي عـذاب له حـتي يلاقـي ربه ان يعيش في مجـتمع لايكن له اي احتـرام ولاتقـدير...ويعيش بيـن الناس كقاتل وناهـب اموال أسـر!!

    *** - لك مودتي ياحـسـيـن.
                  

12-02-2008, 10:19 PM

معاوية الأرباب
<aمعاوية الأرباب
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1066

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الا لعنةالله على الظالمين

    ألا لعنة الله على الظالمين
                  

12-02-2008, 10:08 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    محمد أحمد الريح،
    تـحـية الود والأعـزاز،
    والـمودة الصادقة، والشكر علي مـشاعرك الـجميلة.

    *** - كل ماجاءت مناسبة الذكري الأليـمة، الا ورأيت الحـشود النوبية واصـدقاء الراحل ويتوجـهون لـمقبرة الشـهيد مـجـدي ويتـرحـمون عليه ويظلون بالساعات بالـمقابر ويقرأون القران علي ارواح موتاهم وعلي ارواح من قتلوا غـدرآ وغيلة وخسـة ونـذالة بايدي صـعاليك عسكـر الانقاذ،

    *** - ديسـمبـر هو شـهر اجـتـرار ذكريات شـهداءنا:
    مـجـدي،
    وبطرس،
    واركانجلو،
    والتاية، "طالبة بجامعة الخرطوم" اغتيلت في يوم 6 ديسـمبر 1989.
    وبشيـر الطيب بشـيـر،"طالب بجامعة الخرطوم" اغتيل في يوم 4 ديسـمبر 1989.
    سليـم مـحمـد ابوبكر "طالب بجامعة الخرطوم"... اغتيل في يوم 6 ديسـمبر 1989.

    ***- كيف سـيكون ديسـمبـر هـذا العام واي اغتيالات سـتتـم فيـه...اللـه اعلـم!!!

    *** - لك مودتي.
                  

12-02-2008, 11:13 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ بكري الصايغ لك التحيات الطيبات الزاكيات

    جعلتنا نتصبب عرقاً في هذه الليلة الباردة وقد أعدتنا إلى ذكريات محزنة وأليمة غير أني أقول إن ما حدث للراحل مجدي ما كان يجدر به أن يحدث إلا في زمن تقوده جيوش الظلام وهذا ليس تعبير سياسي فبطبعي أكره السياسة ولا أميل للتحدث عنها فيكفيني جداً أن أتحدث عن الأدب وعن القانون فهما ما أحترفه في هذه الحياة وقد كنت أراهن في ذلك الزمان أن منجاة الراحل مجدي كانت ستكون على يد رئيس القضاء الأسبق جلال علي لطفي فقد عهدناه رغم قسوته علماً قانونياً لطالما إسترشدنا بأحكامه وسوابقه القضائية ولكن وللأسف خاب ظني فيه ـ رحمه الله ـ فعندما إطلعت على المذكرةالتي أعدها منفرداً وبموجبها أيد الحكم الصادر ضد مجدي أصبت بإحباط شديد لازمني فترة طويلة فكيف تشعرون إذا ما رأيتم أستاذكم أو مثلكم الأعلى أو قدوتكم يتدحرج من علوه السامق في نفوسكم إلى حيث الوحل هكذا كان حالي مع القاضي جلال علي لطفي الذي أعد مذكرته وكأن هنالك من يقف خلفه بهراوة يهدده بها كان متعجلاً وضعيفاً وغير قانوني وغير رحيم عندما أصدر تلك المذكرة أنا لا ألوم الإنقاذ ولا أحمل على البشير أو على نظامه إنما أنحي باللأئمة على جلال وليرحمه الله فقد كان قبل ذلك في نظري قانوني كفْ ويتمتع بالكفاية في الخلق غير أني بعد ذلك ذهبت إلى مكتبتي لأقرأ قولاً لأحد رؤساء القضاة السابقين في أمريكا وكثيراً ما كنت أتأسى بهذا القول في مناسبات كُثر حتى أني وضعت على موضع هذا القول خطوطاً بالباركر الأخضر يقول:{إن القاضي غير الكفء هو شر بلية يمكن أن يصاب بها المجتمع ذلك أنه إن كان في وسعك أن تمتنع عن التعامل مع أي تاجر أياً كان شأنه إذا لم يضع في متجره البضاعة التي تروقك فإن هذا ليس الشأن مع القاضي فإنك تقف أمامه مضطراً يتصرف في حاضرك ومستقبلك ولا مندوحة لك من أن تبسط حججك أمامه وما أسوأ المصير الذي ينتظرك على يديه إذا كانت تنقصه الكفاية في الخلق أو العلم أو فيهما معاً ومهما تكن حسن النية فإن ذلك لا يعوضك شيئاً عما يكون قد أصابك من ضرر على يديه}.
                  

12-03-2008, 00:38 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: Asaad Alabbasi)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    خضر حسين خليل ،
    تـحـية الود والأعـزاز،
    والشكر علي مشاركتك فـي بوسـت " بوست " ديسـمبـر الأحزان، وهو شـهر حفل بكثيـر من الأحـدث الدامية الـمؤلـمة واغلب اخبارها مليـئة بالدمار والأغتيالات وصـفاقة عسـكر الأنقاذ والـجـبهة الأسلامية.

    *** - هناك الكثيـر الذي لـم يقال ويكتب عـن اعـدام مـجـدي وبطرس واركانـجلو، وهـناك امور تود الحكومة الايكتب عـنها اي صـحـفي لاسـلبآ ولاايـجابآ وان تبقي فـي طـئ الكتمان.

    ***- فـمثلآ هناك موضـوع الـمبالغ النقدية التـي صادرها الرائـد صـلاح كرار من خزينة عائلة الـمرحوم مـحجوب ومن الطيار الراحل جـرجـس ومن الطالب اركانـجلو:

    ***اين هـي هـذه الأموال?،
    *** - هـل اوردها الرائـد صـلاح لـخزينة الدولة?
    *** -لـماذا لـم يسلم الرائد صلاح كرار ايصـالآ بالمبلغ المصادر من الذين صـودرت اموالـهم?،
    *** - هل تسلم البنك المـركزي وقتـها المبالغ الـمصادرة?،
    *** - هـل صـحـيح ان المبالغ المـصادرة وهـي مبالغ كبيـرة تـم اقتسامـها مابيـن بعـض المجلس العسكري الحاكـم وقتـها?،
    *** -
    *** - لـماذا سكتا البشـيـر علي اسلوب دخول الرائـد صـلاح لـمنـزل المرحوم مـحجوب?،
    *** - هل القصـر الفـخم الذي بناه صـلاح كرار سـيـد باموال الـمصادرة?،
    *** - لـماذا يرفض صـلاح كرار وان يبـرئ ذمـته من خيانة الامانة وانه قد قام بتسليـم المبالغ لخـزانة الدولة?،
    *** - لـماذا ترفـض الحكومة اعادة الأعتبار لاسرة الـمرحوم مـحجوب التـي تضـررت من اعلام ذلك الوقت وتصـريـحات بعض الضباط الكبار الذين شـمتوا علي حال الأسرة بعـد وفاة ابنـهم?،
    *** - لـماذا صـممت الحكومات الـمتعاقبة علي السلطة تسـعة عـشر عامآ ولـم تسأل عن اين ذهبت الأموال الـمصادرة?.

    *** - سـنواصـل وطالـما فينا رمـق من الحـياة الكتابة عـن الفساد والاغتيالات والاعـدامات، وان نـــوثـق الحـقائق حـتـي يعـرف اولادنا واحـفادنا من بعـدنا كيف كان يـدار السودان وبـمن من وماذا فـعلوا بنا وبسـوداننا الذي كان مـضـرب الـمثل فـي الطـيبة وسـمو الأخـلاق.

    *** - لك مودتي ياخـضــر.
                  

12-03-2008, 00:34 AM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    بوست مؤثر جدا
    ليت بكري رفعه لاعلى الصفحة
    حتى لا ننسى ..


    مشكلة هذا الشعب انه بلا ذاكرة
                  

12-03-2008, 02:06 AM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: عبد المنعم سليمان)

    يستحق هذا البوست أن يكون في المقدمة بل يستحق أن يثبت لأطول فترة ممكنة
                  

12-03-2008, 05:12 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الحـبيب الـحبوب،
    عبدالأله زمراوي،

    تـحياتي ومـودتي،
    وألف شكر علـي مرورك الكريـم.

    *** - بعـد عـملية الـمجزرة التـي قام بـها صـلاح كرار واعـدم فيـها خيـرة ابناء السودان وصادر اموالـهم والتـي لايعرف احـدآ اين هـي الأن، قام بتوجيه اوامره العسكرية للصـحـف الـمحلية بعـدم الخـوض فـي موضوع الأموال الـمصادرة والايتطرقوا اليـها من قريب او بعيـد وان يكثـفوا نقـدهم وهـجـومـهم الضاري واللاذع علي شـرف اسـر ضـحاياه وان يفردوا الصـفحات الطوال لـمقالات كلها سـب وهـجـاء فـي عائلة الـمرحوم مـحجـوب وانـها عائلة اثرت من "تـجارة العملات" - بـحـسب كلام صـحـف ذلك الوقت -!!،

    *** - ولكن اللـه تعالـي يـمهل ولايـهمل، فبعـد اقل من عاميـن رأينا بعـضآ من هؤلاء الصـحـفييـن الذي نالوا من شرف الأسر البريئة من كل شـبهـة وهـم عطـالة بالشوارع بعـد ان اسـتغنت عنهم الانقاذ واسـتنـزفتـهم تـمامآ خلال السنوات الاولـي للانقلاب، راح هـؤلاء الـصـحـفيون ويعـضون اصابعـهم من الندم الشديـد وينـدمون علي كل كل كـلمة خـداع وكـذب كتبوها فـي حـق الاسـر الـمسكيـنة، وراحـوا يلعنون " ابو دين الأنقاذ الفاسـد الـمنحـط " الذي خرب البلاد وشـوه سـمعة الـمواطنييـن.

    *** - عندما كنت فـي زيارة بالـمملكة العربية السعودية صادفت احـد من هـؤلاء الصـحـفييـن الذين " وسـخـوا " اسـم الصـحافة السودانية، وذكرته بـما كتب هـو وقتـها وقلت له ان بعـض اسر ضـحايا السفاح صـلاح كرار بـحـتفظـون بالاعـداد التـي تناولت الأعـدامات ويحـفظون عن ظـهر قلب اسـماء الصـحـفييـن الذين اساءوا للاسـر ويـحـفظون ايضـآ اسـماءاعـضاء الـمحكمة العسـرية التـي اجازات احكام الاعـدامات. راح هـذا الصحـفي وبعـد ان سـمع ماقلته ويبكي بـحـرارة ويعبـر عن نـدمه ويقول " ماكنا نقدر ان نـخالف التوجـيهات التـي جاءتنا من فوق تطلب منا بلـهجة أمرة ان نصـوغ مقالات التـحقيـر والقاء التـهم الكاذبة والـمشينة للسـمعة "!!!

    *** - اخـي الـحـبيب،
    عبدالأله زمراوي،

    لك مودتي.
                  

12-03-2008, 05:23 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخـت الـحـبيبة الـحـبوبة،
    اينـانا،

    تـحـية الود والأعزاز،

    وسـررت لـمشاركتك الـمقدرة،

    وأهـدي اليك ماكتبه الاستاذ نورالدين منان....
    ولك مودتي-

    *****************
    *****************

    المناحة الكوشية.. لمجدى وشهداء السودان..
    قصيدة لن تكتمل..إلا بعد ان تسكت العنقاء..
    ----------------------------------------

    *** - الـمصـدر: منتدى العام ل( سودانيز أون لاين ) دوت كوم.
    مكتبة نور الدين منان(Mannan):
    المناحة الكوشية.. لمجدى وشهداء السودان.. قصيدة لن تكتمل..إلا بعد ان تسكت العنقاء..

    18-12-2006, 05:08 ص

    Mannan

    **********************
    **********************

    المناحة الكوشيَّة
    نورالدين منان
    الولايات المتحدة
    مقدمة:
    --------------
    من الصدف الغريبة ان يصادف اليوم الاحد السابع عشر من ديسمبر 2006 الذكرى السابعة عشر لإغتيال الفتى النوبى مجدى محجوب محمد احمد (فى يوم الاحد 17 ديسمبر 1989 ) حيث صار اول شهيد سودانى يقدمه حكم الإنقاذ العضوض كبش فداء للوطن المقهور مدشنا عهد الظلم والبغى والعدوان الذى طال كل اسرة فى السودان وخلف وراءه جرحا لا يندمل وأرتالا من الشهداء بدءا من اعدام ثمانية وعشرين ضابطا فى شهر رمضان المعظم ومرورا بمذبحة الشباب فى العيلفون ليلة العيد وحروب الإبادة الهمجية فى الجنوب ودارفور ومذابح الشرق وايمرى فى الشمال .. إلى أرواح الملايين التى ازهقتها فورة الإزهاق الوطنى.. وأتت على الأخضر واليابس.. نقف اليوم فى إجلال وصمت تخليدا لذكرى الفتى مجدى وجميع الشهداء.. وكل ازهار السودان التى احترقت قبل الاوان..

    ***
    قتلوك يا ولداه.. يا حباه ليس الحب يقتل
    فرحلت كالأيام .. كالأحلام .. ليت الظلم يرحل
    ***
    يا أيها الكوشى كانوا هم عراة الفكر حين أتوك غيلة
    فرحلت أنت عن المكان .. عن الزمان.. عن الحبيبة والقبيلة
    أزف الرحيل وأمك الثكلى تعد لك الحريرة والضريرة والعديلة
    هجم التتار عليك والخرطوم حبلى بالأغانى والأمانى المستحيلة
    ***
    يا ايها الوطن الذى فوق الثريا والمدار
    يا ايها الوطن المدجج بالجمال وبالهوى والإنبهار
    ويحى عليك من ابتلاءات الصغار على الكبار
    بالت كلاب الامن فيك تغوطت فى كل دار
    وتعملق الاقزام فيك وعربدت فيك التتار
    لم يبق منك سوى دوى الانهيار
    فتعال يا اختاه نبكى ما تبقى من كرامتنا ونمضى فى انكسار
    ماذا تبقى من زمان الحب والتذكار فى عهد التتار؟
    ماذا تبقى غير قبض الريح فى الزمن البوار؟
    ماذا تبقى غير خازوق يليه انتظار وانتحار؟
    كيف الظلام أتى إلى السودان ..
    صادر شمسه الغيلان فى وضح النهار؟
    ***
    قل لى بربك يا حفيد ابادماك؟
    ماذا جنينا من هوى الاوطان غير الموت والدم والهلاك؟
    يا نيل ضعنا فى الشتات فمن سيجمعنا هناك؟
    حتام نركض فى الظلام ولات يا وطنى مناص
    ماذا جنينا رب! اين هو الخلاص
    ابكى عليك سليل كنداكات كوش
    الباسقات السامقات الخائضات مع الجيوش
    ابكى عليك من الزمان ومن جراحات الوحوش
    غادات كوش فرشن دربك بالحرير وبالنقوش
    خبأن حبك فى القلوب وبالرموش
    وهمسن باسمك .. ذبن فى الوجه البشوش
    وهتفن يوم رحيلك الابدى لليل الطويل
    ماذا دهى السودان والد ذلك الرهط الجميل؟
    أين الرجال؟ واين ترهاقا النبيل؟
    أين الجواد بروحه عبدالفضيل؟
    أين الشفيع وصحبه .. أين الشموخ العبقرى
    أين الامام وأين عبدالخالق المحجوب .. أين الأزهرى؟
    أين الملوك ذوى الدفوف
    أين الآلى نقشوا على الصخر الحروف!!
    أين الفتى عبداللطيف ..
    وأين جوزيف العفيف؟
    ذاك الفتى الأبنوس ذو الظل الخفيف
    أين القوام السمهرى؟
    ***
    هجم التتار ولم تفرخ في الديار إوزة أو عم نيل
    ويّحي على السودان زاغ من المدار
    إلى الفراغ بلا وداع أو عويل
    والناس ما برزوا لسارقه وما امتشقوا الصقيل
    ويّحي على حلفا .. على شجر النخيل
    أبكى على نفسى .. على الصمت الطويل
    أبكى على ام درمان أم أبكى هوى عزة الخليل؟
    يا حسرتى ! أبكى على من يا ترى!
    أبكى على ذاك الذى ترك البلاد مهاجرا
    أو من قضى خلف السجون مثابرا
    من دك عرش الظلم هز منابرا
    ومن استمات على المبادئ صابرا
    أبكيه محمود الخصال وثائرا
    من سار نحو الموت عملاقا وحلق طائرا
    أبكى على من يا ترى!
    أبكى على أسد الشرى
    أبكى على المك العظيم إذ انبرى
    ركل المهانة وازدرى
    حرق الدخيل بجيشه لما افترى
    أبكى على سكك الحديد وعطبرة
    أبكى على وطن تمدد فى الثرى
    متسربلا بجراحه حتام يشكو للورى!
    ***
    لو جنة الخلد اليمن
    لا يعدل السودان وطن
    روض حوى من كل فن
    النيل والروض الأغن
    أنا آه من حب الوطن
    قد هدنى .. هد البدن
    ***
    قم أيها الكوشى كالعنقاء من قلب الرماد
    واستنهض التاريخ والأمجاد من واد لواد
    قم زلزل الأرض الرحيبة إنها حبلى بزاد .. أى زاد
    وتماسكى يا أم مجدى.. كلنا مجدى وحبك فى ازدياد
    هزى جريد النخل نأتى فوق صافنة الجياد
    بالطار والجرجار والطنبور ترقص كل فاتنة لمجدى فى بلادى
    لا وقت للأحزان لا تتوشحى ثوب الحداد
    هاتى أناشيد النضال فكل قافيَّة تنادى:
    هذا عريس المجد يشمخ فوق هامات الأعادى
    ***
    لا تجزعى أماه لو طال الحصار
    لن تنحنى تلك الجباه الشامخات كما المنار
    لن تنحنى للإنكشار
    ولى زمان الانكسار
    لا تفزعى أختاه من جند التتار
    فغدا يعود فتاك من خلف البحار
    كالرعد كالغيم المحمل.. للديار
    سيعود للخرطوم فارسها وينقشع الغبار
    عن عاشقين تعانقا فى انبهار
    وتعاتبا فى مقرن النيلين فى وضح النهار
    لا تجزعى أماه لو طال الحصار
    فغدا سينهزم التتار
    ويحقق السودان أروع انتصار
    سيان عند الموت قزم أو مليك
    وغدا سينهزم التتار وأنت تبقى رغم أنف القانليك
    جرحا يضيء الدرب للفجر الوشيك
    ولداه أنت هنا ستبقى رغم أنف الظلم حيا
    وسيذهبون كما الدخان كما الهبوب وأنت تحيا
    لحنا طفوليا تردده الحناجر للفتى السمح المحيا

    ***************
    *** - هذه القصيدة نشرت من قبل ولم تكتمل بعد.. ولن تكتمل إلا بعد ان تسكت العنقاء..
                  

12-03-2008, 10:41 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    طـلعت الـطيـب،

    تـحياتي وشكـري علي مـشاركتك فـي هـذا ( البوسـت )الـمحبط

    الذي نـجـتـر فيه احـزاننا ونتـذكر فيـه قتـلانا.

    ونواصـل ياأخي الطـيب مشوار الأوجـاع ولـملـمة الأحـزان

    الـمتشـتتـة منذ عام 1989 الـي اليوم!!!

    لك مودتـي.

    *******************
    *******************

    يوليو2003: الانقاذ تطرد صلاح كرار من الخدمة،
    وتـهدد بقتلة ان عاد للبلاد!.

    -----------------------------------------------------

    27يـوليو2003:
    ---------------
    *** - يوم خالد ومفرح في تاريخ آهل النوبة بشمال البلاد، واكثر فرحآ عند الاخـوة الـجنوبيين....وكان يـوم المسرات والافراح في بيـوت وكنائس الاخـوة الاقباط السـودانيين.....وهـو يـوم تعتبره وتحديدآ هذة الفئآت الثلاثة اعـلاه يوم عيـد، لايضاهيه آي عيدآ آخـر قوميآ كان دينيـآ.

    *** - انه اليوم الذي جاءت فيه الاخبار لتقول ان الرائد صلاح كرار قد قامت الحكومة بالخرطوم بفصله من عمله كسفيـر للسودان بدولة البحرين والغت وظيفته كدبلوماسي بوزارة الخارجية، وطلبت منه الحكومة العودة فورآ للخرطـوم بلا تباطؤ اوتاخيـر.

    *** - لـم تقم وزارة الخارجية وقـتها ( يوليو 2003)، بتوضـيح آسباب العزل من الخـدمة، ولاكان هناك اي تعليق من الحكومة باسباب كرار للصالح العـام، خصـوصآ وانه يعتبـر واحدآ من الـمؤسسـين الهاميين للانقلاب في يـونيو 1989.

    *** - وكـان يـمكن للامر الاداري الصادر من الخارجية بعزل كرار وان يمر مرور الكرام... لولا ان كـرار ( ولشـيئ في نفس يـعقـوب) قـرر وان يصـعد الامور ويتحدي الحكومة ووزارة الخارجـية التي لـم يكتب وزيـرها الدكتور مصطفي إسماعيـل قرار عزله وطرده من الوزارة ... وانما كتب القـرار بالفصـل والعـودة موظف صغـير بالمكتب التنفيذي لوزيـر الخارجية!!!،

    *** - وقـرر كرار وان يـطبق المثل المـعروف عالـميآ (عـلي وعلى اعـدائي)!!!.

    *** - لـجاء صـلاح كرار لجـريدة (الشــرق الاوســـط )، وراح هناك وبالجـريدة يدلي بتصريح خطـيـر نشـرتة الجريدة ( بتاريـخ الاحد 27يـوليو 2003- العدد رقـم 9007 ) وجاء تحت عـنوان كبيـر بالصفحة الاولـى يقول " صلاح الدين كرار سـفير السـودان لدي الكويـت يقـول: حـكومتي فـصلتني بسـبب مـقال صـحفي،... وتلقيـت تهديـدات".

    *** - لقـد راح صـلاح ويـؤكد بالجـريدة ان الحـكومة في الخـرطوم قد آزعجها المقال الصحفي الذي كتبه ونشـر باحدي الصـحف الـمحليـة وانتقد فيـه سياسات الحكومة التي تمارس إقصـاء الاخـرين واجـراء عمليـات طرد من الخدمة والاحـالة علي الصالح العام علي قـاعدة تصـفية الحسـابات.

    *** - ويقـول صـلاح ايضآ، ان مقالته قد جاءت في إطار النقد الذاتي باعتباره عضـوآ فاعلآ في المجلس العسـكري لنظام الانقـاذ!!.

    *** - يقـول صـلاح وتصـعيـدآ منه للمواجهة مع الانـقاذ "...انه وبعـد نشـر المقالة، وعـزله إداريآ من الخـدمة (...تلقيـت تهـديدآ من خلال اتصـاليـن قيلا له فيـهما وبحـسـب ماورد علي لســان صلاح ونشـر بجريدة الشرق الاوسـط- نحـن قطعنا آخـر شـعرة بيـنك وبيـن البشـير وعـد إلي السـودان إن كنت رجــلا )!!!.

    *** - واصــل كرار دفاعه عن نفسـه وراح يقـول للجريـدة " ...انه وبحكم عمله السـابق كعضـو في مجلس الثورة، كانت لدي مصـادمات مع آجهزة الامن في البلاد منذ عام 1995 بعد محاولـة إغتيـال الرئيـس حسـني مبارك!!!!.

    *** - راح صــلاح ويـؤكد وعـبر الجـريدة العـربية العالـمية، انة يرفض جملة وتفصـيلآ تنفيـذ امـر الحـكومة بفصـله وانه لايـعترف بخطاب المكتب التنفيـذي، لان الـموظف كاتب ومـوقع الخـطاب اقل من مسـتوي السـفيـر والخطاب الخاص بالفصـل يـمهرة الـوزيـر شـخصـيآ!!!!!

    *** - ( ملـحوظة من كاتب الـمقالة: سـبق ان كتبت مقالة بثت من عـبر هذا الـمنبر، قـلت فيـها، ان وزارة الخـارجية عبارة عن جبانة هـايصـة، ولايسـتغرب السـفراء والدبلوماسـييـن فيـها، وان وصـلتهم رسـائل رسـمية وهـامة ومختومة بالشـمع الاحـمر...والمـوقع فيـها...مـراســلة او خفــير الوزارة!!!!.

    *** - بعـد نشــره التصـريح الخـطيـر تباينت وجهات النظر حـوله فـي الخـرطوم حـيث تعـمدت الحكومة ان تتـجاهل صـلاح وتصـريحاته، فالانقـاذ ادري برجـالها وتعـرف ايـن تكمن نقـاط الضعـف عند كل فـرد فيــهم!!!

    *** - ماإن لاحـظ كرار تجـاهل الحـكومة له حتي راح ويسـارع طالبآ من وزيـر الخارجيـة وقتـها منحـة فـرصـة من الزمن حتي وينهـي امـوره الخاصـة والدبلومـاسية بدولة الـبحريـن،وبعـدها سـيعـود للـبلاد.

    *** - كـرار لايمـكنه وان يعـيش كمواطن سـوداني في الغـربة في حالة رفضـه العـودة لخـرطوم الانقـاذ.... ففـي بلاد الغـربة آلآف مـن الذيــن يتمنون ان يـروا صـلاح بلا حـراسة و( بودي قـارد ) يلازمـه حتي في ســريـر النوم!!!!!.

    *** - كـرار لايمكنه ان يعـادي الانقـاذ طويـلآ..... فطائـرات ( الانتيـنوف ) الخـردة عند الانقــاذ مازالـت كثـيـرة!!!!!.

    *** - كــرار انتهـي ...آدبيآ... وعسـكريآ ...وسيـاسـيآ... ودبلوماسـيآ(بقـرار من موظف صـغـير!!.)!!!...

    *** - كــرار انتهـي ... وماعاد لايصــلح لشـئ الا الـجلوس فـي طرف الشارع ويرمـق بنظارته المكعبة كيف يسـيـر الفساد فـي انقلاب البشيـر والذي كان هـو واحـدآ من قادته الكبار، ولكن الزمن جـبـر وخان ورماه علي قارعـة الطريق يسـتجـدي وظـيفة يـحافظ بـها علي ( كرامته!!!!! ) ااـمهدورة!

                  

12-04-2008, 02:39 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    خضر حسين خليل،

    تـحـية الود والشكر علي مساهـماتك الـملحـوظة فـي هـذا "البوست" الـحزين،

    ونواصـل الكتابة فـيه ونـملأه بالوثائق والارقام والحـقائق حـتـي يعرف اولادنا من بعـدنا كيف كان النـهب الـمسلح والارهاب وقوانيـن الغاب تـحكم البلاد باسـم الاسلام مرة وتارة باسـم بناء سـودان حـضاري مبنـي ومؤيـس بـدماء 2 مليون قتيل!!!!


    ...... ونسـأل: ايـن ذهـبت الأمـوال?.
    --------------------------------------------


    *** - الـمـصدر:http://www.alrakoba.com/vb/showpost.php?p=49887&postcount=16
    الـمـصـدر: منتـديات " الراكوبة ":

    قبل أن نأتي على ذكر تلك الليلة، والخرطوم تتنسمها بدايات الشتاء برياح خفيفة باردة نوعاً ما في نوفمبر 1989 م بعد أشهر قليلة من بدايات ( الإنقلاب ) ، والشوارع خفيفة الحركة مساءاً من الناس، والسيارات تتسابق خوفاً من أن يدركها وقت حظر التجوال . نقفز قليلاً على أحداث ذلك اليوم والذي شهد مذبح وبداية إنهيار الأخلاق والقيم العدلية في هذا الوطن..

    مواطنان سودانيان ساقهما حظهما العاثر إلى العودة للبلاد بعد طول إغتراب لأكثر من خمسة عشر ً عاما في المملكة العربية السعودية، جمعا حصاد السنين الذي دفعا ثمنه من الصحة وتقدم العمر الذي جاوز الخمسين عاماً لكل منهما، .. الأول لديه ثمانون ألف ريال سعودي، ولدى الثاني سبعون ألفا من نفس الريالات، ولكل منهما سيارة نصف نقل، عليها الأمتعة والهدايا للأهل والأصدقاء .

    اكملا إجراءات التخليص الجمركي بميناء بورتسودان، وواصلا الرحلة إلى الخرطوم، ثم أم درمان، ثم إلى منزليهما المتجاورين في ضاحية ( امبدة ) غرب أم درمان، وعند إحدى نقاط التفتيش الكثيرة في تلك الأيام، تم إنزال الأمتعة، وتم العثور على مبلغ مائة وخمسون ألفاً من الريالات السعودية، ( لايهم ماذا بعد؟ ).. سال اللعاب، وجحظت الأعين الأمنية، وتدلّهت الشفاه الشرهه، تتلمظ قبل الإلتهام .. سرعان ما بدأت الإجراءات ضدهما في المحكمة الخاصة بأم درمان ( دار حزب الأمة ).. تم الحكم على الأول بالسجن عشر سنوات، والثاني أيضاً .

    توفي الأول داخل سجن كوبر بعد أن داهمته نوبة مرض السكري، وتم إطلاق سراح الثاني نسبة لكبر سنه، بعد زيارة العقيد الليبي ( معمر القذافي ) الشهيرة للسجن، ومسرحية تهديم حائط السجن الشمالي . بعد مرور اربعة سنوات خرج الثاني خاوي الوفاض من متاع الدنيا، بعد سنين غربته بالسعودية، وهي سنوات طويلة، وبعد سجنه سنوات عدتها الأطول رغم قصرها داخل سجون وطنه .

    ظل يبحث حتى الآن عن حصاد سنينه .. بالإطلاع على اوراق قضيته وجدنا حكماً بالسجن فقط؟ ! ولم نجد حكماً بمصادرة المبلغ .. والذي لا يعرف مكانه إلا الله .. والقاضي بتلك المحكمة ورجال الأمن، ممثلو الإتهام في تلك القضية ... يعمل الرجل الثاني الآن في إصلاح الساعات في أحد اسواق ضواحي مدينة أم درمان، بعد أن كان ملء السمع والبصر في غربته بقصر أحد الأمراء السعوديين ومثالاً للأمانة والثقة لديهم ..

    ولكنهم حكام السودان الجدد الذين أتوا كما قالوا لتطبيق شرع الله على عباده .. ولكن بطريقتهم .. أما قاضي المحكمة تلك فهو الآن يحتل منصباً مرموقا في أكبر مؤسسات النظام .. العدلية .

    ...... ونسـأل: ايـن ذهـبت الأمـوال?.
                  

12-04-2008, 03:09 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الحـبوب،
    طارق جبريل،

    تـحياتي ومـودتي،

    وسـررت لـمرورك الـمقدر.

    *** - هكل تصـدق ياطارق ان القاضـي الذي حكم عـلي مـجـدي بالاعـدام اعـتقل بتـهمة اسـتلام مال مـسروق وقـدم للـمحاكمة وثبتت عليـه التـهمة وسـجـن لـمدة ثلاثة سـنوات وفوق كل هـذا جـرد من الخـدمة وطـرد من القوات الـمسلحة طـرده الكلاب!!!!

    *** - *** - الـمقدم (وقتها ) عـثمان خليفة كان رئيـس الـمحكمة الـتي نـظرت فـي قضية الـمتهم مـجـدي، تـم طـرده من القوات الـمسلحة فيما بعـد وجرد من رتبته العسكريه ونزعت منه العلامات والدبابيـر وسـجـن لـمدة ثلاثة سـنوات بتـهمة اسـتلام الـمال الـمسـروق.

    *** - هـذا الـ عثمان حاول ان يرجـع لزمانات السلطة والأبـهـة اللتيـن فقـدهما بسـبب دخوله السجـن ان يعـيد مـجـده الغابر وبصــــورة اكـبـر واوسـع وان يقوم بانقلاب عسـكري يـطيـح بالبشـيـر وزمرته ويسـتولي عـلي زمام الأمور فـي البلاد ويصـبـح رئيسـآ للبلاد بـمباركة التـرابي ونفوذه وامـواله واذا نـجـح انقلابه سـيقول له التـرابي نفـس اسـطوانة1989 .. " أذهـب انت للقصـر رئيـسآ.... واذهـب انا للسـجـن حـبيسـآ!!".

    *** - باللـه عليـكم تـصـوروا لـو كان انقلاب التـرابي ( 2 ) قـد نـجـح واطـيح الانقلاب الـجـديد بالانقاذ وصـار الـمقدم سـابقآ عـثمان الـخليفة
    مـشـيـرآ وقائـدآ اعـلي للقوات الـمسلـحة!!!

    *** - كان سـيكون اول رئيـس للبـلاد "ومرتاد سـجـون" وبتاع سـوابق!!! وماكان له من حـل اخـر لازالة السـمعة والصـيت الـسـئ الاوان يسـخـراجـهزة الاعلام بكافة اشكالـها لتـحـسـيـن صـورته تـمامآ كـما حـسنت هـذه الاجـهزة نـفسها صـورة صـلاح كرار عام 1989 وجـعلت منه بـطلآ قـوميآ انقـذ الاقتصاد الوطني مـن الأنهـيار و ..( وتصريح طريف جد تناقله الناس عن العقيد بحري ( وقتها ) صلاح الدين محمد أحمد كرار، عضو مجلس الثورة، ورئيس اللجنة الإقتصادية : " لو لم نأت سريعاً، لوصل سعر الدولار إلى عشرين جنيها ".

    كان سعر الصرف وقتها حوالى إثنا عشر جنيها!!) وماكانت اجـهـزة الأعـلام الفاسـدة سـتقصـر فـي اداء واجـبها تـجاه الرئيـس الـجديـد فأجـهـزة اعـلام لـها الـخبـرة والـمقدرة الكافية وما الـحال فـي اعـلام اليـوم الا خـيـر دليل!!

    مات مـجـدي واسـتشـهـد كـبطل مقدام.....
    وترك وراءه صـلاح كرار وبكري حـسن واخرين يـعضـون علـي اصـابعهم نـدمآ علي هـذه الاعـدامات التـي حـطت من قدرهم وسيتـحمل من بعـدهـم اولادهـم واحـفادهـم وزرهـا!!!

    *** - اللـه يـمهل ولايـهمل ياطارق، ودعـوات عـمتنا " نبـرة " ربنا اسـتـجـاب ليـها، وحـصل مأسـي وسـط عسـكر الانقاذ... فيـهم ااـمات فـي حـريق، والـمات غريق، وكـبيـرهم الذي عـلمـهم السـحر باذن اللـه الواحـد الاحـد ...يقـضـي العيـد الجاي بعـد ايام فـي سـجـن " لاهـاي " البارد الايام دي!!!

    ***- *** - دعــــــواتــك مـــعانـــا ياطارق،
    لك مودتـي.


    ********************
    ********************

    القاضي العسكري الذي حكم علي الشهيـد مجـدي بالاعـدام..
    اعتقل بتهمه استلام مال مسروق!!

    ----------------------------------

    الـمـصـدر: المنتدى العام ل( سودانيز أون لاين دوت كوم ).
    مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م:
    القاضي العسكري الذي حكم علي الشهيـد مجـدي بالاعـدام.. اعتقل بتهمه استلام مال مسروق!!

    20-12-2007, 06:18 م

    بكري الصايغ.

    *** - دخلت هيئة المحكمة إلى القاعة يتقدمهم : رئيسها المقدم (وقتها) عثمان خليفة
    مهندس من القوات الجوية ( الأخير له قصة لاحقة، إذ تم طرده من القوات الجوية وجُرّد من رتبته العسكرية، وسجن لمدة ثلاث سنوات بسجن منطقة الجريف غرب، بتهمة إستلام المال المسروق!!!

    *** - وقبض عليه مرة أخرى بعد إنتهاء محكوميته لإشتراكه في المحاولة الإنقلابية ضد النظام، والتي أدعى النظام قيامها بزعامة شيخهم السابق د . حسن عبدالله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي ).الـمـصدر:

    http://www.alrakoba.com/vb/showpost.php?p=49887&postcount=16
    الـمـصـدر: منتـديات " الراكوبة ":
                  

12-04-2008, 09:20 AM

رامي يوسف الصديق

تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 264

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    يستحق هذا البوست أن يكون في المقدمة بل يستحق أن يثبت لأطول فترة ممكنة ....................
                  

12-04-2008, 06:23 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    نصر الدين عثمان،

    تـحـياتي مودتي،
    وألف شكـر علي مرورك ومـشاركتك ودعـمك لـهذا "البوسـت" الذي سـميته انا " بوسـت اجـتـرار الأحـزان " .

    *** - *** - احاول هـنا وان اجـمع بعض من شـتات ذكريات قـديـمة ولكنـها مـطبوعة فـي اذهان من عاصـروها...

    *** - كانت اكبـر مشكلة واجـهت الـمعزين وقبيل غسيل جـثمان الشهـيد مـجـدي كيفيه ابعاد الـحاجـة "نبـرة " والد مـجـدي من رؤيته وقبل الذهاب به للـمقابر.

    *** - وكان الكل بالـمنـزل موافقون علي ابعاد الحاجـة عن عنقريب الجنازة.

    *** -الـمعروف ان من يتـم يشـنق تتغيـر معالـم وجـهه تـمامآ وتتغيـر سـحـنته ااـي لون اخر، لـهذا حـرص الناس وأهل الشهـيد علي ابعاد الحاجـة وبناتـها تـمامآ من الغرفة التـي فيـها الجـثمان. ولكن اصـرار الحاجـة كان قويآ وحادآ واصـرار الناس اشـد حـدة، انشغل اغلب الناس بالـحاجـة ومواساتـها وابعادها بقـدر الامكان عن الـجثمان، واخـرون اهـتموا بغسيل الراحـل، ومـجـموعة ثالثة كان عليـها ان تـهدي من ثائرة الـقادميـن.

    *** - كل هـذا كان يتـم علي مـقربة من عربات رجال القوات المسلحـة الـمدجـجـة بالسلاح والذخيـرة والتـي جاءت بقيادة صـلاح كرار لـمراقبة الاوضاع بالـمنزل عن قرب وبضـباطـه الكبار الذين كانوا يدخـنون ويعاينون القادميـن بعـدم اكـثـراث او عناية!!!

    *** - ونواصـل كتابة وتسـجـيل تلك الفتـرة التـي يـخـجل الأنقاذ عـن الاعـتذار عـنها الأن!!!

    *** - لك مودتي يانـصـر الدين.
                  

12-04-2008, 11:42 PM

معاوية الأرباب
<aمعاوية الأرباب
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1066

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز , كان يفسر الشك لمصلحة المتهم

    ويقول تبريرا لذلك " لئن ألقى الله بذنبه خيرا من ان ألقاله بدمه"

    وفي هذا اتساق مع سماحة الأسلام والأديان الأخري , بل وكافة الأعراف

    في احتفائها بالنفس البشريه , حتى فاق استفظاعه لإزهاق روح رجل واحد

    هدم الكعبه حجرا حجرا.

    أخي بكري الصائغ : صبرالله هذه الأم المكلومه , وكفكف دموعها , وهدأ لوعتها

    وتقبل الله وليدها قبولا حسنا . وغسله بالماء والثلج والبرد وأبدله دارا

    خيرا من داره . تعسا لمن لقى وجه ربه ويداه تقطران من دماء ضحاياه.
                  

12-04-2008, 11:44 PM

معاوية الأرباب
<aمعاوية الأرباب
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1066

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز , كان يفسر الشك لمصلحة المتهم

    ويقول تبريرا لذلك " لئن ألقى الله بذنبه خيرا من ان ألقاه بدمه"

    وفي هذا اتساق مع سماحة الأسلام والأديان الأخرى, بل وكافة الأعراف

    في احتفائها بالنفس البشريه , حتى فاق استفظاعه لإزهاق روح رجل واحد

    هدم الكعبه حجرا حجرا.

    أخي بكري الصائغ : صبرالله هذه الأم المكلومه , وكفكف دموعها , وهدأ لوعتها

    وتقبل الله وليدها قبولا حسنا . وغسله بالماء والثلج والبرد وأبدله دارا

    خيرا من داره . تعسا لمن لقى وجه ربه ويداه تقطران من دماء ضحاياه.
                  

12-05-2008, 01:17 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،

    yaser mostafa
    تـحـية الود والأعـزاز،

    والشكر ااكثيـر علي مشاركتك وقـدومك ااـمقدر.

    *** - هناك مقالات كثيـرة وتعليقات وردت من قبل بالـمنبـر العام تناولت موضـوع اعـدام الشـهيـد مجـدي، ورأيت وبـهذه الـمناسبة وان انقل وابث مرة اخري بعـضآ مـنها للذكري وتـجـديـد العزم علي الـمطالبة بـمحاكمة قتلة الشـهيـد والذين مااسـتنـدوا لقانون او لـحـجج قانونية لتنفيـذ جـريـمتهـم بقـدر ماكانت خـطة دنيئـــة لتبـرير سـرقتـهم للاموال الـمصادرة.

    *** - ان موضـوع تـحـريك القضـية مرة اخـري هـو موضـوع اصـبـح يقلقـهم ليل نـهار وصاروا نادمون علي مافعلوه وعلي ماســــــرقوه!!!

    لك مودتي ياياسـر.

    ******************
    *******************

    المناحة الكوشيَّة.
    ------------------

    المنتدى العام ل( سودانيز أون لاين )دوت كوم.
    مكتبة نور الدين منان(Mannan):
    المناحة الكوشية .. مهداة الى مجدى محجوب وكل شهداء السودان.. لكيلا ننسى..

    18-12-2004, 09:20 م

    Mannan

    كان الفتى النوبى مجدى محجوب اول شهداء السودان الذين صرعتهم ألة الجبهة الإسلاميةالقومية.. ففى مث هذا اليوم من عام 1989 دبرت عصابة الجبهة الاسلامية القومية حادث إغتيال الشهيد مجدى محجوب وولغت بعدها فى دماء الآبرياء من أبناء الشعب السودان.. هل تستطيع نيفاشا غسل دماء الآبرياء؟؟؟

    إهداء إلى مجدى وكل أزهار السودان التى احترقت قبل الأوان
    نورالدين منان – ألولايات المتحدة

    قتلوك يا ولداه.. يا حباه ليس الحب يقتل
    فرحلت كالأيام .. كالأحلام .. ليت الظلم يرحل
    ***
    يا أيها الكوشى كانوا هم عراة الفكر حين أتوك غيلة
    فرحلت أنت عن المكان .. عن الزمان.. عن الحبيبة والقبيلة
    أزف الرحيل وأمك الثكلى تعد لك الحريرة والضريرة والعديلة
    هجم التتار عليك والخرطوم حبلى بالأغانى والأمانى المستحيلة
    ***
    ماذا تبقى من زمان الحب والتذكار فى عهد التتار؟
    ماذا تبقى غير قبض الريح فى الزمن البوار؟
    كيف الظلام أتى إلى السودان .. صادر شمسه الغيلان فى وضح النهار؟
    ماذا دهى السودان والد ذلك الرهط الجميل؟
    أين الملوك ذوى الدفوف
    أين الآلى نقشوا على الصخر الحروف!!
    وأين تهارقا النبيل؟
    أين الجواد بروحه عبدالفضيل؟
    أين الشفيع وصحبه .. أين الشموخ العبقرى
    أين الامام وأين عبدالخالق المحجوب .. أين الأزهرى؟
    أين الفتى عبداللطيف ..وأين جوزيف العفيف؟
    ذاك الفتى الأبنوس ذو الظل الخفيف
    أين القوام السمهرى؟
    ***
    هجم التتار ولم تفرخ في الديار إوزة أو عم نيل
    ويّحي على السودان زاغ من المدار
    إلى الفراغ بلا وداع أو عويل
    والناس ما برزوا لسارقه وما امتشقوا الصقيل
    ويّحي على حلفا .. على شجر النخيل
    أبكى على نفسى .. على الصمت الطويل
    أبكى على ام درمان أم أبكى هوى عزة الخليل؟
    يا حسرتى ! أبكى على من يا ترى!
    أبكى على ذاك الذى ترك البلاد مهاجرا
    أو من قضى خلف السجون مثابرا
    من دك عرش الظلم هز منابرا
    ومن استمات على المبادئ صابرا
    أبكيه محمود الخصال وثائرا
    من سار نحو الموت حلق طائرا
    أبكى على من يا ترى!
    أبكى على أسد الشرى
    أبكى على المك العظيم إذ انبرى
    ركل المهانة وازدرى
    حرق الدخيل بجيشه لما افترى
    أبكى على سكك الحديد وعطبرة
    أبكى على وطن تمدد فى الثرى
    متسربلا بجراحه حتام يشكو للورى!
    ***
    لو جنة الخلد اليمن
    لا يعدل السودان وطن
    روض حوى من كل فن
    النيل والروض الأغن
    أنا آه من حب الوطن
    قد هدنى .. هد البدن
    ***
    قم أيها الكوشى كالعنقاء من قلب الرماد
    واستنهض التاريخ والأمجاد من واد لواد
    قم زلزل الأرض الرحيبة إنها حبلى بزاد .. أى زاد
    وتماسكى يا أم مجدى.. كلنا مجدى وحبك فى ازدياد
    هزى جريد النخل نأتى فوق صافنة الجياد
    بالطار والجرجار والطنبور ترقص كل فاتنة لمجدى فى بلادى
    لا وقت للأحزان لا تتوشحى ثوب الحداد
    هاتى أناشيد النضال فكل قافيَّة تنادى:
    هذا عريس المجد يشمخ فوق هامات الأعادى
    ***
    لا تجزعى أماه لو طال الحصار
    لن تنحنى تلك الجباه الشامخات كما المنار
    لن تنحنى للإنكشار
    ولى زمان الانكسار
    لا تفزعى أختاه من جند التتار
    فغدا يعود فتاك من خلف البحار
    كالرعد كالغيم المحمل.. للديار
    سيعود للخرطوم فارسها وينقشع الغبار
    عن عاشقين تعانقا فى انبهار
    وتعاتبا فى مقرن النيلين فى وضح النهار
    لا تجزعى أماه لو طال الحصار
    فغدا سينهزم التتار
    ويحقق السودان أروع انتصار
    ***
    سيان عند الموت قزم أو مليك
    وغدا سينهزم التتار وأنت تبقى رغم أنف القانليك
    جرحا يضيء الدرب للفجر الوشيك
    ***
    ولداه أنت هنا ستبقى رغم أنف الظلم حيا
    وسيذهبون كما الدخان كما الهبوب وأنت تحيا
    لحنا طفوليا تردده الحناجر للفتى السمح المحيا

    *********************
    *********************

    ألا رحم الله مجدي الأخ الذي فقدته وفقده الكثيرين ممن عرفوه ،لم أرى شخصا أنعم الله عليه بحب جميع الناس مثل مجدي ،لم يكن يرى مشكلة ألا أسهم في حلها ، كان يسأل دائما أتعرف أنسان جاي من البلد الفلاني وعندما تسأله لماذا يقول ليك عايز دواء لفلان وفلان هذا تجده عاملا بسيطا من ألآف المسحوقين في السودان ، كان يعشق العطاء للمعوزين والمحتاجين ،،،، كان متقشفا بطبعه لا يحب التخمة في أي شيئ ، كان مسلما حقا يصلي أوقاته في المسجد -مسجد القيادة- لسخرية القدر كنا أصدقاء لصيقين رغم علمه بكرهي الشديد للجبهة الأسلامية حينئذ ،،، لم يكن مهتما بالسياسة ومن يحكم ومن يعارض ،،، عندما جاء الأنقلاب نصحني بعدم الحضور للسودان حتى يستبين الأمر وكان ظنه بأنهم الجبهة وصدق حدسه حين خاب ظن رئيس الوزراء حينئذ ،،، عندما أعتقل في مركز الشرطة بشارع 1 الأمتداد تحدثت أليه ونصحته بالخروج من السودان فضحك قائلا ما معقول الموضوع بسيط قلت له يا مجدي أنت لا تعرف وحشية وعدم أنسانية هؤلاء القتلة وكان ما كان

    ألا رحمك الله يا مجدي.
    ( NEWSUDANI ).

    ************************
    ************************

    رحم الله مجدي
    الى النعيم انشاء الله....
    ولا رحم الله قتلة مجدي
    وقتلة مجد بلادي
    والى الجحيم انشاء الله
    أمد الله في عمر ممدوح وآله...
    الحق يعلو ولا يُعلى عليه
    ( د.محمد تيراب ).

    *****************************
    *****************************

    ما من بشر يحق له أن يتنازل عن دم شهيد قتله الغول الذي
    لعق دماء و كرامة و مكتسبات امة بكاملها::نيفاشا كوم و الحقوق
    كوم اخر،،،ودا المجنن عصابة الجبهة و خاليها تماطل (في هامش معدوم)
    لكي لا تنزل من جبل السلطة الذي تعتصب به من ضحاياها و اسر ضحاياها الشهداء
    و لا عاصم لهم بأذن الله.
    ( نصار ).

    **************************
    ***************************

    اخى الحبيب نصار..
    اتفق معك ان دماء الشهداء لن تروح هدرا.. وليس من حق أي انسان او نظام ان يلغى حق المطالبة بدماء شهدائهم الذين اغتيلوا وغدر بهم.. سنطالب بدم الشهيد مجدى وسيطالب ذوو الشهداء بدماء الشهداء ولن يفلت المجرمون من القصاص..
    ( نورالدين ).

    *********************
    **********************

    عزيزي منان
    إن تفتح جرحآ غائرآ في قلبي لم ولن يندمل بعد حتي يأخذ كل شهيد حقه وحتي نسترد وطننا السليب ـ ووالله لو وضعوا حكام الإنقاذ في كفه ووضعوا ظفر مجدي في الكفة الأخري لرجحت كفة مجدي ولكنها سخرية الأقدار وعجب الأزمان أن يتولي أمورنا شرارنا ـ إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا فيك لمحزونون يامجدي ويا شهداء كل السودان وإنها لثورة حتي النصر
    ولك حبي وودي
    دمت في حفظ الله
    ( أخوك راشد الحاج ).

    **************************
    **************************

    ستبقي الي الابد ذكري مجدي محجوب
    وجرجس واركانجلو تؤرق مضاجع القتلة
    وسارقي قوت الشعب الذين قتلوا ثلاثتهم
    غيلة من اجل تخويف الشعب وارهابه ..ولن
    يفلت المجرمون من العقاب الذي يستحقونه.

    ( omar ali ).

    ******************************
    *******************************

    اخي نوري جليله
    مسكاقمي
    ياهـ لكثرت الباكين في السودان
    من كثرتهم ما بتلقى محل عشان تبكي
    مجدي
    يا النوبي
    يا ذلك المغوار
    نبكيك كما بكينا من قبلك حلفا....
    ( حمزاوي ).

    ***********************
    *************************

    حين ما اعدم عمر البشير - مجدي محجوب محمد احمد.
    ---------------------------------------

    قائمة المنتديات » منتديات سودانيز اون لاين »

    مرسل: الأحد يوليو 09, 2006 6:04 am

    زائر:
    ----------
    اذكر حادثة اعدام مجدى مثل يوم الأمس، وقد هزت ضمير ووجدان الأمة السودانيه كلها، لى صديق كان يعمل فى الخطوط الكويتيه من أقرباء مجدى وقد صدر بالبنط العريض فى أعلى الصفحة الأولى لجريدة السودان الحديث التى كان يراس تحريرها الأستاذ المرحوم/ محمد سعيد معروف، خبرا يقول:-
    تم اليوم تنفيذ حكم الأعدام شنقا فى المتهم مجدى محجوب.

    فذهب صديقى من ضمن من ذهبوا من أهله لأستلام الجثمان ومعهم والدته حسب ما روى لى ذلك الصديق فاذا بهم يفاجئون بوجوده حيا لم ينفذ فيه الحكم، ففرحت والدته فرحا شديدا ورجعت الى بيتها ووزعت الحلوى.

    وبعد تلك الفرحه تم الأتصال بهم فى ذات اليوم الساعه 11 ليلا للحضور واستلام الجثمان، لا أدرى ما هو الداعى لهذا التعذيب للمقتول ولذويه ؟؟.

    *******************************
    ********************************
                  

12-05-2008, 10:58 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    على بدرى حاج،
    تـحـية الود والأعـزاز،
    والف شكر علي مشاركتك وزيارتك للبوسـت.

    *** - غـدآ تبدأ الـمراسم للعيـد والكل مشغول بامرما يـخص الـمناسبة، هناك من هو منهـمك الان في تـجـهيزات العيد من شراء خراف وملابس الاطفال ولزوم الحياة اليومية، وهناك من يحاول شراء تذاكر سفر بالبصات للقاء الاهل بالضواحـي البعيدة، ومئات الألاف من النساء مشغولات وكعادتـهن في كل مناسبة ترتيبات الـمنازل وسـترة العيوب، الكل في البلاد ترك كل هـمومه الخاصة وتفرغ للمناسبة السعيدة.... الا اسرة واحـدة ومنذ اكـثر من 18 عامآ لاافراح عنـدها ويقـضـي افرادها العيد ومع المئات من الاصـدقاء والمقربيـن بالـمقابر ويجـلسون حول مـقبـرة الابن مـجـدي ويعيـدون معه عيـد لـم يستطع حـضوره،

    *** - وهناك بالاراضـي الـمقدسة نـجـد الألاف من النوبييـن حـتي خلال مراسـم الـحـج ويسألون اللـه تعالـي الخـلاص والانتقام من السفلة القتلة.... لقـد اصـبـحت الدعوات للـه تعالـي جـزء من مراسـم اهالينا النوبييـن، ويثقون تـمامآ ان دعواتـهم مسـتجابة باذن اللـه!!!

    *** - لك مودتي اخـي علي.
                  

12-07-2008, 10:01 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    أسرة صلاح دولار تخشي زيارة المقابر يوم
    العيد خوفآ وخجلآ من الالتقاء هناك بأسرة الشهيد مجدي!
    ---------------------------------------------------

    الـمصـدر:
    -------------------
    المنتدى العام ل ( سودانيز أون لاين ) دوت كوم.
    مكتبة د.ابو بكر سيد احمد الصايغ(بكري الصايغ):
    أسرة صلاح دولار تخشي زيارة المقابر يوم العيد خوفآ وخجلآ من الالتقاء هناك بأسرة الشهيد مجدي!

    21-10-2006, 12:39م.
    بكري الصايغ.


    جرت العادة ومنذ قديم الزمان، إنه وماأن يحل فجر اول يوم عيد الأضحي او الفطر، الإ ويسارع اغلب الناس كعادة قـديـمة ( وبصورة خاصة النساء والأمهات ) بزيارة المقابر والتي بها اولادهن وأزواجهن مدفونين بـها ... حاملين (الكـرامة ) بأنواعها المختلفة أموالآ كانت ام لحوم او كعك العيد وملابس للفقراء والمساكين.

    وهي عادة وان كانت غير مستحبة في الاسلام الا ان صـلات الرحم ومواصلة القبور غدت مغروسة في النفوس واضحـت عادة لايقف امامها دين او امتناع من أب او زوج.

    من مزايا هذة الزيارات للمقابر إلتقاء الاسـر والاحباب والذين تشاء ظروفهـم والا يلتقوا في الايام العادية وتتجدد عند القبور اواصر الصداقة... ومن مزايا الزيارة أيضـآ تبادل الاخبار القديمة والجديدة مابين الزائرين للمقابر والسؤال عـن الغائبين في الغربة او اشياء اخري تهم هذة الاسر.

    مجتمع زوار المقابر خلال العيد تلمس فيهم حبهم الدافق لموتاهم وحرصهم علي اعادة ترتيب اشكال المقابر ورشـها بالماء وكنس ماحولها من اعشاب، والتي هي مراسـم مشابهة تمامآ للترتيبات التي قـمن بها النساء وقبيل قدوم العيد لبيوتـهن ودورهـن بيوم واحد (يـوم الوقفة)...وكأنهن يؤكدن ان المقابر جزء هـي جـزء لايتـجـزأ من بيـوت هـن الـمأهولة... وانه واذا كانت هناك نظافة خاصة بالمنازل قبيل العيد فإنه وقبيــل صـلاة العيد وبدايته تاخـذ الـمقابر ايـضـآ نفس الاهـتمام والعناية من النظافة والاهتمام.

    مامن أسـرة سودانية ( ثرية كانت او فـقيـرة ) وتمتنع عن هذة العادة...

    وجرت العادة ايـضآ وعند كل عـيـد وان تقوم أسرة الراحـل مـحجوب مـحمد بزيارة الـمقابر مـثلها ومثل كثيـر من الأسـر ويأتي ايـضآ جـمع كبيـر من النوبييـن نساء ورجال واصـدقاء الاسـرة ليشاركوا الأسـرة الـمكلومة فـي الزيارة.

    ولكن ويالـمهازل القـدر وسـخرياته... ان تكون ألاسرة الوحيدة في العاصـمة الـمثلة ولاتـستطـيع ان تـقرب مقابر مـوتاها... هـي عائلة القاتل صـلاح كرار خـوفـآ وخـجـلآ ورعبــآ ونـدمآ وأن يلـتقوا هناك بأسـرة وأصدقاء وأهل الشهيــد مجـدي!!!.

    غـدآ وفـجرآ تبـدآ الزيارات... وتبدآ الطقوس والتي عمرها الأن بعمر السودان وهـناك بالـمقابر تتجـدد العلاقة مابين الاحياء والمتـوسـدين تراب الارض... ويلـمسون ترابـها ويتعلقون بالشواهـد ويقرأون القران ويتـرحـمون علي موتاهـم بكل مـقبـرة ولاينسون واحـدة منـها...

    وبعدها يعـودون لـمنازلـهم بروح جـديـدة منتعشـة وطـمآنينة وروح عالية وكأنهم فعلآ قد إلتقوا بمـوتاهم وجهـآ لوجـة.

    .... الا أسـرة واحدة من دون الـملاييـن من الأسـر الاخـري غضـب الله عليـها فـحرمها متعـة زيارة موتاها وغـدت مقابرهـم..... يـتيــمة فـي يـوم العـيـد!!!!!.
                  

12-08-2008, 12:03 PM

معاوية الأرباب
<aمعاوية الأرباب
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1066

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    رحم الله الشهيد المغدور مجدي محجوب

    وتقبله قبولا حسنا وغسله بالماء والثلج والبرد

    وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من اهله

    وصبر الله قلب أمه المكلومة وكفكف دموعها وهدأ لوعتها

    وداوى جراحها

    العار العار لمن سلب ماله وروحه

    وتعسا لجلاديه ممن لقي وجه ربه ويداه تقطران من دماء

    مجدي

    أخي الصائغ : هؤلاء الأوباش الأجلاف أين منهم سماحة الاسلام

    الذي يتدثرون بعباءته وهو برى منهم , اين منهم عمر بن عبد العزيز

    الذي كان يفسر الشك لصالح المتهم ويقول " لئن يلقى الله بذنبه خير من

    القى الله بدمه"
                  

12-08-2008, 06:49 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: معاوية الأرباب)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    Ahmed Mohammed Osman
    تـحـية طـيبة،
    وكل عام وانت واسرتك الكـريـمة فـي تـمام العافية والصـحـة، وعـيـد سـعيـد ملئ بالافراح باذن اللـه تـعالـي:

    *** - تقول احـداث ذلك الزمان من ديسـمبـر عام 1989 انه وفـي اثناء اعتقال مـجـدي ووضـعه بالـحراسة فـي سـجـن " كوبر " جاءت الأخبار لتقول ان الطيب محـمد خيـر " سـيـخة " قد نـجـح فـي اعتقال الدكتور علي فـضل فـي يوم 8 ديسـمبـر 1989 ( اي في مثل هـذا اليوم قبل 19 عامآ )، وراحـت الحكومة تـفتخـر باعتقاله وانـها - اي الـحكومة العسـكرية وقتـها - قد استطاعت ان تـحـبط مؤامرة تـخريبية اسـتهـدفت النظام الاسلامي الجـديد في البلاد!!!!

    *** - في مثل هـذا اليوم 8 ديسـمبـر وقبل 19 عشـر عامآ بدأت سلسـلة عـذاب الدكتور علي فـضل باحـدي " بيوت الأشـباح " علي ايدي عـدة سـفلة لـم يراعوا حرمة دين او اخـلاق. اول من بدأ عـمليات التعذيب هـو الطيب "سـيخة" الذي راح يذكر علي فضل وهو مـقيد اليدين والقـدميـن بنشاطه بالـجامعة وانتـماؤه للـجـبهة الديقراطية، وبيـن كل كلمة واخري منه كانت تنـهال الصـفعات والركل، وابتكروا لعبة اسـمها " اطفاءاعقاب السجائر " علي صـدغ ووجه علي فضل. كان حـقد الطيب "سـيـخة" فوق تصـور الخيال، وانفلتت منه عشرات العبارات المسيئة لاسرة المعتقل، وحـرمه من الشرب واكل، ووضع لفافة علي عـينيه حتي لايري النور بالايام الطوال. ظل علي رهـيـن الحبس من يوم 8 ديـمبـر 1989 وحـتي 23 ابريل 1990 حـيث لقي ربه بعـد معاناه ومن جـراء الـتعـذيب والجوع.

    *** - تـمر اليوم الذكري التاسـعة عشـر عامآ علي ذكري اعتقال علي فضـل، وهـي ذكري لاتقل باي حال من الاحـوال عن ذكري اعتقال واعـدام مـجـدي وبطرس واركانجلو.

    *** - الـتحـية والاجلال لعلي فـضل، ويكفينا فـخرآ انه مات شـهيـد وماتنازل عن مبادئه التـي مات من اجـلها،

    *** - اما القاتل الطيب "سـيخة" فقـد كان انتقام اللـه تعالـي قاسيآ ومرآ، ويكفي ان زملاءه بالقوات المسلحة قد نبـذوه وتخـلوا عنه ككلب اجرب، وطرد من القصـر، وفقـد كل امتيازاته كضابط عسكري وكعضو بالمجلس العسكري الحاكم وقتها، وفقـد الاحـتـرام من كل من عرفه بعد ان عرفه الناس انه وراء تشـريد عـشرات الالأف من الموظفين والعمال وضباط بالقوات المسـلحة والشرطة، ووراء خـراب اسر بعض اصـدقاءه،

    *** - انه يعيش مثله ومثل صلاح كرار ورامبو ويونس .... فـي ضياع وفقـدان قيـمة واحـتـرام.

    +++ اخـي الحـبيب،احـمد،
    لك مودتي.
                  

12-09-2008, 05:37 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    Quote: انتظر (عادل ) قليلاً مع صديقه لحين إكتمال إنصراف أفراد الأسرة للمترل، عندما نهض ليودعه، على أمل اللقاء به في ظهر ذلك اليوم كالعادة، همس له مدير السجن : (بأن يأتي إليه لوحده الساعة الحادية عشر قبل الظهر !) ، حينها كان (مجدي ) متجها بصحبة حرسه إلى زنزانته، بينما كان (عادل )يجاهد الأّ تقع عيناه عليه، واضطرب وجيب قلبه .. ولكنه تماسك .. خارجاً، لايدري إلى أين؟!
    عاد مسرعا إلى مكتب مدير السجن، وطلب منه أن يخبره بالحقيقة مباشرة، وإنه أو (مجدي ) سيتحملان هذه الحقيقة .. مهما كانت النتائج .. كان الحزن يكسو وجه المدير، الذي أخبره بصوت متأثر، بأن الإستئناف المقدم من المحامي تم رفضه، وقرأ عليه قرار رئيس القضاء الذي كان فحواه : " أن المتهم من الذين يشتغلون بالتهريب، وأنه من أسرة تمتهن التهريب وتخريب الإقتصاد، ويطالب بتوقيع أقسى العقوبة، والتشديد فيها .. وإنه يؤيد .. الإعدام ." وبالقرب من هذا القرار كان هناك توقيع رئيس مجلس الثورة، .. الشهير .. (أوافق)!!.. وأخبره ايضاً، أن تنفيذ الحكم سيتم الليلة، بعد أن أحضر (الملف) إبراهيم شمس الدين، عضو مجلس الثورة .. أحضره بنفسه إلى إدارة السجن، حيث سيتم التنفيذ .. والإعدام .ولأنه مقاتل، وخاض غمار الحروب، خاصة في جنوب البلاد ورأى فيها ما رأى، تلقى (عادل )الأمر بثبات الفرسان عند المحن، وطلب من المدير أن يسمح له بمقابلة ( مجدي ).. أستجاب لطلبه .. أندهش (مجدي) عندمل رأى صديقه بالمكتب وهو لم يفارقه إلاّ منذ قليل، ورأى في نظرات صديقه لمعاناً وبريقاً، يبدو كالضوء الخافت قادماً من على البعد، وبادره قائلاً : " عادل .. ماذا هناك؟ !!". لم يتمالك (عادل ) نفسه أخبره بفحوى قرار السيد رئيس القضاء وتأييده من رئيس مجلس الثورة .. وهو الإعدام، وسيتم التنفيذ ..الليلة .
    لم يصدقا نفسيهما عندما رأيا (مجدي ) يبتسم وهو يمازح صديقه قا ئلاً : " هل تصدق يا عادل انني حلمت بأبي اليوم .." . وصار يهدئه، مو اصلاً أن الأمر لله وحده .. وأجهش (عادل ) ومدير السجن بالبكاء هذه المرة .. ولكن بصوت مكتوم، كدوي المدافع، ومراجل الصدور عندما يعتريها الغضب والشعور بالغبن والمهانة . أمر المدير بفك قيوده، وأجلسه قرب صديقه، وجلس ليدون على بعض الأوراق إجراءات الإستعداد .. لإعدام (مجدي ).. و (مجدي ) هاد ئاً يوصي صديقه


    الأستاذ بكرى الصايغ
    كل عام وأنتم بخير
    والله لم اتمالك نفسى وأنا اقرأ مقالك هذا، لم تدمع عيناى فقط بل أجهشت بالبكاء
    كيف بربك يقتل شخص فى ماله ولحوزته لعملة أى كان نوعه، وقبل أن يفيق أهل
    السودان من هول صدمة إعدامه، يصبح تداول العملات أمراً عادياً مشروعاً!

    البركة فيكم وفى أهله وأمه المكلومة
                  

12-10-2008, 12:59 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الحبوب،
    معاوية الأرباب،
    تـحياتي ومودتي،
    وكل عام وانتـم والـجـميع بـخيـر وعافية.

    *** - بتاريخ يوم 7 ديسـمبـر 2007 " العام الماضـي " توفي جلال علي لطفي رئيـس القضاء السابق والذي نـحمله نـحن النوبييون تـهمة التواطؤ مع صلاح كرار في اعـدام الرحـل مجـدي وبطر واركانجلو، وانه سـكت عن التجاوزات القانونية الخطـيرة التي صـاحـبت محاكمة مـجدي التي رفض فيـها القاضـي "الحرامي!!!" الاستماع لاي شـهود ولامحامين بل واكـبر جـريمة ارتكبها جلال علي لطفي انه سكت عن تدخل صلاح كرار والرائد شـمس الدين في شـؤون سـيـر المحاكمات وهـما اللذان قاما باصدار احكام الاعـدامات واجبار القاضي العسكري علي قبولها!!!

    *** - بعـد الاعـدامات شعر جلال علي لطـفي بفداحـة الفعل المشيـن والمنافي لابسـط القوانين وفي حـق المتهمين في الدفاع عن انفسـهم وهو امر كان مفقودآ بالمحاكمات، فراح ويتعلل ان الاحكام العسكرية التي كانت بالبلاد وتـمجيد كل القوانين السارية وقتها لم تـسـمحا له بالنقد او الاعتـراض!!!

    *** - في احـدي المقابلات الصـحفية التي اجريت مع السفاح صـلاح كرار سأله الصحـفي عن ظروف وملابسات اعـدام مـجدي، فانفعل السفاح وهاج وقال للصحـفي لماذا لاتسأل جلال علي لطفي فـهو المسؤول الاول عن المحاكمات!!!

    *** - انفعال صلاح كرار يـدل علي انه يعيـش زمن الخـوف الذي يلازمه من ديسـمبر 1989 وحـتي اليوم، ويسـيطر عليه كابوس " مـجـدي " ويقلق باله وراحـته!!!

    *** - صـلاح كرار وباقي الشلة التي اعـدمت الأبرياء...سيأتي اجـلآ او عاجـلآ يوم حسابـهم العسيـر، وسيقفون امام القضاء ... طال الزمان ام قـصـر.

    لك مودتي يامعاوية.
                  

12-10-2008, 01:25 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    رامي يوسف الصديق،
    تـحـياتي ومـودتي،

    *** - وكل عام وانت وأسرتك الكريـمة في تـمام العافية والصـحة متنميآ من اللـه تعالـي ان يـجعله عيدآ ملئ بالسعادة والأفراح.

    ***- واشكرك علي مؤازرتك وتـضامنك مع ذكري الشـهداء.

    *** - اصـداء الاعـدامات التـي طالت مـجـدي مازالت ترن في الأذان ومازالت الاقلام الامينة والـمخلصة تتناول الاعـدامات بالنقد الشديـد وهو الامر الذي كان مفقودآ في السابق في ظل هـيمنة كرار وسـيخة وشـمس الدين الذين هـم في عـداد من دخلوا مزبلة التاريخ السوداني.

    *** - ارفق لك مع هـذه الـمقالة مقال كتبه الاخ عـدنان زاهر لتكون وثيقة في هـذا "البوسـت".

    لك كل مودتي اخـي رامـي.

    *************************
    *************************

    جرائم لا تنسى و لا تغتفر!
    --------------------------------

    عدنان زاهر [email protected]

    الصحف هذه الايام حافاة بمقابلات و لقاءات مع شخصيات لعبت أدوارا فى الحياة السياسية السودانية. نجد فى معظم تلك اللقاءات وجهات نظر تؤرخ لأحداث أو تبرر لوقائع فى التاريخ القريب و البعيد يدور حولها كثير من الجدل و اختلاف وجهات النظر و ذلك لأسباب متعددة. هذا النوع من المقابلات فى العادة يتم مع فئات شاركت مع الانقاذ فى بداية حكمها و لعبت دورا فى تمكينها من السلطة، بعض من هذه الفئات لا زال يحتل مركزا مرموقا فى أجهزتها و البعض الآخر قد ازيح منها بعد ان أستنفد كل ما لديه.

    المتابع يلاحظ دون عناء، أن النوعين يعدو لاهثا، متسرعا و مرتبكا لكتابة التاريخ من الوجهة التى تعطى مصداقية لافعاله أو تبررها أو تنفى وقائع بعينها. بالطبع و هم يقومون بذلك لا يهمهم كثيرا الكذب ، تزوير الحقائق أو حجبها كليا. كثيرون من هؤلاء يعلمون أن كتابة رأى، تدويره و تكراره فى بلد يسيطر عليه اعلامهم، و فى بلد تضمر فيه وسائل اعلام المعارضين لهم، يمكن على المدى الطويل تصديقه أو على الاقل بذر الشك و البلبلة فى الرأى المخالف لهم. داخل هذا الاطا ر يمكن تصنيف حديث صلاح كرار الذى نشر فى الصحف مؤخرا.

    كان فى الامكان اشاحة النظر و عدم الالتفات الى حديثه هذا، كما فعلنا مرارا مع أحاديث مشابهة له فى القول و الفعل، و لكن لأن المسألة التى تطرق مهمة آثرنا التصدى لها. أولا، ما أدلى به يمس جوهر العدالة و القانون و مصداقيتهما، ثانيا يتعلق بعنف الانقاذ المنفلت الذى مارسته و لا زالت تمارسه تجاه الشعب السودانى، و اخيرا لأن ذلك الحدث ترك خدوشا فى المجتمع السودانى و جرحا غائرا على الأسر التى نكبت به من الصعوبة شفائه.

    صلاح كرار عضو مجلس قيادة الثورة السابق للانقاذ، رئيس لجنتها الاقتصادية فى بداية حكمها، أدلى لصحيفة آخر لحظة العدد 316 بحديث قال فيه ان لا صلة باعدام مجدى محجوب محمد أحمد بتهمة حيازته لعملة أجنبية ( دولارات )، كما أقر فى حديثه بخطأ ذلك الحكم باعتبار أن التهمة لا ترقى لدرجة الاعدام.

    قال أنه يخشى على الانقاذ من الظلم و الفساد الذى استشرى، و أضاف انه يقوم بكتابة مذكرات سوف تنشر بعد مماته.

    مع اهمال ما قاله عن فساد الانقاذ- لاننى لست بصدد مناقشته فى هذا الحيز- انقل مقتطفات من حديثه ذلك- يقول محاولا تبرئة نفسه من اعدام مجدى (أسألوا جلال علي لطفى رئيس القضاء وقتها ) - ( وقتها كنت فى دولة الامارات العربية لمتابعة بعض الشئون الرسمية، و مكثت هنالك لأكثر من اسبوعين و علمت باعدام مجدى من أحد أقربائه اللذى كان يعمل كابتن بحرى )- (أننى لا يد لى فيما حدث)- (الشخص الذى يجب أن يسأل هو جلال على لطفى ، أسألوه قبل فوات الاوان فهو لا زال على قيد الحياة)

    ابتداءا يلاحظ القارئ ثلاث أشياء تطل ساخرة من ذلك الحديث و هى:

    • التهافت لنفى اشتراكه فى الحدث.

    • الهلع الظاهر من المحاسبة و حكم التاريخ.

    • التنصل المزرى و المخجل و محاولة القاء المسئولية على الغير.

    فى تقديرى ان اعدام عدد من الافراد ( مجدى، جرحس،و شخص آخر سقط من الذاكرة) هى واحدة من الجرائم البشعة الكثيرة التى ارتكبها نظام الانقاذ، و هى بشعة :

    • لانها تمت بقصد و ترصد مستخدمة فى ذلك – زيفا – تطبيق القانون ، و هى كانت بفعلتها تهدف الى ارهاب الشعب السودانى و من ثم الرأسمالية الوطنية لابعادها عن السوق ليخلو لهم ، و قد نجح هذا المخطط لاحقا.

    • الفعل لا يتناسب و العقوبة ، فحيازة عملة لا تستوجب الاعدام.

    • نفس هذه السلطة التى قامت باعدام أشخاص لحيازتهم عملة خارج الأطر القانونية، عادت بعد عدة أشهر لتسمح بتداول العملة الاجنبية بل لتتاجر بها !!

    • ذلك الحكم المتعسف ترك آثاره على المجتمع و على الأسر التى نكبت فى أبنائها.

    • هو حكم يستحيل جبر ضرره لأنه لا يمكن احياء من أعدموا، و هى الحجة القوية التى يستند عليها دعاة الغاء عقوبة الاعدام.

    نأتى بعد ذلك الى حديث عضو مجلس قيادة الثورة السابق ، و رئيس لجنتها الاقتصادية. يقول أن لا صلة له باعدام مجدى و هو قول يجافى المنطق السليم للاشياء و من ثم الوقائع الثابتة.

    • كان هو رئيس اللجنة الاقتصادية التى بدأت فى ترويع خصومها السياسيين، و قد كانت هى المعادل لجهاز الامن فى ذلك الوقت. مجدى و الاخرين حوكموا بتهمة اقيصادية فكيف ينفى رئيس اللجنة علمه بالامر و الكل يعرف انه لا يمكن فتح بلاغ دون علم و موافقة تلك اللجنة؟ كما أن وجوده خارج السودان لا يعنى نفى علمه أو مشاركته، وهو بذلك لا ينهض دليلا على براءته.

    • يقول أن اعدام مجدى كان خاطئا فمتى توصل لتلك الحقيقة البديهية؟! و لما ظل صامتا طوال هذه السنوات؟! أم حلاوة السلطة و المقعد المريح يحجبان الحقيقة!!

    • يقول اسالوا جلال على لطفى ، فلماذا لم يسعى الى مساءلته و هو عضو مجلس قيادة الثورة؟!

    • يقول أن هنالك مذكرات ينوى كتابتها حول الحدث و سوف تنشر بعد مماته! ذلك يعنى الامعان فى حجب الحقيقة و الخوف من المساءلة لانه يعلم تمام العلم أنه لا يمكن مساءلة "ميت!"

    رئيس اللجنة الاقتصادية السابق هو نموذج لشخصيات كثيرة فى هذا النظام أياديهم ملوثة بدماء الابرياء، و هو نموذج يوجد فى كل الأنظمة الديكتاتورية. هذا النوع من البشر يرتكب كل ما يخالف القانون، العرف و الوجدان السليم، ثم يأتى لاحقا ليدعى النزاهة و البراءة بل النصح و الارشاد و الدفاع عن الحقيقة!!

    اٍن قيام هذا النظام باعدام أشخاص لحيازتهم "حفنة" من الدولارات ، لهى من الجرائم التى لا تنسى و لا تغتفر.

    23 يونيو 2007

    موقع مقالات عدنان زاهر.
                  

12-10-2008, 01:40 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    انا علي قناعـة تامـة ان دعوات الـحاجـة ( نبـرة ) والدة الشـهيـد مـجـدي ولـجوءها للـه تعـالـي ان يـقتـص وينتقـم مـن القتلة السفلة هـي الـدعوات الـتي اسـتجاب اللـه لـها وأنهـت حـياة الرائـد شـمس فـمات مـتفـحمآ... وقبله الزبيـرمحـمد صالـح مات غرقآ....والقاضـي انتـهـي اخـلاقيآ وعسـكريآ، واللأئـحـة طـويلة...ومـاربـك ظـــلام للعـبيـد!!

    قال اللـه تـعالـي " أدعـونـي أسـتـجـب لـكم " .. فنادت ام مـجـدي ربـها...فكان القصـاص الرادع الذي لـحـق ببـعـض السفلة..وللباقييـن نقول " اللـه يـمـهـل ولا يـهـمل ".
                  

12-19-2008, 00:58 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبيب،
    نادر الفضلى،
    تـحـية الود والأعـزاز،
    وسـررت لقـدومك لـهذا " البوست " الـمحـبط، واشكرك علي ااـمشاركة.

    *** -
    *** -

    19 ديسـمـبـر 1989:
    ---------------------

    أنتهت " مراسم " الإستعداد، لإعدام ( مجدي ) ، وسار بهدوء يتبعه حرسه، وتشيعه نظرات مدير السجن، (عادل) وبقية الموظفين الذين كانت دموعهم تسبق إجراءاتهم إلى زنزانته، وفي الطريق إليها عبر القسم (ج) ، حيث كانت أنظار كل المعتقلين السياسيين تتابعه، وبعضهم أجهش بالبكاء، وانسابت دموع البعض .. بهدؤ وهم يهدئون زملائهم .. ابتسم لهم (مجدي ) ، وأقترب من أحدهم، وهو (محامي ) مشهور طالباً منه بأدبه الجم ، أن يرسل إليه كو با من الشاي .. أرسله إليه في زنزانته مع حارس عابر في الممر والعبرات تكاد تخنقه من الحزن على هذا الشاب الوضئ .. الخلوق .. المهذب والهادئ حتى في أحلك الظروف .. وفي المساء أ ُضيئت الأنوار الكاشفة، بعد المغرب مباشرة، داخل السجن وخارجه، وانعدم الهمس والكلام بين الناس بداخله، حتى موظفي السجن كانوا يقومون بأعمالهم، وهي أشياء تعودوها بالممارسة ..كانوا يقومون بذلك في صمت، ونظرات زائغة، كأنها شعور بالذنب .. والظلم .

    *** - أستلم أحد الأقارب حاجيات (مجدي ): النظارة، وبعض الملابس، بينما تطايرت أوراق تصاريح المرور من يد (عادل ) ، الذي كان مذهولاً وقتها، حتى جمعها أحد الجنود من الأرض ووضعها في يده .أصطفت سيارات الأهل والأصدقاء والمعارف، بعد منتصف الليل بقليل، خارج أسوار السجن، وجاء(عادل ) واشقاء (مجدي ) يحملون جثمانه من الداخل عبر البوابة الرئيسية، ووضعوه في سيارة صديقه (مرتضى حسونه ) ، واتجهت السيارات عبر (جسر ) القوات المسلحة متجهة جنوبا إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سمحت نقاط التفتيش وقتها بمرورهم السريع، لأن على جانبي الطرق كانت تتحرك سيارات أخرى تراقب .. وتتابع هذا الموكب .. بداخلها (الزبير محمد صالح) ، (فيصل أبو صالح ) وكان وز يرا ً للداخلية، و (صلاح الدين كرار ).. و (إبراهيم شمس الدين).. أعضاء مجلس الثورة (الحاكم ) ، ولكن لعبة( الروليت ).. ما زالت مستمرة .. ولابد لها من أهداف أخرى .وصل الموكب إلى المنزل، حيث كانت كل الأنوار مضاءة .. والزحام رهيب، ولا يوجد موضع لقدم أو مكان لسيارة .. كل الأهل هناك في الخرطوم ) ).. 2 وكل أصدقاء الأسرة .. وحتى أ ُناس لا يعرفو??مأتوا .. والأقارب الذين أتوا من (سُُُرّة) وبعض قرى حلفا القديمة، وحلفا الجديدة، وسفراء وقناصل بعض الدول يتقدمهم صديق الأسرة .. وكل السودانيين، سفير دولة الكويت المرحوم (عبدالله السريُع ) ، وبعض رجال المال والأعمال والإقتصاد من أصدقاء والده المرحوم (محجوب) ، وبعض الدبلوماسيين من أصدقاء المرحوم (جمال محمد أحمد).. ذلك الدبلوماسي والأديب الرائع الذائع الصيت، في حياته .. وبعد مماته، وكل أبناء وبنات الأهل .. وكل كهولهم .. بإختصار كل من كان يعرف تلك الليلة .. بالخرطوم وما يدور فيها، خاصة سكان الأحياء القريبة من الخرطوم (2) ، والذين تحدُوا حظر التجوال، وهي شهامة عُُرف بها أهل هذا البلد .. وفعلاً، وكما قال الأديب ( الطيب صالح ) " من أين أتى هؤلاء القوم؟ ".. هل يعرف الحكام الجدد مثل هذه الروح السودانية .. التي أزهقوا واحدة منها هذه الليلة؟ !.. كانت مخابراتهم ورجالها، حركاتهم وتحركاته?م ظاهرة للعيان .. في كل الشوارع المجاورة، وأجهزتهم الصوتية واللاسلكية يتردد صوت وشوشتها أحيانا ً، لأن كل المنطقة في ذلك الوقت .. وكل الناس، كانوا في حالة من الصمت الرهيب لا يسمع خلالها إلأّ بعض هنات وآهات حرُى، يكاد زفيرها يحرق حتى الأشجار المجاورة، لأن القهر يحجر حتى الدموع في العيون ويمنعها من التساقط .. (ولذلك .. ورغم مرور كل هذه السنوات مازال الجرح .. ند يّاً .. طرياً في قلوب الكثيرين .. والكثيرين جدا ..).

    *** - تم إدخال (الجثمان ) إلى غرفته، وحاولت والدته إلقاء نظره أخيره على وجهه هي وبناتها، ولكن تم منعهن بحزم من بعض كبار رجال الأسرة، لأن للشخص بعد إعدامه م نظر لا يمكن أن يمحى من الذاكرة، وذلك بتغير شكله الطبيعي .. خاصة منطقة العنق .. وهنُ ، وكل الأهل لم يروا (مجدي ) في حياته إلأّ جميلاً في شكله .. وقبل ذلك في أخلاقه .. جلس كل الناس الحاضرين، حول المنزل وداخل الأسوار وفي ممرات طوابقه، يعلوهم حزن هائل .. ومخيف، في إنتظار إنبلاج الفجر وظهور الضياء لكي يتحرك موكب التشييع إلى مقبرة (فاروق ) ، حيث المدافن العامة، حيث والده واعمامه، وبقية المتوفين من العائلة .. ليرقد بجوارهم .. وتحت التراب، ليحكي لهم ما يدور على سطح الأرض .. أرض السودان .. ونظام حكمه .. الجديد . تحرك الموكب في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً، والزحام الرهيب يغطي الطرقات، والشارع الرئيسي في سوق الخرطوم (2) ،والمتجه جنوباً، توقفت حركة السير فيه ونزل بعض المواطنين من المواصلات العامة وأنضموا للموكب بدافع سوداني (فطري) ، هو الشهامة والشعور بأن هناك ظلماً أحاق بصاحب الجثمان .. وانتشر رجال الأمن يراقبون الموقف ..(إبراهيم شمس الدين ) بسيارته الكريسيدا البيضاء، يقودها من على البعد ويد على المقود، والأخرى قابضة على جهازه اللاسلكي يعطي الأوامر .. وانتشرت سيارات الشرطة حول المقبرة، وخارج أسوارها .. ولأول مرة تقدم الموكب فتيات الأسرة ونسائها عندما صمت بعض الرجال .. هتفن ضد الظلم، لاعنات هؤلاء الجلادين من رجال النظام وعلى رأسهم (إبراهيم شمس الدين ) والسيد (رئيس القضاء )؟ ! .. وأنطلقت حناجر الجميع .. وكان بركاناً . و .. (إبراهيم شمس الدين ) كان هناك في الناحية الغربية لسور المقبرة .. من الخارج .. يراقب الموقف حتى إنتهت مراسم الدفن، وطلب البعض الهدوء، عند العودة للمنزل، حتى لا يتشفى ذلك ( الرابض ) خلف السور في جمهرة الناس ويأمر بإطلاق النار .. حتى داخل المقبرة، وهم الذين فعلوا ما فعلوه (بمجدي ).. دون أن تطرف لهم عين، أو تأخذهم شفقة . أستجابت الجموع على مضض لهذا النداء وعادوا صامتين . وبقي (مجدي ) جوار أبيه ( محجوب ).. ولكنه هذه المره كان هاد ئا فعلاً ذلك الهدوء المثير والأبدي .

    *****
    كانت أيام العزاء لهذا (الشاب) ملحمة وطنية . يعتري الغضب النفوس بصمت، ويظهر في العيون المحمرُة من الإنفعال والسهر . ورغم ثراء الأسرة ومحاولاتها إكرام ضيوفها المعزُين من طعام وشراب، كعادة السودانيين في مآتمهم، إلاّ أن أحد لم يذق طعما لشراب أو يجد لذة في أكل .. الكل في حالة ذهول . وطيف ً (مجدي ) يحوم حولهم بإبتسامته الدائمة .. ويغمرهم بدفء أخلاقه الحميدة .وأيامها، حتى بعض العسكريين من الأصدقاء والمعارف، لم يترددوا ولو للحظة من حضور مراسم الدفن وأيام العزاء .. وكانت أعين الأجهزة الأمنية تراقبهم، لكنهم لم يجبنوا .. ولم يستطع الأهل أو (عادل ) أن ينفذوا وصية (المرحوم ) بشأن العزاء، لأن سيل القادمين إليهم كان بالكثرة التي لا يستطيعون منعها .. كان هؤلاء تحملهم عواطفهم، وتعاطفهم وهي وحدها تقود السودانيين عندما يشعرون بأن هناك ظلما قد حاق بأحدهم .

    *** -
    اللـه يرحـمك يامـجـدي....ويـصـبـر الـحـاجـة " نـبـرة ".
                  

12-19-2008, 01:14 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    قبل طبعه بالمطابع سودانيزاونلاين دوت كم تتشرف بنشر اخطر كتاب عن الفساد فى عهد البشير

    قبل طبعه بالمطابع سودانيزاونلاين دوت كم تتشرف بنشر اخطر...لفساد فى عهد البشير

    الـمصـدر:
    مكتبة الفساد:
    قبل طبعه بالمطابع سودانيزاونلاين دوت كم تتشرف بنشر اخطر كتاب عن الفساد فى عهد البشير.

    09-10-2005, 05:28 م.
    بكرى ابوبكر-

    بسم الله الرحمن الرحيم
    عبــر الجســـر ... إلى شـــرق النيــل
    ROSS THE BRIDGE … TO THE EASTERN OF THE NILE
    (( حكايـات مـن زمـن الخـوف والهـوان .. في الســودان))

    يكتبها:

    الأهــداء.
    ----------------

     إلى والدة الشاب السوداني " مجدي" ... تلك السيدة الصـابرة.

     إلى والده .. " محجوب محمد أحمد " .. الذي تنكر له الطغاة. بعد أن بنى لهذا الوطن مشاريعاً إقتصادية هامة.. وهم يعدمون ابنه.

     إلى " محمد " .. واخوته وهم يحملون هذا الحزن الهائل .. والنبيل رغم السنوات في اعينهم وقلوبهم .. وكأن الجرح كان بالأمس .. فقط.

     إلى كل اصدقاء ومعارف " مجدي " .. الذين ما زالوا يترنحون من هول الفجيعة.

     إلى وطن .. بحجم السودان الكبير .. أحبه .. ولكنني اكره كل من تعاطى السياسة فيه .. لأنهم اساس البلاء .. منذ الأستقلال.

     إلى تجار الدين .. الذين لم نحاسبهم حتى الآن على الخداع.

     واخيراً إلى الشـعب السـوداني .. الصـامت.

    المقدمــة.
    -----------------
    كل بلاد العالم لها انظمة سياسية تحكمها وتدير شؤونها وتنظم حركة المجتمع. وتختلف هذه الأنظمة من الديمقراطية، إلى الدكتاتورية الحزبية أو العسكرية أو النظام الأسري الوراثي، ما عدا في بلاد هي اكبر بلاد قارة افريقيا... السـودان... حيث وصلت إلى سدة الحكم فيه، اخطر وأشرس (عصابة)... لتحكم وبكل اسف بإسم الدين الإسلامي، اعتمدت في سيطرتها لحكم السودان على قوة المال... وقوة السلاح... وعدد كبير من الشباب المهووس دينياً.. والمخدوع سياسياً، والذي يسهل انقباده في هذا الزمان اقتصادياً.

    في البداية خرجت هذه (العصابة) والتي تحكم الآن من الأحياء الشعبية من حول العاصمة الخرطوم وبعد ان انضمت إلى شيخها المشهور عالمياً ( د. حسن الترابي )، تسللت وهو يقودها ببراعة اشتُهر بها إلى السلطة في ليلة 30 يونيو (حزيران) من العام 1989م. ومنذ هذا التأريخ الأسود في الحركة السياسية السودانية بدأت مرحلة لم تعرفها البلاد حتى في احلك ظروفها سواداً: التشريد من الخدمة العامة والإعدام.. السلب والنهب.. واصبح القادمين الجدد بعد عدة سنوات اثرياء إلى حد التخمة وهم الذين كانوا يسكنون أطراف المدينة وليس لهم ذكر حتى في مجتمعاتهم الفقيرة، وعندما نافسهم (شيخهم) وجماعته على اسلابهم طردوه..ثم سجنوه.، سنوات عديده كأنها الدهر بأكمله استطاعت هذه (العصابة)، والتي تسمى النظام السوداني ان تتحكم في كل مناحي الحياة برشوة كل رجال اعمدتها القوية الجيش.. الشرطة.. الأمن بالمناصب الرفيعة، والأموال والمساكن والشركات والبيوتات التجارية ووكالات السفر، اما اصحاب المناصب السياسية فصاروا من كبار السماسرة والتجار ايضاً.. وعلى رأسهم وزير داخلية (العصابة).. أقصد النظام وغيره من الوزراء ونوابهم.. والمحافظين وحكام الولايات وعلى رأسهم حاكم ولاية الخرطوم المدعو " المتعافي" Elmotafi الذي لم يترك شبراً حول ولاية الخرطوم من الأرض دون ان يضع يده عليه هو وبطانته، اي اصبح لدى كل مسؤول سياسي (عصابة) فرعية ضغيرة تساعده على إحكام السيطرة على دائرة اختصاصه من أرض.. وبشر، تعاونه في ذلك مجموعة لابد ان تكون منتقاة من رجال الأمن.. والجيش.. والشرطة..وبكل اسف بعض القضاة ووكلاء النيابة وهم رجال القانون الذين يحمون جميع افراد العصابة الفرعية أو الرئيسية ووصولاً إلى القصر الرئاسي على شارع النيل حيث يقبع بقية اللصوص الكبار. هذا القصر الذي اصبح مرتعاً لكل ما هو خبيث.. وفاسد وبذلك أصبحت الحياة في هذا الوطن.. لا تطاق.

    انعكس هذا الفساد على اخلاقيات قطاع عريض جدا من افراد المجتمع، نساء ورجال وشبان وشابات في مقتبل العمر أو اواسطه أو حتى في بدايات النهاية من هذا العمر القاسي في مثل هذا المجتمع وبدأت تظهر جرائم لم يعرفها المجتمع السوداني من قبل بسبب الفقر.. الدعارة.. وجرائم الأغتصاب.. والسرقة.. والقتل.. والإحتيال.. وبرعت الفتيات في مقتبل العمر في مثل هذا النوع من الجرائم، بسبب هوس بعض الكبار بممارسة الجنس معهن بمقابل مادي او توصية عمل او بعمل تجاري ما..! فظهرت امراض اخطرها (الأيدز).. الذي اصبح ظاهرة وحديث الناس في هذا المجتمع الطيب، وضرب حزاماً حول العاصمة الخرطوم من اطرافها وفي بعض مناطق وسطها.

    في مثل هذه الأجواء القذره، تحكمت (عصابة) النظام عل السلطة حتى هذه اللحظة طيلة هذه السنوات منذ 30 يونيو 1989م، بدأت ببطش المواطنين ونشر الرعب.. ابداً لم يكن الشعب السوداني يستحق كل ذلك ولأن من حكموه قبلهم هربوا أو عارضوا العصابة من خارج الحدود ، وبعضهم قبل ان يشارك العصابة جرائمها وحتى اسلابها وغنائمها.. كان لابد للشعب ان ينتظر ولانه حكيم والحكيم لابد له ان يفكر عندما يفقد الثقة بأي شيء. ولكن لابد ان لا يطول الانتظار .

    في هذه (الحكايه) وهي مجموعة احداث أرجو ان اوفق في جعلها مترابطة نحكي عن بعض (أمثلة).. الظلم ضد هذا الشعب وعن بعض أمثلة من أفراد العصابة التي ساعدت او تحكمت في السلطة وعن اشخاص من المفترض ان يهبوا الأمن والطمأنينة للناس ولكنهم قتلوهم.. ونهبوهم.

    (مجدي محجوب محمد أحمد).. وغيره، سالت دمائهم في الأرض وأصبحت لعنة على العصابة.. استعرت نيران الحرب في الجنوب، وعند فشلهم فيها خضعوا لضغوط الدول الكبرى، واشتعلت دارفور، وخضعوا للدول الكبرى مرة اخرى. ومن أجل أن يواصلوا سيطرتهم على هذا الشعب، بعد ان فقدوا كل مصداقيتهم التي كانوا يتشدقون بها طيلة هذه السنوات وأولها الشعارات الإسلامية التي كانوا ينادون بها ويتسترون من خلفها.. انكشف القناع.. وحانت ساعة المحاسبة، ورغم ذلك أرى ضوءاً جميلاً، ونسيماً عليلاً، في نهاية النفق.

    فإلى حكاية (العصابة).. وهذه بعضاً منها

    الخرطوم 2005م
    الكتاب كاملا هناhttp://www.sudanhosting.com/blackbook[/B]
                  

12-19-2008, 07:19 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    [] 19 ديسـمـبـر 2008:
    -------------------

    *** - الـجـمـعة الـحـزينة!!!!
                  

12-20-2008, 08:01 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    *** - فـي مثل هـذا اليوم 20 ديسـمبـر وقبل 19 عامآ اي فـي يوم 20 ديسـمبـر 1989 كانت عربات "الـمجروس" الـمليئة بالجـنود الـمدجـجـون بالسلاح الناري يـجـوبون الـمنطقة التـي بـها سكن عائلة الراحل مـحجـوب بغـية ارهاب المواطنييـن وجـيـران الشـهيد بعدم التوجه الـي بيت الراحل لتقديـم العزاء في الشـهيد الذي دفن بالامـس. راح الرائد ابراهـيم شـمس الدين ويشـرف بنفسه علي اجراءات الارهاب ومعه عشرات الضباط الكبار بالقوات المسلحة بكامل اسـلحـتهم ومسدساتـهم متدلية علي افـخاذهم صـورة كانت اشبه ب " كاوبوي " الافلام الامريكية!!!

    *** - نشروا الرعب بالـحي بانتشارهم بكل الاركان واطراف الشوارع، منعوا الناس من دخول الـمنـزل وارجـعوا الكثيـرين الـي حـيث من اتوا، ورابط بعض الضباط امام عتـبة الدار. ولكن هـذا لـم يمنـع وان يسـمعوا اصـوات البكاء الصـراخ من داخل المنـزل وعلي البعـد منه، منعوا ايضـآ اقامة اي سـرداق للعزاء او اي نوع من اشكال التجـمعات بالبيت او خارجـه!!!

    *** - يوم 20 ديسـمبـر 1989 سـقطت القوات المسلحـة من نظـر الملاييـن وانطلقت بعـدها ملاييـن اللعنات والدعوات بان يـنتقم اللـه تعـالـي من سـفلة الانقاذ وكلاب القوات الـمسلحـة،

    *** - فـي هـذا الوقت كان الرائـد صـلاح كرار يـجـهز لااعـدام الضـحـية الثانية والتـي اعـدمت ليلة "الكريسـماس" بتوجـيهات منه لتعكـيـر صـفو المسـيحييـن بعيـدهم!!!

    *** - ونـواصـل...
                  

12-20-2008, 11:15 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)
                  

12-25-2008, 02:17 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    *** - وفـي ليلة الكـريسـماس عام 1989 تـم عـدام جـرجـس شـنقآ، وتعـمد صـلاح كرار ومـعه ابراهيـم شـمس الدين ان يتـم تنفيـذ الاعـدام فـي نفس يوم احـتفالات الاخـوة الـمسيحييـن بعـيـد الـميلاد ليعكر عـليـهم صـفو الاحتفالات الدينية ،

    *** - تـم دفن الرحل داخل مقبـرة موجـوجـودة بكنيسـة الاقباط بالخـرطوم،

    *** - زوجـة الراحـل واولادها هاجـروا الـي اسـتـراليا ويقيـمون هناك حـتـي اليوم،

    *** - صـلاح كرار وبعـد الاعـدامات لـحقته اللعنات من كل الـجهات ويعيش منذ سـنوات مازومآ ومـحبطآ بسـبب تـخلي البشـيـر وباقي العسكر عنه ....وبعـد ان تركوه وحـيدآ يـتحـمل وزرء جـرائـمهم التـي كان هو الـمنفذ لـها!!.
                  

12-26-2008, 01:47 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    +++ - 25 ديسـمبـر 1989 يوم لاينسـي فـي تاريخ السودان:
    ------------------------------------------------------

    +++ - بعـد ان اسـتلمت عائلة الراحل جرجـس جـثمانه وتـم دفنه بالكنيسة القبطية بالخـرطوم حاولت الأسرة الـمكلومة والأقارب اقامة العزاء بالـمنـزل كـما جرت العادة ولكن نفـس الـممارسات الـمنحطة التـي قاما بـها صـلاح كرار وابراهـيم شـمس الدين فـي منعـهما لعائلة الراحل مـجدي من اقامة اقامة اي مـظهر العزاء ومنعـهما للأسرة استقبال الـمعزين بالدار او نصـب سـرداق للعزاء، قاما ايـضآ بـمنع أسرة الراحـل جـرجـس من استقبال اي معزين وحـرم النساء البكاء، وانتشرت قوات الشرطة بـكامل اسـتعـداداتـها وهـي مـدجـجـة بالسلاح الناري علي طـول الشارع يرهـبون الجـيـران والـمارة من دخـول الـمنـزل!!!!

    *** - اضـطرت العائلة الـمكلومة الـي نقل العزاء بفناء الكنيسة القبطية بالخرطوم وتباري الأهل والأقارب واصـدقاء الراحل وزمـلاءه بالخـطوط الجـوية السودانية وبـمصلحة الطيـران الـمدني وبالـمطار بالوصـول الـي الكنيسة لتقـديـم واجـب العزاء لزوجـة واقارب الراحـل.

    +++ - امـتلاءت ساحـة الكنيسة بالمعزين واغلـبهم من الـمسلميـن الذين كانوا علي صـلة بالاسرة الكريـمة وليأكدوا للجـمع انـهم كمسلـميـن لايقرون بالاسلوب الـهمجـي الذي انتهـجـته جماعات الانقاذ وحـرمت علي العائلتييـن اقامة العزاء علي مـجـدي وجـرجـس. كان التـحام المسلميـن مع اخوتـهم الاقباط في هـذا اليوم اكـبـر دليل علي التضامن والاخـوة التـي لاتعـرف التعـصب الدينـي وهـوسه،

    +++ - انزعـج كرار وزميله السفاح ابراهيـم شـمس الدين من هرولة الناس للكنيسة لتقديـم العزاء ومن الاصـرار الشـديد عنـد غالبية سكان الخـرطوم والتضامن مع اسرة الراحـل بالكنيسة، فسارعا بارسال قـوة عسـكرية ضـاربة لتسـد الطريق الـمؤدي للكنيسة ومـنع الناس بالقوة من دخـول المـعزين لفناء الكنيسة. ورابـطت مجـموعة من الـمهوسون دينيآ امام بوابة الكنيسة وراحـت تـهدد الداخليـن بعـظائـم الامور وانـهم سيتعـرضون للاعتقال. اعـتدت مـجموعة تنتـمي للجـبهة الاسلامية علي بعـض المسلميـن الذين دخلوا في نقاش وحـوار هادئ معهـم وجـرج عـدد كبيـر منهم نتيـجة اصرارهـم علي دخول الكنيسـة،

    +++ - كان شـمس الدين يشـرف بنفسه علي مراقبة الاوضاع داخل وخارج الكنيسة، وقـد غاظـه انه لايسـتطيع اقتـحام الكنيسة ودكـها بـمن فيـها من مسلميـن واقباط، فوقف من علي البعـد يوقف المواطنييـن ويسـجل في ورقة معه اسماءهم من بطاقاتـهم الشـخـصية!!!

    ++++ - اقسـي مافي الـموضوع ان البشـيـر والتـرابي كانا علي علم بكل الحـركات الدنيئة والـمنحطة التـي قاما بـها رجال الشرطة ودور الرائد صلاح وشـمس الدين في منع اقامة اي مراسم بالـمنزليـن ولـكنهما سـكتا ولـم يقوما بتوجـيه اي اوامر للعساكر باحـترام العادات والتقاليد واحـترام الظروف التـي عليـها الأسـرتيـن!!!

    +++ - تـمر اليوم 25 ديسـمبـر ذكري الـمناسبة الـمؤلـمة، وعـزانا ان اللـه تعالـي " الـمـنتـقـم " " الـجـبار " قـد انتقـم شـر انتقام من الرائـد شـمس الدين فـحـرقه فـي دنياه قبل اخـرته وفـحـمه تـفحـيمآ جـعل الناس ويؤمنون بقـدره الخالق علـي الأنتقام،

    '+++ - اما صـلاح كرار الذي كان فـي مثل اليوم قبل تسعة عشـر عامآ كالاسـد الصـهور يـهدد ويرعـب ويتوعـد ويـعدم قـد صار الأن اقل من ذبابة لايقوي علي الطـنيـن وبات مـنـزويآ تلاحـقه لعنان المسلميـن والـمسحييـن الـي يوم الدين.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de